نجد الحسيني
06-10-2008, 04:14 PM
السلطان الفاتح المجاهد الكبير سليمان القانوني.
900 - 972 هـ / 1495 - 1566 م
أنا القانون والقانون أنا
امتدّ حكم السلطان سليمان لمدّة نصف قرن تقريبا، ممّا يعني أنّه قد حكم أطول فترة حكم حكمها خليفة أو سلطان..
لقب بالقانوني لوضعه القوانين وسنّه التشاريع التي لا تناقض الاسلام والتقاليد، واستمّر العمل بقانونه حتى القرن الثالث عشر الهجري - التاسع عشر الميلادي،
خمسون عام تقريبا حكم فيها السلطان سليمان
وأربعمائة عام تقريبا سنّ فيها قانون السلطان سليمان في الادارة والحرب والجيش والعسكر والاقتصاد والصناعة ... الخ
في عهده أنتشر الاسلام وتوسعت رقعة ديار الاسلام، عظمت وكثرت الفتوحات في عهده.
فتح بظفر الله ونصره تعالى ثم بسيفه وجنوده كلّ بلاد البلقان "يوغوسلافيا" وفتح عاصمتها "بلغراد"
فتح بلاد المجر "هنغاريا" وقضى عليها بفتح عاصمتها "بودابيست"
حمل على النمسا وألمانيا وفتح أجزاء من بلادها وحاصر عاصمتها "فيينا" مرتين، وفي حصاره الأخير توفي بطلنا شيخا في عمر الثمانين ونيف بين عسكره أمام أسوار فيينا وأبوابها.
شنّ على الدولة الصفوية المقيتة في إيران ثلاثة حملات.. في الأولى: استردّ العراق وفي الثانية خاض برجله وخيله تبريز في ايران واستولى عليها وفي الثالثة أجبر شاه إيران على طلب الصلح وتنازل عن أحقيّة تبريز وقلعتا وان واريوان وشرق الأناضول للسلطان سليمان القانوني.
حارب البرتغاليين في مواجهة نفوذهم في الخليج العربي والبحر الأحمر وفتح قلعة تعز في اليمن، وأتبع اليمن عمان وقطر والبحرين وقد سبق ذلك استرجاع أرض العراقين "العراق: عراق العرب والعجم"
تلا ذلك الحجاز "مكة المكرمة والمدينة المنورة" وفي افريقيا ليبيا وتونس والصومال والحبشة واريتريا وجيبوتي.
تبخّرت في عهده كلّ نفوذ البرتغاليين والأسبان والمستعمرين والقراصنة.
في عهد سليمان القانوني نمت الصناعة الحربية حيث امتلكت الدولة الاسلامية أكبر وأقوى مدفعية في العالم دكّت بها حصون الكفر والالحاد شرقا ومغربا.
في عهده امتلكت الدولة الاسلامية أكبر أسطول حربي يجوب مياه المحيطات وسواحل البحار من أحمرها وأبيضها وأسودها يقارع الدروب في الحروب والكروب تحت قيادة أمير البحر المجاهد الكبير "الادميرال" خير الدين برباروسا، هو الآخر، أسطورة قلّما تتكرّر وهو صاحب المقولة المشهورة عند حربه الطليان واستيلاءه على الجزر الايطالية:
"سأخوض البحر، وأفتح المدن، وأقيم في كل مدينة مسجد ومنارة ومأذنة، ولن أبقي في أرض الله بقعة لا ينادى فيها أو يسمع { الله أكبر }،"
رحم الله القائد المجاهد أمير البحر خير الدين.
خير الدين الذي شنّ على سواحل الأسبان سبعة حملات، أنقذ خلالها من التعذيب والحرق والتنكيل أكثر من مائة ألف من العرب والمسلمين من براثن محاكم التفتيش في أسبانيا..
خاضت سفنه الحربية غمار حروب طاحنة على سفن الصليبيين الغزاة.. واستطاع أن يكسر حملتين صليبيتين في عرض البحر قبل بلوغها ووصولها إلى سواحل سوريا و لبنان وفلسطين وبيروت صيدا وصور وحيفا وعكا .
كما كسر البطل خير الدين عظم البرتغاليين في البحر الأحمر.
حقّ لنا القول: سليمان في البر وخير الدين في البحر فأين أين المفر.
في عهد السلطان سليمان، أتسّع نطاق نفوذ الأسطول الاسلامي العثماني العظيم ليشمل البحر المتوسط وكلّ مياه البحر الأحمر بعد أن دحر القوات البرتغالية وهزمها وأجبرها على الفلول وضمّ سواحل الحبشة وضمّ مصوّع في اريتريا وبربرة في الصومال كما ضمّ سواكن في السودان.
