نجد الحسيني
11-08-2009, 01:58 PM
الحوثيون بين جيشين
لا أشك لحظة واحدة من تحقيق النصر للسعودية ولليمن ضد أي عدوان خارجي قد يحمله عليهما معتد ظالم أثيم.. حتى وإن حملت إيران علينا كدولة نووية بخيلها ورجلها.. فإني على يقين تام من تحقيق النصر عليها مهما عظمت إمكاناتها البشرية والمادية مدنيا وعسكريا.. وأن كلّ من السعودية واليمن سوف يصمدان ويردان كيد المعتدي ويرجعانه مهزوما مدحورا بإذن الله تعالى.. وأن ما كان من صمود ونصر عراق صدام سوف يتكرر بصمود ونصر آخر سواء من جانب المملكة أو اليمن أو هما معا، بمشيئة الله تعالى..
أمّا بالنسبة للحوثيين، فالأمر يختلف وذلك من منظور تأريخي سياسي أو عسكري.. فهنا عصابة لا تميز في ميدانها المسالم من المحارب..
من طرف، جيشان عظيمان معروفان مع التفوق في العدة والعتاد ومختلف الأسلحة الحديثة والتدريب العسكري المعاصر والتموين الحربي للجانب السعودي والعدد الكبير من الرجال المحاربين في الجيش اليمني.. هذا الطرف يمتلك كلّ دواعي النصر في ميدان الحرب من رجال ومال وعتاد عسكري من دبابات وطائرات ومدرعات وصواريخ ومدافع وراجمات وبطاريات ثابتة ومتحركة ومعدات نقل واتصالات ومخابرات... الخ. هما أعظم جيشان في منطقة شبه الجزيرة العربية. جميع الدول العربية تؤيد هذين البلدين في الحرب المستعرة حاليا في أعالي جبال اليمن.
بينما الطرف الآخر، يشكّل لنا كائنا مجهولا في كلّ شيء تقريبا .. في هويته ، في أنصاره ، في إمكاناته ، في قواعده ، وهو يحارب دون خسارة حتى في حال هزيمته.. فإنه غير خاسر بالبتّ.
فهذا الطرف إذا ما قدّر له الانتصار، فإنه سوف يتبجح كثيرا وطويلا.. كيف لا؟ وقد حقق النصر على أعظم دولتين في الجزيرة وتغلب على أقوى الجيوش.. وإذا ما أنهزم.. لن يلومه أحد بعد مواجهته وصموده أمام أشدّ الجيوش وإن خسر حربه في الأخير.
هذا الطرف قد دخل الحرب بمنطق غالب أو مغلوب..
بينما الطرف الأول يخوض الحرب بمنطق واحد ما غيره.. الغلبة ولا شيء غير الغلبة..
ولـكن هل بالإمكان ذلك؟ الله أعلم!
لقد ضربت مثلا في الأول وكيف بإمكان هذين الجيشين فردا أو جمعا التغلب على إيران كدولة وجيش.
هذه الحرب لا تقارن بالحروب النظامية والتقليدية.. هي حرب عصابات .. وحرب مثلها قد أرهقت أعتى وأقوى جيوش العالم قاطبة.. والشواهد في حاضرنا أو في العصور الغابرة على ذلك كثيرة.. مثال حي على ذلك ما لقيته فرنسا المتغطرسة في الجزائر وفي بيان بيان فو في فيتنام والهند الصينية قبل أميركا وما لقيته من الفيتناميين من هزيمة ماحقة لم تصحو من ضرباتها ولم تشفى من أوجاعها حتى اليوم.. وما لقيته هذه الدولة العظمى أمام ثلّة من المجاهدين في العراق.. وما لم تزل تتلقاه من هزائم تترى أمام كتائب طالبان في بلاد الأفغان.. تلك الحرب التى ما تزال مشتعلة مذ تسعة أعوام.. ولا مخرج يلوح في الأفق لأميركا ولا لحلف الناتو بأسره.. وما لدى أميركا وأوروبا في داخل الناتو لا يقارن بما لدى السعودية واليمن.. هناك الصواريخ الباليستية والقنابل الذكية والمظليات المتفجرة الحارقة وحرب النجوم والقتال الالكتروني والأشباح والبوارج والغواصات ... لقد ملكوا كلّ مملكة ومهلكة.. لـكن النتيجة في العبرة التي أثبتت عدم جدوى كلّ ذلك.. وأنها لم تغني عنهم شيئا ولم تحقق لهم نصرا.. وذلك العدو اليهودي الذي طالما تغلب على أربع وخمس وسبع جيوش عربية لم يصمد طويلا أمام حزب الله وحماس بالرغم من هول وضخامة ما يمتلكه من عتاد حربي يمكنه من احتلال أية دولة بساعات أو أيام قليلة معدودة.
