مشاهدة النسخة كاملة : رؤية في أرشيف ((مكاتبات السيد مصطفى المحضار ))...!!
أبوعوض الشبامي
03-31-2010, 08:58 AM
.
http://up.top4top.net/uploads/2010/03/top4top_1d159b65e51.jpg (http://up.top4top.net/)
الإبحار في مكاتبات ومراسلات الحبيب مصطفى بن أحمد المحضار (1282-1374هـ). هو ابحار نحو مراسي الفكر والحكمة ، والوقوف ايضا على نبض المجتمع الحضرمي في تلك الحقبة الماضية ، نستشف فيها رؤية شيخ حكيم حلب الدهر وشرب من تجاربه ، حتى جاءت مكاتباته ومراسلاته صورا مختزلة للواقع الحضرمي من حوله .
من قراءات صاحبكم (( ابوعوض الشبامي )) في مكاتبات الحبيب مصطفى المحضار هذا ملخص لرؤية مهمة لما تميزت به مكاتبات ومراسلات السيد مصطفى المحضار من لغة حضرمية صرفة ، وتوظيف للحكمة والمثل والشعر والقول المأثور ، و عذب الانشاء ، وتأتي مكاتباته في نسق تسجيعات على السليقة ، وهي لاتخلو من قضايا تاريخية عاصرها ، وملامح فكرية وحكم حضرمية طبعت بالخصوصية الحضرمية التي ميزت مكاتباته ومراسلاته مع من عاصروه ، والسيد مصطفى المحضار كان شاعرا يشارك بالشعر في المناسبات العامة حين يكون لشعر الزامل حضورا، وما يروى له ان مرة من المرات عزمه في احد المناسبات السيد عبدالله بن شيخ آل الشيخ ابوبكر، وعندما وصل السيد مصطفى خرج الجميع في استقباله وكعادتهم طلعوا به بزامل وقيلت الاشعار في مدحه والترحيب به ثم دخل السيد عبدالله ممازحا السيد مصطفى فقال:
عادك تجي يامصطفى في خير=والقاهره تلقي ثمر مردوف
ماهي كما الشرقي وباقريان= وإلا حويبه ذي لها سنقوف
فرد عليه السيد مصطفى المحضار ردا شافيا فقال:
الليله الشاره لها حنات= حنت وباتروي مرافع رير
ويبات خالي يردف الحنات=عالقاهره ذي ماتعشي الطير
وعبارة (( ذي ماتعشي الطير )) كناية على الشح والبخل ، و تلك صفتين من الصفات التي كان يحاربهما وينهي عنهما في كثير من مراسلاته ومخاطباته ، لما عرف عن السيد مصطفى بن أحمد المحضار من كرم وسخاء منقطع النضير ، فقد كان رحمه الله محبا للضيوف والمساكين له دار بالقويرة بوادي دوعن (( ليمن )) مفتوحة للجميع دون استثناء ، وقد وصفه السيد العلامة بن عبيدالله في كتابه (( إدام القوت )) فقال عنه
(( بقية السلف وزينة الخلف كهف اليتامى وموئل الأيامى الذي امتزج الجود بلحمه ودمه وحسبك بما كان منه في الزمن الذي هرج ومرج فلقد مرت الأزمة وداره ملأى بالجفان المحفوفة بالضيفان
فما جاوزه جود ولاحل دونه = ولكن يسير الجود حيث يسير
لقد بلغني أنه باع من صلب ماله بعشرة آلاف ريال ذهبت مع الأكباد الحري والبطون الغرثى...))
وقال عنه صاحب كتاب تاج الأعراس (( كان رحمه الله يخلط جده بالهزل فرارا من دعوى العلم وميلا الى اصلاح ذات البين ، واكرام الوفود التي تتعاقب على منزله ))
وحين نشبت الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي وعم القحط حضرموت وعانت الناس من المجاعة ماعانت من ويلات ومآسي ، فتح السيد مصطفى المحضار باب داره بالقويرة على مصراعيه لإطعام الطعام فأتوه الناس من كل حدب يطلبون اغاثته وكان يقول (( رخصت الجنة في هذا الوقت ولكن أين الموفقون لذلك )).
وقد باع اثناء المجاعة جل ماله ونخيله وكلها انفقها على الفقراء والمحتاجين.
وحين نستقرئ مكاتبة السيد مصطفى المحضار فإننا نستقرئ صورة المجتمع الحضرمي في تلك السنين التي عاشها ، فيها عصفت المجاعة حضرموت وعانى الجميع من آثارها وما خلفته من فاقة وحاجة وحر الكبود الجائعة ، من تلك المكاتبات نقرأ منها مكاتبة له لبعض من اصحابه يصف الحالة التي وصل اليها الناس من ضنك وشضف العيش (( وقد كتبت لأهل مكة حين سمعنا بفخجلتهم هناك خصوصا في رمضان ، وما يزيدون فيه من الجلح والخوق ، قلت لهم : قدني المنظور في بلادي وافطاري تمره ومج قهوه ، الجملة ثلاثه أمجاج ، والخوق ما يجد عندنا ، ولكنه ما بايعجبهم بغوا الا ذي يبغوه ، وما اعتادوه ، وولفوه ، واهل تريم ما نظنهم إلا كمانا ، إلا ان كان الاخوان آل الكاف ، بغو الرطوبه والكفاف ، والفالود والحشاف ، لابأس بآل الكاف، بانعذرهم في التكلاف ، ومن اعطاه خالقه لاتعالقه....))
ويقول في مكاتبة له يصف حاله مع رمضان القويره (( وجميع الناس تعابى تعبر عليهم جازات ، وقوتهم حجزات ، إن حصل مصرا طعام ، ما حصل له إدام ، والرز تركناه ، حتى للعيال يوم مصرا بريال ، والحب ماله ظهاره ، وقد نجلس ليلتين بلا اظهاره ، ياتمر ، ياشربه ، وايش جر على الوارد من الغبه ؟؟ وايش الذي قطعه علينا ...؟؟))
كان السبب واضحا ذلك نتيجة الحصار البحري والحرب بين اساطيل الحلفاء من جهة مع الاسطول الالماني والياباني من جهة أخرى..!
وقال ايضا (( رمضان دخل وبايخرج نودي بحاجه نأكلها زينه ، فاكهه أو مطبوخه ، ولاحصلناها قط ، ما معنا الا القهوه القاره ، والشربه الحاره ، والروبه الحامضه ، وحرفوف خمير له ثلاث في سفيح ، وقطبه من بربري ، وعبورها في الحلق مري ، هذا المؤكول، وغيره حرام علينا ، والله ينظر الينا ، والعيظه إلا في الجنه ))...!!!
هكذا كان حال المجتمع الحضرمي أثناء المجاعة وهكذا كانت حياة الميسورين الذين يطعمون الناس ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)....!!
لنا عودة مع هذا الموضوع .
.
موضوع جميل ,,, لي عودة واضافة ان شاء الله .......
ابو عامر راعي الابل
03-31-2010, 11:47 AM
الكرم يفتح ابواب السبيل
سبحان أحب الكرم وأهل الكرم وبغض البخل وأهله ولوكان البخيل اقرب الأقربين ...
رحم الله السيد مصطفى فياليت هذه الصفه التي فيه يتصف بها كل الاغنياء والموسرين ولكننا نراها لدى محدودي الدخل والبسطاء من الناس أكثر من الموسرين والأثرياء ...
أبوعوض الشبامي
03-31-2010, 11:59 AM
http://up.top4top.net/uploads/2010/03/top4top_a56aa680d71.jpg (http://up.top4top.net/)
لاعجب ان يذم السيد مصطفى المحضار البخل حين قال :
(( والبخل حرام ، لأن البخل آفة كالنار في القصام ، وتاليته تقليد السده ومن داخلها الخمام ، والباقي كله قد نجم وأذهبته الأيام ، والدنيا إلا فرصه واغتنام ، ومن لااغتنمها ما أسرع ما تضيعه ويبقى في هيام ، ويصفق باليمنى واليسرى ويخسر من المقام ، والبخل غدة الغدد ، وعوق الروح والجسد ، وشين وعيف ، والمتحلي به عيف ، ووصفه قبيح وبالشريف أقبح ، وافقهوا ياعيال من البخل الفال ، وشوفوا البخيل تاليته ماشي ، ويروح بلاشي ، بلا جماله ولاشكران ، ويطيروا بها الزقران ، يلقون فيين يوجعش بانكوي لش على الوجع ، وهم إلا طرحوا لها وجع فوق الوجع ، ولقوا لها غارات ، وجابوا لها الوكلاء ، وجابوا لها البلاء ، واعطوها الخلاء ، وضيعوا مالهم ، ولعاد له ولا لهم ، والبخل آفه ، إن هو ملك ضيع ملكه ، وإن هو سيد أصبح صكه ، وان هو تاجر تخربط دفتره ، وإن هو حرّاث ما بقي عليه محسره ، والدنيا وحله ، والبذر شغله ، والقتر دغله ، والكرم يغطي العيوب ، والشح يظهر ما في الغيوب، قال الشيخ باوزير:
ان الكرم وادي ان سالت مسايله= غطّى جميع اوساخ ما في العبد من عيب وذم
مما ورد في تلك المخاطبات والمكاتبات تتبين لنا علو همة هذا الرجل وسمو نفسه الكبيرة ، وتكونت لدينا رؤية اولية عن الظروف الاقتصادية المحيطة به ، وبمن حوله من ابناء دوعن خاصة ، وابناء حضرموت بوجه عام في ظل سنين الجذب ، وشحة نزول المطر ، وكما قال السيد مصطفى ذات مرة حين سأل صديق له في ادنى حضرموت ماذا تفعلون إذا لم تنزل الامطار بأرضكم ؟؟
فاجابه صديقه (( إن مطرت وإلا سنينا)) وانتم ؟؟
فقال السيد مصطفى (( أما نحن إن مطرت وإلا بكينا ))
ذلك ان وادي دوعن يعتمد اعتمادا كليا على مياه السيول في زراعة الارض وري النخيل ومتى انقطعت الامطار والسيول قل مخزون الناس من الطعام وربما شح وانتشرت المجاعة ويطلق الحضارمة على الجوع (( الزمان )) فإن شذة الجذب والقحط جعلت من المقولة الشهيرة (( دوعن شبيه الزمان أما زمانه فلااله شبيه )) مقولة كرستها الازمات والكوارث التي تعاود الوادي حينا بعد حين ومع هذه الكوارث الطبيعية الخانقة لم يخلو الوادي من الرجال الطيبين واهل الخير والصلاح فقد قال السيد علي بن حسن العطاس ( صاحب المشهد ))
أرى دوعن خير دوعن شبيه الزمان= وأما زمانه فلاله شبيه
مع أن في الغالب أهله زيان= ترى مظهر الدين مشهور فيه
لذا ارتبط اسم وادي دوعن باسماء الزيان من أهله لما عرفوا به من استقامة وتقوى وخير وصلاح وزهد وورع وكرم وسخاء خاصة حين يكون (( الزمان سببا في الزمان )) وكم من عاديات الزمان كانت سببا في كوارث الحقت من بعدها (( الزمان )) بالناس منها الطوفان الكبير الذي شهده وادي دوعن حيث جرفت السيول الارض والنخيل والناس والحقت الاضرار بالاراضي الزراعية وذهبت بالاطيان واصبحت كثير من العوائل من المعدمين وفي ايام تلك الكارثة كارثة الفيضانات المدمرة أمر السيد مصطفى المحضار بالذبح وصنع الطعام للمتضررين وكان يواسي الناس ويطيب خواطرهم ، ويقوم بدوره الديني والاجتماعي والانساني .
