مسرور
03-08-2009, 02:49 AM
كان علي سالم البيض الأمين العام للحزب الإشتتراكي اليمني ونائب رئيس الجمهورية اليمنية سابق من المعارضين لقرار دمج الجبهة القومية وجبهة التحرير في عام 1966 برعاية ومباركة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وأعلن عن انسحابه من تنظيم الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل وتشكيل تنظيم مناطقي بديل أسماه الجبهة الشعبية لتحرير حضرموت ، وبفشل قرار الدمج عاد ثانية إلى عضوية الجبهة القومية مع مجموعته التي انتزعها .
خلال حرب صيف 1994 التي خاض غمارها ضد خصمه وشريكة في الإئتلاف بدولة الوحدة اليمنية وتحت الضغط العسكري لخصمه انسحب علي سالم البيض إلى حضرموت وراودته فكرة إقامة دولة حضرموت الكبرى مجددا مقابل التخلي لخصمه عن بعض مناطق الجنوب لضمها إلى اليمن الشمالي فيما لو دخل معه في مفاوضات سياسية وكانت موجة ما عرف بقوات الشرعية كاسحة له ولمشروعه قبل كسب التأييد الدولي والإقليمي له .
إذا كان علي سالم البيض قد فكر بتشكيل جبهة لتحرير حضرموت أو إقامة دولة حضرمية فإن فيصل العطّاس ( النعيري ) فكّر هو الآخر في فصلها عن جمهورية جنوب اليمن حين شغل منصب محافظ المحافظة في عهد الرئيس قحطان محمد الشعبي خلال أزمة الحكم الشهيرة في مارس 1968 وتوافقت الآراء والتحليلات في مجملها حول الأسباب التي دعت العطّاس ومن خلفه أعضاء قياديين حضارم إلى تأييده ومن تلك الآراء :
1. ما جاء في كتاب الصراع السياسي في شبه الجزيرة العربية لــــفريد هاليداي من أن اليساريين قد طالبوا بتنفيذ سياسة اقتصادية جذرية تدعو إلى وضع حد للملكية الخاصة المسموح بها وإلى تأميم الراسمال الأجنبي ولم تجد الدعوة استجابة من قحطان الشعبي وجماعته الذين يسيطرون على الجبهة القومية رغم قوة اليسار في عدن إلا أن معقله في حضرموت كان منيعا وسيطروا على المحافظة وقامت صحيفتهم الشرارة بتوضيح سياستهم .
2. عن نفس الحدث يقول فيتالي ناؤمكين في كتابه : الجبهة القومية في الكفاح من أجل استقلال اليمن الجنوبية والديمقراطية الوطنية : أن حكومة قحطان الشعبي لم تكن تريد تنفيذ قرارات المؤتمر الرابع للجبهة القومية ومعاقبة من تسببوا بأحداث 20 مارس 1968 وعرقلت صدور قانون الإصلاح الزراعي الذي كان يفترض مصادرة الدولة بموجبه الأراضي الزائدة من جميع ماليكها .... ويفيد ناؤمكين في جانب آخر أن عناصر يسارية كانت تهيمن على الجهاز الحزبي وجهاز الدولة في المحافظة الخامسة ( محافظة حضرموت ) برئآسة المحافظ فيصل العطّاس حاولت خلافا لأوامر السلطة المركزية تنظيم الحياة السياسية والإجتماعية في المحافظة على طريقتها الخاصة والقيام بعدد من التحولات الاجتماعية والإقتصادية والسياسية ... ولاقت تجربة حضرموت آنذاك عبارات المديح من جانب العناصر ذات الأمزجة اليسارية المتطرفة في الجناح اليساري للجبهة القومية وأعضاء حركة القوميين العرب المركزية القريبة من تلك العناصر ويستفاد من معطيات جريدة الشرارة أنه طرحت مسألة إجراء إصلاح زراعي جذري حسب مبدأ الأرض لمن يفلحها مع منع العمل المأجور ومصادرة أملاك الإقطاعيين وتوزيع الأراضي المصادرة على المعدمين والفقراء .... وقال ناؤمكين : أن التجربة الحضرمية أدت إلى نشوب صراع في الجبهة القومية ، فالذين كانوا يقفون موقف انتقاد من إجراءات القيادة الحضرمية (1) أشاروا أن القادة الشبان الحضرميين لم يأخذوا بالحسبان في إنتهاج سياستهم الواقع الموضوعي ، وركز الكثيرون على تخلّف العلاقات الإجتماعية والإقتصادية في الي ن الجنوبية التي تحكم على أمثال الإجراءات الحضرمية بالفشل كما جرى التشكيك في أنباء جريدة الشرارة ويستفاد من بعض المعطيات أنه لم يجر تشكيل لجنة الأراضي وأن فيصل عبد اللطيف الشعبي وأحمد صالح الشاعر لم يسافرا إلى حضرموت بخصوص مسائل زراعية بل حزبية ومن أجل النظر في الإجراءات التعسفية التي اتخذتها القيادة الحضرمية بحق بعض قادة تنظيم الجبهة القومية في سيوون .
