المفردة والعبارة في شعر فارس المدارة

[أبوعوض الشبامي]

.

يعد سعيد فرج باحريز من آخر عمالقة شعر الشبواني بالمكلا ، وكان مولد هذا الشاعر بمنطقة حجر حوالي عام 1900م - 1908 م وليس هناك تاريخ دقيق يوثق ميلاده اما وفاته كانت في التاسع عشر من شهر يوليو عام 1987م .

تعود اصول الشاعر باحريز الى طبقة الصبيان الساكنين بمنطقة حجر بن دغار ، الا ان ظروف الحياة القاسية وشظف العيش في منطقة حجر اجبرته على الهجرة للمكلا ، ولسد احتياجات اعباء المعيشة امتهن في شبابه العمل في (( التعريص )) والتعريص هو حمل أداة تسمى (( المعرص )) والمعرص عبارة عن عصاة غليظة يحملها الرجل على كتفه يرفع بواسطتها صفيحتي الماء او الزيت ونحوهما من الاشياء الثقيلة ، ولضعف بنية شاعرنا الجسمية ترك هذا العمل الشاق والتحق في وظيفة حكومية بمهنة مراسل بمكتب جوازات المكلا .

وقد عانى الشاعر باحريز في حياته من شظف العيش وقسوة الحياة ، وتبدو حياته ومعاناة القاسية على ملامح وجهه وبنيته الجسمية وايضا انعكست احيانا تلك الحياة القاسية في مفردات شعره وعباراته .
ومن المعروف عن الشاعر باحريز حين يدخل حلبة مدارة الشبواني بأنه يتميز بصوته الحاد المنطلق بنبرة مميزة ، ولعل الذين لايعرفون صوت الشاعر سعيد فرج باحريز فإنهم سيجدون في أول هذا الرابط من هذه المساجلة القديمة صوت باحريز ويعد وثيقة تسجل لنا طريقة القاءه وشيئا من شعره .



http://www.youtube.com/watch?v=wO3dyvCxJeE



يوهم نفسه البعض بأن شعر باحريز ومساجلاته مجرد مساجلات منحصرة في نقد الحاكم الفلاني أو النظام العلاني ... أو أنه شعر ثوري تحرري ... الخ كما يرى ذلك من الذين لايفقهون في الشعر سوى أن الشعر مجرد (( رموزا وطلاسم واحاجي )) مكلفون بفك وحلحلت رموزه كما يشتهون أو يعتقدون أو كما يتيهيأ لهم ذلك .

وإن كنت ادرك بأن الشعراء الشعبيون مولعون بالرمز والإيحاء والميل الى التلميح والتشبيهات والاستعارات والكنايات المختلفة والمتعددة التي تحمل معاني عديدة وتأويلات كثيرة ، ولكن يجب علينا ان نستقريء في شعر باحريز جانبا آخر من حيث أن شاعرنا قد رفد الشعر الشعبي (( العامي )) الحضرمي عبر حيالته التي امتدت اكثر من ثمانين عاما عصارة خبرته في الحياة ، فتميزت اشعاره من مساجلات في مدارة الشبواني وقصائد مسرحات بالتنوع والثراء في المفردات والعبارات ، رفدت شعرنا العامي الحضرمي بصور جميلة ورائعة من الصور الشعرية تجلت عصارتها في حكم وأمثال صاغها لنا منها على سبيل المثال :



دنيا الندم والوقت حيله بحيله= حد تضحكه ذي الدنيا وحد تبكيه
إن أدبرت تيبس شجرة الزنجبيله= وإن أقبلت كل من بغا شي يلقيه
حد تعزه وحد ترجع حياته رديله=وحد تسايره لما حيت لاجيت ترضيه


وقوله أيضا:



حسفوا الذهب لي ما يعرفونه بضرب المطرقه= لي مالقوا له تخت وصناديق ولقوا له قفول




الناس حد فضه وحد معدن وحد مشخص ذهب= وحد تنك بالي وحد مثل العطب لي مايحور



كزمه بفاقه قال بومحفوظ خير من بربري= وخير من صندوق لي تفتحه لي قفله عسيس



البيع علم باحريز يابوحسين المشترى=من شعّق أغروبه فسح في البير وفسح في الغروب



ورا الدنيا ( فلاف) أيام وإلا يابني أربع = عط العاصي ملا حبله وكل يوم وهو في شان



وهناك العشرات من الأبيات للشاعرسعيد باحريز حوت على الحكم والأمثال والمواعظ ، إلا أن هناك ملاحظة يلاحظها القارئ العزيز في آخر بيت من ابيات شواهد الحكم التي استشهدنا بها وهو قول باحريز (( ورا الدنيا فلاف أيام ...)) وحول مفردة (( فلاف أيام )) فقد جاء القرآن الكريم (( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبث الأرض من بقلها و قثائها و فومها وعدسها ))...!!

