ابن شبام
05-05-2009, 01:45 PM
نشوء فكرة (العواصم الثقافية) منذ أن صدعت بها وزيرة الثقافة اليونانية (ميلينا ميركوري) في مؤتمر وزراء الثقافة في المجموعة الأوربية، عام 1985، واستحسن وزراء الثقافة في هذه المجموعة الفكرة نظرياً وراحوا يطبقونها عملياً دولياً وإقليمياً، كما لاقت الفكرة قبولاً عند وزراء الثقافة العرب، فنشط وزيرا الثقافة في مصر وتونس فراحا يقنعان منظمة (اليونسكو) لتبنيها في البلاد العربية، وكان لهما تحقيق ذلك، وكان الهدف الأول من تسمية مدينة ما عاصمة للثقافة هو إعطاء تلك المدينة فرصة عام لتطوير مستوياتها الثقافية وتنميتها. .
وفي المؤتمر الذي عقد في المكسيك تبنى المشاركون آنذاك استراتيجية للثقافة في إطار ما أطلق عليه: "عقد عالمي للتنمية الثقافية" وانطلاقاً من هذا تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العقد العالمي؛ ليشمل الفترة الواقعة بين عام 1988 وعام 1997 كبرنامج مشترك للأمم المتحدة، وأوكل لليونسكو أن تقوم بدور المنظمة الرائدة التي ترتكز مهمتها على ضرورة الترابط بين الثقافة والتنمية، إلى جانب القيام بإجراء حوار ثقافي بين الأمم والشعوب يقوم على احترام خصوصيات الهوية الثقافية الوطنية، ويراعي التنوع بين الحضارات وما أفرزته من ثقافات. ثم تبنّت (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) استراتيجية تنفيذ المشاريع الثقافية القومية، وحرصت على رفع مستوى العمل الثقافي في دول وعواصم الوطن العربي لمواكبة الحضارة العالمية، ومن هنا بادرت هذه المنظمة بالعمل على إعداد وثيقة تتضمن خطة عربية شاملة لتطبيق هذه الاستراتيجية، ثم عُرضت عام 1985 على وزراء الثقافة العرب، فانطلقت تجربة العواصم الثقافية العربية بالبدء بإعلان القاهرة عاصمة للثقافة العربية عام 1986 وتبعتها تونس عام 1997 وتوالت العواصم الثقافية المتخيّرة في الوطن العربي عاماً بعد عام ـ .
ثم جاء المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة في ختام دورته الرابعة التي عقدت في الجزائر العاصمة في عام 2004 ليؤكد التمسك بالذاتية الثقافية والهوية الحضارية للعالم الإسلامي والدفاع عنهما، في إطار التفاعل مع الثقافات والحضارات الأخرى، وعلى مراجعة أسس النظرة إلى الآخر، والابتعاد عن الصور النمطية للشعوب وثقافاتها وحضاراتها، من منطلق أن الحوار المتكافئ بين الأمم والشعوب يتطلب الجرأة لمراجعة النفس، دون التنكر للهوية الدينية والثقافية، وأنه من دون الثبات على القيم الذاتية والمشتركة لن يتأتى فهم قيم الآخر وثقافته بشكل صحيح. "وجدّد المؤتمر اقتناعه بأن الإقرار بالتنوع الثقافي والعمل على صيانته في إطار سياسة دولية مبنية على أسس الحوار والسلم، ونبذ منطق الهيمنة والقوة، يتضمن في الوقت نفسه إدانة العنف والإرهاب بشتى أشكالهما ومصادرهما، إضافة إلى احترام الحياة والكرامة والحرية وحق المقاومة بالنسبة للشعوب المحتلة وحقها في الدفاع عن كيانها وثقافتها، والتمييز بين ما هو من قبيل الإرهاب وما هو مقاومة مشروعة."
