الشبامي
12-28-2004, 01:17 AM
موضوع غايه في الجمال والتسلسل المنطقي منقول من منتدى اجنبي (( وبدون نقل الردود)) وسأحاول نقل الردود بعد ترجمتها ولو ان بعضها لايستحق نقله لبعض الألفاظ القذره الوارده به والتي تبين مدى حقد هؤلاء اليهود على المسلمين
اترككم مع هذا المقال الرائع،،،،،
بقلم : أبهاي ميهتا
ترجمة : طارق جابر
في مواجهة الخصم الأثقل تسليحا في تاريخ الحرب ، الفلوجة لازالت تأبي أن تسلم نفسها حتي هذه اللحظة. أعظم ألة عسكرية في التاريخ قد لاقت صنوها. نقطة تحول في المعارف العسكرية . نهاية الحرب ، كما يراها الأمريكيون ، بوصفها إجتياح القوة لتحقيق النصر.
مع أن الفلوجة لا تشكل هدفا عسكريا كبيرا ، لكنها مع ذلك تمثل " التحدي الكبير " لقوات الإحتلال الأمريكية والبريطانية في العراق المحرر منذ أبريل 2003. في الحصار الأول للفلوجة في أبريل 2004 ألحقت المقاومة العراقية هزيمة قاسية بالأمريكيين.
في أبريل 2004 ، لقي أكثر من 1200 عراقي حتفه قتلا ، تفجيرا ، حرقا أو قنصا علي يد الأمريكيين ، ثلث هذا العدد من المدنيين ، أكثرهم نساء وأطفال ، وبينا أسقط علي المدينة 2000 رطل من القنابل ، ومروحيات أيه سي 130 سبكتر كانت تمحو قطاعات بأكملها من المدينة في غضون أقل من دقيقة كان كثير من العراقيين يسقطون أرضا في صمت بنيران القناصة الأمريكيين. مع ذلك فقد ظل الحقيقة أن قوات المارينز قد دحرت دون غايتها ، وأعقب ذلك إعلان الهدنة. لكن الهدنة لم تدم طويلا.
هذا الإمتهان والفشل للعسكرية الأمريكية سوغ كتقهقر إستراتيجي ، إلا أن الرغبة في التخلص من الدمل المزعج الذي مثلته الفلوجة أصبح علي قمة الأجندة الأمريكية منذ ذلك الوقت. لقد شكلت الفلوجة مثالا ساطعا للتحدي الذي مكن المقاومة فعليا من تأمين والسيطرة علي المدينة ومن دحر العسكرية الأمريكية فيها.
الهجوم الكبير الثاني علي الفلوجة في نوفمبر / ديسمبر 2004 رسخ صورة المواجهة بين أكبر قوة عسكرية في العالم ومجموعة من المقاتلين يرتدون أحذية تنس ويحملون صواريخ محلية الصنع. وقد كان لهذا الهجوم ثلاثة أهداف تكيكية معلنة. الأول كان قتل أو أسر الإرهابي أردني المولد أبو مصعب الزرقاوي (إذا كان هناك وجود بالفعل له) ومحاربة وتدمير ما بين أربعة إلي خمسة آلاف مقاتل يشتبه في وجودهم في المدينة. ثانيا تعهد الأمريكيون أيضا بتحرير سكان الفلوجة من العناصر الإجرامية وتأمين الفالوجة لإنتخابات يناير. وأخيرا كان الهدف التكتيكي والسياسي المعلن للمهمة العسكرية الأمريكية في الفلوجة هو أداء أمريكا لرسالتها في حرب الخير ضد الشر ، بالإضافة إلي ذلك يبدو (كما هو مفترض من تقاريرهم الإستخباراتية) أن الحملة كانت تهدف لتدمير الشيطان الذي ظهر علي ما يبدو أنه يقطن الفالوجة.
من الواضح كما يبدو أن أي من هذه الأهداف التكتيكية والعسكرية لم يتحقق بما في ذلك تلك الرغبة الأمريكية المحتملة لملاقاة الشيطان ، ساكن الفلوجة. كذلك الأمر بالنسبة للأهداف الأمريكية الأخري بما فيها إقرار الديموقراطية في المدينة بمحوها أساسا من الوجود ، كل هذه الأهداف إنتهت إلي ضياع. خلال 48 ساعة من الهجوم ، كانت الروايات الرسمية مليئة بتقارير عن أن الزرقاوي (لو أن هناك بالفعل أي وجود حقيقي لهذه الشخصية) ربما يكون قد تسلل من المدينة رغم محيطها المحاصر.
إلا أن السيد شيطان كان بالتأكيد لايزال باقيا في المدينة جنبا إلي جنب مع بقية السكان التعساء في قبضة المسلحين. المدينة ذات الثلاثمائة ألف ساكن كان متبقيا فيها نحو أربعين ألف مدني أمام القوات الأمريكية. وحسب زعمهم أن هذا العدد يشمل حوالي خمسة آلاف مقاتل حسب التوقعات ، فإن العدد المتبقي كان مجرد مدنيين عزل أمام القوات الأمريكية.
كان العدد الفعلي للمدنيين المتبقين في المدينة في الثامن من نوفمبر ما بين 60000 إلي 100000 عراقي حيث منعت القوات الأمريكية كل الذكور من سن 16 إلي 60 من مغادرة المدينة.
ويمكن أن يستنتج المرء أن أغلبية المستضعفين من الفقراء ، المسنين ، النساء ، الأطفال والمرضي بقيت منهم أعداد كبيرة في المدينة ربما يتجاوز عددهم الأربعين ألفا. مع الغارات الجوية الممهدة لإقتحام المدينة تم قتل عدة مئات من المدنيين خلال الأسبوع الأول من نوفمبر ، وأول الأهداف الرسمية للهجمات العسكرية كان الأطباء والممرضات ، كان هؤلاء هم أول الأهداف المطلوب محوها كأنها هدف عسكري مشروع بزعم أن المقاتلين في المدينة يرغمون الأطباء علي إطلاق حملات دعاية ومعلومات كاذبة.
الهجوم خلف حوالي عشرة آلاف قتيل من المدنيين ، وربما أكثر من هذا العدد بكثير جدا. تقديرات الصليب الأحمر والهلال الأحمر تضيف ما يقرب من ستة آلاف إلي هذا الرقم بحلول الخامس والعشرون من نوفمبر. وحتي تاريخه لم يتم السماح للصليب الأحمر أو الهلال الأحمر بدخول المدينة لإسعاف الأهالي فيها. ما لم تنقله صور عملية الشبح الغاضب هو أن هذا الهجوم هو أكبر تركيز يلقي من الذخيرة الثقيلة علي مكان واحد منذ سقوط برلين. كانت هذه هي المرة الأولي منذ الحرب العالمية الثانية التي تطلق فيها قوة التدمير الأمريكية علي مدينة بدون أي محاذير أو ضوابط.
بتحديد أكبر ، قوة مكونة من 20000 جندي (من 12000 إلي 17000 من جنود أمريكا والتحالف و 2000 جندي من الحرس الوطني العراقي بالإضافة إلي حوالي 1000 من قوات البشمرجة) مدعمين بنحو 1100 إلي 2000 من العربات المدرعة والدبابات ، بالإضافة إلي الدعم الجوي بطائرات بي 52 من قواعد خارج العراق وخارج الخليج.
