حسن البار
05-11-2002, 10:56 PM
تاريخ الارسال: 28/09/00 الساعة 21:29:26 الرد القاصم على الكذاب الآثم
(( كتبه بحر العرب ردا على مواضيع لصادق المحبة في المحضرة ))
هذا الرد للكاتب بحر العرب ... على عدة مواضيع طرحتها آنذاك في منتدى المحضرة ( وليس لي فيها هنا سوى النقل )
الحمدلله الذي جعل دينه الحق واضحا جليا ، وأشهد ألا إله إلا الله لا شريك له ولا ند ، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه .
أما بعد
فإنه مما ابتلاني الله جل وعلا به الرد على هذا الكذاب المارق ، فالحمد له - وقد أعانني وسدد رميتي - فإن أصابت منه مقتلا فعاد إلى الحق وهذا ما نريده فقد أبنا بالثواب العظيم لتوفيق الله الكريم بهدايتنا له ، فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله لأن يهدي بك الله رجلا خير لك من حمر النعم " وإن أصر على ضلاله ، فقد كشفنا زيغه وبينا ضلاله ، فلا يزيع بعد ذلك طالب الحق عن الحق .
فهاك ما هو لك فاسمع
يا كاذب المحبة
كم أنت مسكين تتخبط في أوهامك !!
وأيم الله لقد أتعبت نفسك بتسويد هذه الصفحات الطوال التي لاتسمع ولا تغني من جوع بل هي كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ، ووجد الله عنده فوفاه حسابه .
تحدثت عن القبور وجواز البناء عليها وأوردت أحاديثا في الزيارة ردا على حديث أبي الهياج الصريح الواضح وحسبت الأمر متناقضا فأني هذا التناقض ؟ لولا مافيك مما ستعرفه لاحقا .
ثم نقلت كلام مؤلف قديم في التوسل هو العراقي جميل الزهاوي ولم تعزه ولم تذكر اسم المؤلف الذي سرقت كلامه ونسبته لك لتدلس على الأغبياء والجهال ليظنوا فيك علما ، فآن لهم أن يعلموا أنك جمعت إلى جهلك كذبا ولصوصية فما هكذا تورد الإبل ياسعد ، أم أنك ستجادلني بأنه كلامك إلا إن كانا وحيا مشتركا أوحاه عليك وعليه الشيطان الرجيم فهنيئا لك بهذا الوحي ! وقد رد علامة المملكة العربية السعودية الشيخ سليمان بن سحمان عليه في كتابه الضياء الشارق في رد شبهات الماذق المارق وطبعت سنة 1376هـ
ثم ألا تعلم أيها المسكين أن رسالة مشابهة وزعها الحجاج الروافض في موسم الحج قبل عقود من الزمن في الحج وقد شفى الغليل منها عالم جيزان الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي في كتابه أوضح الإشارة في الرد على من أجاز الممنوع من الزيارة وطبع سنة 1405
ثم تختم سرقاتك بقول شيخ الإسلام ابن تيمية - وتسميه شيخ الإسلام - فمن أين جئت بهذا الجهل المركب ، ألا تعلم أن هذا الشيخ المقدام كان المهاجم الأول لفرق الروافض والمتصوفة ، و كل علماء هذين المذهبين الضالين لا يأخذ بكلام ابن تيمية ولا يستشهدون به ، بل إن الصغير والكبير والنبيه والغبي من أهل الإسلام يعرف موقف شيخ الإسلام من هذين الفرقتين الضالتين فكيف وقعت في هذا التناقض الذي لا يقع فيه رجل قرأ كتابا أو جالسا شيخا لكنها بضاعتك .
أما كلا مه فلا حجة لك فيه فليس فيه تأييد للصوفية وإنما هو نزه الجيلاني الحنبلي الذي نسجت حوله الأساطير ونسب إليه من الكلام ما لا يقوله عاقل فضلا عن مسلم فمن ذلك ما نقل عنه في قصيدة منسوبة إليه منها
ضريحي بيت الله من جاء زائره
يهرول له يحظى بعز ورفعة
وسري سر الله سار بخلقه
فلذ بجنابي إن أردت مودتي
قال علامة قطر أحمد بن حجر آل طامي ( و لا نظن بالشيخ عبدالقادر يتفوه بمثل هذه الكفريات السخيفة ) ص 135 كتاب ( تحذير المسلمين عن الابتداع والبدع في الدين ) الكويت 1403
كم الحوار مع مثلك متعبٌ ، لماذا ؟
أولا لأنك لا تفهم ما تقرأ !
ثانيا لأن عادتكم الحيدة عن الطريق والتعلق بأقوال وأدلة ليست ذات دلالة ، فأنتم كمن يقال له القمر طالع فيقول بل الشمس حارة ، فكيف تفهمون
ثم إنك تستشهد ببيت شعر - وإن اشتهر بين الناس فمعناه خطأ ، إذ لا كامل إلا الله . لكن عند الصوفية كامل غير الله يسمونه القطب الأكبر الذي على زعمهم وصل مرحلة اليقين .
وهل في استشهادك بالبيت فائدة إذ اتهمتني فيه بالنقص و أنا مقرٌ به لا أدعي القطبية ولا الكمال ، وزكيت نفسك بالكمال و الله يقول " و لا تزكوا أنفسكم "
فإن قلت إنما ذكرته استشهادا مما يتوارده العوام ، قلنا هذا ليس حجة لك بل عليك .
وإليك ما يشفي ضمأ نفسك ، ويزيل غشاوة عينك فإن كان قلبك مبصرا أبصرت الحق وإن ران عليه الباطل حتى صار قيما على نفسك فإنا لله وإنا إليه راجعون .
=========================
القول في مسألة القبور والبناء عليها .
