حد من الوادي
03-05-2008, 10:42 PM
أمين محمد الشعيبي : باقي من الوحدة العَلَمْ والرئيس *
امين محمد الشعيبي - 05/03/2008
وحدة 22مايو 1990م التي تمَّت بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية والتي وقع عليها الرئيسان (علي سالم البيض) و(علي عبد الله صالح) وتشكلت حينها كل دوائر الدولة حين ذاك من قبل الدولتين بالمناصفة وأقرت عملة الشمال مقابل السلام الوطني الجنوبي وكثير من الإجراءات تمت بين الدولتين وعندها كانت الوحدة تبدو مقبولة للعالم ولو إن الشعب الجنوبي فقد الكثير من مصالحة وخصوصياته .
بعد الوحدة مباشرة بدأ تقليص الفارق من خلال الاغتيالات الأسبوعية للكوادر الجنوبية إينما كانوا وما أن رُجحت الكفة لصالح الشمال حتى بدأت المطامع في الاجتياح الكبير الذي تم في 7 / 7 / 1994م .
حينها لم تكتفي السلطات المسيطرة على الجنوب, بالسيطرة على الأرض والثروة, بل تمادت إلى اقتلاع كل أبناء الجنوب من جميع مرافق الدولة وأبقت فقط عدداً قليلاً من المتمصلحين في مناصب هشَّة تفتقد إلى الصلاحيات اللازمة لتنفيذ مهامها؛ وعند ذلك ازداد الظلم والجور والقهر على شعب الجنوب بوجه خاص وعلى الشعب اليمني أجمع بصفة عامة؛ لأن النظام تمسَّك بمن يطبل له على حساب الخبرة هذا بالنسبة لأبناء الشمال وأما بالنسبة لأبناء الجنوب - كما أشرت سابقاً - فقد استأثر بمن قَبِلَ على نفسه بمنصب وهمي ديكوري وطبعاً ممن لم يكن لهم أي دور وطني من سابق أو حتى عملوا على إثبات حالهم لإصلاح ما أفسده من رتَّب لهم أوضاعهم.
الآن وبعد مرور (14) عام من النكبة الجنوبية 7/7 نجد إن وحدة 1990م لم يتبق منها على أرض الواقع إلا (عَلَم) الجمهورية و(علي عبد الله صالح), فالدستور تغيَّرت العشرات من مواده والقادة الجنوبيون الأكفاء لم يتبق منهم أحدٌ ومعالم الجنوب طُمست عن بكرة أبيها فلا بر بقي ولأبحر سلمْ, وحتى أحد أهم المطارات العربية (مطار عدن الدولي) أصبح كمطار قرية في السعودية, أو في أي دوله أخرى, حيث أصبح مطاراً محلياً داخلياً خاص بطيران اليمنية دون غيرها, وبرحلات شبه يومية متقطعة قليلة لا تؤدي الغرض المطلوب, ورغم ذلك أُلغيت بعض الرحلات الداخلية منه إلى محافظات الجنوب كالمهرة وأصبح (مَنْ) في عدن لا يستطيع الذهاب جواً إلى محافظة المهرة إلاَّ عبر صنعاء وبمبلغ مضاعف .
وبالنسبة للمعانة الوطنية للشعب الجنوبي فقد أصبح أبناء الشمال يستوطنون كل حارة, إمَّا بالسيطرة المنتهية بالتملك أو بالإيجار المنتهي باحتلال البيت بالقوة؛ وهكذا تمادى المنتصر في غية حتى تطاول على النشيد الوطني وعدَّل بعض أبياته, وغيَّر القوانين الداخلية كاملة وجعل من الحياة المدنية عسكرة ومن السلم الاجتماعي (قَبْيَلَةْ) ومن الحرية (مَظْهَرَهْ) لهذا فإنني أقول: إن الوحدة قد انتهت وعَمَّد انتهاء صلاحيتها بما ذكرت أعلاه وهو نقطة من بحر الوقائع الحية في الجنوب من الضالع إلى المهرة, ويكفي إن جميع محافظات الجنوب السبع محافظوها شماليون و(90%) من مدراء عمومها - أيضاً - شماليون وعدن والضالع وشبوة والمهرة نموذج وأمَّا القيادات العسكرية فحدِّث ولا حرج فإن وجد بالنادر قائد جنوبي تجد نائبه شمالي وهو الذي تمشي أوامره حتى لو كان فارق الرتبة كبير جداً. ونماذج أخرى لذلك: بعض قادة الشرطة في بعض مديريات عدن, وأمَّا التعليم فقد أصبح تخزين قات وأصبح المقاوتة يعرضون قاتهم بجانب السبورات للطلاب وما مدارس الضالع إلا دليل واحد على ما أقول.
