عامر عبدالوهاب
06-30-2009, 09:10 AM
قضية ماشاء النهاري :القبيلة عندما تقف ضد العدالة والقانون
الحكم الصادر يوم الأحد الماضي 21 يونيو 2009 من قبل المحكمة الجزائية في عمران، بإعدام الجاني عبدالعزيز العبدي لقتله اليهودي ماشاء النهاري ، يعتبر حكما سليما ومحققا للعدالة والمساواة بين الناس، والجاني سبق وأن قتل زوجته وحكم عليه بالدية ، ثم قتل اليهودي ماشاء النهاري عمدا وعدوانا وبدون سبب، وحكمت المحكمة الإبتدائية بالدية، والآن حكمت محكمة الإستئنأف بإعدامه.
والقضية منذ بدأت تدخل فيها رجال قبيلة الجاني، والسبب أن المجنى عليه ليس له قبيلة تتدخل لصالحه ويتم تفسير القانون والحكم على حسب هوى تلك القبائل.وقد جاء حكم المحكمة الإبتدائية لصالح الجاني،بسبب تدخل قبيلة الجاني، وقصور وفقدان أهلية عند القاضي.
ما يهمنا هنا هو التعليق على تدخل قبيلة الجاني، عند صدور حُكم محكمة الإستئناف، ومحاصرتها لمقر المحكمة وتهديدها لمحامي المجنى عليه خالد الآنسي ولأوليا الدم بالقتل..!!وقال الآنسي أنه تلقى تهديدات من مدير أمن محافظة عمران عبدالله دبوان..! ربما أن دبوان هذا من قبيلة الجاني .والحكم لم يكن فيه أي خطاء والشريعة الإسلامية لم تفرق بين الناس ، وقد قضى الحق تبارك وتعالى أن النفس بالنفس والسن بالسن الخ، وكل القوانين الموجودة في العالم تؤكد ذلك،أن الناس سواسية أمام القانون بغض النظر عن دينهم أو أصلهم أو لونهم ..الخ ولم يعد مقبولا بالمرة هذا التصرف لا دينيا ولا قانونيا، ومن ناحية دينية يعتبر هذا إثما كبيرا أن تقف القبيلة ضد الحق ومع الظلم ويمكن لأفراد هذه القبيلة أن يضعوا انفسهم في مكان اسرة المقتول، ويفكروا كيف سيكون شعورهم وموقفهم حينما يتم ظلمهم لأنه لا قوة قبلية أو حكومية تحميهم..؟!والإنسان أي إنسان لو وضع نفسه في مكان الآخرين لما تعدى على حقهم.! من منا يريد أو يتمنى أن يقوم أحد بظلمه أو اضطهاده أو النيل منه ..؟!! والتفكير العصبوي سواء كان عنصريا عرقيا او قبليا او غيره، تفكير غبيا وعقيما، وينسى أنه ممكن أن يتجرع من الكأس الذي شرب منها خصمه ، لأنه مثلما تدين تدان ، والقوي قد يأتي اقوى منه ..!
وحتى القيم القبلية الأصيلة تنكر وتستهجن مثل هذا الموقف، إذ المساواة بين افراد القبائل يعتبر ركنا أصيلا من القيم القبيلة ومن يسكن معهم، أو يخدمهم ، يكون له نفس الحقوق، ويدخل في ذلك اليهود أو السود أو غيرهم.كان هذا موجودا قبل وجود الدولة وعند غيابها.
واليهود ليسوا جماعة طارئة على اليمن بل وجودهم يعود الى أكثر من 2600 عام، وقد جأوا الى اليمن، بعدما سيطرت بابل عى أرضهم 600 قبل الميلاد.وتشتتهم في بقاع الأرض ومنها اليمن .ولهم مساهمات عظيمة في كل نواحي الحياة،وليس هنالك جماعة لها نفس التأثير والنفع الذي لليهود. وكثيرا من الصنائع،والحرف ،والأشغال الدقيقة ، كان يقوم بها اليهود، ومنهم تعلم المسلمون وأستفادوا في اليمن .ايما فائدة.
