تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قائمة حضرموت السوداء


حد من الوادي
12-25-2008, 01:40 AM
قائمة حضرموت السوداء


http://www.mukallatoday.com/ShowImage.aspx?img=S5002034.jpg
المكلا اليوم / صالح حسين الفردي
2008/12/24
في الصفحة الأخيرة من عدد الجمهورية رقم (14284) الصادر صبيحة يوم الأربعاء الماضي 17 ديسمبر الجاري ، لفت انتباهي جبرٌ من محافظة إب يشير إلى سحب عدد من المشاريع المتعثرة من منفذيها ووضع قائمة سوداء بالمقاولين غير الملتزمين لتنفيذ المشاريع حسب العقود المبرمة معهم


جاء ذلك في الاجتماع الذي رأسه محافظ إب بحضور الأمين العام للمجلس المحلي وعدد من مديري مكاتب الوزارات المعنية بهذا الشأن والمرافق المنفذة ، وكان مصدر الالتفات والانتباه هو هذه الوقفة المسؤولة تجاه ما يعتمل من مشروعات في المحافظة ولكنها تتعثر لأسباب تخاذل المقاولين وحساباتهم الربحية الخاصة
وقد ذهب بي هذا الخبر مذهباً وحلماً جميلاً تفتحت خيالاته عن صرخة مضرية مسئولة في حضرموت الخير والعطاء تهز عروش السماسرة والمقاولين (نص الكم) والـ(بدون كم) ، والقادمين الجدد من الباطن ومن كل الاتجاهات البعيدة عن أبجديات العمل المؤسسي والبرلماني الحقيقي للمجالس المحلية التي يقع على عاتقها عبء المكاشفة والمتابعة والرصد والمحاسبة لكل مشروع منذ وهلته الأولى كفكرة في سياق استراتيجية تنموية جادة ، تسعى إلى تقديم خدمات اجتماعية وإنسانية وتربوية وثقافية واقتصادية ،

هذه المشاريع التي تبلغ مصرحاتها المالية مئات الملايين من الريالات ، نجدها ترسو بعيداً عن خرمِ إبرةٍ لشفافيةٍ كان يجب أن يطغى نورها على كل مراحل الإعلان عن المشروع فتقديم العطاءات ثم الكشف عن مكونات المشروع ومدة تنفيذه ونوعية الخامات المستخدمة فيه وغيرها من المهمات التي يجب أن تكون واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ، ولكن ، إذا طلبت المستحيل حرمت الممكن ، فهناك الكثير من علامات الاستفهام لمشروعات أعطيت بتكليفات خارج إطار القانون الخاص بالمناقصات والمزايدات ، وبعيدا عن الرقابة الحقيقة والمتابعة الدقيقة بل (دكاكيني) ، وهناك مشروعات تذهب إلى المقربين وشلة الأنس من مقاولي الغفلة ومكتب وسكرتارية ولوحة (وكله تمام) ونفعني اليوم أنعشك غداً

لقد انتظر المواطن في حضرموت موقفاً جريئاً ومسؤولاً من قبل السلطة المحلية ومجلسها المحلي بعد نكبة الأمطار والسيول وما كشفته من مآس لمشروعات ذهبت بها المياه إلى البحر بعد أن رصدت لها المليارات ، وكانت الناس تظن أن الوقت قد حان لوضع آليات جديدة لتنفيذ المشروعات القادمة ، في حين يبدو أن المأزق الحقيقي الذي تعاني منه حضرموت وغيرها من محافظات الوطن يتلخص في فن الإدارة وليس فقدان المال ، هذه الآلية الخفية التي تعطى بها المشروعات ولأفراد ليس لهم سيرة مشرفة في ما شابهها من مشروعات ، هي التي تستحوذ على الكعكة وتنفرد بالغنيمة ، وما أكثر المشروعات التي تجاوز عمرها السنوات الست والسبع ومازالت أعمدة تعلن عن خواء غير مسؤول ، نأمل أن يدفع بالآخرين المخلصين الجادين في سلطتنا المحلية ومجلسنا المحلي إلى الاقتداء بقائمة إب السوداء ، فهل هم فاعلون؟! ولكنني أفقت من حلمي قبل النهاية ، وكفى