فقال علماء اللغة أن (( الفوم بالضم هو الثوم )) و قلب الثاء فاءا لغة عربية من لغات العرب القديمة وبعض أهل التفسير قالوا : في قوله عز وجل وفومها وعدسها الى أنه أراد الثوم فالفاء على هذا عنده بدل من الثاء.

وقلب الثاء فاءا في مفردات شعر باحريز ظاهرة نلتمسها خاصة انه ابن البيئة المكلاوية وجميع من حوله في حارات المكلا القديمة يقلبون الثاء فاءا ، ومثل ذلك امثلة كثيرة تتراء لنا في مفردات وعبارات نحتها شاعر وفارس مدارة الشبواني سعيد فرج باحريز منها مثلا انه يلزم نفسه بالمغايرة في حركات بعض الكلمات من اجل احكام النظم واستقامة وزن البيت في قوله (( صاحبي وخاطْري )) فهو يسكن الألف والحاء في صاحبي ويسكن الالف والطاء في خاطري فمثلا يقول باحريز:



الباء : بدا بالعيافه صاحْبي= قبل يعلم بما في خاطْري

وكعادة شعراء العامية في حضرموت في التعامل مع همزة (( ال )) والهمزة التي تلي الاسم المبدوء بها كقولهم (( ليام ، ولزمان ، ولرض )) عوضا عن قولهم : الأرض ، والزمان ، والأيام . فإن الشاعر باحريز يقول:



والحنش لا قد تربت وأكبرت وتعظمت=باتخلي لرض ترقل والسماء ترعد رعيد


ولنا عودة نتواصل مع المفردة والعبارة في شعر فارس المدارة سعيد فرج باحريز.



.

[علي بن طالب الحامد]

حجز مقعد اولي في متصفحكم العملاق اخينا ابو عوض ولي عودة

[صالح باعمران ابو زايد]

الف شكر للاديب و الكاتب ابوعوض الشبامي
على الطرح المميز ....
وفي انتظار مزيدا من اقوال شاعر المدارة
و الشبواني سعيد فرج باحريز
اجمل تحياتي لك

[يمامه]

استاذي الكريم بجد وانا اتصفح موضوعك الرائع همت هياما وتفاعلت معه لدرجة اني لم احس بالمكان والزمان الذي انا فيه لقد نقلتني قصة الشاعر باحريز ومعاناته وابياته القصيره الهادفه بجد الى عالمه الخاص ولااجد سيدي الا ان اقول لك انت مبدع ومبهر بالتوصيف وباحريز علم في وسطه وزمانه

أسجل اعجابي الشديد

[جورج الشبامي]

ابوعوض انت استاذ كبير وتسجيل مروري واعجابي لاسلوبك الراقي في الكتابه تحيات جورج الشبامي ومنتظر البقيه

[أبوعوض الشبامي]

حجز مقعد اولي في متصفحكم العملاق اخينا ابو عوض ولي عودة

شكرا لشاعرنا علي بن طالب الحامد على المرور وبما أنك اول المعقبين نفرش لك الطاقة الحمراء والتي قد فرشها يوما شاعر المداره وفارسها حين قال:



فرشنا الطاقة الحمره وخل كل من ذرع يقطع= ودار السعد ما ترقل ولاتسقط فوق كاريها




.


.

[أبوعوض الشبامي]

الف شكر للاديب و الكاتب ابوعوض الشبامي
على الطرح المميز ....
وفي انتظار مزيدا من اقوال شاعر المدارة
و الشبواني سعيد فرج باحريز
اجمل تحياتي لك

شكرا للمشرف صالح باعمران على المرور وابلغه رسالة و سلام من الشاعر باحريز من خلال ماجاء في قوله:



سلام عا حافه إذا حبتك تسقيك اللبن=وإن قد بغت مزقلك تزقل بك وقالت من تكون




.

[أبوعوض الشبامي]

استاذي الكريم بجد وانا اتصفح موضوعك الرائع همت هياما وتفاعلت معه لدرجة اني لم احس بالمكان والزمان الذي انا فيه لقد نقلتني قصة الشاعر باحريز ومعاناته وابياته القصيره الهادفه بجد الى عالمه الخاص ولااجد سيدي الا ان اقول لك انت مبدع ومبهر بالتوصيف وباحريز علم في وسطه وزمانه

أسجل اعجابي الشديد

شكرا ليمامة الشعر مع تحيات شاعر وفارس المدارة سعيد باحريز ذلك عبر رسالته التي احتوتها هذه الأبيات:



والصغيرة لا تربّت وكبرت وتعظمّت= باتخلي الأرض ترقل والسماء ترعد رعيد
وينها أم المشاخص عالقبيلي روّحت=لي سقلها باقبيسي وينها بتت بعيد
واتركوا خلّوا السفاهه خلّوا كل من بت بت= نفضوا الشلات وشدوا آل برغش بن سعيد


أين الذين (( بتوا )) ذهبوا بعيدا ونفضوا شلاتهم وشدوا مع آل برغش بن سعيد؟؟؟





.

