المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قمة الكويت تحاول سرقة إنتصار المقاومة...(فلنبارك للمقاومة)...هنا


كتائب يافع
01-21-2009, 03:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبارك للأمة الإسلامية ونبارك للمقاومة الإسلامية في فلسطين هذا النصر المبين والعظيم على قوات العدو الصهيوني ونزف أسمى التبريكات إلى شهدائنا في غزة المقاومة ونهني قيادة الحكومة الفلسطينية وعلى رأسها رئيس الوزراء إسماعيل هنية قائد الشعب الفلسطيني المناضل وزعيم المقاومة في غزة على هذا النصر الإلهي العظيم
ونحي أبوعبيدة القائد القسّامي في جناح حماس المسلح
ونبارك للجهاد الإسلامي وسرايا القدس وشهداء الأقصى والجبهة الشعبية بهذا النصر والإنتصار العظيم لشعب فلسطين
ونبارك لوزير الداخلية الشهيد سعيد صيام على شهادته ونسأل الله أن يجمعنا به في الجنة
نحي مقاومتنا ونحي شهدائنا ونحي كل مصاب...صمود المقاومة هو صمود لكل المسلمين في شتى أنحاء العالم ونصرها هو نصر لنا وعزتها هو عز لنا
إخواني المقاومين
سأترك لكم المجال للتبريكات بنصر المقاومة
فهذا يومنا لكي نفخر بإنتصارنا
ونترك الخيبة لمن خذلنا

إسرائيل في الأولى تغرق في لبنان..........وتجر الهزيمة
إسرائيل في الثانية تفشل وتسقط في غزة..........وتترنح بأسوء هزيمة
فأين ستكون الخيبة الثالثة؟؟

هدير الرعد
01-22-2009, 04:56 PM
فؤاد ناصر البداي
http://www.arabrenewal.org/authorpics/12bd43fd2bd21caf80b613ee6a4efd22.png باحث يمني


عرض جميع مقالات فؤاد ناصر البداي (http://www.arabrenewal.org/authors/1067/%DD%C4%C7%CF-%E4%C7%D5%D1-%C7%E1%C8%CF%C7%ED)

الحرب السابعة .. انتصار للمقاومة وهزيمة للقادة العرب.

