حد من الوادي
03-18-2010, 07:54 PM
عمان .. الذكاء الناعم
2010/3/18 المكلا اليوم / كتب: د. عبدالله سعيد الجعيدي
سمعنا الكثير عن الجارة عمان, أو الشقيقة سلطنة عمان, وتصل إلى أسماعنا الكلمات المشرقة
عند الحديث عن السلطنة منذ بدايات سبعينيات القرن الماضي عندما تولى الحكم جلالة السلطان قابوس بن سعيد, في بداية الشهر الماضي (فبراير) تهيأت فرصة لزيارة هذا البلد العربي الأصيل, وشاهدنا عمان من الداخل (ومن شاف ما هو كما من سمع).
كان سبب الزيارة حضور ندوة علمية دولية بعنوان (التبادل الحضاري العماني اليمني) شارك فيها من الجانب اليمني اثنا عشر باحثا وأكاديميا من جامعات مختلفة, وشارك في الندوة باحثون من جامعات عربية وأجنبية (فرنسية) هذا فضلا عن الباحثين العمانيين, أبرز المشاركين هذه الندوة فرسان التاريخ البحري الملاحي وهما الأستاذ عبد الرحمن عبد الكريم الملاحي، والأستاذ حسن صالح شهاب.
ولا يتسع المجال هنا للحديث عن محاور الندوة والأبحاث المقدمة، فهي ستصدر في كتاب مستقل, تجدر الإشارة هنا إلى الاختيار الذكي من قبل جامعة السلطان قابوس لهذا العنوان العام, فهو من جهة يبحث عن أسس حقيقية للتواصل العربي من بوابة التاريخ والثقافة المشتركة والمتداخلة, ومن جهة أخرى يبحث في التاريخ العماني كما يراه الآخرون وحسب ما جاء في مصادرهم مما يسهم في تسليط المزيد من الأضواء على التاريخ العماني, وهو هدف تسعى الدول لترسيخه وتوثيقه.
ومن الفكرة الذكية إلى الإعداد الذكي, الذي كان الدينمو فيه مركز الدراسات العمانية. فقد سعى المركز بالتواصل مع الباحثين بخطوات منظمة ومحسوبة, ابتداء من استلام ملخصات الأبحاث وانتهاء بإرسال برنامج الندوة باليوم والساعة والدقيقة, وظل المركز بكادره منذ اللحظات الأولى لوصول المشاركين في الندوة إلى مطار(السيب) أو مسقط الدولي وحتى المغادرة متابعا ومنظما لبرنامج الندوة والبرنامج التعريفي والترفيهي, وبكل صدق كنا نشعر بحفاوة حقيقة وابتسامة حريصة بأن نكون سعداء في بلدهم وتجلت فيهم الأصالة العربية بكل معانيها كانوا يدركون أنهم واجهة لوطنهم, لهذا تمثلوا هذا المعنى بإخلاص.
وحقيقة الأمر جاء دفء الاستقبال العماني مبكراً، ومن مطار صنعاء الدولي، وتجلى ذلك في سعادة السفير العماني الأستاذ عبد الله البادي, الذي أبدى تعاونا قلما تجده عند آخرين, فقد تطوع لمتابعة إجراءات السفر لتكون المعاملة واحدة بوصفنا جميعا وفدا واحدا وسهل هذا الفعل الكثير من الإجراءات, ولسعادة السفير من الثقافة والعلم ما يثير الانتباه والفائدة, وللرجل من البساطة ما يجعلك تشعر تجاهه بالألفة والمعرفة القديمة, ومن الدبلوماسية ما تدرك أنه يؤدي واجبه بمهنية متناهية, ويكفي أن نقول إنه كان مرافقا ومتعاونا معنا في كل برنامج الزيارة حتى يوم.
هناك الكثير من العمانيين يستحقون الشكر كانوا جمعيا في دوره ذكية من حسن الاستعداد والحرص على إظهار عمان الجميلة الطيبة ذات التاريخ المجيد والتراث والهوية, فكانوا يحرصون في اللقاءات الرسمية على لبس الزي التقليدي العماني ليشعر الضيوف أن عمان تحفهم بهدوء وجمال من كل مكان.
في مطار مسقط أول ما لفت انتباه القادمين من اليمن غياب المظاهر العسكرية فكان هناك عدد يسير من الموظفين المدنيين أو عسكريين في لباسهم المدني وعليهم تكملة إجراءات المسافرين القادمين من بلدان متعددة وخاصة العمالة الآسيوية وتمضي الأمور بانتظام وسلاسة.
