سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))
11-26-2004, 03:16 AM
من اهم نقاط الاخفاق للقاء وزراء خارجية دول الجوار العراقي الي جانب الدول الصناعية الكبري الذي اختتم اعماله يوم امس الاول، هو عدم تحديد البيان الختامي جدولا زمنيا واضحا لانسحاب القوات الاجنبية من العراق، وتقديم الدعم الكامل للاحتلال الامريكي والحكومة العراقية التي عينها.
وكان من المتوقع ان تكون دول الجوار، والدول العربية علي وجه الخصوص، الاكثر اصرارا علي انسحاب القوات الامريكية في اسرع وقت ممكن، واتاحة الفرصة للعراقيين من مختلف الاعراق والطوائف لترتيب اوضاعهم الداخلية، بعيدا عن اي تدخل خارجي في شؤونهم. ولكن هذا لم يحدث للأسف وكان دور وزراء الخارجية العرب في المؤتمر هو اعتماد الصيغة النهائية للبيان دون اي تغيير حرصاً علي عدم اغضاب واشنطن.
وبالامس ذهب الرئيس المصري حسني مبارك الي ما هو ابعد من ذلك، عندما اعلن في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء الاسباني لويس رودريغز ثاباتيرو علي هامش زيارته الحالية لمدريد انه لم يصب بخيبة امل لعدم تحديد مؤتمر شرم الشيخ موعدا محددا لانسحاب القوات الاجنبية من العراق نظراً لحالة عدم الاستقرار السائدة.
الامر المؤكد ان المواطنين المصريين ومن خلفهم معظم العراقيين والعرب، سيشعرون بخيبة امل كبري من تصريحات الرئيس مبارك هذه التي جاءت متناقضة تماما مع دور مصر ومكانتها في الامتين العربية والاسلامية.
فالرئيس مبارك اخطأ مرتين في تقديرنا، المرة الاولي عندما اعتبر غياب الاستقرار في العراق سببا منطقيا يبرر بقاء القوات الامريكية، والمرة الثانية عندما اعتقد ان القوات الامريكية ستتمكن من انهاء المقاومة وفرض الامن في ربوع العراق.
ما لا يدركه الرئيس مبارك، ويؤكده معظم المحللين الغربيين المحايدين، ان وجود القوات الامريكية في العراق هو سبب غياب الاستقرار، واتساع دائرة المقاومة لمثل هذا الوجود غير الشرعي. فالاحتلال الامريكي الذي قام علي الاكاذيب، ولخدمة الاهداف الاسرائيلية في الهيمنة علي المنطقة، هو الذي دمر العراق وزرع الفوضي في ارجائه، واستفز مشاعر قطاع عريض من العراقيين الوطنيين، واستقطب الجماعات الاسلامية الاصولية بتوفير قاعدة آمنة لها لقتال القوات الامريكية المحتلة.
القوات الامريكية لن تتمكن من انهاء المقاومة وستحظي بالهزيمة في نهاية المطاف، لان مصيرها لن يكون افضل من مصير كل القوات الاستعمارية المحتلة علي مر العصور، الاختلاف بين تجربة المقاومة العراقية وغيرها من المقاومات الاخري ربما يكمن في شراسة الاحتلال الامريكي، وايغاله في قتل العراقيين وتدمير مدنهم، والافراط في استخدامه للقوة، فقد اسفر الاحتلال الامريكي للعراق عن استشهاد مئة الف عراقي حتي الان نصفهم من النساء والاطفال.
كنا نتمني لو ان الرئيس المصري قرأ التاريخ جيدا وهو الذي يتزعم دولة ناضل شعبها ببسالة ضد الاستعمار الانكليزي، وخاضت قواته المسلحة حروبا مشرفة للدفاع عن السيادة الوطنية ودحر العدوان الثلاثي. ولكن الرئيس مبارك لا يريد قراءة التاريخ، ولا استحضار التجارب الوطنية المشرفة، بل قراءة الاوامر والتعليمات الامريكية وتطبيقها حرفيا دون مناقشة، وهذا هو التفسير الوحيد لتصريحاته الاخيرة في مدريد.
انعقاد المؤتمر المذكور في شرم الشيخ كان اهانة لمصر في حد ذاته، لانه شرع الاحتلال واعطي امريكا وجرائمها صك براءة. ولكن الاهانة الاكبر ان يدافع اكبر رئيس دولة عربية عن هذا المؤتمر ونتائجه بالطريقة التي تمت عليها.
وكان من المتوقع ان تكون دول الجوار، والدول العربية علي وجه الخصوص، الاكثر اصرارا علي انسحاب القوات الامريكية في اسرع وقت ممكن، واتاحة الفرصة للعراقيين من مختلف الاعراق والطوائف لترتيب اوضاعهم الداخلية، بعيدا عن اي تدخل خارجي في شؤونهم. ولكن هذا لم يحدث للأسف وكان دور وزراء الخارجية العرب في المؤتمر هو اعتماد الصيغة النهائية للبيان دون اي تغيير حرصاً علي عدم اغضاب واشنطن.
وبالامس ذهب الرئيس المصري حسني مبارك الي ما هو ابعد من ذلك، عندما اعلن في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء الاسباني لويس رودريغز ثاباتيرو علي هامش زيارته الحالية لمدريد انه لم يصب بخيبة امل لعدم تحديد مؤتمر شرم الشيخ موعدا محددا لانسحاب القوات الاجنبية من العراق نظراً لحالة عدم الاستقرار السائدة.
الامر المؤكد ان المواطنين المصريين ومن خلفهم معظم العراقيين والعرب، سيشعرون بخيبة امل كبري من تصريحات الرئيس مبارك هذه التي جاءت متناقضة تماما مع دور مصر ومكانتها في الامتين العربية والاسلامية.
فالرئيس مبارك اخطأ مرتين في تقديرنا، المرة الاولي عندما اعتبر غياب الاستقرار في العراق سببا منطقيا يبرر بقاء القوات الامريكية، والمرة الثانية عندما اعتقد ان القوات الامريكية ستتمكن من انهاء المقاومة وفرض الامن في ربوع العراق.
ما لا يدركه الرئيس مبارك، ويؤكده معظم المحللين الغربيين المحايدين، ان وجود القوات الامريكية في العراق هو سبب غياب الاستقرار، واتساع دائرة المقاومة لمثل هذا الوجود غير الشرعي. فالاحتلال الامريكي الذي قام علي الاكاذيب، ولخدمة الاهداف الاسرائيلية في الهيمنة علي المنطقة، هو الذي دمر العراق وزرع الفوضي في ارجائه، واستفز مشاعر قطاع عريض من العراقيين الوطنيين، واستقطب الجماعات الاسلامية الاصولية بتوفير قاعدة آمنة لها لقتال القوات الامريكية المحتلة.
القوات الامريكية لن تتمكن من انهاء المقاومة وستحظي بالهزيمة في نهاية المطاف، لان مصيرها لن يكون افضل من مصير كل القوات الاستعمارية المحتلة علي مر العصور، الاختلاف بين تجربة المقاومة العراقية وغيرها من المقاومات الاخري ربما يكمن في شراسة الاحتلال الامريكي، وايغاله في قتل العراقيين وتدمير مدنهم، والافراط في استخدامه للقوة، فقد اسفر الاحتلال الامريكي للعراق عن استشهاد مئة الف عراقي حتي الان نصفهم من النساء والاطفال.
كنا نتمني لو ان الرئيس المصري قرأ التاريخ جيدا وهو الذي يتزعم دولة ناضل شعبها ببسالة ضد الاستعمار الانكليزي، وخاضت قواته المسلحة حروبا مشرفة للدفاع عن السيادة الوطنية ودحر العدوان الثلاثي. ولكن الرئيس مبارك لا يريد قراءة التاريخ، ولا استحضار التجارب الوطنية المشرفة، بل قراءة الاوامر والتعليمات الامريكية وتطبيقها حرفيا دون مناقشة، وهذا هو التفسير الوحيد لتصريحاته الاخيرة في مدريد.
انعقاد المؤتمر المذكور في شرم الشيخ كان اهانة لمصر في حد ذاته، لانه شرع الاحتلال واعطي امريكا وجرائمها صك براءة. ولكن الاهانة الاكبر ان يدافع اكبر رئيس دولة عربية عن هذا المؤتمر ونتائجه بالطريقة التي تمت عليها.