تشابه هذه الحرب حرب الفيل مع النملة.. فالفيل إذا ما وقعت عليه نملة أو بعوضة أو ذبابة لا يستطيع تجنب شرها ولا يملك لنفسه أن يحتمي من أذاها أو يردّ عنها الضرر بالرغم من خرطومه الطويل وجسمه الضخم وبنيته القوية.
كما أن حرب العصابات تستفيد من عامل الوقت وعوامل أخرى كسقوط ضحايا من جانب المدنيين..
في الأخير، لا يهم الحوثيون إن طالت هذه الحرب أو قصرت.. بل بالعكس ففي إطالة زمانها فائدة لهم.. بينما المملكة واليمن فإن السرعة والسرعة في الإنجاز هي هدفهم الأول والأخير.. ولأن في الميدان طرفي قتال.. فلا أعتقد أن زمام التحكم بالزمن يعود إلى طرف دون الآخر.
وكلّ من السعودية واليمن ليستا على استعداد للحرب لسنوات أو حتى لشهور.. ففي ذلك استنزاف للبشر وللأموال وللتنمية عموما.
نحن، إذا، بحاجة إلى نصر بين وواضح وصريح وعاجل من الطرف الأول واعتراف بالهزيمة واستسلام تام عاجل غير آجل من الطرف الثاني.
بغير هاتين النتيجتين، فإن الأمر ينذر بالتطور والتشعب والتدخلات الإقليمية والدولية والدخول في أتون دهاليز مكر وخداع وأنفاق مظلمة لا رأي ولا حساب لنا فيها.
ماذا يريد الحوثيون بالتحديد وما هي مطالبهم ؟
نسمع بأنها فرقة خارجة قد أضلت السبيل ونهجت منهجا خرج بها عن جماعة الأمة.
ونسمع بقولهم أنهم يطالبون بعودة حكم الأئمة.
ونسمع ونسمع..
فريق يؤكد وفريق ينفي.. وغُلبت السياسة وأشاوستها من السياسيين..
علينا أن نجتمع بهؤلاء القوم ..
كنت سأرشح المملكة كوسيط بين الطرفين.. لـكن الحوثيون حتما سوف يرفضون خاصة بعد أن أضحت المملكة الآن طرفا في النزاع. والحوثيون قد اعتبروا المملكة طرفا مضاد مذ البداية وليس مؤخرا.
قطر، أيضا هناك اختلاف على موقفها والطرف الأول ينظر إلى قطر بشك وارتياب.. وهذا حقّه.
فلتكن إذا، الجزائر، مرشحة للقيام بهذا الدور.. فهي من البلدان العربية المشهورة بالوساطة المحمودة والناجحة دائما منذ قديم الزمن.. ولها سياسات خارجية محنكة ومجربة .. وطالما قد فضت من نزاعات بين الدول وكثيرا ما تنجح مساعيها..
لماذا لا تستضيف الجزائر ممثلا عن طرف الحكومة وممثلا عن طرف الحوثيين وتعد وتقيم لجنة للنظر وتقارب وجهات الاختلاف.. وتبث وتنشر للعالم بما تمّ وما قد يكون.. وتكشف نوايا كلّ طرف على الملأ.. وتتحمل الجزائر مسئولية ذلك وهي الأقدر.
فإن، بعد ذلك، استمر الحوثيون على بغيهم وعدوانهم ولم يهتدوا ويتراجعوا ويعودوا إلى صف أمتهم وأبوا إلا أن يشقوا عصا الطاعة في هذه الأمة.. كان على الأمة جميعا مقاتلتهم حتى يفوا للحق.. عملا بقوله تعالى:
{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }
صدق الله العظيم
وإذا ما تم التوافق ونهج الحوثيون السبيل السواء ونزعوا فتيل الفتنة.. فالحمد لله تعالى على نعمته وكفى الله المؤمنين شرّ القتال..
نجد الحسيني,,,
لا أشك لحظة واحدة من تحقيق النصر للسعودية ولليمن ضد أي عدوان خارجي قد يحمله عليهما معتد ظالم أثيم.. حتى وإن حملت إيران علينا كدولة نووية بخيلها ورجلها.. فإني على يقين تام من تحقيق النصر عليها مهما عظمت إمكاناتها البشرية والمادية مدنيا وعسكريا.. وأن كلّ من السعودية واليمن سوف يصمدان ويردان كيد المعتدي ويرجعانه مهزوما مدحورا بإذن الله تعالى.. وأن ما كان من صمود ونصر عراق صدام سوف يتكرر بصمود ونصر آخر سواء من جانب المملكة أو اليمن أو هما معا، بمشيئة الله تعالى..
أمّا بالنسبة للحوثيين، فالأمر يختلف وذلك من منظور تأريخي سياسي أو عسكري.. فهنا عصابة لا تميز في ميدانها المسالم من المحارب..
من طرف، جيشان عظيمان معروفان مع التفوق في العدة والعتاد ومختلف الأسلحة الحديثة والتدريب العسكري المعاصر والتموين الحربي للجانب السعودي والعدد الكبير من الرجال المحاربين في الجيش اليمني.. هذا الطرف يمتلك كلّ دواعي النصر في ميدان الحرب من رجال ومال وعتاد عسكري من دبابات وطائرات ومدرعات وصواريخ ومدافع وراجمات وبطاريات ثابتة ومتحركة ومعدات نقل واتصالات ومخابرات... الخ. هما أعظم جيشان في منطقة شبه الجزيرة العربية. جميع الدول العربية تؤيد هذين البلدين في الحرب المستعرة حاليا في أعالي جبال اليمن.
بينما الطرف الآخر، يشكّل لنا كائنا مجهولا في كلّ شيء تقريبا .. في هويته ، في أنصاره ، في إمكاناته ، في قواعده ، وهو يحارب دون خسارة حتى في حال هزيمته.. فإنه غير خاسر بالبتّ.
فهذا الطرف إذا ما قدّر له الانتصار، فإنه سوف يتبجح كثيرا وطويلا.. كيف لا؟ وقد حقق النصر على أعظم دولتين في الجزيرة وتغلب على أقوى الجيوش.. وإذا ما أنهزم.. لن يلومه أحد بعد مواجهته وصموده أمام أشدّ الجيوش وإن خسر حربه في الأخير.
هذا الطرف قد دخل الحرب بمنطق غالب أو مغلوب..
بينما الطرف الأول يخوض الحرب بمنطق واحد ما غيره.. الغلبة ولا شيء غير الغلبة..
ولـكن هل بالإمكان ذلك؟ الله أعلم!
لقد ضربت مثلا في الأول وكيف بإمكان هذين الجيشين فردا أو جمعا التغلب على إيران كدولة وجيش.
هذه الحرب لا تقارن بالحروب النظامية والتقليدية.. هي حرب عصابات .. وحرب مثلها قد أرهقت أعتى وأقوى جيوش العالم قاطبة.. والشواهد في حاضرنا أو في العصور الغابرة على ذلك كثيرة.. مثال حي على ذلك ما لقيته فرنسا المتغطرسة في الجزائر وفي بيان بيان فو في فيتنام والهند الصينية قبل أميركا وما لقيته من الفيتناميين من هزيمة ماحقة لم تصحو من ضرباتها ولم تشفى من أوجاعها حتى اليوم.. وما لقيته هذه الدولة العظمى أمام ثلّة من المجاهدين في العراق.. وما لم تزل تتلقاه من هزائم تترى أمام كتائب طالبان في بلاد الأفغان.. تلك الحرب التى ما تزال مشتعلة مذ تسعة أعوام.. ولا مخرج يلوح في الأفق لأميركا ولا لحلف الناتو بأسره.. وما لدى أميركا وأوروبا في داخل الناتو لا يقارن بما لدى السعودية واليمن.. هناك الصواريخ الباليستية والقنابل الذكية والمظليات المتفجرة الحارقة وحرب النجوم والقتال الالكتروني والأشباح والبوارج والغواصات ... لقد ملكوا كلّ مملكة ومهلكة.. لـكن النتيجة في العبرة التي أثبتت عدم جدوى كلّ ذلك.. وأنها لم تغني عنهم شيئا ولم تحقق لهم نصرا.. وذلك العدو اليهودي الذي طالما تغلب على أربع وخمس وسبع جيوش عربية لم يصمد طويلا أمام حزب الله وحماس بالرغم من هول وضخامة ما يمتلكه من عتاد حربي يمكنه من احتلال أية دولة بساعات أو أيام قليلة معدودة.