كثيرة هي المشاهد الإيجابية التي لاحظناها.. تحصلت مسقط في سنة من السنوات على شرف لقب أنظف مدينة عربية, لم ينته الأمر عند العمانيين, فمسقط حريصة على أن تبقى مدينة جميلة ومرتبة, وعلى أن تكون المساحة الخضراء فيها هي التي تتراءى للأنظار, لا ينتشر رجال المرور بكثرة في الطرقات,السيارات تسير بانتظام، ووراء هذا الالتزام قوانين صارمة تجاه المخالفين واللوائح منتشرة في الطرقات تقول إن السرعة مراقبة وكل واحد (عقله في رأسه يعرف خلاصه).
في عمان يوجد جامعة واحدة حكومية وهناك عدد من الجامعات الأهلية, وتكمن الفكرة عند العمانيين في الاهتمام بالكيف وليس الكم لهذا تحتدم المنافسة بين الطلاب الحاصلين على مجموع 90% قي الثانوية, وبعد الدخول في امتحان مفاضلة صارم والمدينة الجامعية بكلياتها ومراكزها وخدماتها المختلفة تشكل حالة حضارية تثير الإعجاب من حيث النظافة والتناسق والجمال والهدوء والاتساع.. إلخ
إن ما سطرته في يومياتي الكثير من الإشارات لمشاهد عابر لم يطلع على التفاصيل الداخلية, لكنه مشحون بعواطف إيجابية ستظل قائمة فترة طويلة من الزمن, ولم يكن في نيتي نشر ما دونته على الأقل في الوقت الراهن, ولكن غلبني شعور خفي بأن أكتب ولو هذه النتف من الانطباعات الأولية العابرة, إنها غيض من فيض.. شكرا عمان, شكرا جامعة السلطان قابوس, شكرا للإخوة والزملاء العمانيين فرداً فردا, شكرا لكل من يعي قيمة العلم, ويعشقه..
[email protected]
اجمالي التعليقات 1
اليمني المهاجر (السعودية) 18-03-2010 يالله شكرأ للكاتب الدكتور عبدالله الجعيدي كلام جميل ونية طيبة وفعلا عمان بلد بمعنى الكلمة ونحبها والله لكن بس نظامهم لا يسمح لدخول اليمنيين رغم الأجانب في أي وقت يشاؤن يدخلون لكن ندعو أخواننا في السلطنة النظر للمواطن اليمني بحق الجوار وربنا يوفق حكام السلطنة لما فية خير لبلدهم ما داموا اخلصوا النية في ازدهار وطنهم وأنا يوميا أشاهد قناة عمان لاني معجب بهذه البلاد أطال الله عمر سلطان قابوس ومرة أخرى شكرا للدكتور هذا المقال الجميل .
2010/3/18 المكلا اليوم / كتب: د. عبدالله سعيد الجعيدي
سمعنا الكثير عن الجارة عمان, أو الشقيقة سلطنة عمان, وتصل إلى أسماعنا الكلمات المشرقة
عند الحديث عن السلطنة منذ بدايات سبعينيات القرن الماضي عندما تولى الحكم جلالة السلطان قابوس بن سعيد, في بداية الشهر الماضي (فبراير) تهيأت فرصة لزيارة هذا البلد العربي الأصيل, وشاهدنا عمان من الداخل (ومن شاف ما هو كما من سمع).
كان سبب الزيارة حضور ندوة علمية دولية بعنوان (التبادل الحضاري العماني اليمني) شارك فيها من الجانب اليمني اثنا عشر باحثا وأكاديميا من جامعات مختلفة, وشارك في الندوة باحثون من جامعات عربية وأجنبية (فرنسية) هذا فضلا عن الباحثين العمانيين, أبرز المشاركين هذه الندوة فرسان التاريخ البحري الملاحي وهما الأستاذ عبد الرحمن عبد الكريم الملاحي، والأستاذ حسن صالح شهاب.
ولا يتسع المجال هنا للحديث عن محاور الندوة والأبحاث المقدمة، فهي ستصدر في كتاب مستقل, تجدر الإشارة هنا إلى الاختيار الذكي من قبل جامعة السلطان قابوس لهذا العنوان العام, فهو من جهة يبحث عن أسس حقيقية للتواصل العربي من بوابة التاريخ والثقافة المشتركة والمتداخلة, ومن جهة أخرى يبحث في التاريخ العماني كما يراه الآخرون وحسب ما جاء في مصادرهم مما يسهم في تسليط المزيد من الأضواء على التاريخ العماني, وهو هدف تسعى الدول لترسيخه وتوثيقه.
ومن الفكرة الذكية إلى الإعداد الذكي, الذي كان الدينمو فيه مركز الدراسات العمانية. فقد سعى المركز بالتواصل مع الباحثين بخطوات منظمة ومحسوبة, ابتداء من استلام ملخصات الأبحاث وانتهاء بإرسال برنامج الندوة باليوم والساعة والدقيقة, وظل المركز بكادره منذ اللحظات الأولى لوصول المشاركين في الندوة إلى مطار(السيب) أو مسقط الدولي وحتى المغادرة متابعا ومنظما لبرنامج الندوة والبرنامج التعريفي والترفيهي, وبكل صدق كنا نشعر بحفاوة حقيقة وابتسامة حريصة بأن نكون سعداء في بلدهم وتجلت فيهم الأصالة العربية بكل معانيها كانوا يدركون أنهم واجهة لوطنهم, لهذا تمثلوا هذا المعنى بإخلاص.
