حد من الوادي
06-05-2008, 11:03 PM
جغرافيا الحرب الخامسة: معارك في تخوم العاصمة والقتلى بالمئات..المعارك مستمرة في بني حشيش وحرف سفيان، ومخاوف من بؤر جديدة في سنحان وخولان
الموضوع: أخبار الوطـن
خلافاً للحروب الأربع السابقة اتسع نطاق الحرب الأخيرة الدائرة بين أتباع الحوثي والقوات الحكومية ليشمل مناطق تابعة لمحافظتي عمران وصنعاء.
منتصف مايو الفائت دوت لأول مرة أصداء انفجارات المواجهات بين الجانبين في أنحاء متفرقة من العاصمة.
وقد كانت منطقة بني حشيش التي لا تبعد عن صنعاء بأكثر من 20 كيلو متراً، ميداناً لمعارك شرسة بين مجاميع مسلحة تابعة للحوثي وقوات الحرس الجمهوري تشارك لأول مرة في الحرب.
قبل ذلك كانت المواجهات على أشدها في مديرية حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران التي أطلقت أول شرارة انفجار للحرب الرابعة.
باندلاع الحرب الأخيرة مطلع مايو، كان عبدالملك الحوثي القائد الميداني للجماعة المسلحة يتوعد بنقل المعارك إلى مناطق «حساسة» خارج صعدة.
وقد عكست المواجهات الدائرة في مناطق: حرف سفيان، وبني حشيش جزءاً من وعيد الحوثي الابن وسط تصاعد السجالات الاعلامية بينه وقيادات الجيش والسلطة.
طبق المعلومات التي حصلت عليها «النداء» فإن المخاوف من اندلاع المواجهات تشمل مناطق «حساسة» كسنحان وخولان، والأولى شهدت تحركاً لافتاً خشية تنفيذ هجمات من قبل متعاطفين مع الحوثي في المنطقة.
خلال الحروب التي بدأت أولاها منتصف 2004 بين جماعة حسين بدر الدين الحوثي ولاحقاً أبيه وأخيه، اقتصرت المواجهات على مديريات محافظة صعدة.
وقبل اشتعال الحرب الرابعة منتصف 2007 كانت الجغرافيا تمنح المواجهات ساحة إضافية: منطقة حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران، حينها كانت جبهة صعدة هادئة وتمكنت وساطات قبلية من احتواء الموقف بعد إسقاط عناصر تابعة للحوثي طائرة مروحية في منطقة واسط. لكن المواجهات سرعان ما عادت لتشتعل في صعدة فدونت وقائع النسخة الرابعة من الحرب.
الآن تدخل مواجهات الحرب الخامسة شهرها الثاني أصبح معها مدى سلاح جماعة الحوثي أكثر قرباً من العاصمة.
ووسط مشهد المساجلات أطل يحيى الحوثي الاثنين، داعياً إلى إسقاط النظام رداً على تحريك السلطة ورقة إسقاط الحصانة البرلمانية عنه.
***
عشرات القتلى وضحايا الجيش يسقطون بالخطأ
«حرب سفيان»
"النداء" – صنعاء عمران - محمود طه
يسيطر الخراب بشكل كامل على مدينة حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران بعد مواجهات دامية.
بالإضافة إلى رائحة البارود تفوح رائحة الموت بكثافة، وبدلاً من كنس الشوارع اضطر عمال النظافة نهاية الاسبوع الفائت إلى «تنظيفها» من قرابة 70 جثة تعود لمدنيين حسب شهود عيان، ودفنها.
تشهد المديرية الأكبر في محافظة عمران حرباً منذ مطلع مايو الفائت. في المدينة التي تمثل مركز المديرية ويقطنها أكثر من 20 ألف نسمة دارت أشرس المعارك بين القوات الحكومية وأتباع الحوثي.
عندما بدأت المناوشات بين الجانبين تدشيناً للحرب الخامسة أرسلت القوات الحكومية تعزيزات إلى صعدة، وقد استخدمت منطقة شبارق كمنطقة عبور.
وقتها قرر الحوثيون قطع الطريق بالإضافة إلى محاصرة اللواء 119 الواقع في الجبل الاسود والمشرف على المديرية. ودخلت الجماعة إلى مركز المديرية. لم تفلح وساطات قبلية في احتواء التداعيات، فاندلعت المواجهات بين الجانبين عقب تحذير أطلقه قائد اللواء 119 بإخلاء المدينة ونهاية المهلة المحددة.
