المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المصريون من أكثر الشعوب حبا لآل البيت


غالي الأثمان
12-15-2007, 11:48 AM
القاهرة ـ القدس العربي ـ أحمد الشوكي:

اعتاد المسلمون الاحتفاء بآل البيت منذ أن قدمت السيدة زينب الصغري بنت الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وبعد أن توالي أهل البيت بعدها في القدوم الي مصر، ومنذ أن رقد رأس الحسين رضي الله عنه بمقره الدائم بالمقام الملحق بمسجده، ثم شهدت القاهرة تواجد السيدة نفيسة والتي يطلق عليها المريدون لقب نفيسة العلم . ويتندرون بقولها عن الامام الشافعي أنه كان يحسن الوضوء وذلك لشعورها أنها أفضل منه علما. ومازال أهل العشق الالهي يرددون في جلسات سمرهم رؤيا زوجها الذي كان ينوي نقل جثمانها للبقيع، فرأي رؤية للنبي عليه الصلاة والسلام يقول له فيها ادفنها في مكانها ليحفظ الله بها أهل مصر.
وتشهد القاهرة العامرة بأهل البيت تدفق المصريين من شتي المحافظات ليزوروا في طريقهم لمشاهير أهل البيت من الجيل الذي تلاهم ثم الذي تلاهم، فيزورون السيدة سكينة من الجيل الثاني والسيدة عائشة بنت جعفر الصادق حفيد الحسين ومقام علي بن زين العابدين، والذي يحمل الشارع المدفون فيه لقبه وهو علي بعد كيلو متر من مقام السيدة زينب، وهم قبلة أهل الوجد وأهل الحاجات الذين تضيق بهم السبل في الحياة، فيقدمون لهم طلبات الترقية والنقل من محافظة لأخري وأحيانا طلب التمني بالزواج من فلانة أو فلان أو عودة الفحولة الجنسية، أو الانجاب. كما يزورون مقام رأس ابراهيم بن عبداللــــــه بن الحسين بن علي بن أبي طالب بالمـــــــطرية والذي قتل 145هجرية بأمر الخليفة المنصور وجاءوا برأسه لمصر كجده الحسين.
تقول السيدة أم مصطفي والتي تسكن بشارع خيرت أنها ذهبت لأكثر من طبيب حتي يرزقها الله بنعمة الانجاب لكن محاولاتها جميعا أسفرت عن لا شيء، حتي نصحها بعض المقربين بمداومة زيارة أهل بيت الله ففعلت وكانت - علي حد قولها - تجمع ما بين الزيارة والتصدق، فأحست يوما بدبيب صوت في بطنها فذهبت للطبيب فأكد لها أنها حامل في مولود أطلقت عليه اسم طبيبها صاحب البشارة مصطفي .
لكن علي النقيض، يذكر محمود أحمد القليني والذي قدم للسيدة طلب علاوة تشجيعية اكثر من مرة لكن لم يستجب له، رغم حصول من هم أحدث منه في الوظيفة عليها، ورغم كونها لا تتجاوز عشرة جنيهات في الشهر، الا أنه يعتبرها شارة نجاح وعز وهو في ذات الوقت الأحق بها.
ويروي الحاج حسن محروس قصة طريفة حيث تعرض لعملية نصب من أحد التجار لكنه تمكن من أن يحصل منه علي توقيع شيكات عديدة، لكنه فشل في القبض عليه رغم رغم أنه يجلس علي مقهي شهير كل يوم، فلجأ محروس الي أهل البيت وخاصة السيدة نفيسة، ففوجئ مؤخرا بمكالمة من النصاب يعلن فيها توبته ويعرض عليه مبلغا مقاربا من حقه علي أن يسامحه فيما تبقي.
ويقول الشيخ أبو العينين شعيشع مقرئ مسجد السيدة زينب أن المصريين يحبون النبي عليه الصلاة والسلام وآل بيته حبا جما، فهم يزورونهم حين تضيق بهم أسباب الحياة، وتتقطع بهم السبل في عصور الجوع والفقر والاستبداد والحاجة يقبلون علي آل البيت من كل المستويات الاجتماعية والأعمار والبلاد، فكل الذي لم يستطع أن يذهب الي النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بالمدينة المنورة يذهب ما استطاع الي آل بيته، فهو يصلي عليه وعلي آل بيته في كل يوم عشر مرات او يزيد بالصلاة المفروضة والنوافل.
ويقول الشيخ محمد عمران أحد أئمة مسجد الحسين أن المسلمين يزورون المقام ويطلبون منه أن يدعو لهم الله بأن يمن عليهم بقضاء ما يريدون، فهو ابن بنت رسول الله وابن الامام علي أعظم أولياء الله وهو سيد شهداء أهل الجنة وليس شهيدا عاديا، ويتبرع كثير من أهل الخير بعشرات الألوف لتبلغ قيمة ما تبرع به أهل الخير في صندوق التبرعات والنذور كل عام ملايين الجنيهات. ويحتدم كثير من مقيمي الشعائر والأئمة لتكون خدمتهم حيث التبرعات الكثيرة، فهم ينالون جزءا منها.
ويشهد مكتب وزير الأوقاف كل يوم طلبات من مشايخ وأئمة يطالبون بنقلهم الي هذه المساجد المحظوظة التي يرقد بها أهل البيت، وعلمت القدس العربي أن احتجاجا كان ينوي القيام به بعض الائمة الا أن وزير الأوقاف محمود حمدي زقزوق وعدهم بفترة خدمة في مساجد آل البيت أو تعويض مشابه.
ويؤكد الشيخ حمدي الحلواني أن زيارة أهل البيت أمر يحبه الله ورسوله، لكنه ينبغي أن يخضع للشروط الشرعية، فلا وسيلة بين الله وعبده، فعلي السائل أن يسأل الله تبارك وتعالي لا أن يسأل ميتا لا يملك لأمره شيئا.
ويوضح الشيخ عبدالله عبدالشافي أحد أئمة مسجد السيدة نفيسة أن المصريين يحبون كل آل البيت بدون استثناء، لكن هناك من يعرف عن صاحب هذا المقام اكثر مما يعرف عن غيره، فيزداد الحب والتعلق بالمعرفة، وكم من الحاجات قضيت حين يدعوا الزوار لأن الله يستجيب لهم، فيظن البعض من الجهلاء أن الذي قضي الأمر صاحب المقام.
2