.
أبوعوض الشبامي
03-31-2010, 12:52 PM
موضوع جميل ,,, لي عودة واضافة ان شاء الله .......
http://up.top4top.net/uploads/2010/03/top4top_175a189c831.jpg (http://up.top4top.net/)
القويرة
لقد ارتبط وادي دوعن في وجدان السيد مصطفى المحضار ارتباطا وثيقا ، وارتبطت القويره في وجدان (( السادة المحاضير )) حتى غدت نبضا في قلوبهم ، كلما نبضت قلوبهم بنبضة كان بين كل نبضة ونبضة اسم القويرة ومن هذا العشق المحضاري الدوعني تبوأت عائلة المحاضير زعامة ومنصبة الوادي ، وكسبت من جودها وكرمها للقاصي والداني مكانة قربتهم الى قلوب البدو قبل الحضر .
وفي مكاتبة للسيد مصطفى المحضار نقرأ له وصفا جميلا لوداي دوعن يقول :
(( دوعن واد ، صيته أكبر منه ، ولكنه ملان خلق، وبلدان كثيرة ، وجمعة وجماعات ، ونخل وتجارات ، وسفر إلى الجهات، وادي مغمور ، لولا ضيق فيه ، وضروك وأحجار ، لكنهم ألقوا فيه ديار ، أحسن من جميع الديار ، حلال عجيب ، والطريق تعيب ، وقد ولفوا عليه أهله ، وخرجه ودخله ، واما الغريب ينكره وينكر المحله فيه ، وينكر ضروكه وسواقيه ، وعقابه ورحابه ...))
ومهما كانت جغرافية وادي دوعن وطبيعته الجبلية الضيقة صعبة ، وتضاريسه وعرة ، وحياة الناس فيها كلها مشقة وتعب وكد ، إلا أن السيد مصطفى المحضار يرى أن الارتباط الذي يربطه بوادي دوعن هو ارتباط الأرواح مع أرواح السلف الصالح من الأخيار الذين حلوا هذا الوادي اليمون وحامت أرواحهم كطيور خضر فوق ضلاله الرافلة تغدو صبحا وعشية ، لهذا يوجه خطابه للمنكرين عليه على اتخاذه وادي دوعن سكنا وموطنا له فيقول لهم :
(( محلة سلف ، وحلوها سلف ، وعمروها سلف ، ونوروها سلف ، ولولا بركة السلف ، ما سكنوها الخلف ، وصبروا على حجرها وحصاها ، من وطاها إلى أقصاها ، وهذا عذرنا في محلنا ، ومن جاء الى عندنا لا ينكر علينا ....))
ويعترف السيد مصطفى المحضار في احد مخاطباته بقسوة الطبيعة في وادي دوعن خاصة ان وسائل المواصلات في تلك الحقبة لاتعدوا ان يكون حمارا ، ينوء بحمله ، وسط رحابه واحجاره ، لهذا فهو يخاطب أهل تريم لمن يرغب منهم أن يعرف شيئا عن دوعن فعليه بسؤال السيد الشاطري قال المحضار :
(( وأما دوعن إلا أرض أحجار ، وفجار ووجار ، ومطلاع ومندار ، ومطاريق ضيقة المعبار ، وقد شافها الشاطري نهار ضل فيها يدوس ، وشاف أمه عروس ، وقد قال : هذا شي مايسوغ ، وموغه ولعاد موغ ، رحمه الله ونفعنا به ، إن حد أعجبه الوصف ياحيابه ، ويامرحبا به ...))..!!
.
ابو عامر راعي الابل
03-31-2010, 01:19 PM
[QUOTE=أبوعوض الشبامي;485814].
وقال ايضا (( رمضان دخل وبايخرج نودي بحاجه نأكلها زينه ، فاكهه أو مطبوخه ، ولاحصلناها قط ، ما معنا الا القهوه القاره ، والشربه الحاره ، والروبه الحامضه ، وحرفوف خمير له ثلاث في سفيح ، وقطبه من بربري ، وعبورها في الحلق مري ، هذا المؤكول، وغيره حرام علينا ، والله ينظر الينا ، والعيظه إلا في الجنه ))...!!!
.
.[/QUOTE
كلا م يالحبيب
سبحان الله وكيف تغير الحال
حالنا الآن ولله الحمد افضل من حالهم بكثير وكثير وكثير
لكن
الرجال في زماننا اسوأ من رجالهم بكثير وكثير وكثير هذا ان مالرجال في زمننا قد انقرضو وبقينا في عصر اشباه الرجال
آه يالحبيب مصطفى لو عشت لما زماننا هذها أنت وأمثالك
abu iman
03-31-2010, 04:22 PM
هذه المواضيع تعتبر إضافة ليس للسقيفة فقط و إنما لأهل السقيفة و فقك الله
مزيدا و مزيدا حتى يعلم الكل كيف كانوا ..... بارك الله فيك و لك الشكر
أبوعوض الشبامي
03-31-2010, 05:29 PM
الكرم يفتح ابواب السبيل
سبحان أحب الكرم وأهل الكرم وبغض البخل وأهله ولوكان البخيل اقرب الأقربين ...
رحم الله السيد مصطفى فياليت هذه الصفه التي فيه يتصف بها كل الاغنياء والموسرين ولكننا نراها لدى محدودي الدخل والبسطاء من الناس أكثر من الموسرين والأثرياء ...
جواب الأحمق سكوته ، وخلوا الحضرمي بحضرموته
لقد كان السيد مصطفى المحضار من اشد المناصرين لنشر العلم في حضرموت ، بل العمل والسعي لاسباب تسهيل نشره بين جميع الناس على مختلف طبقاتهم وانتماءاتهم ، لأنه يدرك أدراكا تاما بأنه لن تكون نهضة في المجتمع الحضرمي الا بالعلم ، ويرى أن العلوم الدينية والشرعية هي التي تحيي الابصار والقلوب وينصح بالابتعاد عن مذاهب أهل الزندقة ومجارات الجهال في القيل والقال قال رحمه الله:
(( ولكن العلم والتعليم يحيي القلوب ، وإن كانت قلوب أصحابنا صاحيه ، وسليمه من السخيمه ، وقد اختارها لهم جدهم ، وقدها أحسن من بعض العلم ، خصوصا الحادث في هذا الزمان ، لفلفوا كلمان من مذاهب شتى ، خارجة عن علوم أهل السنة ، وابتلوا بمطالعة تواريخ ، أضحوا بها عن سيرة أهلهم مساليخ ، وفتحوا أبواب مغلقة ، من مذاهب أهل الزندقه ، وابتدوا بها بعض السادة ، وقالوا جينا على شيء، وظنوا انهم على شيء ، وهي إلا سويقات سامجة ، وعن قواعد الحق خارجة ، لم يتدين بها جدهم ، ولا من تأخر ولا من تقدم ، وا؛دثوها زقور جهال ، ما يعرفوا إلا القيل والقال ، وإذا لم ينتهوا عما أرتكبوا سلط الله عليهم أراذل الجهال ، أو من معه طرف من علم ضار ، كثر القيل والقال ، وفشى خراط الأنذال ، والمجاوبات والمحاورات وكثر السفالات والفسالات ، ولو قالوا جواب الأحمق سكوته ، وخلوا الحضرمي بحضرموته ، إن كان سلموا من جيفتهم ، وانطفت نارهم في ليفتهم .... ))
كما قرأنا في تلك المكاتبة كيف أن المجتمع الحضرمي دأب أن يحتدم الصراع الفكري والمذهبي فيه بين حين وآخر ، وكيف أن رسالة السيد مصطفى تدعوا إلى الارتقاء ، ارتقاء الفكر والبعد كثر المجاوبات والمحاورات وكثر الفسالات والقيل والقال ، وكما قال (( جواب الاحمق سكوته وخلوا الحضرمي بحضرموته )).
لعل هذه رسالة جاءت من وراء الحجب من لدن حكيم يستقرء طبائع النفوس ، ويشخص علل مجتمعه، لأن ما نلتمسه اليوم في بعض السقائف يأتي انعكاسا للصورة التي رسمها لنا ذات يوم السيد الجليل مصطفى المحضار ....!!
.
.
أبوعوض الشبامي
03-31-2010, 06:00 PM
[QUOTE=أبوعوض الشبامي;485814].
وقال ايضا (( رمضان دخل وبايخرج نودي بحاجه نأكلها زينه ، فاكهه أو مطبوخه ، ولاحصلناها قط ، ما معنا الا القهوه القاره ، والشربه الحاره ، والروبه الحامضه ، وحرفوف خمير له ثلاث في سفيح ، وقطبه من بربري ، وعبورها في الحلق مري ، هذا المؤكول، وغيره حرام علينا ، والله ينظر الينا ، والعيظه إلا في الجنه ))...!!!
.
