نجد الحسيني
12-28-2008, 11:57 PM
زدت يا غزّة من معاناتي
وزدتني تعذيبا فوق عذاباتي
لـكن، مع أسفي، لن أوقف غزلا وسوف استمر في تغزلي..
وما يقدّر سوف يكون.
ولا مفر يا حبيبي من قدر!
هذا إذا ما كان لم يزل للغزل في القلب من باقية.
ولو علم لي أن في وقف الغزل راحة لغزّة ورجال الله لما اكتفيت بذلك ولذهبت إلى تحريم كلّ حلال وحظر كلّ مباح .. وهجرت النساء هجرانا بلا ندم غير راجع وودعت المال والولد وداع مفارق غير عائد.. وارتديت ثوب الصوفية وهمت سائحا في أرض الله آكل من أوراق نباتاتها وأشرب من ماء ندى أشجارها.
رضي الله عن كعب بن زهير لم ينسى غزله وتغزله بحبيبته ولا بالجمل الذي رحل بها وهو في حضرة النبي صلّ الله عليه وسلّم من بعد أن أهدر دمه يقف بين يديه الشريفتين طالبا الصفح والعفو والمغفرة.. كلّ ذلك لم يمنعه رضي الله عنه من تذكّر سعاد:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول .. متيم إثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا .. إلا أغن غضيض الطرف مكحول
أحبتي، مرّ على هذه الأمة في تأريخها أزمنة أشدّ وأحلك سوادا وظلاما ممّا نقف عليه اليوم.
ما زلنا والأمة معنا بخير مهما كان البادي غير.
تذكروا عصر التتار.. وكيف أن كتيبة إستطلاعية، ليس إلاّ، لجنكيز خان لا يتجاوز عددها عشرون الف نفر، وإذا بها تذبّح في أربعمائة الف مسلم وهم يتفرجون ولا يرفعوا في وجه عدوهم من سلاح ويستقبلون ذبحهم كالنعاج وهم خانعين مستسلمين.. والملوك تهرب بالصناديق إلى جزر نائية تموت فيها بلا حسّ ولا خبر، ولا ذكر من ذكر.
ولو عدتم بقراءة سير حكام ذلك الزمن لوجدتم حاكمونا أحسن وأفضل منهم بقليل أو كثير.. ليس بمهم.
عشرات الملايين من المسلمين ذبحوا .. تحولت المساجد إلى إسطبلات لخيول التتار بل وجعلوا من المصاحف علفا لخيولهم لعنهم الله.
ثمّ.. ثم نهضت هذه الأمة من جديد.. وهبّت في عين جالوت.. ولم يكن أمام الطاغية هولاكو وجيشه المرعب إلاّ الموت.. أو ... الإسلام. وكان .. هلك من هلك، وأسلموا البقية ومذ ذاك الزمن وحتى اليوم والتتار مسلمين موحدين.
أرجعوا بالذاكرة إلى ما قبل صلاح الدين.. وكيف كانت فلسطين إمارات متناثرة.. في عكا وفي حيفا وفي القدس وصور وصيدا وفي غيرها.. وفي كلّ إمارة أمير ووزير.. وكان هذا حال كلّ الشام والعراق ومصر.
وشعوب مسلمة ذبحت حتى بلغت دماءها ركاب خيل العدو.
وجاء صلاح الدين.. وكانت حطين.. وتحرر الأقصى وعاد إلى أهله.
تذكروا الأندلس وإماراتها.. تلك الحمراء وتلك قرطبة وذلك بلد الوليد وتلك غرناطة..
وأمراء وسلاطين، ليس لهم من الرجولة، غير اسماءهم وألقابهم وقد شبهوا بالهر يحاكي صولة الأسد..
اسماء مملكة في غير موضعها *** كالهر يحكي انتفاخا صولة الاسد
وقد قالت عجوز لإبنها:
لا تبكى اليوم يا بني كالنساء ، ملكا لم تحافظ عليه كالرجال
وإن من الظلم مقارنة أولـئك بحكام هذا الزمان الذين يفضلون عليهم بمراحل.. لأنهم على الأقل خير منهم وإن قعدوا.
ثم بعد ضياع الأندلس جاء محمد الفاتح ومن بعده سليمان القانوني وفتحت القسطنطينية وبولونيا وهنغاريا والنمسا ووصلت جيوش الفتح إلى موسكو وبطرسبرغ وستالينغراد..
أما اليوم فأميركا والغرب والناتو يهزمون في أفغانستان.. مهزومون في العراق.. مهزومون في لبنان.. مهزومون في الصومال.. مهزومون في الشيشان.. مهزومون في السند وكشمير والفلبين.. وطول عمرهم منهزمون في فلسطين وفي كلّ مكان.
