المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ان قمت دقك الغار وان قعد ت اكلتك الفئران البشرية المتوحشة


حد من الوادي
11-17-2008, 02:09 PM
زلة قلم

عبدالقوي الأشول:http://www.al-ayyam.info/IssuesFiles/0ee06833-0b23-44d7-9e27-ef94f8c4b0e4/Ashoall.jpg«دائما تكون فكرة التنوع في الوطن معادية لوحدة الوطن.. ولكن هذا التنوع غنى ثقافي وحضاري للأوطان، إذا حسنت إدارة التناقضات فيه» (هيكل).

أما حين تختفي الأقلام وتنكفئ عن الكتابة- لا لأنها لم تجد ما يستحق أو يستدعي التعبير عنه، ولكن لأن أحدا لايؤمن بإسهاماتها ولايعدها جزءا رئيسيا من النسيج الثقافي الاجتماعي الحضاري- فإن مثل هذه الإشكالية القديمة الجديدة تعد معيارا رئيسيا للقياس، إذا ما أردنا معرفة خصائص النظام السياسي لأي مجتمع.

فحين تبدو الكتابة جدا صعبة أو متعذرة، مهما كانت عبقرية الكاتب- وفق رؤية روائي عراقي- باعتبارها غير قادرة على استيعاب ما يجرى لكون ما يجري فوق التصور وأكبر من الكتابة.. حينئذ تكون أحوال المجتمع غير طبيعية.

والثابت أن ليس بمقدار أي كاتب خلق مساحات عالمه وبعث درجات تفاؤله كي يغدو مشحونا بالرغبة للكتابة والتواصل مع قارئه.. أدباؤنا كتابنا صحفيونا هم ليسو أقل شأنا إبداعيا عن سواهم.

إلا أن فعل الكتابة يغدو متعذرا لا بحكم فرط إحساس وشفافية هذا الوسط الإبداعي فحسب، ولكن لحالة اليقين المسبق بهوة العلاقة بين الكاتب والسلطة أو السلطات عبر حقب التاريخ تبين بجلاء مسالك هذا الطريق الوعر والشائك، ناهيك عن درجة القسوة التي كوفئ بها هؤلاء وأولئك.

ولأن كلنا عبدالحميد، حسب ذلك الموقف التاريخي المرتبط بـ (عبدالحميد الكاتب) وهو أديب أموي كان يتولى ديوان الخليفة مروان بن محمد.. إلا أن الثوار العباسيين عدوه أحد أبرز المطلوبين، الأمر الذي دفعه للاختفاء عند صديقه الأديب عبدالله ابن المقفع، وحين صاح قائد كتيبة الجند التي أُمرت بالبحث عنه قائلا من منكما عبدالحميد أجاب عبدالحميد وابن المقفع في آن واحد «أنا عبدالحميد»، الحال الذي جعل الجندي المكلف بالقبض على الكاتب يشعر بالدهشة، عندها تقدم عبدالحميد بثبات ليقول مهلا إن لكل منا علاماته ومميزاته.. وهكذا قابل الموت بثبات، لا لشيء، ولكن بسبب موقفه من الأمويين.

فكم تبدو معاناة هذا الوسط متماثلة في مختلف الأزمنة، رغم كون حقائق التاريخ ومعطياته تشير إلى ازدهار الحياة الثقافية الحضارية الاقتصادية الاجتماعية في ظل سلطات حكم تؤمن بالعطاء والتنوع.

فهل تشكل مقدرة السلطات على جعل الأقلام تنكفئ وتتوارى عطاءات البشر المتنوعه انتصارا؟. وأي ضرورة تستدعي إلزام مثل هؤلاء بتعهد خطي يقضي بعدم ممارسة حق الكتابة.. وهل يمثل نمط السلطة المطلقة والحرية المقيدة اتجاها يعول عليه في البناء الحضاري؟.

إنها فكرة، إنها رأي، فإذا لم تكن كذلك فهي زلة قلم، وهي ليست أبلغ وأنكأ من زلة اللسان والفعل، بلى هي ليست ظلما وعدوانا.. كلا بل إن العدمية هي أمضى تعبير عن حالة التصحر التي نعيشها، والأحوال الطبيعية لحياة الإنسان أن يكون غير محاط بالمحاذير ومقيد بالممنوعات.

حد من الوادي
11-17-2008, 03:16 PM
عين الشمس ..... والمنخل

كتب المهندس \ محفوظ سالم باعظيم
17 /11/2008

http://www.hadramouttoday.net/images/sayon/mhfoth%20paathem.jpg

الكوارث التي تحدث في حياة الأمم , والنكبات التي تصيبها هي فرص لها لكي تعيد حساباتها وتصلح العلاقة بينها وبين ربها وتغير نهجها وتستدرك ما فاتها .... هكذا يعلمنا القرآن وهكذا تحدثنا آياته عن الأمم السابقة في أكثرمن سورة في أكثر من موضع.



اذن هذه الأمور من أساسيات ديننا , ومما هو معلوم من عقائدئنا بداهة ..لاشك في ذلك ولاجدال ولكن مصيبتنا في هذه الأمة بصنف من المتفلسفين الذي لايكتفون بجهل حقائق دينهم وبديهياته وانما يتهمون بالجهل والتخلف كل من يتحدث بذلك فاذا ماطلبت من الناس أن يتفكروا في هذه الكوارث ويستخلصوا منها العبر والدروس قهقه البعض في وجهك قائلاً :ماعلاقة ذلك بالدين ..

إنها مسألة مناخية محضة وراحوا يشنعون على هؤلاء الاسلاميين الذين وعضوا قومهم وطلبوا منهم الاتعاض وأخذ العبرة والرجوع الى الله .... والأغرب من ذلك أن الاسلاميين عندما تصدروا لخدمة الناس وقاموا بواجبهم في التخفيف عن إخوانهم في الدين والوطن وشمروا عن سواعدهم في الخير مما كان له الفضل في التخفيف عن اخوانهم من وقع المصيبة كان لهم جزاء غريب ..

أتدرون ماذا كان جزاؤهم ؟ لقد وقف البعض يشكك في دوافعهم لعمل الخير , واعتبروا أن عملهم هذا (إنتهازية) , ومحاوله للكسب الحزبي الضيق والرخيص ... واستغلال لمعاناة الناس ..

تصوروا ...فماذا يفعل هؤلاء الاسلاميون بعد ذلك ؟! ان نصحوا قومهم بترك الذنوب والاعتبار لئلا يحل عليهم غضب الله كانوا متخلفين ... واصحاب عقول ناقصة واميين ، رغم ان مؤهلاتهم بأنهم أرفع الناس تعليماً وتأهيلاً ... وان هبوا لنجدة مواطنيهم ودعوتهم قالوا لهم : انتم تستغلون مصائب الناس وتستثمرونها من اجل مكاسب ضيقة ... رغم ان الجميع شهد لهم بانهم كانوا الافضل أداءً في التخفيف من آثار الكارثة وانهم سبقوا الدولة بامكانياتها ووزاراتها وجيوشها الجرارة من الموظفين .

وعليه فانه لاشك انه من الصعب إرضاء الحكومة وأمثال هؤلاء المتفلسفين ولكن لحسن الحظ ان الشعوب والامم هي التي تقرر صلاحية القوى والجماعات وليست الحكومات!!
ولكن البعض يريد كما يقول المثل الشعبي : (ان يغطي عين الشمس بمنخل) ولكن هيهات .... هيهات .