.[/QUOTE
كلا م يالحبيب
سبحان الله وكيف تغير الحال
حالنا الآن ولله الحمد افضل من حالهم بكثير وكثير وكثير
لكن
الرجال في زماننا اسوأ من رجالهم بكثير وكثير وكثير هذا ان مالرجال في زمننا قد انقرضو وبقينا في عصر اشباه الرجال
آه يالحبيب مصطفى لو عشت لما زماننا هذها أنت وأمثالك
ومن طـوّل السفر ، أخذته الحفر
ربما أن الضائقات المالية لرجل كريم وصاحب مقام عظيم ومقصد للناس على مدار اليوم والساعة ، تجعل من السيد مصطفى المحضار يخشى الاهانة واستجداء التجار والميسورين العطايا والهبات ، لهذا نلتمس بأن القرش بدأ يعز بيده ، في زمن عزت القروش على الجميع حين انقطعت الحوالات المالية بين المهاجرين الحضارمة وذويهم في حضرموت أبان الحرب العالمية الثانية ، لهذا نقرأ في مكاتبة من مكاتبات السيد مصطفى المحضار قوله :
(( ومن لحق قرش يعصب عليه ألف عصبه ولو يعصبه بالركبه ، ويقسمه بين عياله ، جداده ودواله ، والقرش عزيز والعزيز ما يهتان ، وخصوصا في هذا الزمان ، فقد عزت فيه القروش ، ومن يسر الله له منها شي يعزها ويحفظها ، ولا يقول هي إلا باتكثر وهي قد تقصر، .. لأن الله قد يعطي عبده رزق سنة في يوم ....))
لقد سعى الحضارمة منذ وقت مبكر من تاريخهم الى الهجرة نحو اصقاع بعيدة من المعمورة بحثا الى مسببات الرزق وايجاد فرص للعمل بالتجارة وغيرها ، حتى يكفوا أنفسهم واهاليهم غيلة الزمان ، والفاقة التي تعتري حضرموت بين حين وآخر ، ولكن للسيد مصطفى المحضار رؤية أخرى في السفر خاصة الإطالة فيه والنأي الكثير عن الوطن ، ورؤية خاصة في سفر البخيل المقتر ، والحريص على ماله فهو ينهاه عن السفر ، لأن البخيل كلما كثر لدنه المال زاد بخلا وتقتيرا ، فخير له أن لايفارق بلده ، ولا أهله ولا ولده ، يقول لنا في احد مكاتباته :
(( خير الرزق في البلد ، بين الأهل والولد ، رزق المقيم ببلده ، بين اهله وولده ، وخصوصا في هذه البلاد ، بلاد حقاره ، إلا لمن طبعه الحقاره ، وواقع في الحقاره ، في ملبسه وداره ، وبقرته وحماره ، ولاله طارق ولا له ضيف ، وعينه وحده كسا الشتاء والصيف ، فمثل هذا با يتهيأ له رزق البلد ، ضبعه وتمره ، ومحسر أغبر ، قصد ستر العوره ، ولعاد شل الناس إلا السفر ، بشرط سفر قصير ، ذي ماله قصر ، وأما الطويل ذي باتقصر فيه الصلاه ، ومناظر ملا المخلاه ، وضياع الجاه ، والأهل والعيال ، الدوال ، زنرجع في عيال جداد ، وبعد من البلاد ، فهذا غير البلاد ، لأنه شتات ونكاد ، وموته تحت موزه ، وقبر في قوز ، بين أشجار الموز ، وراح في بطاح ، في وسطه طاح ، وسببه طول السفر ، ومن طوّل السفر ، أخذته الحفر ، مجرب يقين ، ولعاد ينفع التلقين ...)).
.
أبوعوض الشبامي
03-31-2010, 09:49 PM
هذه المواضيع تعتبر إضافة ليس للسقيفة فقط و إنما لأهل السقيفة و فقك الله
مزيدا و مزيدا حتى يعلم الكل كيف كانوا ..... بارك الله فيك و لك الشكر
راحة الدنيا مع الصم البكم
في عصر عز فيه القرش إن لم يكن معدوما من يد قطاعات واسعة من ابناء المجتمع الحضرمي كما نبأنا ذلك السيد مصطفى المحضار في بعضا من مكاتباته ولكن ليست هي القروش وحدها التي غابت عن الناس وتعالوا نقرأ ماذا قال السيد مصطفى المحضار :
(( خصلتين قلّت في وقتنا هذا !! ما درينا ايش الذي ميـّح عليها ، وخطفها على الناس ، العقول ، والقروش ، فقد قلت كلها بخص ، العقول لاغنى عنها ، والقروش لابد منها ، ولا صلحوا الناس بلا عقول ، ولا بلا قروش ، الآن قالوا : ألقطوا إلا واحده ، إن بغيتوا العقول ، وإلا القروش ؟ حكمها عين الوحله ، ولكن إذا قده إلا القطوا واحده فقط ، فالظاهر إنا بالقط القروش ، بانجزّع بها حال ، وأما العقول ، قد الناس مره بلا عقول ، ولم يقل لهم قل العقل شي ، وأما قل القروش غير عليهم الحسوس ، مع انهم دهلوها ، ومن دهل شي بايشق عليه تركه ، وأما العقول معاد قالوا شي في قلّها ، مشى الحال بلا عقول ، بل العقل في وقتنا هذا مأوى كل هم كما قال أبوعامر:
يقول بوعامر لقيت العقل مأوى كل هم= وراحة الدنيا وسلواها مع الصم البكم
.
أبوعوض الشبامي
04-01-2010, 03:50 PM
.
ولا تبقى في مرابضها إلا البقــر
الأتكاليه ظاهرة واضحة في مجتمعنا الحضرمي ، وهي سلوك موروث وعاده اجتماعيه سيئه ، يتربى عليها البعض منذ الصغر تحت ضغط من العادات والتقاليد الإجتماعيه ، ولها جوانب كثيره ومتعدده ، اعتاد البعض منذ الصغر في داخل بيوتنا او عائلاتنا، ان ينوب عنه غيره من اخوته ويهاجر ليعمل ويكد ويقوم بتكفل وتعليم أخوانه ثم إذا كبروا زوجهم وربما قام بالصرف عليهم وعلى أولادهم ، ان ذلك النوع من التربيه التي اشرت لها هي البذره الأساسيه التي تنتج عنها الاتكالية والعجز والخمول ، والتي تتوسع دائرتها وربما نزعت من البعض حقوقه الشخصية واستقلال شخصيته وتفكيره في اختيار الاشياء . وربما افضت أن يكون الشخص الاتكالي شخصا عاجزا والعجز يجعل منه عالة على الغير لهذا قرأت في مكاتبة من مكاتبات السيد مصطفى المحضار ما يدعو الى ترك تلك العادة السيئة وتربية الجميع الى السعي لطلب الرزق والسير والحركة نحوه يقول :
يقول بوعامر لقيت العجز ملوي بالضياع=العجز لولا العجز ما بيت اختلى منه المتاع
قال الحميد ابن منصور مافي الكسل شي نفاعه=إن الكسل يورث الجوع والهم في كل ساعه
وقال الوالد : أحمد المحضار: من به عيون وراس ، يلقي كما الناس ، وإن عامل الناس ، يأخذ من الناس ، ويرد للناس ، ويفقه بحق الناس ، وبا يعيش في الناس ، ولا بأس بالسفر ، والسفر باينتج الظفر ، ولا تبقى في مرابضها إلا البقر ، ومجلس الدار مايضوّي نصد ، ومن سرح سرح رزقه ، وخرج من رزقه .
وقال رحمه الله : وجاءت سيارة ، ما قال وجاءت قعادة ، ولو ماساروا ماجاؤوا ، ومن لاسار ماجاء ، ولابدا قاعد جاء ، والسيرة ثمرة المجيء ، والقاعد محجي ، سمعت الوالد يقول : ثعل يدور ، خير من أسد محصور ، والحركة فيها البركة ، والربضة عين العبضة ، ومن سار جا ، ومن لاسار ما جا ، واجعل عصاك على كتفك ، لايصدنك من خلفك ، وما زلت تقدر سافر ، وخل الخافر على الحافر، ومثل ما زاحمت في طلب العلم، زاحم لطلب الرزق ، قال الحبيب علي بن حسن العطاس : السفر بركه وللسادة ابرك ، وقال في بعض مناظيمه:
من لامعه محصول زاد غمه=تحنق عليه أخته وأبوه وأمه
حتى المره بين النساء تذمه= تقول ما أحبه ولا أعرف اسمه
تمسح وجنتها من بزاق شمه
.
.
عمر خريص
04-01-2010, 11:21 PM
وعيال السادة يتفاوهون
قال رحمه الله : كيف للناس مايزاحمون ، اذا لم يتراحمون ، القوي يقبض بيد الضعيف ، ويزغف له من هذا الزغيف ، لان قده الا ذهب على جبهته الارض ، وليش يختص به بعض دون بعض ، وعيال السادة يتفاوهون ، وفي العجز يتشابهون ، والعجز عين العوق ، والعاجز مايقع فوق ، وسفر ماله حاصل ، حكمه ماصل ، ومن له عيون راس يلقي كما الناس ويلفون لهم رزق ، ولو كان مخضرم ، يغسلونه بماء زمزم ، وبايطيب من الوخم . [
http://www.gmrup.com/gmrlive/gmrup12701539211.jpg (http://www.gmrup.com/)
تابع استاذي ابو عوض
فمداخلاتك على النص لها مذاق خاص .. وضوء على المتن .
رحم الله الحبيب مصطفى ..
لك تحياتي وتقديري .
عبدالقادر صالح فدعق
04-02-2010, 12:16 AM
رحم الله الحبيب مصطفى المحضار وأسكنه فسيح جناته .,,
موضوع أكثر من رائع ياعمنا وفيه من الحكم مايمكن أن يكون إضاءات لمن بايتبعها والموضوع فعلا في وقته وينفع لكل وقت ......
لك قوافل من الشكر من مطرحي الى مطرحك ..
فائق التقدير
اين يمكننا ان نجد هذا الكتيب ؟
.
.