الذخيرة في حد ذاتها تمثل أثقل تركيز علي الإطلاق لذخيرة تلقي علي هدف واحد منذ سقوط برلين عام 1945. إنطلقت عملية الشبح الغاضب رسميا في 8 نوفمبر وأعلن أنها ستحقق النصر الكاسح في غضون الخامس عشر من نوفمبر. فيما بعد كانت كل البيانات العسكرية والتقارير الصحفية تتحدث فقط عن القتلي في محافظة الأنبار. وأن كل الفالوجة أصبحت تحت سيطرة قوات التحالف منذ ذلك الوقت ، أي منذ الخامس عشر من نوفمبر. ومنذ ذلك الوقت توقف تماما ذكر أي تفصيل عن الفلوجة في الروايات الرسمية وما حدث فيها بين 8 و 19 نوفمبر 2004. لم يوجد دليل علي تسرب أي خبر سوي قليل من الأخبار المتقطعة عن خسائر عادية في جيوب المقاتلين في محافظة الأنبار ، بالإضافة إلي خبر حول فيلم جديد عن الفلوجة يقوم ببطولته النجم هاريسون فورد.
الأن ، لدقيقة واحدة ، تأمل التناقضات الكبيرة في الرواية الرسمية ، تأمل ما حدث لصور الأقمار الصناعية للفلوجة والتي وضحت تفاصيل المدينة يوم بيوم منذ بدء العملية 8 نوفمبر حتي 15 نوفمبر ، الصور التي كانت تتاح للإعلام حتي 15 نوفمبر منعت فجأة بدون تقديم تفسير أو مبرر. لا توجد أي صور أقمار صناعية للفلوجة متاحة أمام الرأي العام منذ 15 نوفمبر . تأمل أيضا عدم السماح للصليب الأحمر أو الهلال الأحمر بدخول المدينة بأي شكل من الأشكال . اليوم 20 ديسمبر ولازالت جهود الإغاثة والإنقاذ ممنوعة من دخول المدينة. تأمل إنقطاع سيل الأخبار حيث لم يضع مراسل واحد قدمه في المدينة منذ 22 نوفمبر.
إنتصار عظيم كهذا دون تغطية إعلامية؟!!
هذه التناقضات جديرة بالملاحظة ، لذلك فليس من الواضح بشكل قطعي إذا كانت الأمور بالفعل كما تقول الرواية الرسمية أم أن العكس تماما هو الحادث. الفلوجة لم تسقط . ليس ذلك وحسب ، ولكن قوات التحالف تقهقرت عدة مرات حتي أصبحت أغلب قواتها تتمركز من جديد خارج المدينة. المقاومة العراقية تسيطر الآن علي معظم المدينة بعد أن دحرت علي الأقل ثلاثة من أكبر الهجمات المسلحة في التاريخ الحديث.
قي الواقع يمكن للمرء أن يدعي أن هذه كانت أكبر سلسلة من الهجمات العسكرية في التاريخ علي الإطلاق. الهدف هو 16 كم مربع ولو أراد المرء أن يستوعب ما تمثله هذه العملية من تصعيد مكثف للقوة التدميرية علي مر الزمن ، سيجد أن هذا ليس له سابقة علي مر الزمان. الآن لو أن هذه القوة كلها لم يتم فقط صدها ولكن ربما هزيمتها ، فهذا يقودنا إلي حقيقة جديرة بأن ندرسها بكل تأني.
علي الرغم من تسوية (ربما من 12000 إلي 20000 منزل من بين 50000 منزل شمله الهجوم) بإنزال أكبر قوة عسكرية لكل بوصة مربعة من أي مكان علي وجه الأرض علي حد تعبير الجنرال جون أبي زيد. من المثير للفضول أن يضيف الجنرال الأمريكي بغرابة شديدة قوله " إذا تخيلت بأي شكل قدرتنا النووية ، فلا بد أن تصل إلي الجميع رسالة واضحة أنه ما من قوة تعادل القوة العسكرية الأمريكية ". حسنا ، مع أنه عبء ولكن دعنا نتأمل القدرة النووية للعسكرية الأمريكية. ماذا بعد ؟ يقول الجنرال ايضا " عندما نتحدث عن إنزال أكبر قدر من القوة العسكرية لكل بوصة مربعة فوق أي مكان علي ظهر الأرض فلابد أن يري و يعرف الجميع هذا . كلمات الجنرال العظيم يبدو أن أحدا لم يسمعها ، علي الأقل العراقيون لم يسمعوها. الآلة العسكرية الأعظم علي الإطلاق في التاريخ تقوم بإنزال أعظم قوة نيران يراها العالم في مكان محاولة بكل صرامة وجد أن تأسر الفلوجة. لكن لا يحالفها الحظ حتي اليوم. بدلا من ذلك واجه الأمريكيون المقاومة التي قصمت ظهر هجومهم. بدلا من تكسير عظام المقاتلين عظمة عظمة وسحق ظهر المقاتلين ، يبدو أن ذلك هو ما جري للأمريكيين حيث لحق بهم ما كانوا يريدون إلحاقه بالمقاومة.
حتي في ذروة الهجوم لم يسيطر الأمريكيون علي أكثر من 35 إلي 40 % من الفلوجة (معظمها في الجزء الشمالي في غضون الثامن عشر من نوفمبر) ، بعد ذلك يبدو أنهم قد دحروا بإستمرار حتي غدت الحقيقة أنهم دحروا إلي مواقعهم التي كانوا بها في 13 نوفمبر أو قريبا منها وإلي الحدود الخارجية لمدينة الفلوجة. الأن تأمل مصير بقية الإحتلال. إنه يتمزق . أعظم قوة عسكرية في العالم لا تستطيع أن تسيطر علي طريق بطول 8 كم ، ربما أكثر الطرق أهمية في العراق ، طريق المطار الواصل بين وسط بغداد والمطار . تركيز القوات المزعومة علي هذا الطريق يبلغ 120 جندي لكل كم واحد علي طريق مفتوح ومع ذلك فإن وزير الدفاع الأسترالي لم يتمكن من الوصول إلي المنطقة الخضراء . ببساطة حلق عائدا إلي بلاده.
علي خلاف فيتنام ، حيث كان الأمريكيون يسيطرون علي معظم المدن ، فإن الحاميات الأمريكية / البريطانية في العراق معزولة تماما وسط شعب معادي لها. إنهم حتي لا يستطيعون تخطي المنطقة الخضراء بكيلومتر واحد أو إثنين. خطوط إمدادهم أصيبت بالشلل خلال الشهر الأخير وبدأت عمليات إنقاذ بإعادة التموين بإستخدام الطيران خلال 10 – 12 يوم الأخيرة. إمدادات الطيران محدودة ولا يمكن تصور أنها تكفي القوات (400 طن يوميا مرشحة للزيادة إلي 1600 طن يوميا كحد أقصي مقابل 20000 طن علي الأقل تحتاجها قوات مشكلة من 160000 جندي لسد إحتياجاتها اليومية من الماء والطعام والوقود والذخيرة. خط الإمداد الذي يبلغ طوله 300 ميل تفحم ، أو علي الأقل كل شيء داكن ، معدني ومسلح أو علي هذه الشاكلة أحرقته المقاومة. (أربعة آلاف رطل من الذخيرة تطلق علي شاحنات الهامر التي تستطيع حمل شحنة لا تزيد عن 5000 رطل) ، هل تتمكن من الحركة ؟ حتي لو أن ذلك لم يجد نفعا كما يدعي أعظم خبير إستراتيجي ، رامسفيلد ، حتي الدبابات يتم تفجيرها . هل هناك أي داع للقلق أبدا ؟.