في هذه المسألة أنت بين أمرين إما محتج بحديث غير ثابت والعمدة في ذلك أقوال المحدثين الذين نقدوا الأحاديث وميزوا صحيحها عن سقيمها ، أو محتج بحديث صحيح ليس فيه حجة لك كما سنرى لاحقا
استشهدت بحديث " باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها " واستشهدت بحديث استئذان النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة قبر أمه . وهذا في الزيارة
وأينا أنكر الزيارة ؟
ثم انتقلت إلى مسألة البناء على القبور ولم تحضر حديثا واحدا ، وقلت أجمعت الأمة على البناء ، وهو اجتماع منتف لا حجة فيه ، فقد احتججت بوجود بناء على قبر أحمد فهل في ذلك دليل على تجويز الإمام أحمد للبناء على القبر وكيف أجاز ذلك بعد موته ، لكنه جريا على عادتكم بعدم الفهم ، فإن قلت أجازه خلفه قلنا ذاك معارض بما صح من حديث علي رضي الله عنه ، فلا يترك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول فلان وفلان .
ثم تقول بعد ذلك أن الأحاديث في الزيارة متعارضة مع حديث تسوية القبور ، وتقول (( هل النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى يأمر بهدم القبور ويأمر بزيارتها ))
وهذا من دواهيك فأين التناقض بين الزيارة والأمر بإزالة ما أشرف من القبور !
فيا أهل العقول أين التناقض هنا ؟؟
إن الزيارة هي أن تأتي موضع القبر المحدد وتدعو لصاحبه ، أما البناء عليها فهي أن تبني عليها وتضع موظفا فيها يبتز أموال الأغبياء والسذج …… وهو مورد فيه الخسران المبين .
لكن من هنا أُتي- بضم الهمزة - الإسلام من الأغبياء الذين لا يفهمون معاني الكلام ويدّعون التناقض فيما ليس فيه تناقض !
وصدقني كم حزنت على عقلك المهترئ وفهمك المجترئ !!
ثم تقول إن معنى تسوية القبور عبارة عن تعديل سطحها - وتقصد بعد البناء - وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مهندس معماري
ألا لعنة الله على الكاذبين
كيف جاز لك أن تحرف كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معناه إلى معنى متناقض !!؟
و ليسألنك الله عما قلت أيها الكاذب الأفاك .
أما مسألة الحجر فلا حجة فيها ، ووجود قبر إسماعيل عليه السلام في الحجر لم يثبت من طريق صحيح ، ولم يُبنَ على القبر بل لأن قريشا عندما بنت الكعبة في الجاهلية قصُرت عنهم المؤونة فاقتصروا على ما بنوا وحجروا الباقي كعلامة ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة رضي الله عنها " لولا أن قومك حديثو عهد بالجاهلية لبنيت الكعبة على بناء إبراهيم " أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
لكنه أسلوبكم في صرف الكلام وعدم فهمه .
ثم تختم هذا الفصل بكلام عن المذاهب ، وتحتج بكلامهم وكل كلامهم مخالف لقولك
ألم تكتب يدك قول النووي - رحمه الله - : إن السنة أن القبر لا يرتفع عن الأرض رفعا كثير ولا يسنم بل يرفع نحو شبر
وخلاف المذاهب على التسطيح والتسنيم لا على الرفع ، والتسنيم هو أن يكون على القبر شبه سنام البعير .
فأين ذلك من البناء عليها ؟؟
وعد ابن بطة العكبري- رحمه الله - ت 387 في كتابه الشرح الإبانة من البدع البناء على القبور وتجصيصها ص342
وقال علامة اليمن والحجاز المعلمي رحمه الله : المتبادر من التسوية في الحديث : أن يكون القبر مساويا لوجه الأرض في البقعة المحيطة به ، … وقال إن التسوية إذا أطلقت على شيء ناشز على وجه الأرض كالبناء والربوة فمعناها تسويتها بالأرض ، ومنه قول الله تبارك وتعالى ( فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ) قال الراغب في مفردات ألفاظ القرآن : أي سوى بلادهم بالأرض . أهـ ص 125
وذكر العلامة الشوكاني - رحمه الله - : فمن إشراف القبور أن يرفع سمكها ، أو يجعل عليها القباب أو المساجد ، فإن ذلك من المنهي عنه بلا شك ولا شبهة ، ولهذا أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث لهدمها أمير المؤمنين ، ثم إن أمير المؤمنين بعث لهدمها أبا الهياج الأسدي في أيام خلافته .
قال : وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن حبان من حديث جابر قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر و أن يبنى عليه ، وأن يوطأ . وفي هذا التصريح بالنهي عن البناء على القبور ، ويصدق على من بنى قريبا من جوانب القبر كذلك ، كما في القباب والمساجد والمشاهد الكبيرة ، على وجه يكون القبر في وسطها أو في جانب منها ، فإن هذا بناء على القبر ، لايخفى ذلك على من له أدنى فهم ) نقلته مختصرا من رسالته النفيسة شرح الصدور في تحريم رفع القبور ص 31
وذكر - رحمه الله - في موضع آخر من هذه الرسالة : ( فلا شك ولا ريب أن السبب الأعظم الذي نشأ معه الاعتقاد في الأموات ، هو ما زينه الشيطان للناس من رفع القبور ، ووضع الستور عليها ، وتجصيصها وتزينها بأبلغ زينة ، وتحسينها بأكمل تحسين ، فإن الجاهل إذا وقعت عينه على قبر من القبور قد بنيت عليه قبة ، فدخلها ونظر على القبور الستور الرائعة ، والسرج المتلألئة ، وقد صدعت حوله مجامر الطيب فلا شك ولا ريب أنه يمتلئ فلبه تعظيما لذلك القبر ، ويضيق ذهنه عن تصور ما لهذا الميت من المنزلة ، ويدخله من الروعة والمهابة مايزرع في قلبه من العقائد الشيطانية التي هي من أعظم مكايد الشيطان للمسلمين ، وأشد وسائله إلى ضلال العباد و مايزلزله عن الإسلام قليلا ، حتى يطلب من صاحب القبر ما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه فيصير في عداد المشركين .)
