طارق باصديق
02-03-2008, 11:25 AM
د. صالح بن علي أبو عرَّاد
http://www.alshibami.net/saqifa//uploaded/6369_22332_457X400.jpg
كثُر الحديث عن مآسي المسلمين وجراحهم في شتى بقاع العالم، فما من يوم ينشق فجره وتطلع شمسه، إلا ونسمع في بلاد المسلمين ما يدمي القلب ويؤلم الفؤاد من أحداث مفزعة ومصائب عظيمة، فهذا مسلم يقتل، وهذه فتاةٌ تغتصب، وتلك قرية تُدمر، وذاك شعبٌ يُشرد، وهكذا.. ذبحٌ، وانتهاك، واعتداء، وطغيان لا هوادة فيه، ولا تراجع عنه ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وليس هذا فحسب فالمصيبة عظيمة، والمأساة أكبر من أن يتصورها العقل، أو تصورها العبارة، ولكن الذي أدهى من ذلك وأمر أن كثيراً من أبناء الأمة الإسلامية في غفلة عن هذا كله، وكأن الأمر لا يعنيهم، ولا يهمهم، ولا يمت لهم بصلة لا من قريب ولا من بعيد، فهم غير مدركين لما تعانيه الأمة من مآسي، ولا يكادون يشعرون ـ مجرد شعور ـ بما تمر به الأمة من أوضاع محزنة، وواقع مؤلم ومؤسف يتمثل فيما أصاب ويصيب المسلمين في كلٍ من بلاد البوسنة والهرسك، وفي بلاد كشمير، وفي بورما، وفي كوسوفا، وفي أفغانستان، وفي فلسطين، وفي غيرها من بلاد العالم يوماً بعد يوم، وحيناً بعد حين، فما ذلك إلا نتيجة طبيعية لتقصيرنا وغفلتنا جميعاً عن أداء ما يجب علينا من واجبات وحقوق تؤدي في النهاية إلى الصلح مع الله تعالى، والعودة الصادقة إلى سبيله القويم الذي ارتضاه لنا، وكفل لنا معه العزة والكرامة والنصر والتأييد في الدنيا والآخرة.
وأن نعلم يقيناً أن ما أصابنا من فتن ومحن، وذلة وصغار لم يكن ليحصل لولا أننا ابتعدنا عن منهج الله سبحانه، وفرطنا في الالتزام بأوامره جل في عُلاه، وأصبحنا نعيش عيش المترفين الغافلين الذين يتهاونون في كثير من صغائر الذنوب القولية والفعلية حتى تصبح تلك الصغائر (مع الإصرار عليها وعدم التوبة منها) من الكبائر التي توجب مقت الله تعالى وغضبه ـ والعياذ بالله ، وتعجل بحلول عقابه (أجارنا الله وإياكم من ذلك). قال تعالى: {فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} النحل: 34.
فيااخوة الإيمان في كل مكان: كم من ذنب نأتيه في السر والعلن؟!
وكم من خطيئة نرتكبها ونحن عنها غافلون؟!
وكم من منكر نراه فلا ننكره ولا نغيره؟!
وكم من سيئة نقع فيها فلا نتبعها بالتوبة والاستغفار؟!
إننا والله في غفلة شديدة، وكأننا قد ضمنا أن ما أصاب غيرنا لن يصيبنا، وأن ما حَل بهم لن يحل بنا، ناسين أو متناسين أن الله تعالى غيور على محارمه، وأنه يمهل ولا يهمل، وأنه إذا أخذ أحداً لم يفلته، وهذا يعني أن علينا أن نتدارك الأمر، وأن نسارع في العودة إلى الله تعالى، عودة صادقة، فيها التوبة والإنابة، والندم على ما فات، والإقلاع عن المعاصي والآثام. فلعل الله سبحانه أن يرحمنا، وأن يرفع عنا وعن الأمة المسلمة في كل مكان مقته وغضبه، وأن يكفينا الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله الهادي إلى سواء السبيل.
