حد من الوادي
04-01-2008, 12:54 AM
أهلنا الحضارم
المكلا اليوم / كتب / الدكتور راكان حبيب
2008/3/31
عندما عرضت قناة العربية الفيلم الوثائقي عن (الحضارمة) سألت نفسي: ماهي القيمة المضافة التي قدمها البرنامج إلى الخطاب الذي تسعى معظم ألوان الطيف في مجتمعنا إلى تأصيله والتعبير عنه لكي يرسخ أبعاد مفهوم الاعتراف بالتنوع الاجتماعي للأسف الشديد يدخل معظم الباحثين عن الحضارم من باب واحد وهو التجارة, ويلخصون الحكاية في كلمتين صاحب الدكان الذي أصبح تاجراً ونسي معظمهم أن هناك أبواباً كثيرة يمكن الدخول منها إليهم ومن أهمها الجيرة الحارة
,التزاوج والتعليم ومن خلالها نستكشف عوامل تكوين النسيج وعوامل استمراره, ولمعرفة ذلك فإن كل ما يحتاجه المرء منا هو استرجاع شريط حياته ليرى كيف أنه كان جزءاً من محيط تعددت ألوانه.. وأسهم كل لون بدوره ثقافياً واجتماعياً ووجدانياً في تكوين ملامح شخصيتنا
لعله من المناسب القول إن المشهد الأول لامتزاج هذه الألوان كان في مدينة جدة منذ مئات السنين باعتبارها المحطة التي استقبلت الهجرات الأولى ومن ثم انطلاقها إلى مكة المكرمة وبقية المناطق
وحتى لا أعيد بعض الإضاءات التي جاءت في هذا الفيلم الوثائقي, استطيع أن أنقل بكل اطمئنان من البيئة التي نشأت فيها إضاءات جديدة وهي ليست تجربة فردية بقدر ماهي لمسات إنسانية أحسبها مشتركة بين كل من عاش معي في ذلك المشهد. وهي بدون شك تبين ملامح الخطاب الحضاري الذي كنا نتعامل به, فلم يكن بيننا
شيء اسمه الآخر, وليس بيننا مصطلح اسمه (هم) ولا آخر اسمه (نحن)
كان يحد منزلنا ثلاث بيوت كبيرة وهي: بيت العمودي وخلفه الشيخ عمر باعيسى
كان عمدة الحي (شيخ حارة الشام) هو الشيخ عمر باخريبة وخلفه الشيخ عمر باعيسى
تحتفظ ذاكرتي بأسماء ثلاثة رؤساء لبلدية جدة وهم عمر باناجة, والسيد عمر الجفري ووهيب بن زقر
أغلب المدرسين في المرحلة الابتدائية في مدرسة الفلاح هم من أساتذتنا الحضارمة
إحدى أهم الحارات التي شكلت الذاكرة الشعبية لمعظم الأجيال القديمة هي (حارة السيد العيدروس)
لم نفرق يوماً بين هوية زملائنا في المدرسة وأصحابنا في الحي, لكن يمكنني القول اليوم إن أصحابنا كانوا أيضاً حضارمة
أول ما حفظت ذاكرتنا من أسماء الفنانين هم عمر باعشن ورياض علي والعم عرفة المميز بفنون الإيقاع
لم نفرق يوماً أن قسماً من أهلنا كانوا قد تزاوجوا مع الحضارمة لذلك لم نضع لأنفسنا حدوداً فاصلة معهم فهم أرحامنا. لاشك أن هذه العوامل وغيرها كثير قد لعبت دوراً مهماً في تشكيل جزء من الذاكرة الشعبية ومن نسيجنا الاجتماعي
فإنها أدت بدون شك إلى تمازج الميول والوجدان والانتماء فهذا أهلاوي وذاك اتحادي وهذا يبني رباطاً وآخر يتبرع لبناء مركز لأمراض السرطان وآخرون يتبرعون لجامعة الملك عبد العزيز عندما كانت أهلية
لكن علينا أن نتعرف بأن أجيالاً جديدة قد جاءت في غير الظروف التي ألفها الناس عندما كانت الحياة بسيطة. ولكن تزدهر ألوان هذا النسيج علينا أن نوسع قاعدة التفاعل والتعامل في التزاوج والتعليم وفرص العمل
وهو أمر لابد من التوسع فيه ليشمل جميع ألوان الطيف لأن هدفنا هو تعزيز الانتماء للوطن من خلال الاعتراف بالتعدد والتنوع وترسيخ مفهوم التسامح والقبول
