حد من الوادي
06-04-2008, 09:45 PM
في حادثة شبهها البعض بجريمة تهديم سدة المكلا التاريخية
إزالة مبنى البوائك عن الوجود في عتمة الليل ، دون علم السلطات
وموجه عارمة من الاستياء تسود الشارع العام بالمكلا بتهديم ماتبقى من
ذاكرة ميناء المكلا القديم
المكلا اليوم/ خاص
تصوير /خالد بن عاقله
2008/6/4
استنكرت الأوساط الاجتماعية والثقافية في مدينة المكلا تهديم وتكسير أحد أبرز معالم ميناء المكلا القديم مبنى ( البوائك )، التي بنيت في ثلاثينيات القرن الماضي وأصبحت مستودع للمواد الغذائية لحضرموت عبر البحار المفتوحة على العالم، ومبنى تتجمع في ردهاته الوكالات الملاحية البحرية المحلية ومنها مقر أمير البحر
كل ذلك لم يشفع لهذا المبنى إذ فوجئ أهالي المدينة بإزالته عن الوجود كلياً وتهديمه ليلا ً دون علم وإذن السلطات المحلية بالمجلس المحلي بمدينة المكلا والمحافظة ليبنى على أنقاضه مبنى دار الدراسات والبحوث التابع لمسجد عمر ، ليعيد التاريخ نفسه مجدداً مذكرا الجميع بحادثة تهديم سدة المكلا الشهيرة
البعض وصف هذا العمل بالجريمة المدبرة والمستهدفة، سيما أن توقيت تنفيذ عملية الهدم جاءت بعد لقاء الأخ/ سالم أحمد الخنبشي محافظ محافظة حضرموت بالخبير الإيطالي جاني بريزي خبير القطاع السياحي في البنك الدولي، وتأكيد الأول للثاني خلال اللقاء على أهمية الحفاظ على النسيج العمراني والنمط المعماري لمدينة المكلا الجديدة وبما يبرز مقومات وقدرات هذه المدينة سياحياً وحضارياً وينمي مختلف مناشطها الثقافية والتجارية. مما يعني أن الخطوة كانت بمثابة تجاهل وضرب بعرض الحائط لتوجهات السلطة المحلية بالمحافظة، وتنكيلا ً علنياً بقراراتها
مصادر مطلعة في الهيئة الإدارية بالمجلس المحلي بمدينة المكلا أبدت استيائها العميق جراء تهديم المبنى رغم وجود وعود مسبقة من الشيخ ناظم باحبارة بوقف التهديم، حيث حاولت الهيئة الإدارية لإقناعه بوقف الهدم وجمعته مع الخبير الألماني، وأحمد الحداد مدير إدارة التنمية الاقتصادية المحلية بالمحافظة وأحمد السكوتي مدير إدارة المخطط العام لمدينة المكلا ، غير أنه لم يستوعب الفكرة، ولم يستجب لمساع بذلت في اقناعة على الإبقاء على الواجهات الخارجية للمبنى بما يتلاءم مع السمات المعمارية لمدينة المكلا، كما تم الاتفاق بالنزول الميداني إلى موقع المبنى برفقة المهندسين وسعيد بلجرب عضو المجلس المحلي، لإيقاف إزالة المبنى رغم أنه بدء بتهديم الأسقف متجاهلا ً معارضة السلطات المحلية لهذه الخطوة
إلا أن الجميع تفاجئوا بعملية دك المبنى وتسويته بالأرض مما أثار استياء عارم لدى قيادات محافظة حضرموت، وفي مقدمتهم الأخ سالم احمد الخنبشي محافظ المحافظة
ويسعى الشيخ ناظم باحبارة الذي تحصل على ترخيص بالبناء من الأشغال لتشييد دار الدراسات والبحوث، إلى إنشاء مبنى يتكون من عدة طوابق منها محلات تجارية وشقق للإيجار تشكل قوام مبناً تجارياً يذهب ريعه لمركز البحوث لتمويل نفقات دراساته وبعثاته
