صالح البطاطي
03-02-2009, 11:50 PM
ديس المكلا .. يا ما جاري في المجاري
http://www.mukallatoday.com/ShowImage.aspx?img=sdff.jpg
المكلا اليوم / كتب: صالح حسين الفردي
2009/3/1
دندار حسن سيرة وسلوك
في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، بدأت الشركة الدانماركية (دندار) حسنة السيرة والسلوك والصيت السليم، العمل في تنفيذ مشروع مجاري مدينة المكلا
http://mukallatoday.com/image_files/S5001748.jpg
وتسللت بهدوء إلى مفاصل المدينة وأزقتها وحواريها – القديمة والحديثة – دون أن تخدش حياء المواطن أو تصيبه بالهلع والتوجس والفزع والخوف على فلذات الأكباد وكبار السن والمواشي، ونجحت هذه الشركة في نسج علاقة وطيدة مع المجتمع كافة، أوصلها أن تصبح مقياساً للنزاهة والنظافة والتقنية العالية والصدق في التعامل مع بنود العقد المبرم مع السلطة المحلية بالمحافظة، يومئذ، وانتهاج مضمون الشفافية وعمقها لا حروفها الجافة والباردة في آن معاً
مجاري الديس من فرحة إلى كابوس
في تلك الحقبة الزمنية انشغلت الناس جميعها بمدينة المكلا وأحيائها: حي الشهيد خالد، حي الصيادين، حي السلام، حي أكتوبر(الديس) حي العمال(الشرج)، بالحديث، المصحوب بالمتعة والافتخار، عن المنجز الخدمي الذي قدمته هذه الشركة لمدينة المكلا، وحلها لمشكلة الصرف الصحي حلاً جذرياً ناجعاً، وبقيت مناطق (ديس المكلا) تنظر (دندار) لاستكمال الشبكة العنكبوتية للصرف الصحي بعد أن رأت مردود ذلك المشروع على زوايا مدينة المكلا، وما عكسته هذه الشركة من ثقة في قلوب المواطنين، وظلت الأماني تُغزل سنة بعد أخرى، ولأن دوام الحال من المحال، وإعادة الفائت محال المحال، فقد اعتقدت (ديس المكلا) أن الفرج قد أتى عندما أعلن عن مشروعها للصرف الحي في العام 2006م وتوقيع عقد الاتفاق والمناقصة على شركة (...) وتحديد زمنٍ في العقد مدّته (18) شهراً لتسليم المشروع للسلطة المحلية بالمحافظة، ونام الناس في (العسل الدوعني) على هذا المشروع (الحُلِم) وتنفسوا الصعداء فقد آن الأوان أن ترفس مدينة الديس في نعمة الشوارع النظيفة الخالية من (الانفجارات البلاعية) المتكررة هنا وهناك، حداً يصل صداها إلى مسافات طويلة مروراً بأزقة الحواري وحتى الشوارع الإسفلتية الرئيسة، وانتظرنا، ولكن
http://mukallatoday.com/image_files/S5000554.jpg
بداية موحشة لكن وماله
جاءت البداية لهذه الشركة (...) على غير ما علق بذاكرة المجتمع المكلاوي من طرائق وأدوات ودوامات كانت تعمل بها (دندار) فالطريقة التي اتبعتها في العمل (خبط عشواء) هنا وهناك، فالحفر التي يراها المواطن عميقة في قاع الأرض والمواسير شديدة الضمور، وغرف التصريف – التفتيش – تتفاوت بين (تنار أسمنتي كبير، وآخر صغير) والعمالة متعددة المشارب، وقال المواطن ( وما له!) المهم العمل على قدم وساق ، وربما للطبيعة الطبوغرافية لمدينة الديس دخل في هذه التداعيات والمعالجات، وانتظرنا، ولكن
http://mukallatoday.com/image_files/S5000553.jpg
تساقط الضحايا، قلنا: وماله
