المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تعرف هل انت معاقب..او مبتلي..؟؟


دموع الزمن
01-16-2010, 01:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

إذا وقعت مصيبة على مسلم ، يتساءل الناس ، بل حتى من وقعت عليه :

هل هذا ابتلاء ؛ لإيمانه ؟

أو

هو عقوبة له على ذنوب قد لا نعلمها ؟

يتردد هذا كثيرًا في الأذهان عند المصائب .


وقد رأيتُ كلامًا متعلقًا بهذا التساؤل في رسالة قيّمة - لم تُطبع بعد - للدكتور حسن الحميد - وفقه الله - : عنوانها " سُنن الله في الأمم من خلال آيات القرآن " قال فيها ( ص 386-388 ) :

( هل يُعد كل ابتلاء مصيبة جزاء على تقصير؟ وبالتالي فهل كل بلاء ومصيبة عقوبة؟


وتلك مسألة قد تُشكل على بعض الناس.

ومنشأ الإشكال فيما أرى : هو الإختلاف في فهم النصوص المتعلقة بهذه المسألة، وكيف يكون الجزاء على الأعمال.


فعلى حين يرد التصريح في بعضها بأن كل مصيبة تقع فهي بسبب ما كسبه العبد، كقوله تبارك وتعالى: ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) .


نجد نصوصاً أخر تصرح بأن (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل). كما جاء ذلك في الحديث الصحيح.


وبأن البلاء يقع –فيما يقع له- على المؤمنين ليكشف عن معدنهم ويختبر صدقهم (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم).


فلو كان كل بلاء يقع يكون جزاء على تقصير ؛ لكان القياس أن يكون أشد الناس بلاء الكفرة والمشركين والمنافقين، بدليل الآية السابقة ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم...) !.

والذي يزول به هذا الإشكال بإذن الله تعالى، هو أن ننظر إلى هذه المسألة من ثلاث جهات:

الأولى: أن نفرق بين حال المؤمنين وحال الكفار في هذه الدنيا.


فالمؤمنون لابد لهم من الإبتلاء في هذه الدنيا، لأنهم مؤمنون، قبل أن يكونوا شيئاً آخر، فهذا خاص بهم، وليس الكفار كذلك. ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) .


الجهة الثانية: أنه لا انفصال بين الجزاء في الدنيا والجزاء في الآخرة.


فما يقع على المؤمنين من البلاء والمصائب في الدنيا، فهو بما كسبت أيديهم من جهة، وبحسب منازلهم عند الله في الدار الآخرة من جهة ثانية.


فمنهم من يجزى بكل ما اكتسب من الذنوب في هذه الدنيا، حتى يلقى الله يوم القيامة وليس عليه خطيئة.

وهذا أرفع منـزلة ممن يلقى الله بذنوبه وخطاياه، ولهذا اشتد البلاء على الأنبياء فالصالحين فالأمثل فالأمثل؛ لأنهم أكرم على الله من غيرهم.


ومن كان دون ذلك فجزاؤه بما كسبت يداه في هذه الدنيا بحسب حاله.


وليس الكفار كذلك؛ فإنهم ( ليس لهم في الآخرة إلا النار) ، فليس هناك أجور تضاعف ولا درجات ترفع، ولا سيئات تُكفّر. ومقتضى الحكمة ألا يدّخر الله لهم في الآخرة عملاً صالحاً،

بل ما كان لهم من عمل خير، وما قدّموا من نفع للخلق يجزون ويكافئون به في الدنيا، بأن يخفف عنهم من لأوائها وأمراضها. وبالتالي لا يمن عليهم ولا يبتليهم بهذا النوع من المصائب والابتلاءات.


فما يصيب المؤمنين ليس قدراً زائداً على ما كسبته أيديهم، بل هو ما كسبوه أو بعضه، عُجل لهم، لما لهم من القدر والمنـزلة عند الله.


وهذه يوضحها النظر في الجهة الثالثة وهي:

أن نعلم علم اليقين أن أي عمل نافع تقوم به الجماعة أو الأمة المسلمة، فإنها لابد أن تلقى جزاءها في الدنيا، كما يلقى ذلك غيرها، بل أفضل مما يلقاه غيرها.

وهذا شيء اقتضته حكمة الله، وجرت به سنته كما سبق بيانه في أكثر من موضع.


ولهذا صح من حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة. يُعطى بها في الدنيا ويُجزى بها في الآخر,

وأما الكافر فيُطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يُجزى بها).


والخلاصة :

أنه لا يكون بلاء ومصيبة إلا بسبب ذنب.

وأن المؤمنين يجزون بحسناتهم في الدنيا والآخرة، ويُزاد في بلائهم في الدنيا ليكفر الله عنهم من خطاياهم التي يجترحونها، فلا يُعاقبون عليها هناك،

وحتى تسلم لهم حسناتهم في الآخرة.


