حد من الوادي
02-23-2008, 12:23 AM
التضامُنُ مع صحيفة »الأيام« يكشفُ ملامحَ التصعيد المستقبلي للحراك في الجنوب
Monday, 18 February 2008
علي ناجي سعيد
> الإعتداء المسلح الذي تعرض له دار »الأيام« في العاصمة صنعاء ظهر الثلاثاء الماضي من قبل مجموعة مسلحة تدّعى ملكيتها للأرض التي يتواجدُ فوقها مبنى دار »الأيام« ومنزل رئيس التحرير والذي تم بناؤه في السبعينيات من القرن الماضي، حادثة الإعتداء تلك وموقف الجهات الأمنية المنحازة إلى جانب المعتدين والمتمثل بالمصدر الأمني وإلقاء القبض على أربعة من موظفي »الأيام« وسُرعة إحالة ملفاتهم إلى النيابة مع تجاهلها للطرف المعتدي قد أثار وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية ردود أفعال شعبية غاضبة تضامناً مع صحىفة »الأيام« والناشرين تمام وهشام باشراحيل، شملت تقريباً كل محافظات الجنوب
، وقد تنوعت أشكالُ التضامن الشعبي تلك فمن بيانات التضامن إلى الإعتصامات المفتوحة إلى المسيرات والمظاهرات وحتى نصْب النقاط وقطع الطرقات ومنع مرور السيارات الحكومية والعسكرية لتصل حتى السيارات والشاحنات المملوكة لأبناء الشمال، وكانت هذه المظاهر التضامنية قابلة للتصعيد مع مطلع الأسبوع الحالي لولا طلب الناشرين تمام وهشام بالتهدئة لإعطاء مساعي الوساطة التي يقوم بها عدد من الشخصيات السياسية والإجتماعية والقبلية فرصة لإنهاء المشكلة.. المتابع عن قرب لردة الفعل الشعبي وخلال هذه الفترة الممتدة من الثلاثاء وحتى الخميس سيكتشف أن تنوع أشكال التضامن التي عبر من خلالها أبناء هذه المحافظات عن وقوفهم مع »الأيام« والتي كانت عندما بدأت تأخذ الطابع التلقائي العفوي غير المنظم ثم ما لبثت تأخذ الطابع العام والمنظم، وأيضاً بدخول وبقوة نصب النقاط المسلحة على الطرقات الرئيسية وفي أكثر من منطقة لا سيما في شبوة وأبين منذ اليوم الثاني لحادثة الإعتداء، وكان هذا الشكل الإحتجاجي قابلاً للإنتشار في أكثر من محافظة جنوبية لا سيما وقد تضمنت العديد من البيانات التضامنية التي وصلت إلى صحيفة »الأيام« ونشر بعضها في عدد »الأيام« يوم الأربعاء المطالبة باللجوء إلى هذا العمل الإحتجاجي ليس فقط كنقاط مسلحة يمنع من خلالها عبور السيارات الحكومية والعسكرية أو المملوكة لأبناء الشمال وإنما قطع جميع الطرق المؤدية إلى المحافظات الشمالية نهائياً أمام حركة سير المركبات وفصلها عن الجنوب.
خلال فترة الإحتجاجات في الجنوب المستمرة منذ أحد عشر شهراً وعلى الرغم من الأحداث المأساوية التي شهدتها تلك الفترة والمتمثلة بالقتل العمد لأفراد من جماهير الحراك من قبل قوات الأمن والجيش في أكثر من محافظة مخلفةً لحد الآن تسعة شهداء وأكثر من »40« جريحاً لم نسمع عن دعوات صريحة من قبل أية جهة من قيادات الحراك لنصب النقاط المسلحة، وقطع الطرقات حتى وإن حدثت في بعض المحافظات فإنها تكون عفوية وتتمثل في إحراق الإطارات ووضع الأحجار ومخلفات البناء والأشجار بحيث تقطع الطرقات ولعدة ساعات أمام حركة السير للسيارات والمركبات جميعها ودون استثناء لأحد.
