المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بناء الاوطان ومعاول الهدم


سالم الناخبي
09-18-2008, 09:18 PM
بناء الاوطان!





بناء الاوطان لا يتم باثارة الفوضى والبغضاء وتأجيج الاحقاد والضغائن بين ابناء المجتمع الواحد.. بناء الاوطان يتم بتعميق روح المحبة ونشر التآخي واشاعة التسامح والاحتكام لمبدأ الحوار والعمل على ترسيخ الوحدة
الوطنية بين ابناء اليمن، ليعملوا معاً على تجاوز الصعوبات ومواجهة التحديات والمضي نحو كل ما يؤدي الى خير وتقدم وازدهار شعبنا ورقيه. وهذا بكل تأكيد يحتاج الى وعي يستوعب مجمل معطيات التحولات الداخلية والخارجية.. الاقليمية والدولية برؤية تستلهم المصلحة الوطنية المعني بها كافة المواطنين والقوى السياسية والحزبية والنخب الثقافية والفكرية ومنظمات المجتمع المدني، الذين عليهم أن يدركوا أننا جميعاً نبحر على سفينة واحدة، ووصولها الى بر الأمان وشواطئ المستقبل الآمنة يحتاج الى تكاتف الجميع من موقع الادراك. أن عليهم الاضطلاع بمسؤولياتهم من مواقعهم سواءً كانوا في السلطة او المعارضة ذلك أن الجميع شركاء في هذا الوطن، والاعتقاد بأن الحاق الأذى والضرر سيمس البعض وسيصب في مصلحة البعض، تمثل هذا الاعتقاد محض وهم في اذهان من يقدمون حساباتهم الصغيرة على حساب الخيارات الاستراتيجية الكبرى التي لا تتحقق إلا بالأمن والاستقرار الراسخ المؤسس على استشعار المسؤوليات التي ينبغي على كل طرف الايفاء بها، والتعاطي مع القضايا والمشاكل والهموم الوطنية بنظرة واسعة وبعيدة تستشرف ما وراء المظاهر السياسية الخادعة لفهم ان أية ممارسة تدفع نحو زعزعة السكنية العامة وتهديد السلم الاجتماعي سيكون أول ضحاياها أصحابها.. لذا نقول لاولئك الذين يسعون الى إثارة الفوضى وإعادة شعبنا الى ماض لم يعد له من وجود الاَّ في تفكيرهم السياسي المنشد الى زمن ولىًّ وأفل عبر العودة الى مؤتمرات خمر وحرض وعمران والجند في فترة تاريخية لم يعد هناك صلة لها بواقع اليوم بعد المتغيرات والتحولات التي شهدها الوطن، فلكل مرحلة معطياتها وظروفها، والوضع الذي كنا عليه في ستينيات القرن الماضي لا يمكن أن يتكرر ونحن على مشارف انهاء العقد الاول من القرن الحادي والعشرين.. فنحن اليوم نعيش في ظل راية الوحدة والديمقراطية والشرعية الدستورية التي لها مؤسساتها وتحكم الجميع، وأي عمل سياسي خارج إطارها غير مشروع ومن يقوم به يسعى الى الفوضى واشعال حرائق الفتن التي سيكون اول من يكتوى بنارها.. أما من يهمه هذا الوطن ويرى في نفسه الأقدر على تجسيد مصالح ابنائه فإن الديمقراطية بما تعنيه من تداول سلمي للسلطة كفيلة بتحقيق ذلك عبر انتخابات تنافسية شفافة حرة ونزيهة، وصناديق الاقتراع هي من ستعطيه التفويض من الشعب لتمثيل مصالحه، فلا يستبدل الحقائق التي نعيشها في يمن الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الرأي والتعبير والتداول السلمي للسلطة بأوهام وادعاءات باطلة لاوجود لها إلاّ في خطابهم الاعلامي الذي رشادهم يتطلب ترشيد هذا الخطاب ليعود الى مساره الوطني الصحيح، وليتمثل استحقاقات المتطلبات والتطلعات لشعبنا، ويعمل على الاسهام في تحقيقها.
ومنه سيستمدون حضورهم الديمقراطي.. في الساحة السياسية الوطنية التي ستجعل منهم وسائل بناء وليس معاول هدم وفي هذا تتجسد وظيفة المعارضة الحقيقية التي تحتاج الى مغادرة أقبية التفكير السياسي المستمد من عجز الفهم ليدفع بالعقل الى النظر الى الأمام بدلاً عن الالتفات الى الخلف والتفكير بمنطق الحاضر والمستقبل!!