أثبتت المقاومة الفلسطينية على مدار 23 يوماً من العدوان الصهيوني على غزةبأن الرهان على قدراتها أصبح رهاناً رابحاً وأنه من غير المنطقي تجاهل نجاحاته والتركيز فقط على بعض تداعياته، فبعد هذا الصمود الأسطوري من قبل هذه المقاومة الباسلة أمام الجيش الذي تمكن من سحق أربعة جيوش عربية نظامية في يونيو من عام 1967م خلال ستة أيام فقط، لا يسعنا إلا الدعوة إلى الوقوف خلف هذه المقاومة ودعمها بكل السُبل الممكنة، وكم نتمنى أن تتبنى قمة الكويت هذه المقاومة وتتجه نحو توفير آليات وسُبل دعمها سياسياً ومادياً وعسكرياً، خصوصاً أن هذا الدعم لا يتعارض مع القانون الدولي الذي لم يعد ينطبق علينا منه إلا ما يجب علينا فعله تجاه الغير وترك ما هو لنا بدون أي مُقابل يستحق الذكر. أليس هذا الإجراء ممكنا وأفضل من محاربة هذه المقاومة وإسقاطها من أيدينا في الوقت الذي تُعد فيه حالياً أهم ورقة رابحة على المستوى السياسي والعسكري؟.
من المؤكد أنه رغم فداحة الخسائر البشرية في صفوف الفلسطينيون في هذه المعركة بالإضافة إلى حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمنشئات والمنازل الخاصة بالمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، إلا أن المقاومة الفلسطينية - كما هي اللبنانية في الشمال- أصبحت بالفعل تُمثل الهاجس الكبير الذي يُزعج الصهاينة اليوم، وليس الجيوش العربية التي تحوّل بعضها هذه الأيام من أدوات حراسة وحماية لشعوبها إلى أدوات لحراسة وحماية أمن الكيان الصهيوني وقمع المظاهرات التي تهتف ضده وضد حليفته وشريكته الأساسية الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد رأينا كيف أن هذه المقاومة المتواضعة في تسليحها، القوية في عزيمة رجالها وصمودهم واستبسالهم، قد جعلت حكومة الصهاينة تُسارع إلى الاستنجاد بحلفائها الغربيين طلباً للمساعدة في إيقاف تدفق الأسلحة التي تصل إليها عن طريق التهريب رُغم بساطة نوعية هذه الأسلحة وضئالة حجم تأثير ضرباتها عليهم من الناحية المادية والبشرية، وفداحة فعلها فيهم من الناحية النفسية والمعنوية.
وكما نعلم جميعاُ، فقد قامت حكومة الاحتلال الصهيوني ببناء جدار عازل حاولت أن تقي به نفسها وأبناء عصابتها المستوطنين من الهجمات الاستشهادية التي كانت تنفذها المقاومة الفلسطينية، فجاءها الرد هذه المرة من حيث لم تكن تحسب له حساب، فها هي صواريخ هذه المقاومة تنهمر على رؤوسهم كالمطر، وأثبت رجال المقاومة مقدرة عالية للغاية في التخفي على أجهزة الرصد الدقيقة لطائرات الاحتلال والمناطيد الهوائية التابعة له المزودة بالكاميرات والتي لم تفارق سماء قطاع غزة ساعة واحدة منذ بدء العدوان، فلم تتمكن هذه الأجهزة من رصد تحركات رجال المقاومة ولا التعرف على أماكن منصات إطلاق الصواريخ التي بقيت شاخصة ومُتأهبة حتى هذه اللحظة، وفشلت هذه الحملة الضخمة التي استخدم فيها الجيش الصهيوني جُل قدراته العسكرية في إسكات هذه الصواريخ، تماماًً مثلما فشلت أيضاً في أن تنال من صمود وبسالة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة سواء أولائك الذين التحقوا بالمقاومة المسلحة، أو الذين تحملوا ويل هذه الحملة العسكرية المسعورة من المواطنين الذين فضلوا الموت شُهداء أحرار على أرضهم.
ورغم ضئالة عدد القتلى في صفوف المُحتلين الغُزاة مقارنة بحجم الخسائر البشرية التي كانت تُحدثها فيهم العمليات الاستشهادية؛ إلا أن القدرات التدميرية لهذه الصواريخ وطول مداها آخذ في التطور والاتساع مع مرور الوقت ومع الاستفادة أيضاً من الخبرات والتجارب القتالية التي تكتسبها المقاومة من الميدان يوماً بعد آخر.
وإذا كانت هذه الصواريخ اليوم قد تمكنت من أن تطال أكثر من مليون مستوطن يهودي ضمن مجال قدراتها، فربما بعد فترة قد تصل إلى ما هو أبعد من ذلك، أما إذا تمكنت المقاومة من نقل هذه القدرات إلى الضفة الغربية؛ فبالتأكيد ستكون كل المُدن والمستوطنات الصهيونية بالإضافة إلى جميع القواعد العسكرية والمرافق الحساسة للعدو واقعتاً حتماً تحت مرمى نيرانها، ولنا أن نتخيل حجم الهلع والدمار الذي من المُمكن أن تُحدثه هذه القدرات في صفوف الصهاينة ومرافقهم الإستراتيجية. وكذا حجم الضغط النفسي الذي سوف يحيط بقادة العدو الصهيوني وهو الأمر الذي من شأنه أن يضع حداً لغطرستهم ويكبح جماحهم وغرورهم، لأن خسائرهم البشرية حينئذ ستكون عند الحدود التي لا يُمكنهم تحملها.
وبالتالي سنجد أنفسنا عندئذ نقف أمام ميزان جديد للقوة في المنطقة، لا يقوم على أساس حجم وتطور القدرات التسليحية للجيوش النظامية، والعلاقات الإستراتيجية مع القوى الدولية وهو الميزان الذي يميل حالياً لصالح العدو، ولكن أمام ميزان يقوم على المقدرة في الفعل والتأثير في معنويات العدو والمقدرة على الردع. من المُرجح أن يقود في نهاية الأمر إلى انتزاع مكاسب سياسية عجزت مفاوضات السلام عن تحقيها بالسلم، مثلما عجزت إرادة القيادات العربية عن تحقيقها بالحروب.
لقد تمكنت المقاومة اللبنانية من دحر الاحتلال الصهيوني عن جنوب لبنان عام 2000 وأذاقت قواته الويل والخزي وألحقت به الهزيمة في عام 2006، والآن تمكنت المقاومة الفلسطينية بهذه ألأسلحة البسيطة من تهجير مئات الآلاف من المستوطنين المُحيطين بقطاع غزة، وأجبرتهم على النزوح باتجاه شمال فلسطين المحتلة هرباً من ضربات صواريخها، وأجبرت بقية من بقي منهم في الجنوب على المُكوث في الملاجئ لأوقات طويلة، ومن المتوقع أنها ستجعلهم يعيشون على الدوام في حالة من الرعب والقلق المستمر على حياتهم، وهو ما يُشكل عامل ضغط قوي على حكومتهم سيجعلها في الأخير تخضع لإرادة الشعب الفلسطيني الحرة في إقامة دولته المستقلة تماماً مثلما خضعت في السابق حكومات وإمبراطوريات أكبر وأقوى منها لإرادة الشعوب التي كانت تجثم على أراضيها.