لم يشهد عهد في الحضارة الاسلامية من البناء والتعمير ما شهده عصر سليمان القانوني، لقد كان مغرما ومولعا بالبناء والتعمير والتشييد وخير شاهد على ذلك جامع السليمانية الفريد في اسطنبول وبركة السلطان سليمان المشكّلة من ثلاث برك ماء أنشأها في بيت لحم في الضفة الغربية من فلسطين.. قام بحملة معمارية كبرى في القدس والأقصى وعمل على ترميم وتحديث سور القدس الحالي..
شيّد المعاقل والقلاع والحصون في بودا ورودس وبلغراد وصوفيا، عمّر المساجد وأنشأ الصهاريج والقناطر في عموم الدولة الاسلامية العظمى خاصة في مكة والقدس ودمشق وبغداد.
لم يقتصر دور السلطان على الحرب والهندسة ولكنه كان أيضا شاعرا فنانا ذواقا وكان خطّاطا صاحب ذوق وفنّ رفيع، وقد كتب بخطّ يده المصحف الشريف والذي يعدّ من روائع الخطّ العربي الجميل حيث تبهرك وتدهشك روعة فنه الرفيع بالكتابة، وهذا المصحف محفوظ حتى اليوم في متحف "طوبى قابي" في تركيا.
أبهرني هذا السلطان العجيب كما أبهر العالمين بأقواله وأفعاله ولم أجد له لطخة أو نقطة سوداء إلاّ في واحدة وهي قتله أولاده.. هل كانت زوجة الأب هي السبب كما يزعمون؟.. هل هو الصرع والجنون؟.. إنفصام الشخصية؟.. حاولت جاهدا أن ألقى له العذر والمعاذير.. رجل مثله خاض بركاب خيله دماء الأمم وأجتاثها وأشلاءها، حارب في البر والبحر، لم تهدأ وقع خيله وصلصلة سيفه ساعة على مدار خمسين سنة ونيف، لم يكن السلطان يرسل جيشه وينتظر أخباره وإنّما كان يتقدّم جيشه ويبادر بالضربة الأولى.. لم يثنيه قتل أولاده ولم تثبط عزيمته بمواصلة الفتوحات.. أليس هو من قضى نحبه في معسكره وفوق ركاب فرسه أمام أبواب فيينا..
هل شكيمة الحياة لهذا السلطان وكثرة الحروب والقتل والدماء دفعته إلى قتل أولاده.؟
هل السبب زوجة الأب كما أشاعت كتب التأريخ.؟
هل هناك سبب آخر.؟
الله أعلم.
في الغرب وكتبه ومؤرخيه أشتهر سلطاننا بسليمان العظيم Sulaiman The Great وفي فرنسا لقب بالغازي العظيم Sulaiman, Le Grand Conquerant وهو فينا الخليفة العثماني سليمان القانوني.
من غير سليمان في عصره والعصور التي تلت عصره، يقف بكلّ شموخ الاسلام وعزته ورفعته ومناعته، يرعد ويزمجر في وجه أعداء الله ورسوله والمؤمنين ويقول:
أنا سلطان السلاطين
أنا برهان الخواقين
أنا متوّج الملوك وظلّ الله في الأرضين
أنا فاتح البلاد والقلاع والحصون
أنا هازم الأعداء
أنا صاحب الخيل المسروجة
أنا صاحب السيوف المسلولة
أنا السلطان سليمان بن السلطان سليم بن السلطان بايزيد
أنا السلطان من نسل السلاطين محمد الفاتح ومراد وعثمان في الأولين
أنا القانون والقانون أنا
وأنا ... وأنا ...
من غير سليمان في عصره والعصور التالية يقول أنا !؟
من غير سليمان في السلاطين والرجال قال أنا !؟
قلّما وجدت كما سليمان من إذا قال أنا فعل !!
نسأل الله تعالى أن يرحم عبده سليمان ويغفر له ويعفو عنه ويتوب عليه ويثيبه جزاء ما صنع للاسلام وأهله، فإنه قد أبلى بلاء حسنا ولا نزكّي على الله أحد من عباده.. إنه هو الغفور الرحيم.
على الرابط التالي رسالة الخليفة السلطان العثماني الكبير سليمان القانوني إلى ملك فرنسا فرانسوا الأول بعد أن أستنجد به ملك فرنسا المغوار لينصره على عدوه ملك الأسبان .. رسالة بليغة تفوح بالعظمة والرجولة وعزّة الاسلام.. وهذه الرسالة محفوظة لدى دار الوثائق التأريخية في فرنسا حتى اليوم وإلى ما شاء الله تعالى:
http://www.alshibami.net/saqifa/showthread.php?t=38039
بقلم: نجد الحسيني
900 - 972 هـ / 1495 - 1566 م
أنا القانون والقانون أنا
امتدّ حكم السلطان سليمان لمدّة نصف قرن تقريبا، ممّا يعني أنّه قد حكم أطول فترة حكم حكمها خليفة أو سلطان..
