المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دردشة : اليمن إلى أين؟ 1 - الشعب و الدولة و المعارضة


نجد الحسيني
05-09-2009, 10:48 PM
عشرة من المقالات الطوال عكفت على كتابتها ونشرها أبان حرب غزة الأخيرة ولا أدري كم من المقالات سوف أعدّها حتى يبلغ موطني اليمن وشعبه مأمنه واستقراره فيظلّ بلدي سعيدا كما وصف بالبلاد السعيدة..

سوف أبدأ بسؤالين مباشرين طرحهما عليّ أحد الإخوة الأعزاء:


السؤال الأول: ما هي السبل التي يجب على الشعب إتباعها من أجل الخلاص من هذا الفساد ، وكذلك إصلاح مسار الوحدة المتعثر منذ ثمانية عشر عاما الماضية.

السؤال الثاني: ما هو الدور الذي يجب أن تلعبه أحزاب المعارضة في مكافحة الفساد و إصلاح مسار الوحدة؟

الجواب عن السؤال الأول بعد بـسم الله تعالى وبحمده وبالصلاة والسلام على رسوله صلّ الله عليه وسلّم أقول بأن الشعب ليس مسئولا عن التخلص من الفساد والمفسدين وأن هذا الشعب غير مسئول تماما عن إصلاح تعثر مسار الوحدة إن وجد.. وإن كان هذا الشعب سوف يساءل عن أمره وأمور جيرانه فماذا تكون مسؤولية الدولة إذن؟ ولماذا نصب هذا الشعب دولته؟.. أليس لأجل حمايته ورعايته والتكفل بمعيشته وأمنه؟ وقبلت منه الدولة ذلك؟ وعاهدته على ذلك؟ ففي الأخير إنما الشعب "رعية" وإن الدولة هي "الراعية" .. ليس لدى الشعب من دبابة أو طيارة أو صاروخ أو مدفع أو أي سلاح كي يستطيع أن يحمي بها نفسه وأهله وماله وعرضه وأرضه وأن يردّ كيد أعداءه إذا ما أغاروا عليه.. لـكن الدولة تمتلك كلّ تلك الوسائل .. فإن هي عجزت عن محاربة الفساد وإصلاح وحدة البلاد والعباد فالشعب أعجز من أن يفعل شيئا يحفظ له أمنه واستقراره ومستقبل وحدة أبناءه.. فالله ورسوله قد فرضا مسئولية كلّ راع عن رعيته.. (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) .. كلّ فرد من الشعب مسئول عمّا تحت يديه: هذا مشغول بثمن دواء لوالدته وآخر مشغول بتجهيز عرس ابنته وآخر مشغول بالسعي لقوت زوجه وولده وآخر يعمل لبرّ والديه وقد كبرا عنده بالسنّ.. والتاجر مسئول على متجره والجندي في موقعه والمعلم في مدرسته والصانع في مصنعه والمزارع في حقله ...الخ. وكلّ يتصرف بقدر ملكه للإنفاق على مسئولياته .. والدولة مسئولة عن كلّ فرد وكلّ جمع من هذا الشعب.. فهي تملك السلطة وتمتلك القوة لتنفيذ حكمها بالعدل وأخذ الحقّ وإرجاع الحقوق للمستحقين ، أليس سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قال: الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له بحقه ممن ظلمه.. والقوي فيكم ضعيف عندي حتى أنزع منه حقّ الضعيف.. هكذا يكون المسئول وهكذا تقام الدولة.. ففي الأخير يظلّ الشعب شعبا مهما حاولت الناس حاكمها ومحكومها التغني به والتلهي بأمجاده.. قد ترى شعبا غارقا في الفقر ودولته في سعة وغنى وتراه يموت جوعا ودولته في المنّ والسلوى.. القائد هو الشعب والشعب من وراء القائد..

شعب صلاح الدين من مصر والشام هو الشعب لم يتغير، وهذا الشعب نفسه قد كان قبل صلاح الدين تحت الجور والاستبداد تقتل أولاده وتسبى حرائره وتستباح أرضه ولا يملك عن نفسه نفعا ولا ضرا.. وهو نفسه الشعب الذي وجد نفسه مهزوما في فترة من الفترات هو ذاته من وجد نفسه وقد انتفض على عدوه وطرده من دياره وحرّر أهله وأرضه وحمى عرضه.. ما الذي تغيّر إذن؟ ما تغيّر هو وجود صلاح الدين الذي أستطاع بفضل الله تعالى أن يحول هذا الشعب الذليل الخانع الساكن لأمر عدوه إلى شعب يسحق عدوه تحت أقدامه..

بثلاثة ألاف مجاهد واجه سيدنا خالد بن الوليد مائة ألف من جيش الروم في مؤتة وبعشرة ألاف مجاهد واجه رستم وجيش الفرس وقد فاق تعدادهم مائتي ألف مقاتل وصاح في وجه رستم بجملته المشهورة: أتيتك برجال يحبون الموت كما تحبون الحياة!..

وبأربعة ألاف رجل فتح طارق بن زياد الأندلس بعد قولته المشهورة وقد أحرق السفن : العدو أمامكم والبحر من وراءكم! وتمكن بفضل الله من هزيمة عدوه الذي بلغ تعداد جيشه ثلاثمائة ألف.

والأمثلة على ذلك كثيرة..

يقال أن العرب اليوم بلغ عددهم أربعمائة مليون وربما نصف مليار.. لـكن الـ 400 مليون يرتعدون من يهود لا يتجاوزون الأربعة ملايين.
وأن المسلمين اليوم مليار ونصف المليار وغثاءهم قد حدث عنه الرسول صلّ الله عليه وسلّم.. فهم لا في العير ولا في النفير.. وحدث عنهم بما شئت ولا حرج!

العرب هم العرب والمسلمون هم المسلمون لـكن أين خالد وطارق وصلاح الدين؟..

هكذا الشعوب رعية تنقاد وراء راعيها.

والشعب مرآة قائده كما القائد مرآة شعبه.

هناك دولة هي مسئولة عن الشعب.. وقد رضيت وقبلت بأن تتحمل مسئوليته مهما كلّفها الأمر من عناء.. وعليها الوفاء بما ألزمت به نفسها من وعد وأن تكون على قدر المسئولية ، يأتي دور الشعب بمؤازرة دولته لكنه لا يتحمل عنها مسؤولياتها وواجباتها نحوه بعد أن فوضها في حكمه.