[أبوعوض الشبامي]

ابوعوض انت استاذ كبير وتسجيل مروري واعجابي لاسلوبك الراقي في الكتابه تحيات جورج الشبامي ومنتظر البقيه

شكرا على المرور ولك من الشاعر سعيد باحريز رسالة محتواها في هذه الابيات:


من قال لك انت غبي قل له حاشا ما نا غبي=ومن قال لك قلبوك قل له الحي دار الإنقلاب




.

[آسر]

غفر الله لشاعرالمداره وفارسها باحريز
فهوالبسيط الجرئ في الطرح بعفويته الذكية وعاميتها الواصلة ببساطه إلى قلوب وأوساط العامة


فتحي ياعين عورة شي السفينة عالقشارة= والقلم غلق مداده عالذي هم بايكتبون
والصناديق الملانة كذب وملانة فيارة = يوم بايجيها المفتش أهلها أيش بايقولون


متابعين ماستتفضلوا به .
مشكور أبوعوض على هذا الجهد حقيقة ولك التحية ..
مخلصكم آسر

[الدموني]

شكرا لك على هذا الطرح الممتع والمفيد والذي يرقي بالسقيفة نحو المواضيع الجادة حقيقة استفدت كثيرا وعرفت كثيرا عن الشاعر سعيد باحريز- رحمه الله- واعجبني المقطع التسجيلي التراثي وان كانت بعض الكلمات غير واضحة من التسجيل اكرر الشكر لكاتب الموضوع.

[أبوعوض الشبامي]

غفر الله لشاعرالمداره وفارسها باحريز
فهوالبسيط الجرئ في الطرح بعفويته الذكية وعاميتها الواصلة ببساطه إلى قلوب وأوساط العامة


فتحي ياعين عورة شي السفينة عالقشارة= والقلم غلق مداده عالذي هم بايكتبون
والصناديق الملانة كذب وملانة فيارة = يوم بايجيها المفتش أهلها أيش بايقولون


متابعين ماستتفضلوا به .
مشكور أبوعوض على هذا الجهد حقيقة ولك التحية ..
مخلصكم آسر


شكرا لآسر على مروره .. بعدما أسرته الحكمة (( الحريزية )) واعجبته عباراتها ومفرداتها وتسربت الى القلب ومع ذلك يوصينا شاعرنا باحريز كما اوصى قلبه حين قال:



ياقلب بوصيك انت قع عنيْ والفتيْ=الصبح بايكثر كلام الناس حرّب له جواب



.

[أبوعوض الشبامي]

شكرا لك على هذا الطرح الممتع والمفيد والذي يرقي بالسقيفة نحو المواضيع الجادة حقيقة استفدت كثيرا وعرفت كثيرا عن الشاعر سعيد باحريز- رحمه الله- واعجبني المقطع التسجيلي التراثي وان كانت بعض الكلمات غير واضحة من التسجيل اكرر الشكر لكاتب الموضوع.

شكرا على المرور في صفحة شاعر المدارة وشاعر الشبواني سعيد باحريز آخر عمالقة شعر الشبواني ولعله استقرأ حال شعر الشبواني من بعده حين قال :



آه يابوي من بعد القدم والمناشر= من لقي طبل لقوا له ثلاثين مرواس



حقا !! ما أكثر طبول هذا الزمان وما أكثر المراويس ؟؟؟



.

[طالب النعماني]

بارك الله فيك ياستاذنا الكريم ابوعوض الشبامي
موضوع قيّم وطرح مميز اشكرك جزيل لشكر
ونامل المزيد والجديد مما تجود به نفسك علينا

[باشراحيل]

موضوع في غاية الدقة والروعة والابداع من صميم تراثنا الشعري الحضرمي ..

باحريز لاشك شاعر شعبي عملاق .. وأهتمام قامة أدبية وتراثية شامخة كأخي ..

أبوعوض الشبامي بهذا الشاعر سيضيء لنا باحريز بأسلوب متين أصيل وفكر عميق ..

ويجعلنا نرى فيه مالم نراه من قبل ..