أبوعوض الشبامي
04-02-2010, 12:34 AM
وعيال السادة يتفاوهون
قال رحمه الله : كيف للناس مايزاحمون ، اذا لم يتراحمون ، القوي يقبض بيد الضعيف ، ويزغف له من هذا الزغيف ، لان قده الا ذهب على جبهته الارض ، وليش يختص به بعض دون بعض ، وعيال السادة يتفاوهون ، وفي العجز يتشابهون ، والعجز عين العوق ، والعاجز مايقع فوق ، وسفر ماله حاصل ، حكمه ماصل ، ومن له عيون راس يلقي كما الناس ويلفون لهم رزق ، ولو كان مخضرم ، يغسلونه بماء زمزم ، وبايطيب من الوخم . [
http://www.gmrup.com/gmrlive/gmrup12701539211.jpg (http://www.gmrup.com/)
تابع استاذي ابو عوض
فمداخلاتك على النص لها مذاق خاص .. وضوء على المتن .
رحم الله الحبيب مصطفى ..
لك تحياتي وتقديري .
شكرا للشحري على المرور ... بخصوص الكتاب الذي ارفقت صورته والموسوم بعنوان (( خواطر وأفكار وحكم وأسرار من مكاتبات الحبيب مصطفى المحضار )) قام بتلخيصه واختيار رؤوسا من مواضيع تلك المكاتبات السيد محمد بن عبدالللاه المحضار ، وما يأخذ عليه أنه بتر جميع المكاتبات بترا ولم يوف بأمانة النقل ، وغفل عن ذكر الأشخاص الذين وجهة لهم تلك الرسائل ، ناهيك أنه حذف تاريخ كل رسالة ، ولذا لا يعد هذا الكتاب مرجعا للمهتم بمثل هذه المادة التاريخية ، والباحث الذي يهمه قراءة المجتمع الحضرمي في تلك الحقبة ، و التي ضمها نصوص المكاتبات والمراسلات التي كتبها السيد مصطفى المحضار .
اعتمدت في نقل مختارات من هذه المكاتبات على مخطوطة جمعها السيد محسن بن سالم العطاس وسماها (( سلوة المحزون من الاكدار مكاتبات الحبيب مصطفى المحضار )) مكون من جزئين.
وقد اعتمد جامع تلك المخطوطة من مكاتبات السيد مصطفى المحضار على ما وصله من اندونوسيا من بيوت السادة آل أحمد بن طالب العطاس ، ومن ما وجده من السادة آل الجفري سكان وادي ليسر بدوعن ، ومن ماجمعه المشائخ آل بافضل في مكتبتهم بتريم ، وصورة المخطوط كما تراها تبين النص الكامل للرسالة (( لمن كانت موجهة والنص الكامل ثم في اسفل كل رسالة تاريخ انشاءها )) ...!!
http://up.top4top.net/uploads/2010/04/top4top_f7944b163c1.jpg (http://up.top4top.net/)
http://up.top4top.net/uploads/2010/04/top4top_f7944b163c2.jpg (http://up.top4top.net/)
http://up.top4top.net/uploads/2010/04/top4top_f7944b163c3.jpg (http://up.top4top.net/)
http://up.top4top.net/uploads/2010/04/top4top_f7944b163c4.jpg (http://up.top4top.net/)
.
أبوعوض الشبامي
04-02-2010, 01:11 AM
رحم الله الحبيب مصطفى المحضار وأسكنه فسيح جناته .,,
موضوع أكثر من رائع ياعمنا وفيه من الحكم مايمكن أن يكون إضاءات لمن بايتبعها والموضوع فعلا في وقته وينفع لكل وقت ......
لك قوافل من الشكر من مطرحي الى مطرحك ..
فائق التقدير
اين يمكننا ان نجد هذا الكتيب ؟
.
.
http://up.top4top.net/uploads/2010/04/top4top_c7ca3f37601.jpg (http://up.top4top.net/)
ليس من مفارقات الأقدار أن يتلقى وادي دوعن قدمة السيول ، ويتلقى أول انحدارها ، واول ضربات شدة تدفقها ، وربما أول الأذى والأضرار ، ذلك بحكم الطبيعة الجغرافية التي جعلت أن يكون وادي دوعن في أعلى وادي حضرموت ، ومنه تتدفق السيول نحو انحدارها عبر وادي حضرموت الرئيسي حتى تصب في بحر العرب ، وربما لاتصل تلك السيول نحو النهاية إلا وفقدت شدة قوتها ، وربما ايضا تفقد شدتها وقوتها قبل أن ينتصف الطريق في انحدارها ... لهذا حدث انه في سنة 1363 هـ ان قدم سيل كبير (( هميم )) من وادي دوعن واحدث اضرارا كثيرة في المال والنخيل والانفس ، ولكن حدة هذا السيل الكبير هدأت حين وصل تحت شبام وتباشر الناس يهنؤون بعضهم البعض (( بالأشراب )) وهم لايدركون أن هذا السيل القادم خلف من وراءه خراب ودمار في وادي دوعن ، ومن ضمن مكاتبات السيد مصطفى المحضار نتلقى صورة عن كثب لشاهد عيان يعبر بصدق في وصفه لتلك المأساة من أوجه عدة ، وقد جاء ذلك في مكاتبته للسادة آل سميط الساكنين بشبام وتاريخ تلك المكاتبة في 27 من شهر القعدة سنة 1363هـ يقول السيد مصطفى فيها :
(( كيف ياأخ مصطفى وياولد عبدالله ، وانتم وانتم رجال شبام ، تفهمون الكلام ، كيف لكم ماشفتم هذا السيل وكبره ، وما انكرتوه ، ولا قلتوا إذا كان كبره هكذا تحت شبام ، فكيف بايكون كبره في الوادي الذي خرج منه ، وكيف باتفهمون فعله ، وما بايحصل منه في دوعن من غيار واضرار ، وشل نخيل وديار ، كيف ماتفهمون هذا الكلام ، وانتم ربتكم شبام ، والشبامي يفهم الكلام ، قبل ينطقه صاحب الكلام ، غير أنكم غفلتم ، وبشربكم فرحتم ، وقلتم الحمدالله الذي أنعم وتكرم ، وبنعمته تعمم ، ولعاد نكرتهم فيمن سحقهم السيل ، ورد نهارهم ليل ، ويصلح إلا أن تعازونا في نخلنا ، لأنه كله شله السيل ، وانتم يهناكم الشرب الزين ، ونحن لنا الغيار العيف ...))
ولاتعني تلك الرسالة الموجهة للسادة من آل بن سميط في شبام سوى رسالة عتاب المحب لمن يحب فمحبة السيد مصطفى المحضار لشبام وأهلها جاءت كما ترجمها في مكاتبة خص بها الشيخ أحمد جبران الشبامي ، حيث قال فيها :
(( الى شبام المحروسة ، البلاد المأنوسة ، وإن ضاقت مطاريقها ، وطالت ديارها ، لكنها نويره ، ومع ضيقها شريحه ، وقواعدها مليحه ، واهلها اخيار ، وبلاد عمار ، مسجد معمور ، وسوق معمور ، ودرس معمور ، وموزع معمور ، إذا قامت هذه الأربع قامت على أربع ، قيام مستوي يسير على سريع ، غير ضليع ، شبام ذي شيدتها أركانها ، بالبحر واحمد بن عمر سلطانها ، وبن سميط اليوم فيها زانها ، وظهر جديد اليوم جبرانها ، ونحن نعتاد جبرها وسويدانها ، وبلربيعه وجروها ، وذيبها عمدانها ، ورجالها وحلانها ، وكم في شبام اصلحوا شانها ، وقاموا في عمرانها ، وكلهم عمده ، وفي بلادهم عدّه وشدّه ، ولايأخذون ببعضهم في حدَة ، يشمون على الجدة ، وأمورهم مستمدة ، ومولى شبام ماحد ندّه ، في ذكاءه وعقله وجهده ، قيم ببلاده وواده ، وجامعه ودروسه ، وذكره وأوراده ....)) .
.
أبوعوض الشبامي
04-02-2010, 09:05 AM
.
وقد وردت هذه السنة الطيارات
وثق الشعر الشعبي الحضرمي ظهور الطيارة في سماء حضرموت وهبوطها أول مرة في الوادي في (( شقية )) من خلال قصيدة الشاعر هادي عسكول ، الذي صور لنا شعرا هذه الحادثة في حضرموت ولكن دون ذكر لتاريخ هذه الحادثة.
http://www.youtube.com/watch?v=EjJTLXUDwUQ
ولكن من خلال قراءتنا لمكاتبات السيد مصطفى المحضار نستخلص تاريخا دقيقا لظهور الطائرات وتحليقها فوق سماء وادي حضرموت ، خاصة وادي دوعن ، فقد جاء ذلك في مكاتبته للسيد محمد بن عمر البار والمهاجر في سنقفوره بتاريخ 24 جماد الأول سنة 1348هـ وفي هذه المكاتبة الموجهة للسيد محمد البار يوجه السيد مصطفى المحضار نداءه لعودة السيد حامد بن علوي البار ، والذي كما يبدو انه هاجر الى سنقفوره ، ولكن دون طائل ، بينما أن حاجة الناس إليه في وادي دوعن ملحة ، لهذا يقول السيد مصطفى المحضار في تلك المكاتبة :
(( وبخصوص الاخ حامد بن علوي ، انتم رغبتوه في سنقفورتكم ، وقربتوه سوقكم ، ولاهو من طيور أرضكم ، ولا من بشكتكم ، وسنقفوره رمحتكم ، وفضت بطونكم ، ومسكت قطوبكم ، ولاعو للبيع والشراء ، ولكنها جذبة الكاف ، وعسى الشفاء ، وعساكم تترادون في خروجه ، شوفوه واجب وافضل من جلوسه عندكم ، الحاجه داعيه إليه ، ولايسرنا إلا وصوله ، والله يدبر ويسهل خروجه ، ينزع نفسه ، ويختلس بها خلسه ، وسنقفوره تغوي ، وكم باتبلي ، ولو أن ما إلى أرضنا مشرد ، لكنه إليها أفود ..))
