المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شلال شايع لـ»البلاغ«: الحراك في الجنوب لم يبدأ في 2007م بل هو امتدادٌ نوعي لتراكمات ن


حد من الوادي
03-28-2008, 11:07 PM
شلال شايع لـ»البلاغ«: الحراك في الجنوب لم يبدأ في 2007م بل هو امتدادٌ نوعي لتراكمات نضاليةٌ مختلفة


Monday, 24 March 2008

البلاغ/ علي ناجي سعيد

> عامٌ مَرَّ من عُمر الحراك الشعبي السلمي في الجُنوب.. فترةُ العام بحساب الزمن ليست كافيةً لتحقيق الانجازات الكبيرة والتحولات التأريخية لكنها بالنسبة للحراك وجماهيره وقياداته كانت فترةً تحقق من خلالها الكثيرُ من أهداف الحراك الآنية والمستقبلية والمتمثلة بقوة بروز القضية الجُنوبية والتي هي تعني شعباً وأرضاً ودولةَ وتأريخاً وثورةً، والإلتفافُ الجماهيري حول الحراك وتوحدهم من المهرة إلى الضالع.

يُصادفُ صدورُ عدد صحيفة »البلاغ« لهذا الأسبوع بعد يوم من نفس اليوم والتأريخ للذكرى السنوية الأولى للحراك الشعبي السلمي بالمحافظات الجنوبية وهو 24/٣/2008م فقبل عام من هذا التأريخ أي ٤٢/٣/2007م يوم الإنطلاقة الأولى للفعاليات الإحتجاجية الشعبية السلمية للحراك الجُنوبي، ففي هذا اليوم أعلنت جمعيةُ المتقاعدين والمبعدين والمسرّحين بالضالع عن بدء للإعتصام السلمي المفتوح للمطالبة بحُقوق المتقاعدين من رواتبَ وعلاوات ورتب عسكرية، وكان عددُ المشاركين في ذلك الإعتصام بالعشرات.

منذُ 24/٣/2007م وحتى 24/٣/2008محدثت تحولاتٌ وتغييرات كثيرة وكبيرة على صعيد المحافظات الجنوبية التي كانت مسرحاً لتلك الأحداث والتحوُّلات والمسمى بالحراك الجنوبي، فالإعتصاماتُ لم تعُدْ مقتصرةً على الضالع، ولكنا إنتقلت كالنار بالهشيم لتشملَ كُلَّ مديريات ومحافظات الجنوب بقيادة جمعيات المتقاعدين التي تشكلت في تلك المديريات والمحافظات.

إعتصامُ ٧/٧/2007م بساحة الحُرية بخور مكسر بمحافظة عدن والذي دعا إليه مجلسُ تنسيق جمعيات المتقاعدين بقيادة النوبة، وحضره الآلافُ من المتقاعدين وبمُشاركة واسعة من مُختلف شرائح الشعب والذين توافدوا إلى الساحة من مختلف محافظات الجنوب..

نجاحُ الاعتصام شَكـَّـلَ نقلةً نوعيةً لمسيرة الإحتجاجات الجُنوبية وقلب مطالبَها رأساً على عقب، فالمطالبُ الحُقوقيةُ المرفوعةُ قبلَ الإعتصام كانت حُقوقيةً بعد ذلك أصبحت سياسيةً وبامتياز، وقد ظهرت المطالبُ السياسيةُ على لسان رئيس مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين العميد/ النوبة في سياق البيان الذي ألقاه في أول فعالية جماهيرية تنظمُ بعدَ اعتصام ٧/٧، وكان هذا المهرجانُ الجماهيري قد عُقد بالضالع يوم 24/٧/2007م وقد أطلق النوبةُ على بيانه بالبيان السياسي الهام قائلاً: إن المطالبَ المرفوعة للمتقاعدين قد تغيَّرت بعد ٧/٧، فقد أصبحت اليومَ مطالبَ سياسيةً، وحَدَّدَ أكثرَ من 14 مطلباً من ضمنها المطالبة بحَقِّ استفتاء شعب الجنوب حول الوحدة؛ لأن الوحدةَ الحاليةَ -حسب قوله- غيرُ شرعية لكونها قد تمت دون موافقة الشعب عليها أولاً قبل إعلانها حسب دستور الوحدة لعام 1972م، إضافةً إلى مطالب أخرى متعلقة بضرورة إعادة كلِّ مؤسسات ومصانع وجيش دولة الجنوب بكلِّ مكوناته إلى سابق عهدها.

