الخليفي الهلالي
01-22-2010, 08:03 PM
رحلتي مع التهريب
حدث هذا في عام 1987م كنت في عدن ورغبت في الذهاب الى قريتي بمحافظة شبوه ذهبت عصرأ الى محطة الباصات التي تقع في حي الشيخ عثمان وقطعت التذكره لأن التذاكر تنفذ مساء ولن يجد المرء مكان للركوب في الصباح إلا بالحظ ؛هكذا جرت العاده وفي صباح اليوم التالي حضرت الى محطة الحافلات وكان الأزدحام شديد خصوصأ من ابناء مدينة موديه ولودر( محافظة أبين )وجلهم من العوائل (نساء وأطفال) .بالأضافة الى ركاب من شقره وركاب تم السماح لهم بالصعود دون تذاكر من قبل السائق تحرك الباص في حوالي الساعة الثامنة صباحأ وكنت واقفا انا والبعض من الركاب لكي نترك مقاعدنا للنساء والأطفال وسارت الرحله وكأننا راكبين طائره جامبو أو مترو؛ وكان السائق يسير بتمهل ويتحدث مع الركاب القريبين منه حديث عن العمل ونسمع من هم بالقرب منا يحدثون عن معاناتهم حتى يحصلوا على تذكره الباص بسبب قلة المواصلات ؛ولا يجروا أحد على أنتقاد الوضع القائم في ذلك الوقت خوفأ من ان يكون أحد من المندسين بين الركاب استمر الحال الى أن خرجنا من شقره بعد نزول بعض الركاب وفرغت بعض المقاعد جلس الواقفين وماهي سوى دقائق حتى تغيّر الجو المكهرب في الحافلة ..وكأنني في بلاد أخرى .بدا الصوت يرتفع بين الناس والحديث اخذ مجال من الأريحيه بينهم ؛ تعجّبت كيف كانت الوجوه مشحوبه والآن بداء السرور على محيّا الركاب كلهم ؛؛
التفت الى شخص كان بجواري وسئلته ..هل للجو تاثير سلبي على الناس..(تعلمون أن الساحل حار وصعودنا العرقوب ( عرقوب شقره) حيث بدا الجو يبرد قليلأ ..
قال لي لا ؛؛كان هناك ركاب غرباء عن هؤلا والخوف منعهم من الحديث بحريه ..وبعد أن ذهبوا اصبح الوضع مطمئن لأن بقية الركاب من محافظة أبين وشبوه ...!
قلت له كيف ..قال بعد أحداث يناير ..أصبحنا حذرين بعد الذي عانيناه في تلك الأحداث .سئلني بسرعة بعد جملته الأخيره أنته من وين ؟ قلت له أنا شبوه تبسم في صمتّ ..ثم نظرت لبقية الركاب وإذا بهم مشغولين بالحديث والحوار مع بعضهم البعض دون حواجز ؛؛
في وسط الحافله كانت تجلس سيده وبجانبها أربعة اطفلا الكبير لا يتجاوز الثامنه من العمر وهي تقول بالم هذولا من وين بأكلهم ؛ حتى الحليب مش متوفر في التعاونيه وهذا مريض نزلت به عدن للعلاج وهذا هوه مافي علاج ولا دواء وانا راجعة الى لودر والله كريم ..قال واحد وين ابوهم ..ردت عليه قتل في الاحداث ؛ صمتّ جميع من في الباص واصلت تلك السيده حديثها حتى معاش ابوهم لازم نركض من مكان إلى آخر وراه ما يخرج لنا بسهوله ونضيّع نصف المعاش في المواصلات والركض حتى يعطونا الراتب حق ابوهم ؛؛
وانا حرمه من وين باجيب لهم حليب؟ يرد أحدهم بقوله لها؛ لقي لهم منيحه احسن لش من الحليب الدانو يبتسم الجميع ؛وصلنا مدينة أمعين ؛؛ على جانب الشارع بعض الدكاكين ؛ توقف الباص نزل الناس للتسوق والراحه .دخلت دكان مبني من البلك والبائع طفل في عمر الثانية عشر تقريبأ ..قلت له عندك عصير يماني ..رد بسرعة قال لا قلت له أنا من شبوه وعندي أطفال ينتظرونني آتي لهم بشئ من عدن ولم أجد شئ هناك وقالوا لي الناس في أمعين عصير يماني وبسكويت ابو ولد ..نظر لي نظره شك ولكنه كان ولد ذكي قال كم تبا قلت له كرتون عصير يماني وستة كراتين بسكويت ابو ولد (البسكويت علب صغير الحجم)
اختفى للحظات ثم عاد بالعصير والبسكويت ..حاسبته وحملت أغراضي الى الحافله وضعت العصير اسفل المقعد والبسكويت وضعت عليه غترتي ..تحركت الحافلة ؛قال جاري في المقعد..كيف باتسوي من النقاط التي امامك قلت له بايخارجها ربك ..سرنا حتى موديه ولم تكن هناك نقاط؛؛ولكن في منطقة النقبة هناك نقطة للشرطة ؛؛أثناء سيرينا في منحنى انفصل الأطار الخلفي الأيمن للحافلة وسيطر عليها السائق بخبرته وتوقف في جربة طين وهنا المشكل حيث وبعد نزولنا وجدنا أن الأطارات الخلفيه اليمنى انفصلت تمامأ عن جسم الحافلة وايش الذي باكون بعد هذا ..قال السائق اي مركبة قادمة ومتجهه الى عدن بانوصيهم يبلغوا المؤسسة لأرسال حافلة أخرى ...! الوقت كان الثانية عشر والنصف ظهرأ ..متى سوف تاتي الحافلة الأخرى ؟ المهم بعد حوالي الساعة توقفت عندنا شاحنة نيسان تعود للنقل البري وصعدت العوائل وبقيت عائله واحده ثم اتت شاحنة اخرى بعده بدقائق وصعدت العائله والبعض سمح لهم السائق الركوب على ظهر الشاحنه وأنا منهم ؛وقد كانت محمله باكياس البر وأخذت كرتون العصير والبسكويت وصعدت على ظهر الشاحنه وتحركت بنا وعند الوصول الى مفرق النقبه (المكلا عتق)توقفت بنا الشاحنه للتفتيش؛؛ صعد شرطي الى سطح الشاحنة وشاهد العصير قال ايش هذا قلت له هذا عصير ؛؛قال ممنوع من وين جبته قلت له اشتريته من أمعين ..؛ قال هذه مهربات من الشمال (شمال اليمن)هنا تدخّل رجل مسن وقال للشرطي ياولدي ماشي معه تجاره ..كرتون عصير لعياله .. صمت الشرطي ونظر ذات اليمين وذات الشمال ولم يرى أحد من زملائه قد صعد على ظهر الشاحنه شاهد الكرتون..! ثم نزل من ظهرالشاحنة دون أعتراض؛ هذا حدث أيام ظلم ذوي القربى من المثلث المشؤوم ؛؛ هل أنا مهرب ؟
حدث هذا في عام 1987م كنت في عدن ورغبت في الذهاب الى قريتي بمحافظة شبوه ذهبت عصرأ الى محطة الباصات التي تقع في حي الشيخ عثمان وقطعت التذكره لأن التذاكر تنفذ مساء ولن يجد المرء مكان للركوب في الصباح إلا بالحظ ؛هكذا جرت العاده وفي صباح اليوم التالي حضرت الى محطة الحافلات وكان الأزدحام شديد خصوصأ من ابناء مدينة موديه ولودر( محافظة أبين )وجلهم من العوائل (نساء وأطفال) .بالأضافة الى ركاب من شقره وركاب تم السماح لهم بالصعود دون تذاكر من قبل السائق تحرك الباص في حوالي الساعة الثامنة صباحأ وكنت واقفا انا والبعض من الركاب لكي نترك مقاعدنا للنساء والأطفال وسارت الرحله وكأننا راكبين طائره جامبو أو مترو؛ وكان السائق يسير بتمهل ويتحدث مع الركاب القريبين منه حديث عن العمل ونسمع من هم بالقرب منا يحدثون عن معاناتهم حتى يحصلوا على تذكره الباص بسبب قلة المواصلات ؛ولا يجروا أحد على أنتقاد الوضع القائم في ذلك الوقت خوفأ من ان يكون أحد من المندسين بين الركاب استمر الحال الى أن خرجنا من شقره بعد نزول بعض الركاب وفرغت بعض المقاعد جلس الواقفين وماهي سوى دقائق حتى تغيّر الجو المكهرب في الحافلة ..وكأنني في بلاد أخرى .بدا الصوت يرتفع بين الناس والحديث اخذ مجال من الأريحيه بينهم ؛ تعجّبت كيف كانت الوجوه مشحوبه والآن بداء السرور على محيّا الركاب كلهم ؛؛
التفت الى شخص كان بجواري وسئلته ..هل للجو تاثير سلبي على الناس..(تعلمون أن الساحل حار وصعودنا العرقوب ( عرقوب شقره) حيث بدا الجو يبرد قليلأ ..
قال لي لا ؛؛كان هناك ركاب غرباء عن هؤلا والخوف منعهم من الحديث بحريه ..وبعد أن ذهبوا اصبح الوضع مطمئن لأن بقية الركاب من محافظة أبين وشبوه ...!
قلت له كيف ..قال بعد أحداث يناير ..أصبحنا حذرين بعد الذي عانيناه في تلك الأحداث .سئلني بسرعة بعد جملته الأخيره أنته من وين ؟ قلت له أنا شبوه تبسم في صمتّ ..ثم نظرت لبقية الركاب وإذا بهم مشغولين بالحديث والحوار مع بعضهم البعض دون حواجز ؛؛
في وسط الحافله كانت تجلس سيده وبجانبها أربعة اطفلا الكبير لا يتجاوز الثامنه من العمر وهي تقول بالم هذولا من وين بأكلهم ؛ حتى الحليب مش متوفر في التعاونيه وهذا مريض نزلت به عدن للعلاج وهذا هوه مافي علاج ولا دواء وانا راجعة الى لودر والله كريم ..قال واحد وين ابوهم ..ردت عليه قتل في الاحداث ؛ صمتّ جميع من في الباص واصلت تلك السيده حديثها حتى معاش ابوهم لازم نركض من مكان إلى آخر وراه ما يخرج لنا بسهوله ونضيّع نصف المعاش في المواصلات والركض حتى يعطونا الراتب حق ابوهم ؛؛
وانا حرمه من وين باجيب لهم حليب؟ يرد أحدهم بقوله لها؛ لقي لهم منيحه احسن لش من الحليب الدانو يبتسم الجميع ؛وصلنا مدينة أمعين ؛؛ على جانب الشارع بعض الدكاكين ؛ توقف الباص نزل الناس للتسوق والراحه .دخلت دكان مبني من البلك والبائع طفل في عمر الثانية عشر تقريبأ ..قلت له عندك عصير يماني ..رد بسرعة قال لا قلت له أنا من شبوه وعندي أطفال ينتظرونني آتي لهم بشئ من عدن ولم أجد شئ هناك وقالوا لي الناس في أمعين عصير يماني وبسكويت ابو ولد ..نظر لي نظره شك ولكنه كان ولد ذكي قال كم تبا قلت له كرتون عصير يماني وستة كراتين بسكويت ابو ولد (البسكويت علب صغير الحجم)
اختفى للحظات ثم عاد بالعصير والبسكويت ..حاسبته وحملت أغراضي الى الحافله وضعت العصير اسفل المقعد والبسكويت وضعت عليه غترتي ..تحركت الحافلة ؛قال جاري في المقعد..كيف باتسوي من النقاط التي امامك قلت له بايخارجها ربك ..سرنا حتى موديه ولم تكن هناك نقاط؛؛ولكن في منطقة النقبة هناك نقطة للشرطة ؛؛أثناء سيرينا في منحنى انفصل الأطار الخلفي الأيمن للحافلة وسيطر عليها السائق بخبرته وتوقف في جربة طين وهنا المشكل حيث وبعد نزولنا وجدنا أن الأطارات الخلفيه اليمنى انفصلت تمامأ عن جسم الحافلة وايش الذي باكون بعد هذا ..قال السائق اي مركبة قادمة ومتجهه الى عدن بانوصيهم يبلغوا المؤسسة لأرسال حافلة أخرى ...! الوقت كان الثانية عشر والنصف ظهرأ ..متى سوف تاتي الحافلة الأخرى ؟ المهم بعد حوالي الساعة توقفت عندنا شاحنة نيسان تعود للنقل البري وصعدت العوائل وبقيت عائله واحده ثم اتت شاحنة اخرى بعده بدقائق وصعدت العائله والبعض سمح لهم السائق الركوب على ظهر الشاحنه وأنا منهم ؛وقد كانت محمله باكياس البر وأخذت كرتون العصير والبسكويت وصعدت على ظهر الشاحنه وتحركت بنا وعند الوصول الى مفرق النقبه (المكلا عتق)توقفت بنا الشاحنه للتفتيش؛؛ صعد شرطي الى سطح الشاحنة وشاهد العصير قال ايش هذا قلت له هذا عصير ؛؛قال ممنوع من وين جبته قلت له اشتريته من أمعين ..؛ قال هذه مهربات من الشمال (شمال اليمن)هنا تدخّل رجل مسن وقال للشرطي ياولدي ماشي معه تجاره ..كرتون عصير لعياله .. صمت الشرطي ونظر ذات اليمين وذات الشمال ولم يرى أحد من زملائه قد صعد على ظهر الشاحنه شاهد الكرتون..! ثم نزل من ظهرالشاحنة دون أعتراض؛ هذا حدث أيام ظلم ذوي القربى من المثلث المشؤوم ؛؛ هل أنا مهرب ؟