ومن خلال نص تلك المكاتبة الموجهة من دوعن الى سنقفوره لابد من اطلاع السيد محمد بن عمر البار على الاوضاع الاقتصادية التي تمر بها حضرموت ورفع صورة عن اسعار السلع الرئيسية يقول السيد مصطفى :
(( وفي هذا الوقت تخربطت الحسبان ، ودخل شعبان في رمضان ، لنا سنين في اسعار تشيب باالشبان ، وفصول عيفه تغيب بحسوس الشيبان ، كيس الرز بأربعين ، ونصف بهار الذره بسبعين ، وسبحان اللطيف المعين ، والزمان ذوق طعمه قار حال ، ويجمعنا بكم في الاطلال . ))
وفي ختام تلك المكاتبة لم ينسى أن يشير السيد مصطفى المحضار من ظهور الطائرات في سماء وادي دوعن وما تركته تلك الطائرات من أثر مفاجأ في نفوس من يشاهدها عيانا لأول مرة يقول رحمه الله:
(( وقد وردت هذه السنه الطيارات ، وغيرت على أهل الجهات ، كل يوم أربع مرات ، من المكلا إلى دوعن وعلى جميع الجهه تشوف ، وتطوف ، تقطع المسافه في ثلث ساعه ، والولد بوبكر بن حسين كل يوم يصبح في وحده ، ويحوم فوق المكان ، ورمى علينا كتب من الطياره ، وذكر اخباره ، وقد تجرأ جم على ركوبها ، ولكنه يشكرها ، وقال : (( احسن من الكريته والموتر واريض ولا تكمح ولا تعض ، ولادوخه ولا رجه ، واهلها أهل مروه ، وحسن معاشره )) وهذه من علايم الساعه ، وقالوا بايصلحون طريق المواتر الى هذه الجهه ، وكنا نصدق ولكنها إلا خفشت ، والعرب مابدا صلحوا شي ، ولا بايصلحون شي ، ويا الله بلا شي ، ومواترنا المطر والسيول ، والمواطر خير من المواتر ، وقد فصلنا من المكلا البهار بثلاثة ريال ، وربنا يرد العوايد ، وتكثر الامطار ، وترخص الاسعار ، وبقاصر المواتر ، والله الينا ناظر والسلام عليكم من الجميع )) .
هذه مكاتبة من المكاتبات الجميلة والرائعة ، نلخص منها نقاطا مهمة ، جاءت كوثيقة نادرة تلقي لنا الضوء لجوانب كانت تشغل تفكير الحضارم في واديهم ونقل همومهم ومشاغلهم الى اخوانهم في المهجر في تلك الحقب الماضية ، وجاءت عبر تلك الرسائل والمكاتبات المتبادلة فيما بينهم البين ، والتي تزيد من عرى تواصلهم ببعضهم البعض حتى وإن نأت بهم الديار بين مقيم فضل الاقامة في واديه يعارك الحياة وشظف عيشها ، وبين مغترب في أقصى بلاد الشرق فضل الغربة والهجرة بحثا عن اسباب الرزق ، وهروبا من الفاقة وقسوة ظروف المعيشة .
من هذه المكاتبات نستقريء فيها الآتي :
أولا اجتماعيا : يشير السيد مصطفى الى أن سيدا اسمه حامد بن علوي ضمن من لحق بالمهاجرين الى سنقفوره ، ويبدو أن السيد حامد من الذين اقتفوا أثر آل الكاف ليس له نصيبا في التجارة - البيع والشراء - وأن عودته الى دوعن أجدى وانفع لأن أمورا كثيرة معلقة به و خروجه أفضل من جلوسه بسنقفوره .
ثانيا اقتصاديا : نقل الينا السيد مصطفى المحضار الحالة الاقتصادية والتي كان الناس يعانون منها في تلك الحقبة التي عاصرها ويرفع لنا نموذجا من الغلاء الفاحش في اسعار السلع الغدائية الرئيسية في حضرموت والتي يشيب منها الولدان وتغيب عنها عقول الكبار مثال على ذلك (( كيس الرز باربعين ونصف بهار الذرة بأربعين )) وهذه الاسعار بالريال الفضي . واشار الى فارق الاسعار في نقل البضاعة بين المكلا ودوعن حيث كانت الجمال وسيلة النقل وقد قال (( وقد فصلنا من المكلا البهار بثلاثة ريال )).
ثالثا تقرير اخباري : ظهور الطائرات فوق سماء دوعن ، والأخبار التي تقول أن مشروعا قادما في شق طريق للمواتر ، ورأيه كرأي من خلف بعده (( لاتصدق الحكومات في مواعيدها )) والسيد مصطفى كما يبدو أنه يائس من كثرة وعود المسؤولين ، لهذا لايخفي صراحته حين يسخر منهم ويقول : مواترنا المطر والسيول ، والمواطر (( جمع السحاب الممطر )) خير من المواتر .
.
عمر خريص
04-02-2010, 10:42 AM
شكرا للشحري على المرور ... بخصوص الكتاب الذي ارفقت صورته والموسوم بعنوان (( خواطر وأفكار وحكم وأسرار من مكاتبات الحبيب مصطفى المحضار )) قام بتلخيصه واختيار رؤوسا من مواضيع تلك المكاتبات السيد محمد بن عبدالللاه المحضار ، وما يأخذ عليه أنه بتر جميع المكاتبات بترا ولم يوف بأمانة النقل ، وغفل عن ذكر الأشخاص التي كانت موجهة لهم الرسائل ناهيك عن حذفه تاريخ كل رسالة ، ولهذا لايعد هذا الكتاب مرجعا للمهتم بمثل هذه المادة التاريخية ، التي جاءت ضمن نصوص المكاتبات والمراسلات التي كتبها السيد مصطفى المحضار .
اعتمدت في نقل مختارات من هذه المكاتبات على مخطوطة جمعها السيد محسن بن سالم العطاس وسماها (( سلوة المحزون من الاكدار مكاتبات الحبيب مصطفى المحضار )) مكون من جزئين.
وقد اعتمد جامع تلك المخطوطة من مكاتبات السيد مصطفى المحضار على ما وصله من اندونوسيا من بيوت السادة آل أحمد بن طالب العطاس ، ومن ما وجده من السادة آل الجفري سكان وادي ليسر بدوعن ، ومن ماجمعه المشائخ آل بافضل في مكتبتهم بتريم ، وصورة المخطوط كما تراها تبين النص الكامل للرسالة (( لمن كانت موجهة والنص الكامل ثم في اسفل كل رسالة تاريخ انشاءها )) ...!!
.
حيا الله استاذنا ابو عوض
ذكر السيد محمد بن عبداللاه في المقدمة قوله ( والذي احاول قدر الامكان ، وما اعطاني الله من فهم وبيان ، أن الخص واختار بعضاً من مكاتباته الكثيرة ، مما جمعه الحبيب سالم بن حفيظ والحبيب محمد بن سالم بن حفيظ ، فانتقي واكتفي بزبدة الحديث من كل مكاتبة انتقيتها )
وفي الحقيقة ان طريقة التلخيص هذه افقدت المكاتبات الكثير من اهميتها الدلالية والتاريخية واقتصرت على جعلها حكم ومواعظ وكلام مرسل للسيد مصطفى رحمه الله
ففي مكاتبته مثلا المعنونة (غلا الاسعار) في الكتاب المنشور يقول
( قال رحمه الله : وأما الغلاء أورث للناس ، البأس ، وأكل مافي أيدي الناس ، وقد طال على الناس ولا يقدرون الناس لهذا الغلاء الذي داس ، ونرجو رب الارباب يهئ الاسباب ويفتح الباب ونزور حضرموت بعد طول الوقوت ولا سهنا هذا الطول / لكنها ضربت الوقوت بغلاء القوت )
هذا النص ورد كما هو وبلا تعليق ولا توضيح كبقية النصوص ... ونحن نريد ان نعرف متى كان هذا الغلاء وهي ازمة اقتصادية وما مسباباتها .. ونريد ان نعرف اين كان السيد مصطقى وقتها حين يخبرنا بشوفه لزيارة حضرموت وغير هذا .. وكما ذكرت اخي ان التاريخ والحيثيات مهمة للقاري والدارس على العموم .. لذا قلت لك في تعقيبي
تابع استاذي ابو عوض
فمداخلاتك على النص لها مذاق خاص .. وضوء على المتن .
رحم الله الحبيب مصطفى ..
لك تحياتي وتقديري
وعلى كل حال نشكر السيد محمد الذي اتاح لنا الاطلاع على جزء من مكاتبات السيد مصطقى وان كانت ملخصة .. ويبقى شوقنا للمكاتبات كاملة ومحققه ولو تحمل عبء هذا استاذنا ابو عوض لكان اجمل وافضل
تحياتي لك وتقديري
أبوعوض الشبامي
04-03-2010, 03:23 PM
كل خمير وريب
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إنما العلماء هم ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، و إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر »
« وعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، وعن ابن عمر أيضاً قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يحمل من هذا العلم من كل خلف عُدُولُه ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين »
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه في وصيته للكميل قال: "العلم خير من المال؛ العلم يحرسك و أنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، المال تنقصه النفقة والعلم يزكوا بالإنفاق. العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد سلم في الإسلام سلمة لا يسد"
http://up.top4top.net/uploads/2010/04/top4top_f3c17b4cd21.jpg (http://up.top4top.net/)
نشأ السيد مصطفى المحضار على محبة العلم والعلماء وذاك كان شأن معظم الأسر العلوية في حضرموت ، ولاغرابة أن نجد في معظم مكاتبات السيد مصطفى المحضار حرصه الشديد للدعوة الى التعلم والعلم وغرس محبة العلم والعلماء في نفوس الاجيال ، واقتفاء سيرة السلف الصالح في نشر الدعوة ونشر العلوم الشرعية ، ولهذا يحظى العلماء بمكانة رفيعة لدى السيد مصطفى المحضار ، وربما لأن العلماء كانوا في حضرموت هم ابعد الناس عن التكسب بعلمهم ، وازهد الناس عن الدنيا ومظاهرها ، ويرى السيد مصطفى المحضار بأن مساعدة العلماء واجب تفرضه ظروف مجمل العلماء الذين يشكون من ضائقة اليد ، وقلة حيلتهم في مواجهة أعباء الحياة المعيشية ، لهذا يرى أن على الميسورين اعانة العلماء ومساعدتهم حتى لاتدفعهم الحاجة والفاقة الى هجر العلم والجري خلف الدنيا ومشاغلها على حساب العلم . ومن خلال مكاتبة للسيد مصطفى المحضار وجهها سنة 1371هـ الى السيد ابوبكر بن حسين الكاف المقيم بتريم نستقريء مدى حرص السيد مصطفى المحضار لهذه المسألة المهمة وينبه لها الميسورين يقول رحمه الله :
(( لكن الوقت مافيه خير ، ولا نظر في أهل الخير ، ولا في العلم كله ، وحدك ما نحن ضدك ، قليل العاشق في العلم ، والعالم إذا مالحق مواساه ، باينساه ، قال بعضهم (( لو احجتنا إلى بصله ، مافهمنا مسأله )) ، وقال بعضهم وهو في حلقة الدرس (( دقيق العيد )) حين جاء العيد ولا في بيته دقيق ، والشيخ الشيرازي أمام شيراز ، نوى الضعون منها ، قاموا عليه أهل شيراز ، قال لهم : إن حد بايشل لي في درهمين كل يوم لداري ، وأظنهم ماكفوه إياها لهم المكفي ، خس من أهل وقتنا ، واخواننا أل الكاف (( كل خمير وريب )) حاسبين الناس كلهم عندهم خمير وريب ، والولد عبدالله بن احمد ياخير سيد عالم ، وبغا نشر العلم ، لكن سوقة الشيرازي ، يبغى درهمين ، وكيف الخبر في الدرهمين ؟؟ يا أهل الدرهمين ؟؟ )).