تدخل القبائل في حكم المحكمة وتهديدها لأولياء الدم ،والمحامين ،يدلنا على الفوضى التي تعيشها اليمن وكيف أن بعض العشائر والقبائل لا يؤمنون بالعدالة أو القانون أو المساواة، ويعتبرون أنفسهم فوق القانون طالما هم قادرين بعصبيتهم القبلية التأثيرعلى أحكامه،أوحتى الغائها..! وقد رأينا من قبل قضايا مشابهة لذلك، وإن لم تكن في ساحات المحاكم ولكنها في الشوارع ، مثلا مقتل الحامدي صاحب حبيش منذ عامين في صنعاء من قبل قبائل نافذة مستقوية بالدولة وبعصبيتها القبلية، وتلك القضية تعتبر قضية حرابة حيث المشتركين في القتل كانوا بالعشرات لو كان هنالك قضاء عادل ونزيه ،أو قل لو وجدت دولة باليمن ..! ذلك الحادث وهذا وغيره الكثير يرينا إلى أي حد وصل تفكير بعض القبائل وكيف ينضرون الى غيرهم ،بدون أي احترام لإنسانيتهم أوأنهم جيران ومن بلد واحدة ، وأن الأمور يمكن أن تتغير في يوما ما ويحصل ثأر أو انتقام، أو حتى يخلق عدواة بين الجماعات والمناطق والقبائل...الخ التي تعيش في مجتمع واحد. وهذا في نضري واحد من أسباب فشل التوحيد بين الشمال والجنوب .
التركيبة القبلية للنظام العسكري الذي يحكم اليمن منذ 3 عقود هي من رعت ونمت هذا الإتجاه ومارسته هي بنفسها ولا زالت، وبعد حرب 94 م تفرعنت بعد تفردها بالسلطة وظمها الجنوب إلى ضيعتها وممتلاكاتها ،وتلك الحرب هي من أجل تفرد القبيلة بالحكم والثروة ، (سنحان ومن اليها )وقد نشرت القيم القبلية البدائية والمتخلفة الى كل ربوع اليمن وحاربت النظام والقانون،وأصبح الدستور والقوانين مجرد واجهة، لدولة لا تطبق ولا حتى 20 منه. ومن اطلاعي على تاريخ اليمن لم أجد فترة في قتامتها وظلامها وفسادها مثل الفترة التي نعيشا الآن، إذ برغم أن لدينا دولة من ناحية الشكل ، لكن في الواقع عندنا شبه دولة أو ربع دولة كما يقول البعض الآخر.وهذا ليس كاف لجماعة تريد تعيش بشكل طبيعي وفي حدود متطلبات الحياة الأدمية، لذا إذا اراد الشعب أن يعيش حرا كريما وعزيزا ومثل خلق الله ، عليه أن يغير الضروف التي أوصلته الى الحالة التي وصل اليها.وعندما يريد الشعب شيئا لا يوجد هنالك مستحيلا.
الحكم الصادر يوم الأحد الماضي 21 يونيو 2009 من قبل المحكمة الجزائية في عمران، بإعدام الجاني عبدالعزيز العبدي لقتله اليهودي ماشاء النهاري ، يعتبر حكما سليما ومحققا للعدالة والمساواة بين الناس، والجاني سبق وأن قتل زوجته وحكم عليه بالدية ، ثم قتل اليهودي ماشاء النهاري عمدا وعدوانا وبدون سبب، وحكمت المحكمة الإبتدائية بالدية، والآن حكمت محكمة الإستئنأف بإعدامه.
والقضية منذ بدأت تدخل فيها رجال قبيلة الجاني، والسبب أن المجنى عليه ليس له قبيلة تتدخل لصالحه ويتم تفسير القانون والحكم على حسب هوى تلك القبائل.وقد جاء حكم المحكمة الإبتدائية لصالح الجاني،بسبب تدخل قبيلة الجاني، وقصور وفقدان أهلية عند القاضي.
ما يهمنا هنا هو التعليق على تدخل قبيلة الجاني، عند صدور حُكم محكمة الإستئناف، ومحاصرتها لمقر المحكمة وتهديدها لمحامي المجنى عليه خالد الآنسي ولأوليا الدم بالقتل..!!وقال الآنسي أنه تلقى تهديدات من مدير أمن محافظة عمران عبدالله دبوان..! ربما أن دبوان هذا من قبيلة الجاني .والحكم لم يكن فيه أي خطاء والشريعة الإسلامية لم تفرق بين الناس ، وقد قضى الحق تبارك وتعالى أن النفس بالنفس والسن بالسن الخ، وكل القوانين الموجودة في العالم تؤكد ذلك،أن الناس سواسية أمام القانون بغض النظر عن دينهم أو أصلهم أو لونهم ..الخ ولم يعد مقبولا بالمرة هذا التصرف لا دينيا ولا قانونيا، ومن ناحية دينية يعتبر هذا إثما كبيرا أن تقف القبيلة ضد الحق ومع الظلم ويمكن لأفراد هذه القبيلة أن يضعوا انفسهم في مكان اسرة المقتول، ويفكروا كيف سيكون شعورهم وموقفهم حينما يتم ظلمهم لأنه لا قوة قبلية أو حكومية تحميهم..؟!والإنسان أي إنسان لو وضع نفسه في مكان الآخرين لما تعدى على حقهم.! من منا يريد أو يتمنى أن يقوم أحد بظلمه أو اضطهاده أو النيل منه ..؟!! والتفكير العصبوي سواء كان عنصريا عرقيا او قبليا او غيره، تفكير غبيا وعقيما، وينسى أنه ممكن أن يتجرع من الكأس الذي شرب منها خصمه ، لأنه مثلما تدين تدان ، والقوي قد يأتي اقوى منه ..!
