ود احمد
04-13-2008, 01:32 PM
قبل البداية :
ـــــــــــــــ
لم يكن الفنان الراحل محمد جمعة خان( 1903-1963م) فنانا عاديا في تاريخ الأغنية الحضرمية المعاصرة، بل هو عملاقها ورائدها، وهو من وضع لها قواعد التجديد الفنية الموسيقية الحديثة، والراحل الكبير على مدى رحلته الفنية المكثفة والعميقة أوصل هذه الأغنية إلى مستوى من الأداء الطربي ، والتعبيري لم يستطع تجاوزه من أتى بعده في مشوار الغناء الحضرمي الأصيل ، وإن اقترب البعض من قدراته ومهاراته الفنية ، إلا انه بقي صعب التجاوز والتقليد، إذ شكل ظاهرة فنية وثقافية كبيرة مازالت تثري تراثنا الغنائي وتشكل هويته وتحمي أصالته من العبث والضياع
والفنان الخالد محمد جمعة خان سيرة فنية عطرة ، قل أن تتكرر ، إذ كان – يرحمه الله- حريصا على إيصال رسالته الفنية ، فتجول بها في كل مدن وقرى حضرموت ثم تجاوز بها إلى عدن، بعد ذلك قام برحلات فنية خارجية في وقت مبكر جدا إلى دول شرق إفريقيا وعواصمها(ممباسا، نيروبي، بربرة، تانقا) وعرج إلى دول الجزيرة والخليج فطاف (الكويت والسعودية) وفي جولاته الفنية التي تعددت وتنوعت كان يميل إلى نشر هذا التراث الغنائي الأصيل ، إدراكا منه بقيمته الفنية الخالدة وإخلاصا وعشقا وصدقا لا يحد لهذا الموروث الثقافي والفني، ولقد حمل هذه الرسالة واستطاع أن يصل إلى هذه العوالم في زمن يصعب فيه الترحال الداخلي فما بالنا بالهجرة والاغتراب وشق عباب البحر وهو الأمواج في سفن شراعية، يصعب التكهن بما توؤل إليه هذه الرحلة أو تلك، ولكنه العشق الحقيقي للتراث والإخلاص الجم للموهبة، فكان له ما أراد من ذيوع وشهرة ومجد وخلود.
وحين رحل – يرحمه الله – في الخامس والعشرين من ديسمبر 1963م بمدينة المكلا ، ترك تراثا غنائيا راقيا وساميا ، وألحانا عذبة شجية لشعراء كثر عرفتهم الشعرية العربية
تعلم مبادئ القراءة والكتابة في إحدى كتاتيب مدينة المكلا،عاش في أسرة تعشق الأجواء الطربية والفنية ، فتفتحت مداركه ومواهبه الصوتية على هذه الأجواء المفعمة بالفن والغناء، فوالده عاشقا للفن والطرب وكان حريصا على اقتناء التسجيلات الغنائية لكبار فناني الهند، وقتئذ، أما إخوته، فالذي يليه في الترتيب ، احمد، كان بارعا في وضع الألحان الشجية والعزف على آلة (الهرموني)،أما شقيقه عبدالله فقد كان بارعا في العزف على آلة (الرق)، أما شقيقه الثالث، عبدالقادر، فقد أجاد العزف على كل الآلات الموسيقية وتقلد قيادة الفرقة السلطانية ، وهو من وضع السلام الوطني للاستقلال المجيد، وشقيقه الرابع سعيد فقد عمل في الفرقة السلطانية عازف (كلارنيت) وشارك أخاه العزف بها في بعض السهرات الفنية،وفنانا الراحل تشرب الفن حتى وجد طريقه للانضمام إلى الفرقة السلطانية الموسيقية النحاسية، وعزف على آلة ( الكلارنيت) حتى أحيل إلى المعاش.
التكوين الموسيقي :
ـــــــــــــــــــــــــ
لجأ بعد تقاعده إلى تكوين فرقته الخاصة ، بعد أن ظهر العود والدف لأول مرة في مدينة المكلا على يد (علي عبدالله التوي ) قادما بهما من مدينة عدن، فأخذهما منه الفنان محمد جمعة خان، وبدأ يمارس الغناء والعزف عليهما ، فوجد في العود ضالته وأزاح آلة (القنبوس) ذات الأوتار الأربعة عن يديه ، حتى اختفت ، واكتمل تخته الموسيقي التقليدي بآلة الكمان، حينئذ اتجه في مزاولته للغناء إلى الأغاني الحضرمية ، كلمة ولحنا، مستلهما الموروث الشعبي في الألحان والرقصات الشعبية ، وهو ما جعله ينهل منها وتحويلها إلى غناء طربي بتخت موسيقي ، بعد أن كانت تمارس كالعاب جماعية وسهرات دان خالية من الآلات الموسيقية، وقد شكلت الموالد الدينية والحضرات الصوفية والزوايا الإنشادية التي كانت تقام بمساجد مدينة المكلا( الروضة، مسجد عمر،المحجوب) رافدا فنيا ولحنيا ونفسيا جعله قادرا على التماهي مع النص الغنائي بقدرات أدائية عميقة، وبإحساس وتجل نادرين.