خلال الأسبوع الاول والثاني من المواجهات قتل العشرات من العسكريين وأتباع الحوثي.
بحسب مصادر محلية وعسكرية فقد قتل 45 عسكرياً من العائدين من التقاعد بعد تعرضهم لقصف بالطيران عن طريق الخطأ عندما كانوا متحصنين بمبنى المجمع الحكومي.
وسقط 15 عسكرياً بتبادل لإطلاق النار بين أفراد اللواء 119، و117 مشاة عن طريق الخطأ. بعد إنسحاب الحوثيين، الخميس الماضي من المدينة خلفوا وراءهم عشرات الجثث من رفاقهم بعضها نهشتها الكلاب حد رواية شهود عيان.
تقدر المصادر عدد المقاتلين من أتباع الحوثي في حرف سفيان بــ500 مسلح وقد تركزت المواجهات المستمرة حتى الآن في مناطق: ذو طالع، ذو كزمة، المربعة، وادي شبارق، الوقبة، المجزعة، حدقة وواسط الثنثلة.
أكثر الاسلحة استخداماً من قبل الحوثيين: قذائف الآربي جي، القناصات بالاضافة إلى الرشاشات الثقيلة.
وشهد اليومين الماضيين مواجهات متقطعة بين مجاميع قبلية مسلحة في منطقة ذو كزمة ومناطق متعددة في الثنثلة مع مقاتلين حوثيين. ولم يتسن معرفة عدد الضحايا وخسائر الطرفين. في صعدة استمرت المواجهات خلال الاسبوع الجاري في منطقة وادي مذاب مديرية آل عمار المتاخمة لمديرية حرف سفيان، وسقط العديد من القتلى والجرحى في غارة جوية على قافلة سيارات يعتقد أنها تابعة للحوثيين مساء الثلاثاء.
وقالت المصادر المحلية إن الغارة استهدفت عدداً من السيارات شرق منطقة شبارق كانت متجهة إلى حرف سفيان ما أدى إلى سقوط (عدد غير معروف بين قتيل وجريح على الطريق).
وقتل الأحد الماضي ثلاثة من قبائل العصيمات وجرح 11 آخرين في مواجهات مع أتباع الحوثي أثناء محاولتهم تحرير مدير عام مديرية آل عمار من الأسر لدى الحوثيين.
واشتدت المواجهات على مداخل مديرية ضحيان بين الحوثيين وقوات الجيش.
وقالت المصادر إن القوت الحكومية دمرت عدداً من المنازل بالدبابات والجرافات بينها منزل عبدالله بن يحيى القعود أحد القادة الميدانيين لجماعة الحوثي.
***
نصف ساعة بالسيارة وبضع ثوان بالقذيفة
بني حشيش في خط النار
تحتاج السيارة إلى أقل من نصف ساعة للوصول إلى مديرية بني حشيش، وبضعة ثواني فقط يحتاجها سكان الأحياء الشمالية من صنعاء لسماع دوي المواجهات المسلحة بين الجيش والحوثيين.
لأكثر من أسبوعين ترددت أصوات القذائف وقصف الطيران في أطراف العاصمة. وشعرت صنعاء للمرة الأولى بالحرب التي ظلت أخباراً تأتي من أقصى الطرف الشمالي للبلاد. لقد شهدت المديرية التي لا تبعد عن العاصمة أكثر من 20 كيلو متراً مواجهات شرسة بين مجاميع مسلحة تتبع الحوثي وقوات تخوض الحرب للمرة الأولى تتبع الحرس الجمهوري الذي يقوده أحمد علي عبدالله صالح.
عشية الـــ14 من مايو الفائت بدأت شرارة المواجهات في المنطقة عقب تعرض مدير أمن العاصمة العميد محمد طريق لكمين مسلح نصب له في منطقة بيت السيد.
وقد نجا القائد الأمني من الكمين فيما قتل اثنين من الجنود المرافقين. واتهمت عناصر تابعة للحوثيين بالوقوف وراء الحادثة.
بحسب المعلومات المتوافرة، فإن المنطقة الامنية بالحتارش تلقت معلومات عن استعدادات عسكرية لأتباع الحوثي في المنطقة. على إثره جاء نزول مدير الأمن طريق الى المديرية رفقة بعض مشائخها.
يقطن المديرية أكثر من 75 ألف نسمة، بحسب مصادر محلية، وتتكون أغلبها من المناطق الجبلية والوديان حيث تزرع العنب وتقع شمالي صنعاء.
في محاولة للإنقضاض على المجموعة المسلحة أرسلت قيادة قوات الحرس الجمهوري لواءً عسكرياً للزحف على المنطقة.
وخاضت القوات العسكرية مواجهات عنيفة، مازالت مستمرة حتى مساء الثلاثاء، مع الجماعة التي تراوحت تقديرات عددها بين 500 و1000 مسلح.
وقد استخدم في المواجهات مختلف أنواع الاسلحة بما في ذلك الطيران وتكرر إعلان السلطات إحكام السيطرة على المديرية وتصفية عناصر الحوثي منها خلال الاسبوع.
الثلاثاء الماضي أعلنت وزارة الدفاع السيطرة على المديرية وتصفية (كافة أوكار عناصر الفتنة والتمرد).
وصباح أمس الثلاثاء قال محافظ صنعاء نعمان دويد إن القوات المسلحة أكملت سيطرتها على المديرية بنسبة 100٪ لكن المواجهات خلال الاسبوع ظلت مشتعلة.
وقالت مصادر محلية لــ«النداء» إن القوات الحكومية لم تستطع الدخول إلى المديرية، وتفرض سياجاً عليها لمنع تسلل الحوثيين من وإلى المنطقة.
المصادر ذكرت أن المواجهات هدأت الثلاثاء بعد أن شنت القوت الحكومية الاثنين هجوماً ضد الحوثيين المتمركزين في وادي رجام بعد انسحابهم من جبل الجميمة الاستراتيجي مستخدمة طائرات الهيلوكابتر.
واستدعت قيادة المنطقة الأمنية في الحتارش وجهاء المنطقة الذين تعهدوا بالقيام بحماية مناطقهم ومواجهة الحوثيين.
وقال المصدر إن المنطقة الأمنية ألزمت أبناء المديرية بوضع حدود لمناطقهم وطلبت منهم حمايتها من دخول جماعة الحوثي.
ونشرت وكالة الأنباء الرسمية سبأ صوراً لمجاميع قالت إنهم من المقاتلين الحوثيين في بني حشيش استسلموا للقوات الحكومية. وقالت المصادر المحلية إن الأفراد الذين ظهروا قبض عليهم من قبل رجال القبائل وتم تسليمهم للقوات الحكومية.
وفيما قال نعمان دويد إن منازل المواطنين لم تصب بأذى، قالت المصادر إن العديد من منازل المواطنين ومزارعهم ومعداتهم دمرت بالكامل جراء القصف.
وذكرت أن قرية غضيران الواقعة على الطريق إلى المديرية دمرت منازلها بالكامل أثناء تمشيط الجيش، ولم يكن بها أي من أتباع الحوثي.
ينتمي جميع المقاتلين إلى مناطق المديرية، وتلقى العديد منهم تعليماً دينياً في المدارس التي تبنتها جماعة الشباب المؤمن، بحسب المصادر.
منذ يومين تسير المعارك بشكل مختلف: أثناء النهار تميل الأجواء إلى الهدوء وتبدأ المناوشات ليلاً سيما في مناطق الشرية وأطراف الرجاع.
مساء الأحد استولت مجموعة مسلحة على طقم عسكري في منطقة الشرية وأسرت 2 من جنوده بالاضافة إلى مبلغ 6 ملايين ريال مرتبات الجنود مرابطين في احد المواقع بحسب مصدر محلي.
يتحصن الحوثيون في مناطق جبلية، ولديهم الكثير من المؤن الغذائية، طبق معلومات المصدر، كما يتمركزون في شعاب وادي الشرية وهي منطقة محاطة بالجبال ويصعب الوصول إليها.
وقد أقامت القوات الحكومية نقاطاً أمنية في منطقة غولة عاصم وبيت ناصر الحاج إلى الشمال الشرقي من المديرية لمنع تسلل الحوثيين من جهة نهم.
***
300 قتيل في شهر وأكثر من 2100 قتيل منذ بدء الحرب
تحصد الحرب المشتعلة في صعدة وعدد من مديريات عمران وصنعاء العشرات من المدنيين والعسكريين بين قتيل وجريح يومياً. وعلمت «النداء» من مصادر طبية و عسكرية أن عدد القتلى من طرف الجيش على جبهات القتال في صعدة وحدها بلغ 300 قتيل وأكثر من ضعفهم جرحى منذ تجدد المواجهات مطلع مايو الماضي.
وذكرت المصادر أن عدد الجثث التي تعود لجنود وترد إلى صنعاء من أرض المعارك لا يقل يومياً عن 5 مع 7 إلى 10 جنود جرحى، فضلاً عن الحالات التي يتم نقلها إلى مستشفيات قريبة كمستشفى السلام بصعدة.
وتفرض السلطات الرسمية تكتماً شديداً بالنسبة لضحايا الجيش الذين يسقطون في المواجهات مع أتباع الحوثي وهو ما يسلكه الحوثيون في التعامل مع خسائرهم. وطبق المعلوما التي حصلت عليها «النداء»، فإن عدد القتلى الذين سقطوا في صفوف الجيش خلال الحروب السابقة منذ أندلعت منتصف 2004 أكثر من 2100 قتيل، فيما لم تذكر عدد المصابين. ولم تتوافر معلومات بشأن الضحايا المدنيين الذين يسقطون بفعل المواجهات الأخيرة بين الحوثيين والجيش، فيما تمنع السلطات الصحافة المحلية والخارجية من النزول الميداني إلى المناطق التي شهدت الحرب.
***
رفد الوحدات القتالية بـــ600 سائق وفني
علمت «النداء» أن معسكر التأمين الفني بأمانة العاصمة، سيرفد بعد يومين الوحدات القتالية في محافظة صعدة ومنطقتي بني حشيش وحرف سفيان بـــ300 سائق ومثلها فنيين.
وقالت مصادر عسكرية إن الوحدات القتالية التي تخوض معارك ضارية مع جماعة الحوثيين تعاني نقصاً في صفوف السائقين والفنيين، ما انعكس على تأخير الإمدادات والمؤن، فضلاً عن نقل المصابين.
أضافت أن معسكر التأمين أعلن السبت الماضي فتح باب الإلتحاق بالجيش لمن يجيدون السواقه وكذا خريجي المعاهد الفنية، ومن المقرر أن يصل الاربعاء عدد الملتحقين إلى 600 وهو العدد المطلوب.
***
يتبع
الموضوع: أخبار الوطـن
خلافاً للحروب الأربع السابقة اتسع نطاق الحرب الأخيرة الدائرة بين أتباع الحوثي والقوات الحكومية ليشمل مناطق تابعة لمحافظتي عمران وصنعاء.
منتصف مايو الفائت دوت لأول مرة أصداء انفجارات المواجهات بين الجانبين في أنحاء متفرقة من العاصمة.
وقد كانت منطقة بني حشيش التي لا تبعد عن صنعاء بأكثر من 20 كيلو متراً، ميداناً لمعارك شرسة بين مجاميع مسلحة تابعة للحوثي وقوات الحرس الجمهوري تشارك لأول مرة في الحرب.
قبل ذلك كانت المواجهات على أشدها في مديرية حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران التي أطلقت أول شرارة انفجار للحرب الرابعة.
باندلاع الحرب الأخيرة مطلع مايو، كان عبدالملك الحوثي القائد الميداني للجماعة المسلحة يتوعد بنقل المعارك إلى مناطق «حساسة» خارج صعدة.
وقد عكست المواجهات الدائرة في مناطق: حرف سفيان، وبني حشيش جزءاً من وعيد الحوثي الابن وسط تصاعد السجالات الاعلامية بينه وقيادات الجيش والسلطة.
طبق المعلومات التي حصلت عليها «النداء» فإن المخاوف من اندلاع المواجهات تشمل مناطق «حساسة» كسنحان وخولان، والأولى شهدت تحركاً لافتاً خشية تنفيذ هجمات من قبل متعاطفين مع الحوثي في المنطقة.
خلال الحروب التي بدأت أولاها منتصف 2004 بين جماعة حسين بدر الدين الحوثي ولاحقاً أبيه وأخيه، اقتصرت المواجهات على مديريات محافظة صعدة.
وقبل اشتعال الحرب الرابعة منتصف 2007 كانت الجغرافيا تمنح المواجهات ساحة إضافية: منطقة حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران، حينها كانت جبهة صعدة هادئة وتمكنت وساطات قبلية من احتواء الموقف بعد إسقاط عناصر تابعة للحوثي طائرة مروحية في منطقة واسط. لكن المواجهات سرعان ما عادت لتشتعل في صعدة فدونت وقائع النسخة الرابعة من الحرب.
الآن تدخل مواجهات الحرب الخامسة شهرها الثاني أصبح معها مدى سلاح جماعة الحوثي أكثر قرباً من العاصمة.
ووسط مشهد المساجلات أطل يحيى الحوثي الاثنين، داعياً إلى إسقاط النظام رداً على تحريك السلطة ورقة إسقاط الحصانة البرلمانية عنه.
***
عشرات القتلى وضحايا الجيش يسقطون بالخطأ
«حرب سفيان»
"النداء" – صنعاء عمران - محمود طه
يسيطر الخراب بشكل كامل على مدينة حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران بعد مواجهات دامية.
بالإضافة إلى رائحة البارود تفوح رائحة الموت بكثافة، وبدلاً من كنس الشوارع اضطر عمال النظافة نهاية الاسبوع الفائت إلى «تنظيفها» من قرابة 70 جثة تعود لمدنيين حسب شهود عيان، ودفنها.
تشهد المديرية الأكبر في محافظة عمران حرباً منذ مطلع مايو الفائت. في المدينة التي تمثل مركز المديرية ويقطنها أكثر من 20 ألف نسمة دارت أشرس المعارك بين القوات الحكومية وأتباع الحوثي.
عندما بدأت المناوشات بين الجانبين تدشيناً للحرب الخامسة أرسلت القوات الحكومية تعزيزات إلى صعدة، وقد استخدمت منطقة شبارق كمنطقة عبور.
وقتها قرر الحوثيون قطع الطريق بالإضافة إلى محاصرة اللواء 119 الواقع في الجبل الاسود والمشرف على المديرية. ودخلت الجماعة إلى مركز المديرية. لم تفلح وساطات قبلية في احتواء التداعيات، فاندلعت المواجهات بين الجانبين عقب تحذير أطلقه قائد اللواء 119 بإخلاء المدينة ونهاية المهلة المحددة.
خلال الأسبوع الاول والثاني من المواجهات قتل العشرات من العسكريين وأتباع الحوثي.
بحسب مصادر محلية وعسكرية فقد قتل 45 عسكرياً من العائدين من التقاعد بعد تعرضهم لقصف بالطيران عن طريق الخطأ عندما كانوا متحصنين بمبنى المجمع الحكومي.
وسقط 15 عسكرياً بتبادل لإطلاق النار بين أفراد اللواء 119، و117 مشاة عن طريق الخطأ. بعد إنسحاب الحوثيين، الخميس الماضي من المدينة خلفوا وراءهم عشرات الجثث من رفاقهم بعضها نهشتها الكلاب حد رواية شهود عيان.
تقدر المصادر عدد المقاتلين من أتباع الحوثي في حرف سفيان بــ500 مسلح وقد تركزت المواجهات المستمرة حتى الآن في مناطق: ذو طالع، ذو كزمة، المربعة، وادي شبارق، الوقبة، المجزعة، حدقة وواسط الثنثلة.
أكثر الاسلحة استخداماً من قبل الحوثيين: قذائف الآربي جي، القناصات بالاضافة إلى الرشاشات الثقيلة.
وشهد اليومين الماضيين مواجهات متقطعة بين مجاميع قبلية مسلحة في منطقة ذو كزمة ومناطق متعددة في الثنثلة مع مقاتلين حوثيين. ولم يتسن معرفة عدد الضحايا وخسائر الطرفين. في صعدة استمرت المواجهات خلال الاسبوع الجاري في منطقة وادي مذاب مديرية آل عمار المتاخمة لمديرية حرف سفيان، وسقط العديد من القتلى والجرحى في غارة جوية على قافلة سيارات يعتقد أنها تابعة للحوثيين مساء الثلاثاء.
وقالت المصادر المحلية إن الغارة استهدفت عدداً من السيارات شرق منطقة شبارق كانت متجهة إلى حرف سفيان ما أدى إلى سقوط (عدد غير معروف بين قتيل وجريح على الطريق).
وقتل الأحد الماضي ثلاثة من قبائل العصيمات وجرح 11 آخرين في مواجهات مع أتباع الحوثي أثناء محاولتهم تحرير مدير عام مديرية آل عمار من الأسر لدى الحوثيين.