لهذا أرى لو استقل الجنوب فإنه لن يخسر شيئاً حتى من له مصالح في الشمال من شعب الجنوب فمصالحه ستكون أكبر في بلده لو تم التبادل فيما حصل عليه الشماليون بعدن أو الجنوب بطرق رسمية فإن البديل سيكون أفضل بكثير مما يملكه أي جنوبي بصنعاء أو غيرها من المدن اليمنية هناك.
وهكذا عندما قرأت صحيفة (الصباح) عن أمنية (النوبة) باستقلال الجنوب مثل (كوسوفو) أرى إن شعب (كوسوفو) حقَّق حلمه رغم إنه لا يوجد له تاريخ ولا جغرافيا ولا حتى مصير مختلف عن (الصرب) .. بيمنا (الجنوب) كل شي في كفته فقد كان دولة ومعترف بها عالمياً وممثلة بمجلس الأمن والجامعة العربية وكان الغرب يحسب له ألف حساب حتى أمريكا كانت عاملة في كتاب الجغرافيا الذي تدرس طلابها فيه - لا أتذكر المرحلة التي يدرسون فيه قارة آسيا - كانت واضعة نقطة حمراء على (الجنوب) إلى جانب إشارة خطر على الجزء الآسيوي من الاتحاد السوفيتي .
الخطر المحدق هو في الشمال فلو انفصل الجنوب قبل عمل اللازم هناك لحلت الكارثة فيهم؛ لأن كل عوامل بقاء الآلاف من ذلك الشعب على قيد الحياة - في ظل هذه الظروف القاسية المميتة - هو بفضل ثروات نفط وبحر وغاز ومزارع الجنوب. فقبل أن يستلم الجنوب دولته سيكون على شعب الشمال مغادرة بقعه ولهذا فعلى كل شمالي العمل على تأمين مستقبل أولاده من الآن . . السؤال قد يكون ماذا يعمل ؟ الجواب : النضال لتغيير الحكم الفاسد والعمل على اختيار حُكَّام قادرين على توفير أدنى فرص العيش كحد أدنى وبعدها الاعتماد على الزراعة والسياحة فلو تم استثمار ذلك بطرائق منظمة ومدروسة لحل الخير على الجميع .
الوقت يمضي وأبناء الجنوب يسيرون بخطى ثابتة وبعزيمة لم أجدها في أي شعب عربي حتى اليوم .. الفقير صار يدفع مصاريف وقوت أولاده للمشاركة في الانتفاضة السلمية الجنوبية الجنوبية الذي لم نر لها من مشاركة شمالية إلا على استحياء في مدن عمالية كتعز وإب وهي لاتسمن ولا تغني من فقر وجوع ومرض يتكبدها الملايين على حساب حفنة أو عشرات أكلوا الأخضر واليابس في الشمال والجنوب .
وما رأته عيني وسمعته أذني في شعيب وحصين وحرير الضالع وهاشمي الشيخ عثمان وردفان ويافع لحج ولودر وزنجبار أبين والمكلا والديس والحامي حضرموت وعتق وصعيد شبوة لدليل على ما أقوله وهي شهادة مواطن جنوبي يبحث عن وطن .