الأسبوع الماضي وفي موجة الإحتجاجات الشعبية التضامنية مع »الأيام« يبرز هذا الشكل الإحتجاجي التصعيدي والمتمثل بقطع الطرقات خاصة وأن من قام بهذه الأعمال هم من قيادات الحراك الشعبي، وبذلك يعلن أن المرحلة القادمة ستأخذ الشكل التصعيدي وما يؤسس لهذا الإعتقاد وهو إقتناع قواعد الحراك بأن الإعتصامات والمسيرات ليست هي الخيارات الوحيدة للنضال والتي قد ترغم النظام على الإعتراف بالقضية الجنوبية، وهذا الإقتناع ما لمسته عن قـُرب في الأسبوع الماضي، حيث تعالت أصوات المحتجين باللجوء إلى خيار التصعيد والمتمثل بقطع الطرقات.. باعتقادي أن المشكلة لا تكمن في خيار التصعيد بأشكال الإحتجاجات، ولكن في ردة فعل المحتجين تجاه أبناء المحافظات الشمالية وممتلكاتهم في الجنوب، لا سيما مع حملات التحريض العلنية ضد أبناء الجنوب من قبل الصحف المحسوبة على النظام وأيضاً بعض الكُتاب والصحفيين، إضافة إلى التحريض الديني الواضح ضد أبناء الجنوب، كما حدث في خطبة ناصر الشيباني التي ألقاها في مسجد الجَند يوم عيد الفطر، وبحضور الرئيس شخصياً، وأعيد بثها ذلك اليوم عبر »القناة الفضائية اليمنية« أكثر من مرة وليس آخرها ما تضمنته خطبة الشيخ/ محمد الإمام من تحريضات واضحة ضد أبناء الجنوب، مسرداً بذلك أحداثاً قال إنها حدثت في الضالع ضد أبناء الشمال، وضد ممتلكاتهم في كافة الجنوب، وقد طبعت خطبة الإمام في كاسيت وتوزع بكل حرية دون أن تقوم أجهزة الدولة المختلفة بمنعه من التوزيع باعتباره يدعو مباشرة إلى الحقد والكراهية بين أبناء الشعب، كما تفعل هذه الأجهزة مع أغاني عبود الأخيرة مع أن أغانيه لا تحرض على الكراهية والعداء.
خلال الفترة الماضية لم يكن المواطن الشمالي ولا ممتلكاته هدفاً أمام جماهير الحراك انطلاقاً من وعي الجماهير التي لا تنظر على أن أبناء الشمال هم أعداؤها بل إن عدوها هو نظام ٧/٧ لذا لم نجد أي اعتداء قد حدث لأي مواطن من أبناء المحافظات الشمالية أو تعرضت ممتلكاته للنهب والسرقة في أية منطقة، والحالة الوحيدة التي حدثت واستنكرها جميع أبناء الجنوب كانت في مدينة زنجبار بأبين في المنتصف الثاني من العام الماضي بعد أحداث الشغب التي حدثت في مباراة حسان والأهلي الصنعاني والتي فيها تم الإعتداء على أملاك المواطنين من أبناء الشمال غير ذلك لم تسجل أية حوادث مماثلة.
إن استمرار الوضع تصعيداً في الجنوب وتجاهل النظام له من جهة وقيادته المباشرة لأشكال التحريض ضدهم من جهة أخرى، واستمرار سياسة الفيد والنهب لممتلكات وثروات وأرض الجنوب وعدم تحرك المواطن الشمالي نحو تصعيد الإحتجاجات وقوله: إن الظلم لا يقتصر فقط على الجنوب. مع تأكيده أنه سيقاتل إلى جانب النظام للحفاظ على الوحدة والوحدة التي لا يشعر بوجودها المواطن الجنوبي منذ أن ذبحَها النظام في ٧/٧، مؤشرات جميعها تقودنا إلى أن القادم سيكون أسوأ بكثير من اليوم، وما ذكره الشيخ/ محمد الإمام من افتراءات كاذبة في خطبته المشهورة يمكن أن يصبحَ مع قادم الأيام أحداثاً واقعية.
Monday, 18 February 2008
علي ناجي سعيد
> الإعتداء المسلح الذي تعرض له دار »الأيام« في العاصمة صنعاء ظهر الثلاثاء الماضي من قبل مجموعة مسلحة تدّعى ملكيتها للأرض التي يتواجدُ فوقها مبنى دار »الأيام« ومنزل رئيس التحرير والذي تم بناؤه في السبعينيات من القرن الماضي، حادثة الإعتداء تلك وموقف الجهات الأمنية المنحازة إلى جانب المعتدين والمتمثل بالمصدر الأمني وإلقاء القبض على أربعة من موظفي »الأيام« وسُرعة إحالة ملفاتهم إلى النيابة مع تجاهلها للطرف المعتدي قد أثار وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية ردود أفعال شعبية غاضبة تضامناً مع صحىفة »الأيام« والناشرين تمام وهشام باشراحيل، شملت تقريباً كل محافظات الجنوب
، وقد تنوعت أشكالُ التضامن الشعبي تلك فمن بيانات التضامن إلى الإعتصامات المفتوحة إلى المسيرات والمظاهرات وحتى نصْب النقاط وقطع الطرقات ومنع مرور السيارات الحكومية والعسكرية لتصل حتى السيارات والشاحنات المملوكة لأبناء الشمال، وكانت هذه المظاهر التضامنية قابلة للتصعيد مع مطلع الأسبوع الحالي لولا طلب الناشرين تمام وهشام بالتهدئة لإعطاء مساعي الوساطة التي يقوم بها عدد من الشخصيات السياسية والإجتماعية والقبلية فرصة لإنهاء المشكلة.. المتابع عن قرب لردة الفعل الشعبي وخلال هذه الفترة الممتدة من الثلاثاء وحتى الخميس سيكتشف أن تنوع أشكال التضامن التي عبر من خلالها أبناء هذه المحافظات عن وقوفهم مع »الأيام« والتي كانت عندما بدأت تأخذ الطابع التلقائي العفوي غير المنظم ثم ما لبثت تأخذ الطابع العام والمنظم، وأيضاً بدخول وبقوة نصب النقاط المسلحة على الطرقات الرئيسية وفي أكثر من منطقة لا سيما في شبوة وأبين منذ اليوم الثاني لحادثة الإعتداء، وكان هذا الشكل الإحتجاجي قابلاً للإنتشار في أكثر من محافظة جنوبية لا سيما وقد تضمنت العديد من البيانات التضامنية التي وصلت إلى صحيفة »الأيام« ونشر بعضها في عدد »الأيام« يوم الأربعاء المطالبة باللجوء إلى هذا العمل الإحتجاجي ليس فقط كنقاط مسلحة يمنع من خلالها عبور السيارات الحكومية والعسكرية أو المملوكة لأبناء الشمال وإنما قطع جميع الطرق المؤدية إلى المحافظات الشمالية نهائياً أمام حركة سير المركبات وفصلها عن الجنوب.
خلال فترة الإحتجاجات في الجنوب المستمرة منذ أحد عشر شهراً وعلى الرغم من الأحداث المأساوية التي شهدتها تلك الفترة والمتمثلة بالقتل العمد لأفراد من جماهير الحراك من قبل قوات الأمن والجيش في أكثر من محافظة مخلفةً لحد الآن تسعة شهداء وأكثر من »40« جريحاً لم نسمع عن دعوات صريحة من قبل أية جهة من قيادات الحراك لنصب النقاط المسلحة، وقطع الطرقات حتى وإن حدثت في بعض المحافظات فإنها تكون عفوية وتتمثل في إحراق الإطارات ووضع الأحجار ومخلفات البناء والأشجار بحيث تقطع الطرقات ولعدة ساعات أمام حركة السير للسيارات والمركبات جميعها ودون استثناء لأحد.