لقب بالقانوني لوضعه القوانين وسنّه التشاريع التي لا تناقض الاسلام والتقاليد، واستمّر العمل بقانونه حتى القرن الثالث عشر الهجري - التاسع عشر الميلادي،
خمسون عام تقريبا حكم فيها السلطان سليمان
وأربعمائة عام تقريبا سنّ فيها قانون السلطان سليمان في الادارة والحرب والجيش والعسكر والاقتصاد والصناعة ... الخ
في عهده أنتشر الاسلام وتوسعت رقعة ديار الاسلام، عظمت وكثرت الفتوحات في عهده.
فتح بظفر الله ونصره تعالى ثم بسيفه وجنوده كلّ بلاد البلقان "يوغوسلافيا" وفتح عاصمتها "بلغراد"
فتح بلاد المجر "هنغاريا" وقضى عليها بفتح عاصمتها "بودابيست"
حمل على النمسا وألمانيا وفتح أجزاء من بلادها وحاصر عاصمتها "فيينا" مرتين، وفي حصاره الأخير توفي بطلنا شيخا في عمر الثمانين ونيف بين عسكره أمام أسوار فيينا وأبوابها.
شنّ على الدولة الصفوية المقيتة في إيران ثلاثة حملات.. في الأولى: استردّ العراق وفي الثانية خاض برجله وخيله تبريز في ايران واستولى عليها وفي الثالثة أجبر شاه إيران على طلب الصلح وتنازل عن أحقيّة تبريز وقلعتا وان واريوان وشرق الأناضول للسلطان سليمان القانوني.
حارب البرتغاليين في مواجهة نفوذهم في الخليج العربي والبحر الأحمر وفتح قلعة تعز في اليمن، وأتبع اليمن عمان وقطر والبحرين وقد سبق ذلك استرجاع أرض العراقين "العراق: عراق العرب والعجم"
تلا ذلك الحجاز "مكة المكرمة والمدينة المنورة" وفي افريقيا ليبيا وتونس والصومال والحبشة واريتريا وجيبوتي.
تبخّرت في عهده كلّ نفوذ البرتغاليين والأسبان والمستعمرين والقراصنة.
في عهد سليمان القانوني نمت الصناعة الحربية حيث امتلكت الدولة الاسلامية أكبر وأقوى مدفعية في العالم دكّت بها حصون الكفر والالحاد شرقا ومغربا.
في عهده امتلكت الدولة الاسلامية أكبر أسطول حربي يجوب مياه المحيطات وسواحل البحار من أحمرها وأبيضها وأسودها يقارع الدروب في الحروب والكروب تحت قيادة أمير البحر المجاهد الكبير "الادميرال" خير الدين برباروسا، هو الآخر، أسطورة قلّما تتكرّر وهو صاحب المقولة المشهورة عند حربه الطليان واستيلاءه على الجزر الايطالية:
"سأخوض البحر، وأفتح المدن، وأقيم في كل مدينة مسجد ومنارة ومأذنة، ولن أبقي في أرض الله بقعة لا ينادى فيها أو يسمع { الله أكبر }،"
رحم الله القائد المجاهد أمير البحر خير الدين.
خير الدين الذي شنّ على سواحل الأسبان سبعة حملات، أنقذ خلالها من التعذيب والحرق والتنكيل أكثر من مائة ألف من العرب والمسلمين من براثن محاكم التفتيش في أسبانيا..
خاضت سفنه الحربية غمار حروب طاحنة على سفن الصليبيين الغزاة.. واستطاع أن يكسر حملتين صليبيتين في عرض البحر قبل بلوغها ووصولها إلى سواحل سوريا و لبنان وفلسطين وبيروت صيدا وصور وحيفا وعكا .
كما كسر البطل خير الدين عظم البرتغاليين في البحر الأحمر.
حقّ لنا القول: سليمان في البر وخير الدين في البحر فأين أين المفر.
في عهد السلطان سليمان، أتسّع نطاق نفوذ الأسطول الاسلامي العثماني العظيم ليشمل البحر المتوسط وكلّ مياه البحر الأحمر بعد أن دحر القوات البرتغالية وهزمها وأجبرها على الفلول وضمّ سواحل الحبشة وضمّ مصوّع في اريتريا وبربرة في الصومال كما ضمّ سواكن في السودان.
