مشاهدة النسخة كاملة : شــاعرة من سيـــئــون ...!!!
أبوعوض الشبامي
11-12-2006, 01:07 PM
.
ذكرت السيدة فريا ستارك التي زارت سيئون عام 1935م:
"وصلتني رسالة من أرملة متعلمة من سيئون تطلب مني فيها أن أزورها وقد قادتني إليها خادمة
تجرجر خلفها ذيل ثوبها الأخضر وسط النخيل ثم صعدنا سلماً مطلياً بالنورة الجير الأبيض" قادنا
إلى غرفة واسعة ذات أعمدة ومفروشة بسجاد وتحلقت نحو عشرين امرأة يلبسن فساتين قطنية
مزهرة وأثلقن أيديهن بالأساور العنبرية حول زعيمتهن الروحية لقد ذكرنني بمتحذ لقات "موليير"
أما الأرملة نفسها فقد كانت شابة ومستديرة وكانت عيناها تلمعان وقد تدلت ضفيرتان على
جانبي وجهها وعندما رأتني أدخل شرعت في القراءة في نسخة من صحيح البخاري كان
موضوعاً فوق خشبة صغيرة أمامها وبينما انهمكت هي في القراءة بصوت له رنين غير معبر
كانت النساء حولها يتململن بحرارة وقد انقسمن بين الرغبة في الاستماع للقارئة كما هي
العادة والرغبة الجامحة في رؤيتي.
ثم تقدمت وسط النساء واقتربت من ربة البيت وبعد أن سلمت عليها رحبت بي بخطاب مؤثر كانت
تلقيه وكأنه ينساب من حنفية وفي الوقت نفسه ظلت تراقبني وتمسكني بإحدى يديها وتشير
بالأخرى لجذب انتباه قطيعها وكانت تنقط جملها بأصابعها القصيرة والجميلة المنقوشة بالحناء
ولم تنسَ أن تضّمن حديثها بعض الآيات القرآنية وبعض الأحاديث النوبية واقتبست كذلك من أقوال
الشعراء إذ أنها نفسها كانت شاعرة وشاركت في مساجلات شعرية شعبية وتحصلت في إحدى
المرات على طقم أواني للشاي كجائزة وأخبرتني أن النساء يجتمعن عندها يومياً ليستمعن إلى القرآن
أو صحيح البخاري أو صحيح مسلم، أو أحد كتابين تقليديين نسيت اسميهما وقد صادف أنني أعرف
شيئاً عن صحيح البخاري وعندما استطعت أن استذكر نصف جملة من أقواله شرعت المرأة دون
أن تترد ثانية في الحديث عن الفلسفة والقيمة العليا للدين وسألتني لماذا لا تسكني هنا؟
سيكون باستطاعتنا أن نجتمع ونتناقش كل يوم".
إن هذه السيدة التي كانت تعنيها السيدة ستارك هي الشريفة خديجة بنت علي بن محمد الحبشي.
والسيد علي الحبشي صاحب الضريح والمقام المشهور بمدينة سيئون وابنته الشريفه خديجه أو
كما يطلق عليها في سيئون ( الحبابه خديجه ) سيدة حضرمية فاضلة من مواليد ( 1293هـ ) بمدينة
سيئون نشأت في بيت علم وفضل وحظيت بالرعاية من والدها وتلقت عنه العلوم الشرعية
وقرأت على والدها العديد من الكتب الدينية والادبية واستطاعت أن تنظم الشعر الشعبي وفاقت
على أخوانها السيد محمد بن علي وإخوانه علوي وعبدالله وأحمد آل الحبشي .
وللشريفة خديجه قصائد نظمتها على اصوات الالحان الحضرمية الشائعة في زمانها وفي هذه
القصائد بثت في مقطوعاتها الروحية العميقة حبها الالهي وشوقها للقاء الرسول العظيم ( ص)
فغنت وناجت بحبهم لأن الله كان مؤنس روحها ومنبه لقلبها وأمل لحبها الصادق والدائم.
ولعل الظلم الاجتماعي الذي كان يحيق بالمرأة في المجتمع الحضرمي قادها ان تنفتح على
ذاتها لتجد ان في محبة الله عالم سعيد يؤنسها في وحدتها وفي خلوتها ويلهما القيم النبيلة
والقيم الروحية فإذا كانت الشاعرة الصوفية رابعة العدوية عبرت في قصائدها عن الحب الالهي
فإن الشاعرة الفاضلة الشريفة ( الحبابه ) خديجة بنت علي بن محمد الحبشي قد جمعت في
شعرها الشعبي بين سلوك رابعة العدوية في حبها الالهي ومزجت بين الحب الحقيقي والحب
المجازي مزدوج الدلالات ولم تخفي شدة تعلقها بشيوخ التصوف في حضرموت ومع هذا
غلب عليها مع حبها للعلم حبها الغناء الصوفي البريء وحرك فيها الصفات المحمودة وضاعف
فيها لواعج الشوق فعبرت عنه بقصائد رقيقة نظمتها على اصوات المغاني وسبكتها ضمن
قوالب نغمات الدان الحضرمي الشائعة في المجتمع السيئوني الذي عاشت فيه.
للحديث بقية تأتي...!!
.
أميرة الوادي
11-12-2006, 06:00 PM
في شوق لقراءة المزيد أخي أبو عوض الشبامي ..
وقد قرأت قبل وقت غير قصير ترجمه أستاذي الدكتور مسعود عمشوش لموضوع كتبه أحد المستشرقين عن سيؤون ونشر في إحدى الدوريات التي تصدرها جامعة عدن .. فلعله هذا الموضوع الذي تشير إليه يا أبو عوض ..
ولكني أظن أني سأجد عندك المعلومة الجديدة ، فلطالما عودتنا على ذلك.
أبوعوض الشبامي
11-12-2006, 06:45 PM
في شوق لقراءة المزيد أخي أبو عوض الشبامي ..
وقد قرأت قبل وقت غير قصير ترجمه أستاذي الدكتور مسعود عمشوش لموضوع كتبه أحد المستشرقين عن سيؤون ونشر في إحدى الدوريات التي تصدرها جامعة عدن .. فلعله هذا الموضوع الذي تشير إليه يا أبو عوض ..
ولكني أظن أني سأجد عندك المعلومة الجديدة ، فلطالما عودتنا على ذلك.