واشتدت المواجهات على مداخل مديرية ضحيان بين الحوثيين وقوات الجيش.
وقالت المصادر إن القوت الحكومية دمرت عدداً من المنازل بالدبابات والجرافات بينها منزل عبدالله بن يحيى القعود أحد القادة الميدانيين لجماعة الحوثي.
***
نصف ساعة بالسيارة وبضع ثوان بالقذيفة
بني حشيش في خط النار
تحتاج السيارة إلى أقل من نصف ساعة للوصول إلى مديرية بني حشيش، وبضعة ثواني فقط يحتاجها سكان الأحياء الشمالية من صنعاء لسماع دوي المواجهات المسلحة بين الجيش والحوثيين.
لأكثر من أسبوعين ترددت أصوات القذائف وقصف الطيران في أطراف العاصمة. وشعرت صنعاء للمرة الأولى بالحرب التي ظلت أخباراً تأتي من أقصى الطرف الشمالي للبلاد. لقد شهدت المديرية التي لا تبعد عن العاصمة أكثر من 20 كيلو متراً مواجهات شرسة بين مجاميع مسلحة تتبع الحوثي وقوات تخوض الحرب للمرة الأولى تتبع الحرس الجمهوري الذي يقوده أحمد علي عبدالله صالح.
عشية الـــ14 من مايو الفائت بدأت شرارة المواجهات في المنطقة عقب تعرض مدير أمن العاصمة العميد محمد طريق لكمين مسلح نصب له في منطقة بيت السيد.
وقد نجا القائد الأمني من الكمين فيما قتل اثنين من الجنود المرافقين. واتهمت عناصر تابعة للحوثيين بالوقوف وراء الحادثة.
بحسب المعلومات المتوافرة، فإن المنطقة الامنية بالحتارش تلقت معلومات عن استعدادات عسكرية لأتباع الحوثي في المنطقة. على إثره جاء نزول مدير الأمن طريق الى المديرية رفقة بعض مشائخها.
يقطن المديرية أكثر من 75 ألف نسمة، بحسب مصادر محلية، وتتكون أغلبها من المناطق الجبلية والوديان حيث تزرع العنب وتقع شمالي صنعاء.
في محاولة للإنقضاض على المجموعة المسلحة أرسلت قيادة قوات الحرس الجمهوري لواءً عسكرياً للزحف على المنطقة.
وخاضت القوات العسكرية مواجهات عنيفة، مازالت مستمرة حتى مساء الثلاثاء، مع الجماعة التي تراوحت تقديرات عددها بين 500 و1000 مسلح.
وقد استخدم في المواجهات مختلف أنواع الاسلحة بما في ذلك الطيران وتكرر إعلان السلطات إحكام السيطرة على المديرية وتصفية عناصر الحوثي منها خلال الاسبوع.
الثلاثاء الماضي أعلنت وزارة الدفاع السيطرة على المديرية وتصفية (كافة أوكار عناصر الفتنة والتمرد).
وصباح أمس الثلاثاء قال محافظ صنعاء نعمان دويد إن القوات المسلحة أكملت سيطرتها على المديرية بنسبة 100٪ لكن المواجهات خلال الاسبوع ظلت مشتعلة.
وقالت مصادر محلية لــ«النداء» إن القوات الحكومية لم تستطع الدخول إلى المديرية، وتفرض سياجاً عليها لمنع تسلل الحوثيين من وإلى المنطقة.
المصادر ذكرت أن المواجهات هدأت الثلاثاء بعد أن شنت القوت الحكومية الاثنين هجوماً ضد الحوثيين المتمركزين في وادي رجام بعد انسحابهم من جبل الجميمة الاستراتيجي مستخدمة طائرات الهيلوكابتر.
واستدعت قيادة المنطقة الأمنية في الحتارش وجهاء المنطقة الذين تعهدوا بالقيام بحماية مناطقهم ومواجهة الحوثيين.
وقال المصدر إن المنطقة الأمنية ألزمت أبناء المديرية بوضع حدود لمناطقهم وطلبت منهم حمايتها من دخول جماعة الحوثي.
