صالح عسكول
11-10-2008, 08:18 AM
المهندس/ علي الحيقي التاريخ: 8/11/2008
في الوقت الذي بدأت فيه آثار كارثة الأمطار التي هطلت في الأيام القليلة الماضية على محافظتي حضرموت والمهرة تظهر للعيان ومع تزايد الأضرار في المباني الطينية والتجمعات السكنية في أماكن مختلفة على إمتداد وادي حضرموت بدأت بعض الأصوات التي تنادي بإعادة النظر في طريقة البناء بالطين وتغليب البناء الخراساني عليه ترتفع بشكل قد يؤدي في النهاية إلى تغيير النمط المعماري والإنشائي الممتد لمئات السنين في الوادي وبعيداً عن تأثير الصدمة التي سببتها الكارثة لدى البعض وحتى لا يتم تبني حلول قد تتسبب في كارثة مزمنة في الوادي عند تبنيها فإننا نضع بعض الحقائق والحلول المقترحة هنا لتكون موضوع مناقشة للمختصين للخروج بأفضل الحلول وفي البداية يجب الاتفاق على الحقائق التالية والمتعلقة بالخصائص المعمارية للوادي.
أولاً إن النمط المعماري الحالي للوادي هو نتاج خبرات عملية طويلة تجاوزت مئات السنين أوجدت حلولاً سكنية أثبتت جدارتها وتبناها الناس كتقنيات حياتية.
ثانياً إن ما هطل في الأيام الأخيرة من أمطار على هذه المباني لم يكن الحدث الوحيد خلال مئات السنين الماضية ولن يكون أيضاً الأخير بل حدث مثل ذلك مراراً وتختلف آثاره باختلاف الظروف التي أحاطت به وبالعودة بالذاكرة إلى القرن الماضي وبالذات في عام 1982م فقد وجدت ظروف مشابهة لما حدث اليوم وتضررت بعض المنازل ولكن صمود مدينة شبام للخمسمائة سنة الماضية هو دليل على جودة تقنيات البناء الطيني.
ثالثاً إن خصائص الطقس في وادي حضرموت من حرارة شديدة في الصيف وبرودة عالية في الشتاء إلى جانب الفرق في درجات الحرارة اليومية بين الصباح والمساء كل ذلك يطلب التحكم فيها حتى يصبح المنزل قابلاً للسكن البشري وهذا يتطلب توافر الطاقة الكهربائية غير أن البناء الطيني كما أثبت علمياً ونادت به الدراسات العلمية هو الحل الأمثل لهذه المعضلة.
رابعاً بنظرة سريعة على التجمعات السكنية القديمة على امتداد أودية حضرموت المتعددة يلاحظ تمركزها بعيداً عن مجاري السيول أو الأماكن المتوقع وصول مياه السيول إليها والتي تراكمت بسكان هذه المناطق مع السنين وقد أظهرت الكارثة الأخيرة خطورة الاستهانة بمجاري السيول والنصائح التي يقدمها الشيوخ حول ذلك.
في ضوء ما تم ذكره نضع هنا بعض الحلول التي نرى أنها سوف تساعد في عملية إعادة الإعمار للمناطق المتضررة متمنين من جميع المختصين المساهمة في إثرائها أو تصويبها إن كانت خاطئة وأهمها هي :
1 - تخطيط التجمعات السكنية الجديدة بعيداً عن مجاري السيول وارتداداتها كما يجب الاهتمام بوسائل تصريف مياه السيول في حالة وصولها إلى هذه التجمعات وإعداد قنوات وسواق تراعى الخبرات المحلية المتعارف عليها في هذا الشأن وذلك لإبعاد هذه السيول قدر الإمكان عن التجمعات السكنية .
2 - إدخال بعض التحسينات على طريقة البناء التقليدي بالطين مثل:
ا- بناء الأساسات بالحجارة إلى ارتفاع معين لمنع المياه المتدفقة من إذابة الجزء السفلي من المبنى.
ب- إدخال بعض العناصر الخرسانية المسلحة في المبنى مثل الأعمدة والجسور لزيادة متانة المبنى.
ج- الاهتمام بالعزل المائي للسطوح وذلك بإدخال وسائل العزل الحديثة مثل البلاط أو اللفائف البلاستيكية .
د- تحسين نوعية الطوب الطيني و إدخال التقنية الحديثة في إنتاجه.
وفي الختام تجب الإشارة إلى أن تطور تقنية البناء الطيني هو نتاج تطور طبيعي أستغرق مئات السنين وصهرت فيه عصارة خبرات آلاف البشر في حين أن فرض نموذج البناء الخرساني في الوادي سيحدث ثورة ستهز نظام بناء مستقر كما أنه لا يمكن التنبؤ بمساره أو نتائجه هل ستكون نحو الأفضل أم الأسوأ لذلك اعتقد أن علينا التفكير ملياً قبل إحداث مثل هذا الانقلاب إذا جاز التعبير .
