المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحضر لها وردة تكفيها


الداعية الصغيرة
11-04-2009, 06:30 PM
الســـــلام عليكــــم ورحمــــة الله وبركاته
لا يحتمل الرجل إلا امراة بمزاج واحد، فرحة سعيدة، يبتهج لرؤيتها وسماعها، والويل لها إن تغير لون مزاجها بين الحين والآخر، فكل ما يفعله هو الهروب منها تاركا إياها فى زاوية مظلمة بعيدة عنه قدر الاستطاعة.
لماذا يعتقد ذاك الرجل أنها، تلك التى تغيرت من مبهجة إلى حزينة بين ليلة وضحاها.. تريد الجلوس إلى نفسها، استعادة وعيها، التخلص من إعيائها، وهى تعتقد بأنه لا يهتم لها، ولا يعنيه ما هى فيه من ألم وخوف، فتفقد ثقتها فى مقدار حبه لها، تعود للبداية لتتساءل هل كان يحبها أصلا؟
يخطر ببالها الليالى التى آلمها وأتعبها فيها، تذكر المرات التى صرخ بها عليها آمرا إياها أن تفعل شيئا أو أن تترك شيئا آخر.
تتذكر اليوم الذى عاد فيه من العمل ليقول لها بأنها غبية لأنها نسيت أن تضع له ما يلزمه لاجتماعه مع إدارة المؤسسة.
تبكى وتبكى من فرط الحاجة إليه، وشعورها بالغدر من طرفه، ويظل هو معتقدا أنه يتصرف خيرا بخروجه من المنزل وتركها لتبقى وحيدة تستعيد عافيتها وهدوءها.
ولو حمل وردة إليها وقال لها بأنه يحبها فى كل حالاتها لتغير الوضع، لأيقنت أنه يحبها وأنه حتى فى أحلك الظروف سيظل وفيا لها، وأنه يحتمل كل مزاجاتها.. وستذكر وقتها ساعة خرجا للعشاء معا والكلام الجميل الذى أسمعها حين كان يراقصها، وكيف أخذ فى يوم ميلادها إجازة ساعيا من أجل تجهيز الاحتفال بها، يوم أحضر الكعك وكتب بالشوكولاته عليه اسمها، يوم قبلها على جبينها وتمنى لها ألف عام وعام بصحبته، ولما سهر ليلة محاولا إخفاض حرارتها المرتفعة، يصنع لها كمادا باردا كلما احتاجت لذلك، لم ينم ليلتها.
لو أحضر لها وردة وقال إنه أحبها وإنه سيفعل دوما لتغير وضعها لاختلف الحال كثيرا.