شكرا لك من الاعماق ابوعوض الشبامي ..

والى الامام يامبدعنا الكبير .

وتقبل تحياتي .



(( يثبت الموضوع )) ..

[أبوعوض الشبامي]

بارك الله فيك ياستاذنا الكريم ابوعوض الشبامي
موضوع قيّم وطرح مميز اشكرك جزيل لشكر
ونامل المزيد والجديد مما تجود به نفسك علينا

شكرا شاعرنا المتميز للمرور وشعر باحريز كشمس شارقة في سماء الشعر الشعبي الحضرمي والأعمى الذي لايرى تلك الشمس بما حوته من عبارات ومفردات ثرية يقول باحريز:



ذا فصل والثاني عور لي مايشوف الشارقه= وصقع لي ما يسمع الطاسه وحنات الطبول



.

[أبوعوض الشبامي]

موضوع في غاية الدقة والروعة والابداع من صميم تراثنا الشعري الحضرمي ..

باحريز لاشك شاعر شعبي عملاق .. وأهتمام قامة أدبية وتراثية شامخة كأخي ..

أبوعوض الشبامي بهذا الشاعر سيضيء لنا باحريز بأسلوب متين أصيل وفكر عميق ..

ويجعلنا نرى فيه مالم نراه من قبل ..

شكرا لك من الاعماق ابوعوض الشبامي ..

والى الامام يامبدعنا الكبير .

وتقبل تحياتي .



(( يثبت الموضوع )) ..



شكرا مشرفنا باشراحيل على المرور ومعذرة على الغاء تثبيت الموضوع ...!! فحال السقيفة مع البعض من المتنطعين على الشعر والنقد يستوجب اطلاق صرخة ليسمعها من في المقابر من امثال باحريز والمحضار وغيرهم من رعيل حمل ريادة الشعر الشعبي الحضرمي ولعل في قول باحريز سلوة له في حياته وسلوة لنا من بعده قال باحريز:



ذا خرج فصل والثاني سكت لاتخابر= راحت الناس ياصالح ولا خلفت ناس
ريتنا موت باخابر عرب في المقابر= وقول الناس تتقلب على خمسه اجناس
قربت المرحلة وكثر كلام المحاضر= خرّبوا الساس لكن ربنا يصلح الساس



.

[الخليفي الهلالي]

قد يأتي يوم ونقول قال أبو عوض الشبامي بعد عمر طويل لك ياعمده

طبتم ؛؛؛؛؛

[أبوعوض الشبامي]

قد يأتي يوم ونقول قال أبو عوض الشبامي بعد عمر طويل لك ياعمده

طبتم ؛؛؛؛؛

شكرا للخليفي الهلالي
ويبقى الأثر بعد المأثر وربنا يحفظك ويحفظنا من قهر الرجال وتطاول الأنذال قال الشاعر باحريز:



سلام عا حافه عليها سيف سيدنا علي=من كل عين لامّه أيضا ومن قهر الرجال




.

[الأميـــ الدلّوعة ـــــرة]

يسلمو على الطرح الراقي.

[أبوعوض الشبامي]

يسلمو على الطرح الراقي.

شكرا على المرور الراقي ..!!



.

[أبوعوض الشبامي]

الدلالة في شعر باحريز
============


في كتاب التعريفات للجرجاني جاء تعريف الدلالة على النحو التالي :
(( الدلالة هي كون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر و الأول هو الدال، و الثاني هو المدلول )).
هناك مستوى في البنية اللغوية يسمى المستوى البلاغي ، وهو متداخل مع المستوى الابلاغي الذي يعتمد التراكيب أو الإسناد أساسا ، و هناك أنواع من التصرف في الكلام تجعله بليغا ، و يتفاوت في ذلك المتكلمون ، و مما يشير إلى أن الدلالة البلاغية في سياقاتها تختلف عن الدلالات الأخرى مع ارتباطها بها أننا لو أخذنا المثال المشهور من التراث اللغوي العربي (كثير الرماد). فالدلالة النحوية هنا لو وققنا عندها كانت أن شخصا ما عنده الكثير من الرماد (بقايا النار) و قد يكون ذلك للاتجار به أو أن يكون للقذارة و عدم التخلص منه، و لكن في السياق البلاغي تكون دلالة (كثير الرماد) الكرم . ويأتي مثال لنا أخر من شعر باحريز مستوى بلاغي يتداخل لنا مع المستوى الابلاغي وفيه دلالة بلاغية حين نقف عند قول الشاعر سعيد باحريز:



ومن غراك لا تغتر ومن طمعك لاتطمع=لا شفت السماء سوده تعوذ من مناشيها


فالدلالة النحوية هنا ان (( السماء سوداء )) ولو وقفنا عند (( السماء سوده )) ربما أن شدة الغيث وتلبد الغيوم منع ضوء الشمس من الوصول الينا ، وربما دلالة ان عذابا ربانيا نذره تبدو بعاصفة ، أو أن الآتي من ظلمة وظلمات متراكمة تنذر بالعواقب الوخيمة ، ولكن في السياق البلاغي دلالة (( السماء سوده )) احالتنا الى مدلول العواقب الوخيمة والتي تنذر بقرب الخراب .