إذا، فإن سبل الإصلاح تقع على عاتق الدولة أولا وأخيرا لما تمتلكه من مقومات ومقدرات على فعل ذلك.

أما عن السؤال الآخر والذي يتوجه إلى أحزاب المعارضة.. ولو أن لفظ معارضة ليست من الإسلام في شيء لكننا سوف نتقبلها على مضض وكره بسبب الحداثة والمعاصرة..
في الإسلام، إذا ما اختير الأمير أو القائد أو ولي الأمر فإن على من اختاره وجوب الطاعة له طالما بقي على استقامته وصلاحه ورشاده.. أما أن يختاره فلا يطيعه ويعارضه فهذا شيء دخيل علينا.
عندما كان عمرا يشاور عليا ويشير علي على عمر فلم تكن المشورة من باب المعارضة وإنما قد أتت من باب المؤازرة.

تطلق على نفسها معارضة ويستلم أفرادها رواتبهم ومعاشاتهم من الدولة. (!) علامة استفهام.
ذلك أن في بلداننا العربية وليس اليمن وحده تعتبر الدولة المال مالها.. لـكن في الغرب المال مال الشعب ، المال مال دافعي الضرائب.
ولـكن بما أن ثقافة العصر تفرض علينا ذلك، فعلينا أن نأخذ بالثقافة جملة وأن لا نفصلها على مقاساتنا.. فإما أن تكون الديمقراطية عندنا كديمقراطية بريطانيا وفرنسا وأميركا والدول المتقدمة وإلا بلاها.
وليت المعارضة عندنا تغيّر من منهجها بعض الشيء وأن لا تقف فقط على الاعتراض لأجل الاعتراض أو لأن مسماها معارضة تدفع بها إلى الاعتراض عمّال على بطّال.. فلتكن معارضتها لصالح البلاد والعباد بل ولصالح الحاكم نفسه.. إذ أن في صلاح الراعي صلاح للرعية.. فمثلا، ها هو الحاكم يأمر بالمعروف وبالخير وبالصلاح وبكلّ ما يرضي الشعب لـكن الحاكم لا يستطيع متابعة حقوق ومظالم كلّ فرد وأسرة في هذا الشعب ولا تبلغه كلّ مظلمة يتظلم منها الشعب.. ربما يأتي هذا بسبب بطانة الحاكم التي تصور له الأشياء بغير حقيقتها.. فربما كانت من بطانة السوء التي تجمل وتزيّن في نظر الحاكم قبح أفعالها وتكذبه ولا تصدقه وتغشه ولا تخلص له وربما تمارس هذه البطانة النهب والسلب والظلم والجور باسم الحاكم دون أن يشعر ودون أن يحس ودون أن يدري أو يعلم ما يدبّر له وللشعب أيضا.. فهل دور المعارضة هنا الاكتفاء بالفرجة؟.. والتشفي بالحاكم لأنه الحاكم؟ وتمني سقوطه والانتظار على ذلك؟ وتقول في نفسها: سيبوه فمصيره إلى زوال.. أتركوه على عماه فقد قربت نهايته.. خلوه يواجه الشعب فقد بات سقوطه وشيكا.. إذا كان هذا دور المعارضة.. فلبئس المعارضة إذا.. ففي فعلها ضرر كبير على الشعب والوطن قبل الحاكم.. فالشعب هو من يدفع الثمن من ممتلكاته ودمه وروحه وولده وبلده.. لـكن على هذه المعارضة أن تكون هي عين الحاكم على بطانته وأن ترفع بتقاريرها إليه عن كلّ صغيرة وكبيرة تسيء إلى الشعب وتسئ إليه بنظر الشعب.. وأن تطلب تقديم كلّ مسئول تجاوز حدوده واستغل سلطاته إلى محكمة عادلة تواجهه بأعماله وتحاكمه عليها.. أليس ذلك من صلاحية البرلمان أو مجلس نواب الشعب . بلى! وأعتقد بأن في هذا رضا للشعب ورضا للدولة حكومة ومعارضة معا!

فإن لم تستمع الدولة للمعارضة أو لم تصدقها فيما تزعمه حقيقة.. على المعارضة وقتئذ تسيير المظاهرات الشعبية السلمية فتسمع صوتها الدولة دون تخريب الممتلكات وتدمير البلاد وفتنة العباد.. إذ أنها في تلك الأعمال لن تكون دوافعها استقامة الحقّ واستعادة الحقوق بقدر تحولها إلى سلب ونهب حقوق الناس بعضها من بعض.
ولا بأس أن تبقى المظاهرات قائمة ومستمرة حتى تستجيب الدولة إلى مطالب شعبها العادلة فتنصفه وتحقق له إرادته.

ولا أعتقد بأن الحكم العدل والحاكم العادل والمعارضة المؤازرة والشعب الحكيم والدولة المسئولة، كلّ أولئك سوف يقودون إلى الشقاق والانفصال والتمزق والتشرذم والعنصرية البغيضة أو يسعون إلى فكّ عرى وثاق وحدة البلاد والعباد.. وحده عدو الشعب ودولته و عدو الدولة وشعبها من يسعى ويجتهد إلى القيام بمثل هكذا فتن ومحن.

جنّب الرحمـن اليمن كلّ الفتن والمحن..

جابرعثرات الكرام
05-10-2009, 01:33 AM
أخي نجد الحسيني

مادام فينا قوما يخافون الله ويقولون كلمة الحق فأبشر أخي بالصلاح فقول الحق عند الأمام الجائر يدخل القايل تحت ظل الله يوم لا ظل الاظله..فأمتنا تكبوا وتقوم وأنا أن شاء الله على درب الحق والعزة سائرون ..لن يهناء بال هذه الأمة الا باستعادة أمجادها وخيرها الذي عمّ العالم وأننا ندنوا ونقترب من هذا الحلم فالظلام يتلوه نور..وظلام الأمة طال ولهذا ما اخال النور الا مشرقا غدا وأوله على بلاد النصرة للدين اليمن..شكراأخي على قول الحقيقة .