New Page 1 (http://www.muslimworldleague.org/paper/1775/articles/page16.htm)
http://www.alshibami.net/saqifa//uploaded/6369_22332_457X400.jpg
كثُر الحديث عن مآسي المسلمين وجراحهم في شتى بقاع العالم، فما من يوم ينشق فجره وتطلع شمسه، إلا ونسمع في بلاد المسلمين ما يدمي القلب ويؤلم الفؤاد من أحداث مفزعة ومصائب عظيمة، فهذا مسلم يقتل، وهذه فتاةٌ تغتصب، وتلك قرية تُدمر، وذاك شعبٌ يُشرد، وهكذا.. ذبحٌ، وانتهاك، واعتداء، وطغيان لا هوادة فيه، ولا تراجع عنه ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وليس هذا فحسب فالمصيبة عظيمة، والمأساة أكبر من أن يتصورها العقل، أو تصورها العبارة، ولكن الذي أدهى من ذلك وأمر أن كثيراً من أبناء الأمة الإسلامية في غفلة عن هذا كله، وكأن الأمر لا يعنيهم، ولا يهمهم، ولا يمت لهم بصلة لا من قريب ولا من بعيد، فهم غير مدركين لما تعانيه الأمة من مآسي، ولا يكادون يشعرون ـ مجرد شعور ـ بما تمر به الأمة من أوضاع محزنة، وواقع مؤلم ومؤسف يتمثل فيما أصاب ويصيب المسلمين في كلٍ من بلاد البوسنة والهرسك، وفي بلاد كشمير، وفي بورما، وفي كوسوفا، وفي أفغانستان، وفي فلسطين، وفي غيرها من بلاد العالم يوماً بعد يوم، وحيناً بعد حين، فما ذلك إلا نتيجة طبيعية لتقصيرنا وغفلتنا جميعاً عن أداء ما يجب علينا من واجبات وحقوق تؤدي في النهاية إلى الصلح مع الله تعالى، والعودة الصادقة إلى سبيله القويم الذي ارتضاه لنا، وكفل لنا معه العزة والكرامة والنصر والتأييد في الدنيا والآخرة.
وأن نعلم يقيناً أن ما أصابنا من فتن ومحن، وذلة وصغار لم يكن ليحصل لولا أننا ابتعدنا عن منهج الله سبحانه، وفرطنا في الالتزام بأوامره جل في عُلاه، وأصبحنا نعيش عيش المترفين الغافلين الذين يتهاونون في كثير من صغائر الذنوب القولية والفعلية حتى تصبح تلك الصغائر (مع الإصرار عليها وعدم التوبة منها) من الكبائر التي توجب مقت الله تعالى وغضبه ـ والعياذ بالله ، وتعجل بحلول عقابه (أجارنا الله وإياكم من ذلك). قال تعالى: {فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} النحل: 34.
فيااخوة الإيمان في كل مكان: كم من ذنب نأتيه في السر والعلن؟!
وكم من خطيئة نرتكبها ونحن عنها غافلون؟!
وكم من منكر نراه فلا ننكره ولا نغيره؟!
وكم من سيئة نقع فيها فلا نتبعها بالتوبة والاستغفار؟!
إننا والله في غفلة شديدة، وكأننا قد ضمنا أن ما أصاب غيرنا لن يصيبنا، وأن ما حَل بهم لن يحل بنا، ناسين أو متناسين أن الله تعالى غيور على محارمه، وأنه يمهل ولا يهمل، وأنه إذا أخذ أحداً لم يفلته، وهذا يعني أن علينا أن نتدارك الأمر، وأن نسارع في العودة إلى الله تعالى، عودة صادقة، فيها التوبة والإنابة، والندم على ما فات، والإقلاع عن المعاصي والآثام. فلعل الله سبحانه أن يرحمنا، وأن يرفع عنا وعن الأمة المسلمة في كل مكان مقته وغضبه، وأن يكفينا الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله الهادي إلى سواء السبيل.
New Page 1 (http://www.muslimworldleague.org/paper/1775/articles/page16.htm)