ازداد الوضع سوءاً، عندما بدأت الصحافة تنشر ضحايا الحرف العميقة والمكشوفة ، فمن شيخ مسنٍ سقط هنا، إلى طفل مات هناك، ومن امرأة مسنةٍ وقعت هناك، إلى طفلة تعثرت هنا، وبدأت الأصوات تتعالى بعد همس البداية، ووقف الكثير من المواطنين يحذرون من الاستمرار في هذا المشروع، بل، بلغ بالبعض، وهو شخصية اجتماعية وأكاديمية وثقافية لها حضورها الكبير في المدينة أن أكد لي ، أنه قد أطلق تحذيراته المبكرة في لقاء موسع مع المحافظ الأسبق لحضرموت، وكانت ردة الفعل أن طلب بعض الوقت لدراسة الموضوع والتعامل معه وفقاً والمصلحة العامة.. وذهب المحافظ الأسبق وجاء السابق، وظلت القضية تراوح مكانها، ولم يتحرك أحد، وعود ثم صمت، فتلميع إذاعي، ثم حفر وردم ، فردم وحفر، حتى اللحظة الراهنة، في ظل قيادة المحافظ الحالي الأستاذ سالم أحمد الخنبشي الذي قيل أنه قد وجه إنذارا للشركة وجهة الإشراف المحلية، قيادة المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالمحافظة، المعنية بالمتابعة الميدانية والتقنية وفقاً والمواصفات والمعايير المتفق عليها في العقد ، بأن يتم الانتهاء من هذه المشروع خلال شهر مارس 2009م الجاري، ومن الملفت والغريب في آن معاً، أن المشروعات العملاقة في دول العالم كلها، لا تعطى لها فترة تمديد، مهما كانت الظروف، إلا بمقدار لا يتجاوز 5% من مدة العقد الكلية، أما (مجاري الديس) ففيها (يا ما جاري!) فقد مددت فترة العمل بالمشروع بضعف مدته المحددة، والحبل على الغارب، وعلى الرغم من كل ذلك، انتظرنا، ولكن
http://mukallatoday.com/image_files/S5001745.jpg
وتأجل الميعاد,قلنا : وماله
هطلت أمطار (أكتوبر) الغزيرة، و(يناير) الخفيفة، تضررت من أثرها حضرموت بشكل لم تشهده من قبل، ومازال الضرر قائماً، والمأساة تزداد، وقد كتبنا وغيرنا في هذا المنحى، ولكن، الضرر الذي وقع على مدينة (ديس المكلا) واضح، ويفلق قرص الشمس في رابعة النهار، فالسيول – البيوتية- تسيل على مدار الساعة في الشوارع الرئيسية، و(تأجّل الميعاد) للشروع في إعادة صيانة وتصليح الطرقات التي يصعب البت في أضرارها حتى تنتهي الشركة من مشروع المجاري، وهكذا يقول الكثير من مسئولينا الكرام، ولكننا، نضع اللوم – متسائلين – أين ممثلي المجلس النيابي (الممدد) والمحلي بالمدينة والمحافظة من هذه الكارثة البيئية والاجتماعية التي لم نجد لهم تحركاً فاعلاً يضع السلطة المحلية، وهم صوت المواطن وبفضله يحصدون الامتيازات الباذخة ويمتطون السيارات الفارهة، وأمام قضاياه يصمتون أو على استحياء يهمسون، وأنتظرنا، ولكن
http://mukallatoday.com/image_files/S5001746.jpg
السائلة حل، قلنا: وماله
برزت ، في اليومين الماضيين، وعود جديدة بإنشاء سائلة لتصريف مياه الأمطار والعيون تكون محاذية للطرقات المسفلتة، بما يشي بتحرك مواز لما يعمل في مشروع المجاري ويعطي انطباعاً للمواطن البسيط بأن هناك تحركاً جديداً وعملياً لمعالجة اخفاقات المشروع، وكذلك والمؤسسة المحلية للصرف الصحي بالمحافظة المسؤولة مباشرة عن استمرار المشروع وما ترتب وسيترتب عليه من مشكلات وضحايا وأمراض، فهل جاء التحرك متناسباً وحجم الضرر الذي وقع وسيقع في المستقبل المنظور والبعيد، وهل لدى الجميع قناعة بنجاحه وفوائده الكبيرة، وهل يمتلك هؤلاء قدرة على إقناع المواطن بجدواه، وهل من فضاء مكاني يتيح العمل في سائلة تنساب بسهولة ويسر بعد الصرف العشوائي للأراضي في مصارف السيول في السنوات الماضية، وختاماً على يأتي يوماً يستطيع قاطنو (ديس المكلا) إعادة صياغة العبارة التي كررناها في نهاية كل فقرة، لتصبح: انتظرنا، فصدقوا، ففرحنا، وشكرنا، وكفى