الخليفي الهلالي
05-10-2009, 02:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأمر كله ينحصر في نقطتين

1-تطبيق الشرع والقوانيين النافذه في البلاد
2-اطلاق يد الوزراء او المسؤولين الشرفاء لتطبيق تلك القوانين

اذا على الدوله ارسى هذه القاعده وحمايتها من اسائة الاستخدام او التطبيق الخاطئ او التهاون في عدم تطبيقها

هناء سوف تصلح الأمور ..

لسنا في حاجة اليوم الى قائد مثل صلاح الدين لأن زمن الشجاعه قد ولا اليوم عصر السياسه والدهاء وتطبيق ما انزل الله
ايام صلاح الدين كنا متساوين في العتاد اما اليوم العرب لايملكون شئ مقابل ما يملكه الغرب ثم لسنا في حاجة لحروب
نحن في حاجة للعلم وللبناء والتعمير والتصنيع وتطبيق القوانيين كفيل بارسا الامن في ربوع اليمن...

شكرا لك ..نجد الحسيني

عاشق الظبي
05-10-2009, 02:46 AM
حتماً للظلام فجرٌ يبزغ بنوره ..
وإنّا له لمنتظرون ..

حد من الوادي
05-10-2009, 03:39 PM
رفعت شعارات ثورية ومستثورة وقومية ولاقومية ويمنية ولايمنية؟
واتت بتوقيع ماسمي بالوحدة الفاشلة بين نضامين ودولتين مختلفتين تاريخيا وثقافيا وحضاريا؟

واتت وثيقة العهد كمخرج للسير في الطريق الأقرب الى العد ل الا ان اختلاف الثقافة والجغرافيا بين دول جنوب الجزيرة العربية ؟
وبين اليمن اعاقة ذالك ودخل الطمع والرغبة في الاستحواذعلى البلاد والعباد وانفراد القبيلة الحاكمة في اليمن بكل شاردة وواردة؟
انتضرشعب حضرموت والجنوب العربي 15 عام ؟

ووجد حالة مستعمر مستعبد انفصالي خاين ؟
ان طالب بحقة على ارضة ووطنة وهويتة وتاريخة؟

فزعمو وبكل وقاحة انة تمت اعادة الاحتلا ل مايسمونة بالوحدة كذبا وزورا وطمعا؟
واننا وطن واحد وشعب واحد وهذا كلة مغالطة وتضليل ؟
للتاريخ وللواقع على الارض؟
-----------------------------
ضن الكثير ان الجنوب العربي واليمن ان هناك امل في حياة كريمة وامن وعدل وقوة ؟
الاان الواقع لاامن لاعدل لاقوة بل فقرظلم نهب خطف سرقة قتل سجن ؟
-------------------------------
الحل الوحيد والمخرج هو ان تسحب اليمن عساكرها الغزاة اللصوص تحت اشراف الامم المتحدة ويحصل تقرير المصير للشعب العربي في حضرموت والجنوب؟
ويذهب كلا الى بلادة ويبني ويعمر ويصلح ؟
حتى لاتأتي الصوملة اللذي يهدد بها نضام صنعاء ؟
ونعيش جيران دولتين وامتين من الامة العربية؟
والباب مفتوح لوحدة عربية شاملة او مع دول الخليج؟

اما اذا رفض الاحتلال اليمني وضل على غطرسة وغرور المدفع والدبابة ولغت الاحتلا اوالموت؟
حتما سيتحررالجنوب ولن تستطيع اي قوة في الارض ان تقف في طريقة ؟

انة وحدة من يملك الحق والسيادة على ارضة ودولتة فقط؟

ان الاحتلا ل والنهب والكذب والقهر ومخدراتة وقاتة وتكفيرة وتفجيرة؟
هو سبب التدهور في الامن لة ولجيرانة في الجنوب والخليج؟

لم تشهد المنطقة انفلا ت وحروب وقلق ورعب وارهاب الافي عهد الاحتلال اليمني في هذة المرحلة؟

حضرمي كامل الدسم
05-10-2009, 05:47 PM
صدقت اخي حد من الوادي هذا هوا بيت القصيد لاكن الجماعه مايعرفو غير بيت العصيد والله من ورا القصد

وحدوي وميت من الجوع
05-10-2009, 10:11 PM
عشرة من المقالات الطوال عكفت على كتابتها ونشرها أبان حرب غزة الأخيرة ولا أدري كم من المقالات سوف أعدّها حتى يبلغ موطني اليمن وشعبه مأمنه واستقراره فيظلّ بلدي سعيدا كما وصف بالبلاد السعيدة..

سوف أبدأ بسؤالين مباشرين طرحهما عليّ أحد الإخوة الأعزاء:


السؤال الأول: ما هي السبل التي يجب على الشعب إتباعها من أجل الخلاص من هذا الفساد ، وكذلك إصلاح مسار الوحدة المتعثر منذ ثمانية عشر عاما الماضية.

السؤال الثاني: ما هو الدور الذي يجب أن تلعبه أحزاب المعارضة في مكافحة الفساد و إصلاح مسار الوحدة؟

الجواب عن السؤال الأول بعد بـسم الله تعالى وبحمده وبالصلاة والسلام على رسوله صلّ الله عليه وسلّم أقول بأن الشعب ليس مسئولا عن التخلص من الفساد والمفسدين وأن هذا الشعب غير مسئول تماما عن إصلاح تعثر مسار الوحدة إن وجد.. وإن كان هذا الشعب سوف يساءل عن أمره وأمور جيرانه فماذا تكون مسؤولية الدولة إذن؟ ولماذا نصب هذا الشعب دولته؟.. أليس لأجل حمايته ورعايته والتكفل بمعيشته وأمنه؟ وقبلت منه الدولة ذلك؟ وعاهدته على ذلك؟ ففي الأخير إنما الشعب "رعية" وإن الدولة هي "الراعية" .. ليس لدى الشعب من دبابة أو طيارة أو صاروخ أو مدفع أو أي سلاح كي يستطيع أن يحمي بها نفسه وأهله وماله وعرضه وأرضه وأن يردّ كيد أعداءه إذا ما أغاروا عليه.. لـكن الدولة تمتلك كلّ تلك الوسائل .. فإن هي عجزت عن محاربة الفساد وإصلاح وحدة البلاد والعباد فالشعب أعجز من أن يفعل شيئا يحفظ له أمنه واستقراره ومستقبل وحدة أبناءه.. فالله ورسوله قد فرضا مسئولية كلّ راع عن رعيته.. (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) .. كلّ فرد من الشعب مسئول عمّا تحت يديه: هذا مشغول بثمن دواء لوالدته وآخر مشغول بتجهيز عرس ابنته وآخر مشغول بالسعي لقوت زوجه وولده وآخر يعمل لبرّ والديه وقد كبرا عنده بالسنّ.. والتاجر مسئول على متجره والجندي في موقعه والمعلم في مدرسته والصانع في مصنعه والمزارع في حقله ...الخ. وكلّ يتصرف بقدر ملكه للإنفاق على مسئولياته .. والدولة مسئولة عن كلّ فرد وكلّ جمع من هذا الشعب.. فهي تملك السلطة وتمتلك القوة لتنفيذ حكمها بالعدل وأخذ الحقّ وإرجاع الحقوق للمستحقين ، أليس سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قال: الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له بحقه ممن ظلمه.. والقوي فيكم ضعيف عندي حتى أنزع منه حقّ الضعيف.. هكذا يكون المسئول وهكذا تقام الدولة.. ففي الأخير يظلّ الشعب شعبا مهما حاولت الناس حاكمها ومحكومها التغني به والتلهي بأمجاده.. قد ترى شعبا غارقا في الفقر ودولته في سعة وغنى وتراه يموت جوعا ودولته في المنّ والسلوى.. القائد هو الشعب والشعب من وراء القائد..

شعب صلاح الدين من مصر والشام هو الشعب لم يتغير، وهذا الشعب نفسه قد كان قبل صلاح الدين تحت الجور والاستبداد تقتل أولاده وتسبى حرائره وتستباح أرضه ولا يملك عن نفسه نفعا ولا ضرا.. وهو نفسه الشعب الذي وجد نفسه مهزوما في فترة من الفترات هو ذاته من وجد نفسه وقد انتفض على عدوه وطرده من دياره وحرّر أهله وأرضه وحمى عرضه.. ما الذي تغيّر إذن؟ ما تغيّر هو وجود صلاح الدين الذي أستطاع بفضل الله تعالى أن يحول هذا الشعب الذليل الخانع الساكن لأمر عدوه إلى شعب يسحق عدوه تحت أقدامه..

بثلاثة ألاف مجاهد واجه سيدنا خالد بن الوليد مائة ألف من جيش الروم في مؤتة وبعشرة ألاف مجاهد واجه رستم وجيش الفرس وقد فاق تعدادهم مائتي ألف مقاتل وصاح في وجه رستم بجملته المشهورة: أتيتك برجال يحبون الموت كما تحبون الحياة!..

وبأربعة ألاف رجل فتح طارق بن زياد الأندلس بعد قولته المشهورة وقد أحرق السفن : العدو أمامكم والبحر من وراءكم! وتمكن بفضل الله من هزيمة عدوه الذي بلغ تعداد جيشه ثلاثمائة ألف.

والأمثلة على ذلك كثيرة..

يقال أن العرب اليوم بلغ عددهم أربعمائة مليون وربما نصف مليار.. لـكن الـ 400 مليون يرتعدون من يهود لا يتجاوزون الأربعة ملايين.
وأن المسلمين اليوم مليار ونصف المليار وغثاءهم قد حدث عنه الرسول صلّ الله عليه وسلّم.. فهم لا في العير ولا في النفير.. وحدث عنهم بما شئت ولا حرج!

العرب هم العرب والمسلمون هم المسلمون لـكن أين خالد وطارق وصلاح الدين؟..

هكذا الشعوب رعية تنقاد وراء راعيها.

والشعب مرآة قائده كما القائد مرآة شعبه.

هناك دولة هي مسئولة عن الشعب.. وقد رضيت وقبلت بأن تتحمل مسئوليته مهما كلّفها الأمر من عناء.. وعليها الوفاء بما ألزمت به نفسها من وعد وأن تكون على قدر المسئولية ، يأتي دور الشعب بمؤازرة دولته لكنه لا يتحمل عنها مسؤولياتها وواجباتها نحوه بعد أن فوضها في حكمه.

إذا، فإن سبل الإصلاح تقع على عاتق الدولة أولا وأخيرا لما تمتلكه من مقومات ومقدرات على فعل ذلك.

أما عن السؤال الآخر والذي يتوجه إلى أحزاب المعارضة.. ولو أن لفظ معارضة ليست من الإسلام في شيء لكننا سوف نتقبلها على مضض وكره بسبب الحداثة والمعاصرة..
في الإسلام، إذا ما اختير الأمير أو القائد أو ولي الأمر فإن على من اختاره وجوب الطاعة له طالما بقي على استقامته وصلاحه ورشاده.. أما أن يختاره فلا يطيعه ويعارضه فهذا شيء دخيل علينا.
عندما كان عمرا يشاور عليا ويشير علي على عمر فلم تكن المشورة من باب المعارضة وإنما قد أتت من باب المؤازرة.