مقابل أثقل الأعداء تسليحا في تاريخ الحرب ، الفلوجة لازالت تقاوم السقوط حتي هذه اللحظة . العشرون من ديسمبر 2004. الفالوجة وبالتأكيد كل قطعة من عراق ما بعد أبريل 2003 تعلن عن نديتها الفائقة في الحرب وتبشر بنهاية عصر الحرب التقليدية. هذا يمثل نقطة تحول في الشئون العسكرية ، نهاية الحرب كما يراها الأمريكيون والتي تعني إستخدام القوة الساحقة لتحقيق النصر.
تخيل مثالا واحدا علي ذلك . يمكن لقذيفة مدفع آر بي جي 7 أن تبلغ مدي يصل إلي 300 / 700 / 950 متر . عند 300 متر يمكن لأي قذيفة تقليدية أن تخترق 330 مم من دروع الصلب . نعم 33 سم أو 13 بوصة ، وهذا فعلا كم كبير من الصلب. المقذوف ربما يكلف ما بين 30 – 40 $ . بتحفظ فإن فريقا مكونا من ثلاثة أفراد مسلحين كل منهم بآر بي جي7 لديهم أكثر من فرصة للتغلب علي الدبابة م 1 أبرامز. ووسط الأحياء السكنية تفقد الدبابة بالكامل تقريبا كل المميزات التي تمتلكها في ساحة حرب تقليدية مفتوحة.
التفوق من حيث تكلفة الهجوم والأفراد واضح لمصلحة المقاومة. بأقل قدر أو حتي بدون تدريب يستطيع أي شخص إستخدام الآر بي جي7. وفريق مكون من نحو ثلاثة لن يكلف أكثر من 5000 $ لتسليحه . مقابل ذلك تتكلف م1 أبرامز الواحدة ، أعظم الدبابات المعروفة ووزنها حوالي 70 طن من الصلب عدة ملايين من الدولارات. الآن تخيل أعظم سلاح في الغرب في مواجهة فريق مكون من ثلاثة حاملي آر بي جي7 طلقاء في الشارع ، وإمنحهم أي غطاء ، حتي لو كن من الأنقاض والركام ، سيفي بالغرض وشكرا.
أليس الفرض متكافيء؟
الآن تخيل للحظة ، تخيل قوة مكونة من بضعة آلاف رجل ، هم الأفضل في الميدان وبالتأكيد أكثر الرجال جسارة علي وجه الأرض ، ليكن العدد أقل من 3000 إذ لو زاد عددهم عن ذلك لكانت معركة من جانب واحد لصالحهم. إذن يبدو أن فرضية ندية 3000 أمام 12000 إلي 20000 صحيحة. الآن أضف إلي ذلك عناصر الإبداع ، الذكاء والحماسة وسبب في منتهي الوجاهة ليكونوا غاضبين ، ومحتشدين لقضية عادلة . في الواقع أكثر القضايا عدلا علي الإطلاق. الآن لنفترض أن هؤلاء مسلحون فقط بـ آر بي جي 7 و آر بي جي 9 ، بعض عشرات من بنادق استريلا ، بعضة آلاف من صواريخ اس5 ك المعدلة ، أسلحة تقليدية مضادة للطائرات ، بضعة مئات الأطنان من سي 4 سيمتكس وهي رخيصة تمام ، بضعة آلاف من صواريخ المنصات الثابتة (من 52 مم إلي 152 مم) ، مدفعية تقليدية وقذائف (لنقل قنابل عيار 60مم ، 82 مم ، 120مم) ، بعض صواريخ سام (لنقل سام 7 وسام 9 ، بضعة آلاف قطعة سلاح كلاشنكوف ، بضع مئات من بنادق القنص عيار 0.5 مم . ربما يتوافر لهم أيضا بعض صواريخ صمود وأبجايل ذات مدي يصل 100 كم . ليس هذا بالتسليح الكبير . يمكنك أن تضيف إلي ذلك دون أن يجمح بك الخيال لنقل بعض صواريخ الطارق والكاتيوشا، تسليح بدايء للغاية في واقع الحال.
هناك بالتأكيد ما هو أكثر بين يدي المقاومة ، ولكنك تفهم الفكرة الآن ، مجدر تسليح عادي أبعد ما يكون عن آخر وأحدث ما في مجال التسليح . ولكن سلاح يستخدم علي أعلي مستوي من الكفاءة. الآن تخيل حجم القوة المضادة الكاسحة التي يشكلها هذا. أضف إلي ذلك مواقع وتحصينات دفاعية مجهزة مسبقا ، ليست خيالية بالطبع ولكن معدة جيدا جدا ، وتشمل حقول ألغام معدة بإحتراف رائع جدا جدا جدا ، بالإضافة إلي أكثر الفخاخ دهاءا علي الإطلاق.
أضف إلي كل ما سبق أن المقاومة العراقية ، أشجع الأشجع علي الإطلاق ، هي التي تقوم بإستخدام كل هذه الوسائل فماذا تكون النتيجة . حسنا ، النتيجة الآن هي السلاح الأرقي و الأحدث والأكثر تطورا ، و بمعني أدق النتيجة هي أحدث وأكثر أسلحة حرب المدن رقيا وتطورا علي الإطلاق في تاريخ البشرية لمعروف. أه ، نعم كدت أنسي اللعب ، حسنا ، المرء يحتاج أيضا إلي شراء بعض الألعاب لأن أجهزة التحكم عن بعد التي تصاحبها يمكن إستخدامها أيضا في أعمال التفجير عن بعد. إذن يمكننا إضافة بضع عشرات الدولارات للعب الأطفال كالسيارات ذات أجهزة التحكم عن بعد ، وهذه متوافرة لدي كل الناس في الأسواق المحلية. من قال إذن أن الجيوش لا يمكن تسليحها من الأسواق المحلية ، حسب زعم الإستراتيجي العظيم رامسفيلد . حتي هذه إتضح أنهم غير قادرين علي السيطرة عليها.
يبدو أننا أمام مشكلة أخري هنا . لعب الأطفال ذات أجهزة التحكم عن بعد ، لا تقل ذلك ؟! الدهشة تنطلق من الرجل الأعظم الثاني في قيادة أعظم قوة عسكرية ، فليساعدني أحد علي إستيعاب هذا.
