ابن سيؤن
02-22-2008, 09:55 PM
من خطوات دخول جحر الضب
د. حياة بنت سعيد با أخضر(*)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المواضيع التي بدأت تطفو على سطح القضية المفتعلة (قضية المرأة) موضوعُ فتح كليات إعلامية للنساء؛ بهدف الارتقاء بالموهوبات منهن؛ وتذليل المعوِّقات والصعوبات التي تقف حائلاً دون استمرار إبداعهن؛ ولتظل الأقلام القوية مشرَعة في المجالات الإعلامية وفق المناهج المأخوذ بها (أكاديمياً). وقد تنادى بذلك بعض الرجال والنساء، بل ممن نحسبهم من أهل الخير والصلاح، وفتحت لهذه الدعوة السبلَ للمناداة بها وتحريك النفوس الضعيفة للمطالبة بإخراجها إلى النور، في وقتٍ تتداعى الفتن علينا بخيلها ورجلها لإدخالنا جحر الضب. وإن المصارحة الأخوية مع أخواتنا هي الطريق فيما أحسب لدرء المفاسد، والأمن من غضب الجبار؛ فأقول بحب أخوي لأخواتي في الله:
من خلال منهج أهل السنة والجماعة نحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر؛ لذا نقول: إن إخوتنا ما قصدوا بدعوتهم تلك إلا رؤيتهم للزخم الإعلامي يواجهنا من جميع الجهات؛ فأرادوا النفير أمام هذه الهجمة الشرسة بكل القوى والتي منها النساء اللاتي لديهن قدرات إعلامية للتخصص، ولكننا نقول لهم: ليس كل من اجتهد يصيب، والنية لا تكفي وحدها إن لم تُضبَط بضوابط الشرع؛ فالأمر جد خطير!
ومن خلال كل ما سبق أقول بلسان المحبة لكل المسلمين عامة، وأهل بلادنا على وجه الخصوص:
من الملاحظ تسابُق بعض نسائنا للعمل الإعلامي المرئي والمسـموع مـع ما يكتنفه من اختلاط، وتبرج، وإظهار زينة، وخضـوع في القـول، وتـوزيع الابتسامات، ورفع التكلف مع زملاء المهنة، وحجابٍ هو مجرد ديكور ظاهري، مما قد يكون من الأمور المعلوم تحريمها بالضرورة. وهذا كله حدث في ظل غياب الإعداد الأكاديمي. فلننظر بهدوء للموضوع من عدة زوايا لا بد منها، أذكِّر بها من يهمه الأمر؛ إبراءً للذمة. وذلك على النحو التالي:
1 - هناك إعلام صحفي لا اختلاط فيه ألبتة، وقد انتشر بين أخوات فاضلات من خلال مجلات هادفة وزوايا ثابتة، وبحمد الله ـ تعالى ـ شق طريقه وأخذ مكانه بين سيل المجلات المخـالفة. وهـذا الـنوع الإعلامي يحتاج إلى الوقفات الآتية:
كل العاملات فيه تقريباً بلا تأهيل علمي متخصص، ويعملن على حسب أوقات فراغهن، ولا يجدن في العادة من ينشر لهن أو يتبنى مواهبهن ويرتقي بها.
والحـل الجـذري لهـن، بعيداً عن الأحلام والغلو في وضـع الخـطـط التـي تقـود للمـحرمـات، أو عـلـى أقـل تقدير قد تقود للشـبهات:
ـ إقامة دورات خاصة بالعمل الصحفي النسائي؛ المتميز بخلوه من الاختـلاط، أو ضـرورة النزول إلى أماكن بعـيـدة أو غير ذلك مما لا يليق إلا بالرجال. وهذه الدورات لا بد أن توضع مناهجها من قِبَل فئتين هما: فئة علماء الشريعة، وفئة علماء الإعلام المزكين في دينهم. وتضم من بين برامجها: فقه الدعوة من القرآن والسنة، فقه إنكار المنكر، مستويات عدة في أصول الفقه للعلم بمقاصد الشريعة ومعاني القواعد الفقهية المهمة؛ (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وكذلك مسألة سد الذرائع)، الغزو الفكري، المذاهب الفكرية، الأديان المعاصرة، السيرة النبوية ودروس تربوية منها. وفي مناهج أقسام الإعلام بجامعاتنا ما يغنينا، مع مراعاة أن في المناهج الجامعية ما هو خاص بالرجال فقط مما هو معلوم لعلمائنا.
