المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعد النهاية المفاجئة لحرب صعدة.. صفحة طويت وثلاث أخرى شائكات تنتظر


حد من الوادي
07-29-2008, 01:31 AM
بعد النهاية المفاجئة لحرب صعدة.. صفحة طويت وثلاث أخرى شائكات تنتظر
الكاتب : شاكر أحمد خالد - الحدث

فتح الاعلان المفاجئ عن إنتهاء حرب صعدة الخامسة العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام التي لاتزال الاجابات عنها من قبيل التكهنات. وبشكل عام استقبل القرار بالترحاب من كافة الاوساط على اعتبار انه لا مصلحة لطرف من الاطراف في استمرار الحرب باستثناء قلة قليلة عادة ما يطلق عليهم ب"تجار الحروب". لكن حالة الدهشة التي تملكت كثيرا من المراقبين جسدها التساؤل التالي: كيف يمكن لمكالمة تلفونية إنهاء حرب صعدة؟ خصوصا وان كافة المؤشرات الاولية كانت لا توحي بعملية الانتهاء المعلن عنها، بل على العكس، كانت صورة التعقيد وتفاقم الخسائر البشرية والمادية للحرب تؤشر الى ان المشكلة دخلت في نفق مظلم. وثمة اعتقاد يسود الكثيرين بأن تجدد الحرب أمر وارد طالما ظلت المشكلة أسيرة الصفقات والتسويات الغامضة.

وتعكس حالة الغموض هذه لتعامل النظام مع الاحداث نفسها على بقية التحديات التي تواجه البلاد. ويتفق مراقبون على ثلاثة ملفات شائكة تواجه النظام بعد صعدة. غير ان هؤلاء لازالوا أسيري الحيرة في كيفية تصور حل هذه الملفات من جانب النظام.

أولى هذه الملفات ما بات يعرف ب"القضية الجنوبية" التي كانت قد شهدت هدوءا ملحوظا منذ حملة الاعتقالات والمداهمات الأخيرة لناشطيها في محافظات الضالع ولحج وعدن. ويبدو ان القضية تستعيد حاليا جزءا كبيرا من حيويتها الناشطة مع تقديم رموز الاعتقال للمحاكمة. ومن شأن هذه المحاكمات التي بدأت السلطة في تحريكها إثارة رد فعل مقابل في الميدان. وهو ما بدأ فعليا عبر تنظيم عدة فعاليات احتجاجية ضد جلسات المحاكمة. وكغيره من الملفات، تتداخل فيه العوامل المحلية والاقليمية والدولية مما يعني ان طريقة المعالجة مرهونة بتعقيد أكثر وقابلة للحساب على اكثر من طرف.

ومع أن هناك من يرى بأن هدوء الحراك الجنوبي مؤخرا ناتج عن حملة الاعتقالات والمحاكمات التي يرى انها يمكن أن تشكل رادعا للاستمرار، إلا أن هناك في المقابل مخاوف يبديها البعض من أن تؤدي مثل هذه المحاكمات إلى تصليب المواقف والوصول إلى نتائج عكسية.

نشاط القاعدة

يمثل تهديد القاعدة ثاني هذه التحديات خصوصا اذا ظل متروكا لتضارب المصالح بين طرفين ( اليمن وامريكا). ويصنف الباحث محمد الغابري، التعامل مع القاعدة الى ثلاثة مستويات الأول، تلتقي فيه مصالح السلطة مع المصالح الأمريكية وفي هذا المستوى يتم التعامل معها بجدية من أبرزها الملاحقة والاعتقال ومحاكمة المتهمين بعمليات تفجيرية. والثاني، تتعارض فيه مصالح السلطة مع المصالح الأمريكية وفيها يقع تلكؤ من قبل السلطة وهي تحاول تحييد القاعدة حتى لا يستهدف القاعديون السلطة ذاتها ومواقع ومقار وعناصر تتبعها. أما الثالث، ففيه تحاول السلطة اختلاق قضايا وتوظف الجاهزية الأمريكية الحساسة تجاه القاعدة وعمليات ما يوصف بالإرهاب مثل اعتقال أشخاص واستدراجهم أو تصنيفهم في قوائم الداعمين لما يوصف بالإرهاب.

أغلب الظن ان التعامل مع القاعدة في الآونة الاخيرة ظل عند المستوى الاول والثاني، وقد شهدت العلاقات اليمنية الامريكية توترا واضحا عكسته التقارير والتصريحات القادمة من واشنطن ضد ما اعتبرته تساهل الحكومة اليمنية في الحرب على الارهاب. وفي المقابل لاحظ مراقبون، مواجهة الحكومة اليمنية ضد واشنطن بعدة كروت ابرزها الظهور المثير للجدل لاثنين من اهم المطلوبين للادارة الامريكية بتهمة الارهاب وهما جمال البدوي وجابر البنا.

وفي غضون ذلك، نشطت القاعدة مؤخرا بشكل كبير عبر تنفيذ عدة عمليات متفرقة. وفيما ترجع تصريحات قيادية في القاعدة هذه العمليات نتيجة التشديد على عناصرها في السجون اليمنية. أشار مراقبون الى ظهور جيل آخر من القاعدة غير معني بموضوع التسويات مع السلطة. وتأسيسا على ما سبق، يرى هؤلاء بأن تهديد القاعدة عموما لايزال من أهم التحديات التي تواجه السلطة في الوقت الحالي.

وخلافا للتداخلات الاقليمية والدولية في الملفين السابقين، تعد أزمة الاستحقاق الانتخابي القادم بين المؤتمر الشعبي العام واحزاب المعارضة ملفا يمنيا خالصا. غير ان المسألة ليست بهذه البساطة، فموضوع تشكيل اللجنة العليا للانتخابات والتي تعتبر حجر الزاوية في الاستحقاق الانتخابي القادم لا يمثل سوى جزء يسير من أزمة ثقة متباعدة بين الحزب الحاكم والمعارضة. وهناك تعديلات دستورية في الطريق الى البرلمان. يضاف الى ذلك ان المعارضة بدلا من ان تشكل أداة ضغط كبرى على النظام لدفعه نحو الاستجابة لبرامج الاصلاح واقعة هي الاخرى تحت ضغط قواعدها وانصارها المطالبين بتواجد معارضة قوية تناسب المرحلة، وحتى لاتترك الساحة السياسية للفراغ ولأصحاب المشاريع الصغيرة.

وكما يمكن للمعارضة ان تشكل أداة ضغط على السلطة في كل الملفات. غير ان الاتجاه جنوبا يبدو في نظر الكثيرين مغريا وقابلا للنجاح الكبير خصوصا بعد عودة المؤتمر الى اللجوء لتحالفاته القديمة مع أحزاب صغيرة يقول انه سيواجه بها ما وصفه بالتحديات وبناء اليمن الجديد.