تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نبواءات آخر الزمان !!!


الماسه*
01-22-2009, 08:30 PM
الى كل من يحاول ان يغلق عينيه عما يشاهده من ظلم وفظائع وان يصم اذنيه عما قاله رسوله وان يخرس شفتيه عن قول الحق "بدعوى الواقعيه"..اقرأوا معي نبوءآت نبيكم للذكرى..
عسى الذكرى تنفع المؤمنين..

النبوءات

إن المستقبل مجهول للإنسان، وكل ما يستطيع أن يتصوره الإنسان بالنسبة للمستقبل هو من باب التوقعات التي تعتمد على المقدمات المؤدية للنتائج، وحتى في هذه فمهما أوتي الإنسان من صدق الحدس، وقوة الإدراك، فإن كلامه يبقى من باب التوقعات التي يمكن ألا تقع، أما في حالة عدم وجود المقدمات التي تؤدي إلى النتائج، فالمسألة تبقى من باب التخرصات أو التبوهمات، ووقوعها في هذه الحالة من قبيل المصادفات، وعدم وقوعها هو الأصل، لقد تنبأ اليهودي الشيوعي الخبيث” ماركس” أن الثورة الشيوعية ستكون في ألمانيا وإنكلترا، وكان يستبعد أن تقوم في روسيا فكانت في روسيا لملابسات خاصة ولم تكن في ألمانيا أو إنكلترا.

فإذا ما وجدنا ظاهرة عند إنسان، هذه الظاهرة هي أنه تحدث عن المستقبل حديثاً ما خرمه المستقبل، ولا في جزء من أجزائه، فنحن إذن أمام ظاهرة تحتاج إلى تحليل وتعليل، وليس كلامنا هنا إلا في حالة التصديق الكامل من الواقع للنبوءة الثابتة، فليس كلامنا إذن في التوقعات، وليس كلامنا في التكهنات الكهنية التي يكذب الواقع عشرات منها، وليس كلامنا في النبوءات المدَّعاة التي يُدَّعى أنها قيلت قبل وقوع مضمونها، والحقيقة أنها قيلت بعده، وليس كلامنا في أمر بُيّتَ فتنبأ بوقوعه بعض مَنْ بَيَّته، وليس كلامنا في إنسان تحققت بعض نبوءاته وكذب الواقع بعضها، وليس كلامنا في نبوءة كانت عن رؤيا منام أو ما يشبه رؤيا منام، وليس كلامنا في نبوءة صدرت عن تابع نبي فكانت كرامة له باتباعه لهذا النبي.

وإنما كلامنا في إخبار عن المستقبل المجهول، عن رجل يقول عن نفسه أنه رسول، ويتحقق هذا المستقبل تحققاً تاماً لا يخرم منه شيء، فتلك إذن نبوة لا شك فيها واتصال بالله عالم الغيب والشهادة لا شك فيه.

هكذا يذكرون عن التوراة وهكذا ذكر القرآن يقول الله في القرآن: {عَالِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ} الجن: 26، 27.

ويذكرون عن التوراة: ( فإن أحببت وقلت في قلبك كيف أستطيع أن أميز الكلام الذي لم يتكلم به الرب فهذه تكون لك آية إن ما قاله لك النبي باسم الرب ولم يحدث فهذا الرب لم يكن تكلم به بل ذلك النبي صورة في تعظيم نفسه ولذلك لا تخشه ). الباب الثامن عشر من كتاب الاستثناء التثنية 22.

وهذه نبوءات تحدث بها السيد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تجعلك على مثل الشمس وضوحاً، أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه لا ينطق عن الهوى والذي نعرضه هنا في هذا الفصل قليل من كثير نجتزئ به حتى يأخذ الإنسان صورة واضحة المعالم عن هذا الموضوع ومن أراد التوسع فعليه بالكتب التي استقصت هذه الأبحاث، وسترى في الأمثلة التي سنذكرها نبوءات عن حوادث معينة لأشخاص معينين ونبوءات وقعت قديماً وأخرى نراها الآن. ونبوءات عن حوادث خاصة أو عامة تقع للأمة الإسلامية أو فيها قريباً من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم أو بعيداً وهذه هي الأمثلة فتأملها:

1 – روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم أُحداً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال: اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان.

هذه نبوءة تذكر أن عمر وعثمان يستشهدان. وقد قتل عمَر أبو لؤلؤة، وقُتل عثمان في الفتنة المعروفة.

2 – وفي الصحيحين واللفظ لمسلم عن أبي موسى الأشعري: أنه توضأ في بيته ثم خرج فقال: لألزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأكونن معه يومي هذا، فجاء المسجد فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: خروج وجه ههنا، فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر ( أريس )، فجلست عند الباب وبابها من جريد حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته وتوضأ، فقمت إليه فإذا هو قد جلس على بئر ( أريس ) وتوسط قفها ( حافة البئر ) وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب فقلت لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم فجاء أبو بكر فدفع الباب فقلت من هذا ؟ فقال: أبو بكر.

فقلت على رسلك ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن.

فقال: ائذن له وبشره بالجنة فأقبلت حتى قلت لأبي بكر:

ادخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة، فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في القف، ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم وكشف عن ساقيه، ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني فقلت: عن يرد الله بفلان خيراً – يريد أخاه – يأت به فإذا إنسان يحرك الباب فقلت من هذا ؟

قال: عمر بن الخطاب.

فقلت: على رسلك.

ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وقلت:

هذا عمر يستأذن فقال: ائذن له وبشره بالجنة، فجئت عمر فقلت: أذن ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في القف عن يساره، ودلى رجليه في البئر، ثم رجعت فجلست فقلت: إن يرد الله بفلان خيراً – يعني أخاه – يأت به فجاء إنسان فحرك الباب فقلت من هذا، فقال: عثمان بن عفان فقلت: على رسلك، وجئت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال:

ائذن له وبشره بالجنة مع بلوى تصيبه، فجئت فقلت: ادخل ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة مع بلوى تصيبك. وفي رواية أخرى فقال: اللهم صبراً فدخل فوجد القف قد ملئ فجلس وجاههم من الشق الآخر.

فهذه نبوءة في أن عثمان ستصيبه بلوى وقد كانت هذه البلوى هي ما حدث له في الفتنة التي أدت إلى قتله عليه الرضوان , ومما يرشح هذا المعنى ما رواه ابن عبد البر في الاستيعاب عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

“ ادعوا لي بعض أصحابي فقلت أبو بكر ؟ قال: لا. فقلت: عمر ؟ قال: لا. فقلت: ابن عمك علي ؟ قال: لا. فقلت: عثمان ؟ قال: نعم. فلما جاء قال لي بيده، فتنحيت فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يُساره ولون عثمان يتغير فلما كان يوم الدار وحصر قيل له: ألا تقاتل ؟ قال: لا. إن رسول الله عهد إلي عهداً وأنا صابر نفسي عليه.

3 – روى الشيخان عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان – وهي من خالاته من الرضاع – فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت: ما يضحكك يا رسول الله ؟

قال: ناس من أمتي عرضوا عليَّ، غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً على الأسرة.

قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك.

قالت: ما يضحكك يا رسول الله ؟

قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، كما قال في المرة الأولى.

قالت: يا رسول الله: ادع الله أن يجعلني منهم.

قال: أنت من الأولين.

وقد غزا معاوية بن أبي سفيان قبرص في سنة ثمان وعشرين هجرية ومعه من كبار الصحابة أبو ذر وأبو الدرداء وعبادة بن الصامت، وكانت مع عبادة زوجة أم حرام بنت ملحان.

4 – أخرج الشيخان أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يوماً: أيكم يحفظ ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة التي تموج كموج البحر فقال حذيفة رضي الله عنه: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها باباً مغلقاً. قال: أيفتح أم يكسر. قال: يكسر قال: إذن لا يغلق أبداً فقيل لحذيفة: من الباب ؟ قال: هو عمر قيل له: أكان عمر يعلمه ؟ قال نعم كما يعلم دون غد الليلة إني حدثته حديثاً ليس بالأغاليط.

وأخرج الطبراني عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تصيبكم فتنة ما دام هذا فيكم يعني عمر. ويروى معناه عن عثمان بن مظعون وخالد بن الوليد. ولكنا يعلم أن الفتنة بين المسلمين وقعت بعد عمر. أما الرد فلم تكن فتنة بين المسلمين، وإنما كفر بالإسلام حاربه المسلمون وهم يد واحدة.

5 – وأخرج الشيخان عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: كان علي تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان رمداً فقال:

أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فلحق به فلما كان مساء الليلة التي فتح الله في صباحها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله يفتح الله عليه، فإذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا: هذا علي فأعطاه الراية ففتح الله عليه.

ووردت القصة أيضاً من حديث ابن عمر وابن عباس وسعد وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري، وعمران بن حصين وجابر وأبي ليلى، أخرجها كلها أبو نعيم.

6 – أخرج البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن: إن ابني هذا سيد ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. فهذه نبوءة عن انقسام وفرقة وصلح بواسطة الحسن، وقد كان الانقسام وجرت الدماء ثم أصلح الله الحال عندما تنازل الحسن لمعاوية عن الخلافة، وحقن دماء المسلمين.

7 - وأخرج الشيخان عن سعد بن أبي وقاص قول رسول الله له وقد مرض بمكة حتى أشرف على الموت:” لعلك تخلف – أي تعيش – حتى ينتفع بك أقوام ويستضر بك آخرون” فشفاه الله وفتح الله العراق على يديه وهدى به أناساً أسلموا على يديه وغنموا معه. وأضر الله به ناساً من الكفار جاهدهم وقتل منهم وسبى.

8 – وأخرج الشيخان عن أبي سعيد ومسلم عن أم سلمة وأبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية قال الحافظ السيوطي: هذا الحديث متواتر رواه من الصحابة بضعة عشر.

ففي الحديث ثلاث نبوءات أن هناك فئة باغية وأن عماراً سيقتل قتلاً، وأن الفئة الباغية قاتلته وقد كان كل هذا إذ قتلته فئة معاوية ولم يكن بجانبها الحق، وقد دخل كثير من الصحابة المعركة بجانب علي بعد مقتل عمار لكون الحديث حجة له في كونه على الحق.

9 - أخرج البخاري عن عدي بن حاتم قال: بينما أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فشكا إليه الفاقة وأتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل فقال: يا عدي بن حاتم إن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله – قلت فيما بيني وبين نفسي فأين ذعار طيء الذين سعروا البلاد – ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى قلت: كسرى بن هرمز.

