القعقاع
12-10-2004, 10:28 PM
متى تنبح كلابنا؟
أيا كان الفاعل، فإن أحداث 11 / 9 / 2001 والتي فتحت الباب أمام أحداث أخرى أمريكية وعالمية وأهمها المشروع الخيري الإغاثي (!!) لتغيير النظامين الحاكمين في كل من أفغانستان والعراق واستبدالهما بنظم ديموقراطية على الطراز الأمريكي كما يبشر أصحاب المشروع الخيري، فإن الدولار الأمريكي قد أصبح دوره في العالم الآن ليس أقل خطورة من الآلة العسكرية الأمريكية وصواريخها وأسلحتها خصوصا وأن الحملة الإغاثية في كلا البلدين التي كلّفت الإدارة الأمريكية حتى الآن ما يزيد عن المائة مليار دولار إضافة إلى أكثر من ستة مليارات أخرى شهريا، والأرقام مرشحة للزيادة، مع الهبوط الحاد لقيمته في مقابل باقي العملات العالمية، بما يعني وباختصار شديد ودون محاولة استقصاء تعقيدات الأمور أن توابع انهيار برجي التجارة العالمية في نيويورك ما زالت تتوالى وأن دولنا النامية التي تتنفس دولاريا ستظل في سيرها السلبي النامي الذي سيعفي شعوبها وأنظمتها من حملات الرحمة الأمريكية كما حدث لأفغانستان والعراق، فمشاعر أولاد العم سام ليست بالقسوة التي تسمح لحملاتها الخيرية بأن تجمع على دولنا بين النمو (..) والغزو العسكري، ولعل هذه هي الفائدة الوحيدة التي يمكن أن تخرج بها دولنا من أزمة الحروب والقتل والنسف والتدمير.
ومرة أخرى وقبل أن نغادر ذكرى أحداث 11 / 9 / 2001 فقد تفيد الإشارة إلى سابق تعثر مشاريع مد أنابيب النفط في أفغانستان مع حكومة الطالبان التي سبق أن نالت الثناء الأمريكي على حملتها على تجارة المخدرات، وإلى يقين الإدارة الأمريكية من عدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق بدليل أكبر من شهادات المفتشين الدوليين وهو إرسالها لجنودها إلى معركة تعلم أنها نظيفة من هذه الأسلحة، وإلى سيل الدراسات التي تؤكد التوجه النفطي للإدارة الأمريكية برئاسة جورج دبليو بوش باعتباره وعائلته ونائبه وحلفائه من أقطاب هذه الصناعة، وإلى صراع الهيمنة الاقتصادية على العالم بين الولايات المتحدة وكل من الصين واليابان وأوروبا .. وإلى أن بعض ذلك أو كله يجري متناغما بل ومدعوما من قوة أكبر وهي قوة اليمين البروتستنتي المتطرف صهيونيا صاحب القاعدة العريضة في ولايات الجنوب الأمريكي حيث قاعدة الرئيس جورج دبليو بوش ومراكز الصناعة النفطية والتاريخ الطويل الموغل في العنصرية.
وحتى لا يسقط الأمر من الذاكرة فإن لا خلاف بأن أحداث 11 / 9 /2001 فتحت أبواب الجحيم الأمريكي وأطاحت بأنظمة ودول ومئات الألوف من القتلى ورأى الشعب الأمريكي قوافل النعوش الطائرة العائدة بأصحابها إلى الأرض الأمريكية، ومع ذلك فلم نسمع عن أن مسؤول أمريكي واحد حوسب على تقصيره رغم ثبوت أن الأجهزة الأمنية المختصة كانت قد أبلغت تحذيراتها بتوقع حدوث شيء .. حتى إذا حدث هذا الشيء تأخر رد الفعل عند أكبر قوة عسكرية في العالم إلى أن تمت العملية بنجاح ثم بدأت ماكينة الحرب في العمل داخليا وخارجيا، وبدأ معها الدور الغريب للدولار الذي يتوازى تماما مع قصف المدافع والطائرات ويكاد أن يكون هو رأس الحربة في المعركة الآن بعدما اتسعت ولم تعد قاصرة على الولايات المتحدة وأفغانستان والعراق وشملت باقي دول العالم النفطية والصناعية والرأسمالية أصحاب المال .. والنامية التي لا يشكل ازدياد المؤشرات السلبية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لديها هاجسا يفوق هاجس الاستقرار في الحكم والخوف على الرؤوس من أن تطير كما طار الرأسين في العراق وأفغانستان.
