المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزمة الوطن: بين تداعيات استقالة هلال وقصيدة القصيبي


حد من الوادي
11-18-2008, 05:26 PM
أزمة الوطن: بين تداعيات استقالة هلال وقصيدة القصيبي

د.هشام محسن السقاف:

http://www.al-ayyam.info/IssuesFiles/2985a4ab-93c3-4d38-9c68-a1ddfc0e204b/Hasham.jpg

ثمة ما يقلق حقا، ولسنا في أحسن أحوالنا كما يقولون؛ حتى لا نكون مثل الذي غطى وجه الشمس بغربال ليمنع الضوء، فبناء الدول - ونحن قد تأخرنا في ذلك أكثر من غيرنا - لا يعتمد على الأدوات التي تعرقل مشروعنا الوطني المدني الحضاري لتعتاش من معاناة شعب ووطن بشرعية القوة والنفوذ المكتسب، فنتوه، وتصبح الدفة بيد أخرى، يد تبني لنفسها مشروعها الخاص، مشروعا يبدأ من الذات وينتهي بها، وقد صدق تقرير باصرة- هلال حينما شخّص الحالة اليمنية بتحديد الخيار بين التضحية بخمسة عشر فاسدا، ناهبا للأرض والمال العام، أو التضحية بشعب هذا البلد السعيد (ببؤسه) كما يصوره إعلام بائس.

إن المأساة في شقها الآخر كوميديا دامعة، وقد صدق أحدهم في غضبة مضرية كما يقولون نفثها لزميل له وهو يهاتفه من سلطنة عمان التي ذهب إليها ضمن وفد:«إذا كان ما رأيناه إنجازات، فماذا نسمي ما يدعيه إعلامنا إنجازات ومكاسب». والواقع أن هناك تجارب كثيرة اكتسبت نجاحها الباهر في البناء والتنمية الحقيقية -غير عمان الشقيقة- بإمكانات هي أقل مما هو في اليمن السعيد، لكن الأمر ارتبط دائما بإرادة سياسية وإدارة عصرية تقودها الكفاءة والخبرة.

لقد كان هناك دائما فسحة من الأمل في صدور الكثيرين ممن يتوقون إلى دولة تتخطى مرحلة اللا دولة، ومن دون البكاء على اللبن المسكوب، وقد ضاعت فرص حقيقية للبدء فيها، كان أهمها لحظة الوحدة التاريخية، فكان الرهان في ظل تعقيدات يمنية معروفة سياسية واجتماعية على الشرعية الديمقراطية مدخلا لإحداثية بينوية نحو الدولة العصرية، بفك الرباط غير المقدس بين المؤثرات المعيقة من حرس قديم وسواهم وآلية الحكم أو السلطة (حتى) دونا عن الحاجة لثورة ثقافية تشبه الثورة الثقافية في الصين في بلد لا يحمل مثلها، وإنما عن طريق الردع القانوني الصارم، وإعادة الاعتبار للأمة وتاريخها ونضالاتها وتضحياتها بعد عقود من الصبر والانتظار، والانتصار لها في الحياة الكريمة والمساواة والعدالة الاجتماعية ووضعها على الطريق السلمي للالتحاق بركب الدول المتطورة. وكنت ممن كتب في هذا الاتجاه، مناديا ومحفزا أن يكون القدح المعلى في صياغة القرار لصالح الاتجاه الوطني العام.. الوطن بملايين العشرين. وكان هاجسي يذهب في اتجاه أن لحظة الفعل الحقيقي للتغيير مهما تباطأت، فإنها مواتية عندما تزامن الاستحقاق الديمقراطي في 2006 بالذهاب خطوة في التعبير عن الذات بالاختيار الحر، وكانت الأنظار تتجه نحو تنفيذ الوعود الانتخابية والبرامج البراقة قبل أن تمر الشهور وتؤدي الخيبة إلى ظهور التململ الشعبي الغاضب في غير مكان من الوطن الحبيب، بارزا هذه المرة في محافظات الجنوب والشرق.

