الحزمي
10-17-2003, 11:05 PM
طباع المهاجرين الحضارم
في سنة 1881 كلف الحاكم العام الهولندي في باتافيا (جاكرتا الحالية) المستعرب فان دن بيرخ بإعداد تقرير عن العرب الحضارم المقيمين في الأرخبيل الهندي (اندونيسا وسنقافورة...) وفي سنة 1886 نشر فان دن بيرخ تقريره باللغة الفرنسية في كتاب أسماه (حضرموت والمستوطنات العربية في الأرخبيل الهندي) في الجزء الثاني من الكتاب يقوم المؤلف بحصر عدد كبير من السمات الإيجابية لشخصية المهاجر الحضرمي، ولكنه لا يتردد كذلك في ذكر السلبيات التي تلصق عادةً بالحضرمي حتى تلك التي تقع عادة في باب الأحكام المسبقة. وقبل أن نستعرض بعض تلك السمات ينبغي أن نؤكد أن الطريقة التي يقدم بها المستعرب الهولندي تلك السمات تخضع في الواقع لمنطلقاته الاستعمارية الهادفة أساساً إلى تشويه صورة العرب المسلمين في تلك البقاع، لاسيما أنهم قد أسهموا بشكل فعال في مقاومة الاستعمار الهولندي.
من بين أبرز الخصال التي يتميز بها المهاجرون الحضارم احترامهم للعلم والعلماء وحبهم لعمل الخير والتزامهم بمبدأ التكافل العائلي والاجتماعي واعتدالهم في المأكل والملبس وابتعادهم عن الجريمة وتعاطي الكحول والمخدرات وحبهم للصدق والأمانة. ولاشك أن هذه السمات الإيجابية هي التي مكنت المهاجرين الحضارم من المساهمة في نشر الإسلام بطريقة سلمية بين آلاف السكان في الأرخبيل الهندي، وشجعت كذلك عددا من السكان والمواطنين المحليين على تزويج بناتهم من رجال من حضرموت حتى وإن كانوا فقراء. كما أن "رجال الأعمال يفضلونهم على غيرهم للعمل لديهم لاسيما في الوظائف التي تتطلب أشخاصاً موثوقاً فيهم". ويضيف فان دن بيرخ: "في جميع المناطق يحظى العرب المولودون في حضرموت بالتقدير ويُنظر إليهم كأشخاص من مستوى أعلى بالرغم من أن الناس لا يحبونهم في بعض الأحيان وذلك بسبب شعورهم بأنهم أعلى منهم مستوى".
ومن أهم السلبيات التي تبهت شخصية المهاجرين في الأرخبيل الهندي من وجهة نظر فان دن بيرخ "طبعهم الانتقامي الذي يميل دائماً للثأر وحبهم للمقاضاة وجدلهم الدائم مع رجال الدين المحليين حول أمور الشريعة... كما جلب العرب معهم من الصحراء نوعاً من الصراحة –كي لا نقول من الوقاحة- التي لا تروق لأحد هنا، كما أنها ليست الطريقة المُثلى لكسب رضا الحكومة، لاسيما أن العرب، بالإضافة إلى وقاحتهم، لا يكنون أي احترام للسلطات المحلية الهولندية".
وينتقد فان دن بيرخ أيضاً طريقة الحضارم في ممارسة التجارة ويزعم أن "سمعتهم التجارية سيئة، وأنهم ليسوا متسامحين في التجارة". وفيما عدا بعض الحالات الشاذة يقول المؤلف إن "النشاط التجاري الذي يقوم به الصينيون أكبر من تجارة العرب ويبدو أن الصينيين يتميزون بروح تجارية أعلى من الروح التجارية التي يتمتع بها العرب، ويقال إن الشركات التجارية تفضل عادة التعامل مع التجار الصينيين أكثر من العرب". ويرى فان دن بيرخ أنه "ليس لدى العرب في الأرخبيل الهندي أي حياء عندما يتعلق الأمر بالنقود. وفي كثير من الأحيان يقع العديد منهم ضحية الشح الشديد. فهم يبحثون دائماً وقبل كل شيء عن السعر الزهيد حتى حين يختارون طبيباً أو محامياً أو موثقاً. وهم في الواقع مخدوعون بحرصهم هذا المزعوم".
لمزيداً من المعلومات انظر في yemenitta.com
- صورة المولدين الحضارم
- واندماج الحضارم في الأرخبيل الهندي
في سنة 1881 كلف الحاكم العام الهولندي في باتافيا (جاكرتا الحالية) المستعرب فان دن بيرخ بإعداد تقرير عن العرب الحضارم المقيمين في الأرخبيل الهندي (اندونيسا وسنقافورة...) وفي سنة 1886 نشر فان دن بيرخ تقريره باللغة الفرنسية في كتاب أسماه (حضرموت والمستوطنات العربية في الأرخبيل الهندي) في الجزء الثاني من الكتاب يقوم المؤلف بحصر عدد كبير من السمات الإيجابية لشخصية المهاجر الحضرمي، ولكنه لا يتردد كذلك في ذكر السلبيات التي تلصق عادةً بالحضرمي حتى تلك التي تقع عادة في باب الأحكام المسبقة. وقبل أن نستعرض بعض تلك السمات ينبغي أن نؤكد أن الطريقة التي يقدم بها المستعرب الهولندي تلك السمات تخضع في الواقع لمنطلقاته الاستعمارية الهادفة أساساً إلى تشويه صورة العرب المسلمين في تلك البقاع، لاسيما أنهم قد أسهموا بشكل فعال في مقاومة الاستعمار الهولندي.
من بين أبرز الخصال التي يتميز بها المهاجرون الحضارم احترامهم للعلم والعلماء وحبهم لعمل الخير والتزامهم بمبدأ التكافل العائلي والاجتماعي واعتدالهم في المأكل والملبس وابتعادهم عن الجريمة وتعاطي الكحول والمخدرات وحبهم للصدق والأمانة. ولاشك أن هذه السمات الإيجابية هي التي مكنت المهاجرين الحضارم من المساهمة في نشر الإسلام بطريقة سلمية بين آلاف السكان في الأرخبيل الهندي، وشجعت كذلك عددا من السكان والمواطنين المحليين على تزويج بناتهم من رجال من حضرموت حتى وإن كانوا فقراء. كما أن "رجال الأعمال يفضلونهم على غيرهم للعمل لديهم لاسيما في الوظائف التي تتطلب أشخاصاً موثوقاً فيهم". ويضيف فان دن بيرخ: "في جميع المناطق يحظى العرب المولودون في حضرموت بالتقدير ويُنظر إليهم كأشخاص من مستوى أعلى بالرغم من أن الناس لا يحبونهم في بعض الأحيان وذلك بسبب شعورهم بأنهم أعلى منهم مستوى".
ومن أهم السلبيات التي تبهت شخصية المهاجرين في الأرخبيل الهندي من وجهة نظر فان دن بيرخ "طبعهم الانتقامي الذي يميل دائماً للثأر وحبهم للمقاضاة وجدلهم الدائم مع رجال الدين المحليين حول أمور الشريعة... كما جلب العرب معهم من الصحراء نوعاً من الصراحة –كي لا نقول من الوقاحة- التي لا تروق لأحد هنا، كما أنها ليست الطريقة المُثلى لكسب رضا الحكومة، لاسيما أن العرب، بالإضافة إلى وقاحتهم، لا يكنون أي احترام للسلطات المحلية الهولندية".
وينتقد فان دن بيرخ أيضاً طريقة الحضارم في ممارسة التجارة ويزعم أن "سمعتهم التجارية سيئة، وأنهم ليسوا متسامحين في التجارة". وفيما عدا بعض الحالات الشاذة يقول المؤلف إن "النشاط التجاري الذي يقوم به الصينيون أكبر من تجارة العرب ويبدو أن الصينيين يتميزون بروح تجارية أعلى من الروح التجارية التي يتمتع بها العرب، ويقال إن الشركات التجارية تفضل عادة التعامل مع التجار الصينيين أكثر من العرب". ويرى فان دن بيرخ أنه "ليس لدى العرب في الأرخبيل الهندي أي حياء عندما يتعلق الأمر بالنقود. وفي كثير من الأحيان يقع العديد منهم ضحية الشح الشديد. فهم يبحثون دائماً وقبل كل شيء عن السعر الزهيد حتى حين يختارون طبيباً أو محامياً أو موثقاً. وهم في الواقع مخدوعون بحرصهم هذا المزعوم".
لمزيداً من المعلومات انظر في yemenitta.com
- صورة المولدين الحضارم
- واندماج الحضارم في الأرخبيل الهندي