ونشرت وكالة الأنباء الرسمية سبأ صوراً لمجاميع قالت إنهم من المقاتلين الحوثيين في بني حشيش استسلموا للقوات الحكومية. وقالت المصادر المحلية إن الأفراد الذين ظهروا قبض عليهم من قبل رجال القبائل وتم تسليمهم للقوات الحكومية.
وفيما قال نعمان دويد إن منازل المواطنين لم تصب بأذى، قالت المصادر إن العديد من منازل المواطنين ومزارعهم ومعداتهم دمرت بالكامل جراء القصف.
وذكرت أن قرية غضيران الواقعة على الطريق إلى المديرية دمرت منازلها بالكامل أثناء تمشيط الجيش، ولم يكن بها أي من أتباع الحوثي.
ينتمي جميع المقاتلين إلى مناطق المديرية، وتلقى العديد منهم تعليماً دينياً في المدارس التي تبنتها جماعة الشباب المؤمن، بحسب المصادر.
منذ يومين تسير المعارك بشكل مختلف: أثناء النهار تميل الأجواء إلى الهدوء وتبدأ المناوشات ليلاً سيما في مناطق الشرية وأطراف الرجاع.
مساء الأحد استولت مجموعة مسلحة على طقم عسكري في منطقة الشرية وأسرت 2 من جنوده بالاضافة إلى مبلغ 6 ملايين ريال مرتبات الجنود مرابطين في احد المواقع بحسب مصدر محلي.
يتحصن الحوثيون في مناطق جبلية، ولديهم الكثير من المؤن الغذائية، طبق معلومات المصدر، كما يتمركزون في شعاب وادي الشرية وهي منطقة محاطة بالجبال ويصعب الوصول إليها.
وقد أقامت القوات الحكومية نقاطاً أمنية في منطقة غولة عاصم وبيت ناصر الحاج إلى الشمال الشرقي من المديرية لمنع تسلل الحوثيين من جهة نهم.
***
300 قتيل في شهر وأكثر من 2100 قتيل منذ بدء الحرب
تحصد الحرب المشتعلة في صعدة وعدد من مديريات عمران وصنعاء العشرات من المدنيين والعسكريين بين قتيل وجريح يومياً. وعلمت «النداء» من مصادر طبية و عسكرية أن عدد القتلى من طرف الجيش على جبهات القتال في صعدة وحدها بلغ 300 قتيل وأكثر من ضعفهم جرحى منذ تجدد المواجهات مطلع مايو الماضي.
وذكرت المصادر أن عدد الجثث التي تعود لجنود وترد إلى صنعاء من أرض المعارك لا يقل يومياً عن 5 مع 7 إلى 10 جنود جرحى، فضلاً عن الحالات التي يتم نقلها إلى مستشفيات قريبة كمستشفى السلام بصعدة.
وتفرض السلطات الرسمية تكتماً شديداً بالنسبة لضحايا الجيش الذين يسقطون في المواجهات مع أتباع الحوثي وهو ما يسلكه الحوثيون في التعامل مع خسائرهم. وطبق المعلوما التي حصلت عليها «النداء»، فإن عدد القتلى الذين سقطوا في صفوف الجيش خلال الحروب السابقة منذ أندلعت منتصف 2004 أكثر من 2100 قتيل، فيما لم تذكر عدد المصابين. ولم تتوافر معلومات بشأن الضحايا المدنيين الذين يسقطون بفعل المواجهات الأخيرة بين الحوثيين والجيش، فيما تمنع السلطات الصحافة المحلية والخارجية من النزول الميداني إلى المناطق التي شهدت الحرب.
***
رفد الوحدات القتالية بـــ600 سائق وفني
علمت «النداء» أن معسكر التأمين الفني بأمانة العاصمة، سيرفد بعد يومين الوحدات القتالية في محافظة صعدة ومنطقتي بني حشيش وحرف سفيان بـــ300 سائق ومثلها فنيين.
وقالت مصادر عسكرية إن الوحدات القتالية التي تخوض معارك ضارية مع جماعة الحوثيين تعاني نقصاً في صفوف السائقين والفنيين، ما انعكس على تأخير الإمدادات والمؤن، فضلاً عن نقل المصابين.
أضافت أن معسكر التأمين أعلن السبت الماضي فتح باب الإلتحاق بالجيش لمن يجيدون السواقه وكذا خريجي المعاهد الفنية، ومن المقرر أن يصل الاربعاء عدد الملتحقين إلى 600 وهو العدد المطلوب.
***
يتبع