ـ تبنِّي الأقلام الجادة في المواقع والمجلات والصحف الإسلامية التي انتشرت عن طريق تعيين مندوبات لها في كل مناطق بلادنا الحبيبة.
ـ وضع الحوافز المناسبة للمجهود الصحفي؛ لتتفرغ الصحـفية الموفـقة لهذا العمل الهام في زمن العولمة الإعلامية الفاسدة.
2 - إن فتح أقسام إعلامية للنساء بجامعاتنا يعني تخرج دفعات متوالية لا بد أن نبحث لها عن عمل، وسنجد أقلاماً تكتب بإلحاح عن ضرورة إيجاد أعمال لهن في تخصصهن الذي يشمل الإخراج وتقديم البرامج والتمثيل والغناء والصحـافـة وغـير ذلك؛ لأن مجالات الصحـافة الإسلامية قد اكتفت. عندئذٍ سيفتح باب جحر الضب، وسندخله شئنا أم أبينا بأيدينا، بل بأيدي من نتوسم فيهم الخير وبحسن نياتهم، ولن ينفعنا الندم ولا عض الأصابع؛ لأن الأمر قد خرج من الحق إلى الباطل؛ فنسأل الله السلامة.
3 - إن فتح هذا الباب سيقودنا، كما قاد غيرنا، إلى المطالبة بفتح أكاديميات متخصصة في الموسيقى والسينما والتمثيل؛ تخرِّج لنا كل عام أشباه الرجال وأشباه الجواري الغواني ممن تطفح بهم المجلات المشغولة بأخبارهم التي تُبيِّن حقيقة حياتهم حتى باتوا هم القدوات.
4 - كما سيقودنا إلى إقامة المسابقات الخاصة بهذه الفئات وتكريمهم ـ كما يزعمون ـ والتنافس السنوي لتقديم أعمالهم؛ مما هو معلوم للجميع مما نشاهده في الدول الأخرى التي ابتليت بنيران هذه الفتن؛ حتى صار المعروف عـندهم منـكراً والمنـكر معـروفاً؛ لـذا حاربوا من هداهم الله ـ تعالى ـ إلى الحق أو زينوا لهم الباطل في ثوب الحق؛ ليعودوا من جديد إلى حلبة الباطل.
• • •
إخواني وأخواتي الأفاضل: إن المسلم في وقت الفتن عليه أن يلتزم بما كان عليه الرسول # والسلف الصالح، مع تحري الأدلة الصحيحة وأخذها من مصادرها الموثقة والعلماء الثقاة، وألا نجعل لأعدائنا سبيلاً لهزيمتنا؛ وأهمها الهزيمة النفسية والشعور بالتبعية للآخرين. كما أن من الواجب علينا أن نكون نحن من نعطي للعالم الضائع من حولنا السبلَ السوية لنجاته؛ ففي ديننا ما يكفي لكل ذلك، وألا نوقظ فتنة المرأة ونخرجها من خدرها إلى جحرها.
• • •
وأنتن يا معـشر أخواتي الفاضلات في بلادي الحبـيبة! لا تكـنّ المركـب الذي يركـبه أعـداؤنا لتـنفيذ مآربـهـم؛ فـأنـتِ ـ يا أختاه ـ عند خالقك أكرم من أن تُهاني بفقدك لفطرتك ولحيائك والهدف من وجودك. وتذكّري دائماً أنك الآن سلاح ذو حدين؛ فاختاري الطريق الأسلم. والله من وراء القصد.
------------------------------------------------------------
(*) أستاذ مساعد بمعهد اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة أم القرى ـ مكة.