عالميا فإن المعركة الدولارية التي تقودها الجهات الأمريكية المختصة ويخوضها ضدها مراكز قوة في العالم هي أضعف لأسباب كثيرة في مجال المنافسة، وقد يكون هذا الضعف سببا في إطالة المعركة أو إنهائها للخروج منها بأقل الخسائر دون الطمع في مكاسب، مع التأكيد على أن دولنا النامية ومنها نفطية هي بالأصل إحدى العناصر الأمريكية في هذا الصراع وهي من الخاسرين الكبار في لعبة تخفيض سعر الدولار أو رفعه أو اللعب في نسب الفائدة الربوية التي تلتحق به، ومع هذا فإنه ولو تم اتهامنا بأننا نتدخل فيما لا يعنينا فإن من حقنا باعتبارنا من سكان الكوكب الذي يجري فيه الصراع أن نهتم بالمعركة ونحاول استكشاف أبعادها ونهاياتها ونتساءل عن مصير الثمانمائة مليار دولار التي تركها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون كفائض في الميزانية الأمريكية قبل أربع سنوات إضافة إلى عجز وصل خلال هذه السنوات إلى أربعمائة مليار دولار ينتظر أن تزيد مائة أخرى العام القادم بما يعني أن الإدارة قد أضاعت ألف وثلاثمائة مليار دولار على مشاريعها الداخلية والخارجية (والحبل على الجرار كما يقولون) ومطلوب من هذه الإدارة الحفاظ على مستوى من المعيشة للمواطن الأمريكي يسمح لها مع باقي وسائلها الأخرى من إعلام وحرب حقيقية على قوى المعارضة في الداخل ومنها الكنيسة الكاثوليكية وليس الأقلية الإسلامية فقط حتى يستمر المناخ صالحا للتحالف الحاكم في تنفيذ مخططاته، فيتم تحميل كل سكان الدنيا مسؤولية إنعاش الاقتصاد الأمريكي وضمان الحد الأدنى من رفاهية شعبه ويبرز دور الدولار الملعون كسلاح أساس في معركة الهيمنة انخفاضا وارتفاعا موازيا تماما إن لم يكن متقدما عن دور القنابل الإشعاعية والقتل والتدمير.
الحاكم العتيد لكوبا فيدال كاسترو والذي عاش أربعة عقود من الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تبعد أرضه عن شواطئها مرمى مدفع وما زال صامدا، قرر أخيرا إلغاء التعامل بالدولار في بلده، وقبله فعلها حاكم العراق السابق بعد انقلاب الإدارة الأمريكية عليه وبعد توريطه في غزو الكويت، وقد يكون سلوك الإثنين نابعا من ثأر شخصي، ولكن ألا يفتح هذا السلوك أعين باقي الأنظمة المستقلة (..) فأرض الله واسعة ما بين اليورو والين والإسترليني وغيرهم.
لاحظ شارلوك هولمز بطل القصص البوليسية وهو يقوم بالتحري عن من أشعل النار في أحد البيوت أن كلب الحراسة لم ينبح أثناء قيام أحدهم بإشعال الحريق مع أن الحريق قد مسّ الكلب بعد ذلك، فاستدل على ذلك بأن الفاعل هو صاحب الدار .. هذه الملاحظة أشار إليها أحد الكتّاب الأمريكيين بعد أحداث أم الكوارث في 11 / 9 /2001 مع اعتراف الأجهزة المعنية بالأمن بأنها كانت تتوقع حدوثها .. فمتى تنبح كلابنا؟.
