المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخبط صهيوني وتناقض سياسي داخلي بعد 12 يوم على الحرب


روحي بلادي
01-08-2009, 03:18 AM
http://www.almanar.com.lb/NewsSite/WebsiteImages/PicturesFolder/fa4460c7-4375-45e7-9bc0-b5ea772f9e99_top.jpg (javascript:void(0))
اثنا عشر يوما على العدوان الصهيوني على قطاع غزة والصورة حتى الان تختصر بالتالي: وقائع ميدانية ليست في صالح الخطة الاسرائيلية؛ صمود وتصاعد في المقاومة الفلسطينية امام العملية البرية؛ تواصل اطلاق الصواريخ بمستوى ثابت بل متزايد وبمدى ابعد وابعد؛ تضارب في الاراء على المستوى السياسي الصهيوني حول الخطوة العسكرية المقبلة؛ هروب اسرائيلي نحو ارتكاب المجازر من اجل زيادة الضغط، ثم محاولة امتصاص الصورة الفاضحة عبر قبول هدنة لـ 3 ساعات كل يوم، بالتوازي مع الاندفاع الاسرائيلي اكثر واكثر نحو حل سياسي ينهي المأزق الصهيوني الذي وقع فيه مع محاولة تحقيق حد ادنى من المكاسب، في وقت ارجأ المجلس الوزاري الصهيوني المصغر اقرار المرحلة الثالثة من العدوان على القطاع.

التضارب في الاراء ظهر بشكل خاص في ما نقل من تناقض بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير الحرب لديه ايهود باراك حول خطوات العسكرية والسياسية سابقة ومقبلة وتوسيع العملية البرية، فيما شكل ما اعلنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من قبول لاسرائيل للخطة المصرية التي تدعو لهدنة مؤقة ومباحثات حول الوضع النهائي، اشارة الى تراجع صهيوني، وسط معلومات فرنسية عن قرب التوصل لاتفاق.

فقد أعرب وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك خلال احاديث خاصة عن معارضته للدخول في المرحلة الثانية من العملية البرية، اضافه الى أسفه لعدم قبول المجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية للاقتراح الفرنسي الذي قُدم قبل الشروع بالهجوم البري.


ووجه باراك خلال أحاديث خاصة انتقادات قاسية لرئيس الوزراء ايهود اولمرت الذي منعه من ارسال رئيس القسم السياسي والامني بوزارة الجيش عاموس غلعاد والمستشار السياسي لاولمرت شالوم ترجمان لاجراء محادثات مع وزير المخابرات المصرية عمر سليمان، تتعلق ببحث الترتيبات على محور صلاح الدين ( فيلادلفي) الامر الذي رفضه اولمرت لاعتقاده بضرورة التركيز على وساطة الوزيرة الاميركية رايس وعدم فتح قنوات اتصال منفرده- حسب اقوال باراك.
واضاف باراك حسب صحيفة معاريف بانه سيتم اليوم "الاربعاء" تحديد مصير العملية لعسكرية، فاذا نجحت وزيرة الخارجية الامريكية باقناع مصر بتحمل مسؤولية منع تهريب الاسلحة عبر سيناء سيكون امكانية لوقف اطلاق النار، واذا فشلت في ذلك فمن الارجح ان تدخل اسرائيل في المرحلة الثانية من العملية البرية".

واتهم باراك المسؤولين عن اتخاذ القرارات بالجبن وقال: "إن التورط الحالي والانجرار للوضع السائد ناتج أساساً من غياب الشجاعة لدى متخذي القرارات المتعلقة بانهاء العملية البرية في الوقت المناسب".

في هذا الوقت كانت اسرائيل تعلن النظر بايجابية الى المبادرة المصرية الفرنسية. وقال المتحدث مارك ريغيف " وقال مكتب ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي في بيان ان مصر تحاول التوصل الى "حل يهدف الى وقف الهجمات الارهابية من غزة وأيضا وقف تهريب الاسلحة الى قطاع غزة."
وأضاف البيان "اسرائيل تنظر بايجابية الى الحوار الجاري بين المسؤولين المصريين والاسرائيليين لتحقيق تقدم بشأن هذه القضايا".

بالموازاة كانت تظهر اشارات فرنسية لاحتمال قرب التوصل لوقف النار. وقال مسؤول فرنسي كبير يوم الاربعاء إن الخطة المصرية يمكن ان تؤدي الى انسحاب اسرائيل من قطاع غزة خلال ثمانية ايام.

وقال مسؤول كبير في مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للصحفيين "خلال أربعة او خمسة أيام يمكن ان يتحقق اتفاق (بين مصر واسرائيل) لتأمين الحدود وذلك يمكن ان يؤدي الى انسحاب للجيش الاسرائيلي خلال ثمانية ايام."

قصر الاليزيه قال في بيان ان "رئيس الجمهورية يرحب بموافقة اسرائيل والسلطة الفلسطينية على المبادرة الفرنسية المصرية التي عرضها مساء امس في شرم الشيخ الرئيس مبارك". واضاف البيان ان "الرئيس يدعو الى تطبيق هذه الخطة في اقرب فرصة لوقف معاناة السكان".
وكانت أعلنت مصر يوم الثلاثاء انها تقترح هدنة فورية بين اسرائيل والفلسطينيين في غزة يعقبها محادثات بشأن ترتيبات طويلة الاجل على الحدود وانهاء للحصار الاسرائيلي على غزة.

ووجه الرئيس المصري حسني مبارك دعوته الى الهدنة في مؤتمر صحفي مشترك في مصر مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. ولم يذكر تفاصيل لكن دبلوماسيين اشاروا الى عملية تتضمن التركيز على استقدام قوات اجنبية لمراقبة الحدود بين مصر وغزة ومنع تهريب السلاح الى حماس وفي الوقت نفسه تسهيل حركة التجارة عبر الحدود.