المكلا اليوم / كتب / الدكتور راكان حبيب
2008/3/31
عندما عرضت قناة العربية الفيلم الوثائقي عن (الحضارمة) سألت نفسي: ماهي القيمة المضافة التي قدمها البرنامج إلى الخطاب الذي تسعى معظم ألوان الطيف في مجتمعنا إلى تأصيله والتعبير عنه لكي يرسخ أبعاد مفهوم الاعتراف بالتنوع الاجتماعي للأسف الشديد يدخل معظم الباحثين عن الحضارم من باب واحد وهو التجارة, ويلخصون الحكاية في كلمتين صاحب الدكان الذي أصبح تاجراً ونسي معظمهم أن هناك أبواباً كثيرة يمكن الدخول منها إليهم ومن أهمها الجيرة الحارة
,التزاوج والتعليم ومن خلالها نستكشف عوامل تكوين النسيج وعوامل استمراره, ولمعرفة ذلك فإن كل ما يحتاجه المرء منا هو استرجاع شريط حياته ليرى كيف أنه كان جزءاً من محيط تعددت ألوانه.. وأسهم كل لون بدوره ثقافياً واجتماعياً ووجدانياً في تكوين ملامح شخصيتنا
لعله من المناسب القول إن المشهد الأول لامتزاج هذه الألوان كان في مدينة جدة منذ مئات السنين باعتبارها المحطة التي استقبلت الهجرات الأولى ومن ثم انطلاقها إلى مكة المكرمة وبقية المناطق
وحتى لا أعيد بعض الإضاءات التي جاءت في هذا الفيلم الوثائقي, استطيع أن أنقل بكل اطمئنان من البيئة التي نشأت فيها إضاءات جديدة وهي ليست تجربة فردية بقدر ماهي لمسات إنسانية أحسبها مشتركة بين كل من عاش معي في ذلك المشهد. وهي بدون شك تبين ملامح الخطاب الحضاري الذي كنا نتعامل به, فلم يكن بيننا
شيء اسمه الآخر, وليس بيننا مصطلح اسمه (هم) ولا آخر اسمه (نحن)
كان يحد منزلنا ثلاث بيوت كبيرة وهي: بيت العمودي وخلفه الشيخ عمر باعيسى
كان عمدة الحي (شيخ حارة الشام) هو الشيخ عمر باخريبة وخلفه الشيخ عمر باعيسى
تحتفظ ذاكرتي بأسماء ثلاثة رؤساء لبلدية جدة وهم عمر باناجة, والسيد عمر الجفري ووهيب بن زقر
أغلب المدرسين في المرحلة الابتدائية في مدرسة الفلاح هم من أساتذتنا الحضارمة
إحدى أهم الحارات التي شكلت الذاكرة الشعبية لمعظم الأجيال القديمة هي (حارة السيد العيدروس)
لم نفرق يوماً بين هوية زملائنا في المدرسة وأصحابنا في الحي, لكن يمكنني القول اليوم إن أصحابنا كانوا أيضاً حضارمة
أول ما حفظت ذاكرتنا من أسماء الفنانين هم عمر باعشن ورياض علي والعم عرفة المميز بفنون الإيقاع
لم نفرق يوماً أن قسماً من أهلنا كانوا قد تزاوجوا مع الحضارمة لذلك لم نضع لأنفسنا حدوداً فاصلة معهم فهم أرحامنا. لاشك أن هذه العوامل وغيرها كثير قد لعبت دوراً مهماً في تشكيل جزء من الذاكرة الشعبية ومن نسيجنا الاجتماعي
فإنها أدت بدون شك إلى تمازج الميول والوجدان والانتماء فهذا أهلاوي وذاك اتحادي وهذا يبني رباطاً وآخر يتبرع لبناء مركز لأمراض السرطان وآخرون يتبرعون لجامعة الملك عبد العزيز عندما كانت أهلية
لكن علينا أن نتعرف بأن أجيالاً جديدة قد جاءت في غير الظروف التي ألفها الناس عندما كانت الحياة بسيطة. ولكن تزدهر ألوان هذا النسيج علينا أن نوسع قاعدة التفاعل والتعامل في التزاوج والتعليم وفرص العمل
وهو أمر لابد من التوسع فيه ليشمل جميع ألوان الطيف لأن هدفنا هو تعزيز الانتماء للوطن من خلال الاعتراف بالتعدد والتنوع وترسيخ مفهوم التسامح والقبول