وعندما كانت الأرض تمور، تبرز الرؤى ويتبارى المخلصون في فريق السلطة ممن يصلون الليل بالنهار لتشخيص الحالة والإتيان بالعلاج الناجع، في وقت تكشر فيه قوى الرفض والتأزيم (في السلطة أيضا) عن أنيابها، وتصب الزيت على النار، وتسعى للكيد والدس والتشهير ما أوتيت إلى ذلك سبيلا، لتنحي هؤلاء عن طريق إنقاذ الوطن، الذي يبدو -كلما استطاع فريق العيش عن طريق التأزيم تحقيق أغراضه- على حافة الهاوية.

لقد جاءت استقالة الأستاذ عبدالقادر علي هلال من منصبه كوزير للإدارة المحلية لتصب في اتجاه تدعيم الرأي السابق؛ قوى وطنية تريد الوصول بالوطن إلى الحالة الآمنة والسلم الاجتماعي والإدارة العصرية، وثانية من الحرس القديم والفاسدين الذين طاب لهم المقام على أطلال الوطن المتعب، وقد جاء في خطاب الاستقالة الموجه إلى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح:«وحتى يسعد أولئك المنافقون الذين ظلوا يدفعوني ثمن ثقتكم الغالية في كل موقف وفي كل لجنة كنت أعمل فيها وأجتهد بأسلوب كي أصل إلى النتيجة الوطنية التي ترضي الله ثم ترضيكم..».

إنها خيبة أمل تكاد تلمسها في وجوه الكثيرين الذين صعقوا من خبر استقالة أحد الرجال الشرفاء في فريق العمل الحكومي، رجل دولة يتفانى في خدمة وطنه وتنفيذ توجيهات القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، ويحظى باحترام الآخرين حتى أولئك الذين يختلفون معه في الرؤى والتوجهات السياسية والفكرية. ولأننا في وقت عصيب تمر به البلاد، فقد كان المأمول أن تتعزز مواقع وصف الكوادر الوطنية الكفؤة والقادرة على إيجاد الحلول للقضايا الصعبة والمعقدة بدلا من أن تترك الساحة نهبا للفريق الآخر.

نشرت الزميلة «الوسط» قصيدة للأستاذ الشاعر والدبلوماسي السعودي المعروف غازي القصيبي، لعلها من قصائده التي نظمها قبل مدة من الآن، لكن بها تعبيرات وإيماءات تنطق بالصدق وتعبر عن حالنا.. يقول القصيبي في قصيدته كما تسلمتها في رسالة عبر الموبايل من زميل عزيز:

ألوم نفسي

ألوم صنعاء يا بلقيس.. أم عدنا

أو أمة ضيعت في أمسها يزنا

ألوم صنعاء.. لو صنعاء تسمعني

وساكني عدنٍ.. لو أرهفتْ أذنا

وأمة عجباً.. ميلادها يمن

كم قطعت يمناً.. كم مزقت يمنا

ألوم نفسي.. يا بلقيس.. كنت فتىً

بفتنة الوحدة الحسناء.. مفتتنا

بنيت صرحاً من الأوهام أسكنه

فكان قبراً نتاج الوهم، لا سكنا

وصغت من وهج الأحلام لي مدناً

واليوم لا وهجاً أرجو.. ولا مدنا

ألوم نفسي.. يا بلقيس.. أحسبني

كنت الذي باغت الحسناء.. كنتُ أنا

بلقيس.. يقتتل الأقيال فانتدبي

إليهم الهدهد الوافي بما ائتمنا

قولي لهم: أنتم في ناظري قذى

وأنتم خنجر في أضلعي.. وضنا

قولي لهم يا رجالاً ضيعوا وطناً

أواه لأحدٍ يستنقذ الوطنا



جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الأيام للصحافة و النشرDesigned & Hosted By MakeSolution.com

حد من الوادي
11-19-2008, 12:22 AM
أجهزة مشغولة عن الحرب والسلام بملاحقة بنت الصحن

18/11/2008محمد عبد السلام، نيوزيمن:لم اتوقع ان يكون الوزير عبدالقادر هلال بتلك العقلية والاتزان والثقه الا بعد مطالعتي لنص استقالته التي رايت فيه مظلوما شامخا بعزة وكرامة وعرفت فعلا ان الرجال الاوفياء البعيدين عن التملق والمصالح لا يمكن ان يستمروا في وضع حكومة اصبحت تشك في نفسها ورجالاتها.