وأما الكفار فيُجزون بحسناتهم كلها في الدنيا، فيكون ما يستمتعون به في دنياهم – مما يُرى أنه قدر زائد على ما أعْطيه المؤمنون- يكون هذا في مقابلة ما يكون لهم من حسنات. وليس لهم في الآخرة من خلاق.


والله أعلم

منقول للفائدة..

تحيتي للجميع..

العلايا
01-16-2010, 01:34 AM
( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) .

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

دموع الزمن
01-16-2010, 01:54 AM
( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) .

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .



يسلموووووووو

قلبوووووووووووو

على هاللطلة الحلوة..

لا خلا ولا عدم..

يعطيك الف عافية..

تحيتي لك

أمووون
01-17-2010, 08:38 PM
موضوع مهم جدا وقيم وقد أخذ البعض من همي .. ما أحوجنا لمثل هكذا مواضيع تذكرنا بما نحن غافلون عنه .. وتخفف علينا همومنا وحزننا ومصائبنا ..

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلني من الصالحين والأمثل فالأمثل وكل مرضى المؤمنين ومن تحل عليه مصائب الدنيا والدين اللهم آمين ..

(أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل)

ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم).


أختي دموع الزمن أشكرك من كل قلبي على النقل الجميل والفائدة العظيمة ..

تمنياتي لك وللجميع بموفور الصحة والعافية ..

دموع الزمن
01-18-2010, 12:29 AM
موضوع مهم جدا وقيم وقد أخذ البعض من همي .. ما أحوجنا لمثل هكذا مواضيع تذكرنا بما نحن غافلون عنه .. وتخفف علينا همومنا وحزننا ومصائبنا ..

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلني من الصالحين والأمثل فالأمثل وكل مرضى المؤمنين ومن تحل عليه مصائب الدنيا والدين اللهم آمين ..





أختي دموع الزمن أشكرك من كل قلبي على النقل الجميل والفائدة العظيمة ..

تمنياتي لك وللجميع بموفور الصحة والعافية ..



جزاك الله خيراً ولك بمثل دعاءك والله يجمعنا في جنه عرضها السموات والارض..

اسال الله العظيم ان يوفقك ويسعدك وييسر امرك وجميع المسلمين والمسلمات اللهم آمين

تسلمين حبيبتي على هالطلة الحلوة..

اشكر لك اطرائك اختي الكريمة..

يعطيك العافية..

تحيتي لك

اولئك ابائي
02-26-2010, 12:04 PM
______________________________
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

إذا وقعت مصيبة على مسلم ، يتساءل الناس ، بل حتى من وقعت عليه :

هل هذا ابتلاء ؛ لإيمانه ؟

أو

هو عقوبة له على ذنوب قد لا نعلمها ؟

يتردد هذا كثيرًا في الأذهان عند المصائب .


وقد رأيتُ كلامًا متعلقًا بهذا التساؤل في رسالة قيّمة - لم تُطبع بعد - للدكتور حسن الحميد - وفقه الله - : عنوانها " سُنن الله في الأمم من خلال آيات القرآن " قال فيها ( ص 386-388 ) :

( هل يُعد كل ابتلاء مصيبة جزاء على تقصير؟ وبالتالي فهل كل بلاء ومصيبة عقوبة؟


وتلك مسألة قد تُشكل على بعض الناس.

ومنشأ الإشكال فيما أرى : هو الإختلاف في فهم النصوص المتعلقة بهذه المسألة، وكيف يكون الجزاء على الأعمال.


فعلى حين يرد التصريح في بعضها بأن كل مصيبة تقع فهي بسبب ما كسبه العبد، كقوله تبارك وتعالى: ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) .


نجد نصوصاً أخر تصرح بأن (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل). كما جاء ذلك في الحديث الصحيح.


وبأن البلاء يقع –فيما يقع له- على المؤمنين ليكشف عن معدنهم ويختبر صدقهم (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم).


فلو كان كل بلاء يقع يكون جزاء على تقصير ؛ لكان القياس أن يكون أشد الناس بلاء الكفرة والمشركين والمنافقين، بدليل الآية السابقة ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم...) !.

والذي يزول به هذا الإشكال بإذن الله تعالى، هو أن ننظر إلى هذه المسألة من ثلاث جهات:

الأولى: أن نفرق بين حال المؤمنين وحال الكفار في هذه الدنيا.


فالمؤمنون لابد لهم من الإبتلاء في هذه الدنيا، لأنهم مؤمنون، قبل أن يكونوا شيئاً آخر، فهذا خاص بهم، وليس الكفار كذلك. ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) .


الجهة الثانية: أنه لا انفصال بين الجزاء في الدنيا والجزاء في الآخرة.


فما يقع على المؤمنين من البلاء والمصائب في الدنيا، فهو بما كسبت أيديهم من جهة، وبحسب منازلهم عند الله في الدار الآخرة من جهة ثانية.