اميرة الوادي شكرا على المرور
ليس لموضوعي أي علاقة بما كتبه استاذك الدكتور عمشوش
واشارتي في مدخل موضوع الى ما قالته فريا ستارك (1893-1993) أشهر الرحالة البريطانيين.
عن الشريفة خديجة بنت علي الحبشي يأتي مدخلا للموضوع وتمهيدا لوصف حالة المرأة الحضرمية
كما صورتها المستشرقة الانجليزية فريا ستارك و فريا ستارك رحالة خصصت أربعة من بين مؤلفاتها
التي تزيد عن ثلاثين كتابا عن رحلاتها لجنوب الجزيرة العربية من كتبها (ا لبوابات الجنوبية لشبه الجزيرة العربية،
1936 The Southern Gates of Arabia) و(مشاهد من حضرموت،
1938 Seen in Hadhramaut) و (شتاء في شبه الجزيرة العربية،
1940 Winter In Arabia) و(ساحل البخور، 1953 The Coast of Incense)
قدمت فيها مختلف جوانب الحياة في حضرموت خلال أكثر المراحل التاريخية التي كانت شهدت
حضرموت فها تطورات اجتماعية مهمة. واستطاعت ان ترصد العادات والتقاليد والحياة اليومية في
حضرموت ، ورسمت صورة للحياة الاجتماعية للحضرمي بشكلٍ عام والمرأة الحضرمية بشكلٍ خاص.
.
للموضع بقية تأتي
أبوعوض الشبامي
11-12-2006, 08:16 PM
.
كانت الشريفه خديجة بنت علي الحبشي تشهد قدوم الوفود الى بيت والدها العامر بسيئون
والذي كان مقصدا لطلبة العلم وكانت تقام جلسات المولد النبوي وحلقات الذكر ومن بين جنبات
الدار كانت هناك الفرق الخاصة التي تضرب الدفوف وتشجي بالحان الرائعة تؤدي اشعار السيد علي
الحبشي وغيره من شعراء الزهد والتصوف بحضرموت .
وفي ثنيا كلمات هذه القصائد المواعظ المؤثرة والابتهالات الالهية والتوسلات والدعوة
الى محبة الله والشوق للقاء النبي وزيارته والحث باقتداء السلف الصالح ووسط هذه الاجواء العلمية
والروحية نشأت الشريفه خديجة بنت علي الحبشي متأثرة بمحيطها الاجتماعي وكانت لشخصية
ابيها اعظم الأثر عليها وعلى تكوينها النفسي والروحي وهذه التربية جعلت منها سيدة مرموقة
في مجتمعها السيئوني تحظى بالاحترام من الجميع . و بدأت تقتفي اثر ابيها في نظم الشعر العامي
واستطاعت ان تعبر باسلوب بسيط وجميل كوامن لوعتها وحبها واشواقها وكانت عقب كل درس
لبنات مجتمعها تأمر المنشدات بالغناء للترفية عن النفس و من خلال قصائد الأغاني الشعبية تخاطب
بنات مجتمعها بمواعظها المؤثرة وتشكو احوالها ومواجيدها الخاصة ولواعج اشواقها بعيدا
عن التعصب والتزمت والجمود الاجتماعي بحيث اعطت لنفسها مساحة بريئة من الانبساط والأنس
الذي تنشده النفس البشرية .
حظيت الشريفة خديجة بالايثار والمحبة من لدن ابيها السيد علي بن محمد الحبشي وقبل
وفاته خصها بوصية جاءت على النحو التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لما كانت العروة الوثقى التي يستمسك بها العبد في الإقبال على ربه التزام تقوى الله التي هي أوضح
المسالك في الإقبال على الله و الوصول إليه و هي من اجل المنح التي أكرم بها خاصة عباده دعتني
الشفقة و المحبة و الحنانة إلى إرشاد بنتي و قرة عيني و سلوة خاطري، بعثني الحب لها إلى تدوين
وصيه جامعه بالتقوى التي هي راس مال العبد المقبل على مولاه و هي وصيه أوصي بها المولى سبحانه
و تعالى جميع عباده المؤمنين بمقتضى ما أعربت عنه آية (( و لقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم
و إياكم أن اتقوا الله )).
أوصي ابنتي بالتزام التقوى قولا و عملا ونية و عليها أعول في التزام لوازمها بما أمكن، والتقوى عبارة
عن امتثال ما أمر الله به و اجتناب ما نهى عنه فالتزمي يا ابنتي العمل بمقتضاها و امتثلي ما أمرك به
و انتهي عما نهاك عنه و احذري أن يراك حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك و قومي بحق المولى بما استطعت
و ارغبي فيما رغب فيه أسلافك المكرمون و اهلك العارفون.
فقد سبقك إلى التزام هذا العمل أئمة أعلام ممن صدقوا في حب الله و صرفوا في مرضاته الليالي و الأيام
و كوني على عزم صادق و همة دائمة في اقتفاء تلك الآثار، ومواصلة السرى في إتباع أولئك القوم الأخيار
و لك بجدتك فاطمة الزهراء و أمها السيدة خديجة، الفخر الاتم و المسلك المستقيم فابحثي على آثار أولئك
الجدات و من بعدهن من النساء الصالحات اللاتي سلكن أقوم طريق في اللحوق بهم.
والله الله يا بنتي في الزهد في الدنيا و عدم الالتفات إلى زخارفها و شهواتها و كوني على حذر من
الانقطاع بأشغالها و التمتع بلذاتها و احذري إن تغتري بأفعال المنهمكين في اللذات و الشهوات اجعلي
نظرك كله إلى فعل الباقيات الصالحات و المراتب العلويات التي وصلها كرام السادات من خير الأمهات
و البنات.
و هذه طريق أن وفق الله العبد لسلوكها حضر مواكب ملوكها فارغبي الرغبة التامة في صحبة أربابها
و لا بد إن تدخلي إن شاء الله من بابها و تشاركي صالح أربابها.
و اسأل الله أن يوفقك للعمل بذلك و ملازمته و يوفقك على أسراره و ثمراته و هذه دلاله و إرشاد و إذا
التزمتيها بلغت كل مراد و اسأل الله أن يوفر حظك من التقوى و اليقين، و يمنحك قوة في العمل و همة
الإقبال على الله عز و جل و أساله فضله و إحسانه.
