المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نجيب قحطان الشعبي المالك الأوحد للحقيقة (الجنوب العربي) - عمر سالم عبدالله بن هلابي


حد من الوادي
01-26-2009, 11:12 PM
نجيب قحطان الشعبي المالك الأوحد للحقيقة (الجنوب العربي) - عمر سالم عبدالله بن هلابي

الاثنين - 26/01/2009 - 09:31:11 مساء



نجيب قحطان الشعبي المالك الأوحد للحقيقة (الجنوب العربي) - عمر سالم عبدالله بن هلابي
إن ما نريد إيضاحه هنا للجميع، هو اننا قد قطعنا على أنفسنا عهداً بأن لا ندخل في المهاترات، التي يسعى البعض لجرنا اليها وذلك حرصاً منا على وحدة الصف الوطني الجنوبي، وهذا هو السبب الأساس الذي يمنعنا من الرد على معظم تلك الخزعبلات الصادرة من تجار الكلمة وبائعي المقالات بالقطعة، خصوصاً وإن هناك كتاب تحت الطلب، وهم كثر في هذا الزمن الردي. وسنظل نلتزم بهذا المبدأ ولن نحيد عنه الا اذا صدر من أولئك الادعياء مايمس الهوية الوطنية، أوحاولوا التدليس والتزوير لتاريخنا، بالجمل المنمقة وعلم الكلام، التي لم ولن تصمد أمام الحجج وحقائق التاريخ وثوابت الواقع.

ولاني لا أقراء الصحف الصفراء ولا لكتابها، كما أن لا أستسيغ قراءة صحف العهر والتدليس السياسي، وعلى رأسها صحيفة 26 سبتمبر، فلم أطلع على معظم مايكتبه أولئك النفر.. حتى إستلمت بلأمس رسالة بالأيميل من صديق عزيز، متضمنة نسخة لمقال من جزئين للسيد نجيب قحطان الشعبي، ونظراً للحب والتقدير الذي نكنه لوالده الرئيس الجنوبي الفذ قحطان محمد الشعبي، رغم الاختلاف مع بعض المواقف التي أتخذت في عهده، مندفعاً بالثقافة القومية الناصرية التي تشبع بها، والتي حاولت أن تضع الامة العربية أمام بوابة التاريخ للوصول الى أهدافها النبيلة، وهي تحقيق الوحدة القومية العربية على أساس الروابط التاريخية والحضارية بمنطق ثوري.

وكان هذا الحب والتقدير هو الدافع لقراءت ذلك المقال، إعتقاداً مني بأني سوف أشبع رغبة الإطلاع والمعرفة لدي من أحد من تربى على يد واحد من رجالات الجنوب، الذين نفتخر بهم وبتاريخهم ونقدر تضحياتهم في سبيل وطنهم وأمتهم العربية.
الا إني أصبت بالغثيان من ذلك الأسلوب الركيك، وتلك الجمل والتوصيفات الهابطة، التي حاول أن ينال بها من من أختلف معهم في الرؤى، تحذوه الرغبة في أرضاء من دفعه للرد على موضوع، هو أصلاً لم يستوعب مضمونه ولم تكن له الحجة للرد عليه، وإلا لفعل ذلك في حينه ولم ينتظر لمدة عام كامل للرد، ولكن هذة هي أساليب الكتاب تحت الطلب، الذين يتوهمون بأنهم بأساليبهم الملتوية وخلط المسميات التاريخية بالشعارات الغوغائية، والإستشهاد بالاموت، الذين لا حيلة لهم للدفاع عن أنفسهم سوف يصلون الى غاياتهم، وهي إرضاء أسيادهم، الذين يدفعون بهم للقيام بأقذر الافعال، التي تخدم أولئك الأسياد ولا تمس شخوصهم.

ورغم أن السيد نجيب قحطان، قد نصب نفسه ملك أكثر من الملك، بل وأعلن أنه المالك الأوحد لحقيقة الأحزاب الوطنية ووثائقها، عندما قال: "أن أكبر حزب عرفته المنطقة قد تأسس في عام 1951م تحت أسم رابطة أبناء الجنوب، ثم تغيرت التسمية الى رابطة الجنوب العربي بعض القادة الحاليين للرابطة لا يعلمون هذة الحقيقة، فتجدهم يتحدثون كعامة الناس عن رابطة أبناء الجنوب العربي" أنتهى الأقتباس. وهنا لم يوضح الكاتب من أين حصل على تسمية رابطة أبناء الجنوب عوضاً عن رابطة الجنوب العربي، وأبناء أي جنوب يقصد، أم هي التلاعب بالكلمات والمسميات لبلوغ الغايات التي لا تخفى على أحد.