** الناطق باسم مجلس مُهجَّري ومُهاجري الجنوب
* نقلا عن : المحرر نت
امين محمد الشعيبي - 05/03/2008
وحدة 22مايو 1990م التي تمَّت بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية والتي وقع عليها الرئيسان (علي سالم البيض) و(علي عبد الله صالح) وتشكلت حينها كل دوائر الدولة حين ذاك من قبل الدولتين بالمناصفة وأقرت عملة الشمال مقابل السلام الوطني الجنوبي وكثير من الإجراءات تمت بين الدولتين وعندها كانت الوحدة تبدو مقبولة للعالم ولو إن الشعب الجنوبي فقد الكثير من مصالحة وخصوصياته .
بعد الوحدة مباشرة بدأ تقليص الفارق من خلال الاغتيالات الأسبوعية للكوادر الجنوبية إينما كانوا وما أن رُجحت الكفة لصالح الشمال حتى بدأت المطامع في الاجتياح الكبير الذي تم في 7 / 7 / 1994م .
حينها لم تكتفي السلطات المسيطرة على الجنوب, بالسيطرة على الأرض والثروة, بل تمادت إلى اقتلاع كل أبناء الجنوب من جميع مرافق الدولة وأبقت فقط عدداً قليلاً من المتمصلحين في مناصب هشَّة تفتقد إلى الصلاحيات اللازمة لتنفيذ مهامها؛ وعند ذلك ازداد الظلم والجور والقهر على شعب الجنوب بوجه خاص وعلى الشعب اليمني أجمع بصفة عامة؛ لأن النظام تمسَّك بمن يطبل له على حساب الخبرة هذا بالنسبة لأبناء الشمال وأما بالنسبة لأبناء الجنوب - كما أشرت سابقاً - فقد استأثر بمن قَبِلَ على نفسه بمنصب وهمي ديكوري وطبعاً ممن لم يكن لهم أي دور وطني من سابق أو حتى عملوا على إثبات حالهم لإصلاح ما أفسده من رتَّب لهم أوضاعهم.
الآن وبعد مرور (14) عام من النكبة الجنوبية 7/7 نجد إن وحدة 1990م لم يتبق منها على أرض الواقع إلا (عَلَم) الجمهورية و(علي عبد الله صالح), فالدستور تغيَّرت العشرات من مواده والقادة الجنوبيون الأكفاء لم يتبق منهم أحدٌ ومعالم الجنوب طُمست عن بكرة أبيها فلا بر بقي ولأبحر سلمْ, وحتى أحد أهم المطارات العربية (مطار عدن الدولي) أصبح كمطار قرية في السعودية, أو في أي دوله أخرى, حيث أصبح مطاراً محلياً داخلياً خاص بطيران اليمنية دون غيرها, وبرحلات شبه يومية متقطعة قليلة لا تؤدي الغرض المطلوب, ورغم ذلك أُلغيت بعض الرحلات الداخلية منه إلى محافظات الجنوب كالمهرة وأصبح (مَنْ) في عدن لا يستطيع الذهاب جواً إلى محافظة المهرة إلاَّ عبر صنعاء وبمبلغ مضاعف .
وبالنسبة للمعانة الوطنية للشعب الجنوبي فقد أصبح أبناء الشمال يستوطنون كل حارة, إمَّا بالسيطرة المنتهية بالتملك أو بالإيجار المنتهي باحتلال البيت بالقوة؛ وهكذا تمادى المنتصر في غية حتى تطاول على النشيد الوطني وعدَّل بعض أبياته, وغيَّر القوانين الداخلية كاملة وجعل من الحياة المدنية عسكرة ومن السلم الاجتماعي (قَبْيَلَةْ) ومن الحرية (مَظْهَرَهْ) لهذا فإنني أقول: إن الوحدة قد انتهت وعَمَّد انتهاء صلاحيتها بما ذكرت أعلاه وهو نقطة من بحر الوقائع الحية في الجنوب من الضالع إلى المهرة, ويكفي إن جميع محافظات الجنوب السبع محافظوها شماليون و(90%) من مدراء عمومها - أيضاً - شماليون وعدن والضالع وشبوة والمهرة نموذج وأمَّا القيادات العسكرية فحدِّث ولا حرج فإن وجد بالنادر قائد جنوبي تجد نائبه شمالي وهو الذي تمشي أوامره حتى لو كان فارق الرتبة كبير جداً. ونماذج أخرى لذلك: بعض قادة الشرطة في بعض مديريات عدن, وأمَّا التعليم فقد أصبح تخزين قات وأصبح المقاوتة يعرضون قاتهم بجانب السبورات للطلاب وما مدارس الضالع إلا دليل واحد على ما أقول.