لقد كانت الشريفة خديجة عند حسن ظن ابيها بها فتمسكت بالعمل بوصيته حتى توفت في السادس
من ربيع الثاني عام 1359هــ عن عمر يناهز 68عاما فكان يوم رحيلها يوما مؤثرا ذرفت
فيه عيون الحضرميات دموع الحزن وانحنت هامات الرجال في سيئون اجلالا واكبارا على رحيل
هذه السيدة الفاضلة الصالحة التي سعت في حياتها الى غرس معاني جديدة للشوق الروحي
ومفهوم الحب والمحبة السامية في انفس وقلوب بنات وابناء مجتمعها..!!!
للموضوع بقية تأتي
.
.
abo abdullah
11-12-2006, 08:29 PM
شكرا ابو عوض على الموضوع الرائع
أبوعوض الشبامي
11-12-2006, 09:19 PM
شكرا ابو عوض على الموضوع الرائع
شبامي مغترب
شكرا على المرور والتعقيب
لا زلنا في مقدمة الموضوع وفي القريب نتاول مقاطع من شعر الشريفه
خديجه كنموذج للشعر النسائي في حضرموت ...!!
.
جمال عبدالله
11-12-2006, 10:17 PM
جزاك الله خير يا أستاذنا الفاضل على هذا الموضوع الشيق والمفيد ونحن في انتظار المزيد.
الشبامي
11-12-2006, 11:14 PM
رحم الله الشريفه خديجه الحبشي التي كانت مثالا يقتدى به ونبراسا يضئ الطريق اما م النساء الحضرميات
ورحم الله والدها السيد الحبيب علي بن محمد الحبشي
وشكرا لهرمنا الشبامي ابي عوض الشبامي
وعلى احر من الجمر بأنتظار المزيد
جرح الزمن
11-13-2006, 03:45 PM
مشتاقين للربع في الغيضة ومشتاقين لكتابات ابو عوض وتجواله بين كل مناطق حضرموت ليقطف لنا من كل غصن ورده ومشتاقين للكثير وللكثير من مشاكساته المحببة الي الامام ياملح السقيفة وبسباسها
أبومجبور
11-13-2006, 04:07 PM
شكراُ حبيب على هذا النقل الرائع
حقيقة هذه المعلومة إستفدتها منك
لك خالص التقدير
abo ahmed
11-13-2006, 04:43 PM
الله كبر ما اجمل ذكريات هولاء الكبار والكبيرات من عضماء الامه الذين جعلو الدنيا خلفهم ونظرو الى العمل من اجل اخراهم فكانت حياتهم فخارا وحسنت باذن الله اخراهم رحمهم الله ورحمنا معهم
أبوعوض الشبامي
11-13-2006, 05:34 PM
الأخوة
جمال عبدالله
الشبامي
جرح الزمن
ابومجبور
بوأحمد
وكل القراء المهتمين شكرا على الاهتمام والمتابعة ولنا تكملة بإذن الله ....
وهذا الموضوع الذي كتبناه خصيصا للسقيفة من اجل الارتقاء بها .!!!
وفتح افاق البحث في تراثنا ...!!!
.
أبوعوض الشبامي
11-14-2006, 01:01 PM
.
شهدت حضرموت في القرون الماضية ظروف اقتصادية ومظالم اجتماعية ظلمت الطبقات بعضها البعض،
ثم اتفقت كل الطبقات الاجتماعية بالاجماع على صب مظالمها في المرأة، المرأة ذلك الكائن الضعيف
الذي تعرض عبر العصور إلى تجفيف منظم لمنابع الحب فيه، وكبت مشاعر الإحساس والعواطف ،
وبوح المرأة بالحب ولو حتى باللجؤ إلى أدوات التعبير من شعر أو نثر، يعد في نظر المجتمع قلة
في الحياء وتمرد على القيم الاجتماعية بعكس الحال عند الرجل الذي من حقه أن يبوح بحبه علنا ويعبر
عن عواطفه جهارا بكل وسائط و أدوات التعبير شعرا أو نثرا.
ووسط تلك المفاهيم الاجتماعية عاشت الشريفة خديجة بنت علي الحبشي شأنها شأن الحضرميات
من بنات جيلها. إلا أنها كانت تختزن في أعماقها مشاعرا فياضة بالحب والأشواق ككائن يملك
الأحاسيس ويملك موهبة التعبير عن تلك الأحاسيس..
فاستطاعت أن تكشف لنا بموهبتها الشعرية وأن تصيغ لنا المعاني الكبيرة بواسطة أدوات التعبير
المفهومة في المجتمع فلجأت إلى قرض الشعر الشعبي ونظمته على أصوات الأغاني الشعبية الشائعة،
نظمت لنا كثير من الأشعار صبت فيها مشاعرها العاطفية تجاه من تحب دون الإفصاح بصريح العبارة
عن حبها فنقرأ معاني الحب فيتجلى في شعرها الحبيب هو الله تعالى وتارة يتجلى لنا النبي محمد (ص)
وتفصح مرة بحبها لوالدها السيد علي الحبشي وتشير حينا أنهم إخوتها الذين نأت بعضهم الغربة وتصرح
بحبها لشيخ أبيها ومعلمه السيد ابوبكر بن عبدالله العطاس المدفون بحريضة وتارة يتجلى لنا ذلك الانسان
الذي اخفت سر حبه وسر اسمه في اعماق قلبها خشية من البوح بالتصريح المباشر باسمه ....
وأمام تلك الصور الرائعة من الحب والتي تحركها لواعج الأشواق يبقى الحنين للقاء بهؤلاء الأحبة في
الدار الآخرة وفي الأثر ( إن المحب يحشر مع من أحب) وترجمة لمعاني هذا الحديث قالت الشريفة خديجة:
في الحديث إن المحب يحشر مع من أحب........ ....... يالله أصلح كل حال
بانقع سعفه نهـــــار الخلق كلٍ في التعب .......... والصحــابه والعيـــال
مابغينـــا البعد بانحـشر مع من قـــــرب .............. الى رفيعات المعـالي
ولكن حتى يحين ذاك اليوم الوعود هناك أشواق للمحبة تهز قلوب المحبين قالت الشريفة خديجة
على صوت ( من حب صاحبه ما دور بديله ):
لي قلب شايق تحركه النسايم ........... يتذكر لي في أوقاته علايم
.................... ياريتنا الخف في قاعة رجيله
ومن بلي في المحبة صار ضايع ........ حبـّـان صيته في الآفاق شايع
...................... حتى من البعد باتسمع عويله
وكل مشتاق ماحــد يلومه ....... إذا تذكر صاحبــــه تقـــوا عــــزومه
.................. والشوق في القلب والطاقه قليله
............. (( من حب صاحبــــــــــــه ما دور بديله ))
يبقى مفهوم الحب عند الشريفة خديجة ضربا من ضروب الامتحان والبلاء ( البلية) للقلوب المكلومة
القلوب التي تعرف صادق المحبة ومعانيها الحقيقية قالت على صوت ( يارب بتي العكيه )
ما حد درا ما بحالي ............ بي شوق ماحد رثالي ......... ياهل القلوب الصفيه
من حب صاحبه يتعب ............ لا حـــــد يلوم من حب .......... فان المحبه بليــّـــه
ولكن هل لمن بلي بالمحبة أن يتلثم برداء الحياء خوفا من أقوال الناس ونقد المجتمع له؟؟
أو ان له الحق بالمجاهرة بالحب الحقيقي ذلك الحب الذي يفجر في كوامن النفس منجما يخرج
منه الدرر والجواهر ذلك ما باحت به الشريفة خديجة على صوت ( ياشمس شارقه من فوق سيئون )
وترجمة لنا فجاءت صورا جميلة عن معاني سامية لا يدرك مكنونها إلا العارف اللبيب ..
ولك أيها القارئ أن تتأمل معي جزيئاتها المترابطة باحكام وتهيم مع سبحاتها حين قالت فيها:
من بلي بالمحبه لا يحاذر ....... بايخرّج من اقواله جواهر
................ بايغني بها وانتم تسمعون
والمحبه لها عندي قواعد ........ غير ماحد معي فيها مساعد
.............. من قدا لي بهم خاطري محنون
يالمغني تفضل رد جواب .......... قبل لا عاد يظهر سر غاب
...................... كيرها في الكبد مرشون
وتتنقل بنا الشريفة خديجة بين جزيئات متكاملة ومترابطة وترسم لنا بأدوات التعبير البسيطة صورا
رائعة لمعاناة امرأة مترددة تحاول ان تبوح أو لا تبوح بمكنون سر حبها ولكن مهما حاولت البوح
فالنار لا تحرق إلا رجل واطيها وقلب المعنى بالحب هو المولع خاصة حين يكون المحب الذي تعنيه
الشريفة خديجة حين قالت
قلبــي المعنى مولــع ........ والعين تدمع .......... لا حل لش يالهويه
كــم لي قلبي معــذب ....... ونا مـسبـــب ........ والعقل مني هميّــه
العشق عندي فنـونــه ....... كافــه ونـونه ......... بتيـت فيه العكـيّــه
ياحبايب رثوه لحالي ..... في ذا الليالي ....... هيـّـا بنظــــره اليّــــه
من كــل حـب متــيـــم ...... في الحب مغرم ....... يهوى الأمور العليّـه
نفسي بذكر المديـنــه ...... دايم حـــزيـنــه ...... تشتاق خير البريــّـه
متى متى اشوف داره ..... واحضر مزاره...... سعف الوجوه الرضيـّـه
هنا يأتي الافصاح عن هذا الحبيب الأسمى هو حب لمدير الكون كله وخالق الناس فجعل الجميع
من حالة العدم إلى حالة الوجود بين ( الكاف والنون ) والشريفة خديجة افصحت أنها تهوى ( الأمور العليه )
ونفسها تفيض شوقا حين تذكر ( المدينة ) على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وتتمنى أن تزوره
بصحبة الوجوه الرضية من الصالحين الأخيار ....!!!
للحديث بقية مع شاعرة من سيئون ...!!!
.
أبوعوض الشبامي
11-15-2006, 07:04 PM
.
نتواصل مع الشاعرة الحضرمية الشريفه خديجة بنت علي الحبشي ..
وفي جنح الظلام سجع المغني من بيت الجيران بصوت من أصوات الدان ( ياقمر شارقه من فوق الأصبار )
فوصل تراجيع صوته إلى إذني الشريفة خديجة فاهتزت جوانحها له وتململت على فراشها فجفا جفونها
الكرى، فلم تهدأ من وجدها الصوفي إلا بعد أن باحت بما في قلبها حين قالت:
إيش ذا الصوت لي زعّل منامي ........... شل به شخص سالي عند ذا الجار
من بغا الملتقى ينصت لـــزامي ........... يوم تضــرب كأنهـا حنــــة الطــار
من شرب في المحبه من مدامي .......... ما يفنـّد شراب الحلو امن القــــار
ما على المحبـــــه شي ملامــي ....... يالله اســـتر عليهم لا تكشــف بار
إنها لحظة من لحظات السكر الصوفي ذلك السكر الذي تخوضه الشريفة خديجة هو تجربة حياة
في سبيل اقتناص لحظة من لحظة الأنس والصفاء، فلا مكان للزمان عند السكران حين يقتنص
العبور من الصمت إلى الغناء، ومن الحزن إلى الفرح ، ليس كلُّ من شرب من دنان الخمر الصوفية
سكران، وليس كلُّ من سكر بها غنم من لذّتها وليس كلُّ من عرف لذّتها؛ أشرقت فيه أنوار التجلِّي.
فهي معذورة لأنها بليت بحب عظيم حب تغلغل وسط الأحشاء حملها ما لا تطيق من معاناة فلا نلومها
حتى ولو خافت على ذهاب عقلها قالت:
اعـــذروني فاني في المحبـــــه معذب
اعذروني فانتم تعلمون وصف من حـب
من بلي بالمحبه ما عاد له قــوت يطلب
أو أذاكـــر ومحبيـــه يبكي وينحــب
فان جا الدجــا دمعي على الخد يسكـب
واذكر ايام شو ماهي من العمر تحسب
يومني بينكــم نهــذف ونوكل ونشـرب
فيش مني وحر الشوق في القلب يلهب
قل صبري عسى ايام التلاقي تقــــرّب
لا تلومـــوني خايف على العقــل يذهب
ومن ذا يلوم محبا على حبه إذا كان المحب يسمو مع سمو الحب ؟
وتختلط الأشواق عند الشريفة خديجة وتعيش مع وجدها ومواجيدها لهفة الشوق والحنين وتبث أشواقها
وتبوح بما تعانيه لأخيها الذي ذهب عنها وسكن المكلا فوجهة إليه رسالة تحمل في طياتها أبيات رقيقة
تعبر فيها صدق مشاعرها الأخوية نحوه وتصف فيها معاناتها لعله يشاطرها هذا الإحساس فقالت:
هاك يالمعتني خطـــي إلى مّا المكلا
بلغـــه للذي ذكـــره به القلــب يحـــلا
مرحبـــا به مائــة آلاف حيّـــا وسهـلا
قــرة العيـــن لي دايم بذكــــره تسـلا
قل له انا قتلت الشوق ياخــوي قتـلا
إلى متى يامنى قلبي بك الدار يمــلا
فان قلبي من الأشواق في وسط مقلا
انه حتمية القضاء والقدر الذي تؤمن ونؤمن مع الشريفة خديجة به وهذا الأمر الذي تعانيه قد قضى به
من شاء أن يقضيه في اللوح المحفوظ وهي تقبل ما كان نصيبها قد اختط لها في اللوح المحفوظ
فقالت على صوت ( حــن يانـــوب ):
ذا عليــنــا مــن الله علينـــــا مكتــــــــوب
يانسيم الصـبا هبي على قلب متــعــــوب
ردي الوقت لي فيه الصفـا والشــرح دوب
بانزيد المسامر لي صفــا كل مشــــروب
يجمـــع الله تلاقينــا مع خير محــبــــوب
بعدها با تقع فرحه وذا قده محســــــوب
عشـــدليّــه على معيــان يسقونهــــا دوب
والسعف طارحه والخيل في النحر مكثوب
كل شمـــراخ يلقي منهـــا زيـــر مربــوب
ريت لي صيم بادواي به القلب مرعـــــوب
ولكن من تكون التي كنـّتها الشريفة خديجة ب ( العشدليه ) ؟ ذلك سر والسر في قلب أهل الحقيقة
مصيون وكشفه محفوف بالمخاطر...!!!
وحين داع صوت ( يادابسين النـُّـوب ) بين الناس لعذوبة ورقة لحنه تناولته الشعراء في حضرموت
بكل فئاتهم ... فالعاشق الولهان صاغ كلماته على هذا اللحن يبث فيه شعوره بالحب تجاه من يحب
ويشكو الصد والفراق من حبيب يمعن في صده وهجرانه ، اما العلماء والفقهاء من الصوفية فقد سحر
لبهم صوت ( يادابسين النوب ) فحرك أشجانهم ومواجيدهم الصوفية فقالوا على هذا الصوت الكثير من
الأقوال فقد مر عليكم من قبل ما قاله السيد حامد السري في كلماته التي داعت باسم ( بالغواني ) منها :
بالغواني .................. قلبي مولّع هايم وفاني
.............. حاير يدير الفكر
كم يعاني ........... في حب خرعوب سوس مباني
......... في القلب له دور وحصون
قد سباني ........... سلطان للغيد له خصر ضاني
............. شبيه خيط الوتر
للحساني ........... فايق وله صدر حلو المجان
......... ما حلا ثمر فيه مصيون
وهذه الشريفة خديجة بنت علي الحبشي توجه جوابها الى اخيها علوي فقالت:
لا تبالي ............... يااهل الحسد ياعديم المثالي
.......... من حب حد ماصبر
في الجبالي ........ يشبون حتى العقاب الطوالي
........... وبالتعب مايعابون
يامشوق ............ شف من بلي بالهوى مايصدق
............ الا ان بعينه نظر
والموفق ............. مولاك بالعبد يلطف ويشفق
......... لكل شي حد مرهون
ياحبايب........... مسكين جاكم على الباب تايــب
............ حطوا عليه النظر
شوه واجب ........ من حب حد مايشوف المصاعب
.......... ومنكم الخير مسهون
كنت سالي ........ واليوم من شاف حالي رثالي
............ تعبان والأثم قر
يارجالي .......... عينوا معي في سهر ذا الليالي
......... شونا مقيد ومرصون
يامودّي ..................... تأتي الما الطويله بعلوي
............... يكفيه من ذا السفر
طال بعدي ............... والقلب مشطون والعين تبكي
.............. من كثرة مفتون
ضاق حالي ............... من شافنا الا يحزر خيالي
........... وحس في الجوف حر
لي جرا لي ............. ضربوا اهل الهوى مثالي
............ من شافنا قال مجنون
يامغني ........... بين بيوتك الى من تكني
............ لا بحر وإلاّ بر
مين تعني ......... ياريتها باتقع بالتمني
......... بالقيك في العين والنون
وإلى من تكني الشريفة خديجة في شعرها الذي ضمها ديوانها ( المخطوط ) والقابع في ارفف ديار
( آل حبشي ) نسيا منسيا ؟؟ ذلك الديوان الذي ضم بين دفتيه تراثا من المفردات والصور في الشعر
الشعبي كما رسمته امرأة حضرمية قبل سبعين عاما ...!!!
.
عمر خريص
11-15-2006, 07:13 PM
هذه دراسة وافيه يابو عوض .. سلمك الله وعافاك
مازلت اقراء واتقصى معالم هذه الشخصية من خلال مارسمته لنا
سوف اطبع هذه الدراسة واحتفظ بها في مكتبتي ان اذنت لي ..
الف شكر لك
أبوعوض الشبامي
11-16-2006, 01:54 PM
هذه دراسة وافيه يابو عوض .. سلمك الله وعافاك
مازلت اقراء واتقصى معالم هذه الشخصية من خلال مارسمته لنا
سوف اطبع هذه الدراسة واحتفظ بها في مكتبتي ان اذنت لي ..
الف شكر لك
شكرا لأبي محمد الشحري على المرور والتعقيب ...
إن تراثنا الحضرمي بحاجة للدراسة والبحث وكما اخبرتك أن هناك نخبة طيبة من ابناء
حضرموت بدأو بالاهتمام في دراسة هذا التراث ونعود لمواصلة موضوعنا عن شاعرة
من سيئون الشريفة خديجة بنت علي الحبشي...
قال الشاعر
ألمُّ خيال العامرية موهنا ......... خيال بأعلى حضرمــوت غريب
أرى المرء أمسى للحوداث غـــــــاية نوائبه تغتاله فتصــــــوب
وكما المَّ الشاعر بخيال العامرية بأعلى حضرموت فإن الشريفة خديجة ألمَّت وهي في حضرموت بخيال
( العامرية )...
ومن تكون العامرية ؟؟؟
إنها ( ليلى ) معشوقة قيس بن الملوح ، تلك الفتاة العربية الذي خلد ذكرها بحبه العذري ونظم قصائده الخالدة فيها
و غدت مصدر الهام ورمز من رموز الحب العذري في الشعر العربي.
ولكنها في رموز الشعر الصوفي لها معاني عميقة ذكرها الشاعر الصوفي ابن الفارض في تائيته
وذكرت من لدن شعراء التصوف فكان ذكرها في شعرهم تعني لهم رمزية الحب العذري وتعني لهم تأويلات يفهما القوم
وحدهم ...
إن الحبيب يتراء خيالا وان كان مسكنه الفؤاد وان الغريب كما قال زين العابدين بن علي بن الحسين
رضي الله عنهم غريب اللحد والكفن.
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ *إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ
إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتـِهِ * على الْمُقيمينَ في الأَوطــانِ والسَّكَنِ
ولكن هل أدى المجتمع الحضرمي حقه نحو الشريفة خديجة وهي تحس بالشعور من العجز والغربة
في بلادها ؟ ذلك ما باحت به شاكية مرارة هذا الشعور بغربة الذات فقالت:
يارســــولي إلى من مســـكنــه فـــــؤادي
لي محبتـــه عنــدي لم تزل في ازديــــادي
فرحتــي لا سمـعت حد بذكــــره ينــــادي
لي خيـــــاله بعينــي دوب وأنا ســــــادي
من محبتــه في قلبي وكثر اعـتــقـــــادي
قـــط ما أنســــــاه يقـــظــتي أو رقــادي
قل له العجــز غــــربتــــي وأنا في بلادي
شي بصر شي نظر يااهل الوجوه السعاد
الشريفة خديجة بنت علي الحبشي شاعرة صادقة الصبابة والعشق،أحبت فهام قلبها قلب كقلب
الطير دائم الخفقان ، هامت وحلقت به في فضاء رحب، عبرت بالرموز والمعاني الصوفية عن
مشاعرها وشعورها فبدا شعرها للقارئ أنه غزل ، ولكنها كانت تتلذذ في وحدتها وانسها
بذكر حبها لأن للحب لذة وحلاوة لمن ذاقها خاصة إذا كان المحبوب أهلا لهذا الحب، وصانت
سر حبها و لكنها باحت به في لحظات الأنس والانبساط ، فقد شدها لحن دان جاء على صوت
( لا تعطي الســـر من لا يكــنـّـه ) فقالت :
يازين نسنس بصوت المغاني ...... ان لك معاني
............... عساه يدرك بذا الصبر جنه
............... لا تعطي السر من لايكـنـّـه
عسى تنسم بصوتك فؤادي ..... لي قلب صادي
................ شله وزيّـده يازين ونــّـه
...............لا تعطي السر من لا يكنه
نسم علي شف فؤادي مكدّر ...... .... وانا مغيـّر
............... ولي بغيته من الله تمنـّــه
................ لا تعطي السر من لايكنه
مسكين دائم وقلبي مضيّع ....... شي طب ينفع
................ قل للمحبين كم شفت محنه
................ لا تعطي السر من لايكنــّـه
عساه يسمع حبيب الخواطر ...... ... ويقول خابر
................. واعطــه ملا الكاس تهنـّـه
................. لا تعطي السر من لا يكنّـه
.
علي فدعق الهاشمي
11-17-2006, 03:22 PM
ابوعوض الشبامي
جمعتك مباركه
ولاحرمنا الله من جديدك الطيب
نستمتع بالاِطلاع على مواضيعك الهادفه الذي تدل على معدنك الاصلي يالصلي .
والحبابه خديجه بنت علي بن محمد الحبشي غنيه عن التعريف ومااتيت به خير وبركه وفائده كبيرة تثاب عليها .
كان الود ودي ادلو بدلوي ولكن يقال :
((اِذا وجد الماء بطل التيمم))
اسجل اِعجابي بجديدك الهادف المتميز فقط
باِنتظار جديدك الطيب على أحر من الجمر
وجمعتك مباركه
ودمت بــــــــــــــــــود
البطرااااان
11-17-2006, 04:06 PM
مشكور يابو عوض الشبامي
موضوع من صلب التراث والتاريخ
مشكور
أبوعوض الشبامي
11-19-2006, 07:29 PM
.
شكرا للسيد علي فدعق وللأخ البطراان على المرور والاهتمام بالتعقيب
وتواصلا مع موضوعنا شاعرة من سيئون نضيف للمهتمين بشعر الشريفة خديجة بنت علي الحبشي
هذه النماذج من شعرها ....
قالت على صوت ( وكـــــريم يابارق على دوعــــن وعــيــن )
من خاطره منضاق............ يبـــــات يترقب محـــــلات النجـــــوم
ما تغمض الاحداق ............. لي ضاق بايسري معاهن لي يسرين
.................... وكــريم يابارق على دوعــن وعيــن ......................
والقوت له ما نذاق.............. يبات طول الليل في خيمه يزوم
مساهن الاشــراق ................ اذا اشترى بايلقط الا كل زين
...................... وكريم يابارق على دوعن وعين .................
ما يغبط العشـــاق ................ يذكـــــر احبــــــابه خــذوْ لا قدين
ياغـــاية المطلوب ................ عذبت من يهواك وانته في الغلـــوب
وانا لوصـلك لـــوب ............ ..واهل الهوى ماهم بحـــالي داريين
................. وكريم يا بارق على دوعن وعين..........................
وعلى صوت( ياعدن سِــرت في مرساش يا خير بندر ) قالت الشريفة خديجة:
ريت عتب من ضـــــاق خـــاطره يزعــق
فاني من فراق احبـــاب مهجتي مشتق
يا محبين قلبي من لظى البيـــن محــرق
لي نظر حــالتي محـبوب قلبي صــــدق
وان بغى الحكم لقاضي المحبين يدحق
يوم قلبي كما الثــــوب الدويل المخرّق
كلمــــا جيت باخيط تنقوضــــه تشعّـق
شف طبيب المحبّـــه قال لي لا تحـــرق
هاك مني دواء قُـــرب المحبــــه مروق
قلت له والله انك انته اعـــرف واصـــدق
وقالت على صوت ( حــولوا بالسيل مقبل ...... بانسقي به جروب العاشـقـين )
سيئون ماشي كماها ياغنا الارواح
ونورهــا في ظــلام الليل كالصباح
وعــــاد غـزلان في وديانها يرعيــن
حـولوا بالسيل مقبل ........ با نسقي به جروب العاشقين
لي تحاكي به من الاشواق شف عندي كثر
غير انا في بحـــر مارســيت فيه ما انعبــر
آه يامـــــا في فـــوادي ريتـــكم به داريين
حولوا بالسيل مقبل ....... با نسقي به جروب العاشقين
ريتكم الى الطويله باتجدون السفر
للزياره باتقضــــون كل وطـــــــر
بايتمين المقاصد لا ضويتوا زايرين
حولوا بالسيل مقبل ..... با نسقي به جروب العاشقين
وقالت على صوت ( والمحبـّه قال شاعر عذبت حال اليتيم )
ريت كل من ضاق قلبه .......... لا تذكر من يحبــّه
.................... في وسط غبّه يهيم ...............
......... والمحبه قال شاعر عذبت حال اليتيم
يامسيكين المعنّا ............ الى لحق كل ما يتمنا
.......................قال ياريته يديم......................
شي رثيّـه يارفاقي ............ شي وسيله للتلاقي
.................. تشفي القلب السقيم ...................
يومنا قد كنت سالي ............ كأننا قلّ احتيالي
................. دمع عيني دال ميم ..................
من بلي يازين يصبر ............ بالسريره ما يخبـّـر
................. غير من قلبه غشيم.....................
والمحبــّــه قال شــاعر عذبت حال اليتيم
.
بو فيصل
11-20-2006, 04:24 PM
أبو عوض الشبامي/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، اخي هذه الطلة على الموضوع
لا تكفي بل ساعات وساعات مطلوبه حتى يستوعب الكلا م الشيق العذ من رجل محنك عايش
الامور على حقيقتها فلك مني الشكر والتقدير والوعد بالعوده لتفهم هذا الموضوع ...بارك الله فيك
عابرة سبيل
11-22-2006, 02:50 PM
السلام عليكم,,
فعلا بانه موضوع رائع ومتميز,,,وانت هنا انصفت المراه وانصفت التاريخ وانصفت المجتمع,,,
فالسيده خديجه مثال للسيده الحضرميه اللتي تربت في منبت طيب واخذت من الامور خير ما فيها,,
ووالدها افضل مثال للحضرمي المؤمن بموقع المراه تمثل ذلك في وصيته لابنته وهذا يعكس بانه مقتنع من قدرتها على تنفيذ الوصيه,,
وهو احد افراد المجتمع وهذا يشير بوضوح الى وجود الكثيرين في المجتمع في ذلك الوقت امنوا بموقع المراه وحقها وانصفوها,,
وهناك مذكرات الطبيبه الالمانيه ايفا هوك تحدثت فيه عن المجتمع الحضرمي وعن المراه الحضرميه والرجل الحضرمي وكتاباتها كانت شهاده بتميز المراه والرجل والتعامل الراقي للرجل الحضرمي للمراه,,,بعيدا عن بعض الجهله او من لا يقدروا المراه,,
خي ابوعوض,,,نشكرك لهذه الصفحات المضيئه اللتي تحاول بها ان تقدم شهاده للتاريخ وتعرفنا على صفحات كثيره مجهوله لكنها مضيئه من تاريخنا,,,
لك خالص الشكر والتقدير
أبوعوض الشبامي
10-23-2007, 10:10 AM
.
يرفع للفائدة وعودة للمخزون
.
سالم السقاف
04-19-2010, 02:21 PM
يرفع للفائدة
(سحاب الخير متنوي ,, جمال القافلة حنين) .. صوت قديم - سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa/showthread.php?t=68146)
وهذه القصيدة ايضا منسوبة للشاعرة ,,
الف شكر للاستاذ أبوعوض الشبامي على المجهود الجبار الذي بذله
فعلا ديوانها المكتوب مرجع .. والكثير من الأصوات اشتقت من اصوات الحبابة
دمت بحفظ الرحمن ورعايته
الشبامي
04-19-2010, 05:35 PM
مواضيع ذهبيه قيّمه لن تجدها سوى في سقيفة الشبامي عرين الإبداع والمبدعين
أبا عوض لك مني تحيه من القلب
انت تعمل بصمت ودون كلل او ضجيج او رغبه في مناقفه فارغه للفت الأنظار مثل بعض الأقلام أصلحها الله ، بارك الله فيك ونفع بك !!
ورحم الله الشريفه خديجه الحبشي
أبوعوض الشبامي
04-19-2010, 11:52 PM
يرفع للفائدة
(سحاب الخير متنوي ,, جمال القافلة حنين) .. صوت قديم - سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa/showthread.php?t=68146)
وهذه القصيدة ايضا منسوبة للشاعرة ,,
الف شكر للاستاذ أبوعوض الشبامي على المجهود الجبار الذي بذله
فعلا ديوانها المكتوب مرجع .. والكثير من الأصوات اشتقت من اصوات الحبابة
دمت بحفظ الرحمن ورعايته
شكرا للشاعر سالم السقاف والذي بعث الموضوع من طي النسيان ...!!!
.
أبوعوض الشبامي
04-20-2010, 03:54 PM
مواضيع ذهبيه قيّمه لن تجدها سوى في سقيفة الشبامي عرين الإبداع والمبدعين
أبا عوض لك مني تحيه من القلب
انت تعمل بصمت ودون كلل او ضجيج او رغبه في مناقفه فارغه للفت الأنظار مثل بعض الأقلام أصلحها الله ، بارك الله فيك ونفع بك !!
ورحم الله الشريفه خديجه الحبشي
شكرا للشبامي على المرور والتعقيب ... السقائف تستحق منا العطاء ، ولكن سنة الحياة أن تسمع ضجيجا من خلفك ونباحا من حولك ... ويجب على المرء أن يمضي ويصمت ويلحق بالقافلة التي تسير ويترك الكلاب التي تنبح من وراءه ...
وموضوع الشريفه خديجه من المواضيع التي تفردت سقيفة الشبامي بنشرها ، لمكانة هذه السيدة الفاضلة في المجتمع السيئوني وكنموذجا رائعا للمرأة الحضرمية المبدعة .
.
abu iman
04-20-2010, 04:54 PM
كم وكم من مثل هذه النماذج و كم لعبت المرأة الحضرميـة دورا حضاريا و كم ربت أجيالا
من ذا يفاخر المرأة الحضرمية سلوكا و مسلكا .. رحم الله الحبابة / خديجة فقد كانت مثالا
يحتذى، جدير بجيل اليوم أن يتمسك بجذوره فهم جميعا كانوا قدوة و نعم القدوة ...........
وهناك أيضا شاعرات مجيدات بالذات من سيؤن
.شكري و تقديري/////
الماسه*
04-21-2010, 01:19 AM
مااجمل مخزونك المفيد استاذنا الفاضل ابو عوض الشبامي
وجدت هنا دررا وتاريخا حافلا بالعطاء!!
لقد كانت هذه السيدة الفاضله والداعية الى الله السيده خديجة الحبشي احدى النساء القلائل اللآتي يفخر بهن التاريخ الحضرمي والعربي والاسلامي
كونهن قد وضعن بصمتهن بصمت ودون افتعال وسطرن اروع الصور المضيئة والمشرقه لصورة المرأة الحضرمية في زمان كان من الصعب فيه
ظهور النساء او تبؤهن مناصب قياديه ومع ذلك ابت بعضهن الا ان يبرزن من خلال اعمالهن الجليله في خدمة الدين والمجتمع بما لا يخرج عن
شروط المجتمع الحضرمي المحافظ جدا بشكل خاص.
مالفت نظري فيما قراته في موضوعك هو نبرة الأحتقار والأزدراء التي صورت بها تلك المستشرقه للنساء الحضرميات على انهن يشبهن قطيع
من الاغنام او الأبقار "حاشاهن" ((من طرف خفي))!!!..
ساورد اليك جزء من نصك وسالون بالأحمر مالاحظته..
ذكرت السيدة فريا ستارك التي زارت سيئون عام 1935م:
"وصلتني رسالة من أرملة متعلمة من سيئون تطلب مني فيها أن أزورها وقد قادتني إليها خادمة
تجرجر خلفها ذيل ثوبها الأخضر وسط النخيل ثم صعدنا سلماً مطلياً بالنورة الجير الأبيض" قادنا
إلى غرفة واسعة ذات أعمدة ومفروشة بسجاد وتحلقت نحو عشرين امرأة يلبسن فساتين قطنية
مزهرة وأثلقن أيديهن بالأساور العنبرية حول زعيمتهن الروحية وكانت عيناها تلمعان
لقد ذكرنني بمتحذ لقات "موليير"
أما الأرملة نفسها فقد كانت شابة ومستديرة وقد تدلت ضفيرتان على
جانبي وجهها وعندما رأتني أدخل شرعت في القراءة في نسخة من صحيح البخاري كان
موضوعاً فوق خشبة صغيرة أمامها وبينما انهمكت هي في القراءة بصوت له رنين غير معبر
كانت النساء حولها يتململن بحرارة وقد انقسمن بين الرغبة في الاستماع للقارئة كما هي
العادة والرغبة الجامحة في رؤيتي.
ثم تقدمت وسط النساء واقتربت من ربة البيت وبعد أن سلمت عليها رحبت بي بخطاب مؤثر كانت
تلقيه وكأنه ينساب من حنفية وفي الوقت نفسه ظلت تراقبني وتمسكني بإحدى يديها وتشير
بالأخرى لجذب انتباه قطيعها وكانت تنقط جملها بأصابعها القصيرة والجميلة المنقوشة بالحناء
ولم تنسَ أن تضّمن حديثها بعض الآيات القرآنية وبعض الأحاديث النبوية واقتبست كذلك من أقوال
الشعراء إذ أنها نفسها كانت شاعرة وشاركت في مساجلات شعرية شعبية وتحصلت في إحدى
المرات على طقم أواني للشاي كجائزة وأخبرتني أن النساء يجتمعن عندها يومياً ليستمعن إلى القرآن
أو صحيح البخاري أو صحيح مسلم، أو أحد كتابين تقليديين نسيت اسميهما وقد صادف أنني أعرف
شيئاً عن صحيح البخاري وعندما استطعت أن استذكر نصف جملة من أقواله شرعت المرأة دون
أن تترد ثانية في الحديث عن الفلسفة والقيمة العليا للدين وسألتني لماذا لا تسكني هنا؟
سيكون باستطاعتنا أن نجتمع ونتناقش كل يوم".
مالونته باللون الاحمر يدل دلالة واضحه على ان هذه المستشرقه دخلت لتتجسس على نساء حضرموت وتكتب تقاريرها
كما فعل الكثير من المستشرقين قبل واثناء احتلالهم لكثير من البلدان العربيه حيث ارسلوا هؤلاء الذين اسموهم بالمستشرقين
ليتعرفوا على نفسية وطريقة تفكير هذه الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم ورسموا الخرائط ليلمّوا بكل تضاريس وجغرافية مناطقهم
حتى يسهل عليهم التعامل معهم واخضاعهم لسلطتهم واستعمال هذه المراجع لدس سمومهم دون ان يشعر بذلك اهل البلاد
لانهم درسوا طريقة تفكيرهم وعاداتهم وبالتالي فانهم يستعملون اساليب ملتويه قد تكون ظاهرها بريء ولكنها ليست كذلك بالفعل..
ان لهجة الازدراء في والدس تبدو واضحه من خلال قولها بان السيده خديجه رحمها الله كانت تشير بيدها الأخرى لجذب انتباه قطيعها!!!
فهي لاترى في المرأة العربيه الا انسانة خاضعة ذليله كما تخضع الغنم لراعيها!!
أمامالونته باللون الأخضر فهو يدل على ان السيده خديجة الحبشي رحمها الله كانت داعية في سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنه وليس بالتكفير والتنفير
فهي من خلال سلوكها الراقي الودود كانت تدلل فعليا بان الاسلام سمح ..وقد اهّلها سعة اطلاعها على مناقشة تلك المستشرقه في اصعب فروع العلم وهو الفلسفه !!
ومن المؤكد انها ادهشت بعلمها الغزير تلك المستشرقه محدودة المعارف مما حدى بتلك المستشرقه بنعتها ب((المتحذلقه)) من خلال دس قصة موليير اثناء وصفها !!
وربما ان ما تميزت به من عمق المعرفه وذكاء فطري وقّاد توسمه فيها والدها جعله يؤثرها ويخصها بوصيته!!لتحمل من بعده لواء الدعوة الى الله ..
فكانت نعم الخلف لنعم السلف.نحسبها كذلك ولانزكي على الله احدا.
بقي ان تكمل البقيه فقد قلت في ردك القديم بان للحديث بقيه ولكنك سكت عن الكلام المباح :)
بانتظار ماتبقى من الحديث الممتع ..تقبل تحياتي وخالص احترامي ودمت بالف خير.
ملحوظه((العينين اللامعتين ))التي اشارت اليها المستشرقه في وصفها للحبابه خديجه الحبشي رحمها الله صفة تدل على الذكاء الحاد.
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir