عامر عبدالوهاب
10-16-2009, 07:58 AM
منذ 3 أيام ظهر علينا الرئيس اليمني كمفتي عندما تحدث إلى مؤتمر المغتربين. حين قال أن العودة عن الوحدة والمطالبة بالإستقلال من قبل الجنوبيين مثل الردة عن الإسلام...!! وهو يريد إقحام الدين في موضوع سياسي بحت. ولم يكن موفقا بالمرة في توصيفه ذاك لا من الناحية الدينية ولا السياسية. الردة عن الدين معروفة. أما تغيير المواقف السياسية والإختلاف حول الشأن السياسي فهذا موضوع موجود منذ بدء الخليقة وسيضل إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
الوحدة قامت على إتفاقيات ومواثيق ودستور،زائد وثيقة العهد والإتفاق، وقد تم الغائها جميعا، ولم يعد لها وجود بعد حرب 94 م، وقد كانت تلك الحرب من أجل الغرض هذا. أي الغاء تلك المعاهدات، والتفرد بالسلطة،والثروة.والسلطة تقول لمن والاها وسكت على فسادها أنه وحدوي، ومن خالفها فهو خائن أو إنفصالي ..أو مرتد عن الدين..!! والقصد هو إرهاب الناس حتى لا يعارضون الرئيس وعشيرته والأقربين منه.
بعض الأمثلة التاريخية
هل يعتبر حرب أهل المناطق الزيدية الشمالية للدولة العثمانية في بداية القرن الماضي ردة عن الدين ..؟؟!! حيث والعثمانيون كانوا مسلمين ووحدويون ..! وهل يعتبر حرب الأئمة وأتباعهم ضد ملوك بني الصليحي،وأيوب، ورسول، والطاهريين، وغيرهم ردة عن الدين .؟؟!! وهنالك الكثير من الأمثلة التي تفند هذا الدعاوي.وليس هنالك أسواء من تسيس الدين.على من يقوم به أولا ونحن نرى في صعدة جانبا من تلك المشكلة.
التكفير للمخالفين سياسيا أول من بدأه باليمن هم أئمة الزيدية
لقد حارب ملوك بني الصليحي ،وأيوب، ورسول،وطاهر.وسلاطين الجنوب العربي.الأئمة وأتباعهم من الزيدية لقرون،ولم نسمع أونقراء أنهم كفروهم قط، لا تلميحا ولا تصريحا.وقد كانوا يصفون أتباع خصومهم أنهم أصحاب فلان بن فلان، وقوات اولائك الملوك كانوا يسمونها قوات مولانا الملك أو السلطان. ولكن عندما حكم الأئمة بعد انسحاب العثمانيين عام 1045 هجرية، الموافق 1635م قاموا رسميا بتكفير المخالفين لهم، من الشافعية بشكل خاص.وكان أشهرهم الإمام إسماعيل بن القاسم والذي تولى السلطة بعد أخية المؤيد 1054-1087هجرية.حيث فرض على الشوافع دفع الجزية لدولة الزيدية، وغزاء الجنوب وحضرموت.وقد كانوا يسمون قوات الإمام بالمجاهدين..! وقوات المخالفين لهم بقوات البغاة والذين يجب جهادهم.!فضلا عن وصفهم لسكان تلك المناطق أنهم مارقين عن الدين وأنهم لا يعرفون الدين ولا يحترمون شعائره ..الخ (1) وقد وصل الأمر بالإمام إسماعيل أن قال أن اليمن (يقصد بلاد الشوافع )بلاد مفتوحة وللإمام أخذ ما شاء من أموال الناس، وقد يعاقبه الله على ما ترك لهم .!!!
وهذا ما أدى بشعب الجنوب (يشمل البيضاء ومأرب وغيرها) وسلاطينه إلى ثورة تحرير ضد الأئمة حتى تم طردهم من هناك بعد 5 سنوات من وفاة الإمام إسماعيل بن القاسم.!أي في عام 1092هجرية.
ولم تنفع فتاوي ذلك الإمام أو من أتى بعده من أئمة. في إبقاء سيطرتهم على الجنوب، وقد أرتدت عليهم، وجعلت الجنوبيين يستبسلون في الدفاع عن وطنهم ودمهم وعرضهم.وقد تصدى لتلك الفتاوي بعض العلماء الأجلاء مثل الشيخ سالم بن أبوبكر ولي عينات مدينة في حضرموت.والذي كان أهل يافع والبيضاء يدينون له بالولاء الروحي.وأيضا بعض علماء الزيدية(2) مثل الحسن بن أحمد الجلال.
لذا ليس من حق الرئيس اليمني لا من ناحية دينية ولا غيرها أن يحاول أقحام الدين في خلافات سياسية،أولا لأن الخلاف سياسي، وثانيا ليس رجل دين، وهو ينتمي إلى مرجعية أخرى غير من يخاطبهم بكلامه.وثالثا هذه الفتاوي سترتد عليه وسيتابع الناس ادق التفاصيل في سياساته ويحاكمونها بإسم الدين..! ومن بيته من زجاج لا يجب عليه أن يرمي بيوت الناس بالحجارة. والإصطياد في المياه العكرة ضرره أكثر من نفعه. ونحن نرى كيف يجني الآن نتائج تلك السياسات الخاطئة. وكلامه مردود عليه.على أية حال.!
المراجع
(1) المطهر الجرموزي، تحقيق عبدالحكيم الهجري ،تحفة الإسماع والأبصار بما في السيرة المتوكلية من غرائب الأخبار الجزء الثاني أراء الإمام وردت في مواضيع متفرقة في الكتاب.