تطلق على نفسها معارضة ويستلم أفرادها رواتبهم ومعاشاتهم من الدولة. (!) علامة استفهام.
ذلك أن في بلداننا العربية وليس اليمن وحده تعتبر الدولة المال مالها.. لـكن في الغرب المال مال الشعب ، المال مال دافعي الضرائب.
ولـكن بما أن ثقافة العصر تفرض علينا ذلك، فعلينا أن نأخذ بالثقافة جملة وأن لا نفصلها على مقاساتنا.. فإما أن تكون الديمقراطية عندنا كديمقراطية بريطانيا وفرنسا وأميركا والدول المتقدمة وإلا بلاها.
وليت المعارضة عندنا تغيّر من منهجها بعض الشيء وأن لا تقف فقط على الاعتراض لأجل الاعتراض أو لأن مسماها معارضة تدفع بها إلى الاعتراض عمّال على بطّال.. فلتكن معارضتها لصالح البلاد والعباد بل ولصالح الحاكم نفسه.. إذ أن في صلاح الراعي صلاح للرعية.. فمثلا، ها هو الحاكم يأمر بالمعروف وبالخير وبالصلاح وبكلّ ما يرضي الشعب لـكن الحاكم لا يستطيع متابعة حقوق ومظالم كلّ فرد وأسرة في هذا الشعب ولا تبلغه كلّ مظلمة يتظلم منها الشعب.. ربما يأتي هذا بسبب بطانة الحاكم التي تصور له الأشياء بغير حقيقتها.. فربما كانت من بطانة السوء التي تجمل وتزيّن في نظر الحاكم قبح أفعالها وتكذبه ولا تصدقه وتغشه ولا تخلص له وربما تمارس هذه البطانة النهب والسلب والظلم والجور باسم الحاكم دون أن يشعر ودون أن يحس ودون أن يدري أو يعلم ما يدبّر له وللشعب أيضا.. فهل دور المعارضة هنا الاكتفاء بالفرجة؟.. والتشفي بالحاكم لأنه الحاكم؟ وتمني سقوطه والانتظار على ذلك؟ وتقول في نفسها: سيبوه فمصيره إلى زوال.. أتركوه على عماه فقد قربت نهايته.. خلوه يواجه الشعب فقد بات سقوطه وشيكا.. إذا كان هذا دور المعارضة.. فلبئس المعارضة إذا.. ففي فعلها ضرر كبير على الشعب والوطن قبل الحاكم.. فالشعب هو من يدفع الثمن من ممتلكاته ودمه وروحه وولده وبلده.. لـكن على هذه المعارضة أن تكون هي عين الحاكم على بطانته وأن ترفع بتقاريرها إليه عن كلّ صغيرة وكبيرة تسيء إلى الشعب وتسئ إليه بنظر الشعب.. وأن تطلب تقديم كلّ مسئول تجاوز حدوده واستغل سلطاته إلى محكمة عادلة تواجهه بأعماله وتحاكمه عليها.. أليس ذلك من صلاحية البرلمان أو مجلس نواب الشعب . بلى! وأعتقد بأن في هذا رضا للشعب ورضا للدولة حكومة ومعارضة معا!

فإن لم تستمع الدولة للمعارضة أو لم تصدقها فيما تزعمه حقيقة.. على المعارضة وقتئذ تسيير المظاهرات الشعبية السلمية فتسمع صوتها الدولة دون تخريب الممتلكات وتدمير البلاد وفتنة العباد.. إذ أنها في تلك الأعمال لن تكون دوافعها استقامة الحقّ واستعادة الحقوق بقدر تحولها إلى سلب ونهب حقوق الناس بعضها من بعض.
ولا بأس أن تبقى المظاهرات قائمة ومستمرة حتى تستجيب الدولة إلى مطالب شعبها العادلة فتنصفه وتحقق له إرادته.

ولا أعتقد بأن الحكم العدل والحاكم العادل والمعارضة المؤازرة والشعب الحكيم والدولة المسئولة، كلّ أولئك سوف يقودون إلى الشقاق والانفصال والتمزق والتشرذم والعنصرية البغيضة أو يسعون إلى فكّ عرى وثاق وحدة البلاد والعباد.. وحده عدو الشعب ودولته و عدو الدولة وشعبها من يسعى ويجتهد إلى القيام بمثل هكذا فتن ومحن.

جنّب الرحمـن اليمن كلّ الفتن والمحن..

الاخ نجد الحسيني بصراحة انا من المعجبين باافكارك النيرة واسلوبك المميز وكل ماقلتة يستحق التقدير والاحترام
اخي اعتقد وهدا رايي الشخصي لاتوجد معارضة في اليمن تمتلك مشروع وتتبناه وتقارع الحكومة به غير كلام من هنا وهناك غير مدروس وغيرمفهوم بالعربي لاتوجد معارضة بل توجد فوضى لصالح من لاندري.
تانيا الحزب الحاكم بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح فيه عناصر خفية تحارب وتجهض افكار الرئيس وتعطل وتنشر الفساد داخل اجهزة الدولة لمصالح داتية والرئيس غير قادر لحصرها والقضاءعليها في غياب البديل لدلك تسير الامور ببطئ وحدر شديد وهدة الاحداث التى تحدث في المناطق الجنوبية ليس في صالح التقدم والاصلاح بل العكس والرئيس بين نارين الحفاظ على الوحدة بمساعدة هدة العناصر في ظل هدة الاوضاع الغير مقبوله خوفا من الانقسامات والفوضى والحروب ولكن نأمل من الله ان ينصر كل صالح على خطى التقدم والازدهار.
اما الشعب فلا حول ولاقوة له إلا بالله.

الحضرمي 2003
05-11-2009, 09:16 AM
شكراً جزيلا أستاذ نجد الحسيني على ردودك الوافية على الاسئلة وفيها تفسيرات لكثير من المواقف بين الحاكم والمحكوم ، ولكن هناك سؤال يطرح نفسه من سيحمي الشعب في ظل العجز الكامل للحكومة؟
اما ما يتعلق بعصور صلاح الدين ، وطارق ابن زياد وغيرهم من القادة الاسلاميين فإن المقارنة صعبة للغاية في ظل عدم توازن القوى العلمية والعسكرية ، فما حدث في حرب 73 بين العرب وإسرائيل فإن الكفة كانت ترجح كفة العرب ولكن تدخل أمريكا قلب الموازين مما أجبر السادات آنذاك إلى القول بأنني أصبحت أحارب امريكا وليست إسرائيل.
في حكومات اليمن المتعاقبة للأسف الشديد لا يستشهدون بالعبر من السيرة وأقوال القادة الاسلاميين إلا عندما تخدم اهدافهم الشخصية وليست لتكون نبراس تنير طريقهم من أجل حكم و حماية ورعاية هذا الشعب.
الوحدة اليمنية تحققت ورضي الشعب بما إختاره القادة لكن الخلاف أستاذنا الكريم بدأ بين القادة نفسهم الذين حققوا هذا الانجاز( الوحدة اليمنية ) ، وهم يقولون بأن من بينهم من نكث بالوعود التي إتفق عليها، وظل هذا الصراع بينهم لمدة 18 عاما ووقعت وثيقة العهد والاتفاق بإتفاق جميع القوى السياسية في اليمن في ذلك الوقت، رغم إنتصار طرف على طرف آخر في عام 94 لكن هذه الخلافات حملتها من بعد القادة الانفصاليين( كما يطلق عليهم) قوى الاحزاب المشتركة والتي تمثل المعارضة ، ولكن الحزب الحاكم لم يقم بأي إصلاحات هامة تحقق العدالة والمساوات التي تتطالب بها هذه القوى.
اما ما يتعلق بالبطانة التي حول الحاكم إن كانت فاسدة فهو من إختارها وما تقوم به من أعمال فهي تسجل على الحاكم وليس على البطانة ، فكان لزاما عليه أن يختار البطانة الصالحة التي تعينه على متاعب الحكم.
ندعوا الله العزيز أن يحفظ بلدنا وأهلها من كل مكروه ، وأن يرشد ولاة أمورنا إلى ما يحقق إستقرار البلاد وأن يرشدهم إلى إتخاذ القرار الحكيم الذي يخدم البلاد والعباد ويجنبها ما قد يعكر صفوها إنه على كل شي قدير .

شكراً أستاذنا الكريم .

عاشق الجوهره
05-11-2009, 12:53 PM
أخي نجد الحسيني

مادام فينا قوما يخافون الله ويقولون كلمة الحق فأبشر أخي بالصلاح فقول الحق عند الأمام الجائر يدخل القايل تحت ظل الله يوم لا ظل الاظله..فأمتنا تكبوا وتقوم وأنا أن شاء الله على درب الحق والعزة سائرون ..لن يهناء بال هذه الأمة الا باستعادة أمجادها وخيرها الذي عمّ العالم وأننا ندنوا ونقترب من هذا الحلم فالظلام يتلوه نور..وظلام الأمة طال ولهذا ما اخال النور الا مشرقا غدا وأوله على بلاد النصرة للدين اليمن..شكراأخي على قول الحقيقة .

والله انها فرصه عظيمه ياعم جاير لمن اراد ان يقف تحت ظل الرحمن
المشكله فيمن يقف خلف امام جاير الا يعلم اين سيقف واي ظل في انتظاره ...






.

عاشق الجوهره
05-11-2009, 01:40 PM
الاخ الحبيب نجد هلا بيك وبقلمك الاسر وحبك للوطن الذي نشترك فيه جميعا
وبه نعتصم بحبل الله جميعا ولانتفرق باذن الله اخي الحبيب لي سوال عندما قامت وحدة اليمن المباركه
الم يفرح بها الجميع ويباركها شمالا وجنوبا ؟
مالذي اجبرنا على الحرب فى 94 الم تكن هناك عدة بدائل لها ؟
لماذا تعمد وحدتنا بالدم وتعمد وحدة المانيا بالورود ؟
لماذا لانبحث عن الولا في بعض مناطق ونفرضه بالقوه في مناطق اخرى؟
لماذا المعارضه دائما خاطئه ؟
لماذا الحاكم دائما جائر ؟
امر الحكومه وسطوتها بالقوه ؟
مطالب الشعب عبر قنوات سلة الاهمال ؟
هل الحكام من الشعب ؟
يتودد للشعب عندما يكون في ازمه ؟
ينسانا ويعود الى حيواناته في المزرعه عندما تنتهي الازمه ؟
اذا الشعب يصبر على الحكام عشرون وثلاثون سنه على امل ان يتغير ؟
والحاكم لايحتمل الصبر ثلاثة ايام اذا طلب منه التغيير ؟
اخي ابوصالح والله انني وحدوي حتى النخاع ولكنني اكره اخطاء وسلبيات ماقبل وبعد الوحده ..

نجد الحسيني
05-12-2009, 10:56 PM
أحبتي :

جابر عثرات الكرام
الخليفي الهلالي
عاشق الظبي
حد من الوادي
حضرمي كامل الدسم
وحدوي وميت من الجوع
الحضرمي 2003
عاشق الجوهرة

مروركم وحضوركم في عيني وعلى رأسي..

ولولا شغلي وانشغالي في متابعة بقية الأجزاء والأبواب والفصول المكملة للموضوع ..
لألقيت بما يستوجبه مقامكم من أحسن التحية وأسمى آيات الشكر والعرفان وعظيم التقدير والامتنان ..
ذلك قليل في حقّ أخوتكم وصحبتكم فردا فردا.
وإنّي أشهد بعجزي وتقصيري كما أشهد بكرمكم وعفوكم.

ربما وجد البعض جوابا على أسئلته أو إستفسارته (إن وجدت) ..
في تسلسل مواضيعي المتتالية في هذا الشأن..
فإن لم يجد فأعده بإذن الله تعالى بوقفة أخرى حالما أنتهي.

http://www.alshibami.net/saqifa/showthread.php?t=50115

أحبائي، بلطفكم خصّوا أنفسكم منّي بجميل المحبة وحلو الوداد.

من أخيكم،

أبي صالح.

مروان مالك
06-09-2009, 09:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم اولا اشكر سقيفه الشبامي على الموقع الاكثر من رايع والمتميز في المواضيع ورد على موضوع الاخ اعلاه اولا الوحده تمت بين دولتين مختلفتين من حيث المدهب الديني والثقافه والهجه فالمدهب الزيدي الدي يسمح بالرشوه والفساد وعدم تحريم القات والقوي ياكل الضعيف والدين عندهم تسيره السلطه الحاكمه حسب مصالحها ادا دعت الحاجه مثل الفتاوي في حرب 94 ولو قعت الوحده بين الجنوب واي دوله خليجيه اخرى ماكان الوضع اليوم الدي يعانيه الشعب الجنوبي

نجد الحسيني
06-09-2009, 10:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم اولا اشكر سقيفه الشبامي على الموقع الاكثر من رايع والمتميز في المواضيع ورد على موضوع الاخ اعلاه اولا الوحده تمت بين دولتين مختلفتين من حيث المدهب الديني والثقافه والهجه فالمدهب الزيدي الدي يسمح بالرشوه والفساد وعدم تحريم القات والقوي ياكل الضعيف والدين عندهم تسيره السلطه الحاكمه حسب مصالحها ادا دعت الحاجه مثل الفتاوي في حرب 94 ولو قعت الوحده بين الجنوب واي دوله خليجيه اخرى ماكان الوضع اليوم الدي يعانيه الشعب الجنوبي

في اليمن جنوبا وشمالا، توجد مئات الثقافات واللهجات .. والجنوب لا يقتصر، عند كلّ ذي عقل راجح وبصيرة نافذة، على ثقافة أو لهجة واحدة .. ففي الجنوب لهجات وثقافات متعددة موصولة بأطراف اليمن من البحر إلى الوادي ومن السهل إلى الجبل.. وما حضارة الشعوب إلا بتعدد ثقافاتها ولهجاتها وتنوعها. ولو أخذنا، سيدي، بنظريتك.. فسوف نجد أنفسنا وقد قسمنا اليمن إلى أشلاء وأجزاء بعديد لهجاتها وثقافاتها.. وهذا رأي غير حكيم.