من هذه المكاتبة الموجهة الى عميد أسرة ثرية حضرمية وهي أسرة الكاف نستشف حرص السيد مصطفى المحضار في مخاطبة الميسورين من ابناء العلويين وحثهم على المساهمة في نشر العلم ومساعدة العلماء .
وهنا استوقفتني عبارة بالغة الا وهي (( واخواننا آل الكاف كل خمير وريب )) . ذلك أن هذه المقولة اطلقها رجل من آل الكاف حين قدم إليه رجلا جائعا له ثلاث من اللياليطاويا البطن ، وشكى للسيد من آلام في بطنه ، ظنا منه أن السيد الكاف فطن ، فرد عليه السيد الكاف بتلك العبارة (( كل خمير وريب )) . وهذه المقولة تأتي مشابهة لمقولة الملكة ( ماري أنطوانيت )) الي اشتهرت بجملتها ( كلوا البسكويت ) وكانت تحكم فرنسا وهي من اصول نمساوية وكانت هناك ازمة اقتصادية تمر بها البلاد ، و كانت مستهترة ومعتنية بنفسها فقط ، وحين خرجت مظاهرات الجياع في شوارع باريس وهم يصيحون (( الخبز ... نريد الخبز )) ردت عليهم ببرود إذا ما فيه خبز يأكلون بسكويت ..!!
.
.
أبوعوض الشبامي
04-07-2010, 08:03 AM
.
ياالأرنبه لا تاكلين دخني= كانش بغيت الدخن قومي اسني
ربما يسخر أبناء أسفل وادي حضرموت (( حدرا )) من أبناء الأودية العلوية (( كدوعن وعمد )) ، ويتهمونهم بأنهم في حالة بطالة واتكالية دائمة ، واعتماد دائم على مساعدات المغتربين وما يجيدون به عليهم ، وهذه الظاهرة كانت ولا زالنا نلتمسها في اانحاء كثيرة من حضرموت ، لهذا اعتمدت بعض انحاء من حضرموت على اودية أخرى من ما تنتجه من الغلال والحبوب وغيرها الخضروات و من الملتزمات المعيشية ، واعتمدت على العمالة التي تقوم بأعمال البناء وما يطلب منها . لهذا علل السيد مصطفى المحضار اسباب ذلك ، ودفع ببعض الاتهامات من خلال مكاتبة له وجهها لأهل تريم فند فيها كيف أن أودية حضرموت العلوية يعتمد اهلها على مياه السيول والأمطار للزراعة ، لأن المياه الجوفية توجد على عمق قد يصل الى مائة وعشرين قامة ، بعكس ذلك كلما انحذر الوادي جهة الشرق ، حيث يكون الماء قريبا ، مما يسهل القيام بعملية السناوة ، والزراعة . جاء في تلك المكاتبة قوله :
(( لأنا أهل قطر من السماء ، مافي قاعنا ماء ، إلا من بعد ستين قامة أو اكثر ، وفي قيدون مائة قامة ، وفي عمد مائة وعشرين قامة ، ينزحونه الرجال والحريم ، مع تعب عظيم ، ومولى حضرموت ماهو داري الناس فيين ، حاسبها كلها قامتين ، ولا هو داري إن القربه ما تمتلي إلا على ساعتين، ولا سكونهم إلا في نزول المطر ، تنزل قطر ، وتسيل منها السيول ، وتزول منها المحول ، إن فاشت تعشينا ، وإن كاشت كسينا ..))
ترد باستمرار عبارة (( مولى حضرموت )) ضمن مكاتبات السيد مصطفى المحضار ، ويقصد ابناء أودية حضرموت الغربية بمولى حضرموت هم (( الساكنون بأسفل حضرموت )) وهذا التقسيم ليس تقسيما جغرافيا ولكن كانت القبائل التي تسكن في المنطقة الممتدة من شرق العقاد حتى قبر نبي الله هود ، يطلق عليها قبلية حضرموت التي ذكرت منذ عهود مبكرة في اسفار التاريخ ومصادره . ولهذا التقسيم الفئوي يجهل الكثيرون اسبابه ، ويعتقدون أنه تقسم جغرافي وان حضرموت مجرد تلك المساحة الضيقة الواقعة من شرق عقاد حتى هود.
أطلق البعض مسمى (( وادي العجل )) على وادي حضرموت ، والعجلة هي تلك الأداة التي تنصب فوق البئر بواسطتها يسهل على الحبل أن يتدلى الى قعر البئر لطلوع الماء ، وكانت معظم مناطق حضرموت (( القبيلة )) تعتمد على عملية السناوة في الزراعة والسناوة هي عملية طلوع الماء من البئر بواسطة الإنسان أو الحيوان أو كليهما معا ، ولكثرة العجل فوق الآبار والتي كان لصريرها دويا في أرجاء وادي حضرموت ، سمي البعض وادي حضرموت بوادي العجل ، وحين كانت تلك العجل تدور كانت الآبار تفيض بمياءها والأرض بعطاءها وعاش الإنسان الحضرمي في اسفل الوادي معتمدا على السناوة في توفير احتياجاته من مأكل وغيره من المتطلبات الضرورية ، بينما ابناء الأودية العلوية كدوعن وعمد وغيرهما ، حق لهم أن ينطبق عليهم ما قال السيد مصطفى المحضار في جوابه على ذلك السائل الذي قال للسيد مصطفى (( نحن إن مطرت وإلا سنينا )) فرد عليه السيد مصطفى (( ونحن إن مطرت وإلا بكينا )) .
وفي صورة لشاهد على ذلك الزمان ، الذي كانت العجل تدوي دويا ، وتهدر هديرا عند سماعها ، تشكل اصواتها أعذب سمفونيات الحياة لأصحابها ، في لحظات صراع البقاء لإنسان هباه الله واد جميل ويزداد جمالا حين ينزل المطر وتتدفق السيول ، وحين يكتسي واديه بالخضرة الوارفة ، وحتى يبقى الوادي جميلا حين ينقطع المطر نقرأ في مكاتبة السيد مصطفى المحضار قوله :
(( عادة الأولين كانت تسني ، لبعضهم الخمسين الغرب ، والمائة غرب ، وكل على قدر حاله ، وماله وعياله ، والبر كثير ، والتمر أكثر ، وأنا أحزر سعره في حضرموت البهار ب 4 ريالات ، والبر قهاول بريال ، وكل شي كثير ، ينثر نثير ، بلا بمبات ولا مسامير ، وتسمع للغروب في الآبار هدير ، ولجشانها من فوق صرير ، والبركة تنزل من السماء ، ليكثر ويطيب بها الماء ، وعياط العجل ، في وادي العجل ، للسناه يشابل ، واصواتهم إذا غنوا كأنها البلابل ، وترنموا بكلام الشيخ سعد (( السويني )) كثير الحكمه ، وكل كلمه احسن من كلمه ، وكم قال وكم قال وقال :
يالارنبه لا تاكلين دخني= كانش بغيتي الدخن قومي اسني
وللسيد مصطفى المحضار تفسيرا ظريفا لهذا البيت وكعادته في معظم مكاتباته أن لاتخلو من روح الدعابة . فيقول عن هذا البيت :
(( والآرنبة هم اعلا دوعن ، محنتوهم بسوقاتكم ، التي هم عنها في غباوه ، مايعرفون السناوه ، هم إلا إخوة الأرنبة ، ومن السناوه في مجنبه ، ما يعرفون الدخن إلا ناجح ، ولا البر إلا ذالح ، ما يعرفون إلا سيول عوابر، تجي بعد المواطر ، سايقها جبريل ، وكايلها ميكاييل ، ولايتعب بكيلها ، نهارها وليلها ، برعود لها جلجله ، ولا حبل ولا عجله ، ننام ولاشي سحاب ، وتصبح والماء ملانه بالرحاب ، وتصبح والأرض تزهو ، والناس بشربهم يلهوا ...)) .
http://www.youtube.com/watch?v=V7eBnEZ_qZE
.
.
أبوعوض الشبامي
04-12-2010, 11:10 PM
.