(2) الدكتور حسين العمري، موجز تاريخ اليمن الحديث والمعاصر، ص 206 وفيها نص الرد من الحسن بن أحمد الجلال على الإمام إسماعيل بن القاسم،وتتكون من أكثر من 15 صفحة.
الوحدة قامت على إتفاقيات ومواثيق ودستور،زائد وثيقة العهد والإتفاق، وقد تم الغائها جميعا، ولم يعد لها وجود بعد حرب 94 م، وقد كانت تلك الحرب من أجل الغرض هذا. أي الغاء تلك المعاهدات، والتفرد بالسلطة،والثروة.والسلطة تقول لمن والاها وسكت على فسادها أنه وحدوي، ومن خالفها فهو خائن أو إنفصالي ..أو مرتد عن الدين..!! والقصد هو إرهاب الناس حتى لا يعارضون الرئيس وعشيرته والأقربين منه.
بعض الأمثلة التاريخية
هل يعتبر حرب أهل المناطق الزيدية الشمالية للدولة العثمانية في بداية القرن الماضي ردة عن الدين ..؟؟!! حيث والعثمانيون كانوا مسلمين ووحدويون ..! وهل يعتبر حرب الأئمة وأتباعهم ضد ملوك بني الصليحي،وأيوب، ورسول، والطاهريين، وغيرهم ردة عن الدين .؟؟!! وهنالك الكثير من الأمثلة التي تفند هذا الدعاوي.وليس هنالك أسواء من تسيس الدين.على من يقوم به أولا ونحن نرى في صعدة جانبا من تلك المشكلة.
التكفير للمخالفين سياسيا أول من بدأه باليمن هم أئمة الزيدية
لقد حارب ملوك بني الصليحي ،وأيوب، ورسول،وطاهر.وسلاطين الجنوب العربي.الأئمة وأتباعهم من الزيدية لقرون،ولم نسمع أونقراء أنهم كفروهم قط، لا تلميحا ولا تصريحا.وقد كانوا يصفون أتباع خصومهم أنهم أصحاب فلان بن فلان، وقوات اولائك الملوك كانوا يسمونها قوات مولانا الملك أو السلطان. ولكن عندما حكم الأئمة بعد انسحاب العثمانيين عام 1045 هجرية، الموافق 1635م قاموا رسميا بتكفير المخالفين لهم، من الشافعية بشكل خاص.وكان أشهرهم الإمام إسماعيل بن القاسم والذي تولى السلطة بعد أخية المؤيد 1054-1087هجرية.حيث فرض على الشوافع دفع الجزية لدولة الزيدية، وغزاء الجنوب وحضرموت.وقد كانوا يسمون قوات الإمام بالمجاهدين..! وقوات المخالفين لهم بقوات البغاة والذين يجب جهادهم.!فضلا عن وصفهم لسكان تلك المناطق أنهم مارقين عن الدين وأنهم لا يعرفون الدين ولا يحترمون شعائره ..الخ (1) وقد وصل الأمر بالإمام إسماعيل أن قال أن اليمن (يقصد بلاد الشوافع )بلاد مفتوحة وللإمام أخذ ما شاء من أموال الناس، وقد يعاقبه الله على ما ترك لهم .!!!
وهذا ما أدى بشعب الجنوب (يشمل البيضاء ومأرب وغيرها) وسلاطينه إلى ثورة تحرير ضد الأئمة حتى تم طردهم من هناك بعد 5 سنوات من وفاة الإمام إسماعيل بن القاسم.!أي في عام 1092هجرية.
ولم تنفع فتاوي ذلك الإمام أو من أتى بعده من أئمة. في إبقاء سيطرتهم على الجنوب، وقد أرتدت عليهم، وجعلت الجنوبيين يستبسلون في الدفاع عن وطنهم ودمهم وعرضهم.وقد تصدى لتلك الفتاوي بعض العلماء الأجلاء مثل الشيخ سالم بن أبوبكر ولي عينات مدينة في حضرموت.والذي كان أهل يافع والبيضاء يدينون له بالولاء الروحي.وأيضا بعض علماء الزيدية(2) مثل الحسن بن أحمد الجلال.
لذا ليس من حق الرئيس اليمني لا من ناحية دينية ولا غيرها أن يحاول أقحام الدين في خلافات سياسية،أولا لأن الخلاف سياسي، وثانيا ليس رجل دين، وهو ينتمي إلى مرجعية أخرى غير من يخاطبهم بكلامه.وثالثا هذه الفتاوي سترتد عليه وسيتابع الناس ادق التفاصيل في سياساته ويحاكمونها بإسم الدين..! ومن بيته من زجاج لا يجب عليه أن يرمي بيوت الناس بالحجارة. والإصطياد في المياه العكرة ضرره أكثر من نفعه. ونحن نرى كيف يجني الآن نتائج تلك السياسات الخاطئة. وكلامه مردود عليه.على أية حال.!
المراجع
(1) المطهر الجرموزي، تحقيق عبدالحكيم الهجري ،تحفة الإسماع والأبصار بما في السيرة المتوكلية من غرائب الأخبار الجزء الثاني أراء الإمام وردت في مواضيع متفرقة في الكتاب.
(2) الدكتور حسين العمري، موجز تاريخ اليمن الحديث والمعاصر، ص 206 وفيها نص الرد من الحسن بن أحمد الجلال على الإمام إسماعيل بن القاسم،وتتكون من أكثر من 15 صفحة.