الآن واجه كل هذا بالقوة العظمي علي الجانب الآخر التي أنفقت بالفعل نحو 150 بليون من عملة تستطيع شراء الكثير رغم أن قيمتها بدأت في الهبوط . ولا تنسي إضافة 450 بليون مطلوبة سنويا . حسنا كل هذا لا يكفي لشراء السلاح ، أضف إلي الميزانية 100 بليون أخري. حتي يناير 2004.
ولكن كل هذا لم يجد نفعا.
ربما لعدم إستخدام الأسلحة النيوترونية والذرية (علما بأن الأمريكان قد إستخدموا بالفعل الأسلحة الكيميائية في الفالوجة) , ورغم كل الجهود ، فإن كل ما إستطاع الأمريكان تحقيقه ضئيل بدرجة كبيرة ، إذا كان هناك بالأساس أي شيء قد تم تحقيقه ، حتي مع أفضل تقديرات الروايات الرسمية.
خمسة وأربعون يوما مضت ولا زالت الأيام تمر وتمر وتمر.
ربما يقولون ولكن عفوا ، عفوا ، لقد أسقطنا بغداد في 21 يوم فقط. والرد هو و 45 يوم من أجل 16 كم......
إن القوات الأمريكية في هذه الحالة لم تتمكن من إخراج المقاتلين من الفلوجة ، ناهيك عن السيطرة علي المدينة أو إحتلال 16 كم فعليا. في الواقع حتي لو أنهم إستخدموا قنبلة نيوترونية ما كان ذلك ليضيف أي شيء من الناحية العسكرية . لأنك في النهاية تحتاج إلي أخذ المدينة بيدك والسيطرة عليها والإستمرار في فرض قبضتك عليها وهكذا بإستمرار. وهذا ما لم يفعلوه . ولن يفعلوه . ولا يستطيعون أن يفعلوه.
لقد وصل الإستخدام الغاشم للقوة إلي منتهاه (القنابل زنة 2000 رطل والقنابل العنقودية ودبابات م1 أبرامز. إن لم تؤدي أسلحة آر بي جي 7 وآر بي جي 9 المهمة فشكرا) ، ومهما تكن الأهداف الأمريكية في العراق فلم يعد بالإمكان تحقيقها.
صواريخ الأرض جو البسيطة المحمولة علي الكتف أوقفت المروحيات الحديثة. في الواقع يوجد العديد من مقابر المروحيات داخل وحول الفالوجة . مقابر كبيرة . بعضها قريب جدا من حقول إصطياد الدبابات . نعم ، هناك ترقد عدة عربات مدرعة ، ليس في سلام بالطبع ولكن...
إستخدام الدعم الجوي ليس متاحا في حالات إشتباك الجنود . القصف الوحشي بلا حدود لن يفيد. في الحرب التي دارت في يوغوسلافيا السابقة كنموذج . علي الرغم من القصف المتواصل مدة 72 يوم بلا إنقطاع فقد تم الإعتراف بأن القوات المعادية لم تخسر أكثر من 5 إلي 10 % من عتادها بهذا القصف . (الخسارة هناك كانت سياسية ، ولكن تلك كانت قصة مختلفة)
الآن أنظر إلي رواية مختلفة تماما . رواية تأتي من بلاد ما بين النهرين ، ترويها سلالة أجدادكم وأجدادي ، أول من عرف الحضارة ، سومر ، أور ، حضارة الرافدين ، الأسود ، أحفاد حامورابي وصلاح الدين يوسف بن أيوب ، وما يضيق المقام عن حصره. ونعم ، من مكان يسمي الفلوجة ، ولكن من 84 سنة مضت.
والآن أضف إلي هذه الرواية بعض من الحاضر : عدو وحيد منزوع السلاح (تذكر ما قيل عن أجهزة الرؤية الليلية ؟ رؤية ليلية ؟ ناهيك عن أحدث صواريخ سام وكورنت . والعقوبات ؟ ماذا كان كل ذلك ؟)
الآن تخيل وجود 25 مليون رجل وإمرأة وطفل ، وهم أغني سكان كوكب الأرض (نعم الأغني بكل معاني الكلمة ، فهم الورثة الحقيقيون للحضارة الأصل ، و حتي بالمعني الدنيوي فهم يملكون 300 بليون برميل من إحتياطي النفط ، ما يجعل في مقدور مواطن عراقي بسيط إعادة بناء شارع مانهاتن في نيويورك بأكمله ، لو أننا نعيش في عالم أكثر عدلا . لاحظ أن الأمريكيون لديهم بالمقارنة 22.5 بليون برميل متبقي من إحتياطيات النفط) ، وغير كل هذا فهؤلاء العراقيون هم الأشجع والأكثر معاناة علي ظهر هذا الكوكب.
إذا فهمت قصة الفلوجة فربما لن تندهش عندما تسمع هذه الكلمات التي قد تبدو غريبة علي أذنيك لأول وهلة. فهذه كلمات عراقي ، نعم عراقي وقد قالها في 10 ديسمبر 2004. "العدو يفر من أمامنا. إنهم يخافون من حركة مقاومة لا يمكنهم رؤيتها أو حتي توقعها. الآن نحن نختار متي، أين وكيف نضرب. وكما أطلق أجدادنا الشرارة الأولي للحضارة الإنسانية، فسوف نعيد نحن تعريف كلمة غزو. اليوم نحن نخط فصلا جديدا في فنون حرب المدن"
لقد وضعت المقاومة العراقية نهاية لـ " نهاية التاريخ " . تاريخ جديد يتم سطره في العراق بل بالفعل قد تم سطره . ليس مجرد فصل آخر من فصول التاريخ ولكن كتاب جديد كلية . يمكن للمرء أن يقول أنه بداية الإندحار الكبير للولايات المتحدة عبر المحيط ، لو أن الحظ حالفهم . لقد تم إخلاء أكثر من 50000 جندي أمريكي من العراق للعلاج حتي نوفمبر 2004 (رقم مثير ، أليس كذلك ؟!). نعم سيكون هناك المزيد والمزيد من الأرواح المفقودة قبل أن تتضح نهاية اللعبة. أخيرا ، فإن السطر الأخير في هذا المقال موجه للسيد جورج دبليو بوش :
لقد طلبت المنازلة ، وقد فعلنا . كما لم يتوقع أحد . هل لديك تحد آخر ؟
نعم بالفعل ، هل لديه تحد آخر ؟ لا ، فهو مشغول بعبثه كما تري . لقد بحثنا عن أي صور ليوم 18 ديسمبر 2004 . لسنا حمقي كما تري . ولكن لا توجد صور. وأنا أتساءل لماذا لا توجد صور ؟!
القوة الغاشمة المكتسحة قد بلغت مداها . لم يحدث مطلقا أن جابه عدد قليل من المقاتلين هذه الجحافل المكتسحة ثم أجبروا القوة العظمي أن تركع علي ركبها . ويستمر الكابوس.
هذا بالتأكيد هو أعظم نصر عسكري في التاريخ . الإمبراطورية التي زعمت نفسها القوة الأعظم علي الإطلاق ، في الواقع يبدو أنها ستكون الأقصر عمرا علي الإطلاق. هذه القوة وجدت صنوها في بلاد ما بين النهرين...العراق.
للاطلاع على مقال الكاتب
http://www.gateway2china.com/community/_messages/14479.shtml
شبكة البصرة
الاحد 14 ذي القعدة 1425 / 26 كانون الاول 2004
اترككم مع هذا المقال الرائع،،،،،
بقلم : أبهاي ميهتا
ترجمة : طارق جابر
في مواجهة الخصم الأثقل تسليحا في تاريخ الحرب ، الفلوجة لازالت تأبي أن تسلم نفسها حتي هذه اللحظة. أعظم ألة عسكرية في التاريخ قد لاقت صنوها. نقطة تحول في المعارف العسكرية . نهاية الحرب ، كما يراها الأمريكيون ، بوصفها إجتياح القوة لتحقيق النصر.
مع أن الفلوجة لا تشكل هدفا عسكريا كبيرا ، لكنها مع ذلك تمثل " التحدي الكبير " لقوات الإحتلال الأمريكية والبريطانية في العراق المحرر منذ أبريل 2003. في الحصار الأول للفلوجة في أبريل 2004 ألحقت المقاومة العراقية هزيمة قاسية بالأمريكيين.
في أبريل 2004 ، لقي أكثر من 1200 عراقي حتفه قتلا ، تفجيرا ، حرقا أو قنصا علي يد الأمريكيين ، ثلث هذا العدد من المدنيين ، أكثرهم نساء وأطفال ، وبينا أسقط علي المدينة 2000 رطل من القنابل ، ومروحيات أيه سي 130 سبكتر كانت تمحو قطاعات بأكملها من المدينة في غضون أقل من دقيقة كان كثير من العراقيين يسقطون أرضا في صمت بنيران القناصة الأمريكيين. مع ذلك فقد ظل الحقيقة أن قوات المارينز قد دحرت دون غايتها ، وأعقب ذلك إعلان الهدنة. لكن الهدنة لم تدم طويلا.
هذا الإمتهان والفشل للعسكرية الأمريكية سوغ كتقهقر إستراتيجي ، إلا أن الرغبة في التخلص من الدمل المزعج الذي مثلته الفلوجة أصبح علي قمة الأجندة الأمريكية منذ ذلك الوقت. لقد شكلت الفلوجة مثالا ساطعا للتحدي الذي مكن المقاومة فعليا من تأمين والسيطرة علي المدينة ومن دحر العسكرية الأمريكية فيها.
الهجوم الكبير الثاني علي الفلوجة في نوفمبر / ديسمبر 2004 رسخ صورة المواجهة بين أكبر قوة عسكرية في العالم ومجموعة من المقاتلين يرتدون أحذية تنس ويحملون صواريخ محلية الصنع. وقد كان لهذا الهجوم ثلاثة أهداف تكيكية معلنة. الأول كان قتل أو أسر الإرهابي أردني المولد أبو مصعب الزرقاوي (إذا كان هناك وجود بالفعل له) ومحاربة وتدمير ما بين أربعة إلي خمسة آلاف مقاتل يشتبه في وجودهم في المدينة. ثانيا تعهد الأمريكيون أيضا بتحرير سكان الفلوجة من العناصر الإجرامية وتأمين الفالوجة لإنتخابات يناير. وأخيرا كان الهدف التكتيكي والسياسي المعلن للمهمة العسكرية الأمريكية في الفلوجة هو أداء أمريكا لرسالتها في حرب الخير ضد الشر ، بالإضافة إلي ذلك يبدو (كما هو مفترض من تقاريرهم الإستخباراتية) أن الحملة كانت تهدف لتدمير الشيطان الذي ظهر علي ما يبدو أنه يقطن الفالوجة.
من الواضح كما يبدو أن أي من هذه الأهداف التكتيكية والعسكرية لم يتحقق بما في ذلك تلك الرغبة الأمريكية المحتملة لملاقاة الشيطان ، ساكن الفلوجة. كذلك الأمر بالنسبة للأهداف الأمريكية الأخري بما فيها إقرار الديموقراطية في المدينة بمحوها أساسا من الوجود ، كل هذه الأهداف إنتهت إلي ضياع. خلال 48 ساعة من الهجوم ، كانت الروايات الرسمية مليئة بتقارير عن أن الزرقاوي (لو أن هناك بالفعل أي وجود حقيقي لهذه الشخصية) ربما يكون قد تسلل من المدينة رغم محيطها المحاصر.
إلا أن السيد شيطان كان بالتأكيد لايزال باقيا في المدينة جنبا إلي جنب مع بقية السكان التعساء في قبضة المسلحين. المدينة ذات الثلاثمائة ألف ساكن كان متبقيا فيها نحو أربعين ألف مدني أمام القوات الأمريكية. وحسب زعمهم أن هذا العدد يشمل حوالي خمسة آلاف مقاتل حسب التوقعات ، فإن العدد المتبقي كان مجرد مدنيين عزل أمام القوات الأمريكية.
كان العدد الفعلي للمدنيين المتبقين في المدينة في الثامن من نوفمبر ما بين 60000 إلي 100000 عراقي حيث منعت القوات الأمريكية كل الذكور من سن 16 إلي 60 من مغادرة المدينة.
ويمكن أن يستنتج المرء أن أغلبية المستضعفين من الفقراء ، المسنين ، النساء ، الأطفال والمرضي بقيت منهم أعداد كبيرة في المدينة ربما يتجاوز عددهم الأربعين ألفا. مع الغارات الجوية الممهدة لإقتحام المدينة تم قتل عدة مئات من المدنيين خلال الأسبوع الأول من نوفمبر ، وأول الأهداف الرسمية للهجمات العسكرية كان الأطباء والممرضات ، كان هؤلاء هم أول الأهداف المطلوب محوها كأنها هدف عسكري مشروع بزعم أن المقاتلين في المدينة يرغمون الأطباء علي إطلاق حملات دعاية ومعلومات كاذبة.
الهجوم خلف حوالي عشرة آلاف قتيل من المدنيين ، وربما أكثر من هذا العدد بكثير جدا. تقديرات الصليب الأحمر والهلال الأحمر تضيف ما يقرب من ستة آلاف إلي هذا الرقم بحلول الخامس والعشرون من نوفمبر. وحتي تاريخه لم يتم السماح للصليب الأحمر أو الهلال الأحمر بدخول المدينة لإسعاف الأهالي فيها. ما لم تنقله صور عملية الشبح الغاضب هو أن هذا الهجوم هو أكبر تركيز يلقي من الذخيرة الثقيلة علي مكان واحد منذ سقوط برلين. كانت هذه هي المرة الأولي منذ الحرب العالمية الثانية التي تطلق فيها قوة التدمير الأمريكية علي مدينة بدون أي محاذير أو ضوابط.
بتحديد أكبر ، قوة مكونة من 20000 جندي (من 12000 إلي 17000 من جنود أمريكا والتحالف و 2000 جندي من الحرس الوطني العراقي بالإضافة إلي حوالي 1000 من قوات البشمرجة) مدعمين بنحو 1100 إلي 2000 من العربات المدرعة والدبابات ، بالإضافة إلي الدعم الجوي بطائرات بي 52 من قواعد خارج العراق وخارج الخليج.
الذخيرة في حد ذاتها تمثل أثقل تركيز علي الإطلاق لذخيرة تلقي علي هدف واحد منذ سقوط برلين عام 1945. إنطلقت عملية الشبح الغاضب رسميا في 8 نوفمبر وأعلن أنها ستحقق النصر الكاسح في غضون الخامس عشر من نوفمبر. فيما بعد كانت كل البيانات العسكرية والتقارير الصحفية تتحدث فقط عن القتلي في محافظة الأنبار. وأن كل الفالوجة أصبحت تحت سيطرة قوات التحالف منذ ذلك الوقت ، أي منذ الخامس عشر من نوفمبر. ومنذ ذلك الوقت توقف تماما ذكر أي تفصيل عن الفلوجة في الروايات الرسمية وما حدث فيها بين 8 و 19 نوفمبر 2004. لم يوجد دليل علي تسرب أي خبر سوي قليل من الأخبار المتقطعة عن خسائر عادية في جيوب المقاتلين في محافظة الأنبار ، بالإضافة إلي خبر حول فيلم جديد عن الفلوجة يقوم ببطولته النجم هاريسون فورد.
الأن ، لدقيقة واحدة ، تأمل التناقضات الكبيرة في الرواية الرسمية ، تأمل ما حدث لصور الأقمار الصناعية للفلوجة والتي وضحت تفاصيل المدينة يوم بيوم منذ بدء العملية 8 نوفمبر حتي 15 نوفمبر ، الصور التي كانت تتاح للإعلام حتي 15 نوفمبر منعت فجأة بدون تقديم تفسير أو مبرر. لا توجد أي صور أقمار صناعية للفلوجة متاحة أمام الرأي العام منذ 15 نوفمبر . تأمل أيضا عدم السماح للصليب الأحمر أو الهلال الأحمر بدخول المدينة بأي شكل من الأشكال . اليوم 20 ديسمبر ولازالت جهود الإغاثة والإنقاذ ممنوعة من دخول المدينة. تأمل إنقطاع سيل الأخبار حيث لم يضع مراسل واحد قدمه في المدينة منذ 22 نوفمبر.
إنتصار عظيم كهذا دون تغطية إعلامية؟!!
هذه التناقضات جديرة بالملاحظة ، لذلك فليس من الواضح بشكل قطعي إذا كانت الأمور بالفعل كما تقول الرواية الرسمية أم أن العكس تماما هو الحادث. الفلوجة لم تسقط . ليس ذلك وحسب ، ولكن قوات التحالف تقهقرت عدة مرات حتي أصبحت أغلب قواتها تتمركز من جديد خارج المدينة. المقاومة العراقية تسيطر الآن علي معظم المدينة بعد أن دحرت علي الأقل ثلاثة من أكبر الهجمات المسلحة في التاريخ الحديث.
قي الواقع يمكن للمرء أن يدعي أن هذه كانت أكبر سلسلة من الهجمات العسكرية في التاريخ علي الإطلاق. الهدف هو 16 كم مربع ولو أراد المرء أن يستوعب ما تمثله هذه العملية من تصعيد مكثف للقوة التدميرية علي مر الزمن ، سيجد أن هذا ليس له سابقة علي مر الزمان. الآن لو أن هذه القوة كلها لم يتم فقط صدها ولكن ربما هزيمتها ، فهذا يقودنا إلي حقيقة جديرة بأن ندرسها بكل تأني.
علي الرغم من تسوية (ربما من 12000 إلي 20000 منزل من بين 50000 منزل شمله الهجوم) بإنزال أكبر قوة عسكرية لكل بوصة مربعة من أي مكان علي وجه الأرض علي حد تعبير الجنرال جون أبي زيد. من المثير للفضول أن يضيف الجنرال الأمريكي بغرابة شديدة قوله " إذا تخيلت بأي شكل قدرتنا النووية ، فلا بد أن تصل إلي الجميع رسالة واضحة أنه ما من قوة تعادل القوة العسكرية الأمريكية ". حسنا ، مع أنه عبء ولكن دعنا نتأمل القدرة النووية للعسكرية الأمريكية. ماذا بعد ؟ يقول الجنرال ايضا " عندما نتحدث عن إنزال أكبر قدر من القوة العسكرية لكل بوصة مربعة فوق أي مكان علي ظهر الأرض فلابد أن يري و يعرف الجميع هذا . كلمات الجنرال العظيم يبدو أن أحدا لم يسمعها ، علي الأقل العراقيون لم يسمعوها. الآلة العسكرية الأعظم علي الإطلاق في التاريخ تقوم بإنزال أعظم قوة نيران يراها العالم في مكان محاولة بكل صرامة وجد أن تأسر الفلوجة. لكن لا يحالفها الحظ حتي اليوم. بدلا من ذلك واجه الأمريكيون المقاومة التي قصمت ظهر هجومهم. بدلا من تكسير عظام المقاتلين عظمة عظمة وسحق ظهر المقاتلين ، يبدو أن ذلك هو ما جري للأمريكيين حيث لحق بهم ما كانوا يريدون إلحاقه بالمقاومة.
حتي في ذروة الهجوم لم يسيطر الأمريكيون علي أكثر من 35 إلي 40 % من الفلوجة (معظمها في الجزء الشمالي في غضون الثامن عشر من نوفمبر) ، بعد ذلك يبدو أنهم قد دحروا بإستمرار حتي غدت الحقيقة أنهم دحروا إلي مواقعهم التي كانوا بها في 13 نوفمبر أو قريبا منها وإلي الحدود الخارجية لمدينة الفلوجة. الأن تأمل مصير بقية الإحتلال. إنه يتمزق . أعظم قوة عسكرية في العالم لا تستطيع أن تسيطر علي طريق بطول 8 كم ، ربما أكثر الطرق أهمية في العراق ، طريق المطار الواصل بين وسط بغداد والمطار . تركيز القوات المزعومة علي هذا الطريق يبلغ 120 جندي لكل كم واحد علي طريق مفتوح ومع ذلك فإن وزير الدفاع الأسترالي لم يتمكن من الوصول إلي المنطقة الخضراء . ببساطة حلق عائدا إلي بلاده.
علي خلاف فيتنام ، حيث كان الأمريكيون يسيطرون علي معظم المدن ، فإن الحاميات الأمريكية / البريطانية في العراق معزولة تماما وسط شعب معادي لها. إنهم حتي لا يستطيعون تخطي المنطقة الخضراء بكيلومتر واحد أو إثنين. خطوط إمدادهم أصيبت بالشلل خلال الشهر الأخير وبدأت عمليات إنقاذ بإعادة التموين بإستخدام الطيران خلال 10 – 12 يوم الأخيرة. إمدادات الطيران محدودة ولا يمكن تصور أنها تكفي القوات (400 طن يوميا مرشحة للزيادة إلي 1600 طن يوميا كحد أقصي مقابل 20000 طن علي الأقل تحتاجها قوات مشكلة من 160000 جندي لسد إحتياجاتها اليومية من الماء والطعام والوقود والذخيرة. خط الإمداد الذي يبلغ طوله 300 ميل تفحم ، أو علي الأقل كل شيء داكن ، معدني ومسلح أو علي هذه الشاكلة أحرقته المقاومة. (أربعة آلاف رطل من الذخيرة تطلق علي شاحنات الهامر التي تستطيع حمل شحنة لا تزيد عن 5000 رطل) ، هل تتمكن من الحركة ؟ حتي لو أن ذلك لم يجد نفعا كما يدعي أعظم خبير إستراتيجي ، رامسفيلد ، حتي الدبابات يتم تفجيرها . هل هناك أي داع للقلق أبدا ؟.
