أبوعوض الشبامي
03-27-2010, 11:42 PM
.
قبل التطرق للعنوان أقصد ب (( الحضرمي )) صديق لي عرفت فيه صفة البخل والتقتير حتى على نفسه وأهل بيته .. ولهذا الحضرمي خمسة بنات خمسة حان وقت زواجهن ...!!
أما (( المحلق )) فهو رجلا من (( بني كلاب )) وقصته معروفة في الأدب العربي وردت مع الشاعر الجاهلي صنهاجة العرب (( الأعشى ميمون )) صاحب المعلقة المشهورة (( ودع هريرة أن الركب مرتحل )) وكما روت لنا كتب التراث العربي أن (( المحلق الكلابي )) كان رجلا بخيلا ، والعرب تغفر كل علة في الرجل إلا البخل ... و كان للمحلق ثماني بنات لم يتقدم أحدا لزواجهن لبخل ابوهن ، فاشارت زوجة المحلق على زوجها بأن يعترض الأعشى في سفره ويكرمه ، لما عرف عن الأعشى بأنه لم يمدح وضيعا إلا ورفعه ، فلما مرّ به الأعشى سعى (( المحلق الكلابي )) إلى إكرامه ، وذبح له ناقته ، فمدحه الأعشى ، بقصيدته التي قال في مطلعها :
أرِقت وما هذا السُّهاد المؤرَّق =وما بي من سقم وما بي معشق
وقال فيها :
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة =إلى ضوء نار في اليفاع تحرق
شب لمقرورين يصطليانها =وبات على النار الندى والمحلق
(( الندى : الكرم )) يقصد في المعنى (( والله لقد نظرت عيون العرب كلها في البادية إلى ضوء هذا الرجل الكريم الذي يضيف الناس، ويكرم الناس، ويشعل النار، الذي أصابه برد وجوع يأتي إلى هذه النار ...)).
وانتشرت هذه القصيدة في بادية العرب فلم يمض عام إلا وقد تزوجت بناته كلهن.
هنا تذكرت قصيدة الأعشى في ((المحلق الكلابي )) وتذكرت قصة صديقي (( الحضرمي البخيل )) الذي شكى بحاله مع بناته الخمسة خشية عليهن من العنوسة ، فقلت له :
من أين لنا ياصاحبي الحضرمي بشاعر كصنهاجة العرب يمدحك بالكرم وأنت لست بالكريم ؟؟؟
ولااعتقد بأنك قادر في تغيير طبعا قد تطبعت به ...؟؟
غضب من صراحتي معه وتركته مع حبه للمال أكثر من العيال ...!!
أن صفة البخل طبع في كثير من أخواننا الحضارمة ، ربما لها مبرراتها الخاصة عند البعض ، ولكن حين يكون البخل يصل الى مرحلة أن يجعل الفرد (( يده مغلولة الى عنقه )) فهذا ما نهانا القرآن عنه يقول الله تعالى:
ولا تجعل يدك مغلولة إلي عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ))...!!
.
قبل التطرق للعنوان أقصد ب (( الحضرمي )) صديق لي عرفت فيه صفة البخل والتقتير حتى على نفسه وأهل بيته .. ولهذا الحضرمي خمسة بنات خمسة حان وقت زواجهن ...!!
أما (( المحلق )) فهو رجلا من (( بني كلاب )) وقصته معروفة في الأدب العربي وردت مع الشاعر الجاهلي صنهاجة العرب (( الأعشى ميمون )) صاحب المعلقة المشهورة (( ودع هريرة أن الركب مرتحل )) وكما روت لنا كتب التراث العربي أن (( المحلق الكلابي )) كان رجلا بخيلا ، والعرب تغفر كل علة في الرجل إلا البخل ... و كان للمحلق ثماني بنات لم يتقدم أحدا لزواجهن لبخل ابوهن ، فاشارت زوجة المحلق على زوجها بأن يعترض الأعشى في سفره ويكرمه ، لما عرف عن الأعشى بأنه لم يمدح وضيعا إلا ورفعه ، فلما مرّ به الأعشى سعى (( المحلق الكلابي )) إلى إكرامه ، وذبح له ناقته ، فمدحه الأعشى ، بقصيدته التي قال في مطلعها :
أرِقت وما هذا السُّهاد المؤرَّق =وما بي من سقم وما بي معشق
وقال فيها :
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة =إلى ضوء نار في اليفاع تحرق
شب لمقرورين يصطليانها =وبات على النار الندى والمحلق
(( الندى : الكرم )) يقصد في المعنى (( والله لقد نظرت عيون العرب كلها في البادية إلى ضوء هذا الرجل الكريم الذي يضيف الناس، ويكرم الناس، ويشعل النار، الذي أصابه برد وجوع يأتي إلى هذه النار ...)).
وانتشرت هذه القصيدة في بادية العرب فلم يمض عام إلا وقد تزوجت بناته كلهن.
هنا تذكرت قصيدة الأعشى في ((المحلق الكلابي )) وتذكرت قصة صديقي (( الحضرمي البخيل )) الذي شكى بحاله مع بناته الخمسة خشية عليهن من العنوسة ، فقلت له :
من أين لنا ياصاحبي الحضرمي بشاعر كصنهاجة العرب يمدحك بالكرم وأنت لست بالكريم ؟؟؟
ولااعتقد بأنك قادر في تغيير طبعا قد تطبعت به ...؟؟
غضب من صراحتي معه وتركته مع حبه للمال أكثر من العيال ...!!
أن صفة البخل طبع في كثير من أخواننا الحضارمة ، ربما لها مبرراتها الخاصة عند البعض ، ولكن حين يكون البخل يصل الى مرحلة أن يجعل الفرد (( يده مغلولة الى عنقه )) فهذا ما نهانا القرآن عنه يقول الله تعالى:
ولا تجعل يدك مغلولة إلي عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ))...!!
.