وذكر في موضع آخر في رسالة الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد : بل هؤلاء القبوريون قد وصلوا إلى حد ٍ في اعتقادهم في الأموات لم يبلغه المشركون في اعتقادهم في أصنامهم ، وهو أن الجاهلية كانوا إذا مسهم الضر دعوا الله وحده ، كما حكاه الله عنهم بقوله ( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه ، فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا ) بخلاف المعتقدين في الأموات فإنهم إذا دهمتهم الشدائد استغاثوا بالأموات ، ونذروا لهم النذور ، وقل من يستغيث بالله سبحانه في تلك الحال ، وهذا يعلمه كل من له بحث في أحوالهم ) ص 179
وذكر العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني - رحمه الله - وهو من علماء آل البيت : إن هذه القباب والمشاهد التي صارت أعظم ذريعة إلى الشرك و الإلحاد ، وأكبر وسيلة إلى هدم الإسلام وخراب بنيانه ، غالب بل كل من يعمرها هم الملوك والسلاطين والرؤساء والولاة ، إما على قريب لهم أو على من يحسنون الظن فيه من فاضل أو عالم أو صوفي أو فقير أو شيخ أو كبير ، ويزوره الناس الذين يعرفونه زيارة الأموات من دون توسل به و لا هتف باسمه ، بل يدعون ويستغفرون ، حتى ينقرض من يعرفه أو أكثرهم ، فيأتي من بعدهم فيجد قبرا قد شيد عليه البناء ، وسرجت عليه الشموع ، ، وفرش بالفرش الفاخر وأرخيت عليه الستور ، وألقيت عليه الأوراد والزهور ، فيعتقد أن ذلك لنفع أو لدفع ضر ، ويأتيه السدنة يكذبون على الميت بأنه فعل وفعل ، و أنزل بفلان الضرر وبفلان النفع ، حتى يغرسوا في جبلته كل باطل ، ولهذا الأمر ثبت اللعن على من سرج على القبور وكتب عليها وبنى عليها ، وأحاديث ذلك واسعة معروفة فإن ذلك في نفسه منهي عنه ، ثم هو ذريعة إلى مفسدة عظيمة ) . تطهير الاعتقاد ص61
و اعلم أنني اختصرت ولو أردت الإطالة لعجز المقام عن المقال ، لكن في ذلك ذكرى لمن ألقى السمع وهو شهيد
وبذلك يتبين لك أن البناء على القبور ليس من الإسلام لا من قريب ولا من بعيد .
============================
القول في طامتك الثانية : التوسل
كما سبق التنبيه أننا في هذا الفصل المنقول بالكامل من رسالة العراقي الدجال جميل صدقي سنرد عليكما بما رد علماء أهل السنة والجماعة لكننا سنعزو كل قول لقائله لا كما فعلت أيها اللص ، وبما صح عندهم من أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
تقول وليتك لم تقل
إنك ستحاول جاهدا أن تظهر البراهين والأدلة
ثم قبل أن تسوق شيئا تحكم بأنه صح صدور التوسل من النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه فرية كنت في غنية عنها .
ثم تسوق حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه من رواية عطية العوفي ، وعليه مداره ، وهو ضعيف بإجماع أهل العلم ، وقد روي من طريق آخر وهو ضعيف أيضا ولفظه لا حجة فيه ، كما قال ابن تيمية في قاعدة التوسل ص 141
قلت : وهو إن صح حُمل على التوسل بالأعمال الصالحة كما جاء في حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار فتوسلوا بأعمالهم الصالحة ، وهو ما لا خلاف فيه عندنا أهل السنة والجماعة ، لكن التوسل عندكم دعاء للأموات والأحياء وجعلهم واسطة بينكم وبين الله جل وعلا وهو شأن المشركين الذين قالوا : إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى " .
قال ابن تيمية : و لفظه لا حجة فيه ، فإن حق السائلين عليه أن يجيبهم وحق العابدين أن يثيبهم ، وهو حق أحقه الله على نفسه الكريمة بوعده الصادق باتفاق أهل العلم وبإيجابه على نفسه في أحد أقوالهم ) المرجع السابق ص142
======
أما حديث فاطمة بنت أسد رضي الله عنها فقد رواه الحاكم وليس فيه الدعاء بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي ) وهو الصحيح
أما الزيادة فمن رواية روح بن صالح عند الطبراني وهو ضعيف قال ابن حجر في اللسان : ذكره ابن يونس في تاريخ الغرباء فقال من أهل الموصل قدم مصر وحدث بها رويت عنه مناكير ، وقال الدارقطني ضعيف في الحديث وأقر ابن حجر والذهبي تضعيفه . هذا ما نقله النجمي في أوضح الإشارة ص 290 راجع الكلام في ابن سبابة إن شئت في لسان الميزان لابن حجر.
=======
أما حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه فالكلام عليه ذو شقين : أما حديث الأعمى فلا دلالة فيه إذ أن الأعمى توسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طالبا دعاءه وهذا غير ممنوع كما طلب الأعرابي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم بالسقيا .
أما صحة الحديث و إن رواه الترمذي والنسائي في الكبير والطبراني إذ أن من المعروف عند جلة أهل العلم أن كتب الحديث - عدا البخاري ومسلم - لا تخلو من نظر وفيها الضعيف والمتهالك الذي لا يصح العمل به ، ومعروف عندهم أن درجة التساهل تختلف من عالم لآخر ، لذا هم لا يأخذون بتصحيح الحاكم ولا بتوثيق ابن حبان إذا انفردا ، وهذا يعرفه من درس نبذة من مصطلح الحديث ، ومدار هذا الحديث على أبي جعفر الخطمي .
