حد من الوادي
02-27-2010, 05:01 PM
العام الحافل بأزمات اليمنيين
2010/02/26 الساعة 22:23:25
محمد عبده السامعي
انتهى العام 2009،، ولكن لم يكن كالأعوام التي سبقته، إنه عام غريب جدا، كريه جدا، أسوأ عام عرفناه، عام حافل بالمآسي مليء بالانتهاكات، مثخن بالدماء التي أنتجتها الحروب والاعتداءات والاختطافات، مميز عن الأعوام السابقة بكل سيئ، قد تكون الأعوام السابقة سيئة بكل المقاييس، إلا أن هذا العام أكثر ضراوة في سوئه المقيت، العام 2009 مر ولكن مروره كان أكثر صعوبة سيما وان الطريق التي مر بها كانت أكثر وعورة وأكثر رعونة، يقشعر البدن من تذكر هذا العام، تدمي القلب مآسي هذا العام، تمزق الأحشاء جراء سيئات هذا العام، يصيح الطفل شاكيا من وضعه الأليم، يصرخ المسن خوفا من مخلفات هذا العام الذي زاده هرما،أصبح الشاب لا يهمه التنظيم،
ولا تهمه الأناقة، بقدر ما تهمه مآسي وأزمات اليمن الكبيرة، تحولت الفتاة من التفكير بالماكياج إلى إعادة نظرها إلى ما ستؤول إليه حروب صعدة وما سيتمخض عنه الحراك الجنوبي الداعي للعصيان المدني بشكل متكرر إن لم يكن انفصالا محتملا، لقد تحولت المرضعة من التفكير بإرضاع طفلها إلى التفكير بمن جرع اليمن وقام بإرضاعها جل الأزمات التي أدت إلى نكسة حقيقية لكثير من اليمنيين، الوضع أكثر سوءا والواقع أسوأ من السيئ، المستقبل لا يكون إلا قرينا وصديقا حميما للأزمات، الكل منا يفكر بوضعه، المجتمع يفكر بوضعه، الأسرة تفكر بوضعها، لسان حال الجميع يقول علينا أن لا نتحرك من أماكننا كي لا تلحقنا كوابيس السلطة،
علينا أن لا نحرك أدمغتنا لان تحريك الأدمغة تزعج الزعيم، علينا أن نسجن أنفسنا قبل أن يأتي أنصار الأمن القومي أو السياسي ويرموننا ككائن حي نجس في أحد دهاليزه، علينا أن نموت ونتمنى الموت قبل أن تأتي الطائرات وتميتنا شر ميتة وتكون خاتمتنا استنشاق رائحة القنابل والمدافع والصواريخ، في هذا الواقع علينا أن نغير حياتنا بالكامل، أن نغير هيكل حياتنا الزائفة، أن نخترع البدائل المرة كي يرضى الحاكم لأن رخاءنا يعد أكبر تهديد للسلطة وراحتنا اكبر تمزيق لرجالاتها وتوحدنا أسوأ مأساة طالما فكرت بها السلطة، كي لا نضيق عليها وكي لا نكدر صفوها، علينا أن نعلن الطاعة المطلقة لقراراتها ولتصرفاتها التي من الواجب علينا أن نصفها بالديمقراطية كي ترضى السلطة ومن ثم يمتن العالم الغربي .
علينا أن نأكل من القمامات، وأن نشرب من مياه الصرف الصحي وأن نجعل البارود علاجا ناجعا للأوبئة التي تعتصرنا، وأن نقفل خيالاتنا الخارجة عن خيالات السلطة، وعلينا أن نغير من إستراتيجيتنا العلمية ولا نقرأ إلا الصحف الرسمية ونشاهد القنوات الرسمية التي تعاني من شحة القراء والمشاهدين، فحرام أن نتجه لصحف المعارضة ونترك الصحف والقنوات الضخمة دون استجابة منا، فالحاكم لا يريد منا إلا ما ذكر سالفا كي ينام نوما عميقا خال من المكدرات التي طالما كدرت الحاكم، وليصبح العام 2010عاما سعيد ا وكل عام والسلطة بخير أما نحن فقد رضينا أن نعيش بين شرورها المذكورة.