وبالنظر إلى الأعداد القياسية للشهداء والجرحى الفلسطينيين وحجم الدمار الذي أوقعه العدوان الصهيوني في قطاع غزة خلال هذه الحرب، مقارنة بحجم الخسائر في صفوف الصهاينة، فإن البعض من المحللين الذين يطلون علينا هذه الأيام عبر الفضائيات العربية، يحاولون إقناع المشاهد العربي بأن النصر الساحق والكامل في هذه المعركة كان حليف المُعتدي، ويتناسى أصحاب وجهة النظر هذه الفرق بين موازين القوى المتُحاربة على الأرض، وأن هناك جيش نظامي يمتلك الطائرات والدبابات والبوارج الحربية وأسلحة ضخمة فتاكة، وبين حركة مقاومة شأنها شأن غيرها من حركات التحرر الوطني التي عرفها العالم، والتي كان ولا يزال أهم سلاح بالنسبة لها هو المقدرة على الصمود في وجه المُحتل.
وعندما نرجع إلى التجارب التاريخية التي حدثت في الماضي القريب، نجد أن الشعب الجزائري قد صمد وانتصر في نهاية المطاف على الاستعمار الفرنسي برغم أن عدد شهداء الثورة الجزائرية وصل إلى أكثر من مليون ونصف المليون شهيد، فلم يستسلم الشعب الجزائري واستمر في المقاومة والثورة حتى نال استقلاله عام 1962م. ونفس التجربة خاضتها مصر لتحرير شبه جزيرة سينا من أيدي الصهاينة وقدمت في سبيل ذلك نحو 100 ألف شهيد بداية منذ عام 1956م ومروراً بعام 1967م وما تلاها من حرب الاستنزاف وانتهاءً بحرب أكتوبر عام 1973م، ذلك فضلاً عن ألاف الشهداء والجرحى الذين بذلتهم مصر إلى جانب العديد من الشعوب العربية للدفاع عن فلسطين عام 1948م. وعندما يتم تذكر تلك البطولات والتضحيات اليوم تكون هذه الذكرى دائماً مصحوبة بالفخر والاعتزاز ورمز للبطولة والفداء للوطن، ويُنظر إليها على أنها هي التي قادت إلى الحرية والاستقلال وإلى النصر ضد العدو المُحتل. والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو لماذا الآن يُنظر من قبل البعض إلى تضحيات الشعب الفلسطيني في غزة على أنها خسارة وهزيمة؟. وإن كان هناك من هزيمة للعرب فهي تكمن فقط في الموقف الرسمي العربي الذي وقف عاجزاً عن فعل ما ينبغي فعله قياساً بحجم الحدث، وظلت النخب الحاكمة تتصارع مع نفسها بدوافع شخصية لا ينبغي النظر إليها في هكذا موقف، وسيستمر عار هذه الهزيمة مختوماً في جبينهم إن لم يتمكنوا من متابعة حكومة الصهاينة قضائياً وسياسياً على جرائمها الحالية والسابقة في حق العرب خصوصاً المصريين والفلسطينيين واللبنانيين.
وانطلاقاً من هذا المنظور، فإن ما تحقق في قطاع غزة خلال هذه الحرب، يُعد بالمفهوم الاستراتيجي للصراع انتصار للمقاومة ولإرادة الشعب الفلسطيني المُحتل، ولا يُعد انتصار للصهاينة كما يدّعي قادتهم ويوافقهم في ذلك مع الأسف البعض من المحللين العرب، فهؤلاء ينسجون نصراً صهيونياً قياساً بحجم الدمار والخسائر البشرية التي تكبدها الشعب الفلسطيني في مُقابل حجم الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها الغُزاة. لكن هُناك الكثيرون ممن يعتقدون أن هذا المعيار ناقص ويتجاهل أحد أهم المعايير التي يتم استخدامها في النظر إلى مثل هذه الأمور ألا وهو قياس مستوى إنجاز الأهداف التي قامت من أجلها الحرب، ووفقاً لهذا المقياس نجد أنه بينما هدفت حكومة الاحتلال في بداية حملتها إلى تدمير المقاومة الفلسطينية وإنهاء سيطرة حركة حماس على القطاع، حصل العكس تماماً بأن خرجت حركة حماس من المعركة أكثر تماسكاً وأكثر صلابة وخرجت بخبرة قتالية عالية ستمكنها دون شك في المستقبل من تعظيم قدراتها وتحسين أدائها في الميدان، بالإضافة إلى اتساع شعبيتها وحضورها الرسمي هي وبقية فصائل المقاومة الأخرى ليس فقط على مستوى الشارع الفلسطيني في الداخل وفي الشتات، وإنما على مستوى العالم العربي والإسلامي إن لم يكن العالمي أيضاً، والأهم من ذلك أن هذه المعركة أسهمت في عودة قضية فلسطين إلى الساحة الدولية بقوة بالتزامن مع تراجع سُمعة الصهاينة في العالم.
وبعد أن عجزت الحملة الصهيونية عن تحقيق هدفها السابق، عمدت إلى خفض مستوى سقف أهدافها، فأصبح الهدف بعد ذلك هو منع إطلاق الصواريخ على المستوطنات القريبة من القطاع، ومن المعروف أن هذا الهدف أيضاً قد فشل فشلاً ذريعاً، بل أصبحت الصواريخ تطال أهداف أبعد من الأهداف التي كانت تطالها قبل بدء العدوان. كما فشلت كذلك في الوصول إلى الجندي الأسير "جلعاد شاليط" أو حتى معرفة مصيره. ولكي تخرج من المعركة بماء الوجه أمام شعبها، فقد سارعت حكومة الاحتلال إلى عقد معاهدة تفاهم مع الإدارة الأمريكية محاولة إقناعهم بأنها خرجت بتحالف دولي لمنع تهريب الأسلحة إلى المقاومة الفلسطينية، وهنا يثور سؤال بديهي لا شك أن الجميع يعرف جوابه، وهو: هل كانت حكومة الاحتلال الصهيوني بحاجة لشن هذه الحرب بهذا الحجم حتى تقنع الولايات المتحدة لتوقيع مثل هذه الاتفاقية؟. بالتأكيد لا، لأن الواقع أثبت أن الإدارة الأمريكية الحالية متصهينة في سياساتها إزاء المنطقة ربما أكثر من الصهاينة أنفسهم. لذلك فإن الحقيقة هي أنه عندما عجزت الحملة العسكرية عن تحقيق أهدافها تلك، فلم يكن أمام قادة الصهاينة من بد إلا الذهاب إلى واشنطن والخروج بما يحفظ ماء وجوههم أمام العالم وأمام من وعدوهم بالنصر الساحق فكانت الهزيمة من نصيبهم.