التشكيل الفني الأولى:
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصيحة وكذلك شعراء حضرموت الكبار، ومنهم ( عنترة العبسي ، يزيد بن معاوية، البهاء زهير، عبدالله بن الدمينة، أبو فراس الحمداني، إبراهيم بن محمد الصوفي الحنبلي، عبدالرحيم البرعي،بهاء الدين الجيوشي، الشيخ ابو مدين الغوث الأنصاري، عبدالغني النابلسي، احمد شوقي ، عباس محمود العقاد ، علي محمود طه ، احمد رامي ، بشارة الخوري – الاخطل الصغير- عبدالله بن محمد الباحسن ، أبو بكر محمد بن شهاب ، صالح بن علي الحامد، حداد بن حسن الكاف ، مستور حمادي ، حسين محمد البار، حسين ابوبكر المحضار ، صالح عبدالرحمن المفلحي ، عمر عبدالرحمن باعمر، يسلم مبارك باحكم ) وغيرهم شكلت هذه النصوص الشعرية القوية المضمون العميقة الدلالة المفتوحة على ديوان العرب الشعري تنوعا في صورها وأشكالها الموسيقية، فغدت ثروة فنية ولحنية كبيرة لم يبلغ شأوها فنان لاحق ، بل ظل ومازال اغلب القادمين الجدد إلى عوالم الغناء والطرب يتتلمذون على هذه المدرسة محاولين الاقتراب من أداء هذا العملاق الفني الأصيل ،ومنذ رحيله لم ينل ما تركه من تراث فني غنائي باذخ أي اهتمام جدي وأي مسعى فعلي لتوثيقه، وحصره، وتجميعه ، فتطاول كثيرون للاستحواذ عليه وتحويره وتغيير ملامحه، وتشويه معالمه الخالدة، ولكن فن وتراث (أبو علي) مازال عصيا على الطمس والتحوير والتشويه .
ـــــــــــــــ
لم يكن الفنان الراحل محمد جمعة خان( 1903-1963م) فنانا عاديا في تاريخ الأغنية الحضرمية المعاصرة، بل هو عملاقها ورائدها، وهو من وضع لها قواعد التجديد الفنية الموسيقية الحديثة، والراحل الكبير على مدى رحلته الفنية المكثفة والعميقة أوصل هذه الأغنية إلى مستوى من الأداء الطربي ، والتعبيري لم يستطع تجاوزه من أتى بعده في مشوار الغناء الحضرمي الأصيل ، وإن اقترب البعض من قدراته ومهاراته الفنية ، إلا انه بقي صعب التجاوز والتقليد، إذ شكل ظاهرة فنية وثقافية كبيرة مازالت تثري تراثنا الغنائي وتشكل هويته وتحمي أصالته من العبث والضياع
والفنان الخالد محمد جمعة خان سيرة فنية عطرة ، قل أن تتكرر ، إذ كان – يرحمه الله- حريصا على إيصال رسالته الفنية ، فتجول بها في كل مدن وقرى حضرموت ثم تجاوز بها إلى عدن، بعد ذلك قام برحلات فنية خارجية في وقت مبكر جدا إلى دول شرق إفريقيا وعواصمها(ممباسا، نيروبي، بربرة، تانقا) وعرج إلى دول الجزيرة والخليج فطاف (الكويت والسعودية) وفي جولاته الفنية التي تعددت وتنوعت كان يميل إلى نشر هذا التراث الغنائي الأصيل ، إدراكا منه بقيمته الفنية الخالدة وإخلاصا وعشقا وصدقا لا يحد لهذا الموروث الثقافي والفني، ولقد حمل هذه الرسالة واستطاع أن يصل إلى هذه العوالم في زمن يصعب فيه الترحال الداخلي فما بالنا بالهجرة والاغتراب وشق عباب البحر وهو الأمواج في سفن شراعية، يصعب التكهن بما توؤل إليه هذه الرحلة أو تلك، ولكنه العشق الحقيقي للتراث والإخلاص الجم للموهبة، فكان له ما أراد من ذيوع وشهرة ومجد وخلود.