الأسبوع الماضي وفي موجة الإحتجاجات الشعبية التضامنية مع »الأيام« يبرز هذا الشكل الإحتجاجي التصعيدي والمتمثل بقطع الطرقات خاصة وأن من قام بهذه الأعمال هم من قيادات الحراك الشعبي، وبذلك يعلن أن المرحلة القادمة ستأخذ الشكل التصعيدي وما يؤسس لهذا الإعتقاد وهو إقتناع قواعد الحراك بأن الإعتصامات والمسيرات ليست هي الخيارات الوحيدة للنضال والتي قد ترغم النظام على الإعتراف بالقضية الجنوبية، وهذا الإقتناع ما لمسته عن قـُرب في الأسبوع الماضي، حيث تعالت أصوات المحتجين باللجوء إلى خيار التصعيد والمتمثل بقطع الطرقات.. باعتقادي أن المشكلة لا تكمن في خيار التصعيد بأشكال الإحتجاجات، ولكن في ردة فعل المحتجين تجاه أبناء المحافظات الشمالية وممتلكاتهم في الجنوب، لا سيما مع حملات التحريض العلنية ضد أبناء الجنوب من قبل الصحف المحسوبة على النظام وأيضاً بعض الكُتاب والصحفيين، إضافة إلى التحريض الديني الواضح ضد أبناء الجنوب، كما حدث في خطبة ناصر الشيباني التي ألقاها في مسجد الجَند يوم عيد الفطر، وبحضور الرئيس شخصياً، وأعيد بثها ذلك اليوم عبر »القناة الفضائية اليمنية« أكثر من مرة وليس آخرها ما تضمنته خطبة الشيخ/ محمد الإمام من تحريضات واضحة ضد أبناء الجنوب، مسرداً بذلك أحداثاً قال إنها حدثت في الضالع ضد أبناء الشمال، وضد ممتلكاتهم في كافة الجنوب، وقد طبعت خطبة الإمام في كاسيت وتوزع بكل حرية دون أن تقوم أجهزة الدولة المختلفة بمنعه من التوزيع باعتباره يدعو مباشرة إلى الحقد والكراهية بين أبناء الشعب، كما تفعل هذه الأجهزة مع أغاني عبود الأخيرة مع أن أغانيه لا تحرض على الكراهية والعداء.
خلال الفترة الماضية لم يكن المواطن الشمالي ولا ممتلكاته هدفاً أمام جماهير الحراك انطلاقاً من وعي الجماهير التي لا تنظر على أن أبناء الشمال هم أعداؤها بل إن عدوها هو نظام ٧/٧ لذا لم نجد أي اعتداء قد حدث لأي مواطن من أبناء المحافظات الشمالية أو تعرضت ممتلكاته للنهب والسرقة في أية منطقة، والحالة الوحيدة التي حدثت واستنكرها جميع أبناء الجنوب كانت في مدينة زنجبار بأبين في المنتصف الثاني من العام الماضي بعد أحداث الشغب التي حدثت في مباراة حسان والأهلي الصنعاني والتي فيها تم الإعتداء على أملاك المواطنين من أبناء الشمال غير ذلك لم تسجل أية حوادث مماثلة.
إن استمرار الوضع تصعيداً في الجنوب وتجاهل النظام له من جهة وقيادته المباشرة لأشكال التحريض ضدهم من جهة أخرى، واستمرار سياسة الفيد والنهب لممتلكات وثروات وأرض الجنوب وعدم تحرك المواطن الشمالي نحو تصعيد الإحتجاجات وقوله: إن الظلم لا يقتصر فقط على الجنوب. مع تأكيده أنه سيقاتل إلى جانب النظام للحفاظ على الوحدة والوحدة التي لا يشعر بوجودها المواطن الجنوبي منذ أن ذبحَها النظام في ٧/٧، مؤشرات جميعها تقودنا إلى أن القادم سيكون أسوأ بكثير من اليوم، وما ذكره الشيخ/ محمد الإمام من افتراءات كاذبة في خطبته المشهورة يمكن أن يصبحَ مع قادم الأيام أحداثاً واقعية.