عرض المبادئ التي نادى بها إعلان الجزائر، فمنها: أنه يعلن أن التنوع الثقافي عامل أساس من عوامل التنمية والفهم المتبادل، والتعايش السلمي، والسير نحو التقدم الاقتصادي والاجتماعي، وتصحيح التباينات والاختلالات في النظام الدولي، واحترام البيئة وحمايتها، وحماية التراث، المادي وغير المادي لجميع الشعوب التي يتعرض تراثها الثقافي والحضاري لمحاولات التشويه والتزوير والطمس والتدمير والمصادرة. ومحاربة الفقر والرفع من مستوى النمو والإنتاج، وتوطيد الديمقراطية، والتوسيع من المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار في كل القطاعات الإدارية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وتشجيع الاجتهادات الفكرية والإبداعية، ويقر المؤتمر بأن مسار العولمة يقتضي اعتبار التنوع الثقافي والتعدد الحضاري دافعاً إيجابياً للتفاعل والتبادل، لا عائقاً دونهما في إطار الخصوصيات الثقافية والحضارية واحترامها، وفي ظل عالم تحول إلى قريةٍ كونيةٍ بفضل الثورة المعلوماتية والاتصالية، وأصبح ينحو نحو التجانس"([1]).
ثم جاء تقرير المدير العام للإيسيسكو، وجهود المنظمة في متابعة تنفيذ برنامج عواصم الثقافة الإسلامية. فقال: "استناداً إلى قرار المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة المنعقد في الدوحة سنة 2001 بشأن اعتماد مشروع برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي تقدمت به المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، والذي دعا الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي إلى ترشيح مدن تختار (الإيسيسكو) منها كل سنة ثلاث عواصم للثقافة الإسلامية، تمثل: المنظمة العربية، والآسيوية، والإفريقية، وحيث أن المؤتمر المذكور قرر تعيين (مكة المكرمة) أول عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2005، من جهة أخرى فقد عملت المنظمة الإسلامية على النظر في الترشيحات الوافدة عليها من الدول الإسلامية للاستعانة بها في وضع جدول في اختيار العواصم للثقافة الإسلامية.. فأعدت الإيسيسكو تصوراً متكاملاً لبرنامج عواصم الثقافة الإسلامية، تقترح فيه عشر عواصم للثقافة الإسلامية خلال السنوات العشر المقبلة يعد أن يتم الاحتفاء سنة 2005 بمكة المكرمة أول عاصمة للثقافة الإسلامية ـ تمثل دول العالم الإسلامي بمختلف مناطقه، ويتضمن التصور المذكور المعايير المقترحة لاختيار العواصم، والخطوط العريضة، والتوجهات العامة للأنشطة المقترحة للاحتفاء بالعاصمة المذكورة، فكان البرنامج الذي اعتمدته الإيسيسكو ابتداءً من سنة 2005 إلى سنة 2014 على النحو التالي:
السنوات
المنطقة العربية
المنطقة الآسيوية
المنطقة الإفريقية
2005
مكة المكرمة
(المملكة العربية السعودية).
2006
حلب
(الجمهورية العربية السورية)
أصفهان
(الجمهورية الإسلامية الإيرانية)
تمبكتو
(جمهورية مالي)
2007
فاس
(المملكة المغربية)
طشقند
(جمهورية أوزباكستان)
داكار
(جمهورية السنغال)
2008
الأسكندرية
(جمهورية مصر العربية)
لاهور
(الجمهورية الإسلامية الباكستانية)
جيبوتي
(جمهورية جيبوتي)
2009
القيروان
(الجمهورية التونسية)
كوالالمبور
(ماليزيا)
انجامينا
(جمهورية تشاد)
2010
تريم
(الجمهورية اليمنية)
دوشنبه
(تاجيكستان)
موروني
(جمهورية القمر المتحدة)
2011
نواكشوط
(الجمهورية الإسلامية الموريتانية)
جاكرتا
(جمهورية أندونيسيا)
كوناكري
(جمهورية غينيا)
2012
بغداد
(الجمهورية العراقية)
داكا
(جمهورية بنغلاديش الشعبية)
نيامي
(جمهورية النيجر
2013
طرابلس
(الجمهورية اللبنانية)
باكو
(جمهورية أذربيجان)
كانو
(جمهورية نيجيريا)
2014
تلمسان
(الجمهورية الجزائرية
بيشكيك
(جمهورية قير غزستان)
وأقادوغو
(بوركينا فاسو)
واتبعت هذا البرنامج المعتمد بمعايير اختيار عواصم الثقافة الإسلامية، والخطوط العريضة لبرنامج الاحتفاء بعاصمة الثقافة الإسلامية، سنطل عليهما في مناسبة قادمة.
وكان في ذهني أن أضع القارئ في صورة العاصمتين المختارتين في هذا العام مع مدينة حلب: أصبهان من القارة الآسيوية، وتمبكتو من القارة الإفريقية بشيء من التفصيل، ولكن طبيعة هذه (الافتتاحية) والحجم المتطلب منها لا يسمحان بمثل هذا التفصيل،
وفي المؤتمر الذي عقد في المكسيك تبنى المشاركون آنذاك استراتيجية للثقافة في إطار ما أطلق عليه: "عقد عالمي للتنمية الثقافية" وانطلاقاً من هذا تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العقد العالمي؛ ليشمل الفترة الواقعة بين عام 1988 وعام 1997 كبرنامج مشترك للأمم المتحدة، وأوكل لليونسكو أن تقوم بدور المنظمة الرائدة التي ترتكز مهمتها على ضرورة الترابط بين الثقافة والتنمية، إلى جانب القيام بإجراء حوار ثقافي بين الأمم والشعوب يقوم على احترام خصوصيات الهوية الثقافية الوطنية، ويراعي التنوع بين الحضارات وما أفرزته من ثقافات. ثم تبنّت (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) استراتيجية تنفيذ المشاريع الثقافية القومية، وحرصت على رفع مستوى العمل الثقافي في دول وعواصم الوطن العربي لمواكبة الحضارة العالمية، ومن هنا بادرت هذه المنظمة بالعمل على إعداد وثيقة تتضمن خطة عربية شاملة لتطبيق هذه الاستراتيجية، ثم عُرضت عام 1985 على وزراء الثقافة العرب، فانطلقت تجربة العواصم الثقافية العربية بالبدء بإعلان القاهرة عاصمة للثقافة العربية عام 1986 وتبعتها تونس عام 1997 وتوالت العواصم الثقافية المتخيّرة في الوطن العربي عاماً بعد عام ـ .
ثم جاء المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة في ختام دورته الرابعة التي عقدت في الجزائر العاصمة في عام 2004 ليؤكد التمسك بالذاتية الثقافية والهوية الحضارية للعالم الإسلامي والدفاع عنهما، في إطار التفاعل مع الثقافات والحضارات الأخرى، وعلى مراجعة أسس النظرة إلى الآخر، والابتعاد عن الصور النمطية للشعوب وثقافاتها وحضاراتها، من منطلق أن الحوار المتكافئ بين الأمم والشعوب يتطلب الجرأة لمراجعة النفس، دون التنكر للهوية الدينية والثقافية، وأنه من دون الثبات على القيم الذاتية والمشتركة لن يتأتى فهم قيم الآخر وثقافته بشكل صحيح. "وجدّد المؤتمر اقتناعه بأن الإقرار بالتنوع الثقافي والعمل على صيانته في إطار سياسة دولية مبنية على أسس الحوار والسلم، ونبذ منطق الهيمنة والقوة، يتضمن في الوقت نفسه إدانة العنف والإرهاب بشتى أشكالهما ومصادرهما، إضافة إلى احترام الحياة والكرامة والحرية وحق المقاومة بالنسبة للشعوب المحتلة وحقها في الدفاع عن كيانها وثقافتها، والتمييز بين ما هو من قبيل الإرهاب وما هو مقاومة مشروعة."
عرض المبادئ التي نادى بها إعلان الجزائر، فمنها: أنه يعلن أن التنوع الثقافي عامل أساس من عوامل التنمية والفهم المتبادل، والتعايش السلمي، والسير نحو التقدم الاقتصادي والاجتماعي، وتصحيح التباينات والاختلالات في النظام الدولي، واحترام البيئة وحمايتها، وحماية التراث، المادي وغير المادي لجميع الشعوب التي يتعرض تراثها الثقافي والحضاري لمحاولات التشويه والتزوير والطمس والتدمير والمصادرة. ومحاربة الفقر والرفع من مستوى النمو والإنتاج، وتوطيد الديمقراطية، والتوسيع من المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار في كل القطاعات الإدارية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وتشجيع الاجتهادات الفكرية والإبداعية، ويقر المؤتمر بأن مسار العولمة يقتضي اعتبار التنوع الثقافي والتعدد الحضاري دافعاً إيجابياً للتفاعل والتبادل، لا عائقاً دونهما في إطار الخصوصيات الثقافية والحضارية واحترامها، وفي ظل عالم تحول إلى قريةٍ كونيةٍ بفضل الثورة المعلوماتية والاتصالية، وأصبح ينحو نحو التجانس"([1]).