http://mukallatoday.com/image_files/S5001747.jpg
http://www.mukallatoday.com/ShowImage.aspx?img=sdff.jpg
المكلا اليوم / كتب: صالح حسين الفردي
2009/3/1
دندار حسن سيرة وسلوك
في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، بدأت الشركة الدانماركية (دندار) حسنة السيرة والسلوك والصيت السليم، العمل في تنفيذ مشروع مجاري مدينة المكلا
http://mukallatoday.com/image_files/S5001748.jpg
وتسللت بهدوء إلى مفاصل المدينة وأزقتها وحواريها – القديمة والحديثة – دون أن تخدش حياء المواطن أو تصيبه بالهلع والتوجس والفزع والخوف على فلذات الأكباد وكبار السن والمواشي، ونجحت هذه الشركة في نسج علاقة وطيدة مع المجتمع كافة، أوصلها أن تصبح مقياساً للنزاهة والنظافة والتقنية العالية والصدق في التعامل مع بنود العقد المبرم مع السلطة المحلية بالمحافظة، يومئذ، وانتهاج مضمون الشفافية وعمقها لا حروفها الجافة والباردة في آن معاً
مجاري الديس من فرحة إلى كابوس
في تلك الحقبة الزمنية انشغلت الناس جميعها بمدينة المكلا وأحيائها: حي الشهيد خالد، حي الصيادين، حي السلام، حي أكتوبر(الديس) حي العمال(الشرج)، بالحديث، المصحوب بالمتعة والافتخار، عن المنجز الخدمي الذي قدمته هذه الشركة لمدينة المكلا، وحلها لمشكلة الصرف الصحي حلاً جذرياً ناجعاً، وبقيت مناطق (ديس المكلا) تنظر (دندار) لاستكمال الشبكة العنكبوتية للصرف الصحي بعد أن رأت مردود ذلك المشروع على زوايا مدينة المكلا، وما عكسته هذه الشركة من ثقة في قلوب المواطنين، وظلت الأماني تُغزل سنة بعد أخرى، ولأن دوام الحال من المحال، وإعادة الفائت محال المحال، فقد اعتقدت (ديس المكلا) أن الفرج قد أتى عندما أعلن عن مشروعها للصرف الحي في العام 2006م وتوقيع عقد الاتفاق والمناقصة على شركة (...) وتحديد زمنٍ في العقد مدّته (18) شهراً لتسليم المشروع للسلطة المحلية بالمحافظة، ونام الناس في (العسل الدوعني) على هذا المشروع (الحُلِم) وتنفسوا الصعداء فقد آن الأوان أن ترفس مدينة الديس في نعمة الشوارع النظيفة الخالية من (الانفجارات البلاعية) المتكررة هنا وهناك، حداً يصل صداها إلى مسافات طويلة مروراً بأزقة الحواري وحتى الشوارع الإسفلتية الرئيسة، وانتظرنا، ولكن
http://mukallatoday.com/image_files/S5000554.jpg
بداية موحشة لكن وماله
جاءت البداية لهذه الشركة (...) على غير ما علق بذاكرة المجتمع المكلاوي من طرائق وأدوات ودوامات كانت تعمل بها (دندار) فالطريقة التي اتبعتها في العمل (خبط عشواء) هنا وهناك، فالحفر التي يراها المواطن عميقة في قاع الأرض والمواسير شديدة الضمور، وغرف التصريف – التفتيش – تتفاوت بين (تنار أسمنتي كبير، وآخر صغير) والعمالة متعددة المشارب، وقال المواطن ( وما له!) المهم العمل على قدم وساق ، وربما للطبيعة الطبوغرافية لمدينة الديس دخل في هذه التداعيات والمعالجات، وانتظرنا، ولكن
http://mukallatoday.com/image_files/S5000553.jpg
تساقط الضحايا، قلنا: وماله