ما هو دليلك على أن المذهب الزيدي يسمح بالرشوة والفساد وأكل القوي للضعيف والقات وما القات؟ أم أنها الطائفية المقيتة ؟..
هل درست علومهم؟ هل قرأت في كتبهم؟ هل عرفت أئمتهم؟
ثم أن الزيدية قد أضحت اليوم قلّة بل أقلّ منها.. وهم منسجمون تماما مع تراث اليمن وثقافته.. وهم قوم من شعبه.
وما تسمعه عن ملأ الحوثيين ومن أفواههم فليس للزيدية مكان في ذلك.. فمن الحوثيين من تحوّل إلى الرافضة الإثناعشرية وليس حنينهم إلى الزيدية.
ليس للزيدية من حسينيات؟ وليس عندهم من مجالس عزاء ولا لطم ولا تطبير؟ وهم أهل ظاهر وليسوا بباطنيين أو رافضة..
مساجدنا واحدة.. ليس في اليمن مسجد للشوافع وآخر للزيود وآخر للصوفيين.
إنما المسجد واحد والإمام واحد والمصلين وقوف وركع سجود على صف واحد.
ليس لدى الزيدية قرآن فاطمة ، بل قرآنهم قرآننا كتاب واحد لا يتغير ولا يتبدل ولا تحريف فيه ولا زيادة ولا نقصان.

سيدي، لا تحرّف النقاش عن موضعه..

المستقل
06-10-2009, 02:06 AM
هناك دولة هي مسئولة عن الشعب.. وقد رضيت وقبلت بأن تتحمل مسئوليته مهما كلّفها الأمر من عناء.. وعليها الوفاء بما ألزمت به نفسها من وعد وأن تكون على قدر المسئولية ، يأتي دور الشعب بمؤازرة دولته لكنه لا يتحمل عنها مسؤولياتها وواجباتها نحوه بعد أن فوضها في حكمه.

إذا، فإن سبل الإصلاح تقع على عاتق الدولة أولا وأخيرا لما تمتلكه من مقومات ومقدرات على فعل ذلك.

جزاك الله خيراَ اخ نجد الحسيني
الدولة عليها الوفاء بما التزمت بة .. ولكن ماذا لو لم تلتزم بهذا العهد والمسؤولية بل ونحرفت عن واجبها واصبحت الدولة عباء على شعبها بسبب ان المسؤولية اصبحت مغنماَ ووسيلة لقهر الشعب والاستحواذ على مالة وثروتة وبختصار دولة فاسدة لم تقوم بما التزمت بة ..فمن يحاسب هذة الدولة ؟


أعتقد بأن الحكم العدل والحاكم العادل والمعارضة المؤازرة والشعب الحكيم والدولة المسئولة، كلّ أولئك سوف يقودون إلى الشقاق والانفصال والتمزق والتشرذم والعنصرية البغيضة أو يسعون إلى فكّ عرى وثاق وحدة البلاد والعباد.. وحده عدو الشعب ودولته و عدو الدولة وشعبها من يسعى ويجتهد إلى القيام بمثل هكذا فتن ومحن.



افكار سليمة انا اتفق معك ولكن ما ذا لوكان الحاكم ظالم والمعارضة هدفها ليس الصلاح بل تريد الوصول للحكم حتى شريك للحاكم الظالم ويحصلو على نصيبهم ..
لن يصلح وضع الدولة اذا لم توجد الرقابة القوية والمحاسبة العادلة وذا يتطلب وجود قضاء قوي مستقل واجهزة امنية ورقابية قوية ومحايدة وتطبيق حقيقي للقوانين النافذة

كم ان الديمقراطية والتعددية الحزبية في البلدان النامية لم تؤدي الى حل مشكلات هذة المجتمعات اذا لم تسبقها و ترافقها اصلاحات جوهرية من شانها نقل المجتمع الى مجتمع ديمقراطي ...

وتقبل خالص تحياتي جنّب الرحمـن اليمن كلّ الفتن والمحن..

عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قال: الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له بحقه ممن ظلمه.. والقوي فيكم ضعيف عندي حتى أنزع منه حقّ الضعيف
انما الوازع الديني القوي في قلب الفاروق هو سبب عدالتة وستقامتة .. فاذا النعدم الوازع الديني انحرف الحاكم عن العدالة والصلاح خاصة اذا لم توجد رقابة يخافها ويخشها ..فالضمير لا يكفي لصلاح الحاكم

هدير الرعد
06-15-2009, 06:26 PM
موضوع رائع من روائع العزيز نجد الحسيني..
أخي نجد لي تعقيب بسيط، وهو أن الشعب لا يتحمل المسؤولية كاملة في تغيير الأوضاع، لكن بما أن في البلاد انتخابات، فإن المواطن العادي أصبح مُطالب بأن يعطي صوته (بيعته) لمن يرى فيه مفتاح الحل للمشكلات المعاصرة التي يُعاني منها.

وأحزاب المعارضة أيضاً مطالبة بصياغة مشاريع بديلة ومنافسة لمشاريع السلطة أياً كانت هذه السلطة، وعلى هذه الأحزاب بعد ذلك إقناع الناخب بمشاريعها التغييرية ليمنحها صوته عند حلول الاستحقاق الانتخابي، وعندما يفوز أي من المتنافسين على السلطة في الانتخابات، فينبغي حينها طاعة السلطة الفائزة وفقاً للدستور، ومراقبة أعمالها وفقاً للقانون والدستور أيضاً، وعدم الخروج عنها بوسائل غير التي احتكم إليها الجميع وكفلتها قوانين ومؤسسات الدولة، فمن مزايا الديمقراطية أنها قد رسمت قواعد وأوجدت آليات تمنح الناس الفرصة في التغيير السلمي دون اللجوء إلى العنف والحروب ...الخ.