بدو وجمالة حق حجن ولوين معهم لكوك وملايين
ظهرت في المجتمع الحضرمي (( الدوعني )) طبقة من التجار الذين لمع نجم تجارتهم بسرعة البرق ، حين استغلوا فرص العمل بالمهجر خاصة في الحجاز ، وينتمي افراد هذه الطبقة الى فئات ابناء البدو الجمالة ، الذين تحولوا فجأة الى اصحاب الملايين ، وتحول هذا البدوي الذي لم يظفر يوما بالركوب على بعيره المنهك بالحمول في الصعود والهبوط بين الوادي والساحل ، تحول الى مالك لأفخم القصور والفلل والسيارات الجميلة ويتنقل بطائرته الخاصة بين مدن العالم ، وهذه التجارة التي لم يرتقي اصحابها سلم العمل التجاري خطوة بخطوة ، آثارة الظنون والشكوك في صحتها وشرعية اعمالها ونشاطها ، عند السيد مصطفى المحضار ، ولم يغفل السيد مصطفى المحضار من الاشارة الى هذه الطبقة الجديدة على التجارة والثراء ، فقد رصد ظهورها وبعلامة استفهام كبيرة في أحد مكاتبته التي قال فيها :
(( وقد سمعنا أن ناس من عندنا بدو وجمالة ، حق حجن ولوين ، قد معهم لكوك وملايين ، ولا ركبوا لها من سنين ، ولاعلقوا لها الميازين ، ذلاّ شي جا من فوق الربود ، وفاض على البدود ، ومثلهم في مكة كثير ، أمسى حالهم وثير ، في ظرف سنيات ظهرت معهم الملايين مئات ، وسبحانه مصرف البريات ، بدوان وحيكان ، وناس ماهم باب يدخلون هذا الباب ، وهي اشياء ما اعترفت لنا هي تجاره ، او جباره ، او هوش ، او بوش ، او طمر على كل حوش ، وقالوا به قوش ، ما افتهم لنا الأمر هل دخلوا من الباب ، او تسوروا المحراب ، او طمروا طمر ، نعرف التجاره من أول مع آحاد من الناس ، تجار وعليهم جلال ، ولهم هيبه واحتفال، وناس اخيار ولهم فضائل وجمائل ، وكرم وحسن شمائل ، واليوم نشوف زغاليل ، مثل الافاليل ، ويقولون معهم ملايين ، ولا نرى عليهم حشمة التجار الاولين ، ولا نراهم الا أرذلين ، والذي معه لكوك ، كأنه صعلوك ....الخ ))
.
http://up.top4top.net/uploads/2010/04/top4top_c7ca3f37601.jpg (http://up.top4top.net/)
ليس من مفارقات الأقدار أن يتلقى وادي دوعن قدمة السيول ، ويتلقى أول انحدارها ، واول ضربات شدة تدفقها ، وربما أول الأذى والأضرار ، ذلك بحكم الطبيعة الجغرافية التي جعلت أن يكون وادي دوعن في أعلى وادي حضرموت ، ومنه تتدفق السيول نحو انحدارها عبر وادي حضرموت الرئيسي حتى تصب في بحر العرب ، وربما لاتصل تلك السيول نحو النهاية إلا وفقدت شدة قوتها ، وربما ايضا تفقد شدتها وقوتها قبل أن ينتصف الطريق في انحدارها ... لهذا حدث انه في سنة 1363 هـ ان قدم سيل كبير (( هميم )) من وادي دوعن واحدث اضرارا كثيرة في المال والنخيل والانفس ، ولكن حدة هذا السيل الكبير هدأت حين وصل تحت شبام وتباشر الناس يهنؤون بعضهم البعض (( بالأشراب )) وهم لايدركون أن هذا السيل القادم خلف من وراءه خراب ودمار في وادي دوعن ، ومن ضمن مكاتبات السيد مصطفى المحضار نتلقى صورة عن كثب لشاهد عيان يعبر بصدق في وصفه لتلك المأساة من أوجه عدة ، وقد جاء ذلك في مكاتبته للسادة آل سميط الساكنين بشبام وتاريخ تلك المكاتبة في 27 من شهر القعدة سنة 1363هـ يقول السيد مصطفى فيها :
(( كيف ياأخ مصطفى وياولد عبدالله ، وانتم وانتم رجال شبام ، تفهمون الكلام ، كيف لكم ماشفتم هذا السيل وكبره ، وما انكرتوه ، ولا قلتوا إذا كان كبره هكذا تحت شبام ، فكيف بايكون كبره في الوادي الذي خرج منه ، وكيف باتفهمون فعله ، وما بايحصل منه في دوعن من غيار واضرار ، وشل نخيل وديار ، كيف ماتفهمون هذا الكلام ، وانتم ربتكم شبام ، والشبامي يفهم الكلام ، قبل ينطقه صاحب الكلام ، غير أنكم غفلتم ، وبشربكم فرحتم ، وقلتم الحمدالله الذي أنعم وتكرم ، وبنعمته تعمم ، ولعاد نكرتهم فيمن سحقهم السيل ، ورد نهارهم ليل ، ويصلح إلا أن تعازونا في نخلنا ، لأنه كله شله السيل ، وانتم يهناكم الشرب الزين ، ونحن لنا الغيار العيف ...))
ولاتعني تلك الرسالة الموجهة للسادة من آل بن سميط في شبام سوى رسالة عتاب المحب لمن يحب فمحبة السيد مصطفى المحضار لشبام وأهلها جاءت كما ترجمها في مكاتبة خص بها الشيخ أحمد جبران الشبامي ، حيث قال فيها :
(( الى شبام المحروسة ، البلاد المأنوسة ، وإن ضاقت مطاريقها ، وطالت ديارها ، لكنها نويره ، ومع ضيقها شريحه ، وقواعدها مليحه ، واهلها اخيار ، وبلاد عمار ، مسجد معمور ، وسوق معمور ، ودرس معمور ، وموزع معمور ، إذا قامت هذه الأربع قامت على أربع ، قيام مستوي يسير على سريع ، غير ضليع ، شبام ذي شيدتها أركانها ، بالبحر واحمد بن عمر سلطانها ، وبن سميط اليوم فيها زانها ، وظهر جديد اليوم جبرانها ، ونحن نعتاد جبرها وسويدانها ، وبلربيعه وجروها ، وذيبها عمدانها ، ورجالها وحلانها ، وكم في شبام اصلحوا شانها ، وقاموا في عمرانها ، وكلهم عمده ، وفي بلادهم عدّه وشدّه ، ولايأخذون ببعضهم في حدَة ، يشمون على الجدة ، وأمورهم مستمدة ، ومولى شبام ماحد ندّه ، في ذكاءه وعقله وجهده ، قيم ببلاده وواده ، وجامعه ودروسه ، وذكره وأوراده ....)) .
.
الله يرحمهم جميعا ,,,,,, لماذا يعاتبهم وهم (أهل شبام وساداتهم) لايدركون حجم المأساة التي أحدثها السيل في دوعن ونواحيها ؟؟ لاتوجد وسائل اتصال "انذاك"
على فكرة ... المتداول في شبام ماينقل عبر الكبار رجال ونساء ,, ان السيد من شبام هو الذي دعاء الله ان لايتجاوز السيل حدود معيّنة عند مدخل البلاد (السدة) ,
الله يعطيك الف عافية على المجهود الذي تبذله انت وبقية المتداخلين أخص بالذكر الأستاذ ابو محمد الشحري ......
أبوعوض الشبامي
04-13-2010, 08:38 PM
بن لاذن خادم المحاضير
اختلف الحضارمة حول نسب واصول عائلة آل بن لادن فمنهم من يقول ان اصولهم حضرمية من وادي رخية ، ومنهم يقول بأن اصولهم هندية وان جد هذه العائلة قدم في القرن العاشر الهجري من الهند هو واشخاص آخرون كانوا معه واستقروا في الشحر ثم في هينن حين كانت عاصمة لسلطنة ابوطويرق وانقطع عن بلاده واهله وتزوج في حضرموت ورحل ابناءه الى وادي رخيه ومنهم من توجه الى وادي دوعن واستقر برباط باعشن ، وكانت مهنة هذه العائلة العمل في البناء والنوره ، ثم هاجر منهم من هاجر الى الحجاز ، ولم يبق من هذه العائلة (( آل بن لاذن )) في حضرموت إلا كما يقال اسرة واحدة بوادي رخية ، وأخرى بوادي دوعن ، أما في المهجر فقد فاء الله على محمد بن عوض بن لاذن بالثراء والتجارة وتوسعت اعماله بالرغم أنه كان أميا بدأ حياته العملية في مهنة البناء وتوسعت عليه الدنيا وكان مزواجا ، توفى عام 1386هـ وترك وراءه ثروة واسعة وكثير من الأبناء . إنها ضربة الحظ التي حولت بن لاذن من عامل أجير ، الى ثري كبير ، ومن خلال مكاتبة السيد مصطفى المحضار نستقرأ ماذا قال عن الحظوظ وبن لاذن وكيف أنه يشفق على هذا الرجل البسيط من تكالب الدنيا والمال والثراء عليه حتى اصبحت حياته هما على هم ، قال السيد مصطفى :
(( هي إلا حظوظ ، ما هي بالخطوط ، لا العربية ولا العجمية ، هذا ابن لاذن كان يخدم عندنا ، كل يوم بأوقيه ، وينور السحيح والمطاهير ، واصله من رخيه ، ولايقرأ ولا يكتب ، ولايحسب ، وسافر ويوم الحظ زين ، شف قده فين ، باللكوك والملايين ، ومسقاطه ومخراطه ، وفي الحقيقه ياخس حظ ، تعب وقطب قلب ، دوبه طائر في الهوى ، ما يتهنى قهوه ، عند أهله يوم بمكه ، ويوم بالمدينه ، ويوم بمصر ، ويوم بالشام ، ويوم بالطائف ، ويوم بالرياض ، ويوم بالبحرين ، ويوم بالمشرق ، يوم بالمغرب ، والحاله حالة نكد ، ما فيها راحه لأحد وكلها الدنيا هكذا ، وإن حد بايخفف على نفسه ، وإلا حكمه بايتعب نفسه :
ياصاح لا تكثر على نفسك وخفف كل هم.... خفف على نفسك جمال الملح تؤخذها العجم
لعل من قرأ ما جاء ضمن تلك المكاتبة وما سيليها يدرك أن السيد مصطفى المحضار يتمتع بذات علوية تريد ان يكون نصيب اصحابها العلويون العلى في العلم والثراء وكما قال : (( ولا نودي بحد يزيد على أهل البيت من عامة الخلق )) لهذا ربما أنه يناقض نفسه ويعترض على حكمة المولى عز وجل الذي يهب الرزق لمن يشاء ويبسطه على من يشاء من عباده ، ومع هذا يسجل السيد مصطفى بصراحته المعهودة ايجابيات أثرياء الحضارم من غير العلويين ، ويمتدح كرمهم ومساهماتهم في فعل الخير، قال السيد مصطفى المحضار ضمن تلك المكاتبة :
(( وإخواننا في حضرموت كلهم كرام ، كرم سفره وتفال ، وكل يوم تعال ، وإخواننا في سنقفوره بالآلاف واللكوك والملايين ولا نودّي بحد يزيد على أهل البيت ، من عامة الخلق ، ظهروا في الوقت زقور في الحجاز ، بالآلاف واللكوك وملايين ، ولكنهم أعطوها حقها ، على ما نسمع يكرمون بعشرات الألوف ، بن لاذن من رخيه شرد من الجوع ، وبقشان حالكي سيباني من ليس رأس ماله قافله جمال من المكلا إلى دوعن ، له كرم كثير ، وواحد من الهجرين بن محفوظ متصل بالكعكي ، دخلت عليه فلوس ، ودنيا تغر ، ولهم أيادي في الخير كثيره .... ))
السحيحة للذين لايعرفون ماهي السحيحة
http://up.top4top.net/uploads/2010/04/top4top_0a50b321bb1.jpg (http://up.top4top.net/)
.
عبدالقادر صالح فدعق
04-14-2010, 12:06 AM
متابعبن ياعمنا متابعين ..... كلام زين وبسيط في طرحه وعميق في معناه ... رحمة الله عليه
متابعين ياعمنا وبإستمتاع ..
بارك الله فيك .
أبوعوض الشبامي
04-14-2010, 09:28 AM
.
المسيده والقبوله ، ضيعتها الفلوس
تتراء لنا بين صفحات مكاتبات السيد مصطفى المحضار صور يتجلى فيها الإيمان بحب الوطن ، ذلك شعورا من قوة إيمانه (( حب الأوطان من قوة الإيمان )) ومن هذا الشعور الوطني المغروس في قلب عشق وادي دوعن برغم شضف العيش وقسوة الحياة فيه ، وعشق معه حضرموت كلها والتي لا تختلف حالها عن حال وادي دوعن ، وهذا العشق المحضاري نابع من شعوره بالمسؤلية الاجتماعية والانسانية تجاه الأرض والإنسان ، لهذا نلتمس في معظم مكاتباته حرصه الشديد الى الدعوة للخير والاصلاح وعمارة الأرض ، والسعي الى طلب العلم ، وكثيرا مايؤكد على أخوانه العلويين من ذوي المقامات المعروفة كالمناصب ووجهاءهم على القيام بمهتهم التشريفية في خدمة الناس وحل مشاكلهم والدعوة للإصلاح والصلاح بشتى الطرق والسبل وتأليف قلوب الناس .
في سنة 1365هـ وجه السيد السيد مصطفى المحضار مكاتبة من مكاتباته الجميلة والرائعة وكانت من وجهة نظري من أجمل مكاتباته ، وجهها لكل من السيد احمد بن حسن الحداد ، ومحمد بن علي العيدروس ، والشيخ عبالرحمن باعباد (( صاحب الغرفة ))، ويشدنا في مقدمة هذه المكاتبة قوة بيان السيد مصطفى المحضار حين تأتيه شوارد لغتنا الحضرمية طوعا منقادة له ، وتنساب بسلاسة تحت يراعه ، نطرب فيها لسحر بلاغته حين قال في مقدمة مكاتبته :
(( الحمدلله إلى الحزم وحزامها ، والعيدروس مقدامها ، والغرفة وزمامها ، والقديم قدامها ، وقابض خطامها ، وحلها ولجامها ، ومأمها وإمامها ، قبل كل إمام ، وقبل سام وحام ، وهي مسطرة الاقلام ، سلام على العيدروس في حزمه ، وباعباد رضيع أمه ، بلاده وغرفته ، إليه تنتسب وإليها نسبته ، وعززوا بالثالث ، الحبشي والحداد ، سادات أجواد ، وهبت عليهم جميع الأنواد ، علمهم ومنهلهم في ذلك الواد ، وجاد عليهم الجواد ، باالعتاد فوق المعتاد ، والمراد فوق المراد ، تعرضوا للنفحة ، وافراحهم بها فرحه ، ومنحهم بها منحه ، واعطاهم المطلوب فوق المطلوب ، وحاجة يعقوب ، ونهدي السلام العاطر ، ما أنهل ماطر ، لأهل شعب عامر ، طيبين العناصر ...))
وتستمر كلمات مقدمته تنساب وهي تجلجل برنين موسيقى يطرب لها القارئ والسامع ، وبعد هذه المقدمة اللطيفة ينتقل السيد مصطفى المحضار في مكاتبته الى شغله الشاغل ألا وهو هموم الناس في حضرموت ، ويتناول الأمور بكل شفافية ووضوح وصدق وصراحة معهودة اتسمت بها شخصية هذا السيد الجليل ، يقول في هذه المكاتبة :
(( الله يرد على حضرموت واهلها ، وبطلّها وبلها ، تمطرها السماء ، وفي قاعها يكثر الماء ، ولولا العجز وامان على جاوه وفلوسها ، تجي منها فلوس مكعدره ومعوره مصدره ، هذا ولعاد نسني ، ومن الخير نجني ، صدر من جاوه ، ولعاد حاجه للغثاوه ، والتعب والسناوه ، أما أنا رزقي بايجي من بعيد ، وخل الشقي يشقى حتى نهار البعيد ...))
بعد أن شخص لنا الحالة الاجتماعية والاقتصادية والآثار السلبية التي فطن لها السيد مصطفى المحضار مبكرا ، ونبه من مخاطرها الاجتماعية ، يقول رحمه الله :
(( وهذا الذي خبث بحضرموت ، وقطّب هممهم على القوت ، بغوه إلا من جاوه ، السيد إنبطح ، والقبيلي افتضح ، وغلبتهم الرفاهيه ، وهي عين السفاهه ، وقد كانوا أهلهم يسنون بانفسهم بلا شده ، ويلفون من التمر بهره ، ومن الطعام والبر ، شي فوق ما تتصور ، وحلوا في ارضهم ، واليوم نراهم كلهم تركوها ، ولعاد همه ولا حشمه ....))
ذلك رسم تشخيصي لحالة المجتمع الحضرمي ولجانب اجتماعي واقتصادي تتراء صوره لنا منذ أن كتب هذه المكاتبة قبل ستة وستين عاما ، ونراها تتمثل عيانا أمامنا وتتكرر فصولها حتى في عصرنا هذا يقول رحمه الله :
(( وهذه حضرموت ما تقوم محلتها إلا بالاقتصاد ، وبعمارتها في الرافع والوهاد ، وقد رأينا أن أتجر ماكان ، (( آل الكاف ، وآل كثير )) وهم أعجز ماكان ، ياريتهم قللوا في حضرموت ساقيه ، وإلا بدعوا مطيره ، ما خلاف ديار ركزوها ، وبطون ملوها ، وحريم تزوجوها ، وفلوس في هذه الأشياء أذهبوها ، وضيعتهم الفلوس المسيده والقبوله ، وقد الكاف يسير بتحصاته ، والكثيري بعصاته ، وضاعت الحداده والنجاره ، وربحها والتجاره ، واشتروا كلهم من بعضهم الأمان ، قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ......))...!!
.
أبوعوض الشبامي
04-15-2010, 10:30 AM
.
الحضرمي يهاجر كور ويرجع بخمسة كيران
من المعروف أن مسلك الحضارمة في طريقهم للهجرة من بلادهم ، ان يهاجر الفرد منهم (( كور واحد )) أي برأسه ، ولا يصطحب معه زوجته ، وحين يلقي عصاة الترحال في المهجر الملاوي أو الافريقي ، أو الهندي ، يتزوج هناك ، وربما تتكاثر ذريته من بنين وبنات . ويغرق في هموم الدنيا وتربية الأولاد وينسى زوجته الأولى في حضرموت ، وربما نسي قريته وبقية أهله .
ولكن بعد الأزمات السياسية التي شهدتها جاوه وشرق افريقيا والهند في منتصف القرن الماضي وما صاحب هذه الأزمات والثورات من رفض أو تحديد وتقليص لنفوذ المهاجرين الأجانب بشتى جنسياتهم ، اضطر كثيرمن الحضارم الرجوع الى وطنهم حضرموت وحملوا معهم اولادهم (( الموالدة )) وإذا بصاحب (( الكور )) الواحد يعود مصطحبا معه خمسة (( كيران )) ، يعود الى داره القديمة والتي تكاد ان تكون خرابة مهجورة ، ويلقى زوجته القديمة وقد نخرت تجاعيد السنين وجهها الجميل ، وهي تعد الأيام والليالي الكالحات في انتظار عودته . وإذ بالمغترب العائد بخمسة كيران يكافؤها على صبرها وتضحيتها وحرمانها طوال سنين غربته ولكن بأسلوب الجاحد عديم الوفاء والمرؤة ، يتزوج بأخرى جديدة ويتركها .
في سنة 1367هـ وجهه السيد مصطفى المحضار مكاتبة الى صديقه السيد سالم بن حفيظ الساكن بمشطه يخبره بوصول (( الولد علي )) من جاوه ، وضمن اسطر هذا الرسالة تستخلص (( الرسالة )) ولعل رسالة السيد مصطفى المحضار قد بلغت لنا ونحن نراها تتماثل حينا بعد حين أمام أعيينا والتاريخ يعيد نفسه والمسرح الحضرمي يعيد فصول مسرحيته حول (( الهجرة )) ... يقول السيد مصطفى المحضار :
(( والولد علي وصل من جاوه ، كما ذي وصلوا ، شارد كما الشاردين ، سفرناه كور ، جاء في خمسه كيران ، وحي الله من سار بكوره ، ورجع بكوره ، وأما كثرت الكيران ما بغيناها ، ولكن قدها في الطبق ، وريح جاوه عبق ، ريح بلا روح ، ضيعوا أيام الروح ، ولا اغتنموا أيام الروح ، حتى خرج من غالب الأجساد ، ولا واحد ظهر ولاساد ، والجيد من لقى له دار جديده ، وحرمه جديده ، والحرمه الدويله التي صبرت على طول سفره قال لها : إنت إلا حذقتي ، وهو ما حذق ؟؟ بل حذق أكثر منها ، لكنه يستاد له إن عاد فيه نغشه ، وهي إلا فشه ، ما تحتها ختشه ، وضاعت الأعمار والأعمال في الترش ، ضيعوها أهل حضرموت في تركيز بيوت ، وكم قد قلنا من عينة هذا الكلام ، ولكنه إلا كلام ماله لشع في هذه الأيام ، انطرح لشعه من أعوام ، ولا اغتنموا الأيام الأوايل ، وهي تحلب قهاول ، أما اليوم قد ديدها كما قرنها ، وخف وزنها ، والأسعار كلها بالنار ، تحير فيها الأفكار .......))
.
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir