المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كرمان استغربت الإنتحار في أمة تنام على بحار من النفط وتتكئ على محيطات من القيم ..


حد من الوادي
05-25-2008, 10:05 PM
كرمان استغربت الإنتحار في أمة تنام على بحار من النفط وتتكئ على محيطات من القيم ..
بلا قيود تكشف عن (788) حالة انتحار في اليمن خلال 3 أعوام، وأمانة العاصمة في المرتبة الأولى
25/05/2008 الصحوة نت ـ صالح الصريمي



نظمت منظمة صحفيات بلا قيود صباح اليوم ندوة حول الانتحار في اليمن المشكلة والحل بدأت الندوة بعرض فيلم تسجيلي ناقش المشكلة من أكثر من جانب مع عدد من الشخصيات الأكاديمية ودكاترة علم النفس والاجتماع وأخصائيين نفسيين ووزراء في الحكومة، كما احتوى الفيلم التسجيلي على سرد قصص عدد من المنتحرين من خلال إجراء اللقاءات مع ذويهم وأصدقائهم الذين أوضحوا أسباب القدوم على الانتحار وحال الأطفال والأسر التي تركها هؤلاء المنتحرون.

وذكر الفيلم ان المئات غيبهم الموت عن طريق الانتحار وان 788 حالة انتحار حدثت خلال الأعوام 2003-2004-2005م كانت أمانة العاصمة هي الأولى من حيث حالات الانتحار تليها محافظة تعز ـ لحج ـ إب.

أخصائيون وحقوقيون قالوا إن رقم حالات الانتحار أكثر بكثير مما ورد في التقارير المحلية والدولية وان كثير من هذه الحالات لا يعلن عنها في الغالب، وذكر الفيلم أن ثلث الشباب اليمني عاطل عن العمل بحسب تقرير رسمي يقابله ارتفاع في معدل النمو السكاني، في حين أرجأ أقارب وذوي المنتحرين سبب الانتحار لضنك العيش والفقر والبطالة وحالة الإحباط المجتمعي وانهيار منظومة القيم إضافة إلى تعاطي القات، فيما أرجأ البعض حالة الانتحار بين اليمنيين إلى ضعف الوازع الديني حسب ما ورد في الفيلم المسجل الذي شمل على العديد من المتحدثين منهم حورية مشهور ورشاد العليمي وزير الداخلية السابق وحمود الهتار وزير الأوقاف وخالد الآنسي وفؤاد الصلاحي.

أما عن الحلول فذكر فؤاد الصلاحي - استاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء - ان من الحلول تحسين مستوى المعيشة وخلق فرص العمل وخلق مؤسسات للضمان الاجتماعي للفقراء والمحرومين والعاطلين عن العمل.

خالد الآنسي المديري التنفيذي لمنظمة "هود" اقترح إيجاد نصوص قانونية عقابية تجرم الإقدام على مثل هكذا جريمة، أما حورية مشهور فأكدت على ضرورة تربية الأبناء على مواجهة التحديات والمشكلات وتفعيل دور العبادة لمعالجة مثل هكذا مشكلة وضرورة أن يعي الخطباء والعلماء والمرشدين دورهم في هذا الجانب.

أما القاضي حمود الهتار – وزير الأوقاف - فأورد من خلال الفيلم عدد من الحلول منها التحلي بالصبر والعمل على تفقد أحوال الأقارب والجيران والعمل على إدخال السرور في نفوس المحتاجين.

عبدالملك القصوص - عضو مجلس النواب - أثنى على ما ورد في الفيلم الوثائقي وأضاف إن الواقع المعاش وتفاقم السياسات الخاطئة وضعف دور الجانب الحكومي سبب من الأسباب الرئيسية لتزايد حالات الانتحار، وطالب بتحسين الوضع الصحي من خلال الاهتمام بالصحة النفسية ودعم المزارعين وتيسير الزواج.

أما الدكتور عبدالقوي الشميري – أمين عام نقابة الصيادلة اليمنيين- فأضاف إن الثقافة السيئة عن الصحة النفسية والجهل بحالة الاكتئاب التي تؤدي إلى تعطيل القدرات لدى المجتمع تعتبر سبب من أسباب الانتحار مشيرا إلى أن حالات الاكتئاب وصلت إلى عشرات الآلاف وأن الانتحار ناتج عن عدم الشعور بالأمان.

أما الشاعر فؤاد الحميري فأشار إلى أن مشكلة الانتحار هي اكبر من مسألة المواعظ وأن هناك من هم ملتزمون بأداء العبادة اقدموا على الانتحار، واستغرب ان تصبح أمانة العاصمة عاصمة الانتحار من خلال تبوأها المرتبة الأولى بين المحافظات، مؤكدا على أن الفقر هو الذي يقود إلى الانتحار.

وأوضح الحميري إلى أن التقرير كان خاليا من ذكر الحالات التي تقدم بالانتحار نتيجة الخوف من العار ولأسباب أخلاقية، أما محمد ناصر بابريك فأكد على ضرورة تربية الأبناء على الارادة القوية والحث على ملء الفراغ في جانب العقيدة وملئ الفراغ بالأعمال المفيدة كالرياضة وغيرها وليس عن طريق تناول القات.

من جانبه حمل فؤاد دحابه عضو مجلس النواب الحكومة المسئولية وكذلك مجلس النواب الذي وصف جلساته بأنها احد أسباب اكتئاب التي تصيب المواطنين.

أما الإعلامية ابتهال الضلعي فاستغربت من تبرير الجاني الحكومي لحالات الانتحار، معتبرة أن ما صدر من وزير الداخلية ووزير الأوقاف هو عبارة عن هروب من المسئولية الملقاة على عاتق الحكومة.

وكانت توكل كرمان رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود ألقت في بداية الندوة كلمة تطرقت من خلالها إلى ما يحتويه الفيلم من معلومات هامة حول ظاهرة الانتحار في اليمن، مستغربة من تزايد حالات الانتحار في أمة تنام على بحار من النفط والثروة وقبل ذلك تتكئ على محيطات من القيم والمبادئ الحاثة على التكافل والتضامن.