قد يقول قائل أن الدستور وأجهزة القضاء غير فعالة حتى تلجاء إليها الأحزاب، ونقول له هناك وسائل فعالة كالتظاهرات، والدليل تظاهرات الحراك الحاصل في المحافظات الجنوبية، فهو حراك يقدم الدليل القاطع على أن هذه الوسائل قادرة على إحداث ضغوط مناسبة لإجبار السلطة على اتخاذ سياسات مناسبة، وما نأخذه على هذا الحراك أنه أخذ بعداً سياسياً آخر غير التغيير الذي ينشده المجتمع، وأصبح الحراك بمثابة حصان طروادة لكل ذي مصلحة إما لابتزاز النظام بمعزل عن المصلحة العامة للشعب، أو الانتقام من السلطة وتشويه صورتها على خلفية مواقف وصراعات سياسية معها. .... ولنا أن نتخيل لو أن هذه الأحزاب قد قامت بقيادة تلك التظاهرات والفعاليات في كل محافظة يمنية خلف مشروع وطني للتغيير، وليس مشروع غير وطني يهدف إلى تقسيم الوطن وإشعال حرب مدمرة تقضي على مُعظم منجزات شعبنا.

ما نلاحظه اليوم أن الممارسات السياسية في بلادنا تتسم بكثير من المزايدات والمكايدات الغير دستورية، وهذه السمات يشترك فيها الجميع الحاكم والمحكوم، ومن هنا ومن هذا الباب يكون مصدر كثير من معاناتنا. حتى وصل الأمر ببعض قوى المعارضة إلى المزايدة بالثوابت الوطنية من أجل النيل من النظام الحاكم، برغم ما يحتمله هذا الأمر من مخاطر جسيمة على أمن واستقرار وتنمية هذا الشعب. ووصل الأمر بالنظام الحاكم إلى توظيف إمكانات الشعب وتسخير سلطات الدولة لمصالح خاصة، ومصلحة حزبه بخلاف القانون والدستور، والنتيجة إعطاء الوظيفة العامة لمن لا يستحقها، وبمعايير غير التي كفلها الدستور والقانون، والتغاضي عن تجاوزات المفسدين منهم، الأمر الذي قاد في نهاية المطاف إلى إضعاف أجهزة السلطة على النحو الذي نشهده اليوم.

وباختصار شديد؛ أرى أن مُعظم المسؤولية في التغيير تقع على عاتق السلطة الحاكمة، بحكم أنها هي المخولة دستورياً بصياغة وتنفيذ السياسات المعنية بالتغيير، وهي التي تمتلك السلطة والقوة اللازمة لإنفاذ قوانينها، وهي التي بيدها الثروة وهي التي بيدها كل مقدرات هذا الشعب.

ويأتي بعد الحكومة الأحزاب السياسية، بحكم أنها هي المعنية بالتعبير عن مصالح الناس وتجميعها وصياغة مشاريع للتغيير في ضوءها، فالأحزاب من وجهة نظري تتحمل مسؤولية وطنية على قدر ما يمنحها الدستور من إمكانات تشريعية وسياسية تستطيع من خلالها التأثير في الفعل السياسي والمشاركة المباشرة أو غير المباشرة في صياغة السياسات الراهنة.

ومن ثم فإن كل مواطن يمني أيضاً لا يخلوا من تحمل جزء من هذه المسؤولية الوطنية، ونصيبه منها يتحدد بمقدار ما تفرضه عليه الأمانة الأخلاقية في طرح صوته لمن يستحق دون مجاملة أو مواربة.
وقد قال تعالى في محكم كتابه العزيز ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)).

الخاتم*
06-15-2009, 06:48 PM
اخي نجد

مررت على المو ضوع وهو جيد ولكن ليس ا لرجال هم رجال صلا الدين ولا النساء هم نساء ذلك العصر لانه لم يكن عصر احزاب ولاحراميه فا الشبه بعيد والاسلام والمسلين
الله يعطيهم العافيه الفتوحات اول كانت من اجل والاسلام كذلك الحروب اما اليوم فهي من اجل المصالح والجيوب فلانحلم كثير كما من يحلم بعودة زمان الخلفاء الراشدين
وتاخير الامه عن ركب الحضاره والله والرسول حثنا على العلم والدين لاعلى الجهل واعا دة الماضي لاان اعادة الماضي الى الحاضر محال

هدير الرعد
06-17-2009, 06:56 AM
اخي نجد

مررت على المو ضوع وهو جيد ولكن ليس ا لرجال هم رجال صلا الدين ولا النساء هم نساء ذلك العصر لانه لم يكن عصر احزاب ولاحراميه فا الشبه بعيد والاسلام والمسلين
الله يعطيهم العافيه الفتوحات اول كانت من اجل والاسلام كذلك الحروب اما اليوم فهي من اجل المصالح والجيوب فلانحلم كثير كما من يحلم بعودة زمان الخلفاء الراشدين
وتاخير الامه عن ركب الحضاره والله والرسول حثنا على العلم والدين لاعلى الجهل واعا دة الماضي لاان اعادة الماضي الى الحاضر محال

كما تكونوا يولى عليكم

وطالما وهذه حقيقة الناس الذين يعيشون في هذا العصر، ف‘ن علينا أن لا نتوقع من حكامنا أن يكونوا ملائكة، أو أن يتمكنوا فجأه من القضاء على الفساد بين عشية وضحاها، فهذه حقيقة أخرى، فكلامك صحيح تماماً.
وإن أردنا البدء فعلينا بمحاولة التغيير في كل اتجاه، بدءاً بأنفسنا وانتهاءاً بالحاكم، وأن يكون مفتاح التغيير هو العمل بتقوى الله في كل شيئ في حياتنا.
ومن خلال المؤسسات الحديثة التي أنتجها وابتكرها الإنسان بفضل ما أعطاه الله من ملكة الفكر والإبداع؛ سيكون باسطاعتنا إصلاح أمرنا كما فعل غيرنا، وسيصلح حالنا بالتأكيد...

أشكرك

الخاتم*
06-17-2009, 08:27 AM
اذا كانت على اسس وثوابت لاعلى اقليميه وعقول متحجره فاهلا وسهلا بها وقد فرح الجميع بها

اما عن الوحده الاالمانيه عندما قامت ساوت الدوله الفقيره مع الغنيه ولو بشي نسبي عكس وحدتنا الذين جاؤوا ينهبون شعب
هو بلاساس فقير ومعدم فاين المقارنه