قال: كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك الحياة لترين الرجل يخرج ملء كفيه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد قال عدي:

قد رأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالبيت لا تخاف إلا الله وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى، ولئن طالت بكم حياة سترون الثالثة.

قال البيهقي: قد وقعت الثالثة في زمن عمر بن عبد العزيز ثم أخرج عن عمر بن أسيد عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال: إنما ولي عمر بن عبد العزيز سنتين ونصفاً، والله ما مات عمر بن عبد العزيز حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول:

اجعلوا هذا حيث ترون في الفقراء فما يبرح حتى يرجع بماله نتذكر من يضعه فيهم فلا نجد فيرجع بماله، قد أغنى عمر بن عبد العزيز الناس.

10 – أخرج الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسماً إذ أتى ذو الخويصرة فقال يا رسول الله: اعدل قال: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل، خبت وخسرت إن لم أكن أعدل. قال عمر: يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر يخرجون على خير فرقة من الناس. قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأمر بذلك الرجل فالتمس فوجد فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعته.

وأخرج مسلم عن عبيدة قال لما فرغ علي من أصحاب النهر قال: ابتغوا فيهم إن كانوا القوم الذين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن فيهم رجلاً مخدج اليد، فابتغيناه، فوجدناه فدعوناه إليه فجاء حتى قام عليه فقال: الله أكبر ثلاثاً. والله لولا أن تبطروا لحدثتكم بما قضى الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن قتل هؤلاء، قلت: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أي ورب الكعبة. ثلاث مرات.

11 – أخرج مسلم عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أنها قالت للحجاج: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” إن في ثقيف كذاباً ومبيراً. فأما الكذاب فقد رأيناه وأما المبير فلا أخالك إلا إياه” وقد روى ابن سعد والبيهقي عن عمر ما يشير إلى الحجاج، وكذلك روى الإمام أحمد والبيهقي عن الحسن ما يشير إليه، وأخرج البيهقي عن علي كذلك ما يشير إليه.

12 – وأخرج الشيخان عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده , وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله.

وأخرج البخاري عن أبي هريرة.

وأخرج الحارث بن أبي أسامة عن أبي محيريز قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فارس نطحة أو نطحتان، ثم لا فارس بعد هذا أبداً، والروم ذوات القرون كلما هلك قرن خلفه قرن.

ومعروف تاريخياً أنه بسقوط دولة الأكاسرة انتهى أمرهم تماماً ولم يستردوا ملكهم بتاتاً وبقي من يومها الأمر للمسلمين، وبسقوط دولة القياصرة في القسطنطينية انتهت دولتهم تماماً ولم يستردوها مرة ثانية وبقي من يومها الأمر للمسلمين، مع ملاحظة أن الدولة الرومانية طال أمرها حتى سقطت بيد المسلمين نهائياً، على عكس الدولة الفارسية وهذا ما أشار إليه الحديث الثاني.

13 – وأخرج أبو داود والترمذي عن سفينة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخلافة بعدي في أمتي ثلاثون سنة، ثم تصير ملكاً عضوضاً بعد ذلك وهكذا وقع خلافة أبي بكر سنتان وثلاثة أشهر وعشرون يوماً، وخلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام، وخلافة عثمان إحدى عشر سنة وإحدى عشر شهراً وثمانية عشر يوماً وخلافة علي أربع سنين وعشرة أشهر أو تسعة، وخلافة الحسن ستة أشهر فكانت ثلاثين.

والحديث الذي رواه البزار بسند حسن صحيح يتحدث بشكل واضح عن مراحل الحكم في الأمة الإسلامية، كما وقعت ونثبت هنا نص الحديث كما ورد في كتاب” الموافقات” و” الإمامة”.

“ إن أول دينكم نبوة ورحمة وتكون فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله، ثم يكون ملكاً عاضاً فيكون فيكم ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعه الله جل جلاله ثم يكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي، ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض لا تدع السماء من قطر إلا صبته مدراراً، ولا تدع الأرض من نباتها وبركاتها شيئاً إلا أخرجته”.

وواضح أن الدورين الأولين والثاني انتهيا بزوال الخلافة الراشدة، وأن الدور الثالث استمر حتى زوال الدولة العثمانية، وأن الدور الرابع هو الذي نحن فيه وأن الدور الخامس قادم بإذن الله.

14 – وأخرج مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً” والمقصود بالرحم أنهم أخوال إبراهيم بن السيد الرسول صلى الله عليه وسلم: إذ المقصود في ذلك أرض مصر والآثار في الأخبار عن فتح مصر كثيرة.

15 – وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:” وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزو الهند”. وقد غزوناها.

16 – روى الستة إلا النسائي عنه عليه الصلاة والسلام:

“ لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرَقة” وينطبق الوصف تماماً على التتار، أما أصحاب نعال الشعر فقد ذكر البيهقي: أن قوماً من الخوارج بناحية الري وكانت نعالهم الشعر وقوتلوا.

17 – أخرج أبو يعلى عن معاوية بن خديج رضي الله عنه قال: كنت عند معاوية فأتاه كتاب عامله أنه أوقعَ بالترك وهَزمهم فغضب معاوية من ذلك ثم كتب له لا تقاتلهم حتى يأتيك امرؤ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” لتظهرن الترك على العرب حتى تلحقها بمنابت الشيح والقيصوم” وهما نبتان يوجدان في بلاد العرب وقد حدث أن السلطان خلال أربع مائة عام كان للترك على العرب إلا مناطق الصحراء.

18 – روى البخاري” لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة وحتى يبعث دجالون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله”.

وفي حديث ابن الزبير.

“ بين يدي الساعة ثلاثون كذاباً”.

وأخرج أحمد عن حذيفة بسند جيد” سيكون في أمتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون، أربعة نسوة إني خاتم النبيين لا نبي بعدي”.

وقد ظهر كثير من هؤلاء الكذابين حتى الآن ولعل أبرزهم في عصرنا غلام أحمد القادياني الذي ادعى أنه نبي نسخت به شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ومن هذه السلسلة الخبيثة مسيلمة، والأسود العنسي وسجاح.

19 – روا البخاري والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة” لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى”. وروى ابن شيبة وأحمد والحاكم صححه عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليت شعري متى تخرج نار من جبل وراق تضيء لها أعناق البخت ببصرى كضوء النهار” ويبدو أن الحديث هنا عن بركان عظيم يخرج من أرض الحجاز من مكان عينه الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقد وقع هذا.

قال النووي: تواتر العلم بخروج هذه النار عن جميع أهل الشام قال السمهودي: وكانت في زمنه وكان ابتداء الزلزلة بالمدينة مستهل جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وستمائة لكنها كانت خفيفة فلم يدركها بعضهم مع تكررها، واشتدت في يوم الثلاثاء وظهرت ظهوراً عظيماً ثم في ليلة الأربعاء ثالث الشهر في الثلث الأخير من الليل حدثت زلزلة عظيمة جداً أشفق الناس منها واستمرت تزلزل بقية اليوم ثم إلى يوم الجمعة ولها دوي أعظم من الرعد فتموج الأرض وتتحرك الجدران حتى وقع في يوم واحد دون ليلته ثماني عشرة حركة.

وكانت هذه كلها مقدمات لظهور هذه النار وقد وصف القسطلاني في كتاب أفرده لهذه الحادثة هذه النار:

“ إن ضوءها استولى على ما بطن وما ظهر حتى كأن الحرم والمدينة قد أشرقت بهما الشمس وتأثر من لهيبها النيران، وصار نور الشمس على الأرض يعتريه صفرة، ولونها هي يعتريه حمرة والقمر كأنه كسف”.

وقال القسطلاني كذلك:” أنها لم تزل مارة على سبيلها وهي تسحق ما والاها وتذيب ما لاقاها من الشجر الأخضر والحصى، وإن طرفها الشرقي آخذ بين الجبال فحالت دونها ثم وقفت، وإن طرفها الشامي وهو الذي يلي الحرم اتصل بجبل يقابله يقال له وعيرة على قرب من شرقي جبل أحد”.

وقد ذكر هذه النار السمهودي في تاريخ المدينة، وذكرها القاضي سنان والقاشاني والعماد بن كثير والمطري وغيرهم...

20 - وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم” وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان”.
21 – روى مسلم عن أبي هريرة قال:” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما بعد. قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت”.

وروى الإمام أحمد والحاكم عن ابن عمر:

“ يكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر حتى يأتوا أبواب المساجد. نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن /////////////////////////ات، لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدَّمهم كما خدمتكم نساء الأمم قبلكم”.

ولعل أدق وصف لما عليه وضع النساء في زماننا من تبرج وعري تثن وميوعة وفتنة، هو ما وصفهن به الحديث الشريف، وهذا لا شك معجزة واضحة. إذ ما كان أحد يستطيع أن يتصور أن تصبح المرأة المسلمة في مثل هذه الحالة التي عليها الآن، حتى إنك لو كنت في بداية هذا القرن الرابع عشر الهجري لما استطعت أن تتصور بشكل من الأشكال هذا الوضع الحاضر لامرأة أصلها مسلمة.

22 – أخرج أبو داود والبيهقي عن ثوبان رضي الله عنه قال:” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ ؟

قال: بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن. قيل وما الوهن يا رسول الله: قال حب الدنيا وكراهية الموت”.

والمراقب لوضع المسلمين منذ ظهور ما يسمى بالمسألة الشرقية حتى الآن يجد هذه الظاهرة ظاهرة طمع الأمم في العالم الإسلامي والكيد له والتخطيط لامتصاص خيراته واضحة جداً مع ما وصف به رسول الله المسلمين.

23 – وهذه جملة أحاديث تراها في عصرنا هذا واقعاً يتحرك أمامك:

“ إن بين يدي الساعة فشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة – وقطع الأرحام وفشو القلم وظهور الشهادة بالزور وكتمان شهادة الحق”.

“ يأتي على الناس زمان لا يتبع فيه العليم ولا يستحيا فيه من الحليم، ولا يوقر فيه الكبير ولا يرحم فيه الصغير يقتل بعضهم بعضاً على الدنيا، قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً يمسي الصالح فيهم متسخفياً أولئك شرار خلق الله لا ينظر الله إليهم يوم القيامة”.

