أبوحامد الحضرمي
05-23-2009, 01:46 AM
على ضوء المشهد الأخير في مناظرة (النقيب والمساوى) لبرنامج الاتجاه المعاكس :
المساوى هو اختزال للمشهد السياسي ومفهوم الوحدة في اليمن
أبومحمد الحضرمي :
بثت قناة الجزيرة الفضائية مساء أمس الثلاثاء 19/5/2009م حلقة مباشرة من برنامجها "الاتجاه المعاكس" تحدثت عن المخاطر التي تهدد الوحدة ومسؤولية النظام السياسي عما آلت إليه أوضاع اليمن وخاصة في الجنوب الذي يعاني من انتهاك الشمال لحقوقه والاستئثار بالأرض وهتك العرض والاستحواذ على المناصب والموارد والثروة وتصفية الجنوبيين من كل موقع القرار وتهميشهم وقتل تراثهم وملامح شخصيتهم وهويتهم , وأصبحوا بذلك في وطنهم يعانون من غربة نفسية مزمنة وأزمة هوية باسم الوحدة اليمنية التي سيجت بالمظالم , وارتبط بها ارث ضخم وثقيل من الفساد الشامل وسرقة المال العام وانتشار الرشوة والمحسوبية والتصفية المدروسة التي تنخر في أجساد الجنوبيين بل وأرواحهم , فشعروا في ظل الوحدة بالإهانة وفقدان الكرامة والإذلال وضياع الحقوق والهوية وضياع كل شي , بل وأوصدت الأبواب في وجوههم فلم يجدوا أمامهم مخرج سوى فتح باب الانتفاضة وإعلان الثورة على الوحدة والمطالبة بالاستقلال وفك الارتباط وذلك من خلال نضالهم السلمي الممثل بالحراك السلمي الجنوبي الذي وحد كل أطياف وجبهات المقاومة لاستعادة دولة الجنوب .
ما يهمنا في حلقة برنامج "الاتجاه المعاكس" هو المشهد الدرامي الذي شاهدناه في نهاية الحلقة عندما حث المذيع فيصل القاسم الطرفين المتحاورين , النقيب ممثل الجنوب , والمساوى ممثل سلطة الوحدة على المصافحة والسلام كتعبير عن روح الحوار الثقافي والوطني وقبول الاختلاف والرأي الآخر في إطار الحوار لمعالجة قضايا الخلاف . وكان في رفض ممثل السلطة رد التحية والسلام والمصافحة عندما مد ممثل الجنوب النقيب يده ليصافحه , فأبى واستكبر ورفض السلام كتعبير عن رفضه لثقافة الحوار الحقيقي وقبول الرأي الآخر وحق الاختلاف في إدارة شئون البلاد .
والحقيقة لقد اختصر هذا المشهد الأزمة الراهنة للوحدة اليمنية المزعومة بكاملها وعبر عما لا تستطيع التعبير عنه الكتب والمجلدات في توصيف الأزمة وبيان من تسبب فيها وأذكى نارها المشتعلة . ثقافة المساوى وعقليته التي تنطلق من ثقافة الكراهية والاستكبار والغطرسة والعنجهية والتمييز والإفراط في استخدام القوة كأسلوب وحيد في حل قضايا الخلاف , هي ذاتها عقلية السلطة الحاكمة بما يحاط بها من الفاسدين واللصوص وناهبي الثروة والأرض والمال العام والمستأثرين بكل إمكانات ومقدرات البلد . ثقافة النقيب وعقليته التي تقوم على احترام الحوار والقبول بالرأي الآخر والاعتراف بحق الاختلاف والتسامح هي التي قادته إلى القيام من مقعده والتوجه الى محاوره للسلام عليه بكل مودة وحب عظيم ورقي , وبأسلوب ينم عن عقلية مدنية حضارية وشخصية عصرية منفتحة , لا شخصية قبليه همجية منغلقة لا ترضى دون تحقيق أهدافها وأجندتها الخاصة من الوحدة ولا تقبل بغير الاستئثار بمقدرات الوطن كغنيمة والحوار مع الشعب بلغة الحديد والنار والدبابات والمدافع والطائرات .
في هذا المشهد اختزال كامل للمشهد السياسي اليمني بين من يدّعي انه وحدوي ويدافع عنها لأنها سياج لأطماعه وغنائمه , يدافع عنها بالأساليب القبلية القمعية الجاهلية وأساليب النهب والسلب والاستئثار بموارد الوطن باسم الوحدة , ومن يطالب بفك الارتباط بالوحدة باعتبارها ستارا يخفي وراءه الاستبداد والظلم والقمع وكتم الأنفاس , وقناعا يحجب حقيقة الغدر بها , ويطالب بتحقيق الاستقلال لأرض الجنوب واستعادة دولته بعد ان أدرك ممارسة سلطة الوحدة لدور المستعمر في الجنوب والعمل بسياسة (فرق تسود) من خلال تأجيج الصراعات بين الجنوبيين لأضعافهم ونهب ثرواتهم ومواردهم بعد ان نهبت ثروتهم .