ومثال آخر من شعر باحريز يقول :


بغيت الصدق والواقع سبوله خير من مقلع= ونخله ما تعشي الضيف قعرها لا تخليها


فالدلالة النحوية هنا (( سبولة خير من مقلع )) والسبولة هي سنبلة محصول الذرة ، والمقلع هو فسيل النخيل ، ولو وقفنا عند (( سبوله خير من مقلع )) ربما قائل يقول أن قيمة السبول الغدائية عند البعض خير من التمر، وربما أن المثل الذي يقول (( عصفور باليد خير من عشرة في الغد )) يترجم لنا عبارة (( سبوله خير من مقلع )) ويتوافق معه خاصة إذا عرفنا ان السبولة قد قاربت للحصاد وان (( المقلع )) لازال فسيلا صغيرا على صاحبه الانتظار عدة سنوات حتى يأتي بالتمر هذا إذا سلم من العطش والامراض وغيرها من الآفات الزراعية . ولكن في السياق البلاغي للبيت (( سبوله خير من مقلع )) يحيلنا إلى مدلول أن الصغير والذي يتمتع بجاهزية المنفعة ، خير من الكبير الذي سيطول انتظاره ، بما معنى أنه يترجم قول الشاعر المتنبي في قوله:


خذ ما رأيت ودع شيئا سمعت به = في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل


لهذا جاء الشعر الشعبي الحضرمي في تراكيبه الفنية والغنية معتمدا على بيئة الشاعر ومحيطه الاجتماعي ، لأن المحيط الدلالي يعكس بيئة الشاعر وهو في مفرداته وعباراته يصور ما يحيط به من نبات وحيوان وجبال ووديان وظواهر طبيعية محيطة به ، واحداث يومية تمر عليه ، و قصائد شعراءنا لا تصور لنا احاسيس الشعراء فقط ، او تصويرهم للأحداث التي تحيط بهم او المعاناة التي يمرون بها ولكنها ايضا تصور المحيط والبيئة الحضرمية التي هي من حول الشاعر أو كما يسمى ب (( المحيط الدلالي )).




.

[أبوعوض الشبامي]

خليلي وما بعده خليل=لكن اليوم حصلت الدليل
من دخل زين يخرج عاجميل= نا الحريزي وهو من بايكون

القارئ للأبيات السابقة لعله يلاحظ مفردات تتراء لنا كثيرا عند قراءة الشعر الشعبي ، او نستمع اليه في مساجلات شعراء الشبواني او غيره ، ويلاحظ كيف ان شعراء العامية من شعراء الشبواني يحذفون همزة (( أنا )) فنقرأ في قول باحريز (( نا الحريزي )) أي أنا الحريزي وهو من بايكون . وهذه من خصائص اللهجة الحضرمية في نظم الشعر...!!

ومن المفردات والعبارات التي نستقرأها في شعر الشاعر باحريز هو حذف ألف المضارعة على سبيل المثال في قوله:



ذا فصل والثاني ( عور) لي مايشوف الشارقه= و( صقع ) لي مايسمع الطاسه وحنات الطبول


فالشاعر شأنه شأن كثيرا من شعراء العامية في حضرموت حذف ألف (( أعور )) و (( أصقع )) ...!!


.

.

[العائد1]

الدلالة في شعر باحريز
============[/ ""]
بغيت الصدق والواقع سبوله خير من مقلع= ونخله ما تعشي الضيف قعرها لا تخليها[/poem]


فالدلالة النحوية هنا (( سبولة خير من مقلع )) والسبولة هي سنبلة محصول الذرة ، والمقلع هو فسيل النخيل ، ولو وقفنا عند (( سبوله خير من مقلع )) ربما قائل يقول أن قيمة السبول الغدائية عند البعض خير من التمر، وربما أن المثل الذي يقول (( عصفور باليد خير من عشرة في الغد )) يترجم لنا عبارة (( سبوله خير من مقلع )) ويتوافق معه خاصة إذا عرفنا ان السبولة قد قاربت للحصاد وان (( المقلع )) لازال فسيلا صغيرا على صاحبه الانتظار عدة سنوات حتى يأتي بالتمر هذا إذا سلم من العطش والامراض وغيرها من الآفات الزراعية . ولكن في السياق البلاغي للبيت (( سبوله خير من مقلع )) يحيلنا إلى مدلول أن الصغير والذي يتمتع بجاهزية المنفعة ، خير من الكبير الذي سيطول انتظاره ، بما معنى أنه يترجم قول الشاعر المتنبي في قوله:

[ )).




.



اخي ابو عوض الشبامي شعرنا الحضرمي يعتمد الرمزيه دائما وفي هذه الحاله ـــ السبوله كنايه للمونث (مرأة) والمقلع كنايه للمذكر (رجل) وهنا قول الشاعر ان بعض النساء خير
من بعض الرجال
فلربما انه يصف حادثه حدثت له او رواها له صديق بانهما نزلا عند رجل فلم يحسن ضيافتهم وان امرأته قد تحججت بمرض او ليس له نفوذ عليها وقد قارن الشاعر هذا الرجل
بامراه كريمه
ففضلها عليه بقوله سبوله خير من مقلع وفي الشطر الثاني تبدو حكمة الشاعر بان النخله التي هي كنايه للمونث (المرأه) التي لا تعشي ضيف اي ما منها ثمر
(بمعتى لا تقوم بواجبها ) قلعها
(طلقها) وقد يقصد غير ذلك وقد يكون ما ذهبت انت اليه صحيحا .
ومهما كا ن الامر فبن حريز علم من اعلام الشعر الشعبي الحضرمي ومتابعة ما قاله من شعر ودراسته وتوثيقه يعتبر رافدا للتراث الثقافي الحضرمي.
شكرا على مجهودك الا محدود ودمت بخير
تحياتي

[أبوعوض الشبامي]

اخي ابو عوض الشبامي شعرنا الحضرمي يعتمد الرمزيه دائما وفي هذه الحاله ـــ السبوله كنايه للمونث (مرأة) والمقلع كنايه للمذكر (رجل) وهنا قول الشاعر ان بعض النساء خير
من بعض الرجال
فلربما انه يصف حادثه حدثت له او رواها له صديق بانهما نزلا عند رجل فلم يحسن ضيافتهم وان امرأته قد تحججت بمرض او ليس له نفوذ عليها وقد قارن الشاعر هذا الرجل
بامراه كريمه
ففضلها عليه بقوله سبوله خير من مقلع وفي الشطر الثاني تبدو حكمة الشاعر بان النخله التي هي كنايه للمونث (المرأه) التي لا تعشي ضيف اي ما منها ثمر
(بمعتى لا تقوم بواجبها ) قلعها
(طلقها) وقد يقصد غير ذلك وقد يكون ما ذهبت انت اليه صحيحا .
ومهما كا ن الامر فبن حريز علم من اعلام الشعر الشعبي الحضرمي ومتابعة ما قاله من شعر ودراسته وتوثيقه يعتبر رافدا للتراث الثقافي الحضرمي.
شكرا على مجهودك الا محدود ودمت بخير
تحياتي

شكرا على المرور وعلى الاضافات مع احترامي لوجهة نظرك ... !!
بخصوص هذا الموضوع كما جاء تحت عنوانه عن (( المفردة والعبارة في شعر باحريز )) وما يهمنا هو الابحار في رحلة الشعر الحريزي فارس المدارة ، لنستشف من شعره صورا ودلالات عميقة ، وبغض النظر عن الولوج في الادعاء بفك الرموز التي جاءت في حينها فذلك شأن يدعيه من تربى صغيرا على التعامل مع الرمز في حديثهم الاسري كما يدعي ذلك .

كما يجب الاشارة ان من المتنطعين على التراث الشعبي والادعاء بالالمام به سيظلون عاجزون في ان يفهموا شيئا اسمه التحقيق والتحقق من مصادر الرواة المتعددة في روايات الشعر الشعبي وصحة المرويات . وعدم الأخذ بما جاء ضمن مرجع واحد على أنه نهاية المبتغى ، ولربما جامع شعر باحريز في دفتي كتاب نقل ما سمعه من راو واحد لم يكن دقيقا فيما رواه لا سيما أن الشاعر باحريز كان أميا ويقول معظم شعره ارتجالا وعلى السجية، ولربما جامع شعر باحريز لم يكلف نفسه تقصي الروايات والتحقق من صحتها . فمثلا هناك راوية اسمه (( محمد عبدالرحمن باحارث )) وهو من المولعين بالشعر الشعبي وحفظه . وقد أعتنى ابنه (( خالد )) واصدر ما كان يحفظه والده في كتاب بعنوان (( من الشعر الشعبي الحضرمي )) ضم بين دفتيه كثيرا من المساجلات لشعراء ربما بعضهم سبق الشاعر باحريز ومن هذا الكتاب جاء في (( ص 135 و136 )) بأن طارق العطاس قال هذا البيت في مساجلة شبواني حضرها باحريز قال العطاس :



دلوك لي سقط في البير سقط ولعاد بايطلع= ونحن زهرة الدنيا اولها وتاليها


فقاطعه باحريز وقال:



وداك الدلو لي قلته سقط في البير بايطلع= ولا طلع باتشل وحده وحده باتخليها
ووحده قال بوسالم خير من عشر ما تنفع=وزنها يابن الصوري وفكر في معانيها
ونا ما باخرج الزامل بلا سكين نتبرع= وكل رقبه طويلة راس لها آفه توطيها
ويا طارق طرق واسرع وشل السيف والمخلع= وصبح راسها خله وخل عين تبكيها
إذا سرحك بانافع بشر ياهادي وقطع= طبينك فاتح الخزنه ملانه ويش يخليها
ومن غراك لاتغتر ومن طمعك لاتطمع=لاشفت السماء سوده تعود من مناشيها
ولا عزمت السفر خاير إذا ما بان لك مطلع=وإذا طرحت سفينة نوح حمل ما معك فيها
وللأيام سكرتها تبت وتقول لك برجع=كما لي يخرج الكلمة ويرجع ما يوفيها
فرشنا الطاقة الحمره وخل كل من درع يقطع= ودار السعد ما ترقل وتسقط فوق كاريها
بغيت الصدق والواقع سبوله خير من مقلع= ونخله ما تعشي الضيف قعرها لا تخليها


هذه رواية كما اسلفت نقلا عن الرواي (( محمد عبدالرحمن باحارث )) ، إلا أنني أكاد أجزم أن هذه الأبيات تعرضت للتحريف والاضافات خاصة ما روي عن طارق العطاس لأن هناك قصيدة قديمة قالها شاعر إثناء عقد اتفاقيات الحماية بين السلطان القعيطي وبين بريطانيا يقول فيها الشاعر المجهول :



بنيت البدو ما رضيت بولد العم= لكن عسى الله يصلحها ويهديها
جبنا المداوي يداويها من البلغم= قام المداوي يشب النار ويكويها
أنا الا حسبته بايفرج عنها الهم= حتى البكاء ما حسبته بايبكيها

الى آخر القصيدة ....!!

ونستدرك بأن هناك قصيدة لشاعر اسمه (( احمد عبدالله باحميد )) وكما سماها صديقنا القديم الكاتب (( عمر خريص )) بقصيدة الفتنة وفيها وصف النزاع الذي نشب بين الاخوان من القعطة (( حسين ومنصر )) يقول فيها:


سوق الكحيله عليها النور يتلمع= لي يبست فتنة القعطه مراعيها
وقع لها يارفيقي حال ما ينفع= وين المربّي الذي هو بايربيها
من كثر جور المشقه عينها تدمع=ولعاد لحقت مداوي يداويها

ولك بعد هذا ايها القارئ أن تستخلص من هذه الروايات ما يمكنك استخلاصه وتشغل نفسك في التحقيق أكثر من أن تشغلها في فك الرموز والتأويل والذي ربما لايكون صحيحا....


.

[الدموني]

ما شاء الله متعمق ومتقصي وطرح مفيد ورائع وفقك الله ومنكم نستفيد

[أبوعوض الشبامي]

ما شاء الله متعمق ومتقصي وطرح مفيد ورائع وفقك الله ومنكم نستفيد

شكرا على المرور في رحلة المفردة والعبارة في شعر فارس المدارة الشاعر سعيد فرج باحريز..........!!



.

[شيخ القبايل.]

شكرا للعم ابو عوض على موضوعه الشيق

ورحم الله شاعر المدارة باحريز

[محمد التميمي]

http://up.arb-up.com/i/00194/soqqxt9usfdx.jpg

الشاعر سعيد فرج باحريز

http://www.alshibami.net/saqifa/uploaded/6072_1259359255.ra

وهذي هدية لك وللجميع الفية باحريز بصوت الراحل الفنان باعيسى

شكراً لبوعوض على مثل هكذا مواضيع والتي من خلالها تعم الفائدة للجميع وخصوصاً الشعراء , فشعر باحريز غني ومشبع بالمفردات الشعبية الحضرمية والتي اندثر منها الكثير وحلت محلها مفردات أخرى ودخلية على الشعر الشعبي الحضرمي !!!

[أبوعوض الشبامي]

.


سبق وأن كتبت أنه في كتاب التعريفات للجرجاني جاء تعريف الدلالة على النحو التالي :

(( الدلالة هي كون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر و الأول هو الدال، و الثاني هو المدلول )).

هناك مستوى في البنية اللغوية يسمى المستوى البلاغي ، وهو متداخل مع المستوى الابلاغي الذي يعتمد التراكيب أو الإسناد أساسا ، و هناك أنواع من التصرف في الكلام تجعله بليغا ، و يتفاوت في ذلك المتكلمون ، و مما يشير إلى أن الدلالة البلاغية في سياقاتها تختلف عن الدلالات الأخرى مع ارتباطها بها أننا لو أخذنا المثال المشهور من التراث اللغوي العربي (كثير الرماد). فالدلالة النحوية هنا لو وققنا عندها كانت أن شخصا ما عنده الكثير من الرماد (بقايا النار) و قد يكون ذلك للاتجار به أو أن يكون للقذارة و عدم التخلص منه، و لكن في السياق البلاغي تكون دلالة (كثير الرماد) الكرم .

وقد قالت الشاعرة الخنساء بنت تماضر ترثي اخاها صخرا:



طويل النجاد رفيع العماد=كثير الرماد إذا ما شتا


و (( كثرة رماد )) صخرا يدل على كرمه اما في فقه اللغة الحضرمية يقال فلان (( مردمه احمر )) فالمردم هو عتبة داره واحمر كناية عن كثرة الدم المراق ويقال فلان (( شفرته تخر )) الشفرة هي السكين الحادة وتخر اي تسيل منها الدماء ويقول شاعرنا باحريز



ذا فصل والثاني فرح بالعيد لا قالوا ضوت= ننحر جمل ونشل منه شرك والباقي سبيل
ونقول ياعواد لاشفت البواب تفتحت= ونخلي الشفره تخر ونخلي المصره تكيل

وفي السياق البلاغي من (( نخلي الشفره تخر )) دلالة على همته وكرمه .



.



ويأتي مثال لنا أخر من شعر باحريز مستوى بلاغي يتداخل لنا مع المستوى الابلاغي وفيه دلالة بلاغية حين نقف عند قول الشاعر سعيد باحريز:

[أبوعوض الشبامي]

شكرا للعم ابو عوض على موضوعه الشيق

ورحم الله شاعر المدارة باحريز

شكرا على المرور ويبدو ان غزاة الليل من الرجال الذين مع شيخ القبايل استجابوا لدعوة شاعر وفارس المدارة سعيد باحريز حين قال:



يارجال الليل يالله بانحمل عالدواسر= والمشطف لي معانا قامزي ورصاص مصبوب




.

[أبوعوض الشبامي]

http://up.arb-up.com/i/00194/soqqxt9usfdx.jpg

الشاعر سعيد فرج باحريز

http://www.alshibami.net/saqifa/uploaded/6072_1259359255.ra

وهذي هدية لك وللجميع الفية باحريز بصوت الراحل الفنان باعيسى

شكراً لبوعوض على مثل هكذا مواضيع والتي من خلالها تعم الفائدة للجميع وخصوصاً الشعراء , فشعر باحريز غني ومشبع بالمفردات الشعبية الحضرمية والتي اندثر منها الكثير وحلت محلها مفردات أخرى ودخلية على الشعر الشعبي الحضرمي !!!

شكرا للتميمي على المرور ورفده الموضوع بصورة لفارس المدارة وتسجيلا جميلا لقصيدته الرائعة الجميلة والتي تغنى بها فنان المهجر الافريقي صالح باعيسى ...!!
واستذكر واذكر البعض هنا من المتنطعين على الشعر من اصحاب الميازين (( الرولكسية )) ومن ولاهم من ادعياء فك الرموز اذكرهم بما قاله شاعرنا باحريز في هذه القصيدة حين قال :



السين سنيت سيفي للعلا= والذي ما يجينا بالدلا
حل قتله على يدي بذا= قبل يطلع وسيعات الخنون


إن القتل بالكلمات هو ابلغ القتل وافتكه وكما قيل (( رب كلمة قتلت صاحبها )) والذين يتطاولون على شعر قامات وفرسان الكلمة في حضرموت ويحاولون دحرجة الدواهي على انفسهم سيذهبون في داهية .. فحالهم كحال شخصين من الهنود (( منقر و نقع )) أو كما قال فارس المدارة باحريز :



يامن يدحرجها دواهي باتقع في داهيه= هذا الجزاء قولوا (( لمنقر )) هو و (( نقع )) البونيان

ومنقر ونقع اسماء رجلين من الهنود كانا يقيمان بالمكلا وهما من الهندوس....!!




.


.