مقابل أثقل الأعداء تسليحا في تاريخ الحرب ، الفلوجة لازالت تقاوم السقوط حتي هذه اللحظة . العشرون من ديسمبر 2004. الفالوجة وبالتأكيد كل قطعة من عراق ما بعد أبريل 2003 تعلن عن نديتها الفائقة في الحرب وتبشر بنهاية عصر الحرب التقليدية. هذا يمثل نقطة تحول في الشئون العسكرية ، نهاية الحرب كما يراها الأمريكيون والتي تعني إستخدام القوة الساحقة لتحقيق النصر.
تخيل مثالا واحدا علي ذلك . يمكن لقذيفة مدفع آر بي جي 7 أن تبلغ مدي يصل إلي 300 / 700 / 950 متر . عند 300 متر يمكن لأي قذيفة تقليدية أن تخترق 330 مم من دروع الصلب . نعم 33 سم أو 13 بوصة ، وهذا فعلا كم كبير من الصلب. المقذوف ربما يكلف ما بين 30 – 40 $ . بتحفظ فإن فريقا مكونا من ثلاثة أفراد مسلحين كل منهم بآر بي جي7 لديهم أكثر من فرصة للتغلب علي الدبابة م 1 أبرامز. ووسط الأحياء السكنية تفقد الدبابة بالكامل تقريبا كل المميزات التي تمتلكها في ساحة حرب تقليدية مفتوحة.
التفوق من حيث تكلفة الهجوم والأفراد واضح لمصلحة المقاومة. بأقل قدر أو حتي بدون تدريب يستطيع أي شخص إستخدام الآر بي جي7. وفريق مكون من نحو ثلاثة لن يكلف أكثر من 5000 $ لتسليحه . مقابل ذلك تتكلف م1 أبرامز الواحدة ، أعظم الدبابات المعروفة ووزنها حوالي 70 طن من الصلب عدة ملايين من الدولارات. الآن تخيل أعظم سلاح في الغرب في مواجهة فريق مكون من ثلاثة حاملي آر بي جي7 طلقاء في الشارع ، وإمنحهم أي غطاء ، حتي لو كن من الأنقاض والركام ، سيفي بالغرض وشكرا.
أليس الفرض متكافيء؟
الآن تخيل للحظة ، تخيل قوة مكونة من بضعة آلاف رجل ، هم الأفضل في الميدان وبالتأكيد أكثر الرجال جسارة علي وجه الأرض ، ليكن العدد أقل من 3000 إذ لو زاد عددهم عن ذلك لكانت معركة من جانب واحد لصالحهم. إذن يبدو أن فرضية ندية 3000 أمام 12000 إلي 20000 صحيحة. الآن أضف إلي ذلك عناصر الإبداع ، الذكاء والحماسة وسبب في منتهي الوجاهة ليكونوا غاضبين ، ومحتشدين لقضية عادلة . في الواقع أكثر القضايا عدلا علي الإطلاق. الآن لنفترض أن هؤلاء مسلحون فقط بـ آر بي جي 7 و آر بي جي 9 ، بعض عشرات من بنادق استريلا ، بعضة آلاف من صواريخ اس5 ك المعدلة ، أسلحة تقليدية مضادة للطائرات ، بضعة مئات الأطنان من سي 4 سيمتكس وهي رخيصة تمام ، بضعة آلاف من صواريخ المنصات الثابتة (من 52 مم إلي 152 مم) ، مدفعية تقليدية وقذائف (لنقل قنابل عيار 60مم ، 82 مم ، 120مم) ، بعض صواريخ سام (لنقل سام 7 وسام 9 ، بضعة آلاف قطعة سلاح كلاشنكوف ، بضع مئات من بنادق القنص عيار 0.5 مم . ربما يتوافر لهم أيضا بعض صواريخ صمود وأبجايل ذات مدي يصل 100 كم . ليس هذا بالتسليح الكبير . يمكنك أن تضيف إلي ذلك دون أن يجمح بك الخيال لنقل بعض صواريخ الطارق والكاتيوشا، تسليح بدايء للغاية في واقع الحال.
هناك بالتأكيد ما هو أكثر بين يدي المقاومة ، ولكنك تفهم الفكرة الآن ، مجدر تسليح عادي أبعد ما يكون عن آخر وأحدث ما في مجال التسليح . ولكن سلاح يستخدم علي أعلي مستوي من الكفاءة. الآن تخيل حجم القوة المضادة الكاسحة التي يشكلها هذا. أضف إلي ذلك مواقع وتحصينات دفاعية مجهزة مسبقا ، ليست خيالية بالطبع ولكن معدة جيدا جدا ، وتشمل حقول ألغام معدة بإحتراف رائع جدا جدا جدا ، بالإضافة إلي أكثر الفخاخ دهاءا علي الإطلاق.
أضف إلي كل ما سبق أن المقاومة العراقية ، أشجع الأشجع علي الإطلاق ، هي التي تقوم بإستخدام كل هذه الوسائل فماذا تكون النتيجة . حسنا ، النتيجة الآن هي السلاح الأرقي و الأحدث والأكثر تطورا ، و بمعني أدق النتيجة هي أحدث وأكثر أسلحة حرب المدن رقيا وتطورا علي الإطلاق في تاريخ البشرية لمعروف. أه ، نعم كدت أنسي اللعب ، حسنا ، المرء يحتاج أيضا إلي شراء بعض الألعاب لأن أجهزة التحكم عن بعد التي تصاحبها يمكن إستخدامها أيضا في أعمال التفجير عن بعد. إذن يمكننا إضافة بضع عشرات الدولارات للعب الأطفال كالسيارات ذات أجهزة التحكم عن بعد ، وهذه متوافرة لدي كل الناس في الأسواق المحلية. من قال إذن أن الجيوش لا يمكن تسليحها من الأسواق المحلية ، حسب زعم الإستراتيجي العظيم رامسفيلد . حتي هذه إتضح أنهم غير قادرين علي السيطرة عليها.
يبدو أننا أمام مشكلة أخري هنا . لعب الأطفال ذات أجهزة التحكم عن بعد ، لا تقل ذلك ؟! الدهشة تنطلق من الرجل الأعظم الثاني في قيادة أعظم قوة عسكرية ، فليساعدني أحد علي إستيعاب هذا.
الآن واجه كل هذا بالقوة العظمي علي الجانب الآخر التي أنفقت بالفعل نحو 150 بليون من عملة تستطيع شراء الكثير رغم أن قيمتها بدأت في الهبوط . ولا تنسي إضافة 450 بليون مطلوبة سنويا . حسنا كل هذا لا يكفي لشراء السلاح ، أضف إلي الميزانية 100 بليون أخري. حتي يناير 2004.