المساوى هو اختزال للمشهد السياسي ومفهوم الوحدة في اليمن
أبومحمد الحضرمي :
بثت قناة الجزيرة الفضائية مساء أمس الثلاثاء 19/5/2009م حلقة مباشرة من برنامجها "الاتجاه المعاكس" تحدثت عن المخاطر التي تهدد الوحدة ومسؤولية النظام السياسي عما آلت إليه أوضاع اليمن وخاصة في الجنوب الذي يعاني من انتهاك الشمال لحقوقه والاستئثار بالأرض وهتك العرض والاستحواذ على المناصب والموارد والثروة وتصفية الجنوبيين من كل موقع القرار وتهميشهم وقتل تراثهم وملامح شخصيتهم وهويتهم , وأصبحوا بذلك في وطنهم يعانون من غربة نفسية مزمنة وأزمة هوية باسم الوحدة اليمنية التي سيجت بالمظالم , وارتبط بها ارث ضخم وثقيل من الفساد الشامل وسرقة المال العام وانتشار الرشوة والمحسوبية والتصفية المدروسة التي تنخر في أجساد الجنوبيين بل وأرواحهم , فشعروا في ظل الوحدة بالإهانة وفقدان الكرامة والإذلال وضياع الحقوق والهوية وضياع كل شي , بل وأوصدت الأبواب في وجوههم فلم يجدوا أمامهم مخرج سوى فتح باب الانتفاضة وإعلان الثورة على الوحدة والمطالبة بالاستقلال وفك الارتباط وذلك من خلال نضالهم السلمي الممثل بالحراك السلمي الجنوبي الذي وحد كل أطياف وجبهات المقاومة لاستعادة دولة الجنوب .
ما يهمنا في حلقة برنامج "الاتجاه المعاكس" هو المشهد الدرامي الذي شاهدناه في نهاية الحلقة عندما حث المذيع فيصل القاسم الطرفين المتحاورين , النقيب ممثل الجنوب , والمساوى ممثل سلطة الوحدة على المصافحة والسلام كتعبير عن روح الحوار الثقافي والوطني وقبول الاختلاف والرأي الآخر في إطار الحوار لمعالجة قضايا الخلاف . وكان في رفض ممثل السلطة رد التحية والسلام والمصافحة عندما مد ممثل الجنوب النقيب يده ليصافحه , فأبى واستكبر ورفض السلام كتعبير عن رفضه لثقافة الحوار الحقيقي وقبول الرأي الآخر وحق الاختلاف في إدارة شئون البلاد .
والحقيقة لقد اختصر هذا المشهد الأزمة الراهنة للوحدة اليمنية المزعومة بكاملها وعبر عما لا تستطيع التعبير عنه الكتب والمجلدات في توصيف الأزمة وبيان من تسبب فيها وأذكى نارها المشتعلة . ثقافة المساوى وعقليته التي تنطلق من ثقافة الكراهية والاستكبار والغطرسة والعنجهية والتمييز والإفراط في استخدام القوة كأسلوب وحيد في حل قضايا الخلاف , هي ذاتها عقلية السلطة الحاكمة بما يحاط بها من الفاسدين واللصوص وناهبي الثروة والأرض والمال العام والمستأثرين بكل إمكانات ومقدرات البلد . ثقافة النقيب وعقليته التي تقوم على احترام الحوار والقبول بالرأي الآخر والاعتراف بحق الاختلاف والتسامح هي التي قادته إلى القيام من مقعده والتوجه الى محاوره للسلام عليه بكل مودة وحب عظيم ورقي , وبأسلوب ينم عن عقلية مدنية حضارية وشخصية عصرية منفتحة , لا شخصية قبليه همجية منغلقة لا ترضى دون تحقيق أهدافها وأجندتها الخاصة من الوحدة ولا تقبل بغير الاستئثار بمقدرات الوطن كغنيمة والحوار مع الشعب بلغة الحديد والنار والدبابات والمدافع والطائرات .
في هذا المشهد اختزال كامل للمشهد السياسي اليمني بين من يدّعي انه وحدوي ويدافع عنها لأنها سياج لأطماعه وغنائمه , يدافع عنها بالأساليب القبلية القمعية الجاهلية وأساليب النهب والسلب والاستئثار بموارد الوطن باسم الوحدة , ومن يطالب بفك الارتباط بالوحدة باعتبارها ستارا يخفي وراءه الاستبداد والظلم والقمع وكتم الأنفاس , وقناعا يحجب حقيقة الغدر بها , ويطالب بتحقيق الاستقلال لأرض الجنوب واستعادة دولته بعد ان أدرك ممارسة سلطة الوحدة لدور المستعمر في الجنوب والعمل بسياسة (فرق تسود) من خلال تأجيج الصراعات بين الجنوبيين لأضعافهم ونهب ثرواتهم ومواردهم بعد ان نهبت ثروتهم .