وكان المجلس المحلي بمديرية مدينة في عهد الدكتور سالم العوبثاني مدير عام المديرية السابق قد ألت إليه هذه البوائك لتكون ضمن مركز مدينة المكلا القديمة التي تشمل بوابة الميناء القديم و المباني المحيطة ببوابة الميناء المكلا ذات الطابع الهندي والتي كانت تتبع التجار الهنود الذين كان لهم نشاطاً تجارياً مع الميناء، وكذلك سكة يعقوب مع سورها لتكون واجهة للسواح القادمين عبر الميناء القديم ، مثلها مثل بوابة التواهي بعدن المخصصة للسواح الأجانب
وبعد تهديم الأثر التاريخي الذي يؤرخ لميناء المكلا والقيمة المضافة لعاصمة حضرموت من الناحية الحضارية والجمالية والاقتصادية والسياحية، تم الاتفاق على أن تقوم شركة هندية متخصصة بإعداد دراسات للحفاظ على المنطقة بطابعها القديم والتاريخي وسماتها المعمارية المميزة، وأن يبقى الوضع على ما هو عليه بإعادة البناء بالنمط السابق للبوائك بما يلائم الطابع العمراني لمنطقة الميناء وألا يرتفع البنيان ليغطى المنازل التي تقع خلفه
وتجري هذه الأيام دراسات لترميم سدة ميناء المكلا وسكة يعقوب وسور يعقوب، غير أن هدم مبنى الميناء القديم أدى إلى بعثرة خطط هذه الدراسات والمشاريع، وأثار جو من الإحباط النفسي لدى المعنيين في الحفاظ على التراث المعماري وفي مقدمتهم المنتسبين للهيئة العامة للآثار الذين سبق وأن حذروا من تداعيات إقدام بعض الجهات أو الأشخاص بتهديم ما بقي من الطابع المعماري التاريخي في مدينة المكلا، وهو ماتم بالفعل بعد أن تم تصفية أخر معالم ميناء المكلا في سواد الليل وتحت جنح الظلام
إزاء هذه التطورات أبدى المهندس محسن علي باصرة عضو مجلس النواب رئيس صلاح حضرموت استياءه حول ما يحصل من تهديم وطمس لمعالم مدينة المكلا حيث عبر عن تفاجئه و كثير من عقلاء ومثقفي مدينة المكلا بتكسير بعض معالم ميناء المكلا القديم ( البوائك ) وقال" كنا قد شكرنا وحمدنا الله أن هذا الموقع أعطي لأيادي أمينة من أبناء المدينة لهدف سامي وهو إنشاء مركز للدراسات والبحوث والذي كان يسعى بعض المتنفذين الى أخذ هذا الموقع والاستفادة منه الاستفادة الشخصية والاتجار السريع كما وقف وجهاء المكلا أمثال السيد عبد الله محفوظ الحداد رحمه الله وبعض أعضاء مجلس النواب بأن لا يعطى موقع الميناء للمتنفذين كأراضي للمصالح الشخصية وجزاء الله خيراً الشيخ خالد بن هلابي مع المتصدقين الذين تبنوا بناء ثانوية للبنات التي سميت بالميناء
ولكن ما أثار استياءنا وأثر على مشاعرنا وأحاسيسنا أن يتم التكسير بهذه الطريقة ونتمنى من السلطات المحلية بالمدينة والمحافظة أن تحافظ على ما بقي من آثار الميناء وهو البوابة الشرقية وان تلزم القائمين على هذا المركز - ونحن واثقين من حرصهم - على أن يبنى على نفس النمط المعماري السابق باعتباره أحد معالم المدينة ضمن مكونات ميناء المكلا التاريخي . مناشداً لأستاذ سالم أحمد الخنبشي محافظ المحافظة بأن يحافظ على ما بقي من معالم تاريخ المدينة والمحافظة وهو صاحب دراسات عدة في التاريخ والتراث ومنها كتاب حارات المكلا الصادر عام 2005م عن دار حضرموت للدراسات لأن أي أمة لا تقاس إلا بما تحمل من تاريخ وقيم وتراث
متمنين على الأخ المحافظ أن يبادر بالبدء في ترميم مقر السلطان القعيطي وهو واجهة من واجهات المدينة التاريخية وان يحافظ على الحصون والقلاع المنتشرة والتي اندثر وتهالك الكثير منها، وان يوقف الزحف الاسمنتي المسلح على العمارة الطينية بالمحافظة عامة