وحقيقة الأمر جاء دفء الاستقبال العماني مبكراً، ومن مطار صنعاء الدولي، وتجلى ذلك في سعادة السفير العماني الأستاذ عبد الله البادي, الذي أبدى تعاونا قلما تجده عند آخرين, فقد تطوع لمتابعة إجراءات السفر لتكون المعاملة واحدة بوصفنا جميعا وفدا واحدا وسهل هذا الفعل الكثير من الإجراءات, ولسعادة السفير من الثقافة والعلم ما يثير الانتباه والفائدة, وللرجل من البساطة ما يجعلك تشعر تجاهه بالألفة والمعرفة القديمة, ومن الدبلوماسية ما تدرك أنه يؤدي واجبه بمهنية متناهية, ويكفي أن نقول إنه كان مرافقا ومتعاونا معنا في كل برنامج الزيارة حتى يوم.
هناك الكثير من العمانيين يستحقون الشكر كانوا جمعيا في دوره ذكية من حسن الاستعداد والحرص على إظهار عمان الجميلة الطيبة ذات التاريخ المجيد والتراث والهوية, فكانوا يحرصون في اللقاءات الرسمية على لبس الزي التقليدي العماني ليشعر الضيوف أن عمان تحفهم بهدوء وجمال من كل مكان.
في مطار مسقط أول ما لفت انتباه القادمين من اليمن غياب المظاهر العسكرية فكان هناك عدد يسير من الموظفين المدنيين أو عسكريين في لباسهم المدني وعليهم تكملة إجراءات المسافرين القادمين من بلدان متعددة وخاصة العمالة الآسيوية وتمضي الأمور بانتظام وسلاسة.
كثيرة هي المشاهد الإيجابية التي لاحظناها.. تحصلت مسقط في سنة من السنوات على شرف لقب أنظف مدينة عربية, لم ينته الأمر عند العمانيين, فمسقط حريصة على أن تبقى مدينة جميلة ومرتبة, وعلى أن تكون المساحة الخضراء فيها هي التي تتراءى للأنظار, لا ينتشر رجال المرور بكثرة في الطرقات,السيارات تسير بانتظام، ووراء هذا الالتزام قوانين صارمة تجاه المخالفين واللوائح منتشرة في الطرقات تقول إن السرعة مراقبة وكل واحد (عقله في رأسه يعرف خلاصه).
في عمان يوجد جامعة واحدة حكومية وهناك عدد من الجامعات الأهلية, وتكمن الفكرة عند العمانيين في الاهتمام بالكيف وليس الكم لهذا تحتدم المنافسة بين الطلاب الحاصلين على مجموع 90% قي الثانوية, وبعد الدخول في امتحان مفاضلة صارم والمدينة الجامعية بكلياتها ومراكزها وخدماتها المختلفة تشكل حالة حضارية تثير الإعجاب من حيث النظافة والتناسق والجمال والهدوء والاتساع.. إلخ
إن ما سطرته في يومياتي الكثير من الإشارات لمشاهد عابر لم يطلع على التفاصيل الداخلية, لكنه مشحون بعواطف إيجابية ستظل قائمة فترة طويلة من الزمن, ولم يكن في نيتي نشر ما دونته على الأقل في الوقت الراهن, ولكن غلبني شعور خفي بأن أكتب ولو هذه النتف من الانطباعات الأولية العابرة, إنها غيض من فيض.. شكرا عمان, شكرا جامعة السلطان قابوس, شكرا للإخوة والزملاء العمانيين فرداً فردا, شكرا لكل من يعي قيمة العلم, ويعشقه..
[email protected]
اجمالي التعليقات 1
اليمني المهاجر (السعودية) 18-03-2010 يالله شكرأ للكاتب الدكتور عبدالله الجعيدي كلام جميل ونية طيبة وفعلا عمان بلد بمعنى الكلمة ونحبها والله لكن بس نظامهم لا يسمح لدخول اليمنيين رغم الأجانب في أي وقت يشاؤن يدخلون لكن ندعو أخواننا في السلطنة النظر للمواطن اليمني بحق الجوار وربنا يوفق حكام السلطنة لما فية خير لبلدهم ما داموا اخلصوا النية في ازدهار وطنهم وأنا يوميا أشاهد قناة عمان لاني معجب بهذه البلاد أطال الله عمر سلطان قابوس ومرة أخرى شكرا للدكتور هذا المقال الجميل .