أيا كان الفاعل، فإن أحداث 11 / 9 / 2001 والتي فتحت الباب أمام أحداث أخرى أمريكية وعالمية وأهمها المشروع الخيري الإغاثي (!!) لتغيير النظامين الحاكمين في كل من أفغانستان والعراق واستبدالهما بنظم ديموقراطية على الطراز الأمريكي كما يبشر أصحاب المشروع الخيري، فإن الدولار الأمريكي قد أصبح دوره في العالم الآن ليس أقل خطورة من الآلة العسكرية الأمريكية وصواريخها وأسلحتها خصوصا وأن الحملة الإغاثية في كلا البلدين التي كلّفت الإدارة الأمريكية حتى الآن ما يزيد عن المائة مليار دولار إضافة إلى أكثر من ستة مليارات أخرى شهريا، والأرقام مرشحة للزيادة، مع الهبوط الحاد لقيمته في مقابل باقي العملات العالمية، بما يعني وباختصار شديد ودون محاولة استقصاء تعقيدات الأمور أن توابع انهيار برجي التجارة العالمية في نيويورك ما زالت تتوالى وأن دولنا النامية التي تتنفس دولاريا ستظل في سيرها السلبي النامي الذي سيعفي شعوبها وأنظمتها من حملات الرحمة الأمريكية كما حدث لأفغانستان والعراق، فمشاعر أولاد العم سام ليست بالقسوة التي تسمح لحملاتها الخيرية بأن تجمع على دولنا بين النمو (..) والغزو العسكري، ولعل هذه هي الفائدة الوحيدة التي يمكن أن تخرج بها دولنا من أزمة الحروب والقتل والنسف والتدمير.
ومرة أخرى وقبل أن نغادر ذكرى أحداث 11 / 9 / 2001 فقد تفيد الإشارة إلى سابق تعثر مشاريع مد أنابيب النفط في أفغانستان مع حكومة الطالبان التي سبق أن نالت الثناء الأمريكي على حملتها على تجارة المخدرات، وإلى يقين الإدارة الأمريكية من عدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق بدليل أكبر من شهادات المفتشين الدوليين وهو إرسالها لجنودها إلى معركة تعلم أنها نظيفة من هذه الأسلحة، وإلى سيل الدراسات التي تؤكد التوجه النفطي للإدارة الأمريكية برئاسة جورج دبليو بوش باعتباره وعائلته ونائبه وحلفائه من أقطاب هذه الصناعة، وإلى صراع الهيمنة الاقتصادية على العالم بين الولايات المتحدة وكل من الصين واليابان وأوروبا .. وإلى أن بعض ذلك أو كله يجري متناغما بل ومدعوما من قوة أكبر وهي قوة اليمين البروتستنتي المتطرف صهيونيا صاحب القاعدة العريضة في ولايات الجنوب الأمريكي حيث قاعدة الرئيس جورج دبليو بوش ومراكز الصناعة النفطية والتاريخ الطويل الموغل في العنصرية.
وحتى لا يسقط الأمر من الذاكرة فإن لا خلاف بأن أحداث 11 / 9 /2001 فتحت أبواب الجحيم الأمريكي وأطاحت بأنظمة ودول ومئات الألوف من القتلى ورأى الشعب الأمريكي قوافل النعوش الطائرة العائدة بأصحابها إلى الأرض الأمريكية، ومع ذلك فلم نسمع عن أن مسؤول أمريكي واحد حوسب على تقصيره رغم ثبوت أن الأجهزة الأمنية المختصة كانت قد أبلغت تحذيراتها بتوقع حدوث شيء .. حتى إذا حدث هذا الشيء تأخر رد الفعل عند أكبر قوة عسكرية في العالم إلى أن تمت العملية بنجاح ثم بدأت ماكينة الحرب في العمل داخليا وخارجيا، وبدأ معها الدور الغريب للدولار الذي يتوازى تماما مع قصف المدافع والطائرات ويكاد أن يكون هو رأس الحربة في المعركة الآن بعدما اتسعت ولم تعد قاصرة على الولايات المتحدة وأفغانستان والعراق وشملت باقي دول العالم النفطية والصناعية والرأسمالية أصحاب المال .. والنامية التي لا يشكل ازدياد المؤشرات السلبية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لديها هاجسا يفوق هاجس الاستقرار في الحكم والخوف على الرؤوس من أن تطير كما طار الرأسين في العراق وأفغانستان.