قبل الحديث عن الوزير هلال وما حققه من نجاحات على مدى تنقله في مختلف المهام التي اوكلت اليه يجب ان ننظر الى "سذاجة" التهمه ومصدقها رغم إنها غير منطقية اطلاقا ففي نص استقالته ذكر (بنت الصحن) ومن يقول بانه قدمها لعبدالملك الحوثي وهنا يصح ان تكون تلك العبارة الهابطه في مقايل القات وهزليات الحديث،، لا حديث مسؤل استخباراتي وتصديق رئيس الدوله وفي الاخير يستقيل رجل شامخ ومخلص بسبب هذه الترهه المضحك’

من المنطق اولا لا يمكن ان تصدق تلك السخافة فبين صنعاء والحوثي 8ساعات متتالية اذا قلنا بانه اعدها وسافر مباشرة الى صعده ومن ثم هل عبدالملك الحوثي وجماعته لا يستطيعون ان يصنعوا لقائدهم اكلة (بنت الصحن) حتى يحاول الوزير هلال ان يرسلها له كونها تحفة واكلة نادره يفرح بها الحوثي وتنال اعجابه، وهل هلال بهذا المستوى المتدني ليصنع بنت الصحن في صنعاء ويوصلها الى الحوثي وهل وصلت المجاملات بين الطرفين الى هذا الحد. كما إن الحوثي كما يردد لا يقبل أي هديه خاصة الاكل لدواعي امنيه كما يقولون خاصة اذا كانت من رجل في النظام فهواجس امنية تستدعي حسا امينا اكثر من ان تكون سحرا او ما شابه ذلك.

لقد وصل النظام والقائمين فيه الى حالة متدنية من الثقه بالنفس والرزانة والمسؤولية.
ولو افترضنا وقفزنا على كل الاحتمالات وكان الخبر صحيح وقدم هلال بنت الصحن هديه للحوثي فما الدعم في ذلك وهل بنت الصحن سلاح او مال او مبايعه يستفيد الحوثي منها.
استقالة هلال تكشف سرا من أسرار فشل السلطه واستخباراتها، فهي التي لم تستطع ان تلحق بالحوثيين أذى لا من جوانب استخباراتية ولا عسكرية، تستطيع ان تتحدث عن وصول بنت الصحن للحوثي.

ان السلطه وبالاخص العسكريين والمستفيدين من استمرارية حرب صعده كشفوا فعلا نفوذهم في الضغط على النظام لتقويض أي عملية سلمية في صعده ومادامت السلطه تتخوف من الحوثي الى هذا المستوى فإن الهدنة لن تكون إلا إلى بعد الانتخابات فقط.

ان السلطه هي من ارسلت هلال الى صعده واختارته وليس الحوثي ولا فائده لهلال في تعامله مع الحوثي على الاطلاق وفي كل مره السلطه ترسل مبعوثين ووسطاء وفي الاخير تعود لاتهامهم بالتعاون مع الحوثي كما حصل مع المحافظ السابق لصعده يحي الشامي وغيرهم كثير.

ان هلال وزير ناجح ذو مصداقية عالية وفعلا خسرت السلطه رجلا عظيما، واعتقد ان المخلصين الذين ما زالوا في النظام سيخرجون منه عما قريب وسواء بتهمة الحوثية او بتهمة الاخوانية او حتى بتهمة بنت الصحن.

انني اناشد زملائه في العمل وكل من يعرفه ان يقف وقفة جاده مع هلال حتى يعاد له اعتباره وإن كان يحظى بمحبة ملايين من الشعب وهي ابقى له وانفع من ثقة زعيم دوله يصدق مثل هذه المعلومات.

[email protected]

-----------------------------------------------------------------------------

استهدفت العماد وأطاحت بالشامي وكادت بالآنسي.. مخابرات حول الرئيس

18/11/2008أحمد أمين المساوى، نيوزيمن:الواقع إن استقالة الأستاذ عبدالقادر هلال فرمان قوي بوجه جهاز أستخبارتي قال عنه عبدالله البردوني: قلت يوما أحب شعر المعري بلغو بي أن المعري عشيقي.
ولقد عرف عنه إنه جهاز أمني عبث عبر التاريخ الجمهوري بأداء المؤسسات الوطنية ومشاريع الأمة.

ولا أظن من يعرف هلال سيحمل الأمر بطابع شخصي بين الرئيس وهلال فكلاهما يعرفان بعض جيدا، وأذكر من مواقفه أثناء إدارته لمحافظتي؛ إب إنه كان حنكا يعرف كيف يحدد مقام الدولة ويحفظ حق رئيس الجمهورية من الإنتقاص والتطاول.
وللإنصاف في العدين لم يعرف المواطن الدولة إلا بولاية هلال للمحافظة عند إزالته لسجون المشائخ الخاصة!

كما إنه كان من أوائل من تركوا إنطباعات جيدة في أذهاننا عن الرئيس أثناء دراستنا بجامعة الأحقاف بتريم وكيف كان يمعن بإخلاص في شرح كيف أختلفت مواصفات قبول الطلاب بالكليات العسكرية للأفضل بمجيىء علي عبدالله صالح للحكم.
ولذلك أكاد أجزم أن إستقالة هلال ليست أمر شخصي بقدر ماهي تكتيك ثوري من مخلص لشخص رئيس الجمهورية ضد أداء هذا الجهاز المخابراتي الذي أوشك على شل الحياة اليمنية، وحاول أن يغلق كافة نوافذ القصر الرئاسي بل كاد في وقت سابق أن يغلق باب القصر لولا النقلة الذكية من مدير مكتب الرئيس الأستاذ علي الأنسي الذي أجرى تغييرات وأعقبها تحصينه بتشكيلة جهاز أمن قومي ليترأسه بذاته حفظا على توازن قوى كادت تطغى فتهلك القصر بمن فيه وتشكك حتى بولاء الآنسي وبورجي وغيرهما، فتداركوا أنفسهم بعد خبرتهم بآلية عمل هذا الجهاز العبثي.

وقد لوحظ السنتين الأخيرة حرص هذا الجهاز الإستخباراتي علي إستهداف شخصيات مخلصة ومقربة من رئيس الجمهورية بل من القرابة كبيت العماد الذين لم يكن يتوقع أن يصنفون من خصوم النظام وهم من أكثر الناس إخلاصا ويمثلون أكثر أركانه واقعية وقربا من العامة ومع ذلك سجن منهم العديد من الشباب بلا محاكمات بل أن أحدهم كان ضابط بمكتب القائد العام للقوات المسلحة ومع ذلك ناله سجن لم يشفع له إلا المرض العضال الذي أصاب عمه أ\أحمد العماد رحمه الله.
لقد حرصت الإستخبارات مؤخرا على إحاطة رئيس الجمهورية بكومة من الفحم البشري التي لا تمثل أي قبول لدى المجتمع، كما أن الإجماع الشعبي على بغض شخصية بالبطانة يجعلها ميزة إستقرار للشخص بخلاف الشخصيات المقبولة والمطمئنة للمجتمع وفئاته فتلك بحسب تصور الإستخبارات مسألة مثيرة للريبة والشك.

وقد نالت تلك التصورات القاصرة والبليدة بالعديد من العقلاء المخلصين للرئيس والبلد بدء من محمد أبولحوم إلى يحيى الشامي وعبدالقادر هلال، وهو مايقود المتابع لتذكر السيناريو الذي أطاح بالرئيس الحمدي طبعا مع الفارق بإستفادة الحالي من تلك التجربة.
ولما سبق فالمؤمل أن يحفظ عبدالقادر هلال علاقة الود بالرئيس كونه يمثل قيمة إنسانية وتاريخية لليمن من المهم الحفاظ عليه.

[email protected]