المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفساد أو.. إشربوا من البحر


حد من الوادي
03-22-2008, 12:12 AM
الفساد أو.. إشربوا من البحر

بقلم/ محمود شرف الدين

استياء شعبي واسع من خطاب الرئيس في الحسينية، الذي بدا فيه متساهلاً ومبرراً وداعماً لزيادة المعاناة على كاهل الشعب بالارتفاع الفاحش للأسعار وتفشي الفساد والنهب الحاصل للمال العام ولثروات الوطن وخيراته.
في وقت كان الشعب ينتظر فيه من الرئيس وقفة جادة الى جانبه ضد الفاسدين والمسؤولين التجار في حكومة حزبه، لكن توقعاتهم خابت وهم يسمعون الرئيس ينفي معاناتهم، ويحاول جاهداً تحويل جحيم حياتهم المعيشية الى حياة من الرفاهية ورغد العيش.

لقد حاول الرئيس الهروب من مسؤولياته وواجباته تجاه الأوضاع المأساوية التي يعيشها الوطن، الى الهجوم على المعارضة بشكل يخالف المنطق، لأنه عاجز عن تقديم مبررات لنكوصه عن تنفيذ وعوده الانتخابية، وأسباب تركه الوطن ومستقبله وخيراته فريسة لمن حوله من الفسدة والعابثين الذين نهبوا البلاد والعباد، وأكثروا فيها الفساد.

وزاد في المعاناة أنه قابل صراخ الشعب الجائع بأسلوب التحدي قائلاً: «... واللي ما يعجبه يشرب من البحر الأحمر أو البحر العربي»، الأمر الذي يشير الى إصرار وعزم على استمرار هذا الواقع، وكأنه يريد القول «الفساد قائم، والغلاء مستمر، والمؤتمر حاكم، واللي ما يعجبه يشرب من البحر».

لقد بدا الرئيس متشنجاً وغير مباٍ أو شاعر بما يعانيه الشعب والوطن، متستراً على فشل الحكومة في إدارة البلد، وعجزها عن معالجة مشاكل وأزمات الوطن، وفي مقدمتها الغلاء القاتل.

مما لاشك فيه أن صعود سعر القمح من 2700 أثناء الانتخابات الرئاسية، الى 8000 ريال بعد عام ونصف من انتخابه لولاية ثانية، دليل واضح على فشل حكومته ونظامه في إدارة الوطن، وتراجع مع سبق الإصرار والترصد عن تنفيذ وعوده الانتخابية، والمراهنة على طيبة واستسلام الشعب.

حد من الوادي
03-22-2008, 12:16 AM
المعارضة والبحر!!
بقلم/ صادق ناشر

منذ دعوة الأخ الرئيس المعارضة للشرب من مياه البحر، بخاصة ممن لا يحب الوحدة، والتعليقات الساخرة على هذه الدعوة لم تتوقف، لدرجة أن بعضاً من مواطني حضرموت- طبعاً نكاية بالسلطة- ذهبوا فعلاً إلى البحر ومعهم أدوات شرب ليشربوا من مياه البحر العربي، وقد بث أحد المواقع الإلكترونية الحضرمية صوراً لهؤلاء المواطنين وهم يشربون من مياه البحر في المكلا.


ولم تقف التعليقات عند هذا الحد، بل أن بعض الظرفاء علق على الدعوة بالقول إن سكان الساحل فقط هم من سيشربون من مياه البحر، أما سكان المناطق الجبلية فإنهم لن ينعموا بهذه النعمة، ولهذا فإن الدولة ستوفر لهم مياه زمزم عوضاً عن مياه البحر ليشربوا منها.

وبعض التعليقات ذهبت إلى أن الأخ الرئيس كان يدرك حقيقة ما يقول، ولهذا فقد دعا المعارضين للوحدة للشرب من مياه البحر، لكن بعد التحلية وليس قبلها، وهو بهذا لم يكن يقصد تجريحهم، بل الانتظار لحين البدء بمشروع تحلية مياه البحر، التي ستلجأ إليها الدولة، بخاصة مع التوقعات الكبيرة بنضوب حوض صنعاء، وهو ما يوحي إلى أن المعارضة تحتاج لها زمناً طويلاً لتصل إلى سدة الحكم.

هذه تعليقات ضمن تعليقات عديدة ظهرت في الشارع وبين المواطنين بعد الخطاب الساخن الذي ألقاه الأخ الرئيس في الحديدة، وهي تعليقات منحت الخطاب الأخير قدراً من الأهمية، بخاصة وأنه جاء بعد توقف دام لعدة أشهر، وبدا وكأن الرئيس على خصومة كبيرة مع المعارضة، مع أن الأنباء كانت قد تحدثت عن توافق نسبي بينه وبين رموز المعارضة قبيل سفره إلى ألمانيا وتركيا خلال الأسبوعين الماضيين، وهو أمر أزعج قادة في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، على اعتبار أن هذا الاتفاق أو "التوافق" طعنة من وراء ظهورهم.

وفي كلا الأحوال، فإن الشرب من البحر ليس سيئاً، فإذا كان الإنسان في عمق البحر ولا مناص من شرب مياهه للنجاة بحياته فإنه يكون طوق نجاة حقيقياً، خاصة إذا كان هناك من لا يريد نجدته.

وقد عاش اليمنيون أحداثاً دامية معروفة شربوا خلالها من البحار والأنهار عندما دمر بعضهم الخزانات التي توفر المياه لمدنهم، مثل أحدث الثالث عشر من يناير 1986، وحرب العام 1994 في عدن.

وهناك مواطنون يمنيون في قمم جبال بعض المناطق التي لا تصلها الدولة ورعايتها الكريمة يشربون من مياه البرك الآسنة أيضاً، التي تشرب منها الحيوانات كذلك، وهي أسوأ من مياه البحر، وقد لاحظت في بعض مناطق العدين بمحافظة إب قبل أشهر مواطنين يشربون من برك سيطر عليها الطحالب لدرجة حولتها إلى بركة خضراء ولا علاقة لها بالمياه الذي نعرفه.

من هنا فإنني أتوقع أن يأتي يوم سنشرب فيه كلنا من مياه البحر، بخاصة إذا كانت المياه الطبيعية صارت نادرة في هذا البلد ولا مجال للحكومة من توفيرها إلا عن طريق تحلية مياه البحر، ولا أدري إن كنا سنجد بعد سنوات بحاراً لنقوم بتحليتها أم سيكون المعارضون قد "شفطوها" كلها!!.

*نقلاً عن يومية السياسية: