moon almoon
06-23-2008, 02:52 PM
الموضوع يحكي بما فيه الكفايه صدق ابو حمزه عندما تسأل متى نطلق رصاصة الرحمه على مبدعينا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الفنان الكبير العطروش وحديث عن الأحزان والأشجان1
السبت, 30-يونيو-2007
حاورة:فيصل الصوفي-عبدالحكيم عبيد -
كثيراً ما تمنيت ان التقي فنان اليمن الكبير محمد محسن عطروش، الفنان الذي صرخ في وجه المستعمر البريطاني البغيض وقال انشودته الشهيرة «برع يااستعمار» التي الهبت حماس الجماهير ورفعت من معنويات الثوار التواقين الى الحرية والخلاص من الاستعمار في مواجهتهم المسلحة مع قواته ، محمد محسن عطروش واحد من نوابغ وعمالقة الاغنية اليمنية في زمن ازدهارها وتألقها غنى للوطن والثورة وللوحدة والتنمية، غنى للانسان ، للحب، للطبيعة.
وضعت امام الاستاذ فيصل الصوفي رئىس التحرير فكرة اللقاء بالفنان محمد محسن عطروش فاستحسن الفكرة فاتصلت بالاستاذ القدير الصحافي حسين محسن ناصر طالباً رقم تلفون العطروش فتواصلت معه وبعد اخذ ورد وافق على اجراء مقابلة صحفية معه بشرط ان لا يتحدث عن تاريخه وتجربته، قلت له نحن لدينا اسئلتنا ولك الحق ان تجيب او تتحفظ ، اتفقنا على ان يتصل بي في وقت لاحق وهذا ما تم.. تحركنا الى منزله في العاصمة صنعاء واليكم اعزاءنا القراء حصيلة ما خرجنا به..
< الصوفي: نحن نتشرف أن نكون في حضرة الفنان اليمني الكبير محمد محسن عطروش .. وجئنا من صحيفة «22مايو» لنسمع ماذا يريد العطروش أن يقول لجمهوره ومحبي فنه؟
- العطروش: هذه المقابلة بالتأكيد لها مقصد ولها هدف ولكن أريد ان يكون الهدف والمقصد متطابقاً ومتزامناً مع ما أتوق اليه، لا يمكن الكلام في الوقت الراهن حول قضايا فنية شخصية لأن الانسان الفنان بدون حركة فنية وبدون ان يسعى ويجري ويشتغل عبارة عن جمود .. بحيرة جامدة تماماً كالبحر الميت.. وانا الآن شخصياً اصبحت معزولاً.
< الصوفي: آسف يا سيدي ان اقاطعك، قلت انك معزول من الذي عزلك؟
- العطروش: عزلتني جهات الثقافة، عزلتني وهمشتني وزارة الثقافة.
< الصوفي: انت اكبر من وزير الثقافة.
- العطروش: انا اكبر من وزير الثقافة ربما ولكني كفنان اخضع لمجموعة تحالفت ضدي وضد الابداع الذي ينفع الوطن.
< الصوفي: من الذي تحالف ضدك؟
- العطروش: مجموعة تتحالف ضد المبدعين.
< الصوفي: سمِّ الاشياء بمسمياتها؟
- العطروش: وكلاء الوزارة يكرهون الابداع ويحقدون على المبدعين لا لشيء الا لأن الفنانين مشهورون وشهرتهم اكبر من قيمة الوكلاء .. نحن ناس وهبنا الله هذه الشهرة وبسعينا عززنا هذه الشهرة وربنا اعطانا هذه الملكة ليس لسواد عيوننا وانما لنهدي بها الناس.. نبصر الناس ونناقش بها الحق الوطني وقيمة الانسان وحقوق الانسان وعزة اليمني وقيمته في بلاده.
< الصوفي: هل مازالت عندك القدرة على العطاء حتى الآن؟
- العطروش: نعم.. والا ما الذي يجعلني اتكلم واذا لم اكن قادراً على العطاء من الافضل ان اسكت واتراجع.
< الصوفي: من الذي يمنعك اذاً؟ ما الذي بمقدور الوزارة ان تفعل ضدك؟
- العطروش: سؤالك هذا لا استطيع ان اجيب عليه.
< الصوفي: انا اقصد انك انت اكبر من الوزارة؟
- العطروش: سؤالك هذا يضعني في موقع ضعف، من يقدر الآن ان يعطي.. هل سمعت جديداً من احد؟
< الصوفي:: لا.. ولكن لماذا؟
- العطروش: لأن الناس تحالفوا ضدنا ولابد من تركيعنا وايقاف قدرتنا على العطاء.
< عبدالحكيم: استاذ محمد عموماً هل تعتقد ان الفنان اليمني وجد موقعه من الاهتمام والرعاية من قبل الدولة؟
- العطروش: لا.. ولكني لا اريد ان اقول لا بطريقة مباشرة، اريد ان اقول لا بطريقة اخرى حتى لا تقعوا انتم في مشكلة وانا في مشكلة.
< الصوفي: يا استاذ نحن نترك هذا اللقاء دردشة ومن ثم سنعيد ترتيبه؟
< العطروش: باتغلطوا وبا «تخربطوا» وبعدين بازعل، عموماً اولاً لابد ان تأخذوا فكرة عما يدور.. نحن من عام 1994م من بعد استقالة يحيى العرشي وخروجه من الوزارة وتسليمها لعبدالملك منصور بدأت هناك حرب غير معلنة على المبدعين هدفها ايقاف المد الابداعي ، وهذه الحرب يقودها طرفان، طرف اعداء النجاح في اليمن وسميتهم حزب اعداء النجاح والطرف الثاني هم الموكلون على على المهمة الابداعية في وزارة الثقافة، مهمة أولئك الوكلاء يريدون الفنانين ان يكونوا تحت امرهم، يريدون تركيع الفنانين ليس للابداع وانما للتخلي عن خدمة الابداع والمبدعين لتبقى الهيمنة لهم فقط، جاء عبدالملك منصور وجاء بعده من جاء، جاء الروحاني وكم تعاقبوا على وزارة الثقافة ، ولم يأتِ جديد، فخامة الرئيس بنى وزارة الثقافة.. هذه البناية الجميلة على امل ان يكون العطاء اكثر واعمق . حصل العكس.. كل شويه يغيروا الوزير وجاء وزير ثاني يقول له المتنفذون داخل الوزارة: انت تطلب المستحيل.. هذا هو الواقع الذي يجب ان يعاش، فكل ما جاء وزير جديد للوزارة ركعوه واحتووه ، لذلك كل ما جاء عيد يكون الاحتفال، فشل في فشل احتفال الحديدة فشل واحتفال إب فشل ، واتحدى من يقول: ان احتفال إب ممتاز.. انا لا اقبل ان يكون ايوب بتلك الصورة التي عرضوها.. رجل غير قادر ان يعمل حاجة.. رجل مربوك في كل حاجة.. مربوك في عوده .. مربوك في صوته.. في أدائه في كل صغيرة وكبيرة.. اوجد لي عطاء جميلاً ظهر.. لا يوجد.. ايام يحيى العرشي وحسن اللوزي عند توليهما قيادة وزارة الثقافة كان الابداع ممتازاً وكان المبدعون يتصدرون كل شيء ،و كانت حقوق الفنانين في الأداء والعمل تُصْرَف اولاً بأول دون تأخير، وبعد يحيى العرشي وحسن اللوزي كل شيء انتهى .. بعد هذا تأخذ الوزارة المخصصات باسم المبدعين وتصرف لغير المبدعين ولا ندري لمن تُصْرَفْ .. الامر الثاني: ان كل وسائل الابداع هي مع وزارة الثقافة وليس معي انا.. انا معي عودي ولحني فقط ومعي كلماتي .. اذا الفت.. فإذا نجحت وتحديت وجئت بالكلمات واللحن سيلزمني الأداء.. اريد مسرح.. اريد موسيقى.. اريد بروفات قوية بحيث يكون العمل ناجحاً، كما تعود الناس ان يسمعونني.. اذهب الى وزارة الثقافة اطالب بالوسائل الضرورية لانجاح اي عمل يقولوا :لا توجد.. إذاً لماذا وجدت فرقة موسيقية وطنية.
< الصوفي: حصل ان قالوا لا توجد فرقة موسيقية؟
- العطروش: انا موقف لماذا؟ لماذا انا وقفت من المشاركة في احتفالات إب مع انه عندي جديد؟ وأذيع أسمي ونشر في الجرائد.
< عبدالحكيم: رأينا اسمك في صحيفة الثورة ضمن المشاركين في احتفالات إب؟
- عطروش: نعم اسمي نشر في الاعلان.. لكن الخلاف على البروفات.. الرجل المسؤول عن الاحتفالات في إب ، وانا في صنعاء اعمل بروفات لم اعمل الا بروفة واحدة هل يكفي ذلك!! يصر المسؤول وهو في إب إني أكملت البروفة.
< الصوفي: يكذبوا عليه؟
- عطروش: يكذبوا عليه.. يبلغوه بكل صغيرة وكبيرة .. يا اخي انا لم اعمل الا بروفة واحدة.. يقول لي: انا عندي خبر انك قد اكملت بروفاتك وانك قد عملت ما يلزم، يااخي اتق الله .. انا هنا موجود وانت في إب، من هؤلاء الذين اشعروك، قال أنا عندي خبر.. قلت إذا لم ترحمني ولم تتق الله اعفني من المشاركة لأني لا استطيع ان اقابل الناس وانا مهزوز.. قال : انت حر .. تحب تشارك اهلاً وسهلاً، ما تحب ان تشارك هذا امر متروك لك.
< الصوفي: بهذه اللغة؟
-عطروش: نعم بهذه اللغة.. هذه العبارة اكتبها .. «اذا تحب تشترك»..
< الصوفي: مقاطعاً: من الذي قال لك هذا؟
- عطروش: نائب الوزير القاضي.
< عبدالحكيم: القاضي؟
- عطروش: نعم.. اقول له اذا لم تصدقني ولم تعطني البروفات الكاملة اعفني من المشاركة.. فرد عليّ فكان رده كما ذكرت، حينها عرفت قيمتي ان مثل هذا المسؤول او مثل هذه الوزارة أومثل هذه اللجنة العليا للاحتفالات، لجنة لا تقيم وزناً للنجاح والفشل في آن واحد، لا يمكن ان تقيم وزناً لمعنى النجاح ولا يمكن ان تقيم وزنا لمعنى الفشل .. ففي كلا الحالتين عندها الامر سواء.
< الصوفي: في كلا الحالتين عندها الامر سواء؟
- عطروش: نعم.
< الصوفي: حتى الطرق يا رجل اخذتها السيول؟
- عطروش: وانا توقعت قبل ان تأخذها السيول لأنه ليس لها حماية ولا دفاعات .. وكلهم يعرفون ان إب منطقة مطر دائم لكنهم لا يفهمون شيئاً في المسألة الفنية انا اقول: إن على اللجنة العليا للاحتفالات مع حبي وتقديري لها ان تفهم هذه المهمة.. وهذا النقد لا يعفيني من احترامها ولا يعفيني من تقديرها فما عَمِلَتْهُ يثمن بالملايين ولكن الابداع الجيد هو اغلى من الملايين ، فاليمن امتازت بابداعها الراقي الذي يشع على دول الخليج ودول الجوار، اما اليوم بماذا يشع بالفشل.. يشع بأعمال مردودة، يشع بأعمال كالبيض الفاسد ونفسد بها الآخرين.. اليمن اعتادت ان تكون في الطليعة بالعمل الراقي وتشع على جيرانها اينما كانوا، فأنا لا اقبل ان تكون بنت فنانة درجة ثالثة ، والدليل اشتركت في وفد عدن، في احتفالات محافظة عدن ثم فجأة قفزت مع الفنانين الكبار كأيوب وعوض احمد وعطروش وهي عايشة في مطبخ وكيلة الوزارة.
< الصوفي: قد يقولوا موهبة؟
- عطروش: لا.. ليس لديها موهبة وموهبتها الوحيدة انها تجيد تنظيف.... في مطبخ الوكيلة.
< الصوفي: وكيلة الوزارة..؟
- عطروش نعم وكيلة الوزارة واذا لزم الامر سأقول بالاسم.
< الصوفي: لا توجد الا وكيلة واحدة؟
- عطروش: نعم.. والسؤال كيف فُرضَتْ وزميلنا وأخونا عبود الخواجة، فنان معروف ولكن هات لي اغنية خاصة به عرف بها.. هل توجد؟
< الصوفي: خاصة به.. لكنه في الحقيقة صوت؟
- عطروش: انا اقول انه صوت وعازف جيد لكن اداءه في المسرح بـ(الكورجه) خمس اغاني، ثمان اغاني .. ولا حتى العيدة بهذا الرخص.. سمك العيدة لا يباع بهذا الرخص وسمك الباغة لايباع برخص اغاني عبود.
< الصوفي: انا الآن اشفق على عبود
-عطروش: كلنا نشفق عليه.
< الصوفي: انا اشفق عليه من هذا الكلام وانا عندما اسمعه أتمنى أنصحه وأساعده .
- عطروش: انا اريده ان يفهم.
< الصوفي: انا اشفق عليه لأن صوته جميل وأداءه رائع.
< عطروش: اعمال الناس ليس له عمل خاص به: ان وحدة مايو ثورة حصلت، صحيح وحدة تمت لكن في نظري اناهي ثورة انطلقت جديدة في البناء والعطاء وكفنانين يجب ان يتزامن عطاؤنا مع التنمية التي يشيدها الاخ الرئيس.. الوحدة قوة وتنمية.
< الصوفي: لكن قبل الوحدة كانت هناك نهضة فنية؟
- عطروش: الآن تراجعت هذه النهضة .. نريد عطاء بأعياد الوحدة تتزامن مع اطروحات القيادة ونريد التنمية تسير تتواصل وتتواكب معها في العطاء بالقيمة والكفاءة والكثافة.. لا يصح تنمية والناس كلها تُهْدِرُ التنمية.. على صاحب القلم ان يعطي .. على صاحب اللحن ان يعطي .. على صاحب المقالة ان يعطي حتى الخرص باشاراتهم وعلمهم يجب ان يعطوا.. لكن ان نبقى هكذا ننتظر فنون اعداء الثقافة في وزارة الثقافة.. لا يمكن ان نقبل.. ان هذا النقد مني ليس اعابة لهم لكنه تقييم يجب ان يستمعوا لنا وان يستمعوا لنقدنا ويناقشونا فيه فإن كنا مخطئين اعتذرنا على تجنينا ، وان كنا صائبين من يكفل لنا الصواب ويضمن تنفيذه.. انما تأتي وزارة لا تخدم المبدعين ولا تخدم الابداع أمرٌ مخيف وعدائي.. يقول وكيل من وكلاء الوزارة الاثنين: نحن لن نقبل فنانين يشترطون علينا بالطريقة التي يقدمون بها فنهم.. وكان سؤالي له يا اخي : نحن لا نشترط عليك الا انطلاقاً من وسائلنا التي تضمن لنا النجاح.. فهل تسمي هذا شروطاً ضدك.. لو تكلمنا بالفلوس واشترطنا بالفلوس لك الحق ان تعفينا.. مش تبيعنا .. انظر على سبيل المثال هذا الوكيل يبيع انتاجنا القديم المتوفر كله في السوق عيني عينك من خلال لجنة سماها لجنة المنتجين، يأخذوا اعمال الفنانين ويسجلونها في اشرطة ويبيعونها.
< الصوفي: ما يعطوكم حصة؟
-عطروش: ولا.
< الصوفي: لماذا ساكتين؟
- عطروش: شوف السؤال شوف.
< الصوفي: نعم كيف تسمح ان يأخذوا حقك.. لا توجد هناك ضوابط؟
- عطروش: اسمع بالله كيف تسمح.. اسمح بماذا؟ هل انا اقدر احاكم .. ماذا افعل؟ اروح لهذا النائب الى المكتب واشق رأسه بعصا.
< الصوفي: لا.. الدليل موجود في السوق.
- العطروش: انت اين عايش؟
< الصوفي: في محكمة انا افدى لابوك.
- العطروش: في محكمة، انا املك رسوم المحكمة هذه؟
< الصوفي: لكن رجاءنا يا استاذ معقول الكلام هذا؟
- العطروش: شوف الكلام هذا المخيط بصميل الذي يتنافى مع اخلاقيات العمل الابداعي واخلاقيات الحياة، هذه حقوقي لا احد يحترمها وتسألني انا ما هو السبب.. الرجل يملك الامكانيات ويمكن ان يحاكمني ايضاً .
< الصوفي: يأخذ اغنيتك ويتكسب بها..؟
- العطروش: ليس اغنياتي اغانينا كلنا ويبيعها في السوق من خلال لجنة سماها المنتجين على انهم يخسروا ويأخذوا الاغاني بل ويغلفونها ويأخذوا حقهم والباقي للوزارة.
< الصوفي: طيب الى متى سنظل نشكو من هذه الوزارة.. قلبي معك والله ونور عيني، انا قلبي معك..
-عطروش: ايش اسوي به.. انا اشتي الجريدة هذه تخرج نوراً على نار، المفروض تخرج نوراً على نور لكن انا اشتيها تخرج نوراً على نار.
< الصوفي: قلت ذلك قاصد هكذا..
- عطروش يمكن على الاقل تحرك هذه البنية الفاسدة، الذي يذهب اليهم وصاح مثلي اعطوه زايد ناقص وسكتْ.
< الصوفي: وانت لم يجرب احد يسكتك..
-عطروش: ما حد جرب يسكتني ولا باسكت لانهم يعرفوا ان الذي بايحاول يسكتني يكون دليل لاثبات الحق ، فهم يقولوا لو اعطيناه با يفضحنا .. هذه هي الحقيقة، الرويشان لماذا استغنى عن الوزارة؟
< الصوفي: لم يستغن عن الوزارة بل شمله التغيير الحكومي.
- عطروش: استغنى عنها كان وزيراً للثقافة ولكن عمل فريق عمل آخر.. اينك انت؟
< عبدالحكيم: والاستاذ محمد كان ضمن هذا الفريق..
- عطروش: نعم.. خلق مجموعة من المبدعين يخدمة الابداع بعد ان استحال العمل مع قيادة الوزارة.. لقد استغنى عن هشام علي بن علي واستغنى عن القاضي واستغنى عن نجيبة واعتمد على هؤلاء المبدعين الذين يقومون بكل عمل، وبدون الوزارة. يعتبر اهم خطأ عمله هو انه استغنى عن الوزارة لم ينجح بدفع هؤلاء لخدمة الابداع ربما يكون ذلك مأخذاً رسمياً عليه.
< الصوفي: الوزير الجديد الدكتور المفلحي كيف ؟ لك تجربة معه؟
- عطروش: المفلحي تلميذي .. المفلحي تلميذي في الثانوية لكن هم الآن احتووه.
< الصوفي: كمان هو؟
- عطروش: دخلوه في الابط كما تخفي الرعوية كبشها المولود من نعجتها في ابطها.. بالله سجلوا هذا الكلام .. المفلحي احتوته عناصر الوكالة بالوزارة.
< الصوفي: قلت يا استاذ : ان المفلحي تلميذك.. كنت يا استاذ عملت في التدريس..
- عطروش: عملت في قمة التدريس.
< الصوفي: متى؟
- عطروش: من عام 1969م..
< الصوفي: الى متى؟
- عطروش: لا داعي للتاريخ
< الصوفي: دعني اقلك شيء انا اسمعك.. الناس باتسمعك لكن هناك تفاصيل في حياتك من حق الناس ان تعرفها.. انت شخصية عامة يا استاذ..
- عطروش: يعني انت عندما تسألني عن التفاصيل يعني عندك عيب، من يجهل ان عطروش عمل في التربية.
< الصوفي: بالضبط، انا اريد التفاصيل.
- عطروش: انا ساعدتك وقلت لك انا من 68 اعمل في التربية.
< الصوفي: انت شخصية عامة من حقك الناس ان يعرفوا عنك.
- عطروش: لا حول ولا قوة الا بالله.. انا اكلمك يا استاذي .. انا الآن اساعدك واقول لك: اعمل من 1968م مع التربية تقوم تسألني الى متى؟
< الصوفي: من حقي اعرف، متى بدأت رحلتك مع الفن؟
- عطروش: لن اجاوبك على هذا السؤال.
< لماذا:
-عطروش: لأن هذا يقلل من قيمتي.
< الصوفي: لماذا يقلل من قيمتك؟
- عطروش: يا استاذ هذا من اصول الفنيات، لما تبدأ مع فنان قده شيبه اصلع مثلي - يضرب على رأسه - من حقي ان اضربك.
< الصوفي: يضحك..
- عطروش: تقول لي: متى بدأت الفن.
< الصوفي: اضربني ، لكن من حق الناس ان يعرفوا متى بدأت تغني مثلاً؟
- عطروش: الناس قد فهموا الا انت..
< الصوفي: يا استاذ انا عاصرتك لكن هناك الكثير من الجيل الجديد لا يعرفك؟
- عطروش: يا استاذ لا تعلمني شغلي .. اكتب لا اجيب على هذا السؤال، انت معناها ضمنياً ايه.. معناها تعرفني كأنني عادني بدأت.
< الصوفي: يا استاذ انا عارف هذا الكلام ، وانا موثق اقدم اعمالك.
- عطروش: طيب يا استاذ؟
< الصوفي: انا اكلمك عن شخص سيأتي بعد عشرين سنة.
- عطروش فليأتي اذاً هذا المجتمع..
< الصوفي: سيرتك الذاتية من حق الناس يعرفونها..
- عطروش: شوف لا تبرر اخطاءك المهنية بمسألة ليس من اختصاصك ، لو تسأل وديع الصافي في اي تلفزيون متى بدأت الفن باينسفك وبا يشتغلك شغل.
< الصوفي: انا اسجل الآن سيرة ذاتية.
- عطروش: انا لا اريد سيرة ذاتية.. انا في غنى عنها مع حبي وتقديري لك، اسألني .. اسألني ايش جديدك بانطلق لك.
< الصوفي: جاي جاي.. انت شخصية عامة من حق الناس يعرفوا التفاصيل..
- عطروش: يا صوفي مفاهيمك تقليدية راديكالية لازم ان تكون في الحداثة.
< الصوفي: ليس من حقي ان اعرف عمرك كم؟
- عطروش: أنت قد عرفت من زمان، هذه تعتبر المقابلة 80 في حياتي عن فني وعن حياتي وعن سيرتي وعن اعمالي وعن عمري.
< عبدالحكيم: يا استاذ الآن هناك جيل جديد نشأ عمره بعمر الوحدة وانتم من بعد الوحدة حتى الآن لم تقدموا شيء يُعَرّف من هو العطروش..
- عطروش: الجيل.. ما قدمنا شيء جديد .
< عبدالحكيم: استاذ محمد انت اجبت بما فيه الكفاية وبطلاقة وتحدثت عن كثير من القضايا.
- عطروش: طيب ايش الآن المطلوب مني؟
< عبدالحكيم: نحن نعرف ان الفنان الكبير محمد محسن عطروش ليس فنان فقط بل ذاكرة شعبية وذاكرة ادبية وفنية نريد ان نبحث عنها.. اذكر يا استاذ اني حضرت لك ندوة جمعتك بالفنان اليمني الكبير محمد سعد عبدالله .. الندوة هذه طرحت فيها قضية الالوان الفنية في اليمن.
- عطروش: خلاص دخلنا في سؤال ثاني، ما خرجنا من اشكالية السؤال الأول!!
< عبدالحكيم: لا خلاص تلك قضية انتهينا منها.
- عطروش: طيب تمام.
< عبدالحكيم: فهناك اختلاف، اختلف الكثير في قضية الالوان الغنائية كاللون الصنعاني والحضرمي واليافعي وغيره.. فكيف يحدثنا الاستاذ محمد محسن عطروش عن هذه الاشكالية؟
- عطروش: كانت هذه الندوة جلسات عديدة وكان آخرها التي ربما انت حضرتها.
< عبدالحكيم: كانت في مكتب الثقافة بأبين..
- عطروش: مفادها ما ورد في كتاب ابونا الاستاذ محمد مرشد ناجي في كتابه الذي اعتبره مذكرات (اغانينا الشعبية) ، فأغانينا الشعبية كعنوان ممكن نقبله على ان الشعب هو مصدر الغناء وان الغناء هو تشكيلة الألوان المختلفة وصدى تعابير الأعراق العديدة.
< عبدالحكيم: واصل
- عطروش: انا اشتيك تفهم.. ماشي باك تروح بعدين ترجع تسألني ، باحنق منك، وانت لا تزعل مخاطباً الصوفي..
< الصوفي: يا راجل نزعل منك..
- عطروش: على ان الاغنية الشعبية هي واحدة من مجموعة الوان الغناء تزيد عن سبعة..
< الصوفي: اينهم السبعة هؤلاء، .. انا اعرف الصنعاني واللحجي والحضرمي.
- عطروش: هؤلاء الذي تعرفهم انته.. هؤلاء ألوان الغناء العربي، اصولهم وسلسلاتهم سبعة من ضمنهم الغناء الشعبي والسبعة اسس الغناء الشعبي ، من يوم ما بدأ الانسان يريد ان يغني انتهج هؤلاء السبعة الموجودون في حياة الانسان في اي مجتمع كان، وعلى هذا الاساس كانت الندوة الاخيرة التي حضرها محمد سعد وربما حضرتها انته تتكلم في الذي نقدمه نحن.. هل هو غناء بصفة الغناء.. .. الغناء بتوصيف الغناء بتعريف الغناء .. نقول: اغنية ام تقول لون.. فعندما يغني اي حضرمي لا استطيع ان اقول هذه اغنية حضرمية.. اقول هذا لون حضرمي .. عندما اغني صنعاني لا استطيع ان اقول هذه اغنية صنعانية.. اقول هذا اللون هو الصنعاني.. الزميل فيصل علوي عندما يغني تسمعه تسمع اللكنة والالفاظ وأداء الحروف والمد وغيره تقول: هذا لون لحجي ولا يجوز ان تقول: اغنية لحجية.
< الصوفي: لماذا لا يجوز؟
- عطروش: لأن هذا هو الشيء صفة من معنى كبير اسمه اغنية.
< الصوفي: يقولوا ايضاً مدرسة..
- عطروش: مدرسة .. باسألك كم معاهد في البلاد؟
< الصوفي: يعني - الامر - شيء مختلف..
- عطروش: اذا هذا المغني مدرسة كم معاهد في بلاده موسيقية لاجل يطلع هو مدرسة..
< عبدالحكيم: لدينا معهد واحد يتوقف بين الحين والآخر..
- عطروش: ما لك.. انا اكلمك بجانب علمي.. ومراجعه موجودة واي مرجع تريده باعطيك، فمن هنا دائماً في اصل انا ما اقدر اجيب صورتك انت واقول هذا الاصل، فلان بن فلان ، وهذه مجموعة صور ملونة.. هذه صورته وهو مخزن.. وهذه صورته يرتدي ثياب العيد.. وهذه صورته وهو مسافر أوروبا في بدلة و و(برنيطة).. وهذا وهذا.. وهذا.. هو أعرضهم بعدة صور والوان ومواقف شتى لشخصية واحدة اسمها فلان والاغنية اليمنية هي (شخصية) بتعريف واحد بتوصيف واحد وتصنيف واحد.. لأنه لو قلت كل حاجة اغنية يبقى اسألك سؤال كم عسى من الاغاني للشخصية اليمنية.. يصعب الاجابة.. معناه ان الاغنية في اليمن شكل وجوهر، له عدة وجوه تقلل من قيمته وتقلل من ثبات وجوده ، ولكن عندما يكون للشكل الواحد والتعريف الواحد والتوصيف الواحد والتصنيف الواحد .. عدة الوان وأوجه واشكال نقول: هذا غناء يمني لونه حضرمي وهذا غناء يمني لونه لحجي.. وهذا غناء يمني لونه صنعاني.. ويافعي لأن هناك ايضاً الوان اخرى لم تظهر بعد ولم تتفجر بعد وربما ظهرت في الازمان الغابرة واختفت ومصيرها تظهر من جديد مع النهوض مثال اللون التهامي ومازال في الولادة.. مثال آخر الغناء في البحر او الغناء البحري مازال لون لم يظهر بعد ، لكنه قادم في الولادة نعيش مخاضاته ونعيش اطلاقاته البدائية حتي يظهر كلون يصب مع جميع الالوان اليمنية في شخصية الغناء اليمني.
< الصوفي: البحر موجود من زمان الزمان الى الآن لم يطلع له لون؟
- عطروش: طلع من قبل واختفى واذا توفّرت عوامل ظهوره يعاود الظهور.
< عبدالحكيم: العدني يا استاذ لون؟
- عطروش: نحن نعتبره لون، في التصنيف العلمي هو لون لأنه اشتركت فيه كذا جنسية، الهندي على الفارسي والبينياني والصومالي واليافعي والعدني والحضرمي والابيني واللحجي جميعهم كونوا هذا اللون فاستحق ان يسمى لون.
< عبدالحكيم: البعض يقول: ان الفنان محمد محسن عطروش شكل لون ابيني لحاله.. كيف تعلق على ذلك؟
- عطروش: لا.. انا لم اشكله حتى الآن.. انا كنت اريد ان اشكله ، ولكن للأسف هناك من يقول هذه مدرسة، انا لست مدرسة ولا اقبل ان اكون مدرسة.
< عبدالحكيم: لماذا؟
- عطروش: لأن المدرسة معناها نتاج عن كذا معهد موسيقي يشتغل ويفرّخ.
< عبدالحكيم: انا عندما اقول ان الاستاذ محمد محسن عطروش مدرسة اعرف ان للعطروش الوانه المتميزة وكلماته المتميزة والحانه الخاصة التي لا تتكرر عند الآخرين لهذا نعتبرها مدرسة خاصة به..
- عطروش: هذا خطأ في التعبير وهروب عند التفسير.
< عبدالحكيم: ماذا تسميه إذاً؟
- عطروش: نسميه تجربة فريدة.. استثناء ، تفرد، وليس مدرسة.. انا عندما اقول: رياض السنباطي مدرسة (.....) وظهر كفنان .. تتلمذ في دار الغناء المصري وتتلمذ على يد اساتذة وعباقرة كانوا يكتبون الموسيقى ويغنوا وسجلوا وتعلموا واثروا القاعدة العربية، فهمت الآن، ثم جاء يغني الغناء الشرقي، فالغناء الشرفي غناء مدرسة .. لماذا، لأن هذا المنهج درسه الطلاب في الموشحات وفي غيره من غيره وسميناه لون .. لان اي صورة شخصية نابعة عن الشكل والجوهر تسمى الاصل ومجموعة الالوان في تاريخ شعب ما او في صفة شخصية ما لأي مجتمع، هذه الالوان هي التي تشكل الصورة ، فأنا في طور ان اسجل لليمن التاريخ ، فأما ان اسجله بالطريقة المنهجية الصحيحة والا ان التفت للهرجلات وتمشي الامور.. فالغناء اليمني شخصية واحدة بصورة واحدة لها شكل وجوهر، تعدد الاشكال في توصيف الجوهر ولاحظ عندما تأتي اغنية تستطيع ان تستأثر بجميع الالوان او بمحتوى جميع الالوان او بشجن جميع الالوان او بوجدان جميع الالوان يحبها معظم هذا الشعب.. باعطيك دليل، فعندما عملت أغنية (اماه) أحبها الحضرمي وأحبها الصنعاني وأحبها الابيني وأحبها كل الشعب على اختلاف لهجاته واعراقه.
< عبدالحكيم: اسمح لي يا استاذ انت سبقتنا للحديث عن اغنية (اماه) طبعاً معروف انها من ألحانك ولكن من كتب كلماتها؟
- عطروش: حتى انت مخدوع.
< عبدالحكيم: دعني اوصل اليك الفكرة، قدمت حفل ذات يوم بعد احداث 13 يناير 1986م فكان الفنان الكبير عوض احمد احد المشاركين في الحفل باغنية «اماه» قدمت عوض احمد باغنية «اماه» وقلت : انها من كلمات وألحان الفنان الكبير محمد محسن عطروش .. طبعاً كما اخبرني الفنان عوض احمد ولكني فوجئت باحدى قيادات الحزب انذاك يستدعيني طالباً مني التنويه الى ان كاتب كلمات اغنية «اماه» هو عبدالفتاح اسماعيل فماذا تقول؟
- عطروش: لا.. عبدالفتاح اسماعيل لا يوجد كتاب من الكتب التي كتبتها الا واكد انها من كلماتي، يبقى هذا الحزبي من اين اجتهد وجاء بهذا التصريح..
< الصوفي: انا ايضاً اعرف كثير من الزملاء يقولوا ان كلمات اغنية «اماه» هي لعبد الفتاح اسماعيل..
< عبدالحكيم: طيب يا استاذ هل تعاملت مع عبدالفتاح اسماعيل كشاعر؟
- عطروش: سيأتي الوقت المناسب للحديث عن هذا الموضوع.
< عبدالحكيم: ظاهرة الثنائية في اليمن شكلت نجاحاً في كثير من التجارب الفنية واقصد بالثنائىة هو ارتباط الشعر بالفنان ، نذكر من تلك الحالات، مثلاً ابوبكر بلفقيه والمحضار وايوب طارش ونعمان.. فهل شكل عطروش مع عمر عبدالله نصير ثنائياً ناجحاً ايضاً؟
- عطروش: لن اجيب على هذا السؤال..
< الصوفي: يا استاذ محمد لماذا تفترض اننا علماء وعارفون كل شيء..؟
- عطروش: انت تحسبني غبي فمثل هذا السؤال لا يصب في مصلحة نسير.. لماذا.. ؟ لأن نسير قد انجز ومضى واحدث شرخاً في هيكلية الحياة.. وله بصمات عجز الآخرون ان يأتوا بمثله.. ولكن كرموا واحدثوا حالة استفزاز عند الغير.. وفي نفس الوقت خلقوا حالة تشكيك بأن هذه الاعمال ليست «لنسير».. والآن بسؤالك هذا.. الناس تصب جهودها في الوقت الضائع تريد ان تبحث هل هذه اشعار نسير ام عطروش.. يا اخي انا لا يشرفني ان تكون هذه قصيدة فلان وانسبها لنفسي.. مهما كانت رائعة ومهما كانت جميلة رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.. اعرف حقك.. واعرف حق الناس فين.. وهذا توثيق للحياة.. مافيش اغنية كتبها (نسير).. الا ومكتوب فوقها عمر عبدالله نسير.. والاشياء التي اكتبها انا معروفة ولوني واضح فيها زي شكلي.. الآن الهدف هو التشكيك في (نسير) فهل هذا التشكيك هو الانصاف لنسير .. هل هو التكريم لنسير..؟
< عبدالحكيم: نحن عندما نسأل عن نسير نريد ان نوصل للناس والجهات ذات العلاقة بأن نسير شاعر كبير اسهم بشكل كبير في نجاح محمد محسن عطروش.. و لم ينل حقه من الاهتمام والتكريم..
- عطروش: طيب.. قد تحدث نسير في اكثر من لقاء ، مع عمر حبيب من جهة وحسين محمد ناصر من جهة .. وجمال محمد حسين في الايام من جهة.. وهذا الموضوع قد استفاض.. قد يجود الزمن بلقاء انا ونسير نتكلم عن ماهو مطروح.. وما هو المطلوب.. او ان البلاد عجزت ان تأتي ببديل عن نسير.. مليان.. جاء الشاعر كور سعيد عوض الى هنا الى بيتي.. قال: انا جئت مخصوص لأسألك انه يتضح الآن ان الاغاني التي تحمل اسم نسير هي ليست لنسير .. قلت له: جيت هذه المسافة كي تسألني وتتأكد من هذه المسألة.. ايش الهدف.. فقال لي: ان الهدف هو اننا نريد انصاف نسير.. فقلت له: بماذا تنصف نسير.. ولكن الحقيقة اذا كانت هذه القصيدة او تلك حقي.. وكتبتها باسم نسير فأنا لست عبيطاً ان انسب اعمالي للآخرين جائز انني عدلت في بعض الالفاظ في كلام نسير.. وهذا جائز ووارد في كل عمل.. اما ان انسب كلاماً لنسير لي او كلاماً لي انسبه لنسير فهذا كلام لا يدخل العقل.
الفنان الكبير العطروش وحديث عن الأحزان والأشجان2
السبت, 30-يونيو-2007
حورة:فيصل الصوفي-عبدالحكيم عبيد -
الجزء الثاني من الحوار مع الفنان الكبير محمد محسن عطروش
< عبدالحكيم: النشاط الفني الموسمي المناسباتي لمكاتب الثقافة بالمحافظات هل كان له تأثير على تراجع الغناء اليمني وعدم ظهور مواهب فنية مبدعة؟
- عطروش: اي نشاط ابداعي قد يشكل زوبعة في البلاد والناس تغني وتطرب.. فلانة موهوبة وفلان موهوب.. لكن هذا لا يكفي .. لابد ان يكون هناك اشراف دوري من الجهات المسؤولة على هذا العمل، اشراف مستمر على كل المحافظات من خلال ناس متخصصين بهذا النشاط ويقدموا له الدعم اللازم والامكانات اللازمة.. والنصيحة اللازمة.. ويلموا حولهم الشعراء الشعبيين والشعراء الكبار .. ويلموا المثقفين من حوله.. لايكفي ان يبقى مدير مكتب الثقافة هو المثقف الوحيد الاوحد وهو الشاعر الوحيد الاوحد وهو المبدع الاول والاخير والمخصصات غير موجودة.. وبالتالي اي نشاط مهما كبر ومهما عظم فهو زوبعة في فنجان.. النشاط الذي ينفع الناس هو الذي يعترف بتوفير الامكانات والنصيحة العلمية والفنية ولم المثقفين والشعراء من حوله.
< عبدالحكيم: هناك اعمال قدمتها وحصلت على شهرة واسعة ونجاح كبير ولا تذكر تلك الاعمال إلا وذكر العطروش ولا يذكر العطروش الا وتذكر تلك الاعمال على سبيل المثال لا الحصر .. برّ ع يا استعمار.. يارب من له حبيب.. ودعتك، قصة العمر .. يا بائعات البلس.. رحنا الى البندر.. هل بامكان العطروش الآن تقديم مثل هذه الروائع اذا ما توفرت الامكانيات؟
- عطروش: انا دائماً مشكلتي يصطادني خصومي عندما اجزم واقرر يرصدني اعدائي ... بحيث أن كل ما التزم به واقرره يكون مصيره فاشل.. فإذا كان بمقدوركم ومقدور اي جهة ان تسلمني وسائلي وتعطيني القدرة على الحركة.. فأنا سأتحرك وستسمع ان كنت انا اقدر آتي بروائع اولا.. واهم شيء والمطلوب ان تعطوني القدرات التي اضمن بها استمرار البروفات واستمرار الصقل.. وان آتي لك بالروائع، بأغاني وفنانين لأنه والحمد لله ابين مليانه.. لكن رويّني احد ظهر..
< الصوفي: من يحجبهم.. هل الفرق الموسيقية الذي حولهم ام المسؤولين؟
- عطروش: الامكانيات بيد غيرهم.. الوكلاء الفاشلون الفاسدون.
< عبدالحكيم: سمعت اكثر من قصة لإحدى روائع العطروش اغنية (قصة العمر) ان احد الطلاب اليمنيين بالقاهرة كتبها ويقال بأن هذا الشاب بعد كتابتها توفي وقيل انها من كلماتك.. ما مدى صحة ذلك؟
- عطروش: هذه الاغنية معروفة وصاحبها معروف، وقد قدمتها في عام 72م.
< الصوفي: من هو شاعرها؟
- عطروش: الشاعر صالح علي عواس كان رجلاً شرطياً بداية ايام الاعتقالات في 69، 70م وغنيتها في عام 72م وتزامن عطاؤها مع اغنية «عيش انت» لفريد الاطرش.. وكثيرين كانوا يعتقدون انني أخذت من اغنية «عيش انت» .. في المقدمة الموسيقية .. وانا اعترف بحق الرجل.. وان كان قد مات.. واهله واصدقاؤه موجودون ويعرفوا هذه الحقيقة.. وانا كنت من الاصدقاء المقربين له..
< عبدالحكيم: «برّع يا استعمار» هل تمثل البداية الحقيقية للعطروش او منعطف هام في حياته الفنية؟
- عطروش: «برّع يا استعمار».. انطلاقتي الاولى..
< الصوفي: عام كم..؟
- عطروش: عام 1962م.. انا بدأت عام 1958م.. اعمالي كلها من 58م كانت من الفلكلور.. انطلقت من الفلكلور.. «بنا جاب خيره وحسان سال.. الماء، واسيلوه.. وآحطُّوب واشارح، الضفادع، المعزوب».. وكل ما يخص التراث الشعبي الابيني.. انا طرقته لأنه هو السبيل الوحيد الذي يعطي الانسان الشهرة للظهور، وفي عام 62م ومع بزوغ ثورة سبتمبر تنبأت بأنها ستكون هي الدافع لانتصار ثورة 14 اكتوبر.. فجاءت «برّع يا استعمار»..
< عبدالحكيم: يا استاذ في فترة من الفترات اطلقت عليك الصحافة الفنان الذي يستطيع تلحين نشرة الاخبار.. كيف استقبلت هذا التعليق؟
- عطروش: هذا ليس اساءة هذا اطراء..
< عبدالحكيم: اعرف ذلك ..
- عطروش: عندما تعز القصيدة ولا احد يقدر يعطيني قصيدة في تلك الفترة الا واحد اسمه الاستاذ صالح بامعافا (مدرس) جاء من لحج الى ابين وسكن في مدرسة البنات عايشة كرامة ، وهو الوحيد الذي كان يقول لي : يا استاذ محمد لكي تصنع شيء ويخلدك التاريخ به ويخلدك باسم شعبك.. لا تستمر في الغناء العاطفي فقط.. بل ابحث عن الاغنية الوطنية التي تعطيك وتعطيك.. وتعطيك الخ.. ومن هنا كنت آخذ جريدة النهضة كانت هي الجريدة الوحيدة في ذلك الحين وصحيفة «الايام» .. وكنت ارى العناوين العريضة في الجريدة وآخذ ما يعجبني واغنيها وألحنها..
< الصوفي: يعني ندرة القصائد الوطنية في ذاك الوقت هي التي دفعتك لمتابعة الصحف..؟
- عطروش: نعم.. او اني آخذ اي قصيدة في كتب المطالعة واقوم بتلحينها .. واي حديث يستهويني ألحنه.
< الصوفي: هل درست الفن لذاته ام موهبة فطرية..؟
- عطروش: نعم درست.
< الصوفي: اين ..؟
- عطروش: في مصر..
< الصوفي: لمدة كم ؟
- عطروش: لمدة ثلاث سنوات.
< عبدالحكيم: تبنيتم في فترة من الفترات عدداً من المواهب في محافظة ابين منهم على سبيل المثال الفنان الشاب رائد الهدار .. لكن سرعان ما تلاشت هذه المواهب.. لماذا؟
- عطروش : الاجابة واضحة .. لان الوسائل ليست بيدي.. بيد المتسلّط على الثقافة.
< عبدالحكيم: هناك عدد من الفنانين الشباب في محافظة ابين يؤدون اغانيك في حفلات المخادر والاعراس امثال صالح البصير ، محمد القديمي، وجميل الخيراني .. ترى من هؤلاء الفنانين الشباب من استطاع ان يؤدي اغنية عطروش بصورة جيدة.
-عطروش : للاسف هم لايريدون ان يستمعوا للكلام ولا يضعونه نصب اعينهم .. فانا اكتشفت انهم يقلدونني للتكسب المادي فقط.
< الصوفي: هذا شيء طبيعي اذا لم يكن عندي موهبة طبيعي ان اقلدك على شان اغني واكسب.
- عطروش: على شان تعيش.
< الصوفي: طبعاً.
-عطروش: لكن انك تحافظ عليّ لا..
< الصوفي: هذا حقك.
- عطروش : فانا كل ما حاولت ان اغرس فيهم انه يا اخي عيش والمثل يقول عشعش وعيش .. ولايقول كشكش وعيش.. قالوا ايش معنى كشكش قلت انكم تحافظوا عليّ .. مش في كل مخدره في كل زغط تغنيني .. لا .. عززني شوية .. دافع عني حافظ عليّ .. مش تأكل نعمتي ولا تسأل عليّ..
< الصوفي: ولو وصلتك اخبار وللاسف ان احد الاشخاص يغني اغنيتك في بار.
- عطروش : وهي من اصول البار .. ما عنديش مانع .. بس اي بار مش الكشك اللي يشلوا منه البيرة بار زي اللي في فندق عدن .. فلكل مقام مقال.
< عبدالحكيم: يا استاذ خلال مشوارك الفني الطويل .. بالتأكيد مرت عليك مواقف كثيرة لازلت تتذكرها نريد ان تحدثنا عن موقفين احدهما ايجابي والآخر سلبي؟!
-عطروش: اذا قدر لي لن انسى الضرب المبرح للطفل محمد محسن عطروش الذي يرفض ابوه ان يغني ويريد ان يخلق منه شخص آخر .. انضرب ثلاث مرات في اليوم وانا مصر ان اغني .. آخر مرة في حياتي حينما عرفت ان الذي سيساعدني هو ان يكون معي عود .. فصنعت عود من التنك وخشب واوتار حق الصيد .. فكنت دائماً احضر الى حضرة ولي الله «باجديد» من اجل اغني الاناشيد الخاصة بالحضرة والحضرة عادة كانت يوم الاربعاء اصل الى الحضرة وانا حافظ كل الاناشيد لكل المشائخ ... هذا الطفل حافظ كل الاناشيد حق المشائخ بما فيهم مايغنيه الشيخ فرج بن محمد سالم وجبت هذا القنبوس معي مخبي له وعندما دخلت جاء دور واحد اسمه حسن بن سالم له انشودة اشتهر بها يغنيها كل حضرة فدعاه الشيخ فردوا عليه حسن مش موجود .. فيه عطروش الصغير اللي يحفظ حق الكل يا عطروش غني حق حسن فشليت القنبوس حقي وهو بعيد مني في المنبر لايراني لكن من حولي وغنيت اول ما خلصت قالوا : ياشيخ فرج عطروش اليوم جاب بدعة جديدة قال لهم ماهي .. قالوا له جاب قنبوس داخل الحضرة وقده يغني حق حسن بالقنبوس فقال: يا عطروش ينادي والدي .. ابنك كافر يخرج من الحضرة .. اخرجه فجاء والدي وطردني مع كفين بالرأس برع كان معي شوية تمر فسقط في الارض وكان اليوم الاخير لي في الحضرة.
< الصوفي: ما تتكررش بعدها.
- عطروش: انا اتمنى ان لم آت مرة ثانية حصلت بغيتي، معي قنبوس واريد ابعد عن هذا العمل ورحت بلا عودة .. وكان المفتاح الذي لا انساه.
انني جئت يوم من الايام بعد هذا الضرب المبرح والمعاملة السيئة جئت لوالدي بخمسمائة شلن هي صافي اجري عن ثلاث اغاني سجلتها في اذاعة عدن قلت له يا والد هذه من شقائي قال لي شقيت قدمعك شقى .. يابولي .. اخذ الفلوس .. وقالي شقاك من اين.. قلت له رحت الاذاعة عدن وسجلت بعض الاشياء تسجيل تدريبي واعطوني هذا المبلغ قلت باساعدكم به رمى بالفلوس وقال لي تحرم علي دنيا واخره .. قدك باتجيب لي فلوس الطرب الفاسد المحرم قلت له يا والد هذا أفضل من اني اقرأ جزء مقابل عانتين تأخذ انت العانتين وانا اقرأ..
قلت له اين الاشرف .. قال لي الاشرف .. فشل عصا المنبر وضربني فكان طريقي للخلاص من هذا الضرب هو الهروب.. وعشت طفولتي بهذا الشكل شجن ووجدان فياض يريد ان يقول شيء داخله لكن مش قادر .. فتفجر هذا الزخم الفني الجميل ما ان تسمع لحن للعطروش من بعيد الا وميزت ان هذا اللحن لفلتة .. اسمع وسوف تكتشف ان كنت مثقف ان هذا اللون من الموسيقى لايمكن ان يصدر الا عن انسان فاهم اصول العلم والموسيقى والتجويد.
وان لم اقل للناس انني فاهم .. انا عمري ما تحدثت انني دارس موسيقى .. والى الآن لا احد يعرف انني اكتب ألحاني، ولكني و يا للأسف بدأت أنسى.
< عبدالحكيم : الكثير يعرفوا.. انا اعرف.
- عطروش: بعضهم يعرفوا لكن انا لم اقل انا اكتب الحاني.. لايمكن .
هذا هو الذي لا انساه في حياتي.
< عبدالحكيم: يا استاذ متى عادة الاوقات التي تختار فيها صياغة الحانك هل هناك اوقات معينة.
-عطروش: مافيش حاجة اسمها الاوقات المناسبة عند شوقي ولا عند حافظ ولا عند اكبر المبدعين.. اهم شروط الابداع انك تحفظ الشيء وتعرف آفاق اصوله .. لان الكلام الجميل يخلق لحن جميل.. مافيش شعر جميل لن تأتي بلحن جميل الا عند الذي مش فاهم كيف يتذوق .. ولا بد من حفظ القصيدة اولاً .. تعيش معك القصيدة في خيالك تراودك يومياً ليلك نهارك حتى وانت مشغول .. يأتي الخاطر امامي احياناً وانا اسوق يأتيني الخاطر.. لا ادري الا وقد صدمت كم سلمت من تقلبات بفضل الله سبحانه وتعالى وهذا هو الذي يحب الانتاج .. وانا اعمل بالطريقة المنظمة. ولا ألحن الا بعد ان تكتمل الصورة الموسيقية وتختمر .. يأتي بعد ذلك الهاجس «يناكشك» فتبدأ اولى لخطوات التوزيع وانت قدك حافظ القصيدة.. حافظ ما حضرته من الحان وكم يا تعديلات .. وكل ما زاد التعديل كان طريقك للنجاح.
< عبدالحكيم: قيل ان اغنية السبولة التي تقول فيها «ليه سنة ماشفت الحبايب انا في الرميلة وخلي في الفيوش» ان هذا اغضب سكان منطقة الفيوش .. فهل هذا صحيح؟
-عطروش: بالعكس هم يزعلوا لكن هناك البعض اثاروا تعصبات لكن اهل الفيوش هم اول من حبوا هذه الاغنية لان لهم ذكر فيها لكن هناك آخرين اثاروا النعرات وكنت كثيراً ما ادعى الى الفيوش لاغني في المخادر ويطلبوا هذه الاغنية جمهور المنطقة - آخر الليل . و اغنيها ساعة وربع ساعة ونصف .. من شان الناس تشترح «ترقص».. فجأة واحد يغني اغنية اسمها جهوشة.. فانا سمعتها وعرفت انها ايحاء جديد .. فمسكت احد مشائخ المنطقة فقال ماعليك منهم ذولا .. عويلة صفاطين هم حق السمسمية ، انتوا طعمتوهم يا اهل ابين هذا مالك منه هذا جشو.
< الصوفي : استاذ تذكر كم الاغاني التي غنيتها؟
-عطروش: لماذا اعدها وما الهدف الذي تسجل من اعمالي لا شيء بالنسبة للموجود .. انا محاصر قضيت عمري وانا ادافع عن عودي حتى فاتني الوقت من يعطيني الوقت اكمل.. حتى الامل في أني ابحث على احد اعطيه اعمالي الجديدة حتى يواصل بدالي .. ما وجدته المسائل هذه ليست بيدي..
< الصوفي: الى الآن ليس معك خليفة؟
- عطروش: حتى ابني عوض احمد هذا .. خَلَّو يدوِّر له طريق ثاني غير طريقي.
< عبدالحكيم: استاذ محمد في اجتياح بيروت عام 82م غنيت لا بلفور ولا ريجان امريكا ولا بليون صهيوني يقدر يوم من الايام يثنيني ..و ان مت يا بيروت الحق ما بيموت.
-عطروش مقاطعاً: الى الآن يبحثوا عنها يطالبوا اني اغنيها الى الآن اصحابنا رافضين يأتينا الطلب من الخارج.. ان هذه الاغنية جاء وقتها لازم تعاد.. واجب اغنيها واصحابنا يرفضوا.
< عبدالحكيم: لماذا يرفضون..؟!
-عطروش: يرفضون وصاحبك حسين محمد ناصر يأتي يقول لي بانخرِّج بيجن بانخرِّج ريجن قلت باتمسح مرحلة كاملة ياحسين لكي تظهر انته من انت!!
< عبدالحكيم: هذا الكلام للنشر..
- عطروش: طبعاً.. لانه بايعدل القصيدة.. القصيدة ايش فيها.
ويواصل: من يوم ما حسيت اني فلسطيني وحضنك يابيروت وحده يحميني لا بلفور ولا ريجن لا يثورد ولا ريجين لا امريكا ولا بليون صهيوني يقدر يوم من الايام يثنيني وان مت يا بيروت الحق ما بيموت.
المدير حقنا الموقر مدير ادارة الثقافة قال لازم نخرج هذا البيت قلت له لماذا نظامنا يتحفظ ما يريد ذكرهم او انت يا حسين، عيب .. هذا وانا حي ، كيف لو مت ايش با تسووا قلت له اياك ان تقدم على هذا.. اذا اقدمت على هذا سوف احاكمك.
< عبدالحكيم: يا استاذ اغنية تمنيت ان تكون كاتب كلماتها واخرى تمنيت ان تضع لحنها وثالثة تمنيت ان تؤديها، ربما تكون اغنية واحدة.
- عطروش: الجواب التقليدي هم هكذا يقولوا لكن انا ما اقدرش حيث انه، ان اغني اغنية تتطلب امكانات .. الاغنية التي تمنيت ان اغنيها لوديع الصافي التي انا نهجت نهجها اسمها «الله يرضا عليك يا ابني» لانها تصب في البناء الاجتماعي للحياة وللناس.. وتصب ايضاً في ان الحب تجاوب بين طرفين .. بنت المدينة بدها خدام وإلا عريش نعام ما بتنام.. هذه الاغنية تمنيت ان اغنيها لأنها نفس لوني واغنية من اغنياتي اسمها «ياولدي»، اغنية يا ولدي تصب في البناء الاجتماعي وبناء الجيل.. «لم شلوك يا ولدي كمّل جسد التكامل للجسد قوة بجد، اما روحك خالدة حيَّة ابد ياولد، قبلك جدودك حققوا وحدة بلد، وبنوا حضارة اصلها عدة وعدد حولك ... فعلهم قلعة وسد.. ان خلقكم ربكم فيها قبائل للتعارف.. فاعلموا تاريخكم ليش التململ والمخاوف، وامنحوها حبكم فالحب تقوى للتآلف ياولد .. وفيه اغاني كثيرة في ياولدي في اتجاهات كثيرة..
والاغنية التي تمنيت ان اصوغ لحنها ..لا اريد ان اقول لك هذا الكلام لاني متحفظ به للمبالغة ليس الاّ.
< عبدالحكيم: نريد شيء نخرج به على القراء يقوله عطروش لاول مرة.
- عبدالله الفيصل كتب ثورة الشك «اكاد اشك في نفسي لاني اشك فيك».. هذه الاغنية انا تمنيت ان اكتب في الشك كما كتبها هو - لاني كتبت انا شكيت زاد الشك واعطاك الحقيقة، حكيت زيد احتك بالناس الرقيقة، مظلوم ذي حبك ما خان الوثيقة اعطاك ما يملك .. انفاسه وريقه» .. هذا الكلام مش من اليوم ولا من وحي الساعة هذا شعور عندي من زمان تمنيت ان اكتب كلمات هذه الاغنية او اكتب مثلها.. وعبدالله الفيصل أمير وشاعر فيصل.
بقيت الاغنية التي تمنيت ان الحنها انا ميال للاشياء التي فيها حبكة.. يعني اللحن تسمعه لاول مرة. لكن تريد تعزفه لا تستطيع.
فمن مقدمة بسيطة استطاع عبدالوهاب يعمل حاجة غاية في الروعة.. جملة واحدة عمل منها عمل كبير وجبار هذا اللحن تشابه مع بعض ميولي عندما فعلت «انا تسألني كيف الحال»، مع الفارق في المقام.
< عبدالحكيم: لو طلب منك ان توجه رسالة لفخامة الرئىس فماذا تقول؟
-عطروش: اقول له يا فخامة الرئىس يا من بذر الامل ان يحصد الرجاء يا من زرع الامن لكي نحصد الامان زيد ازرع الحب في ارض خصبة ورطبة من اجل تعرف أنك اغلى معاني المحبة.. يا اخ الرئىس يا مفدى يا حبيب الكل، المبنى الذي بنيته باسم الثقافة وكنت تتوسم فيه خيراً. لا يستطيع ان يؤدي مهمته، الخلل ليس في الوزراء، الخلل في وكلاء إدارة الديوان .. لايمكن ان يخدم الابداع من لا يحبه فالأرض لا تعطي تمراً من سيل الاحقاد.
< الصوفي: كيف علاقتك الفنية والفنانين المعاصرين؟
- عطروش: علاقتي بهم ممتازة جداً .. اروح لهم ازورهم من اجل ان اكون واضحاً معهم .. لكنهم قد ورثوا التقليد المهترئ الذي ليس هم سببه ولا يُلامون عليه.. انما هو تحصيل حاصل لما يعاش.. لكن المبدع الصَّح لن يرضى بهذا الخمول والركود في ظل حرب غير معلنة يشنها عليه أعداء الابداع في إدارة الديوان.
< الصوفي: ابداعاتك وقدراتك ساعدتك على ان تعيش عيشة جيدة.
-عطروش: لا .. انا اعيش حالة .. مافيش داعي اقولها عن نفسي لكن ابحث عن مخارج لها انا مش راضي عن وضعي هذا ولا راضي عن اي شيء، الذي قدامك في الحوش هذا الطوب والزلط، منذ ست سنوات وانا اعمر وانا اتقاضى مرتب زهيد لا يتناسب حتى مع درجتي العلمية مش قادر ارمم البيت ولا راضي اعيش بهذه الخوبة من حولي حفر المجاري مكشوفة وغيرها وغيرها .. البعض يقول انك تتعمد من اجل تثير شفقة الناس.. اريد ان اعيش حياة حرة وكريمة.. فالله اكرم ممن يبخلون على مشاهيرهم بنظرة شفقة.
< عبدالحكيم: بالمناسبة انت خريج القاهرة..
-عطروش: خريج ادب انجليزي جامعة القاهرة.
< الصوفي : من اوفدك الى هناك.
-عطروش: السلطان احمد بن عبدالله الفضلي لا انكر هذا جزاه الله عني خيراً .
< الصوفي : عام كم.
-عطروش: عام 1962م ..
< الصوفي : من اوصلك الى عبدالناصر..؟
-عطروش: أوصلتني جهودي .. قدمت أغنية بصوت العزّاني اغنية «من فوق جبل شمسان انا شايف صبر يضحك لبرج القاهرة» .. وتزامن ذلك مع وجودي ضمن العشرة الاوائل في الثانوية العامة بمصر فقابلت عبدالناصر واهديته الاغنية .
< عبدالحكيم: يقال ان لك علاقات كبيرة بشخصيات عربية وقادة عرب من بينهم الرئىس الليبي معمر القذافي؟
-عطروش: نعم. .
< الصوفي: متى بدأت علاقتك بالقذافي ..
-عطروش: في الستينات وسبب علاقتي بالقذافي «برع يا استعمار» .
< عبدالحكيم : افضل جمهور لعطروش في اي دولة وجده..؟
- عطروش: في الجزائر .. وتحديداً جمهور سيدي فرج في الجزائر جمهور رائع.. يعتمد عليه .. فما أروعه!!
لمن حب الاطلاع على اصل الموضوع (http://www.mayonews.net/ad/showdetails.php?id=6685)
الفنان الكبير العطروش وحديث عن الأحزان والأشجان1
السبت, 30-يونيو-2007
حاورة:فيصل الصوفي-عبدالحكيم عبيد -
كثيراً ما تمنيت ان التقي فنان اليمن الكبير محمد محسن عطروش، الفنان الذي صرخ في وجه المستعمر البريطاني البغيض وقال انشودته الشهيرة «برع يااستعمار» التي الهبت حماس الجماهير ورفعت من معنويات الثوار التواقين الى الحرية والخلاص من الاستعمار في مواجهتهم المسلحة مع قواته ، محمد محسن عطروش واحد من نوابغ وعمالقة الاغنية اليمنية في زمن ازدهارها وتألقها غنى للوطن والثورة وللوحدة والتنمية، غنى للانسان ، للحب، للطبيعة.
وضعت امام الاستاذ فيصل الصوفي رئىس التحرير فكرة اللقاء بالفنان محمد محسن عطروش فاستحسن الفكرة فاتصلت بالاستاذ القدير الصحافي حسين محسن ناصر طالباً رقم تلفون العطروش فتواصلت معه وبعد اخذ ورد وافق على اجراء مقابلة صحفية معه بشرط ان لا يتحدث عن تاريخه وتجربته، قلت له نحن لدينا اسئلتنا ولك الحق ان تجيب او تتحفظ ، اتفقنا على ان يتصل بي في وقت لاحق وهذا ما تم.. تحركنا الى منزله في العاصمة صنعاء واليكم اعزاءنا القراء حصيلة ما خرجنا به..
< الصوفي: نحن نتشرف أن نكون في حضرة الفنان اليمني الكبير محمد محسن عطروش .. وجئنا من صحيفة «22مايو» لنسمع ماذا يريد العطروش أن يقول لجمهوره ومحبي فنه؟
- العطروش: هذه المقابلة بالتأكيد لها مقصد ولها هدف ولكن أريد ان يكون الهدف والمقصد متطابقاً ومتزامناً مع ما أتوق اليه، لا يمكن الكلام في الوقت الراهن حول قضايا فنية شخصية لأن الانسان الفنان بدون حركة فنية وبدون ان يسعى ويجري ويشتغل عبارة عن جمود .. بحيرة جامدة تماماً كالبحر الميت.. وانا الآن شخصياً اصبحت معزولاً.
< الصوفي: آسف يا سيدي ان اقاطعك، قلت انك معزول من الذي عزلك؟
- العطروش: عزلتني جهات الثقافة، عزلتني وهمشتني وزارة الثقافة.
< الصوفي: انت اكبر من وزير الثقافة.
- العطروش: انا اكبر من وزير الثقافة ربما ولكني كفنان اخضع لمجموعة تحالفت ضدي وضد الابداع الذي ينفع الوطن.
< الصوفي: من الذي تحالف ضدك؟
- العطروش: مجموعة تتحالف ضد المبدعين.
< الصوفي: سمِّ الاشياء بمسمياتها؟
- العطروش: وكلاء الوزارة يكرهون الابداع ويحقدون على المبدعين لا لشيء الا لأن الفنانين مشهورون وشهرتهم اكبر من قيمة الوكلاء .. نحن ناس وهبنا الله هذه الشهرة وبسعينا عززنا هذه الشهرة وربنا اعطانا هذه الملكة ليس لسواد عيوننا وانما لنهدي بها الناس.. نبصر الناس ونناقش بها الحق الوطني وقيمة الانسان وحقوق الانسان وعزة اليمني وقيمته في بلاده.
< الصوفي: هل مازالت عندك القدرة على العطاء حتى الآن؟
- العطروش: نعم.. والا ما الذي يجعلني اتكلم واذا لم اكن قادراً على العطاء من الافضل ان اسكت واتراجع.
< الصوفي: من الذي يمنعك اذاً؟ ما الذي بمقدور الوزارة ان تفعل ضدك؟
- العطروش: سؤالك هذا لا استطيع ان اجيب عليه.
< الصوفي: انا اقصد انك انت اكبر من الوزارة؟
- العطروش: سؤالك هذا يضعني في موقع ضعف، من يقدر الآن ان يعطي.. هل سمعت جديداً من احد؟
< الصوفي:: لا.. ولكن لماذا؟
- العطروش: لأن الناس تحالفوا ضدنا ولابد من تركيعنا وايقاف قدرتنا على العطاء.
< عبدالحكيم: استاذ محمد عموماً هل تعتقد ان الفنان اليمني وجد موقعه من الاهتمام والرعاية من قبل الدولة؟
- العطروش: لا.. ولكني لا اريد ان اقول لا بطريقة مباشرة، اريد ان اقول لا بطريقة اخرى حتى لا تقعوا انتم في مشكلة وانا في مشكلة.
< الصوفي: يا استاذ نحن نترك هذا اللقاء دردشة ومن ثم سنعيد ترتيبه؟
< العطروش: باتغلطوا وبا «تخربطوا» وبعدين بازعل، عموماً اولاً لابد ان تأخذوا فكرة عما يدور.. نحن من عام 1994م من بعد استقالة يحيى العرشي وخروجه من الوزارة وتسليمها لعبدالملك منصور بدأت هناك حرب غير معلنة على المبدعين هدفها ايقاف المد الابداعي ، وهذه الحرب يقودها طرفان، طرف اعداء النجاح في اليمن وسميتهم حزب اعداء النجاح والطرف الثاني هم الموكلون على على المهمة الابداعية في وزارة الثقافة، مهمة أولئك الوكلاء يريدون الفنانين ان يكونوا تحت امرهم، يريدون تركيع الفنانين ليس للابداع وانما للتخلي عن خدمة الابداع والمبدعين لتبقى الهيمنة لهم فقط، جاء عبدالملك منصور وجاء بعده من جاء، جاء الروحاني وكم تعاقبوا على وزارة الثقافة ، ولم يأتِ جديد، فخامة الرئيس بنى وزارة الثقافة.. هذه البناية الجميلة على امل ان يكون العطاء اكثر واعمق . حصل العكس.. كل شويه يغيروا الوزير وجاء وزير ثاني يقول له المتنفذون داخل الوزارة: انت تطلب المستحيل.. هذا هو الواقع الذي يجب ان يعاش، فكل ما جاء وزير جديد للوزارة ركعوه واحتووه ، لذلك كل ما جاء عيد يكون الاحتفال، فشل في فشل احتفال الحديدة فشل واحتفال إب فشل ، واتحدى من يقول: ان احتفال إب ممتاز.. انا لا اقبل ان يكون ايوب بتلك الصورة التي عرضوها.. رجل غير قادر ان يعمل حاجة.. رجل مربوك في كل حاجة.. مربوك في عوده .. مربوك في صوته.. في أدائه في كل صغيرة وكبيرة.. اوجد لي عطاء جميلاً ظهر.. لا يوجد.. ايام يحيى العرشي وحسن اللوزي عند توليهما قيادة وزارة الثقافة كان الابداع ممتازاً وكان المبدعون يتصدرون كل شيء ،و كانت حقوق الفنانين في الأداء والعمل تُصْرَف اولاً بأول دون تأخير، وبعد يحيى العرشي وحسن اللوزي كل شيء انتهى .. بعد هذا تأخذ الوزارة المخصصات باسم المبدعين وتصرف لغير المبدعين ولا ندري لمن تُصْرَفْ .. الامر الثاني: ان كل وسائل الابداع هي مع وزارة الثقافة وليس معي انا.. انا معي عودي ولحني فقط ومعي كلماتي .. اذا الفت.. فإذا نجحت وتحديت وجئت بالكلمات واللحن سيلزمني الأداء.. اريد مسرح.. اريد موسيقى.. اريد بروفات قوية بحيث يكون العمل ناجحاً، كما تعود الناس ان يسمعونني.. اذهب الى وزارة الثقافة اطالب بالوسائل الضرورية لانجاح اي عمل يقولوا :لا توجد.. إذاً لماذا وجدت فرقة موسيقية وطنية.
< الصوفي: حصل ان قالوا لا توجد فرقة موسيقية؟
- العطروش: انا موقف لماذا؟ لماذا انا وقفت من المشاركة في احتفالات إب مع انه عندي جديد؟ وأذيع أسمي ونشر في الجرائد.
< عبدالحكيم: رأينا اسمك في صحيفة الثورة ضمن المشاركين في احتفالات إب؟
- عطروش: نعم اسمي نشر في الاعلان.. لكن الخلاف على البروفات.. الرجل المسؤول عن الاحتفالات في إب ، وانا في صنعاء اعمل بروفات لم اعمل الا بروفة واحدة هل يكفي ذلك!! يصر المسؤول وهو في إب إني أكملت البروفة.
< الصوفي: يكذبوا عليه؟
- عطروش: يكذبوا عليه.. يبلغوه بكل صغيرة وكبيرة .. يا اخي انا لم اعمل الا بروفة واحدة.. يقول لي: انا عندي خبر انك قد اكملت بروفاتك وانك قد عملت ما يلزم، يااخي اتق الله .. انا هنا موجود وانت في إب، من هؤلاء الذين اشعروك، قال أنا عندي خبر.. قلت إذا لم ترحمني ولم تتق الله اعفني من المشاركة لأني لا استطيع ان اقابل الناس وانا مهزوز.. قال : انت حر .. تحب تشارك اهلاً وسهلاً، ما تحب ان تشارك هذا امر متروك لك.
< الصوفي: بهذه اللغة؟
-عطروش: نعم بهذه اللغة.. هذه العبارة اكتبها .. «اذا تحب تشترك»..
< الصوفي: مقاطعاً: من الذي قال لك هذا؟
- عطروش: نائب الوزير القاضي.
< عبدالحكيم: القاضي؟
- عطروش: نعم.. اقول له اذا لم تصدقني ولم تعطني البروفات الكاملة اعفني من المشاركة.. فرد عليّ فكان رده كما ذكرت، حينها عرفت قيمتي ان مثل هذا المسؤول او مثل هذه الوزارة أومثل هذه اللجنة العليا للاحتفالات، لجنة لا تقيم وزناً للنجاح والفشل في آن واحد، لا يمكن ان تقيم وزناً لمعنى النجاح ولا يمكن ان تقيم وزنا لمعنى الفشل .. ففي كلا الحالتين عندها الامر سواء.
< الصوفي: في كلا الحالتين عندها الامر سواء؟
- عطروش: نعم.
< الصوفي: حتى الطرق يا رجل اخذتها السيول؟
- عطروش: وانا توقعت قبل ان تأخذها السيول لأنه ليس لها حماية ولا دفاعات .. وكلهم يعرفون ان إب منطقة مطر دائم لكنهم لا يفهمون شيئاً في المسألة الفنية انا اقول: إن على اللجنة العليا للاحتفالات مع حبي وتقديري لها ان تفهم هذه المهمة.. وهذا النقد لا يعفيني من احترامها ولا يعفيني من تقديرها فما عَمِلَتْهُ يثمن بالملايين ولكن الابداع الجيد هو اغلى من الملايين ، فاليمن امتازت بابداعها الراقي الذي يشع على دول الخليج ودول الجوار، اما اليوم بماذا يشع بالفشل.. يشع بأعمال مردودة، يشع بأعمال كالبيض الفاسد ونفسد بها الآخرين.. اليمن اعتادت ان تكون في الطليعة بالعمل الراقي وتشع على جيرانها اينما كانوا، فأنا لا اقبل ان تكون بنت فنانة درجة ثالثة ، والدليل اشتركت في وفد عدن، في احتفالات محافظة عدن ثم فجأة قفزت مع الفنانين الكبار كأيوب وعوض احمد وعطروش وهي عايشة في مطبخ وكيلة الوزارة.
< الصوفي: قد يقولوا موهبة؟
- عطروش: لا.. ليس لديها موهبة وموهبتها الوحيدة انها تجيد تنظيف.... في مطبخ الوكيلة.
< الصوفي: وكيلة الوزارة..؟
- عطروش نعم وكيلة الوزارة واذا لزم الامر سأقول بالاسم.
< الصوفي: لا توجد الا وكيلة واحدة؟
- عطروش: نعم.. والسؤال كيف فُرضَتْ وزميلنا وأخونا عبود الخواجة، فنان معروف ولكن هات لي اغنية خاصة به عرف بها.. هل توجد؟
< الصوفي: خاصة به.. لكنه في الحقيقة صوت؟
- عطروش: انا اقول انه صوت وعازف جيد لكن اداءه في المسرح بـ(الكورجه) خمس اغاني، ثمان اغاني .. ولا حتى العيدة بهذا الرخص.. سمك العيدة لا يباع بهذا الرخص وسمك الباغة لايباع برخص اغاني عبود.
< الصوفي: انا الآن اشفق على عبود
-عطروش: كلنا نشفق عليه.
< الصوفي: انا اشفق عليه من هذا الكلام وانا عندما اسمعه أتمنى أنصحه وأساعده .
- عطروش: انا اريده ان يفهم.
< الصوفي: انا اشفق عليه لأن صوته جميل وأداءه رائع.
< عطروش: اعمال الناس ليس له عمل خاص به: ان وحدة مايو ثورة حصلت، صحيح وحدة تمت لكن في نظري اناهي ثورة انطلقت جديدة في البناء والعطاء وكفنانين يجب ان يتزامن عطاؤنا مع التنمية التي يشيدها الاخ الرئيس.. الوحدة قوة وتنمية.
< الصوفي: لكن قبل الوحدة كانت هناك نهضة فنية؟
- عطروش: الآن تراجعت هذه النهضة .. نريد عطاء بأعياد الوحدة تتزامن مع اطروحات القيادة ونريد التنمية تسير تتواصل وتتواكب معها في العطاء بالقيمة والكفاءة والكثافة.. لا يصح تنمية والناس كلها تُهْدِرُ التنمية.. على صاحب القلم ان يعطي .. على صاحب اللحن ان يعطي .. على صاحب المقالة ان يعطي حتى الخرص باشاراتهم وعلمهم يجب ان يعطوا.. لكن ان نبقى هكذا ننتظر فنون اعداء الثقافة في وزارة الثقافة.. لا يمكن ان نقبل.. ان هذا النقد مني ليس اعابة لهم لكنه تقييم يجب ان يستمعوا لنا وان يستمعوا لنقدنا ويناقشونا فيه فإن كنا مخطئين اعتذرنا على تجنينا ، وان كنا صائبين من يكفل لنا الصواب ويضمن تنفيذه.. انما تأتي وزارة لا تخدم المبدعين ولا تخدم الابداع أمرٌ مخيف وعدائي.. يقول وكيل من وكلاء الوزارة الاثنين: نحن لن نقبل فنانين يشترطون علينا بالطريقة التي يقدمون بها فنهم.. وكان سؤالي له يا اخي : نحن لا نشترط عليك الا انطلاقاً من وسائلنا التي تضمن لنا النجاح.. فهل تسمي هذا شروطاً ضدك.. لو تكلمنا بالفلوس واشترطنا بالفلوس لك الحق ان تعفينا.. مش تبيعنا .. انظر على سبيل المثال هذا الوكيل يبيع انتاجنا القديم المتوفر كله في السوق عيني عينك من خلال لجنة سماها لجنة المنتجين، يأخذوا اعمال الفنانين ويسجلونها في اشرطة ويبيعونها.
< الصوفي: ما يعطوكم حصة؟
-عطروش: ولا.
< الصوفي: لماذا ساكتين؟
- عطروش: شوف السؤال شوف.
< الصوفي: نعم كيف تسمح ان يأخذوا حقك.. لا توجد هناك ضوابط؟
- عطروش: اسمع بالله كيف تسمح.. اسمح بماذا؟ هل انا اقدر احاكم .. ماذا افعل؟ اروح لهذا النائب الى المكتب واشق رأسه بعصا.
< الصوفي: لا.. الدليل موجود في السوق.
- العطروش: انت اين عايش؟
< الصوفي: في محكمة انا افدى لابوك.
- العطروش: في محكمة، انا املك رسوم المحكمة هذه؟
< الصوفي: لكن رجاءنا يا استاذ معقول الكلام هذا؟
- العطروش: شوف الكلام هذا المخيط بصميل الذي يتنافى مع اخلاقيات العمل الابداعي واخلاقيات الحياة، هذه حقوقي لا احد يحترمها وتسألني انا ما هو السبب.. الرجل يملك الامكانيات ويمكن ان يحاكمني ايضاً .
< الصوفي: يأخذ اغنيتك ويتكسب بها..؟
- العطروش: ليس اغنياتي اغانينا كلنا ويبيعها في السوق من خلال لجنة سماها المنتجين على انهم يخسروا ويأخذوا الاغاني بل ويغلفونها ويأخذوا حقهم والباقي للوزارة.
< الصوفي: طيب الى متى سنظل نشكو من هذه الوزارة.. قلبي معك والله ونور عيني، انا قلبي معك..
-عطروش: ايش اسوي به.. انا اشتي الجريدة هذه تخرج نوراً على نار، المفروض تخرج نوراً على نور لكن انا اشتيها تخرج نوراً على نار.
< الصوفي: قلت ذلك قاصد هكذا..
- عطروش يمكن على الاقل تحرك هذه البنية الفاسدة، الذي يذهب اليهم وصاح مثلي اعطوه زايد ناقص وسكتْ.
< الصوفي: وانت لم يجرب احد يسكتك..
-عطروش: ما حد جرب يسكتني ولا باسكت لانهم يعرفوا ان الذي بايحاول يسكتني يكون دليل لاثبات الحق ، فهم يقولوا لو اعطيناه با يفضحنا .. هذه هي الحقيقة، الرويشان لماذا استغنى عن الوزارة؟
< الصوفي: لم يستغن عن الوزارة بل شمله التغيير الحكومي.
- عطروش: استغنى عنها كان وزيراً للثقافة ولكن عمل فريق عمل آخر.. اينك انت؟
< عبدالحكيم: والاستاذ محمد كان ضمن هذا الفريق..
- عطروش: نعم.. خلق مجموعة من المبدعين يخدمة الابداع بعد ان استحال العمل مع قيادة الوزارة.. لقد استغنى عن هشام علي بن علي واستغنى عن القاضي واستغنى عن نجيبة واعتمد على هؤلاء المبدعين الذين يقومون بكل عمل، وبدون الوزارة. يعتبر اهم خطأ عمله هو انه استغنى عن الوزارة لم ينجح بدفع هؤلاء لخدمة الابداع ربما يكون ذلك مأخذاً رسمياً عليه.
< الصوفي: الوزير الجديد الدكتور المفلحي كيف ؟ لك تجربة معه؟
- عطروش: المفلحي تلميذي .. المفلحي تلميذي في الثانوية لكن هم الآن احتووه.
< الصوفي: كمان هو؟
- عطروش: دخلوه في الابط كما تخفي الرعوية كبشها المولود من نعجتها في ابطها.. بالله سجلوا هذا الكلام .. المفلحي احتوته عناصر الوكالة بالوزارة.
< الصوفي: قلت يا استاذ : ان المفلحي تلميذك.. كنت يا استاذ عملت في التدريس..
- عطروش: عملت في قمة التدريس.
< الصوفي: متى؟
- عطروش: من عام 1969م..
< الصوفي: الى متى؟
- عطروش: لا داعي للتاريخ
< الصوفي: دعني اقلك شيء انا اسمعك.. الناس باتسمعك لكن هناك تفاصيل في حياتك من حق الناس ان تعرفها.. انت شخصية عامة يا استاذ..
- عطروش: يعني انت عندما تسألني عن التفاصيل يعني عندك عيب، من يجهل ان عطروش عمل في التربية.
< الصوفي: بالضبط، انا اريد التفاصيل.
- عطروش: انا ساعدتك وقلت لك انا من 68 اعمل في التربية.
< الصوفي: انت شخصية عامة من حقك الناس ان يعرفوا عنك.
- عطروش: لا حول ولا قوة الا بالله.. انا اكلمك يا استاذي .. انا الآن اساعدك واقول لك: اعمل من 1968م مع التربية تقوم تسألني الى متى؟
< الصوفي: من حقي اعرف، متى بدأت رحلتك مع الفن؟
- عطروش: لن اجاوبك على هذا السؤال.
< لماذا:
-عطروش: لأن هذا يقلل من قيمتي.
< الصوفي: لماذا يقلل من قيمتك؟
- عطروش: يا استاذ هذا من اصول الفنيات، لما تبدأ مع فنان قده شيبه اصلع مثلي - يضرب على رأسه - من حقي ان اضربك.
< الصوفي: يضحك..
- عطروش: تقول لي: متى بدأت الفن.
< الصوفي: اضربني ، لكن من حق الناس ان يعرفوا متى بدأت تغني مثلاً؟
- عطروش: الناس قد فهموا الا انت..
< الصوفي: يا استاذ انا عاصرتك لكن هناك الكثير من الجيل الجديد لا يعرفك؟
- عطروش: يا استاذ لا تعلمني شغلي .. اكتب لا اجيب على هذا السؤال، انت معناها ضمنياً ايه.. معناها تعرفني كأنني عادني بدأت.
< الصوفي: يا استاذ انا عارف هذا الكلام ، وانا موثق اقدم اعمالك.
- عطروش: طيب يا استاذ؟
< الصوفي: انا اكلمك عن شخص سيأتي بعد عشرين سنة.
- عطروش فليأتي اذاً هذا المجتمع..
< الصوفي: سيرتك الذاتية من حق الناس يعرفونها..
- عطروش: شوف لا تبرر اخطاءك المهنية بمسألة ليس من اختصاصك ، لو تسأل وديع الصافي في اي تلفزيون متى بدأت الفن باينسفك وبا يشتغلك شغل.
< الصوفي: انا اسجل الآن سيرة ذاتية.
- عطروش: انا لا اريد سيرة ذاتية.. انا في غنى عنها مع حبي وتقديري لك، اسألني .. اسألني ايش جديدك بانطلق لك.
< الصوفي: جاي جاي.. انت شخصية عامة من حق الناس يعرفوا التفاصيل..
- عطروش: يا صوفي مفاهيمك تقليدية راديكالية لازم ان تكون في الحداثة.
< الصوفي: ليس من حقي ان اعرف عمرك كم؟
- عطروش: أنت قد عرفت من زمان، هذه تعتبر المقابلة 80 في حياتي عن فني وعن حياتي وعن سيرتي وعن اعمالي وعن عمري.
< عبدالحكيم: يا استاذ الآن هناك جيل جديد نشأ عمره بعمر الوحدة وانتم من بعد الوحدة حتى الآن لم تقدموا شيء يُعَرّف من هو العطروش..
- عطروش: الجيل.. ما قدمنا شيء جديد .
< عبدالحكيم: استاذ محمد انت اجبت بما فيه الكفاية وبطلاقة وتحدثت عن كثير من القضايا.
- عطروش: طيب ايش الآن المطلوب مني؟
< عبدالحكيم: نحن نعرف ان الفنان الكبير محمد محسن عطروش ليس فنان فقط بل ذاكرة شعبية وذاكرة ادبية وفنية نريد ان نبحث عنها.. اذكر يا استاذ اني حضرت لك ندوة جمعتك بالفنان اليمني الكبير محمد سعد عبدالله .. الندوة هذه طرحت فيها قضية الالوان الفنية في اليمن.
- عطروش: خلاص دخلنا في سؤال ثاني، ما خرجنا من اشكالية السؤال الأول!!
< عبدالحكيم: لا خلاص تلك قضية انتهينا منها.
- عطروش: طيب تمام.
< عبدالحكيم: فهناك اختلاف، اختلف الكثير في قضية الالوان الغنائية كاللون الصنعاني والحضرمي واليافعي وغيره.. فكيف يحدثنا الاستاذ محمد محسن عطروش عن هذه الاشكالية؟
- عطروش: كانت هذه الندوة جلسات عديدة وكان آخرها التي ربما انت حضرتها.
< عبدالحكيم: كانت في مكتب الثقافة بأبين..
- عطروش: مفادها ما ورد في كتاب ابونا الاستاذ محمد مرشد ناجي في كتابه الذي اعتبره مذكرات (اغانينا الشعبية) ، فأغانينا الشعبية كعنوان ممكن نقبله على ان الشعب هو مصدر الغناء وان الغناء هو تشكيلة الألوان المختلفة وصدى تعابير الأعراق العديدة.
< عبدالحكيم: واصل
- عطروش: انا اشتيك تفهم.. ماشي باك تروح بعدين ترجع تسألني ، باحنق منك، وانت لا تزعل مخاطباً الصوفي..
< الصوفي: يا راجل نزعل منك..
- عطروش: على ان الاغنية الشعبية هي واحدة من مجموعة الوان الغناء تزيد عن سبعة..
< الصوفي: اينهم السبعة هؤلاء، .. انا اعرف الصنعاني واللحجي والحضرمي.
- عطروش: هؤلاء الذي تعرفهم انته.. هؤلاء ألوان الغناء العربي، اصولهم وسلسلاتهم سبعة من ضمنهم الغناء الشعبي والسبعة اسس الغناء الشعبي ، من يوم ما بدأ الانسان يريد ان يغني انتهج هؤلاء السبعة الموجودون في حياة الانسان في اي مجتمع كان، وعلى هذا الاساس كانت الندوة الاخيرة التي حضرها محمد سعد وربما حضرتها انته تتكلم في الذي نقدمه نحن.. هل هو غناء بصفة الغناء.. .. الغناء بتوصيف الغناء بتعريف الغناء .. نقول: اغنية ام تقول لون.. فعندما يغني اي حضرمي لا استطيع ان اقول هذه اغنية حضرمية.. اقول هذا لون حضرمي .. عندما اغني صنعاني لا استطيع ان اقول هذه اغنية صنعانية.. اقول هذا اللون هو الصنعاني.. الزميل فيصل علوي عندما يغني تسمعه تسمع اللكنة والالفاظ وأداء الحروف والمد وغيره تقول: هذا لون لحجي ولا يجوز ان تقول: اغنية لحجية.
< الصوفي: لماذا لا يجوز؟
- عطروش: لأن هذا هو الشيء صفة من معنى كبير اسمه اغنية.
< الصوفي: يقولوا ايضاً مدرسة..
- عطروش: مدرسة .. باسألك كم معاهد في البلاد؟
< الصوفي: يعني - الامر - شيء مختلف..
- عطروش: اذا هذا المغني مدرسة كم معاهد في بلاده موسيقية لاجل يطلع هو مدرسة..
< عبدالحكيم: لدينا معهد واحد يتوقف بين الحين والآخر..
- عطروش: ما لك.. انا اكلمك بجانب علمي.. ومراجعه موجودة واي مرجع تريده باعطيك، فمن هنا دائماً في اصل انا ما اقدر اجيب صورتك انت واقول هذا الاصل، فلان بن فلان ، وهذه مجموعة صور ملونة.. هذه صورته وهو مخزن.. وهذه صورته يرتدي ثياب العيد.. وهذه صورته وهو مسافر أوروبا في بدلة و و(برنيطة).. وهذا وهذا.. وهذا.. هو أعرضهم بعدة صور والوان ومواقف شتى لشخصية واحدة اسمها فلان والاغنية اليمنية هي (شخصية) بتعريف واحد بتوصيف واحد وتصنيف واحد.. لأنه لو قلت كل حاجة اغنية يبقى اسألك سؤال كم عسى من الاغاني للشخصية اليمنية.. يصعب الاجابة.. معناه ان الاغنية في اليمن شكل وجوهر، له عدة وجوه تقلل من قيمته وتقلل من ثبات وجوده ، ولكن عندما يكون للشكل الواحد والتعريف الواحد والتوصيف الواحد والتصنيف الواحد .. عدة الوان وأوجه واشكال نقول: هذا غناء يمني لونه حضرمي وهذا غناء يمني لونه لحجي.. وهذا غناء يمني لونه صنعاني.. ويافعي لأن هناك ايضاً الوان اخرى لم تظهر بعد ولم تتفجر بعد وربما ظهرت في الازمان الغابرة واختفت ومصيرها تظهر من جديد مع النهوض مثال اللون التهامي ومازال في الولادة.. مثال آخر الغناء في البحر او الغناء البحري مازال لون لم يظهر بعد ، لكنه قادم في الولادة نعيش مخاضاته ونعيش اطلاقاته البدائية حتي يظهر كلون يصب مع جميع الالوان اليمنية في شخصية الغناء اليمني.
< الصوفي: البحر موجود من زمان الزمان الى الآن لم يطلع له لون؟
- عطروش: طلع من قبل واختفى واذا توفّرت عوامل ظهوره يعاود الظهور.
< عبدالحكيم: العدني يا استاذ لون؟
- عطروش: نحن نعتبره لون، في التصنيف العلمي هو لون لأنه اشتركت فيه كذا جنسية، الهندي على الفارسي والبينياني والصومالي واليافعي والعدني والحضرمي والابيني واللحجي جميعهم كونوا هذا اللون فاستحق ان يسمى لون.
< عبدالحكيم: البعض يقول: ان الفنان محمد محسن عطروش شكل لون ابيني لحاله.. كيف تعلق على ذلك؟
- عطروش: لا.. انا لم اشكله حتى الآن.. انا كنت اريد ان اشكله ، ولكن للأسف هناك من يقول هذه مدرسة، انا لست مدرسة ولا اقبل ان اكون مدرسة.
< عبدالحكيم: لماذا؟
- عطروش: لأن المدرسة معناها نتاج عن كذا معهد موسيقي يشتغل ويفرّخ.
< عبدالحكيم: انا عندما اقول ان الاستاذ محمد محسن عطروش مدرسة اعرف ان للعطروش الوانه المتميزة وكلماته المتميزة والحانه الخاصة التي لا تتكرر عند الآخرين لهذا نعتبرها مدرسة خاصة به..
- عطروش: هذا خطأ في التعبير وهروب عند التفسير.