لهذا أرى لو استقل الجنوب فإنه لن يخسر شيئاً حتى من له مصالح في الشمال من شعب الجنوب فمصالحه ستكون أكبر في بلده لو تم التبادل فيما حصل عليه الشماليون بعدن أو الجنوب بطرق رسمية فإن البديل سيكون أفضل بكثير مما يملكه أي جنوبي بصنعاء أو غيرها من المدن اليمنية هناك.
وهكذا عندما قرأت صحيفة (الصباح) عن أمنية (النوبة) باستقلال الجنوب مثل (كوسوفو) أرى إن شعب (كوسوفو) حقَّق حلمه رغم إنه لا يوجد له تاريخ ولا جغرافيا ولا حتى مصير مختلف عن (الصرب) .. بيمنا (الجنوب) كل شي في كفته فقد كان دولة ومعترف بها عالمياً وممثلة بمجلس الأمن والجامعة العربية وكان الغرب يحسب له ألف حساب حتى أمريكا كانت عاملة في كتاب الجغرافيا الذي تدرس طلابها فيه - لا أتذكر المرحلة التي يدرسون فيه قارة آسيا - كانت واضعة نقطة حمراء على (الجنوب) إلى جانب إشارة خطر على الجزء الآسيوي من الاتحاد السوفيتي .
الخطر المحدق هو في الشمال فلو انفصل الجنوب قبل عمل اللازم هناك لحلت الكارثة فيهم؛ لأن كل عوامل بقاء الآلاف من ذلك الشعب على قيد الحياة - في ظل هذه الظروف القاسية المميتة - هو بفضل ثروات نفط وبحر وغاز ومزارع الجنوب. فقبل أن يستلم الجنوب دولته سيكون على شعب الشمال مغادرة بقعه ولهذا فعلى كل شمالي العمل على تأمين مستقبل أولاده من الآن . . السؤال قد يكون ماذا يعمل ؟ الجواب : النضال لتغيير الحكم الفاسد والعمل على اختيار حُكَّام قادرين على توفير أدنى فرص العيش كحد أدنى وبعدها الاعتماد على الزراعة والسياحة فلو تم استثمار ذلك بطرائق منظمة ومدروسة لحل الخير على الجميع .
الوقت يمضي وأبناء الجنوب يسيرون بخطى ثابتة وبعزيمة لم أجدها في أي شعب عربي حتى اليوم .. الفقير صار يدفع مصاريف وقوت أولاده للمشاركة في الانتفاضة السلمية الجنوبية الجنوبية الذي لم نر لها من مشاركة شمالية إلا على استحياء في مدن عمالية كتعز وإب وهي لاتسمن ولا تغني من فقر وجوع ومرض يتكبدها الملايين على حساب حفنة أو عشرات أكلوا الأخضر واليابس في الشمال والجنوب .
وما رأته عيني وسمعته أذني في شعيب وحصين وحرير الضالع وهاشمي الشيخ عثمان وردفان ويافع لحج ولودر وزنجبار أبين والمكلا والديس والحامي حضرموت وعتق وصعيد شبوة لدليل على ما أقوله وهي شهادة مواطن جنوبي يبحث عن وطن .
** الناطق باسم مجلس مُهجَّري ومُهاجري الجنوب
* نقلا عن : المحرر نت