وكيف سمح لنفسه أن يرمي التهم جزافاً على قادة الرابطة الحاليين، وهم من لديهم الوثائق والمحاضر الرسمية لإجتماعات الرابطة، بل أن أغلبهم من المؤسسين ومن الذين عاصروا الرعيل الأول من قيادات الرابطة ومؤسسيها، أمثال المغفور له بأذن الله العلامة السيد محمد علي الجفري، وكذا المغفور له بأذن الله محامي الجنوب العربي السيد شيخان الحبشي، والذين كان لهما شرف الريادة في المطالبة بإستقلال الجنوب العربي ( وليس اليمني كما يدعي )، وذلك عندما خاطب السيد محمد علي الجفري الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وكذا لقائهما بوفد الجامعة العربية في القاهرة، وتلك المطالبة وذلك الطرح هو ما بناء علية العالم وهيئة الأمم المتحدة في وثيقة الإستقلال، التي لا يمكن صياغتها الا على الاسس التاريخية والمسميات القانونية، وليس على المسميات الجهوية أو الشعارات السياسية، وهذا ما يحاول السيد نجيب قحطان أن يتجاهله كمن يريد أن يغطي عين الشمس بغربال.

وليس بغريب أن نلمس هذا من من لا يستطيع أن يميز بين المقال الصحفي والرسالة الجوابية، فقد ظهر ذلك في سياق رده على الرسالة التعقيبية، التي بعث بها مجموعة من أبناء الجنوب العربي الى رئيس تحرير جريدة العرب الأولى ( جريدة القدس العربي )، الأستاذ عبد الباري عطوان، وهم الأخوة: العقيد عوض علي حيدرة، والعقيد أحمد عمر محمد، والعقيد سعيد محمد الحريري، والأخ محمد حسين الجرادي، وكاتب هذا المقال، وهو يعرف أنهم من الذين لم ولن يرتضوا أن يكونوا ضمن من يمد يده للفتات، من موائد اللئام، كما يفعل بعض أدعياء الوطنية اليوم.

ولأنه من الذين يجيدون أنتقاء الجمل وتنميق المسميات وتحريف الكلم عن مواضعة، ليغطوا نقص الحجة المنعدمة لديهم أصلاً، ألا أنه هذة المرة خانه الأسلوب، أو كما يقال أنقلب السحر على الساحر، فبدلاً من نفي مضمون الرسالة، أو على الأقل التشويش عليه بأدعاءاته، نجده قد أثبت المثبوت وكشف عن المستور، وهو ضعف حجته وحجة الواهمين من أمثاله، الذين توهموا أنه بأستطاعتهم طمس تاريخنا والقضاء على هويتنا الوطنية الجنوبية، وهو مالم يستطعه فطاحلة التاريخ، فهل يعقل أن يستطيع ذلك أقزام التلقيح؟ وطالما والسيد نجيب قام بالرد على الرسالة بعد سنة، فإنه كما يبدو ( راقد ) في المشمش ولا يدري أو يعلم ماذا جرى أو يجري في الجنوب، ونقول له من دون مأخذه صحة النوم.

وهذا ما سيظهر للمراقب الحصيف عند قراءة مقال السيد نجيب قحطان، وخاصةً في سياق العبارات التالية: ( في مفاوضات الإستقلال، إعترض قحطان الشعبي رئيس وفد الجبهة القومية، على إستخدام شاكلتون رئيس الوفد البريطاني، لتسمية الجنوب العربي، ومشيراً الى أن التسمية السليمة هي الجنوب اليمني، فأجاب شاكلتون بأنه يستخدم تسمية الجنوب العربي بإعتبارها التسمية القانونية للمنطقة، فقال الشعبي بأنه من حق الوفد البريطاني أن يستخدم التسمية القانونية، لكن من حق وفد الجبهة القومية أن يستخدم التسمية الوطنية!!، فرحب شاكلتون بذلك وفي اليوم السابق للإستقلال وقع رئيس الوفد إتفاقية الإستقلال، وقد نص بندها الأول على الأتي: يحصل الجنوب العربي على الإستقلال في 30 نوفمبر 1967م ويشار الى هذا اليوم فيما يلي بيوم الأستقلال.

ونص البند الثاني على الأتي: تنشاء في يوم الأستقلال دولة مستقلة ذات سيادة تعرف بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية!!، وذلك بأرادة رسمية من قبل الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن، بصفتها ممثلة لشعب منطقة الجمهورية وتقام حكومة للجمهورية، فما معنى ما جاء في البندين ؟ معناه أنه من بين ما فرضه وفد الجبهة القومية على الوفد البريطاني في مباحثات الإستقلال في جنيف، الإعتراف بزوال تسمية الجنوب العربي وبالهوية اليمنية للمنطقة!! وفي يوم الإستقلال، أعلن رئيس الجمهورية قحطان الشعبي رسمياً الأستقلال، وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، أنظر بيان أعلان الأستقلال الذي القاه الرئيس في عدن في يوم الأستقلال، والمنشور في صحيفة 26 سبتمبر في تاريخ 4 ديسمبر 2008 م صفحة 23 . ( أنتهي الأقتباس ).

ومن هذة الجمل المنتقاه والمصاغة بطريقة ذكية، وأن لم يستطع الكاتب أخفاء تناقضاتها، يظهر التساؤل المنطقي التالي، ماذا فرض ذلك الوفد المفاوض على الوفد البريطاني؟ فهل يريدنا السيد نجيب أن نصدق هذة المزاعم، بينما هو نفسه يعترف بأن وثيقة الأستقلال قد صدرت بأسم شعب الجنوب العربي، وهل يمكن للعالم أن يقبل أن يعطي الإستقلال لشعب، ثم يوافق على أن يحكم ذلك الشعب من قبل شعب أخر، معترف به ضمن منظومة الدول والشعوب المنظوية تحت راية الأمم المتحدة !!؟.

وهنا لن ندعي بملك الحقيقة دون غيرنا، ولكن نقول للأدعياء أن وثيقة الأستقلال هي وثيقة دولية موثقة ومودعة لدى المنظمات الدولية، وهي الحكم بيننا ( للعلم لم تنشر حتى الأن !!)، فهل تستطيع ياسيد نجيب نشرها، والإستشهاد ببنودها على العلن، بدل أن تستشهد بخطاب سياسي يعكس صياغة لخدمة السياسة، وتدعيم المواقف السياسية وهو بطبيعة الحال يخضع للأهواء والمتغيرات السياسية، عكس الوثائق والمعاهدات الدولية، التي لا يمكن أخضاعها للتفسيرات السياسية أو المزاجية لذوئ المصالح الذاتية.

أما بخصوص النقاش الذي يدعي بحصوله بين رئيس وفد الجنوب ورئيس الوفد البريطاني في جنيف، فأن التفسير المنطقي والمحايد هو ما صاغه أبن أول سلطنة من سلطنات الجنوب العربي، التي غدر بها، وهي سلطنة البيضاء، الكاتب والمؤرخ السياسي الأخ محمد أحمد البيضاني، وذلك في سياق رده على مزاعم السيد نجيب قحطان والمنشور في 17يانير 2009م، حيث أورد التالي: "لقد ذهب ثوار الجبهة القومية إلى جينيف فجاءه، و كانت الساحة تضج بالإحداث وكان هناك صراع بين عدة أجنحة للوصول إلى الحكم دون التفكير في العواقب، لقد رجحت بريطانيا كفة الجبهة القومية لأسباب سياسية في النظام العالمي القادم حينذاك، حدثت هرجلة تاريخية، وكان الغرض الرئيسي هو الوصول إلى مقاعد الحكم بأي وسيلة وبأي ثمن، لم يكن وفد الجبهة القومية له أي تصور سياسي أو برنامج سوى رحيل الإنجليز فقط، لم يكن الوفد يحمل أجندة عمل وعمق إستراتيجي لاستلام دولة، لم يكن الوفد لدية الخبرة في التفاوض ولكن يملك حسن النية وهذا لا شك فيه، ولكن كانت تنقصهم عمق المعرفة، وقد أشار اللورد شاكلتون إلى ذلك بكل صراحة، وشعر بإندفاع الوفد من خلال المفاوضات، قال ذلك بكل وضوح ونوردها هنا: إن الوفد المفاوض يفتقد إلى الخبرة وغير محترف للتفاوض، بالنص الإنجليزي:

Lord Shakletin said: the members of delegation were not professional negotiators

لقد شعر اللورد شاكلتون بتخبط الوفد حين سمع مسمى (اليمن) في أسم الدولة، وأدرك خطورة الأبعاد في المستقبل.
تلك هي الليلة المشئومة في تاريخ الجنوب العربي قد حدثت في جينيف، لم يشعر الشباب في الجبهة القومية إن بناء الدول لا يتم بالعواطف وتغير هوية الناس وتاريخهم. وهنا يمكن أن نضيف إن أولئك الشباب كانوا متأثرين بالمد القومي وبسياسة مصر عبد الناصر التي كانت أحد الدول المؤثرة في تهيئت المسرح في المنطقة للنظام العالمي الجديد والذي كان في مراحله الأخيرة من التكون في ذلك الوقت".

أما ماورد في نهاية مقال السيد نجيب، الذي حاول فيه نفي بعض الحقائق التي وردت في تلك الرسالة حيث قال التالي: "وقد عمد الخماسي الانفصالي إلى التلفيق والتزييف لخداع القارئ في سبيل إحياء فكرة (الجنوب العربي) التي دفنت منذ أكثر من 40 عاماً، فمما كتبوه الآتي:
أولاً: قالوا عن تسمية اليمن الجنوبي (لم تأت بها كتب التاريخ ولا الجغرافيا وبالإمكان العودة والمراجعة لكتاب أول رئيس لليمن الجنوبية المرحوم قحطان محمد الشعبي تحت عنوان معركتنا مع الاستعمار لتحرير الجنوب العربي المحتل!).

ثانياً: قالوا (الاخ نجيب قحطان محمد الشعبي قبل دخوله المؤتمر الشعبي العام كان يقدم عرضاً تاريخياً لكتابه عبر صحيفة الايام الغراء حيث كان بصدد إصداره وقد ورد نص ضمن أحد فصول كتابه يقول ان تاريخنا ليس تاريخهم وتاريخهم ليس تاريخنا ) .

وهذة حقائق مثبتة ولدينا وغيرنا كثير من أبناء الجنوب العربي الوثائق الكافية والحجج الدامغة، التي تحفظ تاريخنا وهويتنا الجنوبية العربية.
ونتمنى على الأخ نجيب قحطان محمد الشعبي، كأحد أبناء واحد من أكثر الرموز الوطنية، التي شاركت في صنع التاريخ الجنوبي الحديث، وهو أول رئيس للجنوب أن يترفع عن محاولة تزوير التاريخ وقلب الحقائق لخدمة الدخلاء والحالمين بمسخ التاريخ الجنوبي ومحو هويته الوطنية. وهنا نسأل الأخ نجيب قحطان لما لم يكتشف ذلك التدليس لأولئك الحالمين، عندما قاموا من خلال محاولاتهم الفاشلة بطبع نسخة مسخة ومشوهة من كتاب ( هدية الزمان ) للقمندان ؟.

كما أن علينا جميعاً أن نقر بأن أولئك العظماء الذين صنعون الأحداث وكتبون تاريخها لم يورثوها، فهي ليست قطعة أرض أو مزرعة سياحية يتقاسمها الورثة! كما نود أن يفهم الاخ نجيب قحطان الشعبي، بأن زمن الجنوبي يحارب الجنوبي قد دفناه في مزبلة التاريخ في جمعية ردفان الخيرية في محافظة عدن يوم 13 يناير 2006م.

لذلك لايجوز التلطي تحت عنوان الوحدة اليمنية بينما لا توجد وحدة وإنما إحتلال، وبالتالي فإن تهمة الإنفصال التي نسبها لنا السيد قحطان عبارة عن أوسمة على صدورنا، خصوصاً وإن ما يجري في الجنوب من ممارسات لا علاقة لها بالوطن أو الوطنية أو القومية أو الدين، ومن يؤيد هذه الممارسات يعتبر شريك نظام صنعاء في إغتصاب أرضنا وقتل وسجن ونفي أبناء شعبنا في الداخل والخارج.
فمن الثابت والمعروف بأن لكل زمن دولة ورجال يانجيب.






( من أبناء الجنوب العربي )
شبكة شبوة برس





المحرر : شبكة شبوة برس - ع ب