خلص ناؤمكين إلى أن تقييم أعمال الجبهة القومية في حضرموت يدخل ضمن الصراع الفكري ، وعكس التناقضات المميزة للجبهة القومية في تلك المرحلة حيث شهدت إجراءت ومواقف المجموعة الحضرمية توقا شديدا لدى لدى الأعضاء العاديين للجبهة القومية وجناحها اليساري نحو التغيير الجذري لكل نمط الحياة المتخلف الذي كان سائدا في البلاد ، ومن جهة أخرى بيّنت هذه الإجراءات التي ملأت فراغا في الحياة الداخلية عقم المسلك المغامر والإداري للعناصر اليسارية المتطرفة في حل المسائل الإقتصادية والإجتماعية والسياسية الخطيرة ، فالسلطات الحضرمية بتجاهلها للتخلف الشديد للغاية في المنطقة التي كانت تسود في كل مكان فيها علاقات ما قبل الراسمالية والتي كانت تعتبر نموذجا للقرون الوسطى المعلّبة حاولت القيام بقفزة كادت تصل إلى التحولات الإشتراكية فأبعدت عن نفسها البرجوازية الصغيرة والحرفيين والفلاحين الأبويين والمثقفين .
3. أكد فيصل جلّول في كلام مقتضب : أن حضرموت تضررت إقتصاديا بنسبة كبيرة من النظام الإشتراكي الصارم والذي طبّق في البلاد وكان لا يتناسب مع مصادر قوتها الثلاثة : الإسلام وهي أهم حواضره وقد لعبت دورا مهما في نشره في آسيا ، والتجارة وهي تضم عددا من البيوت التجارية الضخمة المزدهرة في الخارج والتي تحتفظ بعلاقات مهمة في الداخل ، والإغتراب وهو أحد مواردها الأساسية ، ثم الزراعة والبحر وثرواته وكان نظام التأميمات يحول دون تكوين قطاع الصيد فيها .
فهل عد فيصل العطّاس حين عقد العزم على الإستقلال بحضرموت من قبضة حكومة قحطان الشعبي مؤيدا لإجراءات أكثر صرامة في الحرب ضد ما سمي حينه بالإقطاع ، أم أنه كان يريد إعطاء حضرموت وضعا استثنائيا ينأى بها عن التحولات الثورية ؟
لا جدال في أن فيصل العطّاس كان محسوبا على الجناح اليساري المتشدد ، ورغم تشدده ومطالبته بإجراءات أكثر صرامة ، إلا أنه دفع بالخصوصية الحضرمية ممثلة في جريدة الشرارة التي عكست هموم البائسين في مجتمعنا إلى السطح وأوجد تكتلا لأبناء حضرموت وشكّل معهم أداة ضاغطة ضد حكومة قحطان الشعبي للإقدام على تطبيقات اقتصادية لم تكن ذات نفع لحضرموت خصوصا ولجنوب اليمن بوجه عام ...
هل سيرز اليوم في عهد المجالس المحلية المنتخبة والسلطات الواسعة الصلاحيات للمحافظين المنتخبين من أبناء المحافظات ( ومنها محافظة حضرموت ) من يوازي فيصل العطّاس في التحدّي وتمرير ما يراه صائبا ؟
أستبعد كثيرا أن يكون هذا موازيا لذاك :FRlol::FRlol:
http://www.almotamar.net/photo/08-08-25-828977324.jpg
سالم أحمد الخنبشي ... محافظ محافظة حضرموت
فهل ستتكرر التجربة في قادم الأيام ويبرز من أبناء حضرموت من سيقول لا لنظام الفيد والقبيلة والعسكر والنهب المنظم ؟
أستبعد ذلك فحضرموت البقرة الحلوب مفرغة من قيادات ذات حضور فاعل .