يجرون أذيال هزائمهم .. والهزيمة الكبرى القاضية، بإذن الله من وراءهم.
لا تحزنوا..
رومية في الطريق وإن طال السفر
رومية في الطريق وإن بعدت المسافات
رومية نبوءة النبوءات
من لدن محمد عليه أفضل الصلوات
ستلحق رومية بالمدائن وانطاكية والقسطنطينية.
ستحررّ فلسطين والقدس والأقصى
طال الزمان أو قصر
وعد من لا يخلف له ميعاد
فكبروا.. الله أكبر
شعوبنا المسلمة اليوم أفضل من تلك الشعوب الغابرة.
بل وحتى من يحكمون اليوم فإنهم، بالمقارنة مع سلف تلك العهود، أفضل وأحسن.
وإن كان ولا بدّ، فادعوا الله لهم بالهدى والنصر على الأعداء واستبدال خوفهم أمنا.
مذ نصف قرن أو قرن ونحن نردد: آن أوان الجد فاشتدي.. أزمة تفرجي..
وسواء آن الأوان أو لم يحين أوانه فإنّه حتما قادم..
ربّما اليوم لا نستحقّ نصر الله
وقد يأتي الغد بجيل غير الجيل يستحقّ ما لم نستحقه وينصرهم الله، إنّه على نصرهم قدير.
لا تيأسوا من رحمة الله..
وادعوا الله أن يفرج كرب غزة وفلسطين والعراق وسائر بلاد العرب وديار الإسلام.
فلندعو الله لهم ولنأمر أهلينا وأطفالنا بالدعاء لهم معنا
ولنقنت لأجلهم.. ولنقوم الليل ولنصوم النهار داعين الله أن يعجّل بنصرهم ويدحر عدوهم.
وارمي لي يا غزّة بقصيدة غزل فقد وجدت نفسي كما طرفة بن العبد ولما يحول الإعدام بينه وبين غانية ترقص على إيقاع إعدامه.:
وإنّي لأمضي الهمّ عند احتضاره ** بعوجاء مرقال تلوح وتغتدي
لها فخذان أكمل النّحـض فيهما ** كأنهمـا بـابـا منيف ممرّد
وهاتها هاتها ! يا غزّة .. تجي.
تهزّ غادة بوسط رجرجي
قيل لنا اليوم خمر والأمر غد
فإن لم تفرج اليوم..
غدا (إن يشاء الله) تفرجي
نجد الحسيني
وزدتني تعذيبا فوق عذاباتي
لـكن، مع أسفي، لن أوقف غزلا وسوف استمر في تغزلي..
وما يقدّر سوف يكون.
ولا مفر يا حبيبي من قدر!
هذا إذا ما كان لم يزل للغزل في القلب من باقية.
ولو علم لي أن في وقف الغزل راحة لغزّة ورجال الله لما اكتفيت بذلك ولذهبت إلى تحريم كلّ حلال وحظر كلّ مباح .. وهجرت النساء هجرانا بلا ندم غير راجع وودعت المال والولد وداع مفارق غير عائد.. وارتديت ثوب الصوفية وهمت سائحا في أرض الله آكل من أوراق نباتاتها وأشرب من ماء ندى أشجارها.
رضي الله عن كعب بن زهير لم ينسى غزله وتغزله بحبيبته ولا بالجمل الذي رحل بها وهو في حضرة النبي صلّ الله عليه وسلّم من بعد أن أهدر دمه يقف بين يديه الشريفتين طالبا الصفح والعفو والمغفرة.. كلّ ذلك لم يمنعه رضي الله عنه من تذكّر سعاد:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول .. متيم إثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا .. إلا أغن غضيض الطرف مكحول
أحبتي، مرّ على هذه الأمة في تأريخها أزمنة أشدّ وأحلك سوادا وظلاما ممّا نقف عليه اليوم.
ما زلنا والأمة معنا بخير مهما كان البادي غير.
تذكروا عصر التتار.. وكيف أن كتيبة إستطلاعية، ليس إلاّ، لجنكيز خان لا يتجاوز عددها عشرون الف نفر، وإذا بها تذبّح في أربعمائة الف مسلم وهم يتفرجون ولا يرفعوا في وجه عدوهم من سلاح ويستقبلون ذبحهم كالنعاج وهم خانعين مستسلمين.. والملوك تهرب بالصناديق إلى جزر نائية تموت فيها بلا حسّ ولا خبر، ولا ذكر من ذكر.
ولو عدتم بقراءة سير حكام ذلك الزمن لوجدتم حاكمونا أحسن وأفضل منهم بقليل أو كثير.. ليس بمهم.
عشرات الملايين من المسلمين ذبحوا .. تحولت المساجد إلى إسطبلات لخيول التتار بل وجعلوا من المصاحف علفا لخيولهم لعنهم الله.