في مرحلة ما بعد ٧/٧ شهدت ساحةُ الحراك الجنوبي دخولَ قيادات جديدة للحراك تمثلت في إنشاء جمعيات للشباب العاطلين عن العمل، وجمعيات مناضلي وأسر شهداء التحرير ومجلس تنسيق لقاءات التصالـُح والتسامُح، ومعها تنوعت أشكالُ وطرُقُ الإحتجاجات والتي كانت تنظـَّمُ إما في الإطار الفردي للجمعيات، أو في الإطار الجَماعي لمجالس التنسيق العليا والأخيرة كانت دائماً ما تجري في مُحافظة عدن.

أحداثٌ مأساويةٌ ودموية شهدتها بعضُ الفعاليات الإحتجاجية وتحديداً بالمكلا والضالع وعدن وردفان أثناء قيام أجهزة الأمن والجيش باستخدام القوة والرصاص الحي لقمع تلك الفعاليات الإحتجاجية السلمية تسببت في سقوط »٩ شهداء« و»٠٤« جريحاً، ومئات المعتقلين، لكن المؤكد أن اللجوء إلى استخدام القوة المفرطة والقتل العمد ضد المحتجين العزل بهدف إرهابهم وإرغامهم على التخلي وعدم المشاركة في الإحتجاجات بعدَ أن عجز النظامُ عن طريق الإغراء وشراء الذمم والمناصب والسيارات وصرف الأموال الطائلة في إخماد أو حتى شَلِّ حركة الإحتجاجات، لكن كانت النتيجةُ عكسَ ما أرادوا، فالرصاصُ المصوَّبُ من فوهات بنادقهم كانت تستقبلـُهُ صدورٌ عاريةٌ وببطشهم بالإصرار على البقاء وعدم مغادرة مكان الإحتجاج، ومواجهة القوة القمعية بالإرادة الصلبة والإيمان الراسخ بعدالة قضيته، والرد السريع في التصعيد بالإحتجاجات السلمية والتي كانت متتاليةً وبمواعيد متقاربة أربكت النظامَ، وجعلت أحدَ الصحفيين يتساءلُ ويبحَثُ عن الأموال للمشاركين في تلك الفعاليات مع أنه يعرفُ جيداً أن من يقبضُ الأموالَ مقابلَ أن يُشاركَ في الإعتصامات بأنه شخصٌ غيرُ مستعد أن يفقد حياته مقابل لها؟!.

. بعدَ عام من عمر الحراك نحاولُ من خلال هذا التقرير معرفة ماذا تحقق للحراك وجماهيره وقياداته من إنجازات؟ وكيف ستشهَدُ هذه القياداتُ تلك الإنجازات لمستقبل الحراك؟،

خاصةً وأن ما تحقق خلالَ عام مقارنةً بالمطالب المرفوعة للجماهير وتريدُ تحقيقـَها يمثل جزءً بسيطاً من تلك المطالب.. هذه الأسئلةُ طرحتها على بعض قيادات الحراك بالضالع، فعن ما حققه الحراكُ الشعبي خلال عام من عمره أجاب الناشطُ السياسيُّ والقائدُ الميداني بالحراك شلال علي شايع قائلاً: إن الكثيرَ قد تحقق قياساً بما وصل إليه حجمُ التدمير المعنوي والنفسي الذي أفضته إليه حربُ ٤٩٩١م ونتائجها في الجُنوب، حيث كان المنتصرون يُراهنون من خلال مُمارسات الإقصاء والتهميش والإفقار على فرض الأمر الواقع على شعب الجنوب.

وأضاف شلال شايع بالقول: إن الحراكَ السياسيَّ السلمي في الجنوب لم يبدأ في 2007م بل هو امتدادٌ نوعي في تراكمات تمثله أشكالٌ نضاليةٌ مختلفة شهدها الجنوبُ منذ ٧/٧/1994مالأسود كـ»اللجان الشعبية الجنوبية، ملتقيات التصالح والتسامح« التي شكلت الأرضية الصلبة لانطلاقة الحراك الذي قادته جمعيةُ المسرحين العسكريين والمدنيين، وأما أبرز ما حققه الحراكُ قال شلال: أولاً كسر حاجز الخوف على مساحة الجنوب كلها.