قال ابن سحمان : والجواب أن يقال هذا الحديث - أعني حديث الأعمى - غير محفوظ وفيه مقال مشهور ، وفي سنده أبو جعفر عيسى بن أبي عيسى بن ماهان الرازي التميمي قال الحافظ بن حجر في التقريب الأكثرون على ضعفه ، وقال أحمد والنسائي ليس بالقوي ، وقال أبو حاتم صدوق ، وقال ابن المديني ثقة كان يخلط ، وقال مرة : يكتب حديثه إلا أنه يخطئ ، وقال القلانسي سيئ الحفظ ، وقال ابن حبان ينفرد بالمناكير عن المشاهير ، وقال أبو زرعة يهم كثيرا ) أهـ الضياء الشارق ص 244
قلت أما الزيادة التي زادها الطبراني والبيهقي فلا تصح بأوجه منها أنها مخالفة للروايات الأخرى لهذا الحديث ، ثم إن في متنها ما يقتضي ردها - مع ضعف ناقليها - وهو أن عثمان رضي الله عنه لم يكن ينظر حوائج الناس ولم يكن يلتفت إليه - أي إلى الأعرابي - وهذا لا يقع من أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه .
قال ابن سحمان : إن هذا الحديث لا يصح وفي سنده روح بن صلاح وقد ضعفه ابن عدي ، بل قال بعضهم إن إمارات الوضع لائحة عليه فكيف يعارض به جميع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعمل أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ، وهل سمعت أحدا منهم جاء إليه بعد وفاته إلى قبره الشريف فطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله وهم حريصون على مثل هذه المثوبات لا سيما والنفوس مولعة بقضاء حوائجها تتشبث بكل ما تقدر عليه ، فلو صح عند أحد منهم أدنى شيء من ذلك لرأيت أصحابه يتناوبون قبره الشريف في حوائجهم زمرا زمرا ، ومثل ذلك تتوفر الدواعي على نقله ) الضياء ص 246
=====
ثم تسوق قول العراقي " ومنها مارواه البيهقي و ابن أبي شيبة بإسناد صحيح " ثم ساق حديث بلال بن الحارث رضي الله عنه
ثم تسوق كلام العراقي في الرؤيا والاستدلال بها دون عزو
أما تصحيح الحديث فكذب من العراقي ، لكنه كذب مرة وكذبت مرتين ، وهذا من إظهار الحق فإنه كلما تقدم الزمن بمذهبكم زاد الكذب في أهله ، والحمد لله الكبير المتعال الذي أوقعك في سوء أعمالك
فقد كذبت في نقلك تصحيح الحديث دون تمحيص ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما يسمع أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، ثم كذبت في ذكر كلام العراقي دون أن تعزوه مدلسا على القراء ليظنونه لك مغترا بحسن مظهره غافلا عن سوء مخبره ، وكان الأولى أن تعزوه لتبرأ ذمتك .
فإن الذي روى أن بلال بن الحارث هو الذي جاء سيف بن عمر الأسدي في الفتوح ، نقل ابن سحمان : قال أبو داود : ليس بشيء ، وقال أبو حاتم متروك وقال ابن حبان اتهم بالزندقة ، وقال ابن عدي : عامة حديثه منكر وقال البيروتي : سمعت جعقر بن أبان سمعت ابن نمير يقول : سيف الضبعي تميمي يضع الحديث وقد اتهم بالزندقة . ص 248
قلت وذكر ابن حجر في التقريب في ترجمته رقم 2739 : ضعيف في الحديث عمدة في التاريخ أفحش ابن حبان القول فيه ، من الثامنة . ص 428
====
ثم سقت حديث آدم عليه السلام وهو من رواية عبدالرحمن بن زيد بن أسلم ، وهو ممن أجمعوا على ضعفه قال ابن حجر في التقريب : ضعيف .ص 578
ونقل العلامة النجمي قال : رواه الحاكم في مستدركه وقال : وهو أول حديث لعبد الرحمن في هذا الكتاب ، وقال الحاكم وهو صحيح ، قال ابن تيمية : ورواية الحاكم لهذا الحديث مما أنكر- بضم الميم - عليه ، فإنه نفسه قد قال في كتابه المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم : عبدالرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا يخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه ، قال النجمي : وعبد الرحمن ضعيف باتفاقهم يغلط كثيرا ، ضعفه أحمد بن حنبل وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني …. ثم نقل قول الذهبي في تلخيصه لمستدرك الحاكم قال الذهبي عند تصحيح الحاكم لهذا الحديث : بل موضوع ، وعبد الرحمن واه . النجمي ص 291
=====
أما الرواية المنسوبة كذبا للإمام مالك فهي مردودة ، قال الدكتور محمد الخميس في كتابه ( التنبيهات السنية على الهفوات في المواهب اللدنية ) عند الحديث عن قول المالكية في مسألة وجوب زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لم أقف على قول للإمام مالك وأصحابه الأوائل على وجوب السفر إلى زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم بل الذي وقفت عليه في الجملة يخالف ما يقرره المصنف ويدعو إليه من ذلك ما جاء في كتاب الحوادث والبدع ص294
قال : كان مالك وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان المساجد وتلك الآثار التي بالمدينة ما عدا قباء و أحد . وقال كذلك " لا أرى أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ولكن يسلم ويمضي " فتح المنان ص358 ، وقيل للإمام مالك إن ناسا من أهل المدينة لا يقدمون من سفر ولا يريدونه يفعلون ذلك في اليوم مرة أو أكثر وربما وقفوا في الجمعة أو في الأيام المرة والمرتين أو أكثر عند القبر فيسلمون ويدعون ساعة فقال لم يبلغني هذا عن أحد من أهل الفقه ببلدنا وتركه واسع ولا يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك " فتح المنان ص 358 انتهى مانقلته من كتاب التنبيهات.
قلت : انظر أيها الجاهل إلى فقه هذا الإمام الجهبذ ، وإلى ثبوت علمه وسعة فهمه .
وذكر عالم الهند السهسواني في كتابه النفيس ( صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان ، وفصل الرد عليها ، فمما قال : أقول كما قال في الصارم المنكي : و هذه الحكاية التي ذكرها القاضي عياض ورواها بإسناده عن مالك ليست بصحيحة عنه ، وقد ذكر المعترض في موضع من كتابه أن إسنادها جيد ، وهو مخطئ في هذا القول خطأ فاحشا ، بل إسنادها ليس بجيد ، بل إسناد مظلم منقطع ، وهو مشتمل على من يتهم بالكذب وعلى من يجهل حاله )
(( كتبه بحر العرب ردا على مواضيع لصادق المحبة في المحضرة ))
هذا الرد للكاتب بحر العرب ... على عدة مواضيع طرحتها آنذاك في منتدى المحضرة ( وليس لي فيها هنا سوى النقل )
الحمدلله الذي جعل دينه الحق واضحا جليا ، وأشهد ألا إله إلا الله لا شريك له ولا ند ، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه .
أما بعد
فإنه مما ابتلاني الله جل وعلا به الرد على هذا الكذاب المارق ، فالحمد له - وقد أعانني وسدد رميتي - فإن أصابت منه مقتلا فعاد إلى الحق وهذا ما نريده فقد أبنا بالثواب العظيم لتوفيق الله الكريم بهدايتنا له ، فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله لأن يهدي بك الله رجلا خير لك من حمر النعم " وإن أصر على ضلاله ، فقد كشفنا زيغه وبينا ضلاله ، فلا يزيع بعد ذلك طالب الحق عن الحق .
فهاك ما هو لك فاسمع
يا كاذب المحبة
كم أنت مسكين تتخبط في أوهامك !!
وأيم الله لقد أتعبت نفسك بتسويد هذه الصفحات الطوال التي لاتسمع ولا تغني من جوع بل هي كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ، ووجد الله عنده فوفاه حسابه .
تحدثت عن القبور وجواز البناء عليها وأوردت أحاديثا في الزيارة ردا على حديث أبي الهياج الصريح الواضح وحسبت الأمر متناقضا فأني هذا التناقض ؟ لولا مافيك مما ستعرفه لاحقا .
ثم نقلت كلام مؤلف قديم في التوسل هو العراقي جميل الزهاوي ولم تعزه ولم تذكر اسم المؤلف الذي سرقت كلامه ونسبته لك لتدلس على الأغبياء والجهال ليظنوا فيك علما ، فآن لهم أن يعلموا أنك جمعت إلى جهلك كذبا ولصوصية فما هكذا تورد الإبل ياسعد ، أم أنك ستجادلني بأنه كلامك إلا إن كانا وحيا مشتركا أوحاه عليك وعليه الشيطان الرجيم فهنيئا لك بهذا الوحي ! وقد رد علامة المملكة العربية السعودية الشيخ سليمان بن سحمان عليه في كتابه الضياء الشارق في رد شبهات الماذق المارق وطبعت سنة 1376هـ
ثم ألا تعلم أيها المسكين أن رسالة مشابهة وزعها الحجاج الروافض في موسم الحج قبل عقود من الزمن في الحج وقد شفى الغليل منها عالم جيزان الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي في كتابه أوضح الإشارة في الرد على من أجاز الممنوع من الزيارة وطبع سنة 1405
ثم تختم سرقاتك بقول شيخ الإسلام ابن تيمية - وتسميه شيخ الإسلام - فمن أين جئت بهذا الجهل المركب ، ألا تعلم أن هذا الشيخ المقدام كان المهاجم الأول لفرق الروافض والمتصوفة ، و كل علماء هذين المذهبين الضالين لا يأخذ بكلام ابن تيمية ولا يستشهدون به ، بل إن الصغير والكبير والنبيه والغبي من أهل الإسلام يعرف موقف شيخ الإسلام من هذين الفرقتين الضالتين فكيف وقعت في هذا التناقض الذي لا يقع فيه رجل قرأ كتابا أو جالسا شيخا لكنها بضاعتك .
أما كلا مه فلا حجة لك فيه فليس فيه تأييد للصوفية وإنما هو نزه الجيلاني الحنبلي الذي نسجت حوله الأساطير ونسب إليه من الكلام ما لا يقوله عاقل فضلا عن مسلم فمن ذلك ما نقل عنه في قصيدة منسوبة إليه منها
ضريحي بيت الله من جاء زائره
يهرول له يحظى بعز ورفعة
وسري سر الله سار بخلقه
فلذ بجنابي إن أردت مودتي
قال علامة قطر أحمد بن حجر آل طامي ( و لا نظن بالشيخ عبدالقادر يتفوه بمثل هذه الكفريات السخيفة ) ص 135 كتاب ( تحذير المسلمين عن الابتداع والبدع في الدين ) الكويت 1403
كم الحوار مع مثلك متعبٌ ، لماذا ؟
أولا لأنك لا تفهم ما تقرأ !
ثانيا لأن عادتكم الحيدة عن الطريق والتعلق بأقوال وأدلة ليست ذات دلالة ، فأنتم كمن يقال له القمر طالع فيقول بل الشمس حارة ، فكيف تفهمون
ثم إنك تستشهد ببيت شعر - وإن اشتهر بين الناس فمعناه خطأ ، إذ لا كامل إلا الله . لكن عند الصوفية كامل غير الله يسمونه القطب الأكبر الذي على زعمهم وصل مرحلة اليقين .
وهل في استشهادك بالبيت فائدة إذ اتهمتني فيه بالنقص و أنا مقرٌ به لا أدعي القطبية ولا الكمال ، وزكيت نفسك بالكمال و الله يقول " و لا تزكوا أنفسكم "
فإن قلت إنما ذكرته استشهادا مما يتوارده العوام ، قلنا هذا ليس حجة لك بل عليك .
وإليك ما يشفي ضمأ نفسك ، ويزيل غشاوة عينك فإن كان قلبك مبصرا أبصرت الحق وإن ران عليه الباطل حتى صار قيما على نفسك فإنا لله وإنا إليه راجعون .
=========================
القول في مسألة القبور والبناء عليها .