إزالة مبنى البوائك عن الوجود في عتمة الليل ، دون علم السلطات
وموجه عارمة من الاستياء تسود الشارع العام بالمكلا بتهديم ماتبقى من
ذاكرة ميناء المكلا القديم
المكلا اليوم/ خاص
تصوير /خالد بن عاقله
2008/6/4
استنكرت الأوساط الاجتماعية والثقافية في مدينة المكلا تهديم وتكسير أحد أبرز معالم ميناء المكلا القديم مبنى ( البوائك )، التي بنيت في ثلاثينيات القرن الماضي وأصبحت مستودع للمواد الغذائية لحضرموت عبر البحار المفتوحة على العالم، ومبنى تتجمع في ردهاته الوكالات الملاحية البحرية المحلية ومنها مقر أمير البحر
كل ذلك لم يشفع لهذا المبنى إذ فوجئ أهالي المدينة بإزالته عن الوجود كلياً وتهديمه ليلا ً دون علم وإذن السلطات المحلية بالمجلس المحلي بمدينة المكلا والمحافظة ليبنى على أنقاضه مبنى دار الدراسات والبحوث التابع لمسجد عمر ، ليعيد التاريخ نفسه مجدداً مذكرا الجميع بحادثة تهديم سدة المكلا الشهيرة
البعض وصف هذا العمل بالجريمة المدبرة والمستهدفة، سيما أن توقيت تنفيذ عملية الهدم جاءت بعد لقاء الأخ/ سالم أحمد الخنبشي محافظ محافظة حضرموت بالخبير الإيطالي جاني بريزي خبير القطاع السياحي في البنك الدولي، وتأكيد الأول للثاني خلال اللقاء على أهمية الحفاظ على النسيج العمراني والنمط المعماري لمدينة المكلا الجديدة وبما يبرز مقومات وقدرات هذه المدينة سياحياً وحضارياً وينمي مختلف مناشطها الثقافية والتجارية. مما يعني أن الخطوة كانت بمثابة تجاهل وضرب بعرض الحائط لتوجهات السلطة المحلية بالمحافظة، وتنكيلا ً علنياً بقراراتها
مصادر مطلعة في الهيئة الإدارية بالمجلس المحلي بمدينة المكلا أبدت استيائها العميق جراء تهديم المبنى رغم وجود وعود مسبقة من الشيخ ناظم باحبارة بوقف التهديم، حيث حاولت الهيئة الإدارية لإقناعه بوقف الهدم وجمعته مع الخبير الألماني، وأحمد الحداد مدير إدارة التنمية الاقتصادية المحلية بالمحافظة وأحمد السكوتي مدير إدارة المخطط العام لمدينة المكلا ، غير أنه لم يستوعب الفكرة، ولم يستجب لمساع بذلت في اقناعة على الإبقاء على الواجهات الخارجية للمبنى بما يتلاءم مع السمات المعمارية لمدينة المكلا، كما تم الاتفاق بالنزول الميداني إلى موقع المبنى برفقة المهندسين وسعيد بلجرب عضو المجلس المحلي، لإيقاف إزالة المبنى رغم أنه بدء بتهديم الأسقف متجاهلا ً معارضة السلطات المحلية لهذه الخطوة
إلا أن الجميع تفاجئوا بعملية دك المبنى وتسويته بالأرض مما أثار استياء عارم لدى قيادات محافظة حضرموت، وفي مقدمتهم الأخ سالم احمد الخنبشي محافظ المحافظة
ويسعى الشيخ ناظم باحبارة الذي تحصل على ترخيص بالبناء من الأشغال لتشييد دار الدراسات والبحوث، إلى إنشاء مبنى يتكون من عدة طوابق منها محلات تجارية وشقق للإيجار تشكل قوام مبناً تجارياً يذهب ريعه لمركز البحوث لتمويل نفقات دراساته وبعثاته