نقلاً عن التجديد العربي

هدير الرعد
01-22-2009, 05:38 PM
أمرين في غاية الأهمية ينبغي أن لا نغفلها عند النظر إلى ما يجري على الساحة: الأول وهو أن الأخوة في مصر قد ألزموا أنفسهم وفقا لاتفاقية معاهدة كامب دايفد بعدم دعم أي أنشطة معادية لإسرائيل، وهم الآن لا يستعطيعون فعل عكس ما تقول به هذه الاتفاقية، لكنهم في نفس الوقت لا يستطيعون ترك أطراف أخرى بالقيام بهذا الدور خصوصاً إيران خوفاً على مكانة مصر الإقليمية، وبالتالي فإن القيادة المصرية تحاول دائماً جر كل الأطراف العربية بما فيها فصائل المقاومة إلى ما تسميه الخيار الاستراتيجي الوحيد المتمثل في السلام، ليتناغم ذلك مع ما تستطيع عملياً تقديمة هي، ومن هنا علينا أن نفهم سبب معاداة مصر لإيران، وعلينا أن نطرح السؤال التالي: إذا كانت مصر قد ألزمت نفسها بهذه الاتفاقية، فلماذا ينبغي على بقية العرب وخصوصا الفلسطينيون تنفيذ بنود اتفاقات لم يكونوا أطراف فيها ولا تخدم قضيتهم؟.
أما الثاني فهو أن حركة حماس سنية ولم تلجاء إلى إيران لمساعدتها إلا بعد أن أعياها التعب من الجري وراء العرب من دون جدوى، فهذه إيران تمد المقاومة بالدعم السياسي والعسكري للدفاع عن نفسها .. فهل ارتكبت جريمة في هذا الأمر؟.

كتائب يافع
01-23-2009, 11:44 PM
شكرا لك هدير الرعد على إدلائك بتلك المعلومات.........وإلى الأمام في إبداعاتك

هدير الرعد
01-28-2009, 09:11 PM
اسرائيل الخاسر الأكبر
عبد الباري عطوان


28/01/2009

http://www.alquds.co.uk/images/empty.gif
يدور جدل ساخن هذه الايام في اوساط سياسية واعلامية عربية، وفلسطينية على وجه الخصوص، حول كيفية تقييم نتائج حرب الثلاثة اسابيع التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة، من منظار الربح والخسارة، فأنصار حركات المقاومة يؤكدون انهم الطرف المنتصر، واعداء هذه الحركات، وفي معسكر محور الاعتدال العربي، ومن ضمنه رموز السلطة في رام الله، يرون عكس ذلك تماما، ويسخرون من ادعاءات النصر هذه، مستخدمين ما حدث من قتل ودمار وتشريد ذخيرة لدعم حججهم هذه.
لا نريد ان نقع في فخ حالة الاستقطاب المستعرة حاليا في المنطقة، ونفضل ان نناقش الامور بطريقة اكثر تعقلا، خاصة ان الحقائق بدأت تتضح على الارض، بعد ان توقف العدوان الاسرائيلي على القطاع، ولو مؤقتا، وبدأ الاهتمام ينصبّ حاليا على قضايا الاعمار، والاموال المخصصة لها، والجهة الأنسب للقيام بهذه المهمة.
لنقف في معسكر المناهضين للمقاومة، وحركة 'حماس' على وجه التحديد، ونفترض جدلا انها لم تنتصر، او ان نصرها كان باهظ الثمن، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عما اذا كان الطرف المعتدي هو الذي انتصر في هذه الحرب، وحقق كل اهدافه من ورائها؟
علمتنا تجارب الحروب السابقة ان الطرف المنتصر يحقق اهدافه في نهاية المطاف، ويفرض شروط الاستسلام على الطرف الآخر الذي لا يجد امامه اي خيار آخر غير القبول، والتوقيع على الوثائق المقدمة امامه دون مناقشة، مثلما حدث في نقطة صفوان، وبعد هزيمة العراق في حرب عام 1991، او معاهدة فرساي الشهيرة بعد الحرب العالمية الاولى، وهناك امثلة عديدة في هذا الصدد. فهل وقعت فصائل المقاومة الفلسطينية صكوك الاستسلام هذه، بعد ان رفعت الراية البيضاء، ورضخت لشروط المنتصر؟
الاجابة قطعا بالنفي، فالمقاومة ظلت تدافع عن ارضها وكرامة شعبها حتى اللحظة الاخيرة، ولم تطلب مطلقا وقف اطلاق النار وفق شروط المعتدي، ورفضت المبادرة المصرية بصيغتها المطروحة، وابدت تحفظاتها عليها دون تردد، الامر الذي دفع القيادة السياسية الاسرائيلية الى اتخاذ قرار وقف العدوان من جانب واحد، وسحب جميع قواتها من قطاع غزة تقليصا لخسائرها السياسية والعسكرية.