في هذه المسألة أنت بين أمرين إما محتج بحديث غير ثابت والعمدة في ذلك أقوال المحدثين الذين نقدوا الأحاديث وميزوا صحيحها عن سقيمها ، أو محتج بحديث صحيح ليس فيه حجة لك كما سنرى لاحقا
استشهدت بحديث " باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها " واستشهدت بحديث استئذان النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة قبر أمه . وهذا في الزيارة
وأينا أنكر الزيارة ؟
ثم انتقلت إلى مسألة البناء على القبور ولم تحضر حديثا واحدا ، وقلت أجمعت الأمة على البناء ، وهو اجتماع منتف لا حجة فيه ، فقد احتججت بوجود بناء على قبر أحمد فهل في ذلك دليل على تجويز الإمام أحمد للبناء على القبر وكيف أجاز ذلك بعد موته ، لكنه جريا على عادتكم بعدم الفهم ، فإن قلت أجازه خلفه قلنا ذاك معارض بما صح من حديث علي رضي الله عنه ، فلا يترك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول فلان وفلان .
ثم تقول بعد ذلك أن الأحاديث في الزيارة متعارضة مع حديث تسوية القبور ، وتقول (( هل النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى يأمر بهدم القبور ويأمر بزيارتها ))
وهذا من دواهيك فأين التناقض بين الزيارة والأمر بإزالة ما أشرف من القبور !
فيا أهل العقول أين التناقض هنا ؟؟
إن الزيارة هي أن تأتي موضع القبر المحدد وتدعو لصاحبه ، أما البناء عليها فهي أن تبني عليها وتضع موظفا فيها يبتز أموال الأغبياء والسذج …… وهو مورد فيه الخسران المبين .
لكن من هنا أُتي- بضم الهمزة - الإسلام من الأغبياء الذين لا يفهمون معاني الكلام ويدّعون التناقض فيما ليس فيه تناقض !
وصدقني كم حزنت على عقلك المهترئ وفهمك المجترئ !!
ثم تقول إن معنى تسوية القبور عبارة عن تعديل سطحها - وتقصد بعد البناء - وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مهندس معماري
ألا لعنة الله على الكاذبين
كيف جاز لك أن تحرف كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معناه إلى معنى متناقض !!؟
و ليسألنك الله عما قلت أيها الكاذب الأفاك .
أما مسألة الحجر فلا حجة فيها ، ووجود قبر إسماعيل عليه السلام في الحجر لم يثبت من طريق صحيح ، ولم يُبنَ على القبر بل لأن قريشا عندما بنت الكعبة في الجاهلية قصُرت عنهم المؤونة فاقتصروا على ما بنوا وحجروا الباقي كعلامة ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة رضي الله عنها " لولا أن قومك حديثو عهد بالجاهلية لبنيت الكعبة على بناء إبراهيم " أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
لكنه أسلوبكم في صرف الكلام وعدم فهمه .
ثم تختم هذا الفصل بكلام عن المذاهب ، وتحتج بكلامهم وكل كلامهم مخالف لقولك
ألم تكتب يدك قول النووي - رحمه الله - : إن السنة أن القبر لا يرتفع عن الأرض رفعا كثير ولا يسنم بل يرفع نحو شبر
وخلاف المذاهب على التسطيح والتسنيم لا على الرفع ، والتسنيم هو أن يكون على القبر شبه سنام البعير .
فأين ذلك من البناء عليها ؟؟
وعد ابن بطة العكبري- رحمه الله - ت 387 في كتابه الشرح الإبانة من البدع البناء على القبور وتجصيصها ص342
وقال علامة اليمن والحجاز المعلمي رحمه الله : المتبادر من التسوية في الحديث : أن يكون القبر مساويا لوجه الأرض في البقعة المحيطة به ، … وقال إن التسوية إذا أطلقت على شيء ناشز على وجه الأرض كالبناء والربوة فمعناها تسويتها بالأرض ، ومنه قول الله تبارك وتعالى ( فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ) قال الراغب في مفردات ألفاظ القرآن : أي سوى بلادهم بالأرض . أهـ ص 125
وذكر العلامة الشوكاني - رحمه الله - : فمن إشراف القبور أن يرفع سمكها ، أو يجعل عليها القباب أو المساجد ، فإن ذلك من المنهي عنه بلا شك ولا شبهة ، ولهذا أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث لهدمها أمير المؤمنين ، ثم إن أمير المؤمنين بعث لهدمها أبا الهياج الأسدي في أيام خلافته .
قال : وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن حبان من حديث جابر قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر و أن يبنى عليه ، وأن يوطأ . وفي هذا التصريح بالنهي عن البناء على القبور ، ويصدق على من بنى قريبا من جوانب القبر كذلك ، كما في القباب والمساجد والمشاهد الكبيرة ، على وجه يكون القبر في وسطها أو في جانب منها ، فإن هذا بناء على القبر ، لايخفى ذلك على من له أدنى فهم ) نقلته مختصرا من رسالته النفيسة شرح الصدور في تحريم رفع القبور ص 31
وذكر - رحمه الله - في موضع آخر من هذه الرسالة : ( فلا شك ولا ريب أن السبب الأعظم الذي نشأ معه الاعتقاد في الأموات ، هو ما زينه الشيطان للناس من رفع القبور ، ووضع الستور عليها ، وتجصيصها وتزينها بأبلغ زينة ، وتحسينها بأكمل تحسين ، فإن الجاهل إذا وقعت عينه على قبر من القبور قد بنيت عليه قبة ، فدخلها ونظر على القبور الستور الرائعة ، والسرج المتلألئة ، وقد صدعت حوله مجامر الطيب فلا شك ولا ريب أنه يمتلئ فلبه تعظيما لذلك القبر ، ويضيق ذهنه عن تصور ما لهذا الميت من المنزلة ، ويدخله من الروعة والمهابة مايزرع في قلبه من العقائد الشيطانية التي هي من أعظم مكايد الشيطان للمسلمين ، وأشد وسائله إلى ضلال العباد و مايزلزله عن الإسلام قليلا ، حتى يطلب من صاحب القبر ما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه فيصير في عداد المشركين .)
وذكر في موضع آخر في رسالة الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد : بل هؤلاء القبوريون قد وصلوا إلى حد ٍ في اعتقادهم في الأموات لم يبلغه المشركون في اعتقادهم في أصنامهم ، وهو أن الجاهلية كانوا إذا مسهم الضر دعوا الله وحده ، كما حكاه الله عنهم بقوله ( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه ، فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا ) بخلاف المعتقدين في الأموات فإنهم إذا دهمتهم الشدائد استغاثوا بالأموات ، ونذروا لهم النذور ، وقل من يستغيث بالله سبحانه في تلك الحال ، وهذا يعلمه كل من له بحث في أحوالهم ) ص 179
وذكر العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني - رحمه الله - وهو من علماء آل البيت : إن هذه القباب والمشاهد التي صارت أعظم ذريعة إلى الشرك و الإلحاد ، وأكبر وسيلة إلى هدم الإسلام وخراب بنيانه ، غالب بل كل من يعمرها هم الملوك والسلاطين والرؤساء والولاة ، إما على قريب لهم أو على من يحسنون الظن فيه من فاضل أو عالم أو صوفي أو فقير أو شيخ أو كبير ، ويزوره الناس الذين يعرفونه زيارة الأموات من دون توسل به و لا هتف باسمه ، بل يدعون ويستغفرون ، حتى ينقرض من يعرفه أو أكثرهم ، فيأتي من بعدهم فيجد قبرا قد شيد عليه البناء ، وسرجت عليه الشموع ، ، وفرش بالفرش الفاخر وأرخيت عليه الستور ، وألقيت عليه الأوراد والزهور ، فيعتقد أن ذلك لنفع أو لدفع ضر ، ويأتيه السدنة يكذبون على الميت بأنه فعل وفعل ، و أنزل بفلان الضرر وبفلان النفع ، حتى يغرسوا في جبلته كل باطل ، ولهذا الأمر ثبت اللعن على من سرج على القبور وكتب عليها وبنى عليها ، وأحاديث ذلك واسعة معروفة فإن ذلك في نفسه منهي عنه ، ثم هو ذريعة إلى مفسدة عظيمة ) . تطهير الاعتقاد ص61
و اعلم أنني اختصرت ولو أردت الإطالة لعجز المقام عن المقال ، لكن في ذلك ذكرى لمن ألقى السمع وهو شهيد
وبذلك يتبين لك أن البناء على القبور ليس من الإسلام لا من قريب ولا من بعيد .
============================
القول في طامتك الثانية : التوسل
كما سبق التنبيه أننا في هذا الفصل المنقول بالكامل من رسالة العراقي الدجال جميل صدقي سنرد عليكما بما رد علماء أهل السنة والجماعة لكننا سنعزو كل قول لقائله لا كما فعلت أيها اللص ، وبما صح عندهم من أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
تقول وليتك لم تقل
إنك ستحاول جاهدا أن تظهر البراهين والأدلة
ثم قبل أن تسوق شيئا تحكم بأنه صح صدور التوسل من النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه فرية كنت في غنية عنها .
ثم تسوق حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه من رواية عطية العوفي ، وعليه مداره ، وهو ضعيف بإجماع أهل العلم ، وقد روي من طريق آخر وهو ضعيف أيضا ولفظه لا حجة فيه ، كما قال ابن تيمية في قاعدة التوسل ص 141
قلت : وهو إن صح حُمل على التوسل بالأعمال الصالحة كما جاء في حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار فتوسلوا بأعمالهم الصالحة ، وهو ما لا خلاف فيه عندنا أهل السنة والجماعة ، لكن التوسل عندكم دعاء للأموات والأحياء وجعلهم واسطة بينكم وبين الله جل وعلا وهو شأن المشركين الذين قالوا : إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى " .
قال ابن تيمية : و لفظه لا حجة فيه ، فإن حق السائلين عليه أن يجيبهم وحق العابدين أن يثيبهم ، وهو حق أحقه الله على نفسه الكريمة بوعده الصادق باتفاق أهل العلم وبإيجابه على نفسه في أحد أقوالهم ) المرجع السابق ص142
======
أما حديث فاطمة بنت أسد رضي الله عنها فقد رواه الحاكم وليس فيه الدعاء بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي ) وهو الصحيح
أما الزيادة فمن رواية روح بن صالح عند الطبراني وهو ضعيف قال ابن حجر في اللسان : ذكره ابن يونس في تاريخ الغرباء فقال من أهل الموصل قدم مصر وحدث بها رويت عنه مناكير ، وقال الدارقطني ضعيف في الحديث وأقر ابن حجر والذهبي تضعيفه . هذا ما نقله النجمي في أوضح الإشارة ص 290 راجع الكلام في ابن سبابة إن شئت في لسان الميزان لابن حجر.
=======
أما حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه فالكلام عليه ذو شقين : أما حديث الأعمى فلا دلالة فيه إذ أن الأعمى توسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طالبا دعاءه وهذا غير ممنوع كما طلب الأعرابي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم بالسقيا .
أما صحة الحديث و إن رواه الترمذي والنسائي في الكبير والطبراني إذ أن من المعروف عند جلة أهل العلم أن كتب الحديث - عدا البخاري ومسلم - لا تخلو من نظر وفيها الضعيف والمتهالك الذي لا يصح العمل به ، ومعروف عندهم أن درجة التساهل تختلف من عالم لآخر ، لذا هم لا يأخذون بتصحيح الحاكم ولا بتوثيق ابن حبان إذا انفردا ، وهذا يعرفه من درس نبذة من مصطلح الحديث ، ومدار هذا الحديث على أبي جعفر الخطمي .
قال ابن سحمان : والجواب أن يقال هذا الحديث - أعني حديث الأعمى - غير محفوظ وفيه مقال مشهور ، وفي سنده أبو جعفر عيسى بن أبي عيسى بن ماهان الرازي التميمي قال الحافظ بن حجر في التقريب الأكثرون على ضعفه ، وقال أحمد والنسائي ليس بالقوي ، وقال أبو حاتم صدوق ، وقال ابن المديني ثقة كان يخلط ، وقال مرة : يكتب حديثه إلا أنه يخطئ ، وقال القلانسي سيئ الحفظ ، وقال ابن حبان ينفرد بالمناكير عن المشاهير ، وقال أبو زرعة يهم كثيرا ) أهـ الضياء الشارق ص 244
قلت أما الزيادة التي زادها الطبراني والبيهقي فلا تصح بأوجه منها أنها مخالفة للروايات الأخرى لهذا الحديث ، ثم إن في متنها ما يقتضي ردها - مع ضعف ناقليها - وهو أن عثمان رضي الله عنه لم يكن ينظر حوائج الناس ولم يكن يلتفت إليه - أي إلى الأعرابي - وهذا لا يقع من أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه .
قال ابن سحمان : إن هذا الحديث لا يصح وفي سنده روح بن صلاح وقد ضعفه ابن عدي ، بل قال بعضهم إن إمارات الوضع لائحة عليه فكيف يعارض به جميع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعمل أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ، وهل سمعت أحدا منهم جاء إليه بعد وفاته إلى قبره الشريف فطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله وهم حريصون على مثل هذه المثوبات لا سيما والنفوس مولعة بقضاء حوائجها تتشبث بكل ما تقدر عليه ، فلو صح عند أحد منهم أدنى شيء من ذلك لرأيت أصحابه يتناوبون قبره الشريف في حوائجهم زمرا زمرا ، ومثل ذلك تتوفر الدواعي على نقله ) الضياء ص 246
=====
ثم تسوق قول العراقي " ومنها مارواه البيهقي و ابن أبي شيبة بإسناد صحيح " ثم ساق حديث بلال بن الحارث رضي الله عنه
ثم تسوق كلام العراقي في الرؤيا والاستدلال بها دون عزو
أما تصحيح الحديث فكذب من العراقي ، لكنه كذب مرة وكذبت مرتين ، وهذا من إظهار الحق فإنه كلما تقدم الزمن بمذهبكم زاد الكذب في أهله ، والحمد لله الكبير المتعال الذي أوقعك في سوء أعمالك
فقد كذبت في نقلك تصحيح الحديث دون تمحيص ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما يسمع أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، ثم كذبت في ذكر كلام العراقي دون أن تعزوه مدلسا على القراء ليظنونه لك مغترا بحسن مظهره غافلا عن سوء مخبره ، وكان الأولى أن تعزوه لتبرأ ذمتك .
فإن الذي روى أن بلال بن الحارث هو الذي جاء سيف بن عمر الأسدي في الفتوح ، نقل ابن سحمان : قال أبو داود : ليس بشيء ، وقال أبو حاتم متروك وقال ابن حبان اتهم بالزندقة ، وقال ابن عدي : عامة حديثه منكر وقال البيروتي : سمعت جعقر بن أبان سمعت ابن نمير يقول : سيف الضبعي تميمي يضع الحديث وقد اتهم بالزندقة . ص 248
قلت وذكر ابن حجر في التقريب في ترجمته رقم 2739 : ضعيف في الحديث عمدة في التاريخ أفحش ابن حبان القول فيه ، من الثامنة . ص 428
====
ثم سقت حديث آدم عليه السلام وهو من رواية عبدالرحمن بن زيد بن أسلم ، وهو ممن أجمعوا على ضعفه قال ابن حجر في التقريب : ضعيف .ص 578
ونقل العلامة النجمي قال : رواه الحاكم في مستدركه وقال : وهو أول حديث لعبد الرحمن في هذا الكتاب ، وقال الحاكم وهو صحيح ، قال ابن تيمية : ورواية الحاكم لهذا الحديث مما أنكر- بضم الميم - عليه ، فإنه نفسه قد قال في كتابه المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم : عبدالرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا يخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه ، قال النجمي : وعبد الرحمن ضعيف باتفاقهم يغلط كثيرا ، ضعفه أحمد بن حنبل وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني …. ثم نقل قول الذهبي في تلخيصه لمستدرك الحاكم قال الذهبي عند تصحيح الحاكم لهذا الحديث : بل موضوع ، وعبد الرحمن واه . النجمي ص 291
=====
أما الرواية المنسوبة كذبا للإمام مالك فهي مردودة ، قال الدكتور محمد الخميس في كتابه ( التنبيهات السنية على الهفوات في المواهب اللدنية ) عند الحديث عن قول المالكية في مسألة وجوب زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لم أقف على قول للإمام مالك وأصحابه الأوائل على وجوب السفر إلى زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم بل الذي وقفت عليه في الجملة يخالف ما يقرره المصنف ويدعو إليه من ذلك ما جاء في كتاب الحوادث والبدع ص294
قال : كان مالك وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان المساجد وتلك الآثار التي بالمدينة ما عدا قباء و أحد . وقال كذلك " لا أرى أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ولكن يسلم ويمضي " فتح المنان ص358 ، وقيل للإمام مالك إن ناسا من أهل المدينة لا يقدمون من سفر ولا يريدونه يفعلون ذلك في اليوم مرة أو أكثر وربما وقفوا في الجمعة أو في الأيام المرة والمرتين أو أكثر عند القبر فيسلمون ويدعون ساعة فقال لم يبلغني هذا عن أحد من أهل الفقه ببلدنا وتركه واسع ولا يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك " فتح المنان ص 358 انتهى مانقلته من كتاب التنبيهات.
قلت : انظر أيها الجاهل إلى فقه هذا الإمام الجهبذ ، وإلى ثبوت علمه وسعة فهمه .
وذكر عالم الهند السهسواني في كتابه النفيس ( صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان ، وفصل الرد عليها ، فمما قال : أقول كما قال في الصارم المنكي : و هذه الحكاية التي ذكرها القاضي عياض ورواها بإسناده عن مالك ليست بصحيحة عنه ، وقد ذكر المعترض في موضع من كتابه أن إسنادها جيد ، وهو مخطئ في هذا القول خطأ فاحشا ، بل إسنادها ليس بجيد ، بل إسناد مظلم منقطع ، وهو مشتمل على من يتهم بالكذب وعلى من يجهل حاله )