“ لا تقوم الساعة حتى يجعل كتاب الله عاراً ويكون الإسلام غريباً، وحتى تبدو الشحناء بين الناس وحتى يقبض العلم ويهرم الزمان وينقص عمر البشر وينقص السنون والثمرات ويؤتمن التهماء، ويتهم الأمناء، ويصدق الكاذب ويكذب الصادق، ويكثر الهرج – وهو القتل – وحتى تبنى الغرف أي القصور فتطاول وحتى تحزن ذوات الأولاد أي لعقوق أولادهن، وتفرح العواقر ويظهر البغي والحسد والشح ويهلك الناس ويكثر الكذب ويقل الصدق وحتى تختلف الأمور بين الناس ويتبع الهوى، ويقضى بالظن ويكثر المطر ويقل الثمر ويغيض العلم ( أي علم حقيقة الإسلام ) غيضاً، ويفيض الجهل فيضاً. ويكون الولد غيظاً والشتاء قيظاً، ويقوم الخطباء بالكذب فيجعلون حقي لشرار أمتي، فمن صدقهم بذلك ورضي به لم يرح رائحة الجنة”

* * *


وأخيراً نقول:

إن هذا الباب ألفت فيه كتب كثيرة ونقل فيها الكثير والكثير، وهو قليل بالنسبة لما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة عن المستقبل، فقد روى البخاري ومسلم عن حذيفة قال” قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاماً فما ترك شيئاً يكون من مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدثه، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه، وقد علمه أصحابي هؤلاء وإن ليكون منه السيء قد نسيته فأراه فأذكر كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه”.

وروى مسلم عن عمرو بن أخطب الأنصاري قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر، فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما هو كائن إلى يوم القيامة فأعلمنا أحفظنا”.

إنها النبوة ولا شيء غير ذلك {فمَنْ شاء فليؤمن ومَنْ شاء فليكفر}.. {مَّنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} الإسراء 15.

النبوة التي دلتنا بما أخبرتنا عنه من غيوب أن لصحابها صلة كاملة بالله، ولولا ذاك ما ظهر في كلام صاحبها آثار علم الله المحيط في الماضي والحاضر، وكأنما المستقبل أمامه مكشوف يكشف الله له.

وهذه آثار أخرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحتاج إلى شرح لوضوح انطباقها على وضع أمتنا في هذا العصر، فكأنما قيلت فيه عنه وهي مسطورة في كتب الإخبار عنه عليه الصلاة والسلام من مئات السنين نقلناها من كتاب مطابقة الاختراعات العصرية للأحاديث النبوية.

1 –” لا تقوم الساعة حتى تروا أموراً عظاماً لم تكونوا ترونا ولا تحدثون بها أنفسكم”[1].

2 –” ولن يكون ذلك ( أي من قضية الدجال ) حتى تروا أموراً يتفاقم شأنها في أنفسكم وتساءلون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكراً”[2].

3 –” لا تقوم الساعة حتى يخرج الناس من المدينة إلى الشام يبتغون فيها الصحة”[3].

والشام تشمل فلسطين ولبنان والأردن وسوريا، وانظر حال مصايف هذه البلاد تجد كيف أنها مملوءة بالحجازيين وغيرهم ممن يأتون للراحة فقط مما لم يكن موجوداً من قبل.

4 –” لا تقوم الساعة حتى تمطر مطراً لا تكن منها بيوت المدر ولا تكن منها إلا بيوت الشعر”[4]. ولعل صور الطائرات في الحرب العالمية الثانية وهي تمطر المدن بوابل القنابل فتزعزع كل بناء. تذكرنا بجزء مما ينطبق الحديث عليه. إذ تأثير هذه القنابل على بيوت المدر أكثر من تأثيرها على بيوت الشعر”.

5 –” إن الله تعالى قال في الحديث القدسي”:

“ أبث العلم في آخر الزمان حتى يعلمه الرجل المرأة والعبد والحر والصغير والكبير فإذا فعلت ذلك بهم أخذتهم بحقي عليهم”[5].

ومن رأى تسهيل العلم في زماننا وكثرة أدواته ومعاهده من مدارس وإذاعة وجرائد ومجلات و... رأى مصداق الحديث.

6 – ومن حديث علي وله حكم المرفوع.

“ ويحاً للطالقان فإن لله فيه كنوزاً ليست من ذهب ولا فضة”[6] والطالقان من قزوين وتلك ناحية وجود البترول في إيران.

7 –” تخرج معادن مختلفة معدن منها قريب من الحجاز يأتيه من أشرار الناس”[7].

ونحن نعلم أن معدن البلاد القريبة من الحجاز في عصرنا إنما استخرجه أوّل ما خرج الأجانب بوسائلهم الكثيرة وفي الحديث الآخر” ستكون معادن يحضّرها شرار الناس” ولاحظ كلمة يحضّرها المشددة الضاد[8].

8 –” ليأتين على الناس زمان لا يبقى منهم أحد إلا أكل الربا فمن لم يأكله أصابه من غباره”[9].

ومن رأى في زماننا قيام الحياة الاقتصادية كلها على المصارف والبنوك رأى الواقع الذي أخبر عنه الحديث.

9 –” ما أنتم إذا مرج الدين وسفك الدماء وظهرت الزينة وشرف البنيان”[10].

وفي زماننا حدث هذا كله: اختلط الدين وكثر القتل وظهرت الزينة وكثر البنيان وشرف وتطاول كما في حديث آخر” وحتى يتطاول الناس في البنيان”[11].

10 –” لا تقوم الساعة حتى يكون القرآن عاراً ويتقارب الزمان”[12]. وقد أصبح القرآن الآن عند بعض الناس في بعض الأقطار رجعياً وأصحابه يعيرون بالرجعية وتقارب الزمان حتى قطعت المسافة الطويلة بالزمن القصير.

11 –” كيف بكم أيها الناس إذا طغى نساؤكم وفسق شبابكم قالوا:

يا رسول الله إن هذا لكائن قال: نعم”[13]. وقد حدث هذا كما يشاهد واقعاً.

12 –” إذا كثر قراؤكم وقلت علماؤكم وكثرت أمراؤكم وقلت أمناؤكم. والتمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير الله...”[14].

وقد كثر القراء وقل العلماء وكثر الأمراء وأصبحت الدنيا هدفاً ولم تعد معاهد العلم في الغالب تخرج طلاباً لله.

13 –” إن بين يدي الساعة سنين خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل: وما الرويبضة قال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة”.

“ والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل ويخون الأمين ويؤتمن الخائن وتهلك الوعول وتظهر التحوت قالوا: يا رسول الله وما الوعول وما التحوت ؟ قال: الوعول وجوه الناس وأشرافهم، والتحوت الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم”[15].

“ وكان زعيم القوم أرذلهم”[16].

ومن رأى واقع السنين التي نعيشها علم مصداق هذه الآثار إذ تسلط على الناس في أكثر من مكان أكثر الناس وضاعة وانحطاطاً وتفاهة، وضاع أصحاب الحلوم والعقول.

14 –” سيكون من بعدي سلاطين، الفتن على أبوابهم كمبارك الإبل لا يعطون أحداً إلا أخذوا من دينه مثله”[17]. ولعل كلمة” كمبارك الإبل” أبلغ وصف للسيارات.

15 –” يوشك أن يؤمر عليهم الرويجل فيجتمع إليه قوم محلقة أقفيتهم بيض قمصهم فإذا أمرهم بشيء حضروا”[18].

فانظر هذا الوصف الدقيق لنوع الحلاقة والقمصان التي يلبسها بعض الموظفين ممن لم يكن نوعيتها معروفة قديماً.

16 –” والمشي بالأسواق والأفخاذ بادية”[19]. وهذا ينطبق على ما يسمى في زماننا بالفرق الرياضية والكشفية ويرى خاصة أثناء الاستعراضات.

17 –” قص اللحية”[20]. وقد أصبح الآن هو السائد واللحية مستغربة.

18 –” لتسلكن سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل، ولتأخذن بمثل أخذهم إن شبراً فشبر وإن ذراعاً فذراع، وإن باعاً فباع، حتى لو دخلوا جحر ضب دخلتم فيه”[21]. ومن رأى كثرة التقليد في عصرنا للغربيين في أي مسلك سلكوه شاهد يقيناً وقوع الحديث.

19 – ومما رواه معاذ في أشراط الساعة:

“ إن الدم يسفك بغير حقه، والمال يعطى على الكذب”[22]. وترى المال يعطى على الكذب في صورة إعطائه رجلا المباحث السياسية على تقارير، قسم كبير منها كاذب، ولكتاب روايات مختلفة، وإعداد برامج إذاعية مختلفة كاذبة وأشياء كثيرة من هذا القبيل.

20 -” ويح لهذه الأمة ماذا يلقى فيها من أطاع الله ؟ كيف يكذبونه ويضربنه إنه أطاع الله من أجل أنهم ما أطاعوا الله – قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله الناس يومئذ على الإسلام ؟

قال: نعم يا عمر

قال عمر: يا رسول الله الناس يومئذ على الإسلام ؟

قال: نعم يا عمر.

قال عمر: يا رسول الله ولم يبغضون من أمرهم بطاعة الله ؟

قال ترك القوم الطريق وتزين الرجل منهم بزينة المرأة لزوجها وتبرج النساء زيهم زي الملوك الجبابرة يسمنون كالنساء فإذا تكلم أولياء الله وأمروهم بطاعة الله قيل له: أنت قرين الشيطان ورأس الضلالة تكذب بالكتب تحرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، تأولوا كتاب الله على غير تأويله واستذلوا أولياء الله”[23].

ومن عرف وضع الأمة الإسلامية اليوم رأى كيف أن الدعاة إلى الله وشريعته يضطهدون في كل مكان من قبل الحكام الظالمين.

21 –” ستكون فتنة يفارق الرجل فيها أخاه وأباه تطير الفتنة في قلوب الرجال منهم إلى يوم القيامة حتى يعيّر الرجل فيها بصلاته كما تعيّر الزانية بزناها”[24].

وما رؤيت هذه الفتنة في العالم الإسلامي إلا هذا العصر الذي فيه يلام الرجل على صلاته ويوبخ، ويعير مع كثرة دعوات السوء المنتنة ودخول أصحابها فيها. واستمرارهم عليها مع بطلانها.

22 –” يأتي على الناس زمان يخير الرجل فيه بين العجز والفجور فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور”[25].

23 –” سيخرج قوم في آخر الزمان هم دجالون كذابون ببدع من الحديث لم تسمعوا به أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يفتنونكم”[26].

24 –” إذا كنت في قوم عشرين رجلاً أو أقل أو أكثر فتصفحت وجوههم فلم تر فيهم رجلاً يهاب الله عز وجل فاعلم أن الأمر قد حضر”[27].