د. حياة بنت سعيد با أخضر(*)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المواضيع التي بدأت تطفو على سطح القضية المفتعلة (قضية المرأة) موضوعُ فتح كليات إعلامية للنساء؛ بهدف الارتقاء بالموهوبات منهن؛ وتذليل المعوِّقات والصعوبات التي تقف حائلاً دون استمرار إبداعهن؛ ولتظل الأقلام القوية مشرَعة في المجالات الإعلامية وفق المناهج المأخوذ بها (أكاديمياً). وقد تنادى بذلك بعض الرجال والنساء، بل ممن نحسبهم من أهل الخير والصلاح، وفتحت لهذه الدعوة السبلَ للمناداة بها وتحريك النفوس الضعيفة للمطالبة بإخراجها إلى النور، في وقتٍ تتداعى الفتن علينا بخيلها ورجلها لإدخالنا جحر الضب. وإن المصارحة الأخوية مع أخواتنا هي الطريق فيما أحسب لدرء المفاسد، والأمن من غضب الجبار؛ فأقول بحب أخوي لأخواتي في الله:
من خلال منهج أهل السنة والجماعة نحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر؛ لذا نقول: إن إخوتنا ما قصدوا بدعوتهم تلك إلا رؤيتهم للزخم الإعلامي يواجهنا من جميع الجهات؛ فأرادوا النفير أمام هذه الهجمة الشرسة بكل القوى والتي منها النساء اللاتي لديهن قدرات إعلامية للتخصص، ولكننا نقول لهم: ليس كل من اجتهد يصيب، والنية لا تكفي وحدها إن لم تُضبَط بضوابط الشرع؛ فالأمر جد خطير!
ومن خلال كل ما سبق أقول بلسان المحبة لكل المسلمين عامة، وأهل بلادنا على وجه الخصوص:
من الملاحظ تسابُق بعض نسائنا للعمل الإعلامي المرئي والمسـموع مـع ما يكتنفه من اختلاط، وتبرج، وإظهار زينة، وخضـوع في القـول، وتـوزيع الابتسامات، ورفع التكلف مع زملاء المهنة، وحجابٍ هو مجرد ديكور ظاهري، مما قد يكون من الأمور المعلوم تحريمها بالضرورة. وهذا كله حدث في ظل غياب الإعداد الأكاديمي. فلننظر بهدوء للموضوع من عدة زوايا لا بد منها، أذكِّر بها من يهمه الأمر؛ إبراءً للذمة. وذلك على النحو التالي:
1 - هناك إعلام صحفي لا اختلاط فيه ألبتة، وقد انتشر بين أخوات فاضلات من خلال مجلات هادفة وزوايا ثابتة، وبحمد الله ـ تعالى ـ شق طريقه وأخذ مكانه بين سيل المجلات المخـالفة. وهـذا الـنوع الإعلامي يحتاج إلى الوقفات الآتية:
كل العاملات فيه تقريباً بلا تأهيل علمي متخصص، ويعملن على حسب أوقات فراغهن، ولا يجدن في العادة من ينشر لهن أو يتبنى مواهبهن ويرتقي بها.
والحـل الجـذري لهـن، بعيداً عن الأحلام والغلو في وضـع الخـطـط التـي تقـود للمـحرمـات، أو عـلـى أقـل تقدير قد تقود للشـبهات:
ـ إقامة دورات خاصة بالعمل الصحفي النسائي؛ المتميز بخلوه من الاختـلاط، أو ضـرورة النزول إلى أماكن بعـيـدة أو غير ذلك مما لا يليق إلا بالرجال. وهذه الدورات لا بد أن توضع مناهجها من قِبَل فئتين هما: فئة علماء الشريعة، وفئة علماء الإعلام المزكين في دينهم. وتضم من بين برامجها: فقه الدعوة من القرآن والسنة، فقه إنكار المنكر، مستويات عدة في أصول الفقه للعلم بمقاصد الشريعة ومعاني القواعد الفقهية المهمة؛ (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وكذلك مسألة سد الذرائع)، الغزو الفكري، المذاهب الفكرية، الأديان المعاصرة، السيرة النبوية ودروس تربوية منها. وفي مناهج أقسام الإعلام بجامعاتنا ما يغنينا، مع مراعاة أن في المناهج الجامعية ما هو خاص بالرجال فقط مما هو معلوم لعلمائنا.