وحتى القيم القبلية الأصيلة تنكر وتستهجن مثل هذا الموقف، إذ المساواة بين افراد القبائل يعتبر ركنا أصيلا من القيم القبيلة ومن يسكن معهم، أو يخدمهم ، يكون له نفس الحقوق، ويدخل في ذلك اليهود أو السود أو غيرهم.كان هذا موجودا قبل وجود الدولة وعند غيابها.
واليهود ليسوا جماعة طارئة على اليمن بل وجودهم يعود الى أكثر من 2600 عام، وقد جأوا الى اليمن، بعدما سيطرت بابل عى أرضهم 600 قبل الميلاد.وتشتتهم في بقاع الأرض ومنها اليمن .ولهم مساهمات عظيمة في كل نواحي الحياة،وليس هنالك جماعة لها نفس التأثير والنفع الذي لليهود. وكثيرا من الصنائع،والحرف ،والأشغال الدقيقة ، كان يقوم بها اليهود، ومنهم تعلم المسلمون وأستفادوا في اليمن .ايما فائدة.
تدخل القبائل في حكم المحكمة وتهديدها لأولياء الدم ،والمحامين ،يدلنا على الفوضى التي تعيشها اليمن وكيف أن بعض العشائر والقبائل لا يؤمنون بالعدالة أو القانون أو المساواة، ويعتبرون أنفسهم فوق القانون طالما هم قادرين بعصبيتهم القبلية التأثيرعلى أحكامه،أوحتى الغائها..! وقد رأينا من قبل قضايا مشابهة لذلك، وإن لم تكن في ساحات المحاكم ولكنها في الشوارع ، مثلا مقتل الحامدي صاحب حبيش منذ عامين في صنعاء من قبل قبائل نافذة مستقوية بالدولة وبعصبيتها القبلية، وتلك القضية تعتبر قضية حرابة حيث المشتركين في القتل كانوا بالعشرات لو كان هنالك قضاء عادل ونزيه ،أو قل لو وجدت دولة باليمن ..! ذلك الحادث وهذا وغيره الكثير يرينا إلى أي حد وصل تفكير بعض القبائل وكيف ينضرون الى غيرهم ،بدون أي احترام لإنسانيتهم أوأنهم جيران ومن بلد واحدة ، وأن الأمور يمكن أن تتغير في يوما ما ويحصل ثأر أو انتقام، أو حتى يخلق عدواة بين الجماعات والمناطق والقبائل...الخ التي تعيش في مجتمع واحد. وهذا في نضري واحد من أسباب فشل التوحيد بين الشمال والجنوب .
التركيبة القبلية للنظام العسكري الذي يحكم اليمن منذ 3 عقود هي من رعت ونمت هذا الإتجاه ومارسته هي بنفسها ولا زالت، وبعد حرب 94 م تفرعنت بعد تفردها بالسلطة وظمها الجنوب إلى ضيعتها وممتلاكاتها ،وتلك الحرب هي من أجل تفرد القبيلة بالحكم والثروة ، (سنحان ومن اليها )وقد نشرت القيم القبلية البدائية والمتخلفة الى كل ربوع اليمن وحاربت النظام والقانون،وأصبح الدستور والقوانين مجرد واجهة، لدولة لا تطبق ولا حتى 20 منه. ومن اطلاعي على تاريخ اليمن لم أجد فترة في قتامتها وظلامها وفسادها مثل الفترة التي نعيشا الآن، إذ برغم أن لدينا دولة من ناحية الشكل ، لكن في الواقع عندنا شبه دولة أو ربع دولة كما يقول البعض الآخر.وهذا ليس كاف لجماعة تريد تعيش بشكل طبيعي وفي حدود متطلبات الحياة الأدمية، لذا إذا اراد الشعب أن يعيش حرا كريما وعزيزا ومثل خلق الله ، عليه أن يغير الضروف التي أوصلته الى الحالة التي وصل اليها.وعندما يريد الشعب شيئا لا يوجد هنالك مستحيلا.