25 –” لا تقوم الساعة حتى يفيض المال فيضاً , ويغيض الكرام غيضاً، ويجترئ الصغير على الكبير واللئيم على الكريم”[28].

26 –” سيأتي على الناس زمان تمات فيه الصلوات، ويشرف فيه البنيان ويكثر فيه الحلف والتلاعن ويفشو فيه الرشا والزنا، وتباع الآخرة بالدنيا. فإذا رأيت ذلك فالنجا والنجا قيل: وكيف النجا قال: كن حلساً من أحلاس بيتك وكف لسانك ويدك”[29].

27 –” ليأتين على الناس زمان يؤمن بالله ولا يشركون به شيئاً ويصومون رمضان ويصلون الخمس وقد سلبوا دينهم لأنهم رأوا الحق فتركوه”[30].

28 –” إني لأعلم أهل دينين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في النار قوم يقولون: إن كنا أولنا ضلالاً ما بال خمس صلوات في اليوم والليلة إنما هما صلاتان: العصر والفجر”[31].

والذي يعرف شيئاً عن طائفة الإسماعيليين يدرك صدق الحديث فإنهم يؤمنون أن عليهم صلاتين فقط صباحاً ومساءً.

29 –” سيظهر شرار أمتي على خيارهم حتى يستخفي فيهم المؤمن كما يستخفي فيكم المنافق اليوم”[32].

30 –” ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف”[33]. وهذا واقع الآن بشكل واضح.

31 –” إنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرف ولا مفصل إلا دخله”[34].

32 –” لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر”[35].

33 –” لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة. فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها وأولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة”[36].

34 –” يأتي على الناس زمان يصبح الرجل بصيراً ويمسي ما يبصر شعرة”[37]. أي يضل الحق.

35 –” إن الناس دخلوا في دين الله أفواجاً وسيخرجون منه أفواجاً”[38].

36 –” إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم فتن كقطع الدخان يموت فيه قلب الرجل كما يموت بدنه، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع أقوام أخلاقهم ودينهم بعرض من الدنيا”[39].

37 –” ليت شعري كيف أمتي بعدي حتى تتبختر رجالهم وتمرح نساؤهم، ليت شعري كيف هم حين يصيرون صفين صفاً ناصبي نحورهم في سبيل الله. وصفاً عمالاً لغير الله”[40].

38 –” إذا ظهر فيكم السكرتان: سكرة الجهل وسكرة حب العيش وجاهدوا في غير سبيل الله يومئذ بكتاب الله سراً وعلانية كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار”[41].

39 –” ذلك أيام الهرج حين لا يأمن الرجل جليسه”[42].

40 –” قال أبيض رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى لا تبقى ملة إلا ولها منكم نصيب. قلت يبادرون يخرجون من الإسلام ؟

قال: يصلون بصلاتكم ويجلسون مجالسكم وهم معكم في سوادكم، ولكل ملة منهم نصيب. قلت: ( أي الوليد راوي الحديث ) إي والله لكل ملة منهم نصيب إلا الإسلام فلا نصيب له منهم إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم”[43].

41 –” من اقتراب الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار ويفتح القول ويخزن العمل”.

42 –” من اقتراب الساعة تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال”[44].

وأنت إذا ما تأملت هذه الآثار فإن لا تجد فيها حديثاً إلا وتراه أمامك واقعاً على الأرض الآن، مما لم يكن موجوداً من قبل. حتى أن رائي العين لا يصف بأبلغ من هذا، وإنما كان هذا، لأنه أثر علم الله المحيط الذي أطلع على بعضه محمداً صلى الله عليه وسلم فقال ما قال ووقع كل ما قال. وفي ذلك الشهادة الكاملة على أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله حقاً وصدقاً لا يمتري في ذلك إلا متكبر أو حاسد أو شيطان يرى الحق ولا يتبعه.

إن النبوآت التي اخترناها كلها نبوءات قد وقعت وهناك نبوآت أخرى لم يحن وقتها بعد، ومن العجيب أن بعضها مذكور في الكتب الدينية السابقة على رسولنا عليه الصلاة والسلام، وهذا يؤكد أن مصدر هذه النبوآت السابقة الوحي وأنها من القسم الذي لم يحرف في الكتب الأولى، وكل تعليم آخر ظاهر الفساد، فلم تكن مثل هذه القضايا منتشرة ولا معروفة في الجزيرة العربية.

والرسول عليه الصلاة والسلام أمي لا يحسن القراءة، ولم تكن هذه الكتب أصلاً مترجمة إلى العربية في ذلك الزمان، عدا عن كون النسخ محدودة جداً لا توجد إلا عند رؤساء الدين اليهودي بالنسبة لنسخ التوراة. غير أن بعض هذه النبوءات موجودة في كتب العهد الجديد التي لا يؤمن بها اليهود أصلاً. وليست موجودة عندهم ولم تكن هناك أي صلة بين النصارى ورسول الله عدا عن كون الفكر النصراني لم يكن له أي صدى في مكة والمدينة. إلا ما ذكر أن ورقة بن نوفل كان له مثل هذا الاتجاه.

إلا أن اتصال الرسول بورقة كان محدوداً ومعروفاً ما جرى فيه، وورقة آمن برسالة محمد من اللحظة الأولى، فليس هناك من تعليل لوجود هذه النبوآت المشتركة إلا وحدة المصدر وهو الوحي.

أبرز هذه النبوآت المشتركة ثلاث:

1 – الإخبار عن يأجوج ومأجوج.

2 – الإخبار عن المسيح الدجال.

3 – الإخبار عن نزول عيسى ابن مريم في آخر الزمان وأنه يقتل الدجال.

فقد أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام عن مجيء ناس ذوي عدد هائل سموا باسم يأجوج ومأجوج إلى منطقة في فلسطين قبيل قيام الساعة، وأخبر عليه الصلاة والسلام بأحاديث متواترة عن ظهور إنسان سماه المسيح الدجال يدعي الألولهية وهو أكبر ما فتن به البشر، وأن المسيح عليه السلام يقتله بعد نزوله.

وقد ذكر في كتاب المشاهدات الباب 19 وفي الباب الثاني من الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيق وهما كتابان نصرانيان.

“ إن عيسى – عليه السلام – سيقتل الدجال وعسكره بعد نزوله”.

وقد نقل عن حزقيال عليه السلام في كتب العهد القديم أنه أخبر عن خروج يأجوج ومأجوج في الزمن المستقبل وإهلاكهم حين وصولهم إلى جبال إسرائيل ثم عقب على ذلك في الكتاب المنسوب إليه في الباب التاسع والثلاثين الفقرة الثامنة.

“ ها هو جاء وصار يقول الرب الإله هذا هو اليوم الذي قلت عنه” إشارة إلى يوم القيامة.

إن هذا كله يؤكد لنا رسالة محمد عن الله ويجعلنا على اليقين الذي لا شك معه، أن ما قاله عليه الصلاة والسلام هو الحق الذي لا يمترى فيه.

ملاحظة: قصة يأجوج ومأجوج واردة كذلك في القرآن، ولكن التفصيلات التي ذكرناها عن الرسول صلى الله عليه وسلم آنفاً توضح وتبين الآيات القرآنية.

[1]أخرجه نعيم بن حماد وأحمد والبزار والطبراني .

[2]أخرجه أحمد .

[3]أخرجه الديلمي .

[4]أخرجه أحمد بسند صحيح .

[5]أخرج الدارمي وأبو نعيم .

[6]أخرجه أبو الغنائم الكوفي في كتاب الفتن .

[7]أخرجه الحاكم .

[8]أخرجه أحمد .

[9]أخرجه أبو داو وابن ماجه والحاكم .

[10]أخرجه الطبراني .

[11]من حديث رواه البخاري .

[12]أخرجه الطبراني .

[13]أخرجه أبو يعلى والطبراني .

[14]أخرجه أبو نعيم في الحلية .

[15]أخرجه الطبراني .

[16]أخرجه الترمذي .

[17]أخرجه الطبراني والحاكم .

[18]أخرجه الطبراني .

[19]أخرجه الديلمي .

[20]أخرجه ابن عساكر في تاريخه .

[21]أخرجه الطبراني .

[22]أخرجه نعيم بن حماد .

[23]أخرجه ابن وضاح في البدع .

[24]أخرجه نعيم بن حماد والطبراني .

[25]أخرجه أحمد وأبو يعلى والحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين .

[26]أخرجه ابن وضاح في البدع .

[27]أخرجه أحمد والطبراني والبيهقي .

[28]أخرجه الطبراني .

[29]أخرجه ابن أبي الدنيا .

[30]أخرجه ابن وضاح .

[31]أخرجه الحاكم .

[32]أخرجه الديلمي .

[33]أخرجه البخاري .

[34]أخرجه أبو داود .

[35]أخرجه الإمام أحمد .

[36]أخرجه الإمام أحمد والطبراني .

[37]أخرجه نعيم بن حماد .

[38]أخرجه أحمد .

[39]أخرج أحمد والطبراني والحاكم .

[40]أخرجه ابن عساكر .

[41]أخرجه نعيم بن حماد .

[42]أخرجه الحاكم .

[43]أخرجه عبدان في كتاب الصحابة .

[44]أخرجه أبو نعيم في الحلية .


منقوووووووووووول للفائده.

عفاف
01-23-2009, 12:19 AM
“ إن عيسى – عليه السلام – سيقتل الدجال وعسكره بعد نزوله”.

وقد نقل عن حزقيال عليه السلام في كتب العهد القديم أنه أخبر عن خروج يأجوج ومأجوج في الزمن المستقبل وإهلاكهم حين وصولهم إلى جبال إسرائيل ثم عقب على ذلك في الكتاب المنسوب إليه في الباب التاسع والثلاثين الفقرة الثامنة.

“ ها هو جاء وصار يقول الرب الإله هذا هو اليوم الذي قلت عنه” إشارة إلى يوم القيامة.

إن هذا كله يؤكد لنا رسالة محمد عن الله ويجعلنا على اليقين الذي لا شك معه، أن ما قاله عليه الصلاة والسلام هو الحق الذي لا يمترى فيه.

ملاحظة: قصة يأجوج ومأجوج واردة كذلك في القرآن، ولكن التفصيلات التي ذكرناها عن الرسول صلى الله عليه وسلم آنفاً توضح وتبين الآيات القرآنية.