ازداد الوضع سوءاً، عندما بدأت الصحافة تنشر ضحايا الحرف العميقة والمكشوفة ، فمن شيخ مسنٍ سقط هنا، إلى طفل مات هناك، ومن امرأة مسنةٍ وقعت هناك، إلى طفلة تعثرت هنا، وبدأت الأصوات تتعالى بعد همس البداية، ووقف الكثير من المواطنين يحذرون من الاستمرار في هذا المشروع، بل، بلغ بالبعض، وهو شخصية اجتماعية وأكاديمية وثقافية لها حضورها الكبير في المدينة أن أكد لي ، أنه قد أطلق تحذيراته المبكرة في لقاء موسع مع المحافظ الأسبق لحضرموت، وكانت ردة الفعل أن طلب بعض الوقت لدراسة الموضوع والتعامل معه وفقاً والمصلحة العامة.. وذهب المحافظ الأسبق وجاء السابق، وظلت القضية تراوح مكانها، ولم يتحرك أحد، وعود ثم صمت، فتلميع إذاعي، ثم حفر وردم ، فردم وحفر، حتى اللحظة الراهنة، في ظل قيادة المحافظ الحالي الأستاذ سالم أحمد الخنبشي الذي قيل أنه قد وجه إنذارا للشركة وجهة الإشراف المحلية، قيادة المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالمحافظة، المعنية بالمتابعة الميدانية والتقنية وفقاً والمواصفات والمعايير المتفق عليها في العقد ، بأن يتم الانتهاء من هذه المشروع خلال شهر مارس 2009م الجاري، ومن الملفت والغريب في آن معاً، أن المشروعات العملاقة في دول العالم كلها، لا تعطى لها فترة تمديد، مهما كانت الظروف، إلا بمقدار لا يتجاوز 5% من مدة العقد الكلية، أما (مجاري الديس) ففيها (يا ما جاري!) فقد مددت فترة العمل بالمشروع بضعف مدته المحددة، والحبل على الغارب، وعلى الرغم من كل ذلك، انتظرنا، ولكن
http://mukallatoday.com/image_files/S5001745.jpg
وتأجل الميعاد,قلنا : وماله
هطلت أمطار (أكتوبر) الغزيرة، و(يناير) الخفيفة، تضررت من أثرها حضرموت بشكل لم تشهده من قبل، ومازال الضرر قائماً، والمأساة تزداد، وقد كتبنا وغيرنا في هذا المنحى، ولكن، الضرر الذي وقع على مدينة (ديس المكلا) واضح، ويفلق قرص الشمس في رابعة النهار، فالسيول – البيوتية- تسيل على مدار الساعة في الشوارع الرئيسية، و(تأجّل الميعاد) للشروع في إعادة صيانة وتصليح الطرقات التي يصعب البت في أضرارها حتى تنتهي الشركة من مشروع المجاري، وهكذا يقول الكثير من مسئولينا الكرام، ولكننا، نضع اللوم – متسائلين – أين ممثلي المجلس النيابي (الممدد) والمحلي بالمدينة والمحافظة من هذه الكارثة البيئية والاجتماعية التي لم نجد لهم تحركاً فاعلاً يضع السلطة المحلية، وهم صوت المواطن وبفضله يحصدون الامتيازات الباذخة ويمتطون السيارات الفارهة، وأمام قضاياه يصمتون أو على استحياء يهمسون، وأنتظرنا، ولكن
http://mukallatoday.com/image_files/S5001746.jpg
السائلة حل، قلنا: وماله
برزت ، في اليومين الماضيين، وعود جديدة بإنشاء سائلة لتصريف مياه الأمطار والعيون تكون محاذية للطرقات المسفلتة، بما يشي بتحرك مواز لما يعمل في مشروع المجاري ويعطي انطباعاً للمواطن البسيط بأن هناك تحركاً جديداً وعملياً لمعالجة اخفاقات المشروع، وكذلك والمؤسسة المحلية للصرف الصحي بالمحافظة المسؤولة مباشرة عن استمرار المشروع وما ترتب وسيترتب عليه من مشكلات وضحايا وأمراض، فهل جاء التحرك متناسباً وحجم الضرر الذي وقع وسيقع في المستقبل المنظور والبعيد، وهل لدى الجميع قناعة بنجاحه وفوائده الكبيرة، وهل يمتلك هؤلاء قدرة على إقناع المواطن بجدواه، وهل من فضاء مكاني يتيح العمل في سائلة تنساب بسهولة ويسر بعد الصرف العشوائي للأراضي في مصارف السيول في السنوات الماضية، وختاماً على يأتي يوماً يستطيع قاطنو (ديس المكلا) إعادة صياغة العبارة التي كررناها في نهاية كل فقرة، لتصبح: انتظرنا، فصدقوا، ففرحنا، وشكرنا، وكفى
http://mukallatoday.com/image_files/S5001747.jpg