وكان المجلس المحلي بمديرية مدينة في عهد الدكتور سالم العوبثاني مدير عام المديرية السابق قد ألت إليه هذه البوائك لتكون ضمن مركز مدينة المكلا القديمة التي تشمل بوابة الميناء القديم و المباني المحيطة ببوابة الميناء المكلا ذات الطابع الهندي والتي كانت تتبع التجار الهنود الذين كان لهم نشاطاً تجارياً مع الميناء، وكذلك سكة يعقوب مع سورها لتكون واجهة للسواح القادمين عبر الميناء القديم ، مثلها مثل بوابة التواهي بعدن المخصصة للسواح الأجانب
وبعد تهديم الأثر التاريخي الذي يؤرخ لميناء المكلا والقيمة المضافة لعاصمة حضرموت من الناحية الحضارية والجمالية والاقتصادية والسياحية، تم الاتفاق على أن تقوم شركة هندية متخصصة بإعداد دراسات للحفاظ على المنطقة بطابعها القديم والتاريخي وسماتها المعمارية المميزة، وأن يبقى الوضع على ما هو عليه بإعادة البناء بالنمط السابق للبوائك بما يلائم الطابع العمراني لمنطقة الميناء وألا يرتفع البنيان ليغطى المنازل التي تقع خلفه
وتجري هذه الأيام دراسات لترميم سدة ميناء المكلا وسكة يعقوب وسور يعقوب، غير أن هدم مبنى الميناء القديم أدى إلى بعثرة خطط هذه الدراسات والمشاريع، وأثار جو من الإحباط النفسي لدى المعنيين في الحفاظ على التراث المعماري وفي مقدمتهم المنتسبين للهيئة العامة للآثار الذين سبق وأن حذروا من تداعيات إقدام بعض الجهات أو الأشخاص بتهديم ما بقي من الطابع المعماري التاريخي في مدينة المكلا، وهو ماتم بالفعل بعد أن تم تصفية أخر معالم ميناء المكلا في سواد الليل وتحت جنح الظلام
إزاء هذه التطورات أبدى المهندس محسن علي باصرة عضو مجلس النواب رئيس صلاح حضرموت استياءه حول ما يحصل من تهديم وطمس لمعالم مدينة المكلا حيث عبر عن تفاجئه و كثير من عقلاء ومثقفي مدينة المكلا بتكسير بعض معالم ميناء المكلا القديم ( البوائك ) وقال" كنا قد شكرنا وحمدنا الله أن هذا الموقع أعطي لأيادي أمينة من أبناء المدينة لهدف سامي وهو إنشاء مركز للدراسات والبحوث والذي كان يسعى بعض المتنفذين الى أخذ هذا الموقع والاستفادة منه الاستفادة الشخصية والاتجار السريع كما وقف وجهاء المكلا أمثال السيد عبد الله محفوظ الحداد رحمه الله وبعض أعضاء مجلس النواب بأن لا يعطى موقع الميناء للمتنفذين كأراضي للمصالح الشخصية وجزاء الله خيراً الشيخ خالد بن هلابي مع المتصدقين الذين تبنوا بناء ثانوية للبنات التي سميت بالميناء
ولكن ما أثار استياءنا وأثر على مشاعرنا وأحاسيسنا أن يتم التكسير بهذه الطريقة ونتمنى من السلطات المحلية بالمدينة والمحافظة أن تحافظ على ما بقي من آثار الميناء وهو البوابة الشرقية وان تلزم القائمين على هذا المركز - ونحن واثقين من حرصهم - على أن يبنى على نفس النمط المعماري السابق باعتباره أحد معالم المدينة ضمن مكونات ميناء المكلا التاريخي . مناشداً لأستاذ سالم أحمد الخنبشي محافظ المحافظة بأن يحافظ على ما بقي من معالم تاريخ المدينة والمحافظة وهو صاحب دراسات عدة في التاريخ والتراث ومنها كتاب حارات المكلا الصادر عام 2005م عن دار حضرموت للدراسات لأن أي أمة لا تقاس إلا بما تحمل من تاريخ وقيم وتراث
متمنين على الأخ المحافظ أن يبادر بالبدء في ترميم مقر السلطان القعيطي وهو واجهة من واجهات المدينة التاريخية وان يحافظ على الحصون والقلاع المنتشرة والتي اندثر وتهالك الكثير منها، وان يوقف الزحف الاسمنتي المسلح على العمارة الطينية بالمحافظة عامة