ثانياً: فرَضَ على سلطة الإحتلال الإعترافَ بمطالب الحراك السياسي، وإن كان بشكل غير واضح من خلال القرارات الرئاسية المختلفة.

ثالثاً: جعل القضية الجنوبية تتصدر الإعلامَ الداخلي والخارجي كقضية غير قابلة للنكران والتجاهل.

رابعاً: حقق الحراكُ وحدةً جنوبيةً متراصةً ومتماسكةً وموحدةَ الهدف، وهي وحدةٌ لم يسبق لها مثيلٌ بين أبناء الجنوب.

خامساً: فرَضَ على أحزاب المشترك أن تعترفَ بالقضية الجُنوبية بعد صمت وتخاذل دام 13 عاماً.

سادساً: قد استطاع وبإرادة شعبية صلبة أن يطرحَ مطلبَه السياسي الرئيسي المتمثل في النضال من أجل استعادة دولته المستقلة.

الدكتور/ عبده المعطري -رئيسُ جمعية المتقاعدين بالضالع أجاب قائلاً: إن الحراكَ الشعبي السلمي خلال عام قد حقق الكثيرَ مثل:

١- إظهار القضية الجنوبية كحقيقة ساطعة لا يمكن لأيِّ أحد القفز فوقها.

ثانياً: وحدة أبناء الجنوب من المهرة إلى الضالع.

ثالثاً: أكد بأن الحراكَ قد أصبح غيرَ قابل للإنكسار أو التراجُع إلى الخلف.

الشابُّ/ محمود علي ناصر -عضو جمعية شباب بلا عمل وعضو الهيئة الإدارية لمحلي جحاف قال:

أولاً: وحدةُ الصف بين أبناء الجنوب، وقوة الإيمان بعدالة القضية الجنوبية، والإلتفاف الجماهيري المتزايد حول الحراك، والأهم بأن القضيةَ الجنوبيةَ اليوم قد أصبحت أصداؤها مسموعةً في أرجاء المعمورة تتناقلـُها جميعُ وسائل الإعلام المختلفة محلياً وعربياً ودولياً.

وحولَ مستقبل الحراك قال الناشطُ السياسي/ شلال علي شايع: إن الجماهيرَ التي تفتح صدورها العارية لرصاص أجهزة القمع السلطوية مسجلةً ملامحَ ثورة جديدة متميزة، ومآثر بطولية نادرة هي القادرة وحدَها على رسم ملامح وآفاق مستقبل ثورتها السلمية، متسلحة بعدالة قضيتها التي لا تسقـُطُ بالتقادم.

أما الدكتورُ/ عبده المعطري فقد أجاب على هذا السؤال بالقول: إن المرحلةَ المقبلةَ من عُمر الحراك تتطلبُ الإنتقالَ من العشوائية إلى العمل المؤسسي المنظم، ومن أجل ذلك يجبُ استكمالُ تشكيل الهيئات القيادية الموحدة في المحافظات، ومن ثم تشكيل هيئة وطنية عليا للجُنوب كحامل سياسي للقضية الجنوبية والإلتزام بوثيقة تحدد من خلالها ما هي القضية الجنوبية والتي تعني بقضية شعب وثروة وطن ودولة.

كما يجبُ علينا في المرحلة القادمة أن نلجأَ إلى أساليب جديدة في النضال السلمي مثلَ رفع الشارات فوق أكتف الأيادي، وفوق المنازل والمحال والسيارات والشاحنات في عُموم الجنوب لقياس التجاوُب الشعبي مع الحراك، وأيضاً اللجوء إلى العصيان المدني.

من جانبه قال الشابُّ محمود علي ناصر: إن مستقبلَ الحراك يجبُ أن يستمرَّ ويمضيَ قُدُماً حتى تحقيق النصر لقضية الجُنوب العادلة في استعادة أرضه ودولته المستقلة إن شاء الله.