ثم جاء تقرير المدير العام للإيسيسكو، وجهود المنظمة في متابعة تنفيذ برنامج عواصم الثقافة الإسلامية. فقال: "استناداً إلى قرار المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة المنعقد في الدوحة سنة 2001 بشأن اعتماد مشروع برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي تقدمت به المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، والذي دعا الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي إلى ترشيح مدن تختار (الإيسيسكو) منها كل سنة ثلاث عواصم للثقافة الإسلامية، تمثل: المنظمة العربية، والآسيوية، والإفريقية، وحيث أن المؤتمر المذكور قرر تعيين (مكة المكرمة) أول عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2005، من جهة أخرى فقد عملت المنظمة الإسلامية على النظر في الترشيحات الوافدة عليها من الدول الإسلامية للاستعانة بها في وضع جدول في اختيار العواصم للثقافة الإسلامية.. فأعدت الإيسيسكو تصوراً متكاملاً لبرنامج عواصم الثقافة الإسلامية، تقترح فيه عشر عواصم للثقافة الإسلامية خلال السنوات العشر المقبلة يعد أن يتم الاحتفاء سنة 2005 بمكة المكرمة أول عاصمة للثقافة الإسلامية ـ تمثل دول العالم الإسلامي بمختلف مناطقه، ويتضمن التصور المذكور المعايير المقترحة لاختيار العواصم، والخطوط العريضة، والتوجهات العامة للأنشطة المقترحة للاحتفاء بالعاصمة المذكورة، فكان البرنامج الذي اعتمدته الإيسيسكو ابتداءً من سنة 2005 إلى سنة 2014 على النحو التالي:
السنوات
المنطقة العربية
المنطقة الآسيوية
المنطقة الإفريقية
2005
مكة المكرمة
(المملكة العربية السعودية).
2006
حلب
(الجمهورية العربية السورية)
أصفهان
(الجمهورية الإسلامية الإيرانية)
تمبكتو
(جمهورية مالي)
2007
فاس
(المملكة المغربية)
طشقند
(جمهورية أوزباكستان)
داكار
(جمهورية السنغال)
2008
الأسكندرية
(جمهورية مصر العربية)
لاهور
(الجمهورية الإسلامية الباكستانية)
جيبوتي
(جمهورية جيبوتي)
2009
القيروان
(الجمهورية التونسية)
كوالالمبور
(ماليزيا)
انجامينا
(جمهورية تشاد)
2010
تريم
(الجمهورية اليمنية)
دوشنبه
(تاجيكستان)
موروني
(جمهورية القمر المتحدة)
2011
نواكشوط
(الجمهورية الإسلامية الموريتانية)
جاكرتا
(جمهورية أندونيسيا)
كوناكري
(جمهورية غينيا)
2012
بغداد
(الجمهورية العراقية)
داكا
(جمهورية بنغلاديش الشعبية)
نيامي
(جمهورية النيجر
2013
طرابلس
(الجمهورية اللبنانية)
باكو
(جمهورية أذربيجان)
كانو
(جمهورية نيجيريا)
2014
تلمسان
(الجمهورية الجزائرية
بيشكيك
(جمهورية قير غزستان)
وأقادوغو
(بوركينا فاسو)
واتبعت هذا البرنامج المعتمد بمعايير اختيار عواصم الثقافة الإسلامية، والخطوط العريضة لبرنامج الاحتفاء بعاصمة الثقافة الإسلامية، سنطل عليهما في مناسبة قادمة.
وكان في ذهني أن أضع القارئ في صورة العاصمتين المختارتين في هذا العام مع مدينة حلب: أصبهان من القارة الآسيوية، وتمبكتو من القارة الإفريقية بشيء من التفصيل، ولكن طبيعة هذه (الافتتاحية) والحجم المتطلب منها لا يسمحان بمثل هذا التفصيل،