وياحضرموت اصبري .
سلام .
(1) تكرار غريب لوصف المناوئين لقحطان الشعبي في حضرموت بالقيادة الحضرمية
خلال حرب صيف 1994 التي خاض غمارها ضد خصمه وشريكة في الإئتلاف بدولة الوحدة اليمنية وتحت الضغط العسكري لخصمه انسحب علي سالم البيض إلى حضرموت وراودته فكرة إقامة دولة حضرموت الكبرى مجددا مقابل التخلي لخصمه عن بعض مناطق الجنوب لضمها إلى اليمن الشمالي فيما لو دخل معه في مفاوضات سياسية وكانت موجة ما عرف بقوات الشرعية كاسحة له ولمشروعه قبل كسب التأييد الدولي والإقليمي له .
إذا كان علي سالم البيض قد فكر بتشكيل جبهة لتحرير حضرموت أو إقامة دولة حضرمية فإن فيصل العطّاس ( النعيري ) فكّر هو الآخر في فصلها عن جمهورية جنوب اليمن حين شغل منصب محافظ المحافظة في عهد الرئيس قحطان محمد الشعبي خلال أزمة الحكم الشهيرة في مارس 1968 وتوافقت الآراء والتحليلات في مجملها حول الأسباب التي دعت العطّاس ومن خلفه أعضاء قياديين حضارم إلى تأييده ومن تلك الآراء :
1. ما جاء في كتاب الصراع السياسي في شبه الجزيرة العربية لــــفريد هاليداي من أن اليساريين قد طالبوا بتنفيذ سياسة اقتصادية جذرية تدعو إلى وضع حد للملكية الخاصة المسموح بها وإلى تأميم الراسمال الأجنبي ولم تجد الدعوة استجابة من قحطان الشعبي وجماعته الذين يسيطرون على الجبهة القومية رغم قوة اليسار في عدن إلا أن معقله في حضرموت كان منيعا وسيطروا على المحافظة وقامت صحيفتهم الشرارة بتوضيح سياستهم .
2. عن نفس الحدث يقول فيتالي ناؤمكين في كتابه : الجبهة القومية في الكفاح من أجل استقلال اليمن الجنوبية والديمقراطية الوطنية : أن حكومة قحطان الشعبي لم تكن تريد تنفيذ قرارات المؤتمر الرابع للجبهة القومية ومعاقبة من تسببوا بأحداث 20 مارس 1968 وعرقلت صدور قانون الإصلاح الزراعي الذي كان يفترض مصادرة الدولة بموجبه الأراضي الزائدة من جميع ماليكها .... ويفيد ناؤمكين في جانب آخر أن عناصر يسارية كانت تهيمن على الجهاز الحزبي وجهاز الدولة في المحافظة الخامسة ( محافظة حضرموت ) برئآسة المحافظ فيصل العطّاس حاولت خلافا لأوامر السلطة المركزية تنظيم الحياة السياسية والإجتماعية في المحافظة على طريقتها الخاصة والقيام بعدد من التحولات الاجتماعية والإقتصادية والسياسية ... ولاقت تجربة حضرموت آنذاك عبارات المديح من جانب العناصر ذات الأمزجة اليسارية المتطرفة في الجناح اليساري للجبهة القومية وأعضاء حركة القوميين العرب المركزية القريبة من تلك العناصر ويستفاد من معطيات جريدة الشرارة أنه طرحت مسألة إجراء إصلاح زراعي جذري حسب مبدأ الأرض لمن يفلحها مع منع العمل المأجور ومصادرة أملاك الإقطاعيين وتوزيع الأراضي المصادرة على المعدمين والفقراء .... وقال ناؤمكين : أن التجربة الحضرمية أدت إلى نشوب صراع في الجبهة القومية ، فالذين كانوا يقفون موقف انتقاد من إجراءات القيادة الحضرمية (1) أشاروا أن القادة الشبان الحضرميين لم يأخذوا بالحسبان في إنتهاج سياستهم الواقع الموضوعي ، وركز الكثيرون على تخلّف العلاقات الإجتماعية والإقتصادية في الي ن الجنوبية التي تحكم على أمثال الإجراءات الحضرمية بالفشل كما جرى التشكيك في أنباء جريدة الشرارة ويستفاد من بعض المعطيات أنه لم يجر تشكيل لجنة الأراضي وأن فيصل عبد اللطيف الشعبي وأحمد صالح الشاعر لم يسافرا إلى حضرموت بخصوص مسائل زراعية بل حزبية ومن أجل النظر في الإجراءات التعسفية التي اتخذتها القيادة الحضرمية بحق بعض قادة تنظيم الجبهة القومية في سيوون .