نستطيع ان نقول، وباطمئنان المؤمن، ان اسرائيل لم تكسب هذه الحرب عسكريا، وخسرتها سياسيا، وخرجت منها الطرف الاضعف، رغم ما خلّفته من دمار واعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، ودليلنا على ذلك كما يلي:
اولا: اذا كانت اسرائيل هي الطرف المنتصر فعلا، فلماذا تستجدي العالم بأسره لارسال فرقاطاته لمراقبة سواحل قطاع غزة، ولتوقيع اتفاقات امنية مع الادارة الامريكية لمنع تهريب الاسلحة الى القطاع؟
ثانيا: من الواضح ان اسرائيل تتعامل مع قطاع غزة، وحركات المقاومة فيه، كما لو انها دولة عظمى تهدد الامن الاسرائيلي، وتملك قدرات هائلة، في الحاضر او المستقبل، يمكن ان تشكل في مجملها تحديا وجوديا للدولة العبرية.
ثالثا: ضخّمت العجلة الدعائية الاسرائيلية بشكل مبالغ فيه مسألة أنفاق رفح، واجرت وما زالت تجري اتصالات مع دول عظمى، ومع الحكومة المصرية، لتعزيز الاجراءات الامنية على الحدود، واستيراد احدث ما انتجته التكنولوجيا الحديثة لتوظيفها في هذا الخصوص. فطالما ان اسرائيل انتصرت، والمقاومة هزمت، فلماذا لم تحتل القوات الاسرائيلية ممر صلاح الدين، او فيلادلفي، مثلما كان عليه الحال قبل انسحابها، وتتولى هذه المسؤولية بنفسها، ودون الحاجة الى الآخرين؟
رابعا: الحروب تتم في معظم الاحيان لتحقيق اهداف سياسية للذين يتخذون قرار اطلاق الرصاصة الاولى، وتجييش الجيوش لخوضها، فما هي الاهداف السياسية التي حققتها القيادة السياسية الاسرائيلية من هذه الحرب، فهي لم تغير سلطة 'حماس' في القطاع، ولم تمنع اطلاق الصواريخ، ولم تعد سلطة رام الله الى سرايا القطاع (مقر الاجهزة الامنية).
خامسا: من المفترض ان تكون اسهم المنتصرين في هذه الحرب قد ارتفعت في استطلاعات الرأي قبل اسبوعين من الانتخابات الاسرائيلية العامة (ستجرى يوم 10 شباط/فبراير المقبل)، ولكن ما نراه ان اسهم اليمين الاسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو الذي لم يخض هذه الحرب هي المرتفعة (29 مقعدا حتى الان) بينما تنخفض اسهم حزب 'كاديما' بزعامة تسيبي ليفني (26 مقعدا)، اما ايهود باراك وزير الدفاع الذي كان يحصي عدد المقاعد الاضافية التي حصل عليها حزبه (العمل) في هذه الحرب، بينما كان الفلسطينيون يحصون جثث شهدائهم، فالمؤشر البياني يؤكد تحسنا بسيطا في حظوظه الانتخابية، وهو تحسن مرشح للتراجع في كل يوم يتكشف فيه حجم الكارثة السياسية التي لحقت بالدولة العبرية على الصعيدين الداخلي والخارجي.

من يريد تثبيت النصر الاسرائيلي، وهزيمة المقاومة في قطاع غزة هم حكومات دول محور الاعتدال، وليس ابناء الشعب الفلسطيني، والشعوب الاسلامية قاطبة التي انتصرت لصمود المقاومة، ونزلت الى الشوارع بالملايين لاظهار مساندتها، وادانتها لمواقف انظمتها المتخاذلة، الامر الذي يؤكد تواطؤ هذه الحكومات مع العدوان، والتقاء اهدافها مع نظيرتها الاسرائيلية في حلم القضاء على آخر ثغور المقاومة المسلحة في فلسطين المحتلة.
لنكن صريحين، ونعود بالأمور الى بداياتها، فالمقاومة في قطاع غزة لم تقل ابدا انها ستفتح تل ابيب، وتحرر المسجد الاقصى وكنائس القدس المحتلة، وكل ما قالته في ادبياتها انها ستتصدى لاي عدوان اسرائيلي بكل ما اوتيت من قوة، وهذا ما فعلته بإعجاز غير مسبوق في اي معارك سابقة داخل الاراضي المحتلة، باستثناء صمود الابطال المدافعين عن مخيم جنين في مواجهة عدوان اسرائيلي مماثل، وللهدف نفسه.
هذه المقاومة تشكل مصدر قلق مشترك لأنظمة الاعتدال العربية واسرائيل، لانها تجمع بين أمرين أساسيين وهما: الارادة والايمان الداعم لها. فالغالبية الساحقة من الانظمة العربية تفتقد الى الاثنين معا. وهذا ما يفسر هرولتها الى الولايات المتحدة في السابق، واسرائيل الآن، لخوض حروبها نيابة عنها، مع تغطية النفقات كاملة من ارصدة شعوبها وأجيالها المقبلة، فلجأت الى امريكا لتخليصها من 'خطر' النظام العراقي السابق، وحركات المقاومة الاسلامية والقومية التي ظهرت في العراق كرد فعل على الاحتلال، وها هي تلجأ الى اسرائيل لتخليصها من الحركات الاسلامية في القطاع، على أمل ان تنجح اسرائيل فيما فشلت في تحقيقه في حربها صيف عام 2006 على جنوب لبنان.

أليس غريباً ان يتوحد العالم الغربي بأسره مع اسرائيل والسلطة الفلسطينية ودول محور الاعتدال العربي حول هدف واحد هو كيفية منع وصول أسلحة الى المقاومة في قطاع غزة؟ الا يعكس 'تحالف الخائفين' هذا مدى أهمية، وخطورة، وتميز هذه المقاومة، مما يحتم ضرورة الالتفاف حولها ومساندتها؟
نقول، وباختصار شديد، ان الخاسر الأكبر في 'حرب غزة' الاسرائيلية هو اسرائيل وأنصارها في الغرب، وحلفاؤها القدامى ـ الجدد في الوطن العربي. فيكفي ان هؤلاء وإعلامهم في حال دفاع عن النفس، وهذه ليست من مواصفات المنتصرين في الحروب. فالعالم الغربي، ونحن نتحدث هنا عن الشعوب، أو قطاع عريض منها في حالة غليان وغضب شديد، يترجم عملياً في مسيرات احتجاجية، وجهات قانونية تطالب بلجان تحقيق في جرائم الحرب، والاستخدام المفرط لأسلحة محرمة دولياً، ودعوات متزايدة للتعامل مع اسرائيل كدولة عنصرية مارقة، اسوة بالنظام العنصري السابق في جنوب افريقيا، ومقاطعة كل منتوجاتها.
حتى الاعلام الغربي الذي كان السلاح الاسرائيلي الاقوى للتضليل وتشويه الحقائق، بدأ ينقلب تدريجياً وبسرعة ضد اسرائيل، واصبح اللوبي اليهودي المؤيد لها يلوذ بجحوره بعد ان خسر زمام المبادرة كلياً. فقد انقلب السحر على الساحر.
من حق المقاومة وبعد كل ما تقدم ان تعلن انتصارها في هذه الجولة، وان تواصل استعداداتها لجولات مقبلة، وعلينا ان نتذكر جميعاً ان المؤشر البياني لحروب اسرائيل في هبوط، بينما مؤشر المقاومات العربية والاسلامية في صعود. فقد انتهى الزمن الذي كانت تكسب فيه اسرائيل جميع حروبها، ولسبب بسيط هو ان خصومها ليسوا جنرالات متكرشين تتلألأ اوسمة الهزائم على صدورهم، وانما هم أناس امتلكوا أهم مقومات النصر: الايمان والارادة.

هدير الرعد
01-28-2009, 09:15 PM
قراءة في حسابات النصر والهزيمة شاكر الجوهري (http://www.arabrenewal.org/authors/104/%D4%C7%DF%D1-%C7%E1%CC%E6%E5%D1%ED) | نشر 01/19/2009 | قضايا ومناقشات (http://www.arabrenewal.org/categories/%DE%D6%C7%ED%C7-%E6%E3%E4%C7%DE%D4%C7%CA/) |
شاكر الجوهري
http://www.arabrenewal.org/authorpics/bcf3627d5d7c748721277e7e1612c221.png

عرض جميع مقالات شاكر الجوهري (http://www.arabrenewal.org/authors/104/%D4%C7%DF%D1-%C7%E1%CC%E6%E5%D1%ED)

قراءة في حسابات النصر والهزيمة

كيف يمكن أن يكون انتصارا للمقاومة الفلسطينية ذاك الذي تم التوصل له بين حركة "حماس" وبقية فصائل المقاومة واسرائيل من خلال وساطة مصرية..؟ بل هل تم أصلا التوصل إلى اتفاق بين المقاومة واسرائيل من خلال مصر، فيما الجميع بات يعرف أن اسرائيل أعلنت وقفا لإطلاق النار من جانب واحد ليلة الأحد/الإثنين، رفضته حركة "حماس"، لتعود وتعلن مع بقية الفصائل وقفا للنار من جانبها لمدة اسبوع واحد، اعتبارا من عصر الإثنين، وبفارق عدة ساعات عن توقيت وقف النار الإسرائيلية..؟!
ولم تكون مصر هي الوسيط، في حين بات كل طفل عربي، وليس فقط كل عربي عاقل يتهم نظام مبارك بالتآمر على المقاومة الفلسطينية..؟
مشهد ضبابي يحتاج إلى إجلاء الكثير من التفاصيل التي لم تصبح كلها متاحة لدى كتابة هذا المقال.
الثابت هو أن وساطة مصرية بذلت بين الجانبين للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، جراء ثلاث رغبات:
1. رغبة مصرية، لأن النظام المصري فوجئ بطول فترة الحرب جراء صمود مقاتلي "حماس"، وبقية فصائل المقاومة في الميدان، وعجز اسرائيل عن تحقيق الإنتصار؛ تماما كما فوجئ بحجم ردة فعل الرأي العام المصري، الذي عمت مظاهراته ومسيراته واعتصاماته مختلف المدن والبلدات المصرية، بوتيرة غير مسبوقة في تاريخ مصر، وتنذر بما هو أخطر من عواقب حريق القاهرة سنة 1952 الذي مهد لقيام ثورة 23 يوليو (تموز) من ذات العام، أو بثورة شعبية من النمط الذي أطاح مطلع تسعينيات القرن الماضي بأنظمة الحكم الشمولية لدول المنظومة الإشتراكية بالتتابع.
2. طول فترة الحرب جعل مبارك يستشعر حجم المخاطر الجسيمة التي بات يتعرض له نظامه، إن ليس إلى حد اطاحته، وهذا كان متوقعا جدا، فإلى حد حيلولة الشعب المصري دون توريث حكمه لإبن جمال..!
3. رغبة اسرائيلية تنبع من ثلاثة عوامل:
أ ـ عدم رغبة الجيش الإسرائيلي، الناتجة عن عدم قدرته على تحمل عواقب الإقدام على اقتحام المدن والتجمعات السكانية الفلسطينية في قطاع غزة.
لقد أسست الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في هذه الحرب على تطويق وقصف وتدمير التجمعات السكانية الفلسطينية بهدف ارغام المقاومة الفلسطينية على التسليم بالإملاءات السياسية الإسرائيلية (الهزيمة)، فيما أسست الإستراتيجية الفلسطينية المقاومة على العمل على استدراج الجيش الإسرائيلي إلى داخل التجمعات السكانية، بهدف شل وتقليل فعالية مدرعاته وطيرانه، والإشتباك مع الجيش الإسرائيلي على نحو مباشر.
ب ـ عدم تعريض النظام الرسمي العربي إلى مخاطر تتهدده بالسقوط في حالة إطالة أمد الحرب أكثر، وذلك لأسباب تتصل بالمصالح الإسرائيلية والأميركية سواء بسواء..
المصالح الإسرائيلية لأنها تتأثر سلبا، وعلى نحو خطير في حالة قيام أنظمة حكم راديكالية على غرار الأنظمة التي بذلت كل المؤامرات لإسقاطها من قبل (جمال عبد الناصر وصدام حسين)، ويكون من شأن الأنظمة البديلة المتوقعة أن تنضم إلى جبهة الممانعة (سوريا وإيران).
والمصالح الأميركية لأنها تتأثر بما تتأثر به المصالح الإسرائيلية لهذه الجهة، كون اسرائيل قاعدة عسكرية اسرائيلية متقدمة في المنطقة، ويضاف إلى ذلك مصالحها النفطية.
للتذكير لقد تم اجتياح العراق واحتلاله (2003) حفاظا على مصلحتين استراتيجيتين اميركيتين: اسرائيل والنفط..!
ج ـوجود استحقاقين سياسيين مهمين يمليان على اسرائيل الإسراع في إنهاء الحرب، قبل أن يحين اجليهما: موعد تولي الرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما الحكم في الولايات المتحدة الأميركية في العشرين من الشهر الجاري (تم إعلان وقف إطلاق النار الإسرائيلية اعتبارا من فجر 18 الجاري)، الذي لم يكن بالإمكان المغامرة بمواصلة الحرب إلى حين يتولى سلطاته الدستورية، لعدم توفر معرفة يقينية بالموقف الذي يمكن أن يتخذه، وهو الرئيس الذي فاز على قاعدة برنامج انتخابي بشّر الأميركيين بتغيير سياسات بلدهم الداخلية والخارجية؛
والإنتخابات العامة الإسرائيلية في العاشر من الشهر المقبل، وهو تاريخ يحتاج ويستدعي تقديم قصة انتصار للناخب الإسرائيلي ليعيد انتخاب أحزاب حكومة كاديما ـ العمل.
4. رغبة فلسطينية تنبع من عوامل مختلفة تتلخص في:
أ ـ عدم جدوى اطالة أمد الحرب كونها تأتي لتدمر البنية التحتية الفلسطينية دون توفر آفاق تحقيق انتصار نهائي يزيل الدولة العبرية من الوجود، أو يفرض عليها التسليم بالأمر الواقع الفلسطيني.
فالمقاومة الفلسطينية انتقلت من حرب الغوار إلى مرحلة البدء في تأسيس جيش التحرير الشعبي، لكن تأسيس هذا الجيش لم يكتمل، وهو بالتالي لم يصبح مؤهلا بعد لإنجاز مهمة التحرير الكامل والشامل. وعليه، فإنه ليس من مصلحته تعجل معركة شمولية قبل اوانها، من شأن خوضها أن يعرضه لأخطار جسام، تتهدده بهزيمة كبيرة تتمثل في امكانية انفضاض الشعب من حوله، ما دام الشعب هو الذي يقتل وتدمر ممتلكاته ومصالحه في هذه الحرب، دون أن يرى على الأرض امكانية حقيقية لتدمير الدولة العبرية.
أليس الشعب هو الماء الذي يجب أن تعيش بين صفوفه قوى الثورة والتحرير..؟! وأليس هو التربة التي تحتضن هذه القوى حتى تتحول إلى جيش تحرير شعبي قادر على انجاز مهماته..؟!
لهذا، التقت ارادات ومصالح جميع الأطراف المعنية مباشرة بالحرب على ضرورة وقف إطلاق النار، ما دام استمرار إطلاق النار يتهدد مصالح الأطراف الثلاثة المشار ليها..
غير أنه لا بد من التمييز بين مصالح كل طرف والطرفين الآخرين..
اسرائيل كمنت مصلحتها في عدم تعريض جيشها لهزيمة أكثر وضوحا، ما دام قد تبين عدم قدرته على تحقيق الأهداف التي أرسل إلى الحرب من أجل انجازها..!
نظم مبارك لأن إطالة أمد الحرب يتهدده بالسقوط العاجل، أو الآجل قليلا..
العاجل بما يعنيه من إسقاط شخص مبارك..
والآجل بما يعنيه من افقاد إبنه جمال بعد وقت قصير امكانية وراثة الأب الذي تجاوز الثمانين من عمره، أو اسقاطه بعد فترة وجيزة من توليه الخلافة..
هذه هي الخلافة التي يؤمن بها، ويسعى اليها النظام العربي..!!
وهي ما لا ندعو له على أي حال، لأسباب ليس هنا مجال تفصيلها.
هذه الحسابات والمصالح هي ما يدعو الأطراف الثلاثة إلى قبول وقف إطلاق النار، بغض النظر عن التفاصيل التي يمكن أن تؤدي إلى تحقيق هذا الهدف الذي التقت عليه مصالح كل الأطراف، وإن استدعى الأمر أكثر من سيناريو لإعلان القرار..
سيناريو النظام المصري، استدعت مصلحته التحول (للأسباب المذكورة) من التواطئ شبه المعلن مع "الحليف الإسرائيلي"، وهو يخطط ويتكتك من أجل القضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وتوفير الغطاء السياسي له، وتحميله المقاومة مسؤولية العدوان، ومشاركته العمليات العسكرية واللوجستية المضادة (حصار معبر رفح)، وهدم الأنفاق، ومنع تهريب السلاح للمقاومة، بالتزامن والتوازي مع خطة كيت دايتون التي تعكف على تنفيذها في الضفة الغربية سلطة عباس ـ فياض..
استدعت مصلحته التحول من تعجل القضاء على المقاومة إلى العمل من أجل العودة إلى هدنة جديدة يجب أن يتواصل خلالها العمل على الإمعان في محاصرة المقاومة، وحرمانها من وسائل الدفاع عن النفس.
هذه بالتحديد أهم المهمات المعلنة لقمة شرم الشيخ..!
وهي ذات المهمة التي ذهبت تسيبي ليفني إلى واشنطن من أجل تحقيقها من خلال الإتفاق الذي وقعته مع كونداليزا رايس..!
قمة شرم الشيخ واتفاقية ليفني ـ رايس مهمتهما العمل على اضعاف "حماس" وبقية فصائل المقاومة، تهيئة للجولة المقبلة من الحرب.
وكذلك في هذا الإطار، اقحام اميركا ودول اوروبية أخرى في مهمة فرض ومواصلة الحصار التسليحي المفروض على المقاومة..!
اتفاق ليفني ـ رايس يهدف في الأساس إلى امرين:
الأول: إثارة الطمأنينة في نفوس الإسرائيليين.
الثاني: تولي اميركا هذه المهة نيابة عن اسرائيل، وذلك لأسباب تتعلق بالإقرار بفشل اسرائيل في القيام بهذه المهة سابقا، والرغبة في تحمل اميركا كلفتها المالية، واستخدام التقنية الأميركية في المراقبة والمتابعة واعتراض السفن في البحر وتفتيشها.
وما دامت المراهنة على ضرورة قلب الرأي العام الفلسطيني ضد المقاومة، هي الأساس في أي مؤامرة مقبلة، فلا بد من مواصلة تحميل "حماس" المسؤولية عن الحرب، والعمل على حرمانها من دورها المفترض من خلال حكومتها في غزة في توزيع المساعدات الدولية على الشعب المنكوب، وإظهارها في موقف المهزوم، وتحميلها كذلك مسؤولية العمل على اطالة أمد الحرب، وذلك من خلال "التكتكة" مع "الحليف الإسرائيلي ليعلن وقف إطلاق النار من جانب واحد..
والأهم من كل ذلك هو الإصرار على ابرام هدنة مع هذا الطرف المهزوم لمدة عشر سنوات، والزامه بنتائج المفاوضات غير المباشرة التي جرت مع اسرائيل من خلال الوسيط المصري..!
يريدون هدنة طويلة الأمد تفقد المقاومة أمام الشعب الفلسطيني سبب ومبرر وجودها، وسبب بقائها في السلطة..!
سيناريو حكومة اسرائيل استدعى إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، بهدف تسويق اكذوبة الإنتصار، وتحقيق كامل أهداف الحرب، وحث الناخب الإسرائيلي على إعادة انتخاب أحزاب هذه الحكومة.
لكن الرأي العام الإسرائيلي لا يصدق هذه الأكاذيب، تماما كما هو الرأي العام المصري لا يصدق اكذوبة "الدور المنقذ" الذي يزعمه النظام لنفسه، بدلا من الدور المتآمر الذي لعبه على أرض الواقع..!
هذا ما يؤكده المصريون العاديون من خلال اتصالهم بوسائل الإعلام العالمية.
وهذا ما يؤكده بنيامين نتنياهو المنافس القوي على رئاسة الحكومة المقبلة في اسرائيل، وكذلك الصحافة الإسرائيلية التي لا مصالح انتخابية لها..!
أما سيناريو المقاومة الفلسطينية، فقد ركز على تأكيد الإنتصار من خلال رفض وقف إطلاق النار استجابة للقرار الإسرائيلي ما دام قد أعلن بلغة تزعم الإنتصار، ثم إعلان وقف مؤقت لإطلاق النار حرصا على مصالح الشعب الفلسطيني في نفض آثار الحرب عن المجتمع (دفن الشهداء، ترميم ما يمكن ترميمه من المنازل المدمرة أو المصابة، وتدبر وسائل استئناف الحياة..إلخ.) يتوقع أن يعقبه خرق محدود خلال الأيام التالية يفرض تدخل الأطراف المتضررة من نتائج واحتمالات استئناف الحرب وطول امدها، ليتم إعلان وقف للنار لفترة أطول، بموجب اتفاق فلسطيني ـ اسرائيلي في هذه المرة..!
أما قبول المقاومة بدور الوساطة للنظام المصري، فهذا أمر تفرضه الجغرافيا التي جعلت من مصر الجار العربي الوحيد لقطاع غزة، وعدم وجود مصلحة فلسطينية بإعلان مقاطعته، أو في تقديم مبررات للنظام المصري ليصعد مواقفه المعادية للمقاومة..
والأهم من كل هذا وذاك، هو وجود مصلحة فلسطينية مصرية مشتركة في هذا الأوان، وإن لحسابات مختلفة كما بينا من قبل، تتمثل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وبدء عمليات الإغاثة عبر الحدود المصرية.