لم يشهد عهد في الحضارة الاسلامية من البناء والتعمير ما شهده عصر سليمان القانوني، لقد كان مغرما ومولعا بالبناء والتعمير والتشييد وخير شاهد على ذلك جامع السليمانية الفريد في اسطنبول وبركة السلطان سليمان المشكّلة من ثلاث برك ماء أنشأها في بيت لحم في الضفة الغربية من فلسطين.. قام بحملة معمارية كبرى في القدس والأقصى وعمل على ترميم وتحديث سور القدس الحالي..
شيّد المعاقل والقلاع والحصون في بودا ورودس وبلغراد وصوفيا، عمّر المساجد وأنشأ الصهاريج والقناطر في عموم الدولة الاسلامية العظمى خاصة في مكة والقدس ودمشق وبغداد.
لم يقتصر دور السلطان على الحرب والهندسة ولكنه كان أيضا شاعرا فنانا ذواقا وكان خطّاطا صاحب ذوق وفنّ رفيع، وقد كتب بخطّ يده المصحف الشريف والذي يعدّ من روائع الخطّ العربي الجميل حيث تبهرك وتدهشك روعة فنه الرفيع بالكتابة، وهذا المصحف محفوظ حتى اليوم في متحف "طوبى قابي" في تركيا.
أبهرني هذا السلطان العجيب كما أبهر العالمين بأقواله وأفعاله ولم أجد له لطخة أو نقطة سوداء إلاّ في واحدة وهي قتله أولاده.. هل كانت زوجة الأب هي السبب كما يزعمون؟.. هل هو الصرع والجنون؟.. إنفصام الشخصية؟.. حاولت جاهدا أن ألقى له العذر والمعاذير.. رجل مثله خاض بركاب خيله دماء الأمم وأجتاثها وأشلاءها، حارب في البر والبحر، لم تهدأ وقع خيله وصلصلة سيفه ساعة على مدار خمسين سنة ونيف، لم يكن السلطان يرسل جيشه وينتظر أخباره وإنّما كان يتقدّم جيشه ويبادر بالضربة الأولى.. لم يثنيه قتل أولاده ولم تثبط عزيمته بمواصلة الفتوحات.. أليس هو من قضى نحبه في معسكره وفوق ركاب فرسه أمام أبواب فيينا..
هل شكيمة الحياة لهذا السلطان وكثرة الحروب والقتل والدماء دفعته إلى قتل أولاده.؟
هل السبب زوجة الأب كما أشاعت كتب التأريخ.؟
هل هناك سبب آخر.؟
الله أعلم.
في الغرب وكتبه ومؤرخيه أشتهر سلطاننا بسليمان العظيم Sulaiman The Great وفي فرنسا لقب بالغازي العظيم Sulaiman, Le Grand Conquerant وهو فينا الخليفة العثماني سليمان القانوني.
من غير سليمان في عصره والعصور التي تلت عصره، يقف بكلّ شموخ الاسلام وعزته ورفعته ومناعته، يرعد ويزمجر في وجه أعداء الله ورسوله والمؤمنين ويقول:
أنا سلطان السلاطين
أنا برهان الخواقين
أنا متوّج الملوك وظلّ الله في الأرضين
أنا فاتح البلاد والقلاع والحصون
أنا هازم الأعداء
أنا صاحب الخيل المسروجة
أنا صاحب السيوف المسلولة
أنا السلطان سليمان بن السلطان سليم بن السلطان بايزيد
أنا السلطان من نسل السلاطين محمد الفاتح ومراد وعثمان في الأولين
أنا القانون والقانون أنا
وأنا ... وأنا ...
من غير سليمان في عصره والعصور التالية يقول أنا !؟
من غير سليمان في السلاطين والرجال قال أنا !؟
قلّما وجدت كما سليمان من إذا قال أنا فعل !!
نسأل الله تعالى أن يرحم عبده سليمان ويغفر له ويعفو عنه ويتوب عليه ويثيبه جزاء ما صنع للاسلام وأهله، فإنه قد أبلى بلاء حسنا ولا نزكّي على الله أحد من عباده.. إنه هو الغفور الرحيم.
على الرابط التالي رسالة الخليفة السلطان العثماني الكبير سليمان القانوني إلى ملك فرنسا فرانسوا الأول بعد أن أستنجد به ملك فرنسا المغوار لينصره على عدوه ملك الأسبان .. رسالة بليغة تفوح بالعظمة والرجولة وعزّة الاسلام.. وهذه الرسالة محفوظة لدى دار الوثائق التأريخية في فرنسا حتى اليوم وإلى ما شاء الله تعالى:
http://www.alshibami.net/saqifa/showthread.php?t=38039
بقلم: نجد الحسيني