خلص ناؤمكين إلى أن تقييم أعمال الجبهة القومية في حضرموت يدخل ضمن الصراع الفكري ، وعكس التناقضات المميزة للجبهة القومية في تلك المرحلة حيث شهدت إجراءت ومواقف المجموعة الحضرمية توقا شديدا لدى لدى الأعضاء العاديين للجبهة القومية وجناحها اليساري نحو التغيير الجذري لكل نمط الحياة المتخلف الذي كان سائدا في البلاد ، ومن جهة أخرى بيّنت هذه الإجراءات التي ملأت فراغا في الحياة الداخلية عقم المسلك المغامر والإداري للعناصر اليسارية المتطرفة في حل المسائل الإقتصادية والإجتماعية والسياسية الخطيرة ، فالسلطات الحضرمية بتجاهلها للتخلف الشديد للغاية في المنطقة التي كانت تسود في كل مكان فيها علاقات ما قبل الراسمالية والتي كانت تعتبر نموذجا للقرون الوسطى المعلّبة حاولت القيام بقفزة كادت تصل إلى التحولات الإشتراكية فأبعدت عن نفسها البرجوازية الصغيرة والحرفيين والفلاحين الأبويين والمثقفين .
3. أكد فيصل جلّول في كلام مقتضب : أن حضرموت تضررت إقتصاديا بنسبة كبيرة من النظام الإشتراكي الصارم والذي طبّق في البلاد وكان لا يتناسب مع مصادر قوتها الثلاثة : الإسلام وهي أهم حواضره وقد لعبت دورا مهما في نشره في آسيا ، والتجارة وهي تضم عددا من البيوت التجارية الضخمة المزدهرة في الخارج والتي تحتفظ بعلاقات مهمة في الداخل ، والإغتراب وهو أحد مواردها الأساسية ، ثم الزراعة والبحر وثرواته وكان نظام التأميمات يحول دون تكوين قطاع الصيد فيها .
فهل عد فيصل العطّاس حين عقد العزم على الإستقلال بحضرموت من قبضة حكومة قحطان الشعبي مؤيدا لإجراءات أكثر صرامة في الحرب ضد ما سمي حينه بالإقطاع ، أم أنه كان يريد إعطاء حضرموت وضعا استثنائيا ينأى بها عن التحولات الثورية ؟
لا جدال في أن فيصل العطّاس كان محسوبا على الجناح اليساري المتشدد ، ورغم تشدده ومطالبته بإجراءات أكثر صرامة ، إلا أنه دفع بالخصوصية الحضرمية ممثلة في جريدة الشرارة التي عكست هموم البائسين في مجتمعنا إلى السطح وأوجد تكتلا لأبناء حضرموت وشكّل معهم أداة ضاغطة ضد حكومة قحطان الشعبي للإقدام على تطبيقات اقتصادية لم تكن ذات نفع لحضرموت خصوصا ولجنوب اليمن بوجه عام ...
هل سيرز اليوم في عهد المجالس المحلية المنتخبة والسلطات الواسعة الصلاحيات للمحافظين المنتخبين من أبناء المحافظات ( ومنها محافظة حضرموت ) من يوازي فيصل العطّاس في التحدّي وتمرير ما يراه صائبا ؟
أستبعد كثيرا أن يكون هذا موازيا لذاك :FRlol::FRlol:
http://www.almotamar.net/photo/08-08-25-828977324.jpg
سالم أحمد الخنبشي ... محافظ محافظة حضرموت
فهل ستتكرر التجربة في قادم الأيام ويبرز من أبناء حضرموت من سيقول لا لنظام الفيد والقبيلة والعسكر والنهب المنظم ؟
أستبعد ذلك فحضرموت البقرة الحلوب مفرغة من قيادات ذات حضور فاعل .
وياحضرموت اصبري .
سلام .
(1) تكرار غريب لوصف المناوئين لقحطان الشعبي في حضرموت بالقيادة الحضرمية