الحزمي
10-12-2003, 05:37 AM
إنّهم يلمّعون الاستعمار!!
صباح يوم الاثنين الموافق للسادس من أكتوبر الجاري نظّم المركز اليمني للدراسات اليمنية – جامعة عدن حلقة نقاش مكرسة لـ"انجرامز واليمن". وقد قّدمت في هذه الحلقة ورقتان بحثيتان تناولت إحداهما حياة إنجرامز في اليمن بينما تناولت الأخرى "هارولد إنجرامز من خلال كتاباته عن اليمن". واللافت في هذه الحلقة، التي حضرها القنصل البريطاني في عدن و ليلى انجرامز، هما الإطراء والإشادة اللتان حظي بهما المستشار الاستعماري البريطاني الذي - في الواقع-استخدم مختلف الوسائل الاستعمارية التقليدية- البيضاء والسوداء- لإخضاع حضرموت للتاج البريطاني. وقد استلم لقاء ذلك العديد من الأوسمة والكثير من المال. وبدت الحلقة وكأن الغاية منها هو تلميع المستشار إنجرامز ومن خلاله الاستعمار، حيث استطرد بعض المداخلين في سرد "المنجزات الضخمة التي حققها إنجرامز لحضرموت". وفي الحقيقة، حتى في فترة الاحتلال البريطاني لم يتردد معظم أبناء حضرموت في التعبير عن استيائهم إثر إبرام معاهدتي الاستشارة بين بريطانيا والسلطنتين القعيطية والكثيرية وبريطانيا. ومن المعلوم أن إنجرامز لم يستطع أن يحمل آل كثير إلى التوقيع على المعاهدة إلاّ بعد أن تمت تصفية السلطان علي بن الكثيري في أكتوبر 1938. ففي كتاب "حضرموت والاستعمار البريطاني" (صفحة 73) يكتب أحمد عبيد بن دغر: "من المؤكد أن آل كثير لم يتحمسوا للمعاهدة وربما رفض السلطان علي بن منصور الكثيري حينها أو ماطل في توقيع الاتفاقية، وما كانت بريطانيا لترضى. وقد قيل في وقت لاحق إن السلطان الكثيري قد دفع حياته ثمناً لهذا الموقف ومات مسموماً في سنة 1938، ليخلفه أخوه جعفر بن منصور، فيوقع مع البريطانيين المعاهدة في العام التالي: 1939" (انظر أيضاً مجلة فتاة الجزيرة العدد 916، مارس 1958، ص 6) وانظر أيضاً الدراسة التي كرسناها لـ "قراءة أولى في موقف المؤرخ محمد بن أحمد الشاطري إزاء معاهدة الاستشارة بين بريطانيا والسلطنة الكثيرية) وهي موجودة في موقعنا
www.yemenitta.com
صباح يوم الاثنين الموافق للسادس من أكتوبر الجاري نظّم المركز اليمني للدراسات اليمنية – جامعة عدن حلقة نقاش مكرسة لـ"انجرامز واليمن". وقد قّدمت في هذه الحلقة ورقتان بحثيتان تناولت إحداهما حياة إنجرامز في اليمن بينما تناولت الأخرى "هارولد إنجرامز من خلال كتاباته عن اليمن". واللافت في هذه الحلقة، التي حضرها القنصل البريطاني في عدن و ليلى انجرامز، هما الإطراء والإشادة اللتان حظي بهما المستشار الاستعماري البريطاني الذي - في الواقع-استخدم مختلف الوسائل الاستعمارية التقليدية- البيضاء والسوداء- لإخضاع حضرموت للتاج البريطاني. وقد استلم لقاء ذلك العديد من الأوسمة والكثير من المال. وبدت الحلقة وكأن الغاية منها هو تلميع المستشار إنجرامز ومن خلاله الاستعمار، حيث استطرد بعض المداخلين في سرد "المنجزات الضخمة التي حققها إنجرامز لحضرموت". وفي الحقيقة، حتى في فترة الاحتلال البريطاني لم يتردد معظم أبناء حضرموت في التعبير عن استيائهم إثر إبرام معاهدتي الاستشارة بين بريطانيا والسلطنتين القعيطية والكثيرية وبريطانيا. ومن المعلوم أن إنجرامز لم يستطع أن يحمل آل كثير إلى التوقيع على المعاهدة إلاّ بعد أن تمت تصفية السلطان علي بن الكثيري في أكتوبر 1938. ففي كتاب "حضرموت والاستعمار البريطاني" (صفحة 73) يكتب أحمد عبيد بن دغر: "من المؤكد أن آل كثير لم يتحمسوا للمعاهدة وربما رفض السلطان علي بن منصور الكثيري حينها أو ماطل في توقيع الاتفاقية، وما كانت بريطانيا لترضى. وقد قيل في وقت لاحق إن السلطان الكثيري قد دفع حياته ثمناً لهذا الموقف ومات مسموماً في سنة 1938، ليخلفه أخوه جعفر بن منصور، فيوقع مع البريطانيين المعاهدة في العام التالي: 1939" (انظر أيضاً مجلة فتاة الجزيرة العدد 916، مارس 1958، ص 6) وانظر أيضاً الدراسة التي كرسناها لـ "قراءة أولى في موقف المؤرخ محمد بن أحمد الشاطري إزاء معاهدة الاستشارة بين بريطانيا والسلطنة الكثيرية) وهي موجودة في موقعنا
www.yemenitta.com