*المصدر : القدس العربي
2010/02/26 الساعة 22:23:25
محمد عبده السامعي
انتهى العام 2009،، ولكن لم يكن كالأعوام التي سبقته، إنه عام غريب جدا، كريه جدا، أسوأ عام عرفناه، عام حافل بالمآسي مليء بالانتهاكات، مثخن بالدماء التي أنتجتها الحروب والاعتداءات والاختطافات، مميز عن الأعوام السابقة بكل سيئ، قد تكون الأعوام السابقة سيئة بكل المقاييس، إلا أن هذا العام أكثر ضراوة في سوئه المقيت، العام 2009 مر ولكن مروره كان أكثر صعوبة سيما وان الطريق التي مر بها كانت أكثر وعورة وأكثر رعونة، يقشعر البدن من تذكر هذا العام، تدمي القلب مآسي هذا العام، تمزق الأحشاء جراء سيئات هذا العام، يصيح الطفل شاكيا من وضعه الأليم، يصرخ المسن خوفا من مخلفات هذا العام الذي زاده هرما،أصبح الشاب لا يهمه التنظيم،
ولا تهمه الأناقة، بقدر ما تهمه مآسي وأزمات اليمن الكبيرة، تحولت الفتاة من التفكير بالماكياج إلى إعادة نظرها إلى ما ستؤول إليه حروب صعدة وما سيتمخض عنه الحراك الجنوبي الداعي للعصيان المدني بشكل متكرر إن لم يكن انفصالا محتملا، لقد تحولت المرضعة من التفكير بإرضاع طفلها إلى التفكير بمن جرع اليمن وقام بإرضاعها جل الأزمات التي أدت إلى نكسة حقيقية لكثير من اليمنيين، الوضع أكثر سوءا والواقع أسوأ من السيئ، المستقبل لا يكون إلا قرينا وصديقا حميما للأزمات، الكل منا يفكر بوضعه، المجتمع يفكر بوضعه، الأسرة تفكر بوضعها، لسان حال الجميع يقول علينا أن لا نتحرك من أماكننا كي لا تلحقنا كوابيس السلطة،
علينا أن لا نحرك أدمغتنا لان تحريك الأدمغة تزعج الزعيم، علينا أن نسجن أنفسنا قبل أن يأتي أنصار الأمن القومي أو السياسي ويرموننا ككائن حي نجس في أحد دهاليزه، علينا أن نموت ونتمنى الموت قبل أن تأتي الطائرات وتميتنا شر ميتة وتكون خاتمتنا استنشاق رائحة القنابل والمدافع والصواريخ، في هذا الواقع علينا أن نغير حياتنا بالكامل، أن نغير هيكل حياتنا الزائفة، أن نخترع البدائل المرة كي يرضى الحاكم لأن رخاءنا يعد أكبر تهديد للسلطة وراحتنا اكبر تمزيق لرجالاتها وتوحدنا أسوأ مأساة طالما فكرت بها السلطة، كي لا نضيق عليها وكي لا نكدر صفوها، علينا أن نعلن الطاعة المطلقة لقراراتها ولتصرفاتها التي من الواجب علينا أن نصفها بالديمقراطية كي ترضى السلطة ومن ثم يمتن العالم الغربي .
علينا أن نأكل من القمامات، وأن نشرب من مياه الصرف الصحي وأن نجعل البارود علاجا ناجعا للأوبئة التي تعتصرنا، وأن نقفل خيالاتنا الخارجة عن خيالات السلطة، وعلينا أن نغير من إستراتيجيتنا العلمية ولا نقرأ إلا الصحف الرسمية ونشاهد القنوات الرسمية التي تعاني من شحة القراء والمشاهدين، فحرام أن نتجه لصحف المعارضة ونترك الصحف والقنوات الضخمة دون استجابة منا، فالحاكم لا يريد منا إلا ما ذكر سالفا كي ينام نوما عميقا خال من المكدرات التي طالما كدرت الحاكم، وليصبح العام 2010عاما سعيد ا وكل عام والسلطة بخير أما نحن فقد رضينا أن نعيش بين شرورها المذكورة.
*المصدر : القدس العربي