ولكن كل هذا لم يجد نفعا.
ربما لعدم إستخدام الأسلحة النيوترونية والذرية (علما بأن الأمريكان قد إستخدموا بالفعل الأسلحة الكيميائية في الفالوجة) , ورغم كل الجهود ، فإن كل ما إستطاع الأمريكان تحقيقه ضئيل بدرجة كبيرة ، إذا كان هناك بالأساس أي شيء قد تم تحقيقه ، حتي مع أفضل تقديرات الروايات الرسمية.
خمسة وأربعون يوما مضت ولا زالت الأيام تمر وتمر وتمر.
ربما يقولون ولكن عفوا ، عفوا ، لقد أسقطنا بغداد في 21 يوم فقط. والرد هو و 45 يوم من أجل 16 كم......
إن القوات الأمريكية في هذه الحالة لم تتمكن من إخراج المقاتلين من الفلوجة ، ناهيك عن السيطرة علي المدينة أو إحتلال 16 كم فعليا. في الواقع حتي لو أنهم إستخدموا قنبلة نيوترونية ما كان ذلك ليضيف أي شيء من الناحية العسكرية . لأنك في النهاية تحتاج إلي أخذ المدينة بيدك والسيطرة عليها والإستمرار في فرض قبضتك عليها وهكذا بإستمرار. وهذا ما لم يفعلوه . ولن يفعلوه . ولا يستطيعون أن يفعلوه.
لقد وصل الإستخدام الغاشم للقوة إلي منتهاه (القنابل زنة 2000 رطل والقنابل العنقودية ودبابات م1 أبرامز. إن لم تؤدي أسلحة آر بي جي 7 وآر بي جي 9 المهمة فشكرا) ، ومهما تكن الأهداف الأمريكية في العراق فلم يعد بالإمكان تحقيقها.
صواريخ الأرض جو البسيطة المحمولة علي الكتف أوقفت المروحيات الحديثة. في الواقع يوجد العديد من مقابر المروحيات داخل وحول الفالوجة . مقابر كبيرة . بعضها قريب جدا من حقول إصطياد الدبابات . نعم ، هناك ترقد عدة عربات مدرعة ، ليس في سلام بالطبع ولكن...
إستخدام الدعم الجوي ليس متاحا في حالات إشتباك الجنود . القصف الوحشي بلا حدود لن يفيد. في الحرب التي دارت في يوغوسلافيا السابقة كنموذج . علي الرغم من القصف المتواصل مدة 72 يوم بلا إنقطاع فقد تم الإعتراف بأن القوات المعادية لم تخسر أكثر من 5 إلي 10 % من عتادها بهذا القصف . (الخسارة هناك كانت سياسية ، ولكن تلك كانت قصة مختلفة)
الآن أنظر إلي رواية مختلفة تماما . رواية تأتي من بلاد ما بين النهرين ، ترويها سلالة أجدادكم وأجدادي ، أول من عرف الحضارة ، سومر ، أور ، حضارة الرافدين ، الأسود ، أحفاد حامورابي وصلاح الدين يوسف بن أيوب ، وما يضيق المقام عن حصره. ونعم ، من مكان يسمي الفلوجة ، ولكن من 84 سنة مضت.
والآن أضف إلي هذه الرواية بعض من الحاضر : عدو وحيد منزوع السلاح (تذكر ما قيل عن أجهزة الرؤية الليلية ؟ رؤية ليلية ؟ ناهيك عن أحدث صواريخ سام وكورنت . والعقوبات ؟ ماذا كان كل ذلك ؟)
الآن تخيل وجود 25 مليون رجل وإمرأة وطفل ، وهم أغني سكان كوكب الأرض (نعم الأغني بكل معاني الكلمة ، فهم الورثة الحقيقيون للحضارة الأصل ، و حتي بالمعني الدنيوي فهم يملكون 300 بليون برميل من إحتياطي النفط ، ما يجعل في مقدور مواطن عراقي بسيط إعادة بناء شارع مانهاتن في نيويورك بأكمله ، لو أننا نعيش في عالم أكثر عدلا . لاحظ أن الأمريكيون لديهم بالمقارنة 22.5 بليون برميل متبقي من إحتياطيات النفط) ، وغير كل هذا فهؤلاء العراقيون هم الأشجع والأكثر معاناة علي ظهر هذا الكوكب.
إذا فهمت قصة الفلوجة فربما لن تندهش عندما تسمع هذه الكلمات التي قد تبدو غريبة علي أذنيك لأول وهلة. فهذه كلمات عراقي ، نعم عراقي وقد قالها في 10 ديسمبر 2004. "العدو يفر من أمامنا. إنهم يخافون من حركة مقاومة لا يمكنهم رؤيتها أو حتي توقعها. الآن نحن نختار متي، أين وكيف نضرب. وكما أطلق أجدادنا الشرارة الأولي للحضارة الإنسانية، فسوف نعيد نحن تعريف كلمة غزو. اليوم نحن نخط فصلا جديدا في فنون حرب المدن"
لقد وضعت المقاومة العراقية نهاية لـ " نهاية التاريخ " . تاريخ جديد يتم سطره في العراق بل بالفعل قد تم سطره . ليس مجرد فصل آخر من فصول التاريخ ولكن كتاب جديد كلية . يمكن للمرء أن يقول أنه بداية الإندحار الكبير للولايات المتحدة عبر المحيط ، لو أن الحظ حالفهم . لقد تم إخلاء أكثر من 50000 جندي أمريكي من العراق للعلاج حتي نوفمبر 2004 (رقم مثير ، أليس كذلك ؟!). نعم سيكون هناك المزيد والمزيد من الأرواح المفقودة قبل أن تتضح نهاية اللعبة. أخيرا ، فإن السطر الأخير في هذا المقال موجه للسيد جورج دبليو بوش :
لقد طلبت المنازلة ، وقد فعلنا . كما لم يتوقع أحد . هل لديك تحد آخر ؟
نعم بالفعل ، هل لديه تحد آخر ؟ لا ، فهو مشغول بعبثه كما تري . لقد بحثنا عن أي صور ليوم 18 ديسمبر 2004 . لسنا حمقي كما تري . ولكن لا توجد صور. وأنا أتساءل لماذا لا توجد صور ؟!
القوة الغاشمة المكتسحة قد بلغت مداها . لم يحدث مطلقا أن جابه عدد قليل من المقاتلين هذه الجحافل المكتسحة ثم أجبروا القوة العظمي أن تركع علي ركبها . ويستمر الكابوس.
هذا بالتأكيد هو أعظم نصر عسكري في التاريخ . الإمبراطورية التي زعمت نفسها القوة الأعظم علي الإطلاق ، في الواقع يبدو أنها ستكون الأقصر عمرا علي الإطلاق. هذه القوة وجدت صنوها في بلاد ما بين النهرين...العراق.
للاطلاع على مقال الكاتب
http://www.gateway2china.com/community/_messages/14479.shtml
شبكة البصرة
الاحد 14 ذي القعدة 1425 / 26 كانون الاول 2004