فمنهم من يجزى بكل ما اكتسب من الذنوب في هذه الدنيا، حتى يلقى الله يوم القيامة وليس عليه خطيئة.

وهذا أرفع منـزلة ممن يلقى الله بذنوبه وخطاياه، ولهذا اشتد البلاء على الأنبياء فالصالحين فالأمثل فالأمثل؛ لأنهم أكرم على الله من غيرهم.


ومن كان دون ذلك فجزاؤه بما كسبت يداه في هذه الدنيا بحسب حاله.


وليس الكفار كذلك؛ فإنهم ( ليس لهم في الآخرة إلا النار) ، فليس هناك أجور تضاعف ولا درجات ترفع، ولا سيئات تُكفّر. ومقتضى الحكمة ألا يدّخر الله لهم في الآخرة عملاً صالحاً،

بل ما كان لهم من عمل خير، وما قدّموا من نفع للخلق يجزون ويكافئون به في الدنيا، بأن يخفف عنهم من لأوائها وأمراضها. وبالتالي لا يمن عليهم ولا يبتليهم بهذا النوع من المصائب والابتلاءات.


فما يصيب المؤمنين ليس قدراً زائداً على ما كسبته أيديهم، بل هو ما كسبوه أو بعضه، عُجل لهم، لما لهم من القدر والمنـزلة عند الله.


وهذه يوضحها النظر في الجهة الثالثة وهي:

أن نعلم علم اليقين أن أي عمل نافع تقوم به الجماعة أو الأمة المسلمة، فإنها لابد أن تلقى جزاءها في الدنيا، كما يلقى ذلك غيرها، بل أفضل مما يلقاه غيرها.

وهذا شيء اقتضته حكمة الله، وجرت به سنته كما سبق بيانه في أكثر من موضع.


ولهذا صح من حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة. يُعطى بها في الدنيا ويُجزى بها في الآخر,

وأما الكافر فيُطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يُجزى بها).


والخلاصة :

أنه لا يكون بلاء ومصيبة إلا بسبب ذنب.

وأن المؤمنين يجزون بحسناتهم في الدنيا والآخرة، ويُزاد في بلائهم في الدنيا ليكفر الله عنهم من خطاياهم التي يجترحونها، فلا يُعاقبون عليها هناك،

وحتى تسلم لهم حسناتهم في الآخرة.


وأما الكفار فيُجزون بحسناتهم كلها في الدنيا، فيكون ما يستمتعون به في دنياهم – مما يُرى أنه قدر زائد على ما أعْطيه المؤمنون- يكون هذا في مقابلة ما يكون لهم من حسنات. وليس لهم في الآخرة من خلاق.


والله أعلم

منقول للفائدة..

تحيتي للجميع.



جزاك الله خير الجزاء أختي دموع الزمن ... وأثابك الله الجنة على ماكتبت يداك ...

حفظك الله ورعاك .... تقبلي مروري

http://www.alshibami.net/saqifa//uploaded/19159_1266755537.gif

دموع الزمن
03-19-2010, 09:22 AM
______________________________

[/CENTER][/COLOR][/FONT][/SIZE]


جزاك الله خير الجزاء أختي دموع الزمن ... وأثابك الله الجنة على ماكتبت يداك ...

حفظك الله ورعاك .... تقبلي مروري

http://www.alshibami.net/saqifa//uploaded/19159_1266755537.gif




الله يجزاك الجنة..

يعطيك الف عافية..

على هالمرور الرائع..

لا خلا ولا عدم..

تحيتي لك

الأميـــ الدلّوعة ـــــرة
03-19-2010, 11:49 AM
الله يجزاكي خير على الموضوع المفيد ويجعله في ميزان حسناتك وتعم فايدته كل من شافه .

دموع الزمن
03-19-2010, 11:59 AM
الله يجزاكي خير على الموضوع المفيد ويجعله في ميزان حسناتك وتعم فايدته كل من شافه .



غاليتي اشكر لك تواجد الكريم..

يعطيك الف عافية..

ويجزاك الجنة..

لاخلا ولا عدم..

تحيتي لك

ابو محمد التريمي
03-19-2010, 03:10 PM
بارك الله فيك وجزاك الله الجنة

الصمصومة
03-19-2010, 05:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..موضوع رائع جزاك الله خير ويسر الله امورك

دموع الزمن
03-20-2010, 06:55 AM
بارك الله فيك وجزاك الله الجنة




يجزاك الله خير..

اشكر لك اطلالتك..

لا خلا ولا عدم..

يعطيك الف عافية..

تحيتي لك

دموع الزمن
03-20-2010, 06:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..موضوع رائع جزاك الله خير ويسر الله امورك



تسلمين غاليتي على هالطلة الحلوة..

يجزاك الله كل خير..

لا خلا ولا عدم..

يعطيك الف عافية..

تحيتي لك