وحين رحل – يرحمه الله – في الخامس والعشرين من ديسمبر 1963م بمدينة المكلا ، ترك تراثا غنائيا راقيا وساميا ، وألحانا عذبة شجية لشعراء كثر عرفتهم الشعرية العربية
تعلم مبادئ القراءة والكتابة في إحدى كتاتيب مدينة المكلا،عاش في أسرة تعشق الأجواء الطربية والفنية ، فتفتحت مداركه ومواهبه الصوتية على هذه الأجواء المفعمة بالفن والغناء، فوالده عاشقا للفن والطرب وكان حريصا على اقتناء التسجيلات الغنائية لكبار فناني الهند، وقتئذ، أما إخوته، فالذي يليه في الترتيب ، احمد، كان بارعا في وضع الألحان الشجية والعزف على آلة (الهرموني)،أما شقيقه عبدالله فقد كان بارعا في العزف على آلة (الرق)، أما شقيقه الثالث، عبدالقادر، فقد أجاد العزف على كل الآلات الموسيقية وتقلد قيادة الفرقة السلطانية ، وهو من وضع السلام الوطني للاستقلال المجيد، وشقيقه الرابع سعيد فقد عمل في الفرقة السلطانية عازف (كلارنيت) وشارك أخاه العزف بها في بعض السهرات الفنية،وفنانا الراحل تشرب الفن حتى وجد طريقه للانضمام إلى الفرقة السلطانية الموسيقية النحاسية، وعزف على آلة ( الكلارنيت) حتى أحيل إلى المعاش.
التكوين الموسيقي :
ـــــــــــــــــــــــــ
لجأ بعد تقاعده إلى تكوين فرقته الخاصة ، بعد أن ظهر العود والدف لأول مرة في مدينة المكلا على يد (علي عبدالله التوي ) قادما بهما من مدينة عدن، فأخذهما منه الفنان محمد جمعة خان، وبدأ يمارس الغناء والعزف عليهما ، فوجد في العود ضالته وأزاح آلة (القنبوس) ذات الأوتار الأربعة عن يديه ، حتى اختفت ، واكتمل تخته الموسيقي التقليدي بآلة الكمان، حينئذ اتجه في مزاولته للغناء إلى الأغاني الحضرمية ، كلمة ولحنا، مستلهما الموروث الشعبي في الألحان والرقصات الشعبية ، وهو ما جعله ينهل منها وتحويلها إلى غناء طربي بتخت موسيقي ، بعد أن كانت تمارس كالعاب جماعية وسهرات دان خالية من الآلات الموسيقية، وقد شكلت الموالد الدينية والحضرات الصوفية والزوايا الإنشادية التي كانت تقام بمساجد مدينة المكلا( الروضة، مسجد عمر،المحجوب) رافدا فنيا ولحنيا ونفسيا جعله قادرا على التماهي مع النص الغنائي بقدرات أدائية عميقة، وبإحساس وتجل نادرين.
التشكيل الفني الأولى:
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصيحة وكذلك شعراء حضرموت الكبار، ومنهم ( عنترة العبسي ، يزيد بن معاوية، البهاء زهير، عبدالله بن الدمينة، أبو فراس الحمداني، إبراهيم بن محمد الصوفي الحنبلي، عبدالرحيم البرعي،بهاء الدين الجيوشي، الشيخ ابو مدين الغوث الأنصاري، عبدالغني النابلسي، احمد شوقي ، عباس محمود العقاد ، علي محمود طه ، احمد رامي ، بشارة الخوري – الاخطل الصغير- عبدالله بن محمد الباحسن ، أبو بكر محمد بن شهاب ، صالح بن علي الحامد، حداد بن حسن الكاف ، مستور حمادي ، حسين محمد البار، حسين ابوبكر المحضار ، صالح عبدالرحمن المفلحي ، عمر عبدالرحمن باعمر، يسلم مبارك باحكم ) وغيرهم شكلت هذه النصوص الشعرية القوية المضمون العميقة الدلالة المفتوحة على ديوان العرب الشعري تنوعا في صورها وأشكالها الموسيقية، فغدت ثروة فنية ولحنية كبيرة لم يبلغ شأوها فنان لاحق ، بل ظل ومازال اغلب القادمين الجدد إلى عوالم الغناء والطرب يتتلمذون على هذه المدرسة محاولين الاقتراب من أداء هذا العملاق الفني الأصيل ،ومنذ رحيله لم ينل ما تركه من تراث فني غنائي باذخ أي اهتمام جدي وأي مسعى فعلي لتوثيقه، وحصره، وتجميعه ، فتطاول كثيرون للاستحواذ عليه وتحويره وتغيير ملامحه، وتشويه معالمه الخالدة، ولكن فن وتراث (أبو علي) مازال عصيا على الطمس والتحوير والتشويه .