< عبدالحكيم: ماذا تسميه إذاً؟
- عطروش: نسميه تجربة فريدة.. استثناء ، تفرد، وليس مدرسة.. انا عندما اقول: رياض السنباطي مدرسة (.....) وظهر كفنان .. تتلمذ في دار الغناء المصري وتتلمذ على يد اساتذة وعباقرة كانوا يكتبون الموسيقى ويغنوا وسجلوا وتعلموا واثروا القاعدة العربية، فهمت الآن، ثم جاء يغني الغناء الشرقي، فالغناء الشرفي غناء مدرسة .. لماذا، لأن هذا المنهج درسه الطلاب في الموشحات وفي غيره من غيره وسميناه لون .. لان اي صورة شخصية نابعة عن الشكل والجوهر تسمى الاصل ومجموعة الالوان في تاريخ شعب ما او في صفة شخصية ما لأي مجتمع، هذه الالوان هي التي تشكل الصورة ، فأنا في طور ان اسجل لليمن التاريخ ، فأما ان اسجله بالطريقة المنهجية الصحيحة والا ان التفت للهرجلات وتمشي الامور.. فالغناء اليمني شخصية واحدة بصورة واحدة لها شكل وجوهر، تعدد الاشكال في توصيف الجوهر ولاحظ عندما تأتي اغنية تستطيع ان تستأثر بجميع الالوان او بمحتوى جميع الالوان او بشجن جميع الالوان او بوجدان جميع الالوان يحبها معظم هذا الشعب.. باعطيك دليل، فعندما عملت أغنية (اماه) أحبها الحضرمي وأحبها الصنعاني وأحبها الابيني وأحبها كل الشعب على اختلاف لهجاته واعراقه.
< عبدالحكيم: اسمح لي يا استاذ انت سبقتنا للحديث عن اغنية (اماه) طبعاً معروف انها من ألحانك ولكن من كتب كلماتها؟
- عطروش: حتى انت مخدوع.
< عبدالحكيم: دعني اوصل اليك الفكرة، قدمت حفل ذات يوم بعد احداث 13 يناير 1986م فكان الفنان الكبير عوض احمد احد المشاركين في الحفل باغنية «اماه» قدمت عوض احمد باغنية «اماه» وقلت : انها من كلمات وألحان الفنان الكبير محمد محسن عطروش .. طبعاً كما اخبرني الفنان عوض احمد ولكني فوجئت باحدى قيادات الحزب انذاك يستدعيني طالباً مني التنويه الى ان كاتب كلمات اغنية «اماه» هو عبدالفتاح اسماعيل فماذا تقول؟
- عطروش: لا.. عبدالفتاح اسماعيل لا يوجد كتاب من الكتب التي كتبتها الا واكد انها من كلماتي، يبقى هذا الحزبي من اين اجتهد وجاء بهذا التصريح..
< الصوفي: انا ايضاً اعرف كثير من الزملاء يقولوا ان كلمات اغنية «اماه» هي لعبد الفتاح اسماعيل..
< عبدالحكيم: طيب يا استاذ هل تعاملت مع عبدالفتاح اسماعيل كشاعر؟
- عطروش: سيأتي الوقت المناسب للحديث عن هذا الموضوع.
< عبدالحكيم: ظاهرة الثنائية في اليمن شكلت نجاحاً في كثير من التجارب الفنية واقصد بالثنائىة هو ارتباط الشعر بالفنان ، نذكر من تلك الحالات، مثلاً ابوبكر بلفقيه والمحضار وايوب طارش ونعمان.. فهل شكل عطروش مع عمر عبدالله نصير ثنائياً ناجحاً ايضاً؟
- عطروش: لن اجيب على هذا السؤال..
< الصوفي: يا استاذ محمد لماذا تفترض اننا علماء وعارفون كل شيء..؟
- عطروش: انت تحسبني غبي فمثل هذا السؤال لا يصب في مصلحة نسير.. لماذا.. ؟ لأن نسير قد انجز ومضى واحدث شرخاً في هيكلية الحياة.. وله بصمات عجز الآخرون ان يأتوا بمثله.. ولكن كرموا واحدثوا حالة استفزاز عند الغير.. وفي نفس الوقت خلقوا حالة تشكيك بأن هذه الاعمال ليست «لنسير».. والآن بسؤالك هذا.. الناس تصب جهودها في الوقت الضائع تريد ان تبحث هل هذه اشعار نسير ام عطروش.. يا اخي انا لا يشرفني ان تكون هذه قصيدة فلان وانسبها لنفسي.. مهما كانت رائعة ومهما كانت جميلة رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.. اعرف حقك.. واعرف حق الناس فين.. وهذا توثيق للحياة.. مافيش اغنية كتبها (نسير).. الا ومكتوب فوقها عمر عبدالله نسير.. والاشياء التي اكتبها انا معروفة ولوني واضح فيها زي شكلي.. الآن الهدف هو التشكيك في (نسير) فهل هذا التشكيك هو الانصاف لنسير .. هل هو التكريم لنسير..؟
< عبدالحكيم: نحن عندما نسأل عن نسير نريد ان نوصل للناس والجهات ذات العلاقة بأن نسير شاعر كبير اسهم بشكل كبير في نجاح محمد محسن عطروش.. و لم ينل حقه من الاهتمام والتكريم..
- عطروش: طيب.. قد تحدث نسير في اكثر من لقاء ، مع عمر حبيب من جهة وحسين محمد ناصر من جهة .. وجمال محمد حسين في الايام من جهة.. وهذا الموضوع قد استفاض.. قد يجود الزمن بلقاء انا ونسير نتكلم عن ماهو مطروح.. وما هو المطلوب.. او ان البلاد عجزت ان تأتي ببديل عن نسير.. مليان.. جاء الشاعر كور سعيد عوض الى هنا الى بيتي.. قال: انا جئت مخصوص لأسألك انه يتضح الآن ان الاغاني التي تحمل اسم نسير هي ليست لنسير .. قلت له: جيت هذه المسافة كي تسألني وتتأكد من هذه المسألة.. ايش الهدف.. فقال لي: ان الهدف هو اننا نريد انصاف نسير.. فقلت له: بماذا تنصف نسير.. ولكن الحقيقة اذا كانت هذه القصيدة او تلك حقي.. وكتبتها باسم نسير فأنا لست عبيطاً ان انسب اعمالي للآخرين جائز انني عدلت في بعض الالفاظ في كلام نسير.. وهذا جائز ووارد في كل عمل.. اما ان انسب كلاماً لنسير لي او كلاماً لي انسبه لنسير فهذا كلام لا يدخل العقل.
الفنان الكبير العطروش وحديث عن الأحزان والأشجان2
السبت, 30-يونيو-2007
حورة:فيصل الصوفي-عبدالحكيم عبيد -
الجزء الثاني من الحوار مع الفنان الكبير محمد محسن عطروش
< عبدالحكيم: النشاط الفني الموسمي المناسباتي لمكاتب الثقافة بالمحافظات هل كان له تأثير على تراجع الغناء اليمني وعدم ظهور مواهب فنية مبدعة؟
- عطروش: اي نشاط ابداعي قد يشكل زوبعة في البلاد والناس تغني وتطرب.. فلانة موهوبة وفلان موهوب.. لكن هذا لا يكفي .. لابد ان يكون هناك اشراف دوري من الجهات المسؤولة على هذا العمل، اشراف مستمر على كل المحافظات من خلال ناس متخصصين بهذا النشاط ويقدموا له الدعم اللازم والامكانات اللازمة.. والنصيحة اللازمة.. ويلموا حولهم الشعراء الشعبيين والشعراء الكبار .. ويلموا المثقفين من حوله.. لايكفي ان يبقى مدير مكتب الثقافة هو المثقف الوحيد الاوحد وهو الشاعر الوحيد الاوحد وهو المبدع الاول والاخير والمخصصات غير موجودة.. وبالتالي اي نشاط مهما كبر ومهما عظم فهو زوبعة في فنجان.. النشاط الذي ينفع الناس هو الذي يعترف بتوفير الامكانات والنصيحة العلمية والفنية ولم المثقفين والشعراء من حوله.
< عبدالحكيم: هناك اعمال قدمتها وحصلت على شهرة واسعة ونجاح كبير ولا تذكر تلك الاعمال إلا وذكر العطروش ولا يذكر العطروش الا وتذكر تلك الاعمال على سبيل المثال لا الحصر .. برّ ع يا استعمار.. يارب من له حبيب.. ودعتك، قصة العمر .. يا بائعات البلس.. رحنا الى البندر.. هل بامكان العطروش الآن تقديم مثل هذه الروائع اذا ما توفرت الامكانيات؟
- عطروش: انا دائماً مشكلتي يصطادني خصومي عندما اجزم واقرر يرصدني اعدائي ... بحيث أن كل ما التزم به واقرره يكون مصيره فاشل.. فإذا كان بمقدوركم ومقدور اي جهة ان تسلمني وسائلي وتعطيني القدرة على الحركة.. فأنا سأتحرك وستسمع ان كنت انا اقدر آتي بروائع اولا.. واهم شيء والمطلوب ان تعطوني القدرات التي اضمن بها استمرار البروفات واستمرار الصقل.. وان آتي لك بالروائع، بأغاني وفنانين لأنه والحمد لله ابين مليانه.. لكن رويّني احد ظهر..
< الصوفي: من يحجبهم.. هل الفرق الموسيقية الذي حولهم ام المسؤولين؟
- عطروش: الامكانيات بيد غيرهم.. الوكلاء الفاشلون الفاسدون.
< عبدالحكيم: سمعت اكثر من قصة لإحدى روائع العطروش اغنية (قصة العمر) ان احد الطلاب اليمنيين بالقاهرة كتبها ويقال بأن هذا الشاب بعد كتابتها توفي وقيل انها من كلماتك.. ما مدى صحة ذلك؟
- عطروش: هذه الاغنية معروفة وصاحبها معروف، وقد قدمتها في عام 72م.
< الصوفي: من هو شاعرها؟
- عطروش: الشاعر صالح علي عواس كان رجلاً شرطياً بداية ايام الاعتقالات في 69، 70م وغنيتها في عام 72م وتزامن عطاؤها مع اغنية «عيش انت» لفريد الاطرش.. وكثيرين كانوا يعتقدون انني أخذت من اغنية «عيش انت» .. في المقدمة الموسيقية .. وانا اعترف بحق الرجل.. وان كان قد مات.. واهله واصدقاؤه موجودون ويعرفوا هذه الحقيقة.. وانا كنت من الاصدقاء المقربين له..
< عبدالحكيم: «برّع يا استعمار» هل تمثل البداية الحقيقية للعطروش او منعطف هام في حياته الفنية؟
- عطروش: «برّع يا استعمار».. انطلاقتي الاولى..
< الصوفي: عام كم..؟
- عطروش: عام 1962م.. انا بدأت عام 1958م.. اعمالي كلها من 58م كانت من الفلكلور.. انطلقت من الفلكلور.. «بنا جاب خيره وحسان سال.. الماء، واسيلوه.. وآحطُّوب واشارح، الضفادع، المعزوب».. وكل ما يخص التراث الشعبي الابيني.. انا طرقته لأنه هو السبيل الوحيد الذي يعطي الانسان الشهرة للظهور، وفي عام 62م ومع بزوغ ثورة سبتمبر تنبأت بأنها ستكون هي الدافع لانتصار ثورة 14 اكتوبر.. فجاءت «برّع يا استعمار»..
< عبدالحكيم: يا استاذ في فترة من الفترات اطلقت عليك الصحافة الفنان الذي يستطيع تلحين نشرة الاخبار.. كيف استقبلت هذا التعليق؟
- عطروش: هذا ليس اساءة هذا اطراء..
< عبدالحكيم: اعرف ذلك ..
- عطروش: عندما تعز القصيدة ولا احد يقدر يعطيني قصيدة في تلك الفترة الا واحد اسمه الاستاذ صالح بامعافا (مدرس) جاء من لحج الى ابين وسكن في مدرسة البنات عايشة كرامة ، وهو الوحيد الذي كان يقول لي : يا استاذ محمد لكي تصنع شيء ويخلدك التاريخ به ويخلدك باسم شعبك.. لا تستمر في الغناء العاطفي فقط.. بل ابحث عن الاغنية الوطنية التي تعطيك وتعطيك.. وتعطيك الخ.. ومن هنا كنت آخذ جريدة النهضة كانت هي الجريدة الوحيدة في ذلك الحين وصحيفة «الايام» .. وكنت ارى العناوين العريضة في الجريدة وآخذ ما يعجبني واغنيها وألحنها..
< الصوفي: يعني ندرة القصائد الوطنية في ذاك الوقت هي التي دفعتك لمتابعة الصحف..؟
- عطروش: نعم.. او اني آخذ اي قصيدة في كتب المطالعة واقوم بتلحينها .. واي حديث يستهويني ألحنه.
< الصوفي: هل درست الفن لذاته ام موهبة فطرية..؟
- عطروش: نعم درست.
< الصوفي: اين ..؟
- عطروش: في مصر..
< الصوفي: لمدة كم ؟
- عطروش: لمدة ثلاث سنوات.
< عبدالحكيم: تبنيتم في فترة من الفترات عدداً من المواهب في محافظة ابين منهم على سبيل المثال الفنان الشاب رائد الهدار .. لكن سرعان ما تلاشت هذه المواهب.. لماذا؟
- عطروش : الاجابة واضحة .. لان الوسائل ليست بيدي.. بيد المتسلّط على الثقافة.
< عبدالحكيم: هناك عدد من الفنانين الشباب في محافظة ابين يؤدون اغانيك في حفلات المخادر والاعراس امثال صالح البصير ، محمد القديمي، وجميل الخيراني .. ترى من هؤلاء الفنانين الشباب من استطاع ان يؤدي اغنية عطروش بصورة جيدة.
-عطروش : للاسف هم لايريدون ان يستمعوا للكلام ولا يضعونه نصب اعينهم .. فانا اكتشفت انهم يقلدونني للتكسب المادي فقط.
< الصوفي: هذا شيء طبيعي اذا لم يكن عندي موهبة طبيعي ان اقلدك على شان اغني واكسب.
- عطروش: على شان تعيش.
< الصوفي: طبعاً.
-عطروش: لكن انك تحافظ عليّ لا..
< الصوفي: هذا حقك.
- عطروش : فانا كل ما حاولت ان اغرس فيهم انه يا اخي عيش والمثل يقول عشعش وعيش .. ولايقول كشكش وعيش.. قالوا ايش معنى كشكش قلت انكم تحافظوا عليّ .. مش في كل مخدره في كل زغط تغنيني .. لا .. عززني شوية .. دافع عني حافظ عليّ .. مش تأكل نعمتي ولا تسأل عليّ..
< الصوفي: ولو وصلتك اخبار وللاسف ان احد الاشخاص يغني اغنيتك في بار.
- عطروش : وهي من اصول البار .. ما عنديش مانع .. بس اي بار مش الكشك اللي يشلوا منه البيرة بار زي اللي في فندق عدن .. فلكل مقام مقال.
< عبدالحكيم: يا استاذ خلال مشوارك الفني الطويل .. بالتأكيد مرت عليك مواقف كثيرة لازلت تتذكرها نريد ان تحدثنا عن موقفين احدهما ايجابي والآخر سلبي؟!
-عطروش: اذا قدر لي لن انسى الضرب المبرح للطفل محمد محسن عطروش الذي يرفض ابوه ان يغني ويريد ان يخلق منه شخص آخر .. انضرب ثلاث مرات في اليوم وانا مصر ان اغني .. آخر مرة في حياتي حينما عرفت ان الذي سيساعدني هو ان يكون معي عود .. فصنعت عود من التنك وخشب واوتار حق الصيد .. فكنت دائماً احضر الى حضرة ولي الله «باجديد» من اجل اغني الاناشيد الخاصة بالحضرة والحضرة عادة كانت يوم الاربعاء اصل الى الحضرة وانا حافظ كل الاناشيد لكل المشائخ ... هذا الطفل حافظ كل الاناشيد حق المشائخ بما فيهم مايغنيه الشيخ فرج بن محمد سالم وجبت هذا القنبوس معي مخبي له وعندما دخلت جاء دور واحد اسمه حسن بن سالم له انشودة اشتهر بها يغنيها كل حضرة فدعاه الشيخ فردوا عليه حسن مش موجود .. فيه عطروش الصغير اللي يحفظ حق الكل يا عطروش غني حق حسن فشليت القنبوس حقي وهو بعيد مني في المنبر لايراني لكن من حولي وغنيت اول ما خلصت قالوا : ياشيخ فرج عطروش اليوم جاب بدعة جديدة قال لهم ماهي .. قالوا له جاب قنبوس داخل الحضرة وقده يغني حق حسن بالقنبوس فقال: يا عطروش ينادي والدي .. ابنك كافر يخرج من الحضرة .. اخرجه فجاء والدي وطردني مع كفين بالرأس برع كان معي شوية تمر فسقط في الارض وكان اليوم الاخير لي في الحضرة.
< الصوفي: ما تتكررش بعدها.
- عطروش: انا اتمنى ان لم آت مرة ثانية حصلت بغيتي، معي قنبوس واريد ابعد عن هذا العمل ورحت بلا عودة .. وكان المفتاح الذي لا انساه.
انني جئت يوم من الايام بعد هذا الضرب المبرح والمعاملة السيئة جئت لوالدي بخمسمائة شلن هي صافي اجري عن ثلاث اغاني سجلتها في اذاعة عدن قلت له يا والد هذه من شقائي قال لي شقيت قدمعك شقى .. يابولي .. اخذ الفلوس .. وقالي شقاك من اين.. قلت له رحت الاذاعة عدن وسجلت بعض الاشياء تسجيل تدريبي واعطوني هذا المبلغ قلت باساعدكم به رمى بالفلوس وقال لي تحرم علي دنيا واخره .. قدك باتجيب لي فلوس الطرب الفاسد المحرم قلت له يا والد هذا أفضل من اني اقرأ جزء مقابل عانتين تأخذ انت العانتين وانا اقرأ..
قلت له اين الاشرف .. قال لي الاشرف .. فشل عصا المنبر وضربني فكان طريقي للخلاص من هذا الضرب هو الهروب.. وعشت طفولتي بهذا الشكل شجن ووجدان فياض يريد ان يقول شيء داخله لكن مش قادر .. فتفجر هذا الزخم الفني الجميل ما ان تسمع لحن للعطروش من بعيد الا وميزت ان هذا اللحن لفلتة .. اسمع وسوف تكتشف ان كنت مثقف ان هذا اللون من الموسيقى لايمكن ان يصدر الا عن انسان فاهم اصول العلم والموسيقى والتجويد.
وان لم اقل للناس انني فاهم .. انا عمري ما تحدثت انني دارس موسيقى .. والى الآن لا احد يعرف انني اكتب ألحاني، ولكني و يا للأسف بدأت أنسى.
< عبدالحكيم : الكثير يعرفوا.. انا اعرف.
- عطروش: بعضهم يعرفوا لكن انا لم اقل انا اكتب الحاني.. لايمكن .
هذا هو الذي لا انساه في حياتي.
< عبدالحكيم: يا استاذ متى عادة الاوقات التي تختار فيها صياغة الحانك هل هناك اوقات معينة.
-عطروش: مافيش حاجة اسمها الاوقات المناسبة عند شوقي ولا عند حافظ ولا عند اكبر المبدعين.. اهم شروط الابداع انك تحفظ الشيء وتعرف آفاق اصوله .. لان الكلام الجميل يخلق لحن جميل.. مافيش شعر جميل لن تأتي بلحن جميل الا عند الذي مش فاهم كيف يتذوق .. ولا بد من حفظ القصيدة اولاً .. تعيش معك القصيدة في خيالك تراودك يومياً ليلك نهارك حتى وانت مشغول .. يأتي الخاطر امامي احياناً وانا اسوق يأتيني الخاطر.. لا ادري الا وقد صدمت كم سلمت من تقلبات بفضل الله سبحانه وتعالى وهذا هو الذي يحب الانتاج .. وانا اعمل بالطريقة المنظمة. ولا ألحن الا بعد ان تكتمل الصورة الموسيقية وتختمر .. يأتي بعد ذلك الهاجس «يناكشك» فتبدأ اولى لخطوات التوزيع وانت قدك حافظ القصيدة.. حافظ ما حضرته من الحان وكم يا تعديلات .. وكل ما زاد التعديل كان طريقك للنجاح.
< عبدالحكيم: قيل ان اغنية السبولة التي تقول فيها «ليه سنة ماشفت الحبايب انا في الرميلة وخلي في الفيوش» ان هذا اغضب سكان منطقة الفيوش .. فهل هذا صحيح؟
-عطروش: بالعكس هم يزعلوا لكن هناك البعض اثاروا تعصبات لكن اهل الفيوش هم اول من حبوا هذه الاغنية لان لهم ذكر فيها لكن هناك آخرين اثاروا النعرات وكنت كثيراً ما ادعى الى الفيوش لاغني في المخادر ويطلبوا هذه الاغنية جمهور المنطقة - آخر الليل . و اغنيها ساعة وربع ساعة ونصف .. من شان الناس تشترح «ترقص».. فجأة واحد يغني اغنية اسمها جهوشة.. فانا سمعتها وعرفت انها ايحاء جديد .. فمسكت احد مشائخ المنطقة فقال ماعليك منهم ذولا .. عويلة صفاطين هم حق السمسمية ، انتوا طعمتوهم يا اهل ابين هذا مالك منه هذا جشو.
< الصوفي : استاذ تذكر كم الاغاني التي غنيتها؟
-عطروش: لماذا اعدها وما الهدف الذي تسجل من اعمالي لا شيء بالنسبة للموجود .. انا محاصر قضيت عمري وانا ادافع عن عودي حتى فاتني الوقت من يعطيني الوقت اكمل.. حتى الامل في أني ابحث على احد اعطيه اعمالي الجديدة حتى يواصل بدالي .. ما وجدته المسائل هذه ليست بيدي..
< الصوفي: الى الآن ليس معك خليفة؟
- عطروش: حتى ابني عوض احمد هذا .. خَلَّو يدوِّر له طريق ثاني غير طريقي.
< عبدالحكيم: استاذ محمد في اجتياح بيروت عام 82م غنيت لا بلفور ولا ريجان امريكا ولا بليون صهيوني يقدر يوم من الايام يثنيني ..و ان مت يا بيروت الحق ما بيموت.
-عطروش مقاطعاً: الى الآن يبحثوا عنها يطالبوا اني اغنيها الى الآن اصحابنا رافضين يأتينا الطلب من الخارج.. ان هذه الاغنية جاء وقتها لازم تعاد.. واجب اغنيها واصحابنا يرفضوا.
< عبدالحكيم: لماذا يرفضون..؟!
-عطروش: يرفضون وصاحبك حسين محمد ناصر يأتي يقول لي بانخرِّج بيجن بانخرِّج ريجن قلت باتمسح مرحلة كاملة ياحسين لكي تظهر انته من انت!!
< عبدالحكيم: هذا الكلام للنشر..
- عطروش: طبعاً.. لانه بايعدل القصيدة.. القصيدة ايش فيها.
ويواصل: من يوم ما حسيت اني فلسطيني وحضنك يابيروت وحده يحميني لا بلفور ولا ريجن لا يثورد ولا ريجين لا امريكا ولا بليون صهيوني يقدر يوم من الايام يثنيني وان مت يا بيروت الحق ما بيموت.
المدير حقنا الموقر مدير ادارة الثقافة قال لازم نخرج هذا البيت قلت له لماذا نظامنا يتحفظ ما يريد ذكرهم او انت يا حسين، عيب .. هذا وانا حي ، كيف لو مت ايش با تسووا قلت له اياك ان تقدم على هذا.. اذا اقدمت على هذا سوف احاكمك.
< عبدالحكيم: يا استاذ اغنية تمنيت ان تكون كاتب كلماتها واخرى تمنيت ان تضع لحنها وثالثة تمنيت ان تؤديها، ربما تكون اغنية واحدة.
- عطروش: الجواب التقليدي هم هكذا يقولوا لكن انا ما اقدرش حيث انه، ان اغني اغنية تتطلب امكانات .. الاغنية التي تمنيت ان اغنيها لوديع الصافي التي انا نهجت نهجها اسمها «الله يرضا عليك يا ابني» لانها تصب في البناء الاجتماعي للحياة وللناس.. وتصب ايضاً في ان الحب تجاوب بين طرفين .. بنت المدينة بدها خدام وإلا عريش نعام ما بتنام.. هذه الاغنية تمنيت ان اغنيها لأنها نفس لوني واغنية من اغنياتي اسمها «ياولدي»، اغنية يا ولدي تصب في البناء الاجتماعي وبناء الجيل.. «لم شلوك يا ولدي كمّل جسد التكامل للجسد قوة بجد، اما روحك خالدة حيَّة ابد ياولد، قبلك جدودك حققوا وحدة بلد، وبنوا حضارة اصلها عدة وعدد حولك ... فعلهم قلعة وسد.. ان خلقكم ربكم فيها قبائل للتعارف.. فاعلموا تاريخكم ليش التململ والمخاوف، وامنحوها حبكم فالحب تقوى للتآلف ياولد .. وفيه اغاني كثيرة في ياولدي في اتجاهات كثيرة..
والاغنية التي تمنيت ان اصوغ لحنها ..لا اريد ان اقول لك هذا الكلام لاني متحفظ به للمبالغة ليس الاّ.
< عبدالحكيم: نريد شيء نخرج به على القراء يقوله عطروش لاول مرة.
- عبدالله الفيصل كتب ثورة الشك «اكاد اشك في نفسي لاني اشك فيك».. هذه الاغنية انا تمنيت ان اكتب في الشك كما كتبها هو - لاني كتبت انا شكيت زاد الشك واعطاك الحقيقة، حكيت زيد احتك بالناس الرقيقة، مظلوم ذي حبك ما خان الوثيقة اعطاك ما يملك .. انفاسه وريقه» .. هذا الكلام مش من اليوم ولا من وحي الساعة هذا شعور عندي من زمان تمنيت ان اكتب كلمات هذه الاغنية او اكتب مثلها.. وعبدالله الفيصل أمير وشاعر فيصل.
بقيت الاغنية التي تمنيت ان الحنها انا ميال للاشياء التي فيها حبكة.. يعني اللحن تسمعه لاول مرة. لكن تريد تعزفه لا تستطيع.
فمن مقدمة بسيطة استطاع عبدالوهاب يعمل حاجة غاية في الروعة.. جملة واحدة عمل منها عمل كبير وجبار هذا اللحن تشابه مع بعض ميولي عندما فعلت «انا تسألني كيف الحال»، مع الفارق في المقام.
< عبدالحكيم: لو طلب منك ان توجه رسالة لفخامة الرئىس فماذا تقول؟
-عطروش: اقول له يا فخامة الرئىس يا من بذر الامل ان يحصد الرجاء يا من زرع الامن لكي نحصد الامان زيد ازرع الحب في ارض خصبة ورطبة من اجل تعرف أنك اغلى معاني المحبة.. يا اخ الرئىس يا مفدى يا حبيب الكل، المبنى الذي بنيته باسم الثقافة وكنت تتوسم فيه خيراً. لا يستطيع ان يؤدي مهمته، الخلل ليس في الوزراء، الخلل في وكلاء إدارة الديوان .. لايمكن ان يخدم الابداع من لا يحبه فالأرض لا تعطي تمراً من سيل الاحقاد.
< الصوفي: كيف علاقتك الفنية والفنانين المعاصرين؟
- عطروش: علاقتي بهم ممتازة جداً .. اروح لهم ازورهم من اجل ان اكون واضحاً معهم .. لكنهم قد ورثوا التقليد المهترئ الذي ليس هم سببه ولا يُلامون عليه.. انما هو تحصيل حاصل لما يعاش.. لكن المبدع الصَّح لن يرضى بهذا الخمول والركود في ظل حرب غير معلنة يشنها عليه أعداء الابداع في إدارة الديوان.
< الصوفي: ابداعاتك وقدراتك ساعدتك على ان تعيش عيشة جيدة.
-عطروش: لا .. انا اعيش حالة .. مافيش داعي اقولها عن نفسي لكن ابحث عن مخارج لها انا مش راضي عن وضعي هذا ولا راضي عن اي شيء، الذي قدامك في الحوش هذا الطوب والزلط، منذ ست سنوات وانا اعمر وانا اتقاضى مرتب زهيد لا يتناسب حتى مع درجتي العلمية مش قادر ارمم البيت ولا راضي اعيش بهذه الخوبة من حولي حفر المجاري مكشوفة وغيرها وغيرها .. البعض يقول انك تتعمد من اجل تثير شفقة الناس.. اريد ان اعيش حياة حرة وكريمة.. فالله اكرم ممن يبخلون على مشاهيرهم بنظرة شفقة.
< عبدالحكيم: بالمناسبة انت خريج القاهرة..
-عطروش: خريج ادب انجليزي جامعة القاهرة.
< الصوفي : من اوفدك الى هناك.
-عطروش: السلطان احمد بن عبدالله الفضلي لا انكر هذا جزاه الله عني خيراً .
< الصوفي : عام كم.
-عطروش: عام 1962م ..
< الصوفي : من اوصلك الى عبدالناصر..؟
-عطروش: أوصلتني جهودي .. قدمت أغنية بصوت العزّاني اغنية «من فوق جبل شمسان انا شايف صبر يضحك لبرج القاهرة» .. وتزامن ذلك مع وجودي ضمن العشرة الاوائل في الثانوية العامة بمصر فقابلت عبدالناصر واهديته الاغنية .
< عبدالحكيم: يقال ان لك علاقات كبيرة بشخصيات عربية وقادة عرب من بينهم الرئىس الليبي معمر القذافي؟
-عطروش: نعم. .
< الصوفي: متى بدأت علاقتك بالقذافي ..
-عطروش: في الستينات وسبب علاقتي بالقذافي «برع يا استعمار» .
< عبدالحكيم : افضل جمهور لعطروش في اي دولة وجده..؟
- عطروش: في الجزائر .. وتحديداً جمهور سيدي فرج في الجزائر جمهور رائع.. يعتمد عليه .. فما أروعه!!
لمن حب الاطلاع على اصل الموضوع (http://www.mayonews.net/ad/showdetails.php?id=6685)