ثمّ.. ثم نهضت هذه الأمة من جديد.. وهبّت في عين جالوت.. ولم يكن أمام الطاغية هولاكو وجيشه المرعب إلاّ الموت.. أو ... الإسلام. وكان .. هلك من هلك، وأسلموا البقية ومذ ذاك الزمن وحتى اليوم والتتار مسلمين موحدين.
أرجعوا بالذاكرة إلى ما قبل صلاح الدين.. وكيف كانت فلسطين إمارات متناثرة.. في عكا وفي حيفا وفي القدس وصور وصيدا وفي غيرها.. وفي كلّ إمارة أمير ووزير.. وكان هذا حال كلّ الشام والعراق ومصر.
وشعوب مسلمة ذبحت حتى بلغت دماءها ركاب خيل العدو.
وجاء صلاح الدين.. وكانت حطين.. وتحرر الأقصى وعاد إلى أهله.
تذكروا الأندلس وإماراتها.. تلك الحمراء وتلك قرطبة وذلك بلد الوليد وتلك غرناطة..
وأمراء وسلاطين، ليس لهم من الرجولة، غير اسماءهم وألقابهم وقد شبهوا بالهر يحاكي صولة الأسد..
اسماء مملكة في غير موضعها *** كالهر يحكي انتفاخا صولة الاسد
وقد قالت عجوز لإبنها:
لا تبكى اليوم يا بني كالنساء ، ملكا لم تحافظ عليه كالرجال
وإن من الظلم مقارنة أولـئك بحكام هذا الزمان الذين يفضلون عليهم بمراحل.. لأنهم على الأقل خير منهم وإن قعدوا.
ثم بعد ضياع الأندلس جاء محمد الفاتح ومن بعده سليمان القانوني وفتحت القسطنطينية وبولونيا وهنغاريا والنمسا ووصلت جيوش الفتح إلى موسكو وبطرسبرغ وستالينغراد..
أما اليوم فأميركا والغرب والناتو يهزمون في أفغانستان.. مهزومون في العراق.. مهزومون في لبنان.. مهزومون في الصومال.. مهزومون في الشيشان.. مهزومون في السند وكشمير والفلبين.. وطول عمرهم منهزمون في فلسطين وفي كلّ مكان.
يجرون أذيال هزائمهم .. والهزيمة الكبرى القاضية، بإذن الله من وراءهم.
لا تحزنوا..
رومية في الطريق وإن طال السفر
رومية في الطريق وإن بعدت المسافات
رومية نبوءة النبوءات
من لدن محمد عليه أفضل الصلوات
ستلحق رومية بالمدائن وانطاكية والقسطنطينية.
ستحررّ فلسطين والقدس والأقصى
طال الزمان أو قصر
وعد من لا يخلف له ميعاد
فكبروا.. الله أكبر
شعوبنا المسلمة اليوم أفضل من تلك الشعوب الغابرة.
بل وحتى من يحكمون اليوم فإنهم، بالمقارنة مع سلف تلك العهود، أفضل وأحسن.
وإن كان ولا بدّ، فادعوا الله لهم بالهدى والنصر على الأعداء واستبدال خوفهم أمنا.
مذ نصف قرن أو قرن ونحن نردد: آن أوان الجد فاشتدي.. أزمة تفرجي..
وسواء آن الأوان أو لم يحين أوانه فإنّه حتما قادم..
ربّما اليوم لا نستحقّ نصر الله
وقد يأتي الغد بجيل غير الجيل يستحقّ ما لم نستحقه وينصرهم الله، إنّه على نصرهم قدير.
لا تيأسوا من رحمة الله..
وادعوا الله أن يفرج كرب غزة وفلسطين والعراق وسائر بلاد العرب وديار الإسلام.
فلندعو الله لهم ولنأمر أهلينا وأطفالنا بالدعاء لهم معنا
ولنقنت لأجلهم.. ولنقوم الليل ولنصوم النهار داعين الله أن يعجّل بنصرهم ويدحر عدوهم.
وارمي لي يا غزّة بقصيدة غزل فقد وجدت نفسي كما طرفة بن العبد ولما يحول الإعدام بينه وبين غانية ترقص على إيقاع إعدامه.:
وإنّي لأمضي الهمّ عند احتضاره ** بعوجاء مرقال تلوح وتغتدي
لها فخذان أكمل النّحـض فيهما ** كأنهمـا بـابـا منيف ممرّد
وهاتها هاتها ! يا غزّة .. تجي.
تهزّ غادة بوسط رجرجي
قيل لنا اليوم خمر والأمر غد
فإن لم تفرج اليوم..
غدا (إن يشاء الله) تفرجي
نجد الحسيني