ـ تبنِّي الأقلام الجادة في المواقع والمجلات والصحف الإسلامية التي انتشرت عن طريق تعيين مندوبات لها في كل مناطق بلادنا الحبيبة.
ـ وضع الحوافز المناسبة للمجهود الصحفي؛ لتتفرغ الصحـفية الموفـقة لهذا العمل الهام في زمن العولمة الإعلامية الفاسدة.
2 - إن فتح أقسام إعلامية للنساء بجامعاتنا يعني تخرج دفعات متوالية لا بد أن نبحث لها عن عمل، وسنجد أقلاماً تكتب بإلحاح عن ضرورة إيجاد أعمال لهن في تخصصهن الذي يشمل الإخراج وتقديم البرامج والتمثيل والغناء والصحـافـة وغـير ذلك؛ لأن مجالات الصحـافة الإسلامية قد اكتفت. عندئذٍ سيفتح باب جحر الضب، وسندخله شئنا أم أبينا بأيدينا، بل بأيدي من نتوسم فيهم الخير وبحسن نياتهم، ولن ينفعنا الندم ولا عض الأصابع؛ لأن الأمر قد خرج من الحق إلى الباطل؛ فنسأل الله السلامة.
3 - إن فتح هذا الباب سيقودنا، كما قاد غيرنا، إلى المطالبة بفتح أكاديميات متخصصة في الموسيقى والسينما والتمثيل؛ تخرِّج لنا كل عام أشباه الرجال وأشباه الجواري الغواني ممن تطفح بهم المجلات المشغولة بأخبارهم التي تُبيِّن حقيقة حياتهم حتى باتوا هم القدوات.
4 - كما سيقودنا إلى إقامة المسابقات الخاصة بهذه الفئات وتكريمهم ـ كما يزعمون ـ والتنافس السنوي لتقديم أعمالهم؛ مما هو معلوم للجميع مما نشاهده في الدول الأخرى التي ابتليت بنيران هذه الفتن؛ حتى صار المعروف عـندهم منـكراً والمنـكر معـروفاً؛ لـذا حاربوا من هداهم الله ـ تعالى ـ إلى الحق أو زينوا لهم الباطل في ثوب الحق؛ ليعودوا من جديد إلى حلبة الباطل.
• • •
إخواني وأخواتي الأفاضل: إن المسلم في وقت الفتن عليه أن يلتزم بما كان عليه الرسول # والسلف الصالح، مع تحري الأدلة الصحيحة وأخذها من مصادرها الموثقة والعلماء الثقاة، وألا نجعل لأعدائنا سبيلاً لهزيمتنا؛ وأهمها الهزيمة النفسية والشعور بالتبعية للآخرين. كما أن من الواجب علينا أن نكون نحن من نعطي للعالم الضائع من حولنا السبلَ السوية لنجاته؛ ففي ديننا ما يكفي لكل ذلك، وألا نوقظ فتنة المرأة ونخرجها من خدرها إلى جحرها.
• • •
وأنتن يا معـشر أخواتي الفاضلات في بلادي الحبـيبة! لا تكـنّ المركـب الذي يركـبه أعـداؤنا لتـنفيذ مآربـهـم؛ فـأنـتِ ـ يا أختاه ـ عند خالقك أكرم من أن تُهاني بفقدك لفطرتك ولحيائك والهدف من وجودك. وتذكّري دائماً أنك الآن سلاح ذو حدين؛ فاختاري الطريق الأسلم. والله من وراء القصد.
------------------------------------------------------------
(*) أستاذ مساعد بمعهد اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة أم القرى ـ مكة.