المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القاضي العلامة محمد بن صالح الحمدي


قائد المحمدي
02-10-2009, 06:55 AM
نبذة عن القاضي العلامة محمد الحمدي
ــــــــــــــ

في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم لعام 1306ه
الموافق 1889م ، وف ليالي القدر المبارك ،شهدت مدينة
ذيبين التاريخية مولد العالم الجليل والفقيه العادل ، القاضي
محمد بن صالح الحمدي – طيب الله ثراه ورحمه رحمة الأبرار
– وفيها قضى سنوات العمر الأولى في كنف والده الفقيه
الذي تولى تدريس القران الكريم ، مع شقيقه القاضي على بن
صالح الحمدي وعبدالخالق ورحمهما الله..

وما أن اشتد عوده وقويت شكيمته، حتى تاق شوقاً للعلم
والمعرفة. ومن اجل ذلك فقد أبلى بلاء حسناُ في سبيل
التحصيل العلمي والتزود به، والنيل منه حتى ولو كان في
الصين.. عملاً بالحديث النبوي الشريف " أطلبوا العلم ولوفي
الصين. ومهما كان الثمن ،فلقد هيأ نفسه و استعد أيما استعداد
، كما كان والده الفقيه يتفرس في ولده محمد- وفراسة
المؤمن لا تخيب – بأن شأناً عظيماً سيكون له ،خصوصاً
والمولى جل وعلا قد انعم عليه ورزقه به في شهر كريم
وليلة مباركة هي بألف شهر.

هذا ولقد ودع الأهل والأحباب ومسقط رأس والده
(ذيبين-حاشد) مهاجراً إلى الله ورسوله في طلب العلم ،
فتوجه إلى المناطق التي سيجد ضالته المنشودة،وتحقيق
حلمه الكبير ،وكانت محطته الأولى في رحلته الشاقة هي
مسقط رأس والده محل حمده الذي مكث فيها فترة يسيرة
لازم خلالها الشيخ مطيفر الحمدي رحمه الله ، ثم تاقت
نفسه لمعرفة المزيد ،فتوجه وعناية الله تحفظه مشياً على
الأقدام إلى مدينة شهارة ،مجتازا في رحلته مسافات طويلة
وشاقة . وهناك طابت نفسه وقرت عينه لتلقيه العلم من
منبعه على يد شيخه وأستاذه المجتهد القاضي عبدالله
الشماخي رحمه الله ، ومن أبرز زملائه في هذه الفترة
السيد عبدالملك المتوكل الذي كان نائبا للإمام في لواء
حجة . والعرفان بالجميل في هذه الدنيا شيء عظيم ،
فلقد اثنى كثيراُ على فترة وجوده في منطقة شهارة ،وما
حققه فيها من تحصيل علمي على يد شيخه
المجتهد الشماخي.

وما إن اختار الرفيق الأعلى شيخه إلى جواره حتى بدأ
يبحث عن مكان آخر يكمل به رحلة العلم والمعرفة ،
فكانت مدينة العلوم صنعاء هي محطته الأخيرة ، وفي
احد منازل جامع الخراز سكن حتى يتسنى له ، وعن
كثب ،حضور جميع حلقات الدرس التي كانت تقام في
نفس المسجد . ومن أبرز زملائه في هذه الفترة
السيد عبدالله الوزير.

حياته العلمية:

بعد الجهد الذي بذل من قبل عالمنا، والذي استمر طويلاً،
وكانت ثمرته محطة علمية زاخرة في علوم كثيرة أهلته
لأن يرتقى لأهم الوظائف في الدولة، وهو العمل في مجال
القضاء، حيث تم اختياره بعناية فائقة من قبل الإمام
رحمه الله. وكانت الدرجة الوظيفية التي عين فيها لأول
مرة هي(حاكم) ، والمنطقة التي زاول فيها المنصب منطقة
السودة –جبل عيال يزيد .ثم توالت عليه المهام القضائية
المتعددة في شغل هذا المنصب .ولمدة خمسين عاماً تقريباً ،
قضاها بعفة ونزاهة ، وفي المناطق التالية: منطقة
السودة،مدينة إب ،مدينة الحديدة، بيت الفقيه،مدينة اللحية،
مدينة قعطبة،ضوران آنس ،بنى مطر،مدينة الطويلة ،
وأخيرا مدينة ذمار ، والتي قامت ثورة السادس والعشرين
من سبتمبر وهو لايزال حاكم مقام فيها.

هذا وان الشيء الذي يدعو إلى الفخر والاعتزاز في حق
هذا الرجل العظيم،أن جميع من عرفه واحتك به في تلك
المنطقة قد شهدوا له بالعفة والنزاهة ،وأنه بعيد كل البعد
عن الشبهات ،وهذا شرف عظيم ،كما أنه قد توج عمله
الناصع البياض بحكمه على الإمام نفسه في موضوع النزاع
الذي نظر فيه ،وكان الإمام احد الطرفين ،والطرف الآخر
احد المواطنين من آنس ،ولقد نفذ ذلك الحكم لصالح
المواطن وهذا يكفي..

الحالة الاجتماعية:

لقد جسد علمنا الجليل الآية الكريمة " وانكحوا ماطاب لكم من
النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"
صدق الله العظيم .. ولكونه قد تنقل في مشواره الوظيفي
في عشر مناطق ، فقد تزوج من بعض هذه المناطق فكانت
أمهات اولاده من مختلف مناطق اليمن مما أعطى مظهراً
للوحدة الوطنية داخلهم وانعكس ذلك بعد في أدوارهم
السياسية وبالأخص نجلاه إبراهيم و عبدالله .

عدد أولاده

له من الأولاد الذكور ثمانية، ومن الإناث أربع، الجميع اثني
عشر.إبراهيم شهيد الوطن والوحدة ،فقيد اليمن الغالي ،
الراحل العظيم ،الرئيس العادل ابن الحاكم العادل ،من وهبه
الله نعمة لوالديه ،وشعبه،إبراهيم محمد الحمدي ،والذي
جسد في فترة زعامته على هذا الوطن ،العدل ،والتواضع ،
والحرص التام على المال العام، والأمن ،والاستقرار .
بل لقد كان ممن يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم
الجاهلون قالوا سلاماً..

أما أكبرهم سناً فهو المغفور له القاضي عبدالوهاب محمد
الحمدي رحمه الله ،الذي انتقل إلى جوار ربه في الأول من
سبتمبر عام 93م عن عمر ناهز السابعة والسبعين عاماُ ،
تغمده الله بواسع رحمته،واسكنه فسيح جناته مع الشهداء
والصديقين.
ـــــــــــ
مصدر المعلومات : موقع الرئيس الحمدي