تشابه هذه الحرب حرب الفيل مع النملة.. فالفيل إذا ما وقعت عليه نملة أو بعوضة أو ذبابة لا يستطيع تجنب شرها ولا يملك لنفسه أن يحتمي من أذاها أو يردّ عنها الضرر بالرغم من خرطومه الطويل وجسمه الضخم وبنيته القوية.
كما أن حرب العصابات تستفيد من عامل الوقت وعوامل أخرى كسقوط ضحايا من جانب المدنيين..
في الأخير، لا يهم الحوثيون إن طالت هذه الحرب أو قصرت.. بل بالعكس ففي إطالة زمانها فائدة لهم.. بينما المملكة واليمن فإن السرعة والسرعة في الإنجاز هي هدفهم الأول والأخير.. ولأن في الميدان طرفي قتال.. فلا أعتقد أن زمام التحكم بالزمن يعود إلى طرف دون الآخر.
وكلّ من السعودية واليمن ليستا على استعداد للحرب لسنوات أو حتى لشهور.. ففي ذلك استنزاف للبشر وللأموال وللتنمية عموما.
نحن، إذا، بحاجة إلى نصر بين وواضح وصريح وعاجل من الطرف الأول واعتراف بالهزيمة واستسلام تام عاجل غير آجل من الطرف الثاني.
بغير هاتين النتيجتين، فإن الأمر ينذر بالتطور والتشعب والتدخلات الإقليمية والدولية والدخول في أتون دهاليز مكر وخداع وأنفاق مظلمة لا رأي ولا حساب لنا فيها.
ماذا يريد الحوثيون بالتحديد وما هي مطالبهم ؟
نسمع بأنها فرقة خارجة قد أضلت السبيل ونهجت منهجا خرج بها عن جماعة الأمة.
ونسمع بقولهم أنهم يطالبون بعودة حكم الأئمة.
ونسمع ونسمع..
فريق يؤكد وفريق ينفي.. وغُلبت السياسة وأشاوستها من السياسيين..
علينا أن نجتمع بهؤلاء القوم ..
كنت سأرشح المملكة كوسيط بين الطرفين.. لـكن الحوثيون حتما سوف يرفضون خاصة بعد أن أضحت المملكة الآن طرفا في النزاع. والحوثيون قد اعتبروا المملكة طرفا مضاد مذ البداية وليس مؤخرا.
قطر، أيضا هناك اختلاف على موقفها والطرف الأول ينظر إلى قطر بشك وارتياب.. وهذا حقّه.
فلتكن إذا، الجزائر، مرشحة للقيام بهذا الدور.. فهي من البلدان العربية المشهورة بالوساطة المحمودة والناجحة دائما منذ قديم الزمن.. ولها سياسات خارجية محنكة ومجربة .. وطالما قد فضت من نزاعات بين الدول وكثيرا ما تنجح مساعيها..
لماذا لا تستضيف الجزائر ممثلا عن طرف الحكومة وممثلا عن طرف الحوثيين وتعد وتقيم لجنة للنظر وتقارب وجهات الاختلاف.. وتبث وتنشر للعالم بما تمّ وما قد يكون.. وتكشف نوايا كلّ طرف على الملأ.. وتتحمل الجزائر مسئولية ذلك وهي الأقدر.
فإن، بعد ذلك، استمر الحوثيون على بغيهم وعدوانهم ولم يهتدوا ويتراجعوا ويعودوا إلى صف أمتهم وأبوا إلا أن يشقوا عصا الطاعة في هذه الأمة.. كان على الأمة جميعا مقاتلتهم حتى يفوا للحق.. عملا بقوله تعالى:
{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }
صدق الله العظيم
وإذا ما تم التوافق ونهج الحوثيون السبيل السواء ونزعوا فتيل الفتنة.. فالحمد لله تعالى على نعمته وكفى الله المؤمنين شرّ القتال..
نجد الحسيني,,,