حد من الوادي
04-23-2008, 04:44 PM
عدن نيوز - خاص - 22-4-2008
;kai ;kai ;kai
الجنوب أرضنا المحتلة
وهيب سالم السعدي
[email protected]
ما زلت أتذكر أيامي الأولى في المدرسة، فحين دخلتها كنت أردد قسماً في طابور الصباح لم أكن حينها أعرف معناه ومغزاه. كان نصه :( لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية ).
وحين تقدمت في صفوف المرحلة الأساسية، وأصبحت أردد ذلك القسم ويردده بعدي طلاب المدرسة كل يوم، بدأت أدرك حقيقته، وكنت، وكثيرون مثلي، نتوق إلى يوم يتحقق فيه قسمنا / حلمنا.
فالثورة التي أقسم الجنوبيون للدفاع عنها هي الثورة اليمنية ، فلا فرق عند أبناء الجنوب بين 26سبتمبر و14 أكتوبر.فهما ثورة واحدة ، كما كنا نظن ،وكنا نعتقد أننا وطن واحد فرقنا الاستعمار والقوى الأجنبية. هكذا كنا نظن خطأً.
مثّل يوم 22 مايو 1990م فرحة كبيرة لأبناء الجنوب، واعتبر يوماً تاريخياً ، ففيه تحقق القسم الذي ردده الجنوبيون لفترة طويلة ,... وتحقق حلمهم.
تسارعت الأحداث بعد ذلك اليوم، وتوالت المؤامرات التي أراد أصحابها الانقضاض على المشروع الوطني ( الوحدة )، والانقضاض على الجنوب أيضاً.حتى تحقق لهم ذلك.
كان نظام صنعاء على يقين أنه في هذا اليوم (7/7) إنما يحفر قبر الوحدة بيده، غير أنه لم يكن يدرك إنه في هذا اليوم أيضاً بدأ بوضع قاعدة عريضة ينطلق منها أبناء الجنوب للتصالح والتسامح والتوحد. فهاهم اليوم في أروع صور التآخي والتكاتف بفضل ذلك اليوم ( الأسود).
لقد وضع الجنوبيون نصب أعينهم هدفاً لن يتوانوا عن تحقيقه . فقد حلم أبناء الجنوب بالثورة فكانوا رجالها ووقودها حتى تحقق الاستقلال المجيد ، وحلموا بالوحدة وأقسموا على تحقيقها فكانوا جنودها حتى تحققت. ومن هنا يجب أن يعلم نظام الاحتلال أن لا حائل يحول بين الجنوبيين وبين أحلامهم وتطلعاتهم.
فإذا أراد الجنوبيون لهذه الوحدة ،التي لم يبقَ منها سوى اسمها ، أن تبقى سيصونونها وسيحافظون عليها ، بل سيخرجونها من قبرها الذي حفره لها النظام ، وسيعيدون لها رونقها ووجهها المشرق. أما إذا أراد الجنوبيون لهذه الوحدة أن تستقر في قبرها فسيتحقق لهم ذلك ، إلا أنني أدرك حقيقة واحدة واضحة وهي أن أبناء الجنوب لا يأملون خيراً في الوحدة. لأن القائمين على شأنها لا يعترفون بشراكة الجنوب بالوحدة .
والحقيقة أن نظام صنعاء لم يعد قائماً على شأن الوحدة، ففي اعتقادي أن هذا النظام يعد نفسه وريثاً وحيداً لها كونها قد فارقت الحياة يوم 7/7/1994م.
تخطئ قوى الاحتلال إذا اعتقدت أن في اختطاف وأسر مجموعة من قادة ورموز الجنوب إطفاء لنار الغضب الذي يشتعل في صدور الجنوبيين ،بل سيزيدها اشتعالاً.
كما أن الجنوب لا تعتمد في مسيرتها السلمية على قائد واحد أو مجموعة من القادة، فكل جنوبي مؤمن بقضية الجنوب هو قائد بذاته. وإن كان هؤلاء الأسرى لهم مكانة متميزة في قلوب أبناء الجنوب.
لقد اعتقد البرتغاليون في القرن السادس عشر أن إعدام قادة الجنوب فيه إسكات لصوت الحرية.فظنوا أن الجنوبيين سيسلمون أمورهم لهؤلاء الغزاة غير أن ما حصل كان العكس، فقد هبّ أبناء الجنوب لدحر الغزاة عن أرضهم وشواطئهم. وما على نظام صنعاء اليوم إلا أن يتعلم من هذا الدرس.
إن في سجن وأسر قادة الجنوب ، وفي استشهاد إخوة لنا دفعة قوية للنضال السلمي في جنوبنا الغالي ، ولا يسعنا ألا أن نردد ما قاله الشاعر أحمد شوقي:
ففي القتلى لأجيال حياةٌ وفي الأسرى فدى لهم وعتقُ
وما الدم الذي أريق على أرض الجنوب ، والعذاب الذي يقاسيه الأسرى في سجون الاحتلال إلا ضريبة مستحقة علينا لوطننا الغالي ( الجنوب ).
من حق أبناء الجنوب أن يكونوا تواقين للحرية كما كانوا تواقين للاستقلال ، ومن حقهم أن يكونوا تواقين ( لتقرير مصيرهم ) كما كانوا تواقين للوحدة المغدور بها.
لله در( الجنوب ) الطيبة ، بلد السكينة والأمان ،بلد التسامح والمحبة ،بلد ( الوحدة ) الحقيقية!!!!
(فالجنوب) أرضنا (المحتلة)، ولا بدّ يوماً أن تعود لأصحابها، فأبناء الجنوب أحق بها وبخيراتها من الغزاة الطامعين .
;kai ;kai ;kai
الجنوب أرضنا المحتلة
وهيب سالم السعدي
[email protected]
ما زلت أتذكر أيامي الأولى في المدرسة، فحين دخلتها كنت أردد قسماً في طابور الصباح لم أكن حينها أعرف معناه ومغزاه. كان نصه :( لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية ).
وحين تقدمت في صفوف المرحلة الأساسية، وأصبحت أردد ذلك القسم ويردده بعدي طلاب المدرسة كل يوم، بدأت أدرك حقيقته، وكنت، وكثيرون مثلي، نتوق إلى يوم يتحقق فيه قسمنا / حلمنا.
فالثورة التي أقسم الجنوبيون للدفاع عنها هي الثورة اليمنية ، فلا فرق عند أبناء الجنوب بين 26سبتمبر و14 أكتوبر.فهما ثورة واحدة ، كما كنا نظن ،وكنا نعتقد أننا وطن واحد فرقنا الاستعمار والقوى الأجنبية. هكذا كنا نظن خطأً.
مثّل يوم 22 مايو 1990م فرحة كبيرة لأبناء الجنوب، واعتبر يوماً تاريخياً ، ففيه تحقق القسم الذي ردده الجنوبيون لفترة طويلة ,... وتحقق حلمهم.
تسارعت الأحداث بعد ذلك اليوم، وتوالت المؤامرات التي أراد أصحابها الانقضاض على المشروع الوطني ( الوحدة )، والانقضاض على الجنوب أيضاً.حتى تحقق لهم ذلك.
كان نظام صنعاء على يقين أنه في هذا اليوم (7/7) إنما يحفر قبر الوحدة بيده، غير أنه لم يكن يدرك إنه في هذا اليوم أيضاً بدأ بوضع قاعدة عريضة ينطلق منها أبناء الجنوب للتصالح والتسامح والتوحد. فهاهم اليوم في أروع صور التآخي والتكاتف بفضل ذلك اليوم ( الأسود).
لقد وضع الجنوبيون نصب أعينهم هدفاً لن يتوانوا عن تحقيقه . فقد حلم أبناء الجنوب بالثورة فكانوا رجالها ووقودها حتى تحقق الاستقلال المجيد ، وحلموا بالوحدة وأقسموا على تحقيقها فكانوا جنودها حتى تحققت. ومن هنا يجب أن يعلم نظام الاحتلال أن لا حائل يحول بين الجنوبيين وبين أحلامهم وتطلعاتهم.
فإذا أراد الجنوبيون لهذه الوحدة ،التي لم يبقَ منها سوى اسمها ، أن تبقى سيصونونها وسيحافظون عليها ، بل سيخرجونها من قبرها الذي حفره لها النظام ، وسيعيدون لها رونقها ووجهها المشرق. أما إذا أراد الجنوبيون لهذه الوحدة أن تستقر في قبرها فسيتحقق لهم ذلك ، إلا أنني أدرك حقيقة واحدة واضحة وهي أن أبناء الجنوب لا يأملون خيراً في الوحدة. لأن القائمين على شأنها لا يعترفون بشراكة الجنوب بالوحدة .
والحقيقة أن نظام صنعاء لم يعد قائماً على شأن الوحدة، ففي اعتقادي أن هذا النظام يعد نفسه وريثاً وحيداً لها كونها قد فارقت الحياة يوم 7/7/1994م.
تخطئ قوى الاحتلال إذا اعتقدت أن في اختطاف وأسر مجموعة من قادة ورموز الجنوب إطفاء لنار الغضب الذي يشتعل في صدور الجنوبيين ،بل سيزيدها اشتعالاً.
كما أن الجنوب لا تعتمد في مسيرتها السلمية على قائد واحد أو مجموعة من القادة، فكل جنوبي مؤمن بقضية الجنوب هو قائد بذاته. وإن كان هؤلاء الأسرى لهم مكانة متميزة في قلوب أبناء الجنوب.
لقد اعتقد البرتغاليون في القرن السادس عشر أن إعدام قادة الجنوب فيه إسكات لصوت الحرية.فظنوا أن الجنوبيين سيسلمون أمورهم لهؤلاء الغزاة غير أن ما حصل كان العكس، فقد هبّ أبناء الجنوب لدحر الغزاة عن أرضهم وشواطئهم. وما على نظام صنعاء اليوم إلا أن يتعلم من هذا الدرس.
إن في سجن وأسر قادة الجنوب ، وفي استشهاد إخوة لنا دفعة قوية للنضال السلمي في جنوبنا الغالي ، ولا يسعنا ألا أن نردد ما قاله الشاعر أحمد شوقي:
ففي القتلى لأجيال حياةٌ وفي الأسرى فدى لهم وعتقُ
وما الدم الذي أريق على أرض الجنوب ، والعذاب الذي يقاسيه الأسرى في سجون الاحتلال إلا ضريبة مستحقة علينا لوطننا الغالي ( الجنوب ).
من حق أبناء الجنوب أن يكونوا تواقين للحرية كما كانوا تواقين للاستقلال ، ومن حقهم أن يكونوا تواقين ( لتقرير مصيرهم ) كما كانوا تواقين للوحدة المغدور بها.
لله در( الجنوب ) الطيبة ، بلد السكينة والأمان ،بلد التسامح والمحبة ،بلد ( الوحدة ) الحقيقية!!!!
(فالجنوب) أرضنا (المحتلة)، ولا بدّ يوماً أن تعود لأصحابها، فأبناء الجنوب أحق بها وبخيراتها من الغزاة الطامعين .