تسلمين اختي الفاضلة الماسة على هذا النقل الهادف , ولا أخفيكِ بأن هذا الموضوع قد كان موضوع الساعة اثناء حرب اسرائيل على شعب غزّة , ولدي كتاب فيه ذكر كثير مما ذكرتيه عن آخر الزمان وفيه نبوؤات عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ان سيدنا عيسى عليه السلام سيقتل الدجّال ولكن بعد ان تبتلي الامة من فتنة المسيخ الدجّال وفيه بأنه سيحيي الموتى وغير ذلك من الفتن العظيمة ,,, بالفتن سيتبعه الكثير من الناس الذين ليس في قلوبهم ايمان ....
جزاكِ الله خير على الموضوع , لاحقا بإذنه تعالى سأورد لكم بعض مما جاء في هذا الكتاب .

الماسه*
01-23-2009, 09:46 PM
شكرا لك على مرورك النضر العطر .

سانتظر عودتك بمداخلاتك المثريه والمفيده على احر من الجمر..

تقبلي فيض محبتي وخالص ودي واحترامي.

ابونورا
01-23-2009, 11:08 PM
الى كل من يحاول ان يغلق عينيه عما يشاهده من ظلم وفظائع وان يصم اذنيه عما قاله رسوله وان يخرس شفتيه عن قول الحق "بدعوى الواقعيه"..اقرأوا معي نبوءآت نبيكم للذكرى..
عسى الذكرى تنفع المؤمنين..

النبوءات

إن المستقبل مجهول للإنسان، وكل ما يستطيع أن يتصوره الإنسان بالنسبة للمستقبل هو من باب التوقعات التي تعتمد على المقدمات المؤدية للنتائج، وحتى في هذه فمهما أوتي الإنسان من صدق الحدس، وقوة الإدراك، فإن كلامه يبقى من باب التوقعات التي يمكن ألا تقع، أما في حالة عدم وجود المقدمات التي تؤدي إلى النتائج، فالمسألة تبقى من باب التخرصات أو التبوهمات، ووقوعها في هذه الحالة من قبيل المصادفات، وعدم وقوعها هو الأصل، لقد تنبأ اليهودي الشيوعي الخبيث” ماركس” أن الثورة الشيوعية ستكون في ألمانيا وإنكلترا، وكان يستبعد أن تقوم في روسيا فكانت في روسيا لملابسات خاصة ولم تكن في ألمانيا أو إنكلترا.

فإذا ما وجدنا ظاهرة عند إنسان، هذه الظاهرة هي أنه تحدث عن المستقبل حديثاً ما خرمه المستقبل، ولا في جزء من أجزائه، فنحن إذن أمام ظاهرة تحتاج إلى تحليل وتعليل، وليس كلامنا هنا إلا في حالة التصديق الكامل من الواقع للنبوءة الثابتة، فليس كلامنا إذن في التوقعات، وليس كلامنا في التكهنات الكهنية التي يكذب الواقع عشرات منها، وليس كلامنا في النبوءات المدَّعاة التي يُدَّعى أنها قيلت قبل وقوع مضمونها، والحقيقة أنها قيلت بعده، وليس كلامنا في أمر بُيّتَ فتنبأ بوقوعه بعض مَنْ بَيَّته، وليس كلامنا في إنسان تحققت بعض نبوءاته وكذب الواقع بعضها، وليس كلامنا في نبوءة كانت عن رؤيا منام أو ما يشبه رؤيا منام، وليس كلامنا في نبوءة صدرت عن تابع نبي فكانت كرامة له باتباعه لهذا النبي.

وإنما كلامنا في إخبار عن المستقبل المجهول، عن رجل يقول عن نفسه أنه رسول، ويتحقق هذا المستقبل تحققاً تاماً لا يخرم منه شيء، فتلك إذن نبوة لا شك فيها واتصال بالله عالم الغيب والشهادة لا شك فيه.

هكذا يذكرون عن التوراة وهكذا ذكر القرآن يقول الله في القرآن: {عَالِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ} الجن: 26، 27.

ويذكرون عن التوراة: ( فإن أحببت وقلت في قلبك كيف أستطيع أن أميز الكلام الذي لم يتكلم به الرب فهذه تكون لك آية إن ما قاله لك النبي باسم الرب ولم يحدث فهذا الرب لم يكن تكلم به بل ذلك النبي صورة في تعظيم نفسه ولذلك لا تخشه ). الباب الثامن عشر من كتاب الاستثناء التثنية 22.

وهذه نبوءات تحدث بها السيد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تجعلك على مثل الشمس وضوحاً، أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه لا ينطق عن الهوى والذي نعرضه هنا في هذا الفصل قليل من كثير نجتزئ به حتى يأخذ الإنسان صورة واضحة المعالم عن هذا الموضوع ومن أراد التوسع فعليه بالكتب التي استقصت هذه الأبحاث، وسترى في الأمثلة التي سنذكرها نبوءات عن حوادث معينة لأشخاص معينين ونبوءات وقعت قديماً وأخرى نراها الآن. ونبوءات عن حوادث خاصة أو عامة تقع للأمة الإسلامية أو فيها قريباً من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم أو بعيداً وهذه هي الأمثلة فتأملها:

1 – روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم أُحداً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال: اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان.

هذه نبوءة تذكر أن عمر وعثمان يستشهدان. وقد قتل عمَر أبو لؤلؤة، وقُتل عثمان في الفتنة المعروفة.

2 – وفي الصحيحين واللفظ لمسلم عن أبي موسى الأشعري: أنه توضأ في بيته ثم خرج فقال: لألزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأكونن معه يومي هذا، فجاء المسجد فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: خروج وجه ههنا، فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر ( أريس )، فجلست عند الباب وبابها من جريد حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته وتوضأ، فقمت إليه فإذا هو قد جلس على بئر ( أريس ) وتوسط قفها ( حافة البئر ) وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب فقلت لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم فجاء أبو بكر فدفع الباب فقلت من هذا ؟ فقال: أبو بكر.

فقلت على رسلك ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن.

فقال: ائذن له وبشره بالجنة فأقبلت حتى قلت لأبي بكر:

ادخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة، فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في القف، ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم وكشف عن ساقيه، ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني فقلت: عن يرد الله بفلان خيراً – يريد أخاه – يأت به فإذا إنسان يحرك الباب فقلت من هذا ؟

قال: عمر بن الخطاب.

فقلت: على رسلك.

ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وقلت:

هذا عمر يستأذن فقال: ائذن له وبشره بالجنة، فجئت عمر فقلت: أذن ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في القف عن يساره، ودلى رجليه في البئر، ثم رجعت فجلست فقلت: إن يرد الله بفلان خيراً – يعني أخاه – يأت به فجاء إنسان فحرك الباب فقلت من هذا، فقال: عثمان بن عفان فقلت: على رسلك، وجئت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال:

ائذن له وبشره بالجنة مع بلوى تصيبه، فجئت فقلت: ادخل ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة مع بلوى تصيبك. وفي رواية أخرى فقال: اللهم صبراً فدخل فوجد القف قد ملئ فجلس وجاههم من الشق الآخر.

فهذه نبوءة في أن عثمان ستصيبه بلوى وقد كانت هذه البلوى هي ما حدث له في الفتنة التي أدت إلى قتله عليه الرضوان , ومما يرشح هذا المعنى ما رواه ابن عبد البر في الاستيعاب عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

“ ادعوا لي بعض أصحابي فقلت أبو بكر ؟ قال: لا. فقلت: عمر ؟ قال: لا. فقلت: ابن عمك علي ؟ قال: لا. فقلت: عثمان ؟ قال: نعم. فلما جاء قال لي بيده، فتنحيت فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يُساره ولون عثمان يتغير فلما كان يوم الدار وحصر قيل له: ألا تقاتل ؟ قال: لا. إن رسول الله عهد إلي عهداً وأنا صابر نفسي عليه.

3 – روى الشيخان عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان – وهي من خالاته من الرضاع – فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت: ما يضحكك يا رسول الله ؟

قال: ناس من أمتي عرضوا عليَّ، غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً على الأسرة.

قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك.

قالت: ما يضحكك يا رسول الله ؟

قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، كما قال في المرة الأولى.

قالت: يا رسول الله: ادع الله أن يجعلني منهم.

قال: أنت من الأولين.

وقد غزا معاوية بن أبي سفيان قبرص في سنة ثمان وعشرين هجرية ومعه من كبار الصحابة أبو ذر وأبو الدرداء وعبادة بن الصامت، وكانت مع عبادة زوجة أم حرام بنت ملحان.

4 – أخرج الشيخان أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يوماً: أيكم يحفظ ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة التي تموج كموج البحر فقال حذيفة رضي الله عنه: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها باباً مغلقاً. قال: أيفتح أم يكسر. قال: يكسر قال: إذن لا يغلق أبداً فقيل لحذيفة: من الباب ؟ قال: هو عمر قيل له: أكان عمر يعلمه ؟ قال نعم كما يعلم دون غد الليلة إني حدثته حديثاً ليس بالأغاليط.

وأخرج الطبراني عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تصيبكم فتنة ما دام هذا فيكم يعني عمر. ويروى معناه عن عثمان بن مظعون وخالد بن الوليد. ولكنا يعلم أن الفتنة بين المسلمين وقعت بعد عمر. أما الرد فلم تكن فتنة بين المسلمين، وإنما كفر بالإسلام حاربه المسلمون وهم يد واحدة.

5 – وأخرج الشيخان عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: كان علي تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان رمداً فقال:

أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فلحق به فلما كان مساء الليلة التي فتح الله في صباحها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله يفتح الله عليه، فإذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا: هذا علي فأعطاه الراية ففتح الله عليه.

ووردت القصة أيضاً من حديث ابن عمر وابن عباس وسعد وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري، وعمران بن حصين وجابر وأبي ليلى، أخرجها كلها أبو نعيم.

6 – أخرج البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن: إن ابني هذا سيد ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. فهذه نبوءة عن انقسام وفرقة وصلح بواسطة الحسن، وقد كان الانقسام وجرت الدماء ثم أصلح الله الحال عندما تنازل الحسن لمعاوية عن الخلافة، وحقن دماء المسلمين.

7 - وأخرج الشيخان عن سعد بن أبي وقاص قول رسول الله له وقد مرض بمكة حتى أشرف على الموت:” لعلك تخلف – أي تعيش – حتى ينتفع بك أقوام ويستضر بك آخرون” فشفاه الله وفتح الله العراق على يديه وهدى به أناساً أسلموا على يديه وغنموا معه. وأضر الله به ناساً من الكفار جاهدهم وقتل منهم وسبى.

8 – وأخرج الشيخان عن أبي سعيد ومسلم عن أم سلمة وأبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية قال الحافظ السيوطي: هذا الحديث متواتر رواه من الصحابة بضعة عشر.

ففي الحديث ثلاث نبوءات أن هناك فئة باغية وأن عماراً سيقتل قتلاً، وأن الفئة الباغية قاتلته وقد كان كل هذا إذ قتلته فئة معاوية ولم يكن بجانبها الحق، وقد دخل كثير من الصحابة المعركة بجانب علي بعد مقتل عمار لكون الحديث حجة له في كونه على الحق.

9 - أخرج البخاري عن عدي بن حاتم قال: بينما أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فشكا إليه الفاقة وأتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل فقال: يا عدي بن حاتم إن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله – قلت فيما بيني وبين نفسي فأين ذعار طيء الذين سعروا البلاد – ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى قلت: كسرى بن هرمز.

قال: كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك الحياة لترين الرجل يخرج ملء كفيه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد قال عدي:

قد رأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالبيت لا تخاف إلا الله وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى، ولئن طالت بكم حياة سترون الثالثة.

قال البيهقي: قد وقعت الثالثة في زمن عمر بن عبد العزيز ثم أخرج عن عمر بن أسيد عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال: إنما ولي عمر بن عبد العزيز سنتين ونصفاً، والله ما مات عمر بن عبد العزيز حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول:

اجعلوا هذا حيث ترون في الفقراء فما يبرح حتى يرجع بماله نتذكر من يضعه فيهم فلا نجد فيرجع بماله، قد أغنى عمر بن عبد العزيز الناس.

10 – أخرج الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسماً إذ أتى ذو الخويصرة فقال يا رسول الله: اعدل قال: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل، خبت وخسرت إن لم أكن أعدل. قال عمر: يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر يخرجون على خير فرقة من الناس. قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأمر بذلك الرجل فالتمس فوجد فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعته.

وأخرج مسلم عن عبيدة قال لما فرغ علي من أصحاب النهر قال: ابتغوا فيهم إن كانوا القوم الذين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن فيهم رجلاً مخدج اليد، فابتغيناه، فوجدناه فدعوناه إليه فجاء حتى قام عليه فقال: الله أكبر ثلاثاً. والله لولا أن تبطروا لحدثتكم بما قضى الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن قتل هؤلاء، قلت: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أي ورب الكعبة. ثلاث مرات.

11 – أخرج مسلم عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أنها قالت للحجاج: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” إن في ثقيف كذاباً ومبيراً. فأما الكذاب فقد رأيناه وأما المبير فلا أخالك إلا إياه” وقد روى ابن سعد والبيهقي عن عمر ما يشير إلى الحجاج، وكذلك روى الإمام أحمد والبيهقي عن الحسن ما يشير إليه، وأخرج البيهقي عن علي كذلك ما يشير إليه.

12 – وأخرج الشيخان عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده , وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله.

وأخرج البخاري عن أبي هريرة.

وأخرج الحارث بن أبي أسامة عن أبي محيريز قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فارس نطحة أو نطحتان، ثم لا فارس بعد هذا أبداً، والروم ذوات القرون كلما هلك قرن خلفه قرن.

ومعروف تاريخياً أنه بسقوط دولة الأكاسرة انتهى أمرهم تماماً ولم يستردوا ملكهم بتاتاً وبقي من يومها الأمر للمسلمين، وبسقوط دولة القياصرة في القسطنطينية انتهت دولتهم تماماً ولم يستردوها مرة ثانية وبقي من يومها الأمر للمسلمين، مع ملاحظة أن الدولة الرومانية طال أمرها حتى سقطت بيد المسلمين نهائياً، على عكس الدولة الفارسية وهذا ما أشار إليه الحديث الثاني.

13 – وأخرج أبو داود والترمذي عن سفينة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخلافة بعدي في أمتي ثلاثون سنة، ثم تصير ملكاً عضوضاً بعد ذلك وهكذا وقع خلافة أبي بكر سنتان وثلاثة أشهر وعشرون يوماً، وخلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام، وخلافة عثمان إحدى عشر سنة وإحدى عشر شهراً وثمانية عشر يوماً وخلافة علي أربع سنين وعشرة أشهر أو تسعة، وخلافة الحسن ستة أشهر فكانت ثلاثين.

والحديث الذي رواه البزار بسند حسن صحيح يتحدث بشكل واضح عن مراحل الحكم في الأمة الإسلامية، كما وقعت ونثبت هنا نص الحديث كما ورد في كتاب” الموافقات” و” الإمامة”.

“ إن أول دينكم نبوة ورحمة وتكون فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله، ثم يكون ملكاً عاضاً فيكون فيكم ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعه الله جل جلاله ثم يكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي، ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض لا تدع السماء من قطر إلا صبته مدراراً، ولا تدع الأرض من نباتها وبركاتها شيئاً إلا أخرجته”.

وواضح أن الدورين الأولين والثاني انتهيا بزوال الخلافة الراشدة، وأن الدور الثالث استمر حتى زوال الدولة العثمانية، وأن الدور الرابع هو الذي نحن فيه وأن الدور الخامس قادم بإذن الله.

14 – وأخرج مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً” والمقصود بالرحم أنهم أخوال إبراهيم بن السيد الرسول صلى الله عليه وسلم: إذ المقصود في ذلك أرض مصر والآثار في الأخبار عن فتح مصر كثيرة.

15 – وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:” وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزو الهند”. وقد غزوناها.

16 – روى الستة إلا النسائي عنه عليه الصلاة والسلام:

“ لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرَقة” وينطبق الوصف تماماً على التتار، أما أصحاب نعال الشعر فقد ذكر البيهقي: أن قوماً من الخوارج بناحية الري وكانت نعالهم الشعر وقوتلوا.

17 – أخرج أبو يعلى عن معاوية بن خديج رضي الله عنه قال: كنت عند معاوية فأتاه كتاب عامله أنه أوقعَ بالترك وهَزمهم فغضب معاوية من ذلك ثم كتب له لا تقاتلهم حتى يأتيك امرؤ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” لتظهرن الترك على العرب حتى تلحقها بمنابت الشيح والقيصوم” وهما نبتان يوجدان في بلاد العرب وقد حدث أن السلطان خلال أربع مائة عام كان للترك على العرب إلا مناطق الصحراء.

18 – روى البخاري” لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة وحتى يبعث دجالون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله”.

وفي حديث ابن الزبير.

“ بين يدي الساعة ثلاثون كذاباً”.

وأخرج أحمد عن حذيفة بسند جيد” سيكون في أمتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون، أربعة نسوة إني خاتم النبيين لا نبي بعدي”.

وقد ظهر كثير من هؤلاء الكذابين حتى الآن ولعل أبرزهم في عصرنا غلام أحمد القادياني الذي ادعى أنه نبي نسخت به شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ومن هذه السلسلة الخبيثة مسيلمة، والأسود العنسي وسجاح.

19 – روا البخاري والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة” لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى”. وروى ابن شيبة وأحمد والحاكم صححه عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليت شعري متى تخرج نار من جبل وراق تضيء لها أعناق البخت ببصرى كضوء النهار” ويبدو أن الحديث هنا عن بركان عظيم يخرج من أرض الحجاز من مكان عينه الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقد وقع هذا.

قال النووي: تواتر العلم بخروج هذه النار عن جميع أهل الشام قال السمهودي: وكانت في زمنه وكان ابتداء الزلزلة بالمدينة مستهل جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وستمائة لكنها كانت خفيفة فلم يدركها بعضهم مع تكررها، واشتدت في يوم الثلاثاء وظهرت ظهوراً عظيماً ثم في ليلة الأربعاء ثالث الشهر في الثلث الأخير من الليل حدثت زلزلة عظيمة جداً أشفق الناس منها واستمرت تزلزل بقية اليوم ثم إلى يوم الجمعة ولها دوي أعظم من الرعد فتموج الأرض وتتحرك الجدران حتى وقع في يوم واحد دون ليلته ثماني عشرة حركة.

وكانت هذه كلها مقدمات لظهور هذه النار وقد وصف القسطلاني في كتاب أفرده لهذه الحادثة هذه النار:

“ إن ضوءها استولى على ما بطن وما ظهر حتى كأن الحرم والمدينة قد أشرقت بهما الشمس وتأثر من لهيبها النيران، وصار نور الشمس على الأرض يعتريه صفرة، ولونها هي يعتريه حمرة والقمر كأنه كسف”.

وقال القسطلاني كذلك:” أنها لم تزل مارة على سبيلها وهي تسحق ما والاها وتذيب ما لاقاها من الشجر الأخضر والحصى، وإن طرفها الشرقي آخذ بين الجبال فحالت دونها ثم وقفت، وإن طرفها الشامي وهو الذي يلي الحرم اتصل بجبل يقابله يقال له وعيرة على قرب من شرقي جبل أحد”.

وقد ذكر هذه النار السمهودي في تاريخ المدينة، وذكرها القاضي سنان والقاشاني والعماد بن كثير والمطري وغيرهم...

20 - وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم” وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان”.
21 – روى مسلم عن أبي هريرة قال:” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما بعد. قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت”.

وروى الإمام أحمد والحاكم عن ابن عمر:

“ يكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر حتى يأتوا أبواب المساجد. نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن /////////////////////////ات، لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدَّمهم كما خدمتكم نساء الأمم قبلكم”.

ولعل أدق وصف لما عليه وضع النساء في زماننا من تبرج وعري تثن وميوعة وفتنة، هو ما وصفهن به الحديث الشريف، وهذا لا شك معجزة واضحة. إذ ما كان أحد يستطيع أن يتصور أن تصبح المرأة المسلمة في مثل هذه الحالة التي عليها الآن، حتى إنك لو كنت في بداية هذا القرن الرابع عشر الهجري لما استطعت أن تتصور بشكل من الأشكال هذا الوضع الحاضر لامرأة أصلها مسلمة.

22 – أخرج أبو داود والبيهقي عن ثوبان رضي الله عنه قال:” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ ؟

قال: بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن. قيل وما الوهن يا رسول الله: قال حب الدنيا وكراهية الموت”.

والمراقب لوضع المسلمين منذ ظهور ما يسمى بالمسألة الشرقية حتى الآن يجد هذه الظاهرة ظاهرة طمع الأمم في العالم الإسلامي والكيد له والتخطيط لامتصاص خيراته واضحة جداً مع ما وصف به رسول الله المسلمين.

23 – وهذه جملة أحاديث تراها في عصرنا هذا واقعاً يتحرك أمامك:

“ إن بين يدي الساعة فشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة – وقطع الأرحام وفشو القلم وظهور الشهادة بالزور وكتمان شهادة الحق”.

“ يأتي على الناس زمان لا يتبع فيه العليم ولا يستحيا فيه من الحليم، ولا يوقر فيه الكبير ولا يرحم فيه الصغير يقتل بعضهم بعضاً على الدنيا، قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً يمسي الصالح فيهم متسخفياً أولئك شرار خلق الله لا ينظر الله إليهم يوم القيامة”.

“ لا تقوم الساعة حتى يجعل كتاب الله عاراً ويكون الإسلام غريباً، وحتى تبدو الشحناء بين الناس وحتى يقبض العلم ويهرم الزمان وينقص عمر البشر وينقص السنون والثمرات ويؤتمن التهماء، ويتهم الأمناء، ويصدق الكاذب ويكذب الصادق، ويكثر الهرج – وهو القتل – وحتى تبنى الغرف أي القصور فتطاول وحتى تحزن ذوات الأولاد أي لعقوق أولادهن، وتفرح العواقر ويظهر البغي والحسد والشح ويهلك الناس ويكثر الكذب ويقل الصدق وحتى تختلف الأمور بين الناس ويتبع الهوى، ويقضى بالظن ويكثر المطر ويقل الثمر ويغيض العلم ( أي علم حقيقة الإسلام ) غيضاً، ويفيض الجهل فيضاً. ويكون الولد غيظاً والشتاء قيظاً، ويقوم الخطباء بالكذب فيجعلون حقي لشرار أمتي، فمن صدقهم بذلك ورضي به لم يرح رائحة الجنة”

* * *


وأخيراً نقول:

إن هذا الباب ألفت فيه كتب كثيرة ونقل فيها الكثير والكثير، وهو قليل بالنسبة لما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة عن المستقبل، فقد روى البخاري ومسلم عن حذيفة قال” قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاماً فما ترك شيئاً يكون من مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدثه، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه، وقد علمه أصحابي هؤلاء وإن ليكون منه السيء قد نسيته فأراه فأذكر كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه”.

وروى مسلم عن عمرو بن أخطب الأنصاري قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر، فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما هو كائن إلى يوم القيامة فأعلمنا أحفظنا”.

إنها النبوة ولا شيء غير ذلك {فمَنْ شاء فليؤمن ومَنْ شاء فليكفر}.. {مَّنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} الإسراء 15.

النبوة التي دلتنا بما أخبرتنا عنه من غيوب أن لصحابها صلة كاملة بالله، ولولا ذاك ما ظهر في كلام صاحبها آثار علم الله المحيط في الماضي والحاضر، وكأنما المستقبل أمامه مكشوف يكشف الله له.

وهذه آثار أخرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحتاج إلى شرح لوضوح انطباقها على وضع أمتنا في هذا العصر، فكأنما قيلت فيه عنه وهي مسطورة في كتب الإخبار عنه عليه الصلاة والسلام من مئات السنين نقلناها من كتاب مطابقة الاختراعات العصرية للأحاديث النبوية.

1 –” لا تقوم الساعة حتى تروا أموراً عظاماً لم تكونوا ترونا ولا تحدثون بها أنفسكم”[1].

2 –” ولن يكون ذلك ( أي من قضية الدجال ) حتى تروا أموراً يتفاقم شأنها في أنفسكم وتساءلون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكراً”[2].

3 –” لا تقوم الساعة حتى يخرج الناس من المدينة إلى الشام يبتغون فيها الصحة”[3].

والشام تشمل فلسطين ولبنان والأردن وسوريا، وانظر حال مصايف هذه البلاد تجد كيف أنها مملوءة بالحجازيين وغيرهم ممن يأتون للراحة فقط مما لم يكن موجوداً من قبل.

4 –” لا تقوم الساعة حتى تمطر مطراً لا تكن منها بيوت المدر ولا تكن منها إلا بيوت الشعر”[4]. ولعل صور الطائرات في الحرب العالمية الثانية وهي تمطر المدن بوابل القنابل فتزعزع كل بناء. تذكرنا بجزء مما ينطبق الحديث عليه. إذ تأثير هذه القنابل على بيوت المدر أكثر من تأثيرها على بيوت الشعر”.

5 –” إن الله تعالى قال في الحديث القدسي”:

“ أبث العلم في آخر الزمان حتى يعلمه الرجل المرأة والعبد والحر والصغير والكبير فإذا فعلت ذلك بهم أخذتهم بحقي عليهم”[5].

ومن رأى تسهيل العلم في زماننا وكثرة أدواته ومعاهده من مدارس وإذاعة وجرائد ومجلات و... رأى مصداق الحديث.

6 – ومن حديث علي وله حكم المرفوع.

“ ويحاً للطالقان فإن لله فيه كنوزاً ليست من ذهب ولا فضة”[6] والطالقان من قزوين وتلك ناحية وجود البترول في إيران.

7 –” تخرج معادن مختلفة معدن منها قريب من الحجاز يأتيه من أشرار الناس”[7].

ونحن نعلم أن معدن البلاد القريبة من الحجاز في عصرنا إنما استخرجه أوّل ما خرج الأجانب بوسائلهم الكثيرة وفي الحديث الآخر” ستكون معادن يحضّرها شرار الناس” ولاحظ كلمة يحضّرها المشددة الضاد[8].

8 –” ليأتين على الناس زمان لا يبقى منهم أحد إلا أكل الربا فمن لم يأكله أصابه من غباره”[9].

ومن رأى في زماننا قيام الحياة الاقتصادية كلها على المصارف والبنوك رأى الواقع الذي أخبر عنه الحديث.

9 –” ما أنتم إذا مرج الدين وسفك الدماء وظهرت الزينة وشرف البنيان”[10].

وفي زماننا حدث هذا كله: اختلط الدين وكثر القتل وظهرت الزينة وكثر البنيان وشرف وتطاول كما في حديث آخر” وحتى يتطاول الناس في البنيان”[11].

10 –” لا تقوم الساعة حتى يكون القرآن عاراً ويتقارب الزمان”[12]. وقد أصبح القرآن الآن عند بعض الناس في بعض الأقطار رجعياً وأصحابه يعيرون بالرجعية وتقارب الزمان حتى قطعت المسافة الطويلة بالزمن القصير.

11 –” كيف بكم أيها الناس إذا طغى نساؤكم وفسق شبابكم قالوا:

يا رسول الله إن هذا لكائن قال: نعم”[13]. وقد حدث هذا كما يشاهد واقعاً.

12 –” إذا كثر قراؤكم وقلت علماؤكم وكثرت أمراؤكم وقلت أمناؤكم. والتمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير الله...”[14].

وقد كثر القراء وقل العلماء وكثر الأمراء وأصبحت الدنيا هدفاً ولم تعد معاهد العلم في الغالب تخرج طلاباً لله.

13 –” إن بين يدي الساعة سنين خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل: وما الرويبضة قال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة”.

“ والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل ويخون الأمين ويؤتمن الخائن وتهلك الوعول وتظهر التحوت قالوا: يا رسول الله وما الوعول وما التحوت ؟ قال: الوعول وجوه الناس وأشرافهم، والتحوت الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم”[15].

“ وكان زعيم القوم أرذلهم”[16].

ومن رأى واقع السنين التي نعيشها علم مصداق هذه الآثار إذ تسلط على الناس في أكثر من مكان أكثر الناس وضاعة وانحطاطاً وتفاهة، وضاع أصحاب الحلوم والعقول.

14 –” سيكون من بعدي سلاطين، الفتن على أبوابهم كمبارك الإبل لا يعطون أحداً إلا أخذوا من دينه مثله”[17]. ولعل كلمة” كمبارك الإبل” أبلغ وصف للسيارات.

15 –” يوشك أن يؤمر عليهم الرويجل فيجتمع إليه قوم محلقة أقفيتهم بيض قمصهم فإذا أمرهم بشيء حضروا”[18].

فانظر هذا الوصف الدقيق لنوع الحلاقة والقمصان التي يلبسها بعض الموظفين ممن لم يكن نوعيتها معروفة قديماً.

16 –” والمشي بالأسواق والأفخاذ بادية”[19]. وهذا ينطبق على ما يسمى في زماننا بالفرق الرياضية والكشفية ويرى خاصة أثناء الاستعراضات.

17 –” قص اللحية”[20]. وقد أصبح الآن هو السائد واللحية مستغربة.

18 –” لتسلكن سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل، ولتأخذن بمثل أخذهم إن شبراً فشبر وإن ذراعاً فذراع، وإن باعاً فباع، حتى لو دخلوا جحر ضب دخلتم فيه”[21]. ومن رأى كثرة التقليد في عصرنا للغربيين في أي مسلك سلكوه شاهد يقيناً وقوع الحديث.

19 – ومما رواه معاذ في أشراط الساعة:

“ إن الدم يسفك بغير حقه، والمال يعطى على الكذب”[22]. وترى المال يعطى على الكذب في صورة إعطائه رجلا المباحث السياسية على تقارير، قسم كبير منها كاذب، ولكتاب روايات مختلفة، وإعداد برامج إذاعية مختلفة كاذبة وأشياء كثيرة من هذا القبيل.

20 -” ويح لهذه الأمة ماذا يلقى فيها من أطاع الله ؟ كيف يكذبونه ويضربنه إنه أطاع الله من أجل أنهم ما أطاعوا الله – قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله الناس يومئذ على الإسلام ؟

قال: نعم يا عمر

قال عمر: يا رسول الله الناس يومئذ على الإسلام ؟

قال: نعم يا عمر.

قال عمر: يا رسول الله ولم يبغضون من أمرهم بطاعة الله ؟

قال ترك القوم الطريق وتزين الرجل منهم بزينة المرأة لزوجها وتبرج النساء زيهم زي الملوك الجبابرة يسمنون كالنساء فإذا تكلم أولياء الله وأمروهم بطاعة الله قيل له: أنت قرين الشيطان ورأس الضلالة تكذب بالكتب تحرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، تأولوا كتاب الله على غير تأويله واستذلوا أولياء الله”[23].

ومن عرف وضع الأمة الإسلامية اليوم رأى كيف أن الدعاة إلى الله وشريعته يضطهدون في كل مكان من قبل الحكام الظالمين.

21 –” ستكون فتنة يفارق الرجل فيها أخاه وأباه تطير الفتنة في قلوب الرجال منهم إلى يوم القيامة حتى يعيّر الرجل فيها بصلاته كما تعيّر الزانية بزناها”[24].

وما رؤيت هذه الفتنة في العالم الإسلامي إلا هذا العصر الذي فيه يلام الرجل على صلاته ويوبخ، ويعير مع كثرة دعوات السوء المنتنة ودخول أصحابها فيها. واستمرارهم عليها مع بطلانها.

22 –” يأتي على الناس زمان يخير الرجل فيه بين العجز والفجور فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور”[25].

23 –” سيخرج قوم في آخر الزمان هم دجالون كذابون ببدع من الحديث لم تسمعوا به أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يفتنونكم”[26].

24 –” إذا كنت في قوم عشرين رجلاً أو أقل أو أكثر فتصفحت وجوههم فلم تر فيهم رجلاً يهاب الله عز وجل فاعلم أن الأمر قد حضر”[27].

25 –” لا تقوم الساعة حتى يفيض المال فيضاً , ويغيض الكرام غيضاً، ويجترئ الصغير على الكبير واللئيم على الكريم”[28].

26 –” سيأتي على الناس زمان تمات فيه الصلوات، ويشرف فيه البنيان ويكثر فيه الحلف والتلاعن ويفشو فيه الرشا والزنا، وتباع الآخرة بالدنيا. فإذا رأيت ذلك فالنجا والنجا قيل: وكيف النجا قال: كن حلساً من أحلاس بيتك وكف لسانك ويدك”[29].

27 –” ليأتين على الناس زمان يؤمن بالله ولا يشركون به شيئاً ويصومون رمضان ويصلون الخمس وقد سلبوا دينهم لأنهم رأوا الحق فتركوه”[30].

28 –” إني لأعلم أهل دينين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في النار قوم يقولون: إن كنا أولنا ضلالاً ما بال خمس صلوات في اليوم والليلة إنما هما صلاتان: العصر والفجر”[31].

والذي يعرف شيئاً عن طائفة الإسماعيليين يدرك صدق الحديث فإنهم يؤمنون أن عليهم صلاتين فقط صباحاً ومساءً.

29 –” سيظهر شرار أمتي على خيارهم حتى يستخفي فيهم المؤمن كما يستخفي فيكم المنافق اليوم”[32].

30 –” ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف”[33]. وهذا واقع الآن بشكل واضح.

31 –” إنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرف ولا مفصل إلا دخله”[34].

32 –” لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر”[35].

33 –” لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة. فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها وأولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة”[36].

34 –” يأتي على الناس زمان يصبح الرجل بصيراً ويمسي ما يبصر شعرة”[37]. أي يضل الحق.

35 –” إن الناس دخلوا في دين الله أفواجاً وسيخرجون منه أفواجاً”[38].

36 –” إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم فتن كقطع الدخان يموت فيه قلب الرجل كما يموت بدنه، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع أقوام أخلاقهم ودينهم بعرض من الدنيا”[39].

37 –” ليت شعري كيف أمتي بعدي حتى تتبختر رجالهم وتمرح نساؤهم، ليت شعري كيف هم حين يصيرون صفين صفاً ناصبي نحورهم في سبيل الله. وصفاً عمالاً لغير الله”[40].

38 –” إذا ظهر فيكم السكرتان: سكرة الجهل وسكرة حب العيش وجاهدوا في غير سبيل الله يومئذ بكتاب الله سراً وعلانية كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار”[41].

39 –” ذلك أيام الهرج حين لا يأمن الرجل جليسه”[42].

40 –” قال أبيض رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى لا تبقى ملة إلا ولها منكم نصيب. قلت يبادرون يخرجون من الإسلام ؟

قال: يصلون بصلاتكم ويجلسون مجالسكم وهم معكم في سوادكم، ولكل ملة منهم نصيب. قلت: ( أي الوليد راوي الحديث ) إي والله لكل ملة منهم نصيب إلا الإسلام فلا نصيب له منهم إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم”[43].

41 –” من اقتراب الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار ويفتح القول ويخزن العمل”.

42 –” من اقتراب الساعة تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال”[44].

وأنت إذا ما تأملت هذه الآثار فإن لا تجد فيها حديثاً إلا وتراه أمامك واقعاً على الأرض الآن، مما لم يكن موجوداً من قبل. حتى أن رائي العين لا يصف بأبلغ من هذا، وإنما كان هذا، لأنه أثر علم الله المحيط الذي أطلع على بعضه محمداً صلى الله عليه وسلم فقال ما قال ووقع كل ما قال. وفي ذلك الشهادة الكاملة على أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله حقاً وصدقاً لا يمتري في ذلك إلا متكبر أو حاسد أو شيطان يرى الحق ولا يتبعه.

إن النبوآت التي اخترناها كلها نبوءات قد وقعت وهناك نبوآت أخرى لم يحن وقتها بعد، ومن العجيب أن بعضها مذكور في الكتب الدينية السابقة على رسولنا عليه الصلاة والسلام، وهذا يؤكد أن مصدر هذه النبوآت السابقة الوحي وأنها من القسم الذي لم يحرف في الكتب الأولى، وكل تعليم آخر ظاهر الفساد، فلم تكن مثل هذه القضايا منتشرة ولا معروفة في الجزيرة العربية.

والرسول عليه الصلاة والسلام أمي لا يحسن القراءة، ولم تكن هذه الكتب أصلاً مترجمة إلى العربية في ذلك الزمان، عدا عن كون النسخ محدودة جداً لا توجد إلا عند رؤساء الدين اليهودي بالنسبة لنسخ التوراة. غير أن بعض هذه النبوءات موجودة في كتب العهد الجديد التي لا يؤمن بها اليهود أصلاً. وليست موجودة عندهم ولم تكن هناك أي صلة بين النصارى ورسول الله عدا عن كون الفكر النصراني لم يكن له أي صدى في مكة والمدينة. إلا ما ذكر أن ورقة بن نوفل كان له مثل هذا الاتجاه.

إلا أن اتصال الرسول بورقة كان محدوداً ومعروفاً ما جرى فيه، وورقة آمن برسالة محمد من اللحظة الأولى، فليس هناك من تعليل لوجود هذه النبوآت المشتركة إلا وحدة المصدر وهو الوحي.

أبرز هذه النبوآت المشتركة ثلاث:

1 – الإخبار عن يأجوج ومأجوج.

2 – الإخبار عن المسيح الدجال.

3 – الإخبار عن نزول عيسى ابن مريم في آخر الزمان وأنه يقتل الدجال.

فقد أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام عن مجيء ناس ذوي عدد هائل سموا باسم يأجوج ومأجوج إلى منطقة في فلسطين قبيل قيام الساعة، وأخبر عليه الصلاة والسلام بأحاديث متواترة عن ظهور إنسان سماه المسيح الدجال يدعي الألولهية وهو أكبر ما فتن به البشر، وأن المسيح عليه السلام يقتله بعد نزوله.

وقد ذكر في كتاب المشاهدات الباب 19 وفي الباب الثاني من الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيق وهما كتابان نصرانيان.

“ إن عيسى – عليه السلام – سيقتل الدجال وعسكره بعد نزوله”.

وقد نقل عن حزقيال عليه السلام في كتب العهد القديم أنه أخبر عن خروج يأجوج ومأجوج في الزمن المستقبل وإهلاكهم حين وصولهم إلى جبال إسرائيل ثم عقب على ذلك في الكتاب المنسوب إليه في الباب التاسع والثلاثين الفقرة الثامنة.

“ ها هو جاء وصار يقول الرب الإله هذا هو اليوم الذي قلت عنه” إشارة إلى يوم القيامة.

إن هذا كله يؤكد لنا رسالة محمد عن الله ويجعلنا على اليقين الذي لا شك معه، أن ما قاله عليه الصلاة والسلام هو الحق الذي لا يمترى فيه.

ملاحظة: قصة يأجوج ومأجوج واردة كذلك في القرآن، ولكن التفصيلات التي ذكرناها عن الرسول صلى الله عليه وسلم آنفاً توضح وتبين الآيات القرآنية.

[1]أخرجه نعيم بن حماد وأحمد والبزار والطبراني .

[2]أخرجه أحمد .

[3]أخرجه الديلمي .

[4]أخرجه أحمد بسند صحيح .

[5]أخرج الدارمي وأبو نعيم .

[6]أخرجه أبو الغنائم الكوفي في كتاب الفتن .

[7]أخرجه الحاكم .

[8]أخرجه أحمد .

[9]أخرجه أبو داو وابن ماجه والحاكم .

[10]أخرجه الطبراني .

[11]من حديث رواه البخاري .

[12]أخرجه الطبراني .

[13]أخرجه أبو يعلى والطبراني .

[14]أخرجه أبو نعيم في الحلية .

[15]أخرجه الطبراني .

[16]أخرجه الترمذي .

[17]أخرجه الطبراني والحاكم .

[18]أخرجه الطبراني .

[19]أخرجه الديلمي .

[20]أخرجه ابن عساكر في تاريخه .

[21]أخرجه الطبراني .

[22]أخرجه نعيم بن حماد .

[23]أخرجه ابن وضاح في البدع .

[24]أخرجه نعيم بن حماد والطبراني .

[25]أخرجه أحمد وأبو يعلى والحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين .

[26]أخرجه ابن وضاح في البدع .

[27]أخرجه أحمد والطبراني والبيهقي .

[28]أخرجه الطبراني .

[29]أخرجه ابن أبي الدنيا .

[30]أخرجه ابن وضاح .

[31]أخرجه الحاكم .

[32]أخرجه الديلمي .

[33]أخرجه البخاري .

[34]أخرجه أبو داود .

[35]أخرجه الإمام أحمد .

[36]أخرجه الإمام أحمد والطبراني .

[37]أخرجه نعيم بن حماد .

[38]أخرجه أحمد .

[39]أخرج أحمد والطبراني والحاكم .

[40]أخرجه ابن عساكر .

[41]أخرجه نعيم بن حماد .

[42]أخرجه الحاكم .

[43]أخرجه عبدان في كتاب الصحابة .

[44]أخرجه أبو نعيم في الحلية .


منقوووووووووووول للفائده.




أحسنتتي أختي الماسه بهذا الموضوع المفيد اللي يقوي ايماننا بديننا ويشد عزائمنا ويذكرننا برسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم
وجزاكي عنا جميعا كل خير,

صقرعلاو
01-24-2009, 02:29 AM
جزاك الله خير الجزاء احسنتي

بارك اللهفيك نقل نافع ومفيد

ثقل الله به موزين حسناتك وارشدنا وياك والمسلمين الا الصواب

تقبلي خالص الدعاء