عالميا فإن المعركة الدولارية التي تقودها الجهات الأمريكية المختصة ويخوضها ضدها مراكز قوة في العالم هي أضعف لأسباب كثيرة في مجال المنافسة، وقد يكون هذا الضعف سببا في إطالة المعركة أو إنهائها للخروج منها بأقل الخسائر دون الطمع في مكاسب، مع التأكيد على أن دولنا النامية ومنها نفطية هي بالأصل إحدى العناصر الأمريكية في هذا الصراع وهي من الخاسرين الكبار في لعبة تخفيض سعر الدولار أو رفعه أو اللعب في نسب الفائدة الربوية التي تلتحق به، ومع هذا فإنه ولو تم اتهامنا بأننا نتدخل فيما لا يعنينا فإن من حقنا باعتبارنا من سكان الكوكب الذي يجري فيه الصراع أن نهتم بالمعركة ونحاول استكشاف أبعادها ونهاياتها ونتساءل عن مصير الثمانمائة مليار دولار التي تركها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون كفائض في الميزانية الأمريكية قبل أربع سنوات إضافة إلى عجز وصل خلال هذه السنوات إلى أربعمائة مليار دولار ينتظر أن تزيد مائة أخرى العام القادم بما يعني أن الإدارة قد أضاعت ألف وثلاثمائة مليار دولار على مشاريعها الداخلية والخارجية (والحبل على الجرار كما يقولون) ومطلوب من هذه الإدارة الحفاظ على مستوى من المعيشة للمواطن الأمريكي يسمح لها مع باقي وسائلها الأخرى من إعلام وحرب حقيقية على قوى المعارضة في الداخل ومنها الكنيسة الكاثوليكية وليس الأقلية الإسلامية فقط حتى يستمر المناخ صالحا للتحالف الحاكم في تنفيذ مخططاته، فيتم تحميل كل سكان الدنيا مسؤولية إنعاش الاقتصاد الأمريكي وضمان الحد الأدنى من رفاهية شعبه ويبرز دور الدولار الملعون كسلاح أساس في معركة الهيمنة انخفاضا وارتفاعا موازيا تماما إن لم يكن متقدما عن دور القنابل الإشعاعية والقتل والتدمير.
الحاكم العتيد لكوبا فيدال كاسترو والذي عاش أربعة عقود من الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تبعد أرضه عن شواطئها مرمى مدفع وما زال صامدا، قرر أخيرا إلغاء التعامل بالدولار في بلده، وقبله فعلها حاكم العراق السابق بعد انقلاب الإدارة الأمريكية عليه وبعد توريطه في غزو الكويت، وقد يكون سلوك الإثنين نابعا من ثأر شخصي، ولكن ألا يفتح هذا السلوك أعين باقي الأنظمة المستقلة (..) فأرض الله واسعة ما بين اليورو والين والإسترليني وغيرهم.
لاحظ شارلوك هولمز بطل القصص البوليسية وهو يقوم بالتحري عن من أشعل النار في أحد البيوت أن كلب الحراسة لم ينبح أثناء قيام أحدهم بإشعال الحريق مع أن الحريق قد مسّ الكلب بعد ذلك، فاستدل على ذلك بأن الفاعل هو صاحب الدار .. هذه الملاحظة أشار إليها أحد الكتّاب الأمريكيين بعد أحداث أم الكوارث في 11 / 9 /2001 مع اعتراف الأجهزة المعنية بالأمن بأنها كانت تتوقع حدوثها .. فمتى تنبح كلابنا؟.