في الوقت الذي بدأت فيه آثار كارثة الأمطار التي هطلت في الأيام القليلة الماضية على محافظتي حضرموت والمهرة تظهر للعيان ومع تزايد الأضرار في المباني الطينية والتجمعات السكنية في أماكن مختلفة على إمتداد وادي حضرموت بدأت بعض الأصوات التي تنادي بإعادة النظر في طريقة البناء بالطين وتغليب البناء الخراساني عليه ترتفع بشكل قد يؤدي في النهاية إلى تغيير النمط المعماري والإنشائي الممتد لمئات السنين في الوادي وبعيداً عن تأثير الصدمة التي سببتها الكارثة لدى البعض وحتى لا يتم تبني حلول قد تتسبب في كارثة مزمنة في الوادي عند تبنيها فإننا نضع بعض الحقائق والحلول المقترحة هنا لتكون موضوع مناقشة للمختصين للخروج بأفضل الحلول وفي البداية يجب الاتفاق على الحقائق التالية والمتعلقة بالخصائص المعمارية للوادي.
أولاً إن النمط المعماري الحالي للوادي هو نتاج خبرات عملية طويلة تجاوزت مئات السنين أوجدت حلولاً سكنية أثبتت جدارتها وتبناها الناس كتقنيات حياتية.
ثانياً إن ما هطل في الأيام الأخيرة من أمطار على هذه المباني لم يكن الحدث الوحيد خلال مئات السنين الماضية ولن يكون أيضاً الأخير بل حدث مثل ذلك مراراً وتختلف آثاره باختلاف الظروف التي أحاطت به وبالعودة بالذاكرة إلى القرن الماضي وبالذات في عام 1982م فقد وجدت ظروف مشابهة لما حدث اليوم وتضررت بعض المنازل ولكن صمود مدينة شبام للخمسمائة سنة الماضية هو دليل على جودة تقنيات البناء الطيني.
ثالثاً إن خصائص الطقس في وادي حضرموت من حرارة شديدة في الصيف وبرودة عالية في الشتاء إلى جانب الفرق في درجات الحرارة اليومية بين الصباح والمساء كل ذلك يطلب التحكم فيها حتى يصبح المنزل قابلاً للسكن البشري وهذا يتطلب توافر الطاقة الكهربائية غير أن البناء الطيني كما أثبت علمياً ونادت به الدراسات العلمية هو الحل الأمثل لهذه المعضلة.
رابعاً بنظرة سريعة على التجمعات السكنية القديمة على امتداد أودية حضرموت المتعددة يلاحظ تمركزها بعيداً عن مجاري السيول أو الأماكن المتوقع وصول مياه السيول إليها والتي تراكمت بسكان هذه المناطق مع السنين وقد أظهرت الكارثة الأخيرة خطورة الاستهانة بمجاري السيول والنصائح التي يقدمها الشيوخ حول ذلك.
في ضوء ما تم ذكره نضع هنا بعض الحلول التي نرى أنها سوف تساعد في عملية إعادة الإعمار للمناطق المتضررة متمنين من جميع المختصين المساهمة في إثرائها أو تصويبها إن كانت خاطئة وأهمها هي :
1 - تخطيط التجمعات السكنية الجديدة بعيداً عن مجاري السيول وارتداداتها كما يجب الاهتمام بوسائل تصريف مياه السيول في حالة وصولها إلى هذه التجمعات وإعداد قنوات وسواق تراعى الخبرات المحلية المتعارف عليها في هذا الشأن وذلك لإبعاد هذه السيول قدر الإمكان عن التجمعات السكنية .
2 - إدخال بعض التحسينات على طريقة البناء التقليدي بالطين مثل:
ا- بناء الأساسات بالحجارة إلى ارتفاع معين لمنع المياه المتدفقة من إذابة الجزء السفلي من المبنى.
ب- إدخال بعض العناصر الخرسانية المسلحة في المبنى مثل الأعمدة والجسور لزيادة متانة المبنى.
ج- الاهتمام بالعزل المائي للسطوح وذلك بإدخال وسائل العزل الحديثة مثل البلاط أو اللفائف البلاستيكية .
د- تحسين نوعية الطوب الطيني و إدخال التقنية الحديثة في إنتاجه.
وفي الختام تجب الإشارة إلى أن تطور تقنية البناء الطيني هو نتاج تطور طبيعي أستغرق مئات السنين وصهرت فيه عصارة خبرات آلاف البشر في حين أن فرض نموذج البناء الخرساني في الوادي سيحدث ثورة ستهز نظام بناء مستقر كما أنه لا يمكن التنبؤ بمساره أو نتائجه هل ستكون نحو الأفضل أم الأسوأ لذلك اعتقد أن